نقلاب في البناء المعرفي للبشرية في المستقبل القريب
أديب سلامة - أبردين – الولايات المتحدة
١٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٤، خبر ثقافي عن: مروة كريديه
من خلال مناقشة اشكالية فلسفية بالغة التعقيد ترى الباحثة مروة كريدية ان ظهور الفيزياء ما تحت الذرّية سيؤدي الى انقلاب معرفي يغير كل المسلمات التي عهدتها البشرية وستتجه الانسانية نحو اللافلسفة اي البنى المتشظية لكل الفلسفات الامر الذي سيغير البنى الفكرية المعهودة ويقدم استراتيجية قيمية جديدة لادارة الهوية والقضايا والعلاقات بين الدول حيث لن يكون للثوابت والمسلمات مكان في الحياة المستقبلية .
واشارت الى ان استشراف المستقبل لعالم يضج بالأزمات والعنف لا يكن الا عبر فهم البنى الفيزيائية العلمية التي مهدت له وكلها تقوم على "المنطق الكلاسيكي" التي انتجها العقل اليوناني وفيما بعد استثمرها العقل الغربي ومن ثم العقل العربي أفرزت: الحتمية، المنطق الصوري، الجدلية،الثنائيات،اللوغوس، المادة والصورة. هذا النتاج الكلاسيكي يقوم على محاور قيميّة من اهمها: اختزال الكون الى منظومة ميكانيكية مؤلفة من مكونات اولية، واعتبار "العلم الوضعي" الطريق الأوحد الى المعرفة، والنظر الى الكائنات الحية والتعاطي معها كآلات، واعتبار الحياة المجتمعية صراعا تنافسيا البقاء فيه للأقوى، الأمر الذي سوّغ العنف وحول الكوكب الى مملكة ارهاب ومع بزوغ الثورة الكوانتية والثورة المعلوماتية تكون البشرية قد نحت منحى جذريّا في تطوير البناء المعرفي ممكن ان يؤدي الى انقلاب في المفاهيم.
جاء ذلك من خلال اطروحتها العلمية المعنونة : " رهانات السلام...ازمات المنطق وآفاق الكون ، قراءة ابستمولوجية في مسألة العنف والكون " حيث نالت مروة كريدية درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف عن بحثها في الفلسفة من جامعة ابردين الدولية في الولايات المتحدة الاميركية، وقد تناولت في دراستها تفكيك البنى الفكرية المرتكزة على "المنطق الكلاسيكي" الأحادي المنبني على "الفيزياء الكلاسيكية" كما قدمت طروحات جديدة مبنية على مرحلة ما بعد الفلسفة حيث تبرهن الرياضيات المتقدمة على لاستقرارية النظم الفيزيائية القائمة على تموضع النقطة الهندسية في المكان والزمان، لذلك فان الكل يكون وحالة اللااستقرار هو أكثر من مجموع أجزائه، وتخلص الى انه يمكن استلهام أداوت فكرية استنادًا الى الفيزياء الكوانتية، من خلال أدوات مغايرة لاتستبعد الخبرة الروحية الموجودة في ملكة الوعي الكلِّي الأصيلة في النفس الإنسانية.
وتعتبر الباحثة ان الكائن الانساني قد تمت "برمجته" من خلال الكم الهائل من المعارف المكتسبة المحملة بالارث البشري على مر العصور بكل فلسفاته المتباينة واديانه المتنوعة ومعتقداته المتبلورة ، التي تؤكد عبر المنطق المتوارث ان البشر كائنات فردية منفصلة تجاهد في صراع دائم منذ ولادتها كي تعيش بشكل أفضل ولا ينتهي ذلك الا بالموت ، وهذا ما تقبلته الانسانية كلها!
هذا الصراع سوغ العنف وحمّل البشر أوزار القرون الماضية المثقلة بالجراح والخيبة والندم. وفي السياق عينه ترى ان الخروج عن العنف لا يكون الا عبر فهم الطبيعة الكلية لبنية العالم الخارجي والداخلي ، فوعي الانسان ليس فرديا بل هو وعي الانسانية كلها.
وقد اعتبر البروفيسور بول إكيرت المشرف على الاطروحة انها دراسة مستقبلية بامتياز مشيرا إلى أنها تحمل قيمة نظرية كبيرة تمهد لآفاق فكرية غريزة كونها تشكل نواة حقيقية لفهم جديد للكون لانها لا تنطلق من اسس تقليدية بل من الظاهرة التي تنتمي الى المنظومة الدينامية المتداخلة وانعكاساتها على المجالات السوسيولوجية والسياسية والعلوم الطبيعية والرياضيات وغيرها تؤدي الى انقلاب مفاهيمي .
ومن جانبها شكرت الباحثة كريدية لجنة التحكيم والمناقشة ونوهت بجهود الدكتور الفيزيائي دبسي الذي ساعدها في عمليات الترجمة العلمية مشيرة الى ان فكرة الدراسة وخيوطها الرئيسية تعود إلى عام 2000 عندما قررت البحث المعمق في الاسباب الحقيقية المنتجة للعنف في السلوك البشري والمؤدية للحروب حيث وجدت ان المنطق اسر الفكر البشري وسوغ العنف واضافت ان ظهور الفيزياء الكوانتية و اكتشاف الجزئيات الكونية واللانعكاسية في سير الظواهر استدعى انعطافات جديدة في الفكر على صعيد العلوم النظرية لان مقولة الحتمية اضمحلت تحت وطأة المتغيرات وان العالم امام تحدي حقيقي لايجاد سبل و"لوغاريتمات" اخرى لفهم مسار الظواهر المتشظية .
وتعتبر الباحثة ان الكائن الانساني قد تمت "برمجته" من خلال الكم الهائل من المعارف المكتسبة المحملة بالارث البشري على مر العصور بكل فلسفاته المتباينة واديانه المتنوعة ومعتقداته المتبلورة ، التي تؤكد عبر المنطق المتوارث ان البشر كائنات فردية منفصلة تجاهد في صراع دائم منذ ولادتها كي تعيش بشكل أفضل ولا ينتهي ذلك الا بالموت ، وهذا ما تقبلته الانسانية كلها!
هذا الصراع سوغ العنف وحمّل البشر أوزار القرون الماضية المثقلة بالجراح والخيبة والندم. وفي السياق عينه ترى ان الخروج عن العنف لا يكون الا عبر فهم الطبيعة الكلية لبنية العالم الخارجي والداخلي ، فوعي الانسان ليس فرديا بل هو وعي الانسانية كلها.
وقد اعتبر البروفيسور بول إكيرت المشرف على الاطروحة انها دراسة مستقبلية بامتياز مشيرا إلى أنها تحمل قيمة نظرية كبيرة تمهد لآفاق فكرية غريزة كونها تشكل نواة حقيقية لفهم جديد للكون لانها لا تنطلق من اسس تقليدية بل من الظاهرة التي تنتمي الى المنظومة الدينامية المتداخلة وانعكاساتها على المجالات السوسيولوجية والسياسية والعلوم الطبيعية والرياضيات وغيرها تؤدي الى انقلاب مفاهيمي .
ومن جانبها شكرت الباحثة كريدية لجنة التحكيم والمناقشة ونوهت بجهود الدكتور الفيزيائي دبسي الذي ساعدها في عمليات الترجمة العلمية مشيرة الى ان فكرة الدراسة وخيوطها الرئيسية تعود إلى عام 2000 عندما قررت البحث المعمق في الاسباب الحقيقية المنتجة للعنف في السلوك البشري والمؤدية للحروب حيث وجدت ان المنطق اسر الفكر البشري وسوغ العنف واضافت ان ظهور الفيزياء الكوانتية و اكتشاف الجزئيات الكونية واللانعكاسية في سير الظواهر استدعى انعطافات جديدة في الفكر على صعيد العلوم النظرية لان مقولة الحتمية اضمحلت تحت وطأة المتغيرات وان العالم امام تحدي حقيقي لايجاد سبل و"لوغاريتمات" اخرى لفهم مسار الظواهر المتشظية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق