حوارت فكرية مع الكاتبة مروة كريدية




مروة كريدية في حوار حول حرية المرأة والعمل السياسي


أجرى الحوار : شوان تافينك  مدير تحرير - مجلة كولان - أربيل - العراق
العدد رقم 752 الصادر بتاريخ 12 أكتوبر 2009 
مروة كريدية كاتبة تتناول المواضيع الفكرية بعمق وتعالج الظواهر السياسية والاجتماعية بروح "كونية"، ترى أن تعميق التقسيمات واتخاذها كمعيار لتصنيف البشر من شأنه أن يؤدي إلى العنصرية التي تكرس الحروب، وهي تؤمن أن السلام والعدالة لا يتحققان الا بوسائل عادلة ولاعنفية، وتعتبر ان ازمة الحرية هي أزمة وعي وان البنى المنتجة للعنف متجذرّة في الأسس البنيوية للأيديولوجيّات المتداولة في عالمنا بما فيها "الأديان" .
المرأة والسلطة :

  • يعتقد البعض بأن المرأة تكون حرة فقط عندما تصل الى مركز القرار أو قريبة منه، لكن في الشرق نرى معظم النظم السياسية تشارك المرأة في الحكم كاداة أو وسيلة لتجميل سلطتها، إذن ما هو تصوركم لمبدأ حرية المرأة؟

في البداية اشير الى أنه غالبًا ما يتم معالجة الموضوعات الخاصة بالمرأة وكأنها أزمة لا تخص كائنًا غيرها مثل:"الحرية" و"المساواة" "والحقوق" … وغيرها من المواضيع التي تعج بها الكتب والشاشات والبرامج والمؤتمرات، التي غالبًا ما تُرفَع فيها الشعارات المؤدلجة وتوضع أخرى، في أتونٍ محمومٍ، إن دلّ على شيئ فإنه يدل بالدرجة الأولى عن مدى الفوضى الفكرية التي نعيشها وغياب الوضوح المنهجي، وانعدام الأسس البنيوية لعلاج الظواهر الحياتية، كما تدل على أن مفهوم الكائن الانساني الحرّ المبدع مازال بعيدًا عنا كلّ البعد .
لأن هناك خطأ بنيويًّا فادحًا في الفلسفة التي تقوم عليها الممارسات المدافعة عن المرأة، فالمفاهيم المطروحة تنقل المرأة من واقع يختزلها، لواقع آخر ربما يكون أشد اختزالا لإنسانيتها، فتصبح عملية التحرر المزعومة عملية انتقال من عبودية لأخرى، و يصبح العنف مقنعًّا أو من لون آخر.
باختصار عندما نريد التحدث عن عن المرأة لا بد من طرح الموضوع ضمن سياقه الانساني الكوني العام

  • إذن كيف تنظرين حيال " حرية المرأة "في هذا السياق ؟

إذا ما أردنا أن نتناول موضوع حرية المرأة لا بد وأن ندرس ذلك من خلال الحريات العامة ، لأنّ أشكال العنف والقمع المُمَارس ضدَّ المرأة ، ليس إلا صورةً منعكسة للعنف الممارس ضد الإنسان ، فالرجل يتعرَّض للعنف وقمع الحرية أيضًا من قبل "السلطة"، وشتى الشرائح المجتمعية ترزح تحت وطأة العنف والقمع المنظَّم منه وغير المنظم، فحتى الأنظمة الحاكمة في الدول التي تُوصف بالضعيفة ترزح لسيطرة وهيمنة وعنف إدارات الدول التي تُوصف بالقويَّة، و التي تمنح لنفسها الحق الحصري في تقرير مصائر الشعوب وخياراتها، بدءًا من التأديب والحصار الإقتصادي وصولا إلى الاحتلال العسكري…..
فأزمة حريّة المرأة هي أزمة حرية الانسان، والانسان لا يكون حرًا إذا استعبد غيره ، فليس من حق الرجل استعباد المرأة كما ان حرية المرأة لا تعني استعباد الرجل … اذن لابد من الخروج من دائرة "العبودية" التي تكرس العنف ضد الكائنات الانسانية لبعضها .
بدون شك أن ما نشاهده الآن يشير الى أن أشد أنواع العنف الموّلد هذا وأقساه يقع على الحلقة الأضعف في المجتمع "الذكوري"، على الطفلة الأنثى ، فالعنف الممارس ضد النساء والأطفال، هو حلقة من سلسلة طويلة من العنف الموجَّه ضد الانسانية ، بل وضد الطبيعة الكونية، وهي أمور تنذر بكوارثحقيقية ما لم نسرع الى تحرير عقولنا من شتى أنواع القيود ونبذ العنف بكلّ أطيافه ومستواياته.
إن ازمة الحرية في مجتمعاتنا ترتبط وقبل كلّ شيئ بالوعي فلا يمكن ان نتكلم عن حقوق للمرأة في مجتمع تغيب عنه حرية وابسط حقوق الكائن المسمّى إنسانًا
عندما يتحرر الوعي في المجتمع ويعي الانسان إنسانيته بالدرجة الاولى فإن حرية المرأة وحقوق الطفل وغيرها من المفاهيم تكون تحصيل لأمر حاصل.
المرأة والعمل السياسي :

  • هل ضعف مشاركة المرأة في الحكم والسياسة يعود الى غياب الديمقراطية أم الى ضعف الارادة والوعي ؟

حق المرأة بالعمل السياسية لا يمكن ان يتلخص بالمشاركة السياسية الشكلية وحسب وان كانت هذه المشاركة هي أحد الوجوه ، فالمرأة ان لم تتحرر من داخلها وتعي ابعاد كينونتها الوجودية فإنها ستبقى "تابعًا " وان شاركت بالعمل السياسي، لان المشاركة وقتها ستكون مجرد مشاركة صورية عارية من المضمون الفعّال .
كما أنّ العلاقة وثيقة بين غياب الديموقراطية الذي هو أحد اوجه العنف الموجه ضد الانسان وبين تشكّل الوعي والهوية عند الانسان، حيث أن مفهوم السلطة في الدول المتخلفة يتأسس على مبدأ الهيمنة والسيطرة، على من يُصنَّف أنه أضعف، ومبدأ الهيمنة هذا قائم على تحكّم من يمسك بزمام السلطة، الذين هم الرجال في واقعنا لأن مجتمعاتنا أبويّةٍ ذكورية، و هم من يتحكمون  في وسائل الإنتاج المادي والمعنوي، و هم من يحتكرعادة وسائل العنف الفيزيقي المباشر والرمزي والمعنوي و الديني …الرجال يحتكرون السلطة لانها تعني الهيمنة بالنسبة لهم.
أما عندما يكون مفهوم السلطة مرتبط بخدمة الانسان فإن الدولة تحمل مفهوم "التدوال" وهي بالنسبة لمواطنيها تلك الجهاز الحامي لهم والمدافع عن حقوقهم، ويصبح العمل السياسي ليس امتلاكًا وتحكمًا وهيمنة بل يرتبط بالخدمة والعمل و المشاركة في صنع القرار الخادم للإنسان والمدافع عن حقوقه
والسؤال الحقيقي العميق الذي يمكن ان نطرحه هل نريد استبدال هيمنة "الرجل " وقمعه بهيمنة "المرأة "؟ أم انه ينبغي علينا أن نُطور الوعي الانساني في اتجاه مفهوم "السلطة " و"الدولة " والعمل السياسي نفسه ؟
ان عملية استبدال "هيمنة " ب"هيمنة أخرى لا يخدم الانسان… المطلوب هو ان نعي جيدًا اننا كأفراد أحرار بناؤون في مجتمعاتنا لنا حقوقنا الفطرية التي لا يحق لأحد ان ينتزعها منّا سواء كنا رجالا ام نساءً ام أطفال …. ويحق لنا بإنسانيتنا أن نشارك في عملية صنع القرار .

  • كيف يمكن معالجة العنف ضد المرأة ومساندة حقوقها ؟ وما علاقة ذلك بثقافة المجتمع؟

كما أشرت سابقًا إن ّالعنف ضدَّ المرأة ليس حالةً طارئةً، هبطت من مكان مجهول، أو ظاهرة عرضيّة هامشية آنية تزول مع الوقت، ولكنه يُعدُّ بعدًا مؤسِّسًا للهويّة الإنسانية في المجتمعات.
فالبنى المنتجة للعنف متجذرّة في الأسس البنيوية للأيديولوجيّات المتداولة في عالمنا بما فيها الأديان، ومتأصلّة في البنيات الذهنيّة، والخلفيّات الفكريَّة  للأفراد، وتُعدّ المركَّب الأساس في بنية المؤسسات الاجتماعية بما فيها الأسرة، التي ترعاه وتحتضنه.
فالأنماط التربوية المُتَّبعة تُكرِّس العنف، وتعمل على إنتاج شروط انتاج مجتمعات عنفية طائفية عنصرية من جديد، فالعنف يتحكَّم في اللاشعور الجمعي للمجتمعات البشرية ويُحرِّك دواليب الفعل السياسي والاجتماعي والاقتصادي …. على حدٍّ سواء، إنه جزء لا يتجزأ من المخزون الثقافي والإيديولوجي  وعصارة إرث تاريخي ضخم حافل بشتى أنواع الاضطهاد .
أكرر ان حرية المرأة ترتبط بحرية الانسان  وهي عملية تربوية تحتاج الى تغيير اجتماعي وتربوي وفكري وثقافي  قبل كل شيئ .

  • ماهي الرؤيا التي يمكن تقدميها لانسان بشكل عام وللمرأة بوجه خاص كي تتحرر ؟

إن التعقيدات التي تواجهها المجتمعات تضعنا أمام تحدّي يُملي علينا أن نفكرّ بشكل مغاير للمعهود، والأحداث تجري اليوم بتسارع دموي، وكأن المستقبل معدوم، كما أنه لم يَعد ثمة حاضر، والصراعات بين الفرد والفرد، والفرد والمجتمع، تتعمق بإيقاع مخيف .
فلنهدأ ونخرج من حلبة العنف ودوامته، لنغادر الواقع الى واقع آخر نبنيه وعيًّا وحسًّا، (المغادرة تكون عبر الوعي) فلنطوي الزمان والمكان، فلنتجاوز الأفكار والمعتقدات ، ولنعمل على تأسيس واقع ينبني على معرفة الكون الخارجي الذي يتناغم مع المعرفة الداخلية للكائن الإنساني . أتساءل : كيف لنا كبشر أن نحلم بمجتمع راقي متناغم ونحن نعمل على إفناء الكائن الداخلي الروحي الكامن فينا؟؟؟
إنّ اختلال التوازن المتعاظم، بين الروح و المادة بوصفها "مردودًا" تُعرِّض البشرية للتهلكة، فالتعامل مع الانسان المختزل بالواقع المادي المنبني على المصلحة المادية وربط قيمة الانسان بمردوده وبالانتاج المادّي فقط سيؤدِّي لا محالة إلا انهيار المجتمعات ، لأن الرُّوح بُعد أساسيّ من أبعاد تركيبة الإنسان.
فلنحترم الكون، ونحترم الطبيعة، ونحترم الكائنات، ونحترم ذواتنا بكلّ أبعادها، ولنحترم حريَّة أرواحنا، ولنغادر مستوى الواقع الدموي المحموم ، إلى أفق مُشرقٍ، يرتكزُ على الوعي المنبني على التَّطوّر المتكامل للفرد روحًا ونفسًا وجسدًا وقلبًا، والرقي بالفرد والمجتمع، وفتح أفق غير محدود للمحبة والتسامح والإعتراف بحقوق الكائنات (كل الكائنات ) بالعيش في سلام .
إننا ككائنات إنسانيّة مخيرون اليوم وأكثر من أيّ يومٍ مضى، بين أن نتطوَّر على المستويات كافّة، أو أن نتلاشى ونختفي في أتون الصرعات والحروب، وهذا التطوّر الذي تقف الانسانية اليوم على حافته أشبه ما يكون بمخاض الولادة، ويرتبط بالدرجة الأولى بالعلم والوعي والثقافة وعلاقة الانسان بالانسان وعلاقة هذا الأخير بالكائنات .

  • قد يبدو هذا الطرح غير واضح ربما فهناك دوما تمييز بين المرأة والرجل وانت تتكلمين عن كائن كوني ماذا تعنين ؟

أن تكون كائنًا كونيًّا، فهذا يعني أنك منبثق عن حضرة التكوين، في هذه الحالة أنت تتساوى مع كل كائنات الكون أمام المكوُّن، وعندما نحترم كينونة الكائنات الأخرى، سنتناغم تلقائيًّا مع ما يدور حولنا، فنحب الكائنات ونتوحد معها ونتجاوزها، لأن عملية التجاوز هي أساس الحرية والانعتاق.
بعبارة ابسط : الانسان رجلا كان ام امرأة هو انسان ينتمي الى الكون وان تمام الانسجام مع مفردات الكون تحتم عليه احترام حقوق المخلوقات كلها.  
عندها سنجدُ أنَّ ما من شيئٍ وُجِدَ في الوجود إلا تجلٍّ وجوديٍّ ومظهرٍ من مظاهرالتكوين، وأنَّ مامن شيئٍ إلا ويتغيَّر ويتطوّر في سيرورة مستمرة ونظام بديع، وتغدو كلَّ المتناقضات والمتضادَّاتِ مكمّلات لبعضها البعض بحسب مستويات الواقع التي تنتمي إليها، عندها سنعي أنّه لا يوجد تطابق تامّ بين الأشياء بل كلّ كائن حالة قائمة والحقائق متعددة بعدد الكائنات .
لعلَّ هذه الرؤيا تفضي إلى عصرٍ جديد للانسانية، قوامها روح التواضع، ومشاعر الامتنان للمكوّن، والودّ والاحترام لكائناته ومخلوقاته، فتصبح عملية اعتداء الكائن الانساني على الكائنات الأخرى أمرًا متعذّرًا  .

  • بالعودة الى الشأن السياسي  يمكن ان نجسد هذه الرؤيا السامية ونسمي الأمور بمسمياتها ؟

 إن جوهر الأزمة السياسية والإقتصادية والاجتماعية في المنطقة كلّها من لبنان الى العراق الى أفغانستان …. يتمحور حول غياب العدالة ، فغياب العدالة يؤدي الى شعور بالغبن الذي يولد العنف … إذن العدالة هي المبدأ الأخلاقي القائم على احترام الحقوق الثابتة للكائن الانساني التي لا يحق لأحد مصادرتها، ومبدأ العدالة هذا يشمل كل انسان (بغض النظر عن لونه وجنسه وانتماؤه ومعتقده …) وينبغي علينا عندما نريد ان نحقق العدل ان نستعمل وسائل عادلة … فتحقيق العدل لا يكون بوسائل عنفية ، وينبغي على المجتمع أن يتجهز بالوسائل المؤسساتية التي تتيح لها تحييد محرضي العنف و الطائفية ونبذ الآخر ….
فالعدالة لا تعني الدفاع عن الظلم او معاقبة الخاطئ بل ايجاد المنظومة الوقائية لمنع وقوع الغبن بحق الانسان.واقامة العدل بحق انسان ظالم تعني محاولة ردّه واتاحة الفرصة له لان يكون عادلا .
مانراه اليوم فإن كل دول المنطقة لا تنعم بالسلام وان غابت عنها العمليات العسكرية لان العدالة والديموقراطية وحقوق الانسان غائبة فيها. فارادة السلام لا تعني غياب الحرب بل حضور العدل .



Shwan TAVING
Iraq- Erbil
 Managing Editors of Gulan Weekly Political & Cultural Magazine.
Shwan TAVING
Iraq- Erbil
 Managing Editors of Gulan Weekly Political & Cultural Magazine.
—————————————————————————————————–

مواجهة الحتميات الطائفية في العراق - في مقابلة مع مروة كريدية - جريدة خبات العراقية

كتبهاmarwa kreidieh مروة كريدية ، في 26 كانون الأول 2007 الساعة: 06:38 ص
فالأمر يتطلب بالدرجة الأولى الارتباط بأفق الحداثة والمعاصرة والانجازات السياسية والثقافية والعلمية والاقتصادية، فالديموقراطية ترتبط بشكل مباشر مع قانون المحاسبة على كافَّة الصُعد

  •  لماذا يعاني المثقف العربي من صعوبة فهم الاصلاح السياسي ، بل أنهُ في بعض الاحيان يقف بالضد منه كممارسة انسانية وآلية ادارية في الحكم؟

ان إشكاليات المجتمع تنعكس عادة عبر كل الطبقات المجتمعية بما فيها المثقفين أنفسهم ، ان مفهوم الإصلاح غير واضح في معظم الدول "المتأزمة " (وليس العربية فقط)، و لا يمكن ان نتكلم عن الإصلاح السياسي بمعزلٍ عن اصلاح سائر مؤسسات المجتمع الأخرى … أتساءل : كيف سيكون اصلاح سياسي في ظل فساد إداري ؟ وكيف نرتقب وعيًا وطنيًا وسياسيًّا و الكتب التعليمية في مدارسنا مازالت تحض على كراهية الآخر؟ وكيف لنا أن نتكلم عن انتماء وطني في وقت الهوية الوطنية غائبة وولاءات الناس لطوائفهم وعشائرهم لا لبلدهم … نعم لازال مفهوم الوطن غائبًا … وللأسف كل يغني على ليلاه ويقدم "اصلاحا" يتماشى مع مصالحه "ومكاسبه الطائفية والانتخابية لا سيما في الدول التي تتشكل من نسيج اجتماعي متنوع .

  • فهل المواطن العربي لا يعرف أبعاد مواطنيته وهل مفهوم الوطن غائب ؟ كيف ترين هذه العلاقة الجدلية بين الشعب والساسة؟

لا يزال مفهوم المواطنية في الدول العربية مفهومًا "هلاميًا" تحيط به الضبابية الكثيفة ، فالمفاهيم تتكون وتتبلور عبر تراكم التجارب الإنسانية، وهي تخضع لقانون تطور المجتمعات والثقافات، وهي ترتبط بشكل مباشر و عضوي بمنظومة القيم والأعراف السائدة فيها ، علاوة على بنية النظام السياسي الخاص بكل دولة ومجتمع .
إن مبدأ المواطنية بما يحمله من مضامين ديموقراطية حديثة، تشكَّل مع ظهور العلمانية وهو يستند اليها بشكل مباشر، وبما أن معظم الدول العربية تتعاطى بحساسية بالغة مع موضوع العلمانية، لا سيما في أوساط المؤسسات الدينية، فإنه بطبيعة الحال يبقى مفهوم المواطنية غير واضح المعالم ، لذلك تظهر صور التناقض الصارخة في المجتمعات العربية لا سيما تلك التي تتشكل من تعدديات دينية او عرقية مثل لبنان والعراق وغيرهما، حيث تلعب الطائفية السياسية الدور الأبرز في بنية النظام السياسي فيهما .

  • نرى دوما ان القوى المعارضة هي التي تتبنى مشاريع تصفها بالاصلاحية في حين تأخذ السلطة دور المدافع ، ماهي المعارضة من وجهة نظرك ؟

السلطة الحاكمة في دولنا عادة تعمل على عدة محاور لإعادة انتاج نفسها من جديد مستخدمة كل الوسائل الممكنة، والاصلاح بالنسبة لها يعني السماح "لمن تصفهم بأنهم "أعداءها " بالمشاركة في السلطة وهو أمر لا يريحها بحالٍ من الأحوال، والمفارقة العجائبية في بعض الانظمة انها "تخترع معارضيها " فتتخذ في العلن شكل "معارضة " غير انها تكون في الحقيقة صنيعة النظام نفسه !
والأعجب من ذلك هو اننا نجد احيانا ان شركاء النظام "الفاسد " والذين واكبوه وأيدوه عشرات السنين ينقلبون بليلة وضحاها الى "أشراف نزيهين " ويتحولون الى "معارضة " ويتخذون من الدول الغربية مقرا وينادون بالحرية والديموقراطية في وقت كانوا هم انفسهم أداة قمع استخدمها النظام سنين طوال !
اما على صعيد العلاقة الحالية بين المواطن بالسلطة فهي علاقة مأزومة تاريخيا، ومفهوم المعارضة مرتبط في الاذهان بالطامعين، وهو مفهوم خاطئ ، علما ان المعارضة في الدول العصرية لا علاقة لها بالطمع على السلطة، فالمعارضة في الدول الحديثة هي جزء من مكونات المنظومة الديموقراطية والعمل المؤسساتي الذي يضمن الحق القانوني للمواطن بالمسائلة والمحاسبة على المشاريع التي تتبناها الحكومة ، ومعالجة قضايا الرشوة والهدر والفساد .. فالمعارضة لا تعني الطمع بالسلطة لان مفهوم الدولة مرتبط بالتداول أصلا .

  • تكلمتي عن محاولة السلطة السياسية اعادة انتاج نفسها ما هي الوسائل التي تتبعها وما هو مكان النخب في هذه المسألة ؟

 السلطة السياسية عادة تسعى جاهدة الى السيطرة المباشرة او غير المباشرة على صُنّاع "الرأي العام" ، فتعمل على استقطاب طبقة من "مثقفي البلاط" و"فقهاء السلاطين " و"قضاة القصور " و "اعلاميي الديوان "…
وهم  الذين عادة يشرّعون لها ممارستها وفسادها ويضعون الايديولوجيات اللازمة لاستمراريتها ويطبلون لها ويزمّرون … فتصبح ممارسة العنف في السجون ضد الشعب نوع من "محافظة على الامن " …. وتشرعن عملية سرقة أموال الشعب بجداول تدخل الميزانيات بمسميات غيرمفهومة ولا معلومة ، كما تعمد الى اساليب غير مباشرة "بشراء" الافراد والولاءات والجماعات ووسائل الاعلام … وتكريس صورة "الزعيم " في رأس الجيل الجديد بشكل يقدم فيه السياسي الحاكم وأدائه على انه هبة من السماء منزه عن الاخطاء والعيوب والنقائص وان انجازاته "العظيمة " لا تتحق الا من خلال اسطورته الحكيمة !

  • ألا تجدين ان صورة الزعيم الواحد تجاوزها الزمن ؟ بعد سقوط وانهيار نماذج الشخص الواحد ؟

استعرض كافة الدول العربية من المحيط الى الخليج لكل مجموعة منها "رمز" تمجده سواء كان هذا الرمز يخص طائفة او مذهب او تيار او رئيس او شيخ او كاهن… وكأننا أمم لا نستطيع ان نعيش بدون آلهة الارض، العقلية السائدة في المجتمعات غير قادرة على التحرر من أسر "الزعيم" ! فحتى لو شتمت الشعوب "زعيما او طاغية" وساهمت في سقوطه وانهياره فإنها تستبدله "بزعيم " آخر يكون اشد بأسًا واشد تنكيلا! العقلية لا زالت غير حرّة !
وهذه الصورة "الصنمية الواحدة"  تغيرت في بعض شكليتاها وغدت أكثر "حداثة ومعاصرة" الا ان مضمونها مازال قائمًا ،  بطبيعة الحال الصورة تغيرت عن ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بسبب انتشار وسائل الاتصال بحيث بات من الصعب اخفاء الممارسات القمعية العلنية ، وبعد ان كان القمع مباشرًا بات مركبّا ومقنّعا وأكثر خبثًا وأكبر ضررًا .
فقد امسى الفساد متفق عليه تحت شعارات فاضلة او مسميات "حكومة وحدة وطنية"  والبرلمانات اصبحت عبارة عن منتديات لتحقيق المكاسب والمصالح الفئوية، ومكان جيد لاقتسام الكعكة على قاعدة "رزمة ليّ ورزمة لك "، وما السجالات التي تدور في بعض البرلماناتت الا عبارة عن مسرحية للحفاظ على "التوازن" اي على حجم قطع الكعكة المقسمة، و يسقط القناع عادة مع اقتراب "الانتخابات " حيث تظهر القوى بوجهها الطائفي الحقيقي بعد ان تكون قد تغنت بالوطنية ردحا من الزمن !

  • اين الوعي السياسي عند  اذن ؟ وكيف يكون الاصلاح ؟
مازال "الوعي السياسي" ومفهوم المجتمع المدني غير واضح في الأذهان وما زالت التصنيفات العنصرية هي السائدة : هذا شيعي والاخر سني وهذا ارثوذكسي والاخر صابئي وهذا ماروني والاخر بروتستانتي… وهذا من العشيرة تلك وذاك من قبيلة أخرى… وهذا كردي والاخر فارسي … وعليه فإننا نجد ان انتماء معظم الافراد في دول المنطقة هو انتماء ضيق اما لعائلة حاكمة واما لحزب او او لعرق او لطائفة او لمذهب مع ما يرافق ذلك من عنصرية تُرتكب بحق من يُصنف على انه مختلف ، والطائفية مكمن الفساد .
 إن عملية إصلاح الخلل، لا تتم الا من خلال قرار شعبي وسياسي جاد، وارادة اصلاح حقيقية، تبدأ من إصلاح الدساتير الجامدة وإعادة تأويل النصوص، فمَشروعية النصوص الموجودة حاليًّا عليها مئة علامة استفهام ، وهي تحتاج الى تفكيك نقدي جاد وعملية إصلاح جذرية؛ و التأسيس الحقيقي لديموقراطية ترتكز على الحرّية ،وعلى رأسها حرّية الفكر و التعبير والمعتقد، وتهيئة المناخات الثقافية التي تسمح بالتعددية الفكرية الثقافية وتعايشها .
****** 



كاتبة مثيرة للجدل بكل المعايير، جريئة في موافقها عميقة في طروحاتها الفكرية تلامس الوجدان الانساني بشفافية روحها، تتبنى اللاعنف شعارا لها، وتعتقد ان احترام الكائن الانساني وحريته ينبغي ان تكون من اولويات العمل السياسي، تدافع عن الانسان وحقوقه اينما كان ولأي دين انتمى ، لها العديد من الاصدارات الفكرية أهمها كتاب "أفكار متمردة " الذي تعالج فيه قضايا السلطة والمواطنية في الانظمة الرعوية ، انها الكاتبة اللبنانية مروة كريدية ، نحاورها اليوم محاوليين ان نستشرف رؤيتها حول الوضع الكردي في المنطقة في ظل الاوضاع الراهنة
· ألا تعتقدين سيدتي ان الحل اليوم لما يحصلفي العراق هو الفدرالية؟ وقد نصت وثيقة ويلسن على ضرورة تقرير المصيرللشعوب المستعمرة وكان الشعب الكردي ضمن هذه الشعوب، لكن مصالح المستعمر الحقتهبدولة ذات حاكم عربي ومع هذا رضي الكرد بهذا التعايش وتختار الفدرالية ضمن العراق كيف تنظرين لهذا الاختيار من قبل الاكراد؟
اعتقد ان المشكل لا يكمن في "شكل الحكم " ، أكان فدراليًا او كونفدراليًّا،  ولا في "عرقية الحاكم" اكان كرديًّا ام عربياً ، غير ان حقيقة المشكلة تكمن في الفلسفة التي يُبنى عليها الحكم ، فإن كانت قائمة على معايير انسانية تحترم كيان الكائن المسمى انسانًا وتسعى الى احترام ثقافته وخياراته ورعاية حقوقه المدنية في جو ديموقراطي حقيقي فهذا يدعو للتفاؤل … إلى الان الديموقراطية غائبة في الدول العربية وطريقة الحكم سلطوية رعوية في معظم دول المنطقة .
 والسؤال الذي ينبغي ان يطرحه الاكراد على انفسهم: "أي دولة نريد ؟؟ فهل نريد الانفصال لمجرد ان نستبدل طاغية عربي بآخر كردي ؟؟ أم اننا نريد بناء منظومة سياسية انسانية قادرة ان تكون نموذجًا لكرامة الانسان ، تكرس المبادئ الانسانية وتقاوم العنف بالسلام وتقدم نموذجا حضاريًّا قادر ان يتجاوز الاثنيات والعقائد والقوميات والمذاهب؟؟؟؟
فإن كان المقصود انشاء "كيان كردي" منغلق  يكرس هويّة منغلقة تبعد الآخر وتضع نفسها خلف السياج، فهذه كارثة حضارية! تضّر بحضارة الاكراد العريقة ، أما ان كان المقصود بناء دولة متحضرة تقدم نموذجا ديموقراطيا حيًّا وتضع الانسان "مهما كان انتماؤه" على رأس أولوياتها في ضوء وحدة حضارية انسانية متناغمة مع كل الحضارات المجاورة فهذا يغني التعددية الثقافية ويثري الحوار الانساني .
·       في ظل التجاذبات الدولية و ميدانيا كيف تقرأين قيام دولة كردية ؟
على صعيد القراءة للاوضاع السياسية الميدانية فإنه ليس ثمة "خريطة نهائية "لانشاء "دولة كردية " في العراق، والسبب الرئيس من وجهة نظري ان انشاء دولة كردية ليس في مصلحة الادارة الأميركية ، وطالما هي اخضعت كل العراق لسيطرتها ونفوذها فلماذا إذن تقتطع دولة كردية ؟؟؟ ولنا ان نتنبه الى ان الدول الكبرى لا يهمها مصالح الشعوب الصغيرة الا بالقدر الذي يساعدها في تحقيق اهدافها ومصالحها .
نعم الاكراد يتمنون دولة، وربما الاحزاب الكردية تعمل بعيدا عن أعين واشنطن ، والقيادات الكردية تعلم جيدًا تردد القرار الاميركي تجاه حلمهم بإقامة دولتهم ؛ لان عملية الاقرار باقامة دولة كردية يعني ان واشنطن ستكون بمأزق مع تركيا، والادارة الاميركية الحاليّة شارفت على نهاية ولايتها ، ولا تريد مزيد من الازمات وهي غارقة في مستنقع السياسة العراقية وانهيارات اسواقها المالية … وواشنطن تعتبر ان تركيا أكثر وزنا في المنطقة،وأشد فعالية في الأحلاف الاقليمية من تلبية مطالب الاكراد .
         
· أستاذة مروة كريدية من ناحية ثقافية يعتقد الكثير من الساسة العراقيين والعربان الاكراد هم عامل انفصال  للعراق, هل توافقين هذاالراي؟
ربما اجابتي عن الأسئلة السابقة تضمت اجابة عن هذا السؤال ، واكرر المشكل لا يكمن في الاكراد او غيرهم ، ولكن لا بد من ان يسأل المرء نفسه هل العراق الذي نريده هو عبارة عن كيانات طائفية وعنصرية ومذهبية متصارعة ؟؟؟ فهل من الجيد ان نسعى الى اقامة ممالك مذهبية عبارة عن "كونتونات" : هنا دولة علوية واخرى سنية وثالثة كردية ورابعة ارمنية واخرى اشورية ؟؟؟ او ان المطلوب التضافر والتعاون لتشكيل وحدة حضارية متناغمة مع احترام حق الانسان في اختيار هويته وثقافته ودينه ؟؟
وينبغي على كافة اطياف الشعب العراقي ان تتعاون وتتواضع في آن معًا ، فعلى العرب ان يقبلوا ويحترموا الثقافات الاخرى ، المشكلة ان "العرب السنة" سيطروا لعقود طويلة على الشأن السياسي والثقافي وهم الى الان يتعاملون بفوقية مع الثقافات الاخرى ، والأجدى الان ان يتواضعوا ويعترفوا للآخر بفضله الحضاري وان يحترموا حقوقه السياسية والمدنية ؛ من جهة أخرى فعلى الأقليات ان تكون مصدر اثراء للتنوع الحضاري لا ان تتحول الى كيانات خائفة متشرنقة على نفسها.
· ما حصل في لبنان مؤخرًّا خطير يذكربسنوات الحرب الاهلية برايكم من هو السبب الأساسي الذي يقف خلف هذهالمشاكل؟
لا يمكن الاجابة عن المسألة اللبنانية بهذه العجالة ، لانها مسألة متشعبة جدًّا على الصعيد الداخلي ، وتتحكم بها قوى اقليمية متصارعة على المستوى الخارجي، لذلك فإن مناعة لبنان الداخلية أهم ما في الأمر لمنع لبنان من الانفجار، والمناعة الداخلية تقتضي "الغاء العنصرية الطائفية " والسعي الجاد الى اقامة دولة مدنية ديموقراطية تحترم الحريات الفردية لان الطائفية هي متراس لكل فساد في لبنان .
 واعتقد ان تجربة اللبنانيين خلال حروبهم الاهلية المتعاقبة اثبتت ان "الطائفية " و"المذهبية " سبب كل العلل والمحرك لكل انواع العنف ، غير ان تحكم "زعماء الطوائف" بالقرار السياسي ، يعيد في كل مرة انتاج طبقة سياسية تكرس الطائفية من جديد، لذلك فإن العمل على نشر الوعي لدى المواطن اللبناني ينبغي ان تكون الأولوية للوصول الى طبقة سياسية حسنة وصالحة، وذلك لا يكون الاعبر عدم انتخاب المواطن للزعيم الفاسد عندما يقف امام صندوق الاقتراع .
· في احدى مقالاتك المنشورة كان لك دعوة جريئة جدًّا  طالبتي من خلالها أن على العرب الاعتذار من الاسبان… الايجب ايضا ان يعتذر العرب من الاكراد على مافعل بحقهم في العراقوسوريا؟ الم يجب على الاتراك والايرانيين والحكومة الروسية ان يعتذروا ايضاللاكراد؟؟
بغض النظر عن "من يجب ان يعتذر مِن مَنْ ؟" فليس المقصود من الاعتذار إذلال أحد أو إظهار تفوق أحد على آخر ؛ إن ثقافة الاعتذار وفن التسامح ، مرحلة متقدمة من الوعي الانساني والروحي، وسياسيًَا فإنها تشكل مرحلة رشدٍ ديبلوماسي في العلاقات الدولية، وهي ثقافة وجودية.
فالاعتذار ليس تنازلا وطلبًا للمغفرة، كما ان التسامح ليس مجرد شفقة ، بل هو حالة تمثل خروجًا من دائرة النفع المباشر، الى دائرة العقل النبيل من خلال تحقيق الانسنة في علاقات الدول والشعوب.
الشعب الكردي ظُلم على أيدي بعض الأنظمة العربية،  كما أنّه تعرض الى محاولة لطمس هويته الثقافية على مراحل متعددة، فكما هو معلوم الى الآن ترفض بعض الانظمة السماح للجاليات الكردية ولمواطنيها الأكراد ، بتعليم لغتهم لأبنائهم  او انشاء مركز ثقافية خاصة بهم.
ولكن يجب على الانسان ان لا يسعى للانتقام!  فمقاومة القمع وممانعة العنف ينبغي ان تتخذ وسائل سلمية قبل كل شيئ .
الانظمة العربية اعجز عن فهم "ذكاء الاعتذار" لانهم احترفوا البلطجة حتى على ابناء جلدتهم فكيف سينصفوا الاخرين ؟ اضافة الى انهم ضحايا جنون العظمة ونرجسية مبالغ فيها ، علما ان ثقافة الاعتذار تشكل رشدا سياسيًا لاسباب عدة :
أولا على الصعيد الأخلاقي: فانها تشكل تجاوزًا للمواقف السلبية الصادرة عند الاطراف وتحقيقًا لفرص التعاطف والمشاركة.
ثانيا على الصعيد العقلي فإنها تغلّب المنطق لفهم الآخر وتحسس آلامه ومعاناته وفهم موقفه الفكري وحالته في لحظته الحضارية ، الامر الذي يعكس استراتيجية أمل بعيدة الأمد، تتجاوز المنافع الآنية الضيقة.
اما على الصعيد السياسي، "فالاعتذار " يُخرج الاطراف من دائرة "الشجب والادانة والشجب المضاد " الى دائرة التعاون والبناء، وتحقيق الاستثمار على كافة المستويات بما فيها الاقتصادية والاجتماعية، وهو خروجٌ من دائرة العنف الى بلسمة الجراح التاريخية من خلال السعي الى تحقيق العدالة واحترام الاخر وبناء الثقة المتبادل .
*****



مروة كريدية في حوار ل "آفاق" : الأنظمة العربية لا تحترم الحريات

كتبهاmarwa kreidieh مروة كريدية ، في 7 كانون الثاني 2008 الساعة: 08:58 ص


ـ عند استعراض بعض مضامين مشاريع ‘’الحوار’’ الحالي، نجد انها ‘’شعارات مؤدلجة’’، تعتمد خطابا ‘’لاهوتيّا’’ يقابل خطابا ‘’لاهوتيا’’ مضادا، لا يؤدي إلا إلى مزيد من الفشل الذريع. فالعمليات الحوارية السائدة حاليّا لا تؤسّس إلا لمزيد من التشنج، وذلك لعمق الخطأ الفكري والمنهجي الذي ترتكبه الأطراف المتحاورة، لأن مرتكزات ‘’ الحوار’’ ومنطلقاته دوغمائية عقائدية بحتة في معظم الأحيان، كما أن كلَّ طرف محاور ينظر للآخر على أنه ‘’شرّ’’ يجب أن يُقتلَع أو أن ‘’يُطوَّع’’، فالمتحاورون الآن يتحاورون من خلف السياج.
ما المضامين العميقة لهذا الخطأ الذي يعاني منه الحوار السائد في رأيك؟
ـ الخطأ في هذه الحالة مُركّب لسببين: الأول أن المنطلقات الحوارية هي نصوص ‘’مقدسة’’، وبالتالي فهي تُفرَض بشكل غير قابل للنقاش أصلا، الأمر الثاني والأخطر هو أنها تُطرح على أنها إلزامية وحتمية بحقّ الآخر، وبالتالي فالأطراف تخرج من الحوار أشد عداءً وأكثر انغلاقاً.
ـ يمكن القول ان الخطاب السياسي المنبني أو المرتبط بمشاريع الحوار السائدة، هو خطاب مرتكز على قراءة ‘’النص الديني’’ القائم على قراءةٍ أيديولوجيّة بحتة، علماً أن الحضارات بطبيعتها لا تعترف بالحدود السياسية التي تنضوي تحتها لأنها تقوم على ديمومة زمنية، في حين أن موازين القوى السياسية منظورها آني لا ينسجم مع المنظور التاريخي، الأمر الذي يحوّل العالم إلى بؤرة نزاع وصراع لا ينتهي.
هذه القراءة السائدة حاليّا تتولّد عنها أمور خطيرة، ومنها تعميم حقائق أي ‘’أيديولوجية سياسية’’ لا يكون إلا عبر الفوز بالسلطة، فالسلطة هدف مباشر وأساسي. كما تتحول النصوص الدينية في هذه الحال إلى مكان مركزي ‘’لحرب التأويلات’’، وبالتالي لحرب ‘’الحقائق’’ وتحصيل حاصل لحرب ‘’السلطات’’. 
وفي هذه الحال أيضا؛ تتماهى الحقائق والقوة، فتصبح المعارف سلطة، والسلطة معرفة، وتصبح معها ‘’القراءة الأيديولوجية’’ وسيلة سيطرة وتفوّق. وينبني على هذه الأمور؛ أنّ منْ يدعي ‘’المعرفة’’ يمتلك ‘’السلطة’’ لأنه يمتلك ‘’الحقيقة’’، وهي تمثل بالنسبة له ‘’الحقّ’’ المتمثل ‘’بالنص الديني’’ الإلهي، وبناءً عليه فهو يُفسّر أي تعارض مع هذه ‘’السلطة’’ بأنه تعارض مع ‘’الحق’’ وبالتالي تعارض مع ‘’الإرادة الإلهية’’، وبالتالي هو يمتلك الحق في ممارسة ما يراه ضروريًّا لإحقاق ‘’الحق’’ فتصبح ‘’الحرب’’ مسوّغة ويصبح ‘’العنف’’ مشروعًا وحقًّا وتطلق على ذلك المسميات المعروفة، مثل ‘’الحرب العادلة’’ أو ‘’المقدسة’’ أو غير ذلك من التسميات المؤدلجة. 
إذن فإن ما نشهده اليوم على الساحة العالمية، هو أننا نسير باتجاه عالم مغلق تتحرك فيه ‘’أيديولوجيات’’ و’’عقائد’’ بل و’’مذاهب’’ متصارعة ومتنافرة، وأن ما نشهده هو باختصار ‘’لاهوت سياسي’’ وحروب متوالدة.
هناك فقدان توازن حضاري، وبالتالي لا معنى للحوار. هذه نتيجة حاضرة من كلامكِ السابق. 
ـ إن السبب الرئيس في فقدان التوازن الحضاري، هو انعدام الحوار بين الثقافات والحضارات العالمية، والذي يتحمل مسؤولية فشله كلُّ أطياف الحضارة الإنسانية. نعم، هذه هي نتيجة الكلام السابق.
ـ التواصل والتفاعل الإيجابي يُعد من أفضل المناهج للخروج من أزمة اختلال التوازن والانتظام الذاتي للحضارات وللإنسان على حدّ سواء، وهو التفاعل القائم على تقديم ما هو عملي، وهو دليل على أن الثقافة قابلة لأن تستجيب لحاجات أبناء الثقافات المغايرة، وتقديم الحلول للمشكلات التي تعجز بعض الحضارات عن حلها، ولن يحصل ذلك إلا بوضع المشترك بين أبناء هذه الثقافة وأبناء الثقافات الأخرى لتكون بمثابة الجسور التي تؤدي إلى الاندماج الإيجابي المنبني على أساس الخصوصية والاستقلال والفعل والتفاعل.
إنّ عملية احتواء الصراعات الثقافية والحضارية ونشدان الصيغ الإنسانية للقضايا المتنازع عليها لهي ضرورة حضارية أكيدة. 
ومن جانب آخر، فإن على الأطراف كافة التخلي عن ‘’الفوقية’’ ونزْع وهم ‘’النخبوية’’، وعلى حكومات الدول الغربية السعي الجدي لإحداث التواصل الفعلي والبناء، إنْ هي أرادت أن تحافظ على مصالحها كافة بما فيها الاقتصادية والاجتماعية، وأن تتعامل مع العالم الإسلامي من باب التواصل لا أن تتعامل معه بعقلية المتفوّق المستعمر المسيطر، وعليها أن تقدم لشعوبها مفاهيم واضحة عن أبجديات الثقافات الأخرى، وتفتح لهم أفق التحاور الجاد، وعدم المساس بما هو ‘’مقدس’’ عند غيرهم من الحضارات الأخرى .
لكن الأزمات لا تزال مستمرة، والأخبار كلّ يوم تقدّم الجديد على هذا الصّعيد!
ـ إنّ الخطوة الأولى في تخفيف حدّة الأزمات تبدأ بالإقرار بأنّ الانقلاب الثقافي العميق مطلوب للحضارات الإنسانية كافة للتغلب على الصراعات الدائرة.
واليوم نشعر بالحاجة القصوى لاستخدام كل مناهج العلوم الاجتماعية وإمكانياتها المعرفية بل ونتخطاها من أجل التفكير بالمضامين التاريخية الموضوعية، وبالثقل الجيوبوليتيكي، وبالمثل العليا، وبالآفاق المستقبلية، خصوصا فيما يتعلق بعلاقتنا مع الحضارات الأخرى، ولا بد من التركيز على جدية الطرح وعلميته، وليس الاكتفاء بتلك الخطابات الأيديولوجية التي تهيمن حتى على بعض المفكرين، ولهذا السبب لا بد أن نعيد التفكير في هذه الخطابات؛ لكي نحِلّ الواقعية محلّ الصورة الأيديولوجية، وينبغي أن ننظر إلى الأمور من خلال منظورات لم تُعرف من قبل، وذلك لكي نقدّم صورة أخرى عن الإنسان أينما كان سواء كان في المشرق ام المغرب وبغض النظر عن معتقده.
بصورة إجمالية، ما هي رؤيتك الفلسفية للحوار المنتج في هذه المرحلة الراهنة؟
ـ رؤيتي الشخصية تتبلور من خلال طرح مُقترب علمي وثقافي واجتماعي جديد يتناول الأنساق المؤسِّسة لمناهج المعارف الإنسانية كافة، فيتخللها جميعها ويتخطاها في آن معاً، وذلك من خلال افتراض مُسبق لذهنية منفتحة فتتحاور وتتصالح مع كلّ ما يحيط بها، وترتكز على صوْن كرامة الإنسان، بغض النظر عن أي انتماء له، سواء كان انتماء فكريا عقائديا أم جغرافيا سياسيا، لأن الإنسان - بنظري - ذو بُعد كوكبي كوني، وهو مظهر من مظاهر التجلي الوجودي، وظهوره على الأرض وانتمائه الى حضاره واعتناقه لأية عقيدة ليس إلا مرحلة من مراحل تاريخ الكون، ولكلّ إنسان الحقّ في انتمائه إلى ثقافة متجسدة من خلال طرح عبر ثقافي قائم على التأسيس لاحترام التنوعات الفردية والجماعية التي تجمع فيما بينها الحياة المشتركة على الأرض. 
وهذه صيغة جديدة للعلاقة بين الثقافات والحضارات الإنسانية تمرّ عبر تصحيح علاقة الانسان بالطبيعة بالواقع بالآخر، وقبل كل شيئ بنفسه وذاته التي تنطلق من مفهوم أنه لا وجود لـ ‘’أنا’’ و’’هو’’، وفكرة الذات مقابل ‘’الذات’’ لتتعارض معها غير موجودة، والآخر هو أنا، والذات قابلة للتغيير والتبديل، وبناء عليه فإن الحضارة الأخرى والمفاهيم والأيديولوجيات كلـــها وكلّ ما يحمل هذا الآخر من مخزون حضاري ممكن أن يدخل ويمتزج مع الذات فيغيّرها ويطوّرها أو لا يطوّرها.
العدد 235 - الجمعة 21 رمضان 1427 هـ - 13 أكتوبر 2006
خەبات: محەمەد زەنگەنە مەروە كرێدییە نووسەری لوبنانی، هەمیشە بەوە ناسراوە كە لەدانی بۆچوونەكانیدا زۆر چاونەترسانە قسە دەكات و هەمیشە نەبوونی توندوتیژی كردۆتە دروشمی خۆی ئەو پێی وایە پێویستە مرۆڤ رێز لەبەرامبەر بگرێ لەهەر نەتەوەو ئاینێكدا بێت. لەدیمانەیەكدا لەگەڵ خەبات نووسەر بۆچوونی خۆی دەربارەی پرسی ئێراق و كوردستان دەخاتەڕوو،، رەنگە لەگەڵ كەمێ لەقسەكانی نەبین بەڵام ئێمە بۆ ئەمانی رۆژنامەنووسی دەیخەینەڕوو.
خاتوو مەڕوە پێی وابوو پێویستە كورد لەخۆیان بپرسن چ دەوڵەتێكیان دەوێ؟ هەروەها گوتی: ئایا گرفتەكە بەگۆڕینی دیكتاتۆرێكی عەرەب بۆ كورد تەنها بۆ نەتەوەو نەژادی كەسەكە دەگۆڕدرێت؟ یاخود پێویستە سیستەمێكی تۆكمە بۆ رێزگرتن لە پڕنسیپەكانی مرۆڤایەتی و كەرامەتی مرۆڤ و بەرەنگاربوونەوەی توندوتیژی بەئاشتی بنیات بنرێ؟ ئەگەر مەبەست لێرەدا بنیاتنانی كیانێكی داخراوی كوردی بێت بە دانانی ئەو نەتەوەیە لەدوای شوورەیەكی داخراو بێگومان ئەمە زەرەر بەخودی شارستانێتی دەوڵەمەندی كورد دەگەیەنێت، بەڵام ئەگەر مەبەست بنیاتنانی دەوڵەتێكی شارستانی لەژێر سایەی یەكبوونێكی مرۆڤایەتی شارستانی بوو(بەجیاوازی ئینتیماوە) بێگومان ئەمە دیالۆگی مرۆڤانە دەوڵەمەندتر دەكات.
دەوڵەتی كوردستان و بەرژەوەندی زلهێزان خاتوو كرێدییە پێی وابوو زلهێزان گرنگی بەرژەوەندی گەلە (بچووكەكان) نادەن بۆیە رەنگەدوای ئەوەی دەستی بەسەر ئێراقدا گرت لەبەرژەوەندی ئەو نەبێت دەوڵەتێكی كوردی دروست بكات. هەروەها گوتی: لە خوێندنەوەی بارودۆخی سیاسی مەیدانی تا ئێستا نەخشەو پلانێكی كۆتایی بۆ دروستكردنی دەوڵەتێكی كوردی لەئارادا نییە. بەبۆچوونی منیش بەرژەوەندی ئەمەریكا لێرەدا خۆی دەسەپێنێت. بەڕای من پێكهێنانی ئەم دەوڵەتە لەبەرژەوەندی ئیدارەی ئەمەریكادا نییە، چونكە ئەو ئێراقی بەتەواوی خستۆتە ژێر دەستی خۆیەوە كەواتە لەبەرچی كورد لەو دەوڵەتە جیابكاتەوە؟ لێرەدا پێویستە دەرك بەوە بكەین زلهێزان سەیری بەرژەوەندی (گەلە بچووكەكان) ناكەن تەنها لەو كاتانە نەبێت كە بەرژەوەندی تەواوی بێنێتە دی. بەڵێ، كورد هیوای پێكهێنانی دەوڵەت دەخوازن و حزبە كوردییەكانیش بەشێوەیەكی دوورە پەرێز لەچاوی واشنتۆن ئەو كارە دەكەن و زۆر باش دوو دڵی ئەمەریكا بەرامبەر بەو ویستەی خۆیان دەزانن، چونكە بەدروستكردنی دەوڵەتی كوردی واشنتۆن دەكەوێتە گرفت لەگەڵ توركیا. ئیدارەی ئێستای ئەمەریكاش كەوا خەریكە بەرەو كۆتایی دەڕوات، گرفت و قەیرانی لەوە زیاتری ناوێ، چونكە ئەو تا ئێستا لەنێو گرفتی سیاسی ئێراق و ئیفلاسكردنی بانكەكانی دەخولێتەوە، با لەیادیشی نەكەین واشنتۆن توركیا بەهاوپەیمانێكی خاوەن بەهاو كاریگەری لەناوچەكەدا دەبینێ.
پێویستە عەرەب قبووڵی بەرامبەر بكەن
خاتوو مەڕوە كرێدییە پێی وابوو پێویستە عەرەب كولتوورو نەتەوەكانی دیكە قبووڵ بكەن، بەواتایەكی راستتر بەرامبەر قبووڵ بكەن هەروەها گوتی: من دووپاتیدەكەمەوە گرفتی ئێراق لە كوردو لەنەتەوەكانی دیكەدا نییە، گرفتەكە لێرەدا قبووڵی بەرامبەرە. لێرەدا پێویستە ئێمە لەخۆمان بپرسین چ ئێراقێكمان دەوێ؟ ئایا ئێراقی پێكهاتوو لەكانتۆنی تایفی و رەگەزپەرستی مەزهەبی؟ ئایا دەكرێ ئێراق بكەینە دەوڵەتێكی سوننی شیعی ئەرمەنی ئاشووری كوردی؟ باشتر نییە هاوكاری و هەماهەنگی بۆ یەكبوونێكی شارستانی یەكدەنگ بكەین و تیایدا مرۆڤ ئازادبێ لەهەڵبژاردنی ناسنامەو كولتوورو ئایینی؟ پێویستە هەموو پێكهاتەكانی ئێراق لەگەڵ یەكتر هاوكارو یەكدەنگ بن. پێویستە عەرەب كولتوورو نەتەوەكانی دیكە قبووڵ بكا. گرفتەكە لێرەد ئەوەیە (عەرەبی سوننە) بۆ دەیەها ساڵ كۆنترۆڵی پرۆسەی سیاسی ئێراقیان كردبوو تا ئێستاش بەخۆ بەزل زانین مامەڵە لەگەڵ كولتوورەكانی دیكە دەكەن، باشترە بۆ عەرەب بە(تەوازوعەوە) دان بە نەتەوەی بەرامبەر بنێن و (فەزڵی) ئەو نەتەوانە لەیاد نەكەن و رێز لەمافی سیاسی و مەدەنی بگرن، هەروەها پێویستە(كەمایەتییەكانیش) ببنە سەرچاوەی دەوڵەمەندی شارستانی نەك كیانی دوورە پەرێز.
بارودۆخی لوبنان و ئەجەندانی دەرەكی لەوەڵامی پرسیارێكی خەبات دەربارەی پرسی لوبنان و پەرەسەندنی شەڕی تایفەگەری، خاتوو مەڕوە پێی وابوو پرسی لوبنان پرسێكی ئاڵۆزو سەختەو هێزی ئیقلیمی و دەرەكی كۆنترۆڵیان كردووەو گوتی: هێزی ئیقلیمی و دەرەكی كە ململانێ لەسەر لوبنان دەكەن كۆنترۆڵی بارودۆخەكەیان كردووە، ئەمە جگە لەناكۆكیەكانی سەر ئاستی ناوخۆ. كەواتە مەسەلەكە لەسەر ئاستی ناوخۆو دەرەوەش هەر ئاڵۆزە. بە بۆچوونی من ئەگەر بێت و خەڵكی لوبنان خۆیان یەكگرتوو بن و لەدژی رەگەزپەرستی و لەدژی تەقینەوەی بارودۆخ بن گرفتەكان نامێنن. پێویستە كاری جیددی بۆ هەڵپەساردنی تەواوی (رەگەزپەرستی و تایفەگەری) بكرێ و هەوڵی جیددی بۆ پێكهێنانی دەوڵەتی ئایینی دیموكراسی بكرێ كە رێز لەئازادی تاك بگرێ، چونكە تایفەگەری بنەمای هەر تێكدانێكە لە لوبنان. پێموایە ئەزموونی لوبنانیان لەشەڕەكانی ناوخۆیان سەلماندی تایفەگەری هۆكاری هەموو گرفتەكانەو بزووتنەوەی هەموو جۆرەكانی توندوتیژییە، بەڵام كۆنترۆڵكردنی بارودۆخەكە لەلایەن (سەركردەكانی تایفەگەری) هەمان گرفتی تایفەگەری دێنێتە ئاراوە. بۆیە پێویستە خەڵكی لوبنان بە هۆشیارییەوە مامەڵە لەگەڵ ئەو پرسە بكەن و ئەولەوییەت بدرێتە پرسی پێكهێنانی چینێكی سیاسی تەندروست بە دەنگ نەدانی هاووڵاتی بەسەركردەی گەندەڵ. عەرەب غەدری مێژوویی لە كورد كردووە لەیەكێ لە وتارەكانی خاتوو كرێدییە ئاماژەی بەوەدابوو پێویستە عەرەب لەبری داگیركردنی ئیسپانیا، داوای لێبووردن لەگەلی ئیسپانی بكات، ئێمەش پرسیاری ئەوەمان لێكرد ئایا ناكرێ ئەم لێبووردنە بەرامبەر بە كوردیش بكرێ؟ خاتوو مەڕوە دەڵێ: بە چاوپۆشی لەوەی كێ داوای لێبوردن لەكێ دەكات، مەسەلەكە لێرەدا زەلیلكردنی ئەو كەسە نییە كە داوای لێبووردن دەكات. كولتووری لێبووردن هونەری لێبووردەیی قۆناغێكی پێشكەوتووی هۆشیاری مرۆڤایەتییە، لەرووی سیاسیشەوە قۆناغێكی پێشكەوتووی دیپلۆماسیە لەپەیوەندی نێودەوڵەتی. لێبووردن (تەنازول) نییە بۆ داوای بەخشین لێبووردەییش بۆ بەزەیی نییە، بەڵكو حاڵەتێكە بۆ هاتنە دەرەوە لەبازنەی سوودی راستەوخۆ بۆ بازنەی عەقلی پوختی جوان لەرێگەی هێنانەدی مرۆڤایەتی لەپەیوەندییەكانی گەل و نەتەوەو دەوڵەتاندا. 
پێویستە دان بەوەدا بنرێ گەلی كورد زوڵمی زۆری لەسەر دەستی ژمارەیەك لەرژێمەكانی عەرەبدا بینی. 
هەروەها هەڵمەتی سڕینەوەی ناسنامەی كولتووری دراوە لەقۆناغە جیاجیاكانی مێژوو تەنانەت ئاگاداریشین تا ئێستاش بەشێك لەو رژێمانە رێگە نادەن رەوەندی كوردو هاووڵاتیانی كوردیان بە ئازادی زمانی خۆیان بەكاربهێنن و فێری ببن و سەنتەری رۆشنیری تایبەت بەخۆیان پێك بهێنن.
بەڵام پێویستە مرۆڤ هەوڵی تۆڵەسەندنەوە نەدات، بەرەنگاربوونەوەی توندوتیژیش پێویستە بەرێگەی ئاشتیانە بێت. رژێمەكانی عەرەب بە داخەوە زۆر لەوە دوورن كە لە (زیرەكی داوای لێبووردن) تێبگەن، هۆكارەكانیش نازانم. ئەو رژێمانە تیرۆرو (شەقاوەیی) بۆوەتە پیشە یان تەنانەت لەدژی رۆڵەكانی خۆیشیان جا لەبەرامبەر ئەوانی دیكەدا چۆن دەبێ؟ و چۆن بەرامبەر ئینساف دەكەن؟ ئەوان قوربانی (شێتی گەورەیین) و تا ئێستاش (نەركسییەتێكی) بێ وێنەیان تیادا بەدی دەكرێ. داوای لێبوردن عاقلیەكی سیاسی زۆر گەورەیە بەهۆی یەكەم: لەسەر ئاستی ئەخلاقی، هەموو هەڵوێستە سلبیەكانی بەرامبەر وەلا دەنێت و دەرفەتی بەشداری هاوبەش و سۆزی هاوبەش دێنێتە دی. 
دووەم: لەسەر ئاستی عەقڵیدا، لۆژیك بەسەر بەرامبەردا زاڵدەكات وای بۆ نیشان دەدات كە ئەو هەست بە ئازارەكانی دەكات و دانی پێدادەنێت ئەمەش ستراتیژێكی دوورە مەودا بۆ وەلانانی سوودی تاكەكەس بنیات دەنێ. 
سێیەم: لەسەر ئاستی سیاسیشدا ئەم پرسە هەموو لایەنە ناكۆكەكان لەبازنەی رەخنەو رەخنەی بەردەوام و كاروكاردانەوە دێنێتە دەرەوەو هەوڵی هاوكاری و هەماهەنگی و ئاشتبوونەوە لەهەموو ئاستەكانی دەدات و دەبێتە هۆكارێك بۆ وەبەرهێنانی لەرووی ئابووری و كۆمەڵایەتی. هەروەها دەبێتە هۆی دەرچوون لەبازنەی توندوتیژی بۆ ساڕێژكردنی برینی مێژوویی بە هێنانەدی دادپەروەری و رێزگرتن لەبەرامبەر و متمانەی هاوبەش.
  







****


الكاتبة اللبنانية مروة كريدية في لقاء مع "الأمة العربية" 
الربيع العربي كشف عورة المثقفين العرب
أجرى الحوار: بشير عمري    
شكلت ظاهرة الاحتجاج الشعبي العربي التي ارتقت خطابيا وسلوكيا في مقام الثورة في زمن الانزياح الثوري بعد سقوط الإيديولوجيات وقيام أشكالات أخرى في قصة صراع الوجود الإنساني، محور اهتمام العديد من الباحثين والكتاب من العرب كانوا أو غرب وذلك لمحولة فهم هذا الشذوذ عن مسار تطور الآليات التغيير السياسي لدى العرب الذي لم ينبذ بعد أداة التثوير الشعبي لإحداث وإحلال التغيير مثلما حصل في الغرب أين أضحت سلاسة العمل السياسي الدستوري القائمة على الوعي الوظيفي بآلية المؤسسة في تفعيل أي تحول يستهدف تجاوز مرحلة مأزومة في عمر الأمة.
من بين الذين كرسوا أقلامهم لمحاولة استيضاح وتوضيح ظاهرة ما يسمى بالربيع العربي الأستاذة الباحثة والكاتبة اللبنانية مروة كريدية، التي تفضلت مشكورة بقبول الحديث إلينا بشأن خلاصتها في الموضوع.
  
o      يرى البعض أن هشاشة الثورة الشبابية تتجلى في انحسارها عن تقويض بينة النظم الأمنية المتكلسة ما هي قراءتك للفعل الثوري السياسي؟

بداية مصطلح " الثورة " بحد ذاته تحفّه كثير من الملابسات، نظرًا لما يخالطه من نواح سلبية، وما حمله عبر العصور من تغيير ارتبط بمفهوم العنف في بعض جوانبه كما تتنوع سياقاته وفق التغييرات الحضارية التي تطرأ على الشعوب، غير أن النواحي الايجابية للثورة تتمثل في الحقيقة الإنسانية الكامنة في الانتفاضة من اجل كرامة الإنسان الذي يأبى أن تُهان إنسانيته .
والثورة السياسية بمفهومها الايجابي كما أراها تكريس للتطور والتقدم البشري، وهي فعل سياسي يسعى لتحقيق النواحي الايجابية لسياقات التطورات المصاحبة لكافة التطورات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية وغيرها، لأن الثورة السياسية من شأنها أن تضع كافة التطورات موضع التطبيق والتنفيذ العملي؛ هذا طبعًا إذا اعتبرنا أن "السياسة" تعني الحكمة وحسن الإدارة على نحو ينسجم مع القيم الإنسانية، وبهذا التوصيف يصبح الرجل السياسي " هو الخادم المؤتمن المتصف بالوعي والحكمة من اجل تحقيق وتطبيق العدالة الاجتماعية والرفاه الاقتصادي والتطور التكنولوجي وغيره .

o      بين مفارقتي تثوير الشبان للشعب ضد النظام و عسكرة النظام للثورة ضد الشعب، خفت الوهج التغييري الذي لاح سليما في تجربتي تونس ومصر، لماذا يعنف في العادة التغيير السياسي في العالم العربي؟
المحور الجوهري والنقطة الأساس في وهج التغيير التونسي والمصري تكمن في سلمية الاحتجاجات و لاعنفية الثورة. لأن الثورة بمعناها الايجابي الجيد لا يمكن أن تكون مسلحة بحال من الأحوال . لذلك فإني أُفضل استخدام عبارة "العصيان المدني اللاعنفي " أو "الاستيلاء المدني" ولكن تبقى كلمة "الثورة" أكثر انتشارا واستخداما .
فالثورة إن انحرفت عن سلميتها تحولت إلى فوضى وحرب أهلية، والأنظمة الحالية الآيلة للسقوط تسعى جاهدة لجرّ المعارضات إلى العنف كي تسوغ لنفسها البقاء.
ما نره اليوم هو تجاهل تام من قبل السلطات لموجبات الديمقراطية، وتكريس الأيديولوجية الأمنية باسم ضرورة استتباب النظام لتبرئ الدولة نفسها أعمالها العنفية و مجازرها التي ترتكبها يوميا. وهو ما نراه حاليا في سوريا واليمن حيث تسعى السلطات اليمنية إلى تعميق الخلافات القبلية والتشرذمات العشائرية داخليا كما تلوح للمجتمع الدولي بفزّاعة الإسلاميين والقاعدة خارجيًّا .
أما النظام السوري فيزعم أن هناك مؤامرة خارجية تحاك ضدّه بسبب دعمه "للمقاومة" ، كما يصور المتظاهرين على أنهم شرذمة قليلون خارجون عن القانون يمارسون العنف والاقتتال الطائفي، كي يكرس بقائه ووجوده عبر أيديولوجية مخابراتية أمنية تتحكم ظلما برقاب البشر فيما يرفض تمام الرفض استقبال وسائل الإعلام ومراسليها على أراضيه .

o      من جهة القراءة الفكرية للانتفاضات ماذا يعكس "الربيع العربي " من وجهة نظرك لا سيما وان المثقفين العرب قد انقسموا بين متوجس من اللحظة الثورية ومنخرط فيها، هل تخوف المثقف من الحالة الثورية عائد بالضرورة إلى سوء قراءته لقانون انتفاضة الشعوب وعلى الطرف النقيض هل من انخرط في الهدير الشعبي الثائر واثق من الوعي الثوري الشعبي وتداعياته البعيدة؟
الربيع العربي كشف عورة المثقفين العرب الذين عملوا على فبركة النظريات النخبوية الجوفاء فيما الشارع العربي تجاوزهم بمراحل وشباب التغيير لم يكترثوا بالنظريات تلك بل تصرفوا بتلقائية فيما كان المثقفون على هامش الأحداث في معظم الأحيان .
فمن الناحية الفكرية الحراك العربي عكس بشكل واضح انهيار الخطاب الدوغمائي العقائدي وأعلن عن انتهاء عصر الأيديولوجيات المتطرفة والأصوليات الشمولية، وبالتالي فإن الأنظمة التوتاليتارية أصبحت بحكم المنتهية والآفلة…. وبالمناسبة الدولة الشمولية سقطت نظريا مع ثورة الاتصال المتمثلة بالفضاء السيبيري للانترنت، لان شباب التغيير تجاوزوا واقعهم بأشواط بعيدة، فيما عجائز السلطة ومثقفيهم قابعون في ثلاجة الأنظمة، وجيل الشباب كرسّ الواقعيّة السياسية المتمثلة بالعقلية التداولية وهذا يعني تجاوز كل تفكير ميتافيزيقي أو ميتولوجي أو عقائدي .
o      وماذا عن المفكرين و المثقفين الغربيين ؟
هناك تداعيات جليلة أيضا على مستوى الخطاب الفكري لا سيما عند المنظرين والمحللين الأوربيين والغربيين. لأنها ببساطة هدمت أفكارهم وقوضت الكثير من نظرياتهم التي عملوا على أساسها.
بعبارة مختصرة لقد انهار الخطاب الغربي القائل بأن الشعوب العربية غير ناضجة للديمقراطية ولا تُحكَم إلا بالقمع ولا تعترض إلا بالعنف و أن زوال الأنظمة الشمولية يعني صعود التطرف الاسلاموي .
لقد مرت عقود وهم يعتقدون أن الديمقراطيات في العالم العربي ينبغي ألا تضمن المساواة في الحقوق المدنية والسياسية وان تلك الشعوب تقنع بالكفاف من لقمة العيش وبعض التعليم، بيد أن الشعوب أثبتت أنها جديرة بنيل حريتها وهي تريد ديمقراطيات تامة وحريات حقيقية لا شكلية وأنها تنال ذلك بشكل متحضر لاعنفي.

o      ما هي إذن انعكاسات انهيار الخطابات المؤدلجة لدى المثقفين العرب وفشل الخطاب الغربي على الأنظمة العربية ونماذجها ؟
ما لم تُبادر الحكومات العربية إلى إحداث تغييرات جذرية في بنيتها المؤسساتية فإن النماذج الجامدة ستتهاوى بحكم طبيعة العصر المتغير المعولم ، لم يعد ينفع الأسلوب البيروقراطي العاجز لإدارة شؤون البلاد ، كما اظهر النموذج "الانقلابي" فشله الذريع . فالانقلابات العسكرية التي أفرزت بعض الأنظمة العربية أواسط القرن الماضي أخفقت في تحقيق شعاراتها سواء تعلق الأمر بالوحدة والاشتراكية والتقدمية أو تلك المتعلقة بالتحرير والمقاومة، فلا الجولان "تحرر" ولا العدالة الاجتماعية "تحققت" ! إنما تحول النظام إلى جهاز قمع يمارس العنف بحق أبنائه ليل نهار لقد حادت هذه الأنظمة عن أهدافها وشعاراتها وأكلت أبناءها.
لقد برهنت الشعوب من خلال اعتراضها السلمي وعصيانها المدني وجود شريحة من الليبراليين والمدنيين والاجتماعيين من غير الإسلاميين تريد التغيير  – وهو ما رأيناه جليًّا في ميدان التحرير في مصر – فالثورة في كل من مصر وتونس برهنتا أن هناك جيل من الشباب يعي تمام العلم حقوقه ويطالب بالحرية .
لطالما كان يتم الترويج إن الاعتراض السلمي اللاعنفي حكرا على الشعوب الأوروبية والغربية " المتحضِّرَة" وان الشعوب العربية لا تجيد سوى "الإرهاب " ولا تُحكم إلا عبر "العسكر " والديكتاتوريات " ، الجيل الجديد اثبت خلاف ذلك وانه يجيد المطالبة بحقوقه بشكل سلمي ، فلننظر قليلا في الحالة اليمنية كما السورية حيث نجد إصرار من قبل المتظاهرين على سلمية المسيرات  وعدم الانجرار إلى دوامة العنف .
o      أليس تخوفّ الغربيين والقوى الليبرالية من صعود الإسلاميين إلى السلطة عقب نجاح الثورات مبررا؟
الثورات أثبتت "علمانيتها " و"مدنيتها" و "سلميتها " فثورة الياسمين التونسية لم يقم بها إسلاميون بداية وإنما شاركوا بها فيما بعد؛  كما اثبت الطرف الإسلامي المتمثل بحزب النهضة على تمسكه بعلمانية الدولة وقوانينها المدنية وقد صرح بذلك مرارا وتكرارا راشد الغنوشي بعد أن استفاد من تجاربه طيلة عقدين وتماهى مع النموذج التركي .
إن عوامل نجاح الثورة تتمثل في ثلاث مرتكزات وذلك بان تكون علمانية – مدنية – سلمية ؛ علمانيتها بحيث لا تنطلق من منطلقات أيديولوجية وعقائدية تنبذ الآخر  ؛ مدنيتها بحيث تقوم على مفهومي المواطنة والديمقراطية ، وسلميتها بحيث يكون فاعل الدفاع هو المواطن المطالب بحقه عبر الاعتصام السلمي والعصيان المدني اللاعنفي وليس كفاحا مسلحا دمويا .
o      بدا في مقالك "لماذا يريد الشعب إسقاط النظام؟" نقد لتراتبية السلطة في المجتمع العربي بوصفه انعكاس تاريخي للأصول التأسيسية للأشكال التي تمتد من الأبوية البطريركية التي تقوم عليها العلاقات السلطة الأسرية، هل تعنين أن الإشكال هو كامن في خلال البنى العلائقية أم في الوعي بمفهوم السلطة وتطوره في المخيال الفردي والجماعي العربي؟
نعم ؛ لقد قلت أن الدولة التسلطية تحتكر لنفسها مصادر السلطة والقوة في المجتمع لصالح النخب الحاكمة، مرتكزة في ذلك على اختراق المجتمع المدني وتحويل المؤسسات المستقلّة إلى مؤسسات تابعة كامتداد لأجهزة الدولة في ظل هيمنة صارخة لسلطة الاقتصاد، علاوة على البعد الأيديولوجي لهذه الدولة التي تسعى من خلال الأجهزة الأيديولوجية إلى تبرير مشروعيتها والتأكيد على "مركزية القيادة " مما يترتب عليه ، غياب الحريّات في سبيل فرض القمع الذي يكرس التراتبية الهرمية الذي يفرض الطاعة والولاء من الأعلى إلى الأدنى الذي يكرس النظام البطريركي الأبوي في المجتمعات .كما أن مسألة التحكم بالأجهزة العسكرية والأمنية لا تخضع لشورى الشعب أو البرلمان إنما الكلمة الفصل تكون بشكل مركزي مرتبطة برأس الهرم "الزعيم " فتتحول هذه الأجهزة من مؤسسات مستقلة يُفترض أن تحمي الناس إلى مؤسسة فردية تقمع الشعب بأسره وتحمي" الرئيس " ليستمر في منصبه إلى مالا نهاية .
إن طبيعة الحكم التسلطي تحتّم استعمال العنف والإرهاب أكثر من اعتمادها على الشرعية الحقيقية، سواء كان عنف مادي مباشر يطال الأبدان والأرواح أو عنف وإرهاب فكري ومعنوي، فالانتخابات التي يفرزها هكذا نظام لا معنى له، لأنه يجمّد الحقوق المدنية المقترنة بحقوق الإنسان ، كما يعمل على توظيف الأجهزة الأيديولوجية والقمعية وينفق عليها الميزانيات الكبيرة لأنها هي التي تؤسس وتشرعن وجود هذا النظام وتؤمن الاستمرارية له .
الإشكال يكمن في بنية الوعي لدى الفرد وحسه بالمسؤولية أمام صناديق الاقتراع علاوة على إدراكه لحقوقه المدنية ، الثورات الحالية تُشكل قفزة في الوعي والخروج من دائرة الهرمية السلطوية القبلية البطريركية إلى العقلية التداولية التشاركية.
الثورة الحقيقية تبدأ وتكون من خروج الفرد عن "قمعه" وثورته على نفسه لان مفهوم التسلط يقبع في النفوس وإننا كبشر أسرى عنف يُمارس علينا ثم نعود فنمارسه دون أن ندري، هنا تكمن النقطة المحورية إن أردنا حرية حقيقية علينا أن نطلق سراح أنفسنا من اسر تسلطها وجورها بحق الآخرين وعندها ستنهار ممالك العنف .
****
 نسخة بي دي اف pdf copy :  marwa-kreidieh-interview-aloumma-mag


****

 ثقافة الديموقراطية في عراق التغيير 
 مروة كريدية : المواطنية هي جهاز مناعة الدول والطائفية السياسية هي الفيروس المدمر لها
الديموقراطية والمواطنية متلازمتان بشكل مباشر مع قانون محاسبة المسؤول

أجرى الحوار – عثمان أوميد

·        منذ مطلع عام 2000 ونحن نشاهد تغييرا في  المشهد الديموقراطي إلى أي حد ساهمت روح العصر في إحداث هذا التغيير ؟

لا شك في أن القفزة النوعيّة، في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصال السريع، ساهمت  في زعزعة ممالك الأنظمة الشمولية التوتاليتارية المنتشرة في العالم، لاسيما العربي منه، وفتحت الآفاق أمام الشعوب للاطلاع على المعلومات كافّة، بما فيها السياسية بطبيعة الحال، فلم تعد الأنظمة الرسمية هي مصدر المعلومات الوحيد، بل على العكس فإن وكالات الأنباء الرسمية في هذه الأنظمة لم تعد تلقى أي متابعة شعبية على الاطلاق.

من ناحية ثانية فإن الطفرات الاقتصادية العالمية الأخيرة جعلت من المتعذر على السلطة المركزية أن تبقى المخطط الوحيد للرعية ما لم يشارك هؤلاء أو لم يشعروا بأنهم معنيون بخطط التنمية، وهو ما يُعرف بقوة التمكين Empowerment أو Capacitation؛ إذن فالمتغيرات العصرية تفرض اليوم على الدول خيار الديموقراطية المبنية على مواطنية حرّة.


·        يرى البعض بأن هذا الخيار الديموقراطي من شأنه أن يُحدث فوضى وبلبلة في الدول التي اعتادت على سلطة الرجل الواحد ، كيف ترين ذلك؟


إن الديمقرطية السليمة هي أكثر من أبنية ومؤسسات، إنها تعتمد بالدرجة الأولى على الخلفية الفكرية والثقافية المبنية على تطوير ثقافة ديمقراطية ومواطنية. … لا يمكن لنا أن تكلم عن ديموقراطية في ظل غياب المواطنية … فإن الانسان هو محور العمل الديموقراطي ولذلك نحن نحتاج بالبداية لبناء ثقافة الديموقراطية .
وفي هذا السياق فإن الثقافة المقصودة، بالمعنى العام، ليست مجموع الآداب والموسيقى والفن …الخ، وإن كانت هي أمور تعد من الثقافة، بل تعني كافة التركيبات الثقافية والمرتكزات المؤسسة للسلوك والتصرف والممارسات والأعراف التي تتبلور من خلالها قدرة الأفراد الناس على أخذ قراراتهم وحكم أنفسهم بأنفسهم وتحمل تبعات ذلك. فالثقافة، بهذا المعنى، تعني الوعي المجتمعي والخلفية الذهنية والفكرية المحركة للسلوك عند الأفراد والمجتمعات.

لذلك نجد أن الأنظمة، التي تكرس سياسة العقل الواحد، إنما تشجع الثقافة القائمة على الإذعان والخنوع والطاعة العمياء لما يسمى بـ"الزعيم" أو "ولي الأمر" …الخ، وذلك بهدف تنشئة أفراد تسهل قيادتهم ويكونوا طيعين، فنجد أن القمع مرتكز أساسي في التربية والقيم داخل تلك المجتمعات، مستخدمين لأجل تكريسه كل المفاهيم المؤدلجة بما فيها النصوص اللاهوتية.

وعلى نقيض ذلك فإن ثقافة المواطنية في مجتمع ديمقراطي تشكل بالفعل النشاطات التي تنمي عملية صنع القرار عند الأفراد من جهة وتحترم خياراتهم من جهة أخرى.
 فالمواطنون في مجتمع حر يعملون لتحقيق أهدافهم ويمارسون حقوقهم ويتحملون مسؤولية حياتهم وخياراتهم، إنهم يقررون بأنفسهم من ينتخبون في صناديق الاقتراع، وهم يعون أبعاد البرامج التي يطرحها المرشح الذي ينتخبونه، ومن ثم فهم يحاسبوه على ما أنجز من التزامات تجاه من منحوه أصواتهم.
للأسف ، ما نراه اليوم في الانتخابات محزن لأنها قائمة على المحسوبيات الطائفية !


·        إذن أن تربطين بين مفهوم الديموقراطية والمواطنية كيف ترين الديموقراطيات الناشئة في المنطقة ؟


هناك أمر غاية في الأهمية، وربما يعد قضية محورية في الموضوع، وهو أن المواطنية هي جهاز مناعة الدول بالدرجة الأولى والطائفية السياسية هي الفيروس المدمر لها.
فعندما يكون الولاء السياسي لرعايا دولة ما للطائفة على حساب الوطن فإن التدخلات الأجنبية في السياسة الخارجية ستأخذ مداها الدراماتيكي، وستؤدي إلى انفراط عقد الدولة نفسها التي تتحول إلى ممالك هشة تتلاعب بها القوى الاقليمية وتتحول إلى ساحة لتصارع النفوذ الدولي على ساحتها. وربما الوضع العراقي كما اللبناني خير شاهد على ذلك .
أسألك أمرا : من يحاسب الفاسدين اليوم في العراق ؟؟؟! ألا تلاحظ أن الفساد مستشري وهناك غض نظر عن الموضوع ! لماذا ؟ السبب من وجهة نظري غياب المواطنية …
الديموقراطية والمواطنية متلازمتان بشكل مباشر مع قانون محاسبة المسؤول على كافَّة الصُعد، وهما متلازمتان مع مبدأ تكافؤ الفرص، لذلك فإنهما تتلازمان مع تمثيل شعبي حقيقيّ، وما تنتجه الانتخابات الحالية هو نظام شبه أوتوقراطيّ، تكون قرارات السلطة التشريعية أو السلطة التنفيذية فيه رهن باتفاق أصحاب المحادل الانتخابية.



فالمواطنية هي من صميم الإرادة الحرة والحرية الفردية، وهي بشكلها البراغماتي اتقان مهارة صنع القرار؛ وهو أمر تربوي ثقافي يبدأ منذ الصغر في المناخات البيتية والمدرسية ويمتد إلى سائر مؤسسات المجتمع التي تعتبر أن الاختلاف حق مشروع للكائن، وأن خيارات إنسان بحق نفسه ليست خيارات ملزمة بحق الآخرين، وفي هذه المجتمعات يكون "الدين" مجرد علاقة روحية حميمية بين الإنسان وربه لا يتدخل فيها أحد، ومن حق كل كائن أن يعبر- أو لا يُعبر - عنها على طريقته وبالشكل الذي يختاره ويريحه، ويصبح دور المرجعيات الدينية دور تنويري يحترم الاختلاف ويعزز الحريات الدينية في أجواء تسود فيها الديموقراطية الروحية أو حريّة الروح كما أحب أن اسميها.

·        كيف يمكن أن نبني المواطن في المجتمع العراقي المتنوع ؟

الامر يكون عبر بناء الوسائل العمليّة لدعم المشاعر الوطنية المشتركة بين جميع الطوائف والأعراق والمذاهب والتيارات والأحزاب، تكون بمثابة الحصن الثقافي الحامي لمبدأ المواطنية، ووعاء قابل لاستيعاب التبعات القانونية والسياسية للمواطنة
لا بأس في أن تنعم كل مجموعة بخصوصياتها فالوحدة الوطنية تكون بدعم التعددية بوصفها إثراءًا للتجربة الانسانية و دعم التنوع الثقافي وحرية الرأي والتعبير
بدون شك هذا الامر لا يتحقق إلا من خلال آليات تترجم عمليًا عبر إعداد قادة ونخب فكرية ومراكز بحوث ودراسات تساعد في ارساء المفهوم الكوني المنفتح للإنسان.
كما ان من واجبات النخب  دعم الخطاب الإعلامي المنفتح، وتشجيع الكتّاب والمفكرين والأدباء الذين يتبنون أفكار تساهم في إرساء فلسفة التسامح والانفتاح.


·        تتحدثين عن النخب ودورهم في ترسيخ الديموقراطية ولكن كما هو معلوم فإن كثير من هؤلاء ما يكونوا تابعين لمرجعيات روحية تتحكم بهم ، من أين تكون البداية ؟

البداية تكون من "المدارس" وعبر التربية لذلك يجب إعداد خطة تربوية لتنقية الكتب الدراسية من كل ما من شأنه إثارة النزعات الطائفية والمذهبية، دون أن ذلك يمس بحرية التعليم أو يحط من شأن طائفة معينة ويطعن في معتقداتها، مع ضرورة تسليط الضوء على تاريخ الليبراليات والحريات والديموقراطية في محاولة لبناء تربية مستدامة قوامها المشاركة العامة والتعاون وبناء الوطن.

والتنسيق مع المراجع الدينية والطائفية كافة لبناء خطاب وطني خال من شحنات التحريض والكراهية ضد الآخر، واستبعاد كل ما يدعو فيه إلى التعصب، وضرورة إحداث تجديد في مستوى الخطاب الديني، وليس المقصود هنا الخطاب المعلن في المنابر والكنائس وحسب بل الخطاب المؤسِّس للممارسات الدينية. فتجديد الخطاب الديني يعني إعادة قراءة النصوص اللاهوتية المؤسسة للأفعال وتقديم رؤية منفتحة تتلاءم مع العصر الراهن.

·        في ظل الحروب الأهلية تنعدم الثقة بين أبناء الشعب الواحد كيف يمكن إعادة بنائها ؟

بناء الثقة وعدم التخوين بين أفراد الشعب الواحد يتطلب قبل كل شيء، بناء ذاكرة جماعية وطنية تنبذ العنف والعنصرية وتحذر من مخاطر الانقسام، وفوائد التضامن، والتحذير من خطورة تكرار التجارب العبثية والحروب الأهلية بحيث يتولد عند الأجيال "توبة" تجاه الصراعات الدموية، من خلال ترسيخ المبادئ العامة للحريّات وحقوق الإنسان وحمايتها، وأن يضمن ذلك الدستور كما أقرته المواثيق الدولية وشرعة الأمم المتحدة، وأن يُصاحب كل ذلك توسيع الأمل وترسيخ ايمان عميق بضرورة التغيير والاصلاح والقدرة والإرادة الكامنة بأن الوضع ليس ميؤسًا منه.

ويساهم في ذلك إعادة قراءة جادة للسياق التاريخي الحضاري للمجتمع والوطن من خلال امتداداته الثقافية، ومن منطلقات إنسانية تدافع عن الإنسان وحقوقه وحريته وتحترم التنوع وحقوق الاقليات في المجتمع .



تعد الكاتبة مروة كريدية واحدة من المهتمات بالقضايا الإنسانية واللاعنف، حيث تطرح العلاقات الاجتماعية والسياسية من خلال رؤية وجودية تتجاوزالانقسامات الاثنية والدينية والجغرافية، وقد عملت في ميادين فكرية متنوعة، ولها العديد من الابحاث الميدانية في علم الاجتماع السياسي. شاركت في أعمال حوار الاديان واللاهوت المقارن.


مجلة الاسبوعية العراقية – عدد رقم 111 - الصادرة بتاريخ 28 شباط فبراير - 6 مارس 2010 - ص:32-33




****



مروة كريدية :
ان الادارة الاميركية ليست جمعية خيرية تمنح الحرية والديموقراطية للشعوب بل هي تقوم بما تراه يخدم مصالحها"


مروة كريدية في حوار مع جريدة خبات العراقية - اربيل - في عددها رقم 2707 الصادر يوم 16 ديسمبر 2007

اجرى الحوار الأستاذ دلشاد مصطفى الوساني

  
·  كيف تنظرون الى التكوينات القومية و المذهبية و الدينية  ، والدول في الشرق الاوسط؟
باعتقادي أن المشكل لا يكمن في وجود القوميات والاثنيات والمذهبيات بحدّ ذاتها بل في العقلية الالغائية الواحدة التي تريد ان تفرض نموذج واحد على الآخرين وهو ما يُعرف بالعصبيات "الطائفية"  الأمر الذي  يحول الدولة من دولة الى لادولة او مستودع طوائفي .

فنحن اليوم أمام دول أشبه ما تكون بالمستودعات المركبّة من الفوضى، والانظمة السائدة فيها تسلطية بطبيعة الحال لأنها صاحبة "السلطة القهرية"، حيث يجتمع فيها دور الشرطي الحارس الذي يجمع بين الحالة المدنية والحالة العسكرية، الامر الذي يجعل البلاد في حالة "اللادولة" و الفوضى الدائمة.

·  هل خارطة فسيفساء هذه التكوينات عامل مساعد لتكوين ارضية مناسبة لظهور اجواء يسود فيها عدم الاستقرار في المنطقة؟


الفساد الموجود حاليًّا  في المنطقة بكافة دولها مركّب، لأن العلاقة القائمة بين الشعوب والانظمة مبنية على  ان السلطة هي الطريق الى المال، فيصبح الجاه السياسي و المنصب هو مصدر الثروة، والمنصب لا يتوصل اليه من خلال انتخابات ديموقراطية بل من خلال محسوبيات وزعامات عشائرية وطائفية وهنا الكارثة.

من الطبيعي في هكذا بنية أن تكثر الصراعات والنزاعات بين "عصبية" وأخرى، فتسقط "عصبية متمثلة في زعيم"، لتقوم مكانها عصبية ثانية متمثلة بزعيم آخر، وهكذا دواليك مع كل التداخلات الاقليمية والدولية التي تدعم هذا الفريق أم ذاك…. محدثة انقسامات فئوية حادّة، ليسقط الجميع في فخ الدويلات فتقسم المنطقة الى دويلات صغيرة، يصبح كل زعيم فيها على طائفته صيّاح….في ظل خوف دائم من نشوب حرب أهلية.



كيف تقيمون نظرة العرب الحالية من حيث النظرة القومية و النخبة المثقفة والسلطة ازاء الكورد ؟
لا توجد نظرة واحدة عند كل النخب العربية ، فالعرب كما الأكراد كما الأتراك كسائر القوميات ، مجتمعاتهم تحتوي على وجهات نظر متفاوتة ومتباينة بعضها منفتح على الاخر وبعضها يعزل نفسه في اطار هويّة محددة .

 فالحضارة العربية استفادت من مكونات كافة الحضارات الاخرى التي تعاطت معها ، والعكس صحيح أيضًا فالقوميات الغير عربية ساهمت في إثراء الحضارة العربية واغنائها بدون شك .

ومن وجهة نظري ان ما يجمع الاكراد والعرب والاتراك اكبر بكثير مما يفرقهم فمفرداتهم  الحضارية متشابكة وتراثهم الحضاري متشابه الى حدٍّ بعيد..ولا أرى سببا للتمييز بين عربي وكردي فالتمييز بين البشر يؤدي الى وقوعنا في فخ العنصرية وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلا ..



ماهي قرائتكم للاستراتيجية الامريكية في العراق وماهي تاثيراتها على منطقة الشرق الاوسط ؟

بداية يجب ان نقرر ان ما تقوم به الإدارة الأميركية الحالية يصب في الدرجة الأولى في مصلحتها ومصلحة كبرى شركاتها وهذا أمر طبيعي ، فهذه الادارة ليست جمعية خيرية تمنح الحرية والديموقراطية  للشعوب بل هي تقوم بما تراه يخدم مصالحها لا سيما الاقتصادية منها ؛ الواجب على شعوب المنطقة ان لا يستجدوا مساعدتها بل ان يكونوا هم انفسهم حريصون على مصالحهم ويضعوا استراتيجياتهم  بأنفسهم  ويبنوا مؤسساتهم بأيديهم وهذا يتوقف بالدرجة الأولى على حريّة الكائن الانساني ومدى تحرره من التبعية لغيركائنا من كان

الامر الآخر  ، ان وجودها في المنطقة أحدث بدون شك مناخ من الحرية غير أنها حريّة انبنت على احداث فوضى عارمة ، وهي حريّة شكليّة لا تؤسس لأفراد أحرار حقًّا ، لأن الحرية تنبع من ذات الفرد ولا تُستجدى أو تُفرض .

أما فيما يتعلق بالبنى التطبيقية والعملية  لسياسة المحافظين الجدد من اليمين تجعلنا نستشف أن المحور التوسعي و محور توظيف المقدس  هما أحد أهم مرتكزات هذه السياسة وذلك من خلال  استثمار ترتيبات مرحلة الأحادية القطبية وتسيير العالم وفق ما يراه اليميين المحافظ وليس وفق ما يراه ذلك العالم ،وهو  ما صرّحت به مستشارة الأمن القومي ووزيرة الخارجية الحالية كونداليزا رايس عقب وصول بوش الابن للبيت الأبيض في مطلع عام 2001 حيث  قالت بأنه بات من الصعب تقبل فرضية تساوي دولة قوية مثل الولايات المتحدة الأمريكية مع بقية دول العالم أمام مبادئ القانون الدولي العام.


كيف تقيمون دور الكرد في العملية السياسية في العراق؟

لا أحب أن أدخل في التسميات او التقييم ،  ولكن لكل انسان دور حتى في العملية السياسية ،المهم ان يتحلى الجميع بالوعي لان التفكير من منطلق طائفي بحت او قومي بحت سيعزل افراد الشعب الكردي عن امتداداته الحضارية الأخرى فالمكونات الفكرية والحضارية للشعب الكردي تتجاوز كونه "كرديًّا  " وحسب، فالانسان بوصفه كائنًا كونيًّا لا يمكن له ان يحبس نفسه في اطار هويّة عرقية او قومية يسقط أسيرها .
الدور الحقيقي الملقى على عاتق كافة العراقيين  ينبغي ان يتمثل في رفض القوقعة الفكرية والمذهبية والانطلاق لأفق أوسع لبناء دولة عصرية تتجاوز القوميات والمذاهب وتؤسس لديموقراطية حقيقية تقوم على احترام الانسان بغض النظر عن انتمائاته الدينية او العرقية او اللغوية ..

هل الفيدرالية حل منسجم لتعايش كافة التكوينات معاً في ظل نظام ديموقراطي تعددي؟  
ليس المهم من وجهة نظري شكل النظام أو اسمه فللفدرالية حسنات وسيئات، ولغيرها من الانظمة سلبيات وايجابيات  الأهم هو البنية المؤسسة للأنظمة ، وبالدرجة الاولى "الإنسان " اي العامل البشري ، فعندما يتحلى القوم بالوعي الحضاري يعون دورهم تمامًا على خارطة العراق الذي يحتوي التنوع الإثني والديني  في ضوء الوحدة الوطنية  التي يشكلون 
الأهم إذن هو تكوين وعي تربوي عند كافة أطياف الشعب العراقي أن التفكير في التقسيم سيؤدي الى عزل كل فئة وترسيخ الهوة بين البشر
وفي الوقت التي تسعى فيه دول العالم المتطور الى التلاقي كما حصل في دول الاتحاد الاوروبي  نجد ان منطقة الشرق الأوسط  تتجه لمزيد من التفتيت .

هل ترون مخرجا للازمات الحالية ؟
بالدرجة الأولى يكون ذلك بالانتقال نحو الديموقراطية وفق برنامج وسيرورة تواجه الحتميات الطائفية… قبل كل شيئ

ماهي اهم الخطوات من وجهة نظركم ؟

بداية عبر فصل السلطة السياسية عن سلطة رأس المال : وذلك من خلال قطيعة نهائية مع "دولة المستودعات الطائفية ".

• الامر الثاني تأسيس وعي شعبي  بالديموقراطية لان النضج الشعبي وفهمه للديموقراطية هي مسألة تربية وسيرورة تربوية طويلة، فهي تَجربة تُعاش وليست ثوبًا يُلبس ، بل هي سيرورة تُنجز على مراحل متتابعة، بحسب استعدادت كل مجتمع وكل فرد، فهي تُصاغ وتتشكل مع عملية بناء الذات الفردية والمجتمعية بما يتلاءم مع الواقع والظروف المحيطة.

الأمر المهم ايضًا أن  مفهوم "الدولة " يرتبط ب "التداول" وأن التعاطي بالشؤون العامة ينبغي ان يكون من خلال تعاقب "حكومات جيدة "، يرعون الإصلاح ويواصلونه من خلال سيرورة حتى تنتقل الامور من الأسوأ إلى السيئ الى الجيد إلى الأفضل…وهكذا في تطور دائم مستديم، وهذه سُنَّة كونية وايقاع دوري للحياة، كما أن هذه الرؤيا تحرر السياسي من فوبيا الكرسي والشك بالآخرين وتمنح الفرد السلام، فينطلق للعمل والابداع.








مروة كريدية في حوار حول مفهوم السلطة والمعارضة :
المجتمع المدني كمفهوم غير متبلور في أذهان الناس  وحكومات الدول العربية تعمل على إعادة إنتاج نفسها ………
الدساتير تحتاج لتفكيك نقدي جاد والبرلمانات العربية عبارة عن منتديات لتحقيق المكاسب الطائفية واقتسام الكعكة …
حوار : مازن لطيف


 حوار : مازن لطيف -  مجلة بغداد
ترجم الى اللغة الكردية : أوميد عثمان - ئوميد عوسمان -
كوردستان - العراق - جريدة راستى - 3 - 10 - 2009 - عددها رقم 39 ص:8


مجلة الصوت الآخر  -اسبوعية سياسية - اربيل العراق - العدد رقم 214 الصادر بتاريخ 15 تشرين الأول 2008
مروة كريدية : الشعب الكوردي ظلم وتعرض لطمس هويته الحضارية …. وأميركا ليس من مصلحتها استقلال الاكراد



بغداد - حاورها :  سعد البغدادي
انتقدت الباحثة اللبنانية مروة كريدية الأنظمة العربية لعدم احترامها الحريات الأساسية الحقيقية للأفراد والجماعات، واعتبرت الحريات الموجودة في بعض الدول العربية "حرّيات شكليّة" تخدم "ملوك الطوائف" و"زعماء القطيع"، وأكدت أن الحرّيات الحقيقية محرّمة في العالم العربي.

  
وأضافت كريدية في حوار مع موقع "آفاق" بأنه حتى في لبنان عندما يُطرح أي مشروع "مدني"، أو عند المطالبة بمشاريع تأسيسية لمؤسسات مدنية حقيقية يتفق "ملوك الطوائف" أجمعين على تعطيل هذا المشروع، لأن ذلك سيضر بمصالح زعاماتهم بالتأكيد وسينتقص من حصتهم الطائفية في اقتسام المناصب والمنافع.
وفيما يلي نص الحوار:
آفاق - بداية، كيف تقرئين بنية الأنظمة في الواقع العربي الحالي؟
إن بنية الأنظمة العربية وطبيعتها تتفاوت من دولة لأخرى بطبيعة الحال فالانظمة في المغرب العربي تختلف عن المشرق تختلف عن الخليج غير أن القاسم المشترك بين جميع الأنظمة وأسسها الفكرية انها تتمحور حول "شخص"، فهي أبدلت دولة القانون والمؤسسات بدولة "الفرد" سواء كان هذا الفرد "زعيمًا " أو "ملكا" او طائفة مسيطرة او مجموعة او "تكتل واحد مسيطر"… في معظم الدول العربية يبقى "الزعيم" متمسكًّا بالكرسي حتى آخر لحظة في عمره، وليست المشكلة في هذا وحسب بل في المركزية التي تتمحور جوله، فهو يختصر الأمة والشعب في شخصه، ويصبح الشعب مجرد أرقام تدور في فلكه ..
آفاق - يكثر الكلام عن الحريّات في العالم العربي، ألا توجد حريّات فعلية فيه، أليس في لبنان على سبيل المثال مساحة كبيرة من الحرية؟ 
إن الأنظمة السائدة لا تحترم الحريات الأساسية الحقيقية للأفراد والجماعات، والحريات الموجودة في بعض الدول العربية حرّيات شكليّة تخدم "ملوك الطوائف " و"زعماء القطيع "، في حين أن الحرّيات الحقيقية محرّمة فيه، فحتى في لبنان عندما يُطرح أي مشروع "مدني"، او عند المطالبة بمشاريع تأسيسية لمؤسسات مدنية حقيقية يتفق "ملوك الطوائف" أجمعين على تعطيل هذا المشروع، لأن ذلك سيضر بمصالح زعاماتهم بالتأكيد وسينتقص من حصتهم الطائفية في اقتسام المناصب والمنافع ..
آفاق - هناك تحول جمعي في العقلية العربية نحو ضرورة تبني الخيار الديمقراطي، هل تبني هذا الخيار كفيل لانتشالنا دكتاتوريات متعاقبة؟
لا أعتقد ان هناك تحول جمعي في العقلية العربية ربما هناك رغبة جماهيرية عند الشعوب بتبني الخيار الديموقراطي هذا صحيح، غير ان الديموقراطية لم تزل غير مؤسسة في الوعي العربي، وهناك فرق كبير بين الرغبة والتطلع نحو الديموقراطية، وبين ان تكون الديموقراطية مؤسسة في التربية والفكر ومترجمة في السلوك .
في ظل البنية السياسية الحالية تغيب الديموقراطية، فالنظام الطائفي (واقصد هنا النظام الذي يدور حول شخص) يؤدي الى تغيب دور النخب الفكرية والعلمية في داخله، وبخاصة تلك التي تدعو إلى إحداث تغيير جذري في مختلف مظاهرالحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وعادة ما يبقى في المشهد "مثقفي السلطان" او من يُشّرع ليل نهار لإعادة انتاج شروط انتاج التركيبة المعهودة، وهذا ما يفسّر وجود الكثير من العقول العربية في المهجر وبلاد الاغتراب، فالمؤسسات الحكومية تعتمد المحسوبيات وتوريث المناصب والكراسي للابناء والاحفاد، بغضّ النظر عن الكفاءات الامر الذي دفع بالكفاءات المبدعة الى الهجرة وترك البلد بما حمل …
كما أن الديموقراطية هي تجربة وسيرورة مستمرة، وليست "فاست فود" يقدم للشعوب، وهنا أخطأت إدارة المحافظين الجدد عندما ظنت أنها يمكن ان تؤسس لديموقراطيات في الشرق الاوسط عن طريق الحلول العسكرية، او العقوبات الاقتصادية، لأن الديموقراطية الحقيقية والحرية تتنافى فع اي لون من الوان التبعية.

آفاق - كثيرًا ما تطرح مروة كريدية قضايا تؤسس للفكر السياسي في كتاباتها لكن ما هي أولى الخطوات، وما هي الاشكاليات؟ 

إذا أردنا أن نعالج ظاهرة ما في الفكر السياسي العربي، لا بد من الكشف عن الأصول الأيديولوجية الذي تنبني عليه السلطة والدولة في الدول وجدليات السياسة والثقافة واتجاهات الخصوصية لكل دولة ونقائضها.
من خلال الشواهد التطبيقية للقضايا المطروحة و أمام المعطيات جميعها نجد انفسنا أمام إشكاليتين رئيسيتين :
الإشكالية الاولى هي اشكالية الهوية عند بعض الشرائح العربية التي تارة تجنح نحو العروبة كهوية وطورًا نحو الاسلام وتارة تسعى لاستعارة حلول فكرية اشتراكية كانت ام لبيرالية، كما ان بعض الدول مثل لبنان والعراق تجنح نحو الطائفية المذهبية وهنا الكارثة ، فالطائفية السياسية الحالية باعتبارها فكرًا دفاعيًّا عما يعرف بـ"التوازن الطائفي" تتخذ من الهوية المذهبية الخاصًّة حصنًا تتقي به من سائر أوجه التغيير الثقافي والاصلاح السياسي، وترتكز على عقائد أيديولوجية تعتمد الإستبعاد والإنتقاء والإرادوية، وتنفي الشعب في حين تودّ التحدّث بإسمه !!!!
الاشكالية الثانية هي اشكالية التقدم وبناء الدولة الحديثة، وضرورة طرح مشروع جديد لدولة وطنية ترتكز على فصل الدين عن الدولة، و بالتالي فصل الطائفية عن المؤسسات وتكريس ذلك لبناء الوطن الواحد.

آفاق - إذن هل تعتقدين أن المشكل يكمن في الأديان؟

المشكلة من وجهة نظري ليست في الدين بوصفه علاقة بين الكائن والمكون، فكل إنسان يحمل في طيات نفسه واعماق روحه نوع من العلاقة تجاه الخالق، انما الاشكالية تقع في تحويل الفكر السياسي والاجتماعي الى فكر دوغمائي عقائدي، أي فرض نموذج واحد سياسي على الناس بوصفه نموذجًا إلهيًّا مقدسًا، الأمر الذي يوقعنا في دوامة التكفير واستباحة دم الآخر
أما عندها تكون الأديان وكتبها والطبيعة وما فيها هي تجليات للمحبة، باعتبارها سر من أسرار الوجود، فهي عندئذ التي تمنح لكل ذرة معناها الخاص بوصفها نسبة في نظام المطلق، عندها يكون رجوع الكائن الانساني الى نفسه رجوعا الى معالم روحه المطلقة بهذا المعنى فإن الاديان تشكل المحور الايجابي في حياة البشر.
آفاق - ما هي المكونات تأسيس دولة في المرحلة التي تشهد صراعات طائفية؟
لعل أحد أهم مكونات تأسيس دولة حديثة، خصوصًا في مرحلة ما بعد الحروب الأهلية، هو تجاوز تلك الصراعات، وبناء مساحة من التعاون، مبنية على مسامحة حقيقة بين الأطراف، فالصفح يُعد البوابة الرئيسية التي لا بد من المرور بها لبناء ديموقراطية فعلية.
ولعل إحدى القضايا الأكثر جوهرية بالنسبة للرقي الإنساني الحقيقي، تتأسس حول ماهية وكيفية تأسيس الرؤية العقلانية عن التسامح والحرية الحقة والديموقراطية الفعلية، والسؤال الذي يطرح دائمًا حول أي منظومة قيم تلك القادرة على بناء التجانس والإنسجام الفعلي في كينونة الفرد والجماعة والأمة والثقافة والدولة تجاه النفس والآخرين. من وجهة نظري فإن التأسيس الثقافي ينبغي ان يسبق البناء العملي .

آفاق - غير ان الاشكالية بين المثقف العربي والسلطة معقدة، ترى اين تكمن حدود هذه الاشكاليات وماهي اليات الخلاص منها من وجهة نظرك؟

المثقف العربي بشكل خاص وأي مثقف آخر يعاني من مشكلة مع السلطات السياسية، ولا بد من إزالة الاشكالات والأشكال القمعية الداخلية والخارجية الصريحة منها والمقنّعة فالمثقف العربي الحالي يعاني من مشكلة قد تكون غير مُعلنة، لكنّها موجودة مع السلطات السياسية التي تحاول الضغط على المفكرين لكي يصبحوا الأداة التأصيلية التي تضفي الشرعية على النظام والأمر قد يتطور ليصل المثقف إلى السجن ، وهذا على سبيل المثال، أما على الصعيد الشعبي فالأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى.
كما أن المثقف يعاني من مشكلة مع رجال الدين واللاهوتيين و العلماء …. الذين يتتبعون الحركات الفكرية والآراء ليسرعوا إلي إطلاق أحكام قيَمية تبدأ "بالتفسيق" وتصل إلى "التكفير" وتنتهي أحيانا بـ"إهدار الدم".
فلا بدّ من السعي الجاد والمتواصل إلى فتح آفاق العقل و اجتهاداته الناقدة و"التجديد" في الأمور التي يُدّعى عادةً أن لا تجديد فيها، لكي لا يستعبد الإنسان لعنف الإنسان، فعملية الحوار هامة جدا وهي الأداة الفاعلة التي يجب أن تطال كل التيارات الفكرية، ولا تقتصر على الأديان.

***



حاورها : نادر المتروك

الباحثة اللبنانية في مجال الأنثروبولوجيا، مروة كريدية، تذهب إلى أن هناك خللا عميقاً في أشكال الحوار السائد اليوم، وفي نقدها لهذه الأشكال تذهب إلى أن هناك هيمنة لاهوتية متبادلة بين أطراف الحوار، وهو ما يُفقِد الحوارات قيمتها التفاعلية، ويجعلها مورداً غير مباشر لحرب التأويلات التي تنتهي إلى فقدان الحضارة لتوازنها. وفي الوقت الذي تؤكّد فيه كريدية على ضرورة احترام المقدّس عند الآخرين، فإنها تدعو إلى حقّ الانقلاب الثقافي انطلاقاً مع مقولة ‘’الإنسان الكوني’’ الذي يحمل قيمته في ذاته الكريمة، بغض النظر عن انتماءاته الأيديولوجية والنسقية.





 كيف تنظرين إلى مشاريع الحوار التي تنتشر هذه الأيام؟
حرب التأويلات 
 لابد أن المشاريع الحوارية هذه تقوم على بنيةٍ سياسية سالبة لكي تصبح على هذه الحال السلبية التي تصفين. فما هي في تصوّرك؟
فقدان التوازن الحضاري
 وكيف الخروج من ذلك؟
حق الانقلاب الثقافي
الإنسان الكوني 
اجرى الحوار :نادر المتروك - الوقت - البحرين


*رابط الصورة :

*رابط المقال : http://www.alwaqt.com/art.php?aid=21370
© 2006 صحيفة الوقت، جميع الحقوق محفوظة.




صحيفة الوقت البحرينية - يومية سياسية مستقلة


  ***




 ئیداره‌ى بوش رێكخراوێكى خێرخوازى نییه‌ ئازادىو دیموكراسیه‌ت ببه‌خشێته‌ گه‌لانى ناوچه‌كه‌

مه‌روه‌ كرێدى نووسه‌رێكى به‌ ره‌گه‌ز لوبنانیه‌ وه‌ك تۆژه‌رێك له‌ بوارى هزرى كارده‌كات و چه‌ندین لێكۆڵینه‌وه‌و توێژینه‌وه‌ی له‌بوارى زانستیدا هه‌یه‌.له‌ دیمانه‌یه‌كدا چه‌ند لایه‌نێكى بارودۆخى رۆژهه‌ڵاتى ناوه‌راستمان له‌گه‌ڵ كرێدى  تاوتو كرد و به‌م شێوه‌یه‌ تیشكى خسته‌ سه‌ر تێرِوانینى عه‌ره‌ب و ده‌مارگیرى وناكۆكییه‌كان و چه‌ندین بوارى دیكه‌ له‌ ناوچه‌كه‌دا.

دیمانه‌/ دڵشاد مسته‌فا وه‌سانى
* چۆن ده‌رِواننه‌ پێكهاته‌ى نه‌ته‌وه‌یى و ئایینى و ئایینزایى نیشتمانى له‌ رۆژهه‌لاَتى ناوه‌رِاستدا؟
-به‌ راى من كێشه‌كه‌ له‌ پێكهاته‌ى نه‌ته‌وه‌و ئه‌تن و ئایینزاكانه‌وه‌ نییه‌، به‌قه‌د ئه‌وه‌ى له‌ ئاوه‌زى هه‌ر یه‌كێك له‌وانه‌دایه‌ كه‌ ده‌یه‌وىَ تاك لایه‌نانه‌ خۆى فه‌رِز بكاته‌ سه‌ر ته‌واوى لایه‌نه‌كانى دیكه‌، ئه‌وه‌ش ده‌كرىَ به‌ ده‌مارگیرى تائیفى ناوه‌زد بكه‌ین، ئه‌و بویه‌ره‌ى ده‌یه‌وىَ ولاَت ئاراست بكات به‌ره‌و ده‌وله‌تۆكه‌ یان حه‌وزێك له‌ بوونى تائیفیه‌وه‌.
ئه‌مرِۆ ئێمه‌ له‌به‌رده‌م ده‌وڵه‌تێكداین به‌ تێكه‌ڵیه‌ك له‌  هه‌راو ئاڵۆزى ده‌چێت، ئه‌و سیسته‌مانه‌ى هه‌شن به‌ سروشتى خۆیان ده‌سه‌لاَتدارن، چونكه‌ خاوه‌نى ده‌سه‌لاَتێكى داسه‌پاون، كه‌ كۆمه‌ڵێك رۆڵى پۆلیسى تێدا كۆبووه‌ته‌وه‌ كه‌ له‌ نێوان بارودۆخى مه‌ده‌نی و سه‌ربازیدایه‌، ئه‌مه‌ش ولاَتى خستوه‌ته‌ بارودۆخى نه‌بوونى شتێك به‌ ناوى ده‌وڵه‌ت و له‌ لایه‌كى دیكه‌ هه‌راو ئاڵۆزیه‌وه‌.

*  ئایا پێكهاته‌ى ئه‌و نه‌خشه‌ تێكه‌ڵه‌، نه‌بووه‌ته‌ هۆكارێكى یارمه‌تیده‌ر بۆ دروستبوونى ئه‌رزیه‌تێكى گونجاو بۆ سه‌رهه‌ڵدانى كه‌شێك كه‌ دواجار ببێته‌ هۆى نائارمى له‌ ناوچه‌كه‌؟
ئه‌و گه‌نده‌ڵییه‌ى ئێستا له‌ ئارادایه‌ له‌ ناوچه‌كه‌دا له‌ سه‌رجه‌م ولاَته‌كان تێكه‌ڵه‌، چونكه‌ په‌یوه‌ندى نێوان نه‌ته‌وه‌و سیسته‌مه‌كان له‌سه‌ر ئه‌و بنه‌مایه‌یه‌ كه‌ ده‌سه‌لاَت رێگه‌یه‌كه‌ به‌ره‌و كۆكردنه‌وه‌ى سامان، لێره‌وه‌ ئاراسته‌ رامیاریی و پله‌و پایه‌كان سه‌رچاوه‌یه‌كن بۆ سامان، پله‌و پایه‌ش له‌و ولاَتانه‌دا له‌ رێگه‌ى هه‌ڵبژاردن و پرۆسه‌ دیموكراسیه‌كانه‌وه‌ وه‌ده‌ست نایه‌ت، به‌ڵكو له‌ رێگه‌ى مه‌حسووبیه‌ت و سه‌رۆك عه‌شیره‌ته‌كان و تائیفیه‌كانه‌وه‌یه‌، كاره‌ساته‌كه‌ش لێره‌دایه‌.
به‌ شێوه‌یه‌كى سروشتیش هه‌موو ئه‌مانه‌ ده‌بنه‌ بنه‌مایه‌ك بۆ زۆربوونى ناكۆكیه‌كان و ململانێكان له‌ نێوان ده‌مارگیره‌كاندا، هه‌ر به‌م شێوه‌یه‌ سه‌رۆكه‌ ده‌مارگیره‌كان له‌ كه‌وتنیاندا سه‌رۆكێكى دیكه‌ى ده‌مارگیر شوێنى ده‌گرێته‌وه‌، ئه‌مه‌ش ئاسانتر ده‌كه‌وێته‌وه‌ كاتىَ ولاَتێكى هه‌رێمى دێته‌ نێو ململانێكان و ده‌بێته‌ پاڵپشت بۆ لایه‌نێك له‌ لاكانى ململانێكه‌، هه‌ر به‌م شێوه‌یه‌ ده‌بینین ئه‌و ده‌وڵه‌ته‌ له‌ به‌رئه‌نجامى ئه‌و ناكۆكىو ململانێیه‌ دابه‌ش ده‌بێت بۆ ده‌وله‌تۆكه‌ى بچوك بچووك و، هه‌ر یه‌كێك له‌م سه‌رۆك عه‌شیره‌ت و تائیفانه‌ش ده‌بنه‌ ده‌مرِاست و سه‌ر راست له‌و ده‌وله‌تۆكانه‌دا، ئه‌مه‌ش ترسێكى گه‌وره‌ دروست ده‌كات و له‌ لێوارى شه‌رِى نێوخۆ نزیكى ده‌خاته‌وه‌.
*  چۆن تێرِوانینى ئێستاى عه‌ره‌ب هه‌ڵده‌سه‌نگێنن له‌ رووى نه‌ته‌وه‌یى و ده‌سته‌بژێرى رۆشنبیران و ده‌سه‌لاَتدارانه‌وه‌ به‌رامبه‌ر به‌ كورد؟
یه‌ك جۆر تێرِوانین لاى ده‌سته‌بژێرى عه‌ره‌ب نییه‌، عه‌ره‌ب وه‌كو كوردو تورك و نه‌ته‌وه‌كانى دیكه‌ تێرِوانین و بۆچوونه‌كانیان جیاوازو لێكچووه‌، هه‌ندێكیان كراوه‌و هه‌ندێكیان خۆیان لاته‌ریك ده‌كه‌ن له‌ دووتۆى ناسنامه‌یه‌كى دیاریكراوه‌وه‌، شارستانیه‌تى عه‌ره‌بى سوودو كه‌ڵكى زۆرى له‌ شارستانیه‌ته‌كانى دیكه‌ وه‌رگرتووه‌ كه‌ له‌گه‌ڵیاندا ژیاوه‌، بێگومان به‌ پێچه‌وانه‌شه‌وه‌ نه‌ته‌وه‌كانى غه‌یره‌ عه‌ره‌بیش به‌شداریه‌كى كارایان له‌ ده‌وڵه‌مه‌ندكردنى شارستانیه‌تى عه‌ره‌بیدا هه‌بووه‌.
    له‌ تێرِوانینى منه‌وه‌ ئه‌وه‌نده‌ى لایه‌نه‌ هاوبه‌شانى شارستانیه‌ت كوردو عه‌ره‌ب و تورك كۆده‌كاته‌وه‌ زۆر زۆرتره‌ له‌و شتانه‌ى له‌ یه‌كتریان هاوێر ده‌كات و، شارستانیه‌تیشان له‌ كۆنى كۆنه‌وه‌ هاوبه‌ش بووه‌، هیچ شتێكیش نابینم كه‌ جیاوازییه‌ك بخاته‌ نێو كوردو عه‌ره‌به‌وه‌، دیاره‌ جیاكارى له‌نێو مرۆڤیش ده‌بێته‌ هۆى سه‌رهه‌ڵدان و پێوه‌بوونمان به‌ ته‌ڵه‌ى ره‌گه‌زپه‌رستیه‌ت كه‌ ئه‌مه‌ش به‌ته‌واوى ره‌تكراوه‌ته‌وه‌. 
 * خوێندنه‌وه‌تان بۆ ستراتیژیه‌تى ئه‌مریكا له‌ عیراقدا چییه‌و، ئایا كاریگه‌رى چ ده‌بێت له‌سه‌ر ناوچه‌ى رۆژهه‌لاَتى ناڤین؟
ده‌بىَ له‌ سه‌ره‌تاوه‌ برِیار له‌وه‌ بده‌ین كه‌ ئیداره‌ى ئه‌مریكى به‌دواى چیدا ده‌گه‌رِێت، به‌ پله‌ى یه‌كه‌م به‌دواى به‌رژه‌وه‌ندیه‌كانى خۆیدا وێڵه‌، كه‌ خۆى له‌ كۆمپانیا گه‌وره‌كاندا ده‌بینێته‌وه‌، ئه‌و ئیداره‌یه‌ش رێكخراوێكى خێرخوازى نییه‌ تاكو ئازادىو دیموكراسیه‌ت ببه‌خشێته‌ گه‌لانى ناوچه‌كه‌، به‌ڵكو خزمه‌تى به‌رژه‌وه‌ندیه‌كانى خۆى ده‌كات كه‌ ئابوورى یه‌كێك له‌مانه‌یه‌، ئه‌و ئه‌ركه‌ى ده‌كه‌وێته‌ سه‌ر گه‌لانى ناوچه‌كه‌ش ئه‌وه‌یه‌ كه‌ نابێت كرِنۆش بۆ یارمه‌تیه‌كانیان ببه‌ن، به‌ڵكه‌ ده‌بىَ به‌خۆیان سووربن له‌سه‌ر پاراستنى به‌رژه‌وه‌ندیه‌كانى خۆیان و دانانى ستراتیژیه‌تێك و بنیاتنانى داموده‌زگه‌كان به‌ ده‌ستى خۆیان، ئه‌مه‌ش به‌ پله‌ى یه‌كه‌م ده‌وه‌ستێته‌ سه‌ر ئازادى مرۆڤه‌كان و ره‌هه‌ندى سه‌ربه‌ستبوونى له‌ پاشماوه‌كان.
له‌ لایه‌كى دیكه‌وه‌ بوونى ئه‌مریكا له‌ ناوچه‌كه‌ ده‌بێته‌ هۆى دروستبوونى جۆرێك له‌ ئازادى، ئه‌و ئازادیه‌ى له‌سه‌ر بنه‌ماى ئاڵۆزىو هه‌را دێته‌ كایه‌وه‌، ئه‌و ئازادیه‌ش رووكه‌شانه‌یه‌و نابێته‌ هۆى دروستبوونى مرۆڤى راسته‌قینه‌ى ئازاد، چونكه‌ ئازادى له‌نێو ناخى مرۆڤدا سه‌رهه‌ڵده‌دات و نابىَبه‌سه‌ریدا بسه‌پىَ.
  سه‌باره‌ت به‌ بنیادى جێبه‌جێكرنى پرۆسه‌ى سیاسى لاى موحافیزكاره‌ نوێیه‌كان له‌ راسترِه‌وه‌كان خۆى له‌سه‌ر دوو ته‌وه‌ردا ده‌بینێته‌وه‌ ئه‌ویش ته‌وه‌رى فراوانخوازىو ته‌وه‌رى پارێزگارییه‌ له‌ پیرۆزیه‌كان كه‌ ئه‌وانه‌ گرنگترین ره‌كیزه‌كانى ئه‌و رامیاریه‌یه‌ له‌ رێگه‌ى به‌رهه‌مهێنانى تاك جه‌مسه‌رییه‌وه‌ دنیا ئاراسته‌ ده‌كات له‌سه‌ر بنه‌ماى راسترِه‌وى خۆپارێز، ئه‌مه‌ش زۆر به‌ روونى له‌ قسه‌كانى كۆندالیزا رایسى راوێژكارى ئاسایشى نه‌ته‌وه‌یىو وه‌زیرى ده‌ره‌وه‌ى ئێستاى ئه‌مریكا له‌ سه‌روبه‌ندى هاتنى بۆشى كورِبۆ كۆشكى سپى له‌ سه‌ره‌تاى ساڵى 2001دا گوتى: لێره‌وه‌ زۆر ئه‌سته‌مه‌ ولاَتێكى زل هێز وه‌ك ویلایه‌ته‌ یه‌كگرتووه‌كانى ئه‌مریكا خۆى له‌به‌رده‌م برِیاره‌كانى كۆمه‌ڵگه‌ى نێو ده‌وڵه‌تى ببینێته‌وه‌ وه‌ك ته‌واوى ولاَته‌كانى دیكه‌ى دنیا.      

* چۆن رۆڵى كورد هه‌ڵده‌سه‌نگێنن له‌ پرۆسه‌ى سیاسى عیراقدا؟
نامه‌وىَ ناو بهێنم و بچمه‌ نێو هه‌ڵسه‌نگاندنه‌وه‌، به‌لاَم دیاره‌ هه‌موو مرۆڤێك رۆڵێكى رامیارى هه‌یه‌، گرنگ ئه‌وه‌یه‌ هه‌موو لایه‌ك به‌ هۆشیارییه‌وه‌ كاربكه‌ن، چونكه‌ بیركردنه‌وه‌ له‌ تێرِوانینى تائیفیانه‌ یان نه‌ته‌وه‌ییانه‌ى رووت، گه‌لى كورد دابرِده‌كات له‌و پاشخانه‌ شارستانیه‌ته‌ى هه‌بووه‌، چونكه‌ پێكهاته‌ هزرى و شارستانیه‌ته‌كانى گه‌لى كورد له‌ (كورد)یان تێپه‌رِ كردووه‌ وه‌كو كورد، چونكه‌ په‌سنى مرۆڤ، بووه‌نه‌وه‌رێكى گه‌ردوونییه‌و ناكرىَ ته‌واوى ناسنامه‌كه‌ى له‌ بۆته‌ى ره‌گه‌زو نه‌ته‌وه‌دا په‌یوه‌ست و دیل بكرێت.
رۆڵى پێویست له‌ سه‌ر ته‌واوى عیراقیه‌كان ئه‌وه‌یه‌ كه‌ به‌ هه‌موو شێوه‌یه‌ك بیرى نه‌ته‌وه‌په‌رستىو مه‌زهه‌بى ره‌تبكه‌نه‌وه‌و هه‌نگاو به‌ره‌و ئاسۆیه‌كى فراوانتر بنێن بۆ دامه‌زراندنى ده‌وڵه‌تێكى هاوچه‌رخ و، تێپه‌رِى بویه‌رى نه‌ته‌وایه‌تىو مه‌زهه‌بى بكه‌ن و، بنه‌مایه‌كى مكوم بۆ دیموكراسیه‌تى راسته‌قینه‌ دابمه‌زرێنن كه‌ تێیدا رێز له‌ مرۆڤایه‌تى بگرىَ به‌بىَ گوێدانه‌ لایه‌نى نه‌ته‌وه‌و ره‌گه‌زو ئایین و زمان.

 *  ئایا فیدراڵیه‌ت چاره‌سه‌رێكى گونجاوه‌ بۆ پێكه‌وه‌ ژیانى ته‌واوى پێكهاته‌كان له‌ سایه‌ى سیسته‌مێكى دیموكراسى فره‌ییدا؟

له‌ تێرِوانینى من شێوه‌ یان ناوى سیسته‌م گرنگ نییه‌، له‌ سیسته‌مى فیدارڵیه‌تیش باشىو خراپى هه‌یه‌، له‌ هه‌ر سیسته‌مێكی دیكه‌شدا باشىو خراپى هه‌یه‌، گرنگ بنیادى دامه‌زراوه‌ى سیسته‌مه‌، به‌ پله‌ى یه‌كه‌میش (مرۆڤ)، كاتىَ نه‌ته‌وه‌یه‌ك به‌ هۆشیاریه‌كى شارستانیانه‌وه‌ رۆڵى خۆى به‌ ته‌واوى له‌سه‌ر نه‌خشه‌ى عیراق وازى ده‌كات به‌ ره‌نگاو ره‌نگى ئه‌تن و ئایین له‌ روانگه‌ى یه‌كێتیه‌كى نیشتمانیدا، ئه‌وه‌یان ره‌نگه‌ گرنگترین شت بێت، كه‌واته‌ گرنگ دروستبوونى هۆشیاریه‌كى په‌روه‌رده‌ییه‌ لاى سه‌رجه‌م پێكهاته‌كانى گه‌لى عیراق، بیركردنه‌وه‌ش له‌ دابه‌شبوونى عیراق ده‌بێته‌ هۆى دابرِبوونى سه‌رجه‌م ئه‌و پێكهاتانه‌و بلاَوبوونه‌وه‌ى نه‌هامه‌تى له‌نێویاندا، ئا له‌و كاتانه‌دا ده‌بینین دنیاى پێشكه‌وتوو هه‌نگاو به‌ره‌و خربوونه‌وه‌ ده‌نىَ وه‌ك ئه‌وه‌ى ئێستا له‌ ولاَتانى یه‌كێتى ئه‌وروپا به‌ده‌ست هاتووه‌، كه‌چى ده‌بینین ولاَتان له‌ رۆژهه‌لاَتى ناڤین زیاتر به‌ره‌و لێكهه‌ڵوه‌شانه‌وه‌ ده‌چن.

 *  ئایا رێگه‌یه‌ك ده‌بینن  بۆ ده‌رچوون له‌و قه‌یرانانه‌ى ئێستا؟
به‌ پله‌ى یه‌كه‌م هه‌نگاوهه‌ڵێنانه‌ به‌ره‌و دیموكراسیه‌ت له‌ دووتۆى به‌رنامه‌یه‌كى به‌رده‌وام بۆ رووبه‌رِووبوونه‌وه‌ى حه‌تمیه‌تى تائیفى له‌ پێش هه‌موو شتێكدا.
 *  گرنگترین ئه‌و هه‌نگاوانه‌ له‌ تێرِوانینى ئێوه‌ چییه‌؟
-له‌ سه‌رتاوه‌ لێكجیاكردنه‌وه‌ى ده‌سه‌لاَتى سیاسیه‌ له‌ ده‌سه‌لاَتى سامان: ئه‌وه‌ش له‌ دووتۆى برِانه‌وه‌یه‌كى یه‌كجارى له‌گه‌ڵ كۆبوونه‌وه‌ى تائیفیه‌ته‌، ئه‌وه‌ش به‌ پله‌ى یه‌كه‌م واپێویست ده‌كات ته‌واو خۆمان په‌یوه‌ست  بكه‌ین به‌ ئاسۆى سه‌رده‌م و ئه‌و ده‌سكه‌وتانه‌ى له‌ بوارى سیاسىو رۆشنبیرىو زانستىو ئابووریه‌وه‌ هاتووه‌ته‌ كایه‌وه‌، دیاره‌ دیموكراسیه‌ت به‌ شێوه‌یه‌كى راسته‌وخۆ په‌یوه‌سته‌ به‌ یاساى سزادانه‌وه‌ له‌سه‌ر هه‌موو ئاسته‌كاندا.
له‌ روویه‌كى دیكه‌وه‌ بنیاتنانى هۆشیاریى میللیه‌ له‌ رووى دیموكراسیه‌وه‌، چونكه‌ پێگه‌یشتنى میللىو تێگه‌یشتنى له‌ دیموكراسیه‌ت پرسێكى په‌روه‌رده‌ییه‌و به‌رده‌وامیه‌كى دروورودرێژى گه‌ره‌كه‌ له‌ رووى په‌روه‌رده‌ییه‌وه‌، ئه‌وه‌ش ئه‌زموونه‌، جل و به‌رگێگ نییه‌ بیكه‌ته‌ به‌ر، به‌ڵكو به‌رده‌وامییه‌ له‌ دووتۆى چه‌ندین قۆناغه‌وه‌ دێته‌ به‌رهه‌م، به‌قه‌د ئاماده‌بونه‌كانى هه‌ر كۆمه‌ڵگه‌یه‌ك یان هه‌ر تاكێك، ئه‌مه‌ش لێره‌وه‌ داده‌رِێژرىَ و دروست ده‌بىَ له‌گه‌ڵ پرۆسه‌ى بیناتنانى خود و تاك و كۆمه‌ڵگه‌ كه‌ ده‌گونجىَ له‌گه‌ڵ ئه‌و بویه‌رو بارودۆخه‌ى كه‌ په‌یوه‌سته‌ پێیه‌وه‌.
لێره‌دا شتێكى گرنگ هه‌یه‌ ئه‌ویش چه‌مكى (ده‌وڵه‌ته‌) كه‌ په‌یوه‌سته‌ به‌ (ده‌ستاوده‌ستكردن ــــ تداول) كه‌ ئه‌مه‌یان په‌یوه‌سته‌ به‌ كاروبارى گشتیه‌وه‌ له‌ دووتۆى سزادانه‌وه‌ (حكومه‌تى باش) دێته‌ به‌رهه‌م، چاودێرىو چاكسازى به‌رده‌وام ده‌بن له‌ پێناوى گواستنه‌وه‌ى كایه‌كه‌ له‌ زۆر خراپه‌وه‌ بۆ خراپ و دواتر بۆ باش و باشتر، هه‌ر به‌م شێوه‌یه‌ گه‌شه‌كردنه‌كان ده‌چنه‌ پێشه‌وه‌، ئه‌مه‌ش سوونه‌تێكى گه‌ردوونی و نه‌زمێكى سوورِى ژیانه‌، هه‌ر ئه‌م بۆچوونه‌ش سیاسه‌ت ئازاد ده‌كات له‌ فۆبیاى كورسىو گومان له‌ كه‌سانى دیكه‌و به‌خشینى ئاشتى به‌ تاك، هه‌ر لێره‌شه‌وه‌ هه‌نگاوه‌كان به‌ره‌و كاركردن و داهێنان دێته‌ كایه‌وه‌.






مەڕوە كرێدییە بۆ خه‌بات: پێویستە دان بەوەدا بنرێ عەرەب زوڵمی زۆری لە كورد كردووەو هەوڵی سڕینەوەی ناسنامەی داوە
issu: 2988- 6-10-2008


فەلسەفەی حوكم



دەربارەی شێوازی حوكم لەئێراق و دەرچوون لەو قەیرانەی تیایدایە خاتوو كرێدییە پێی وابوو گرفتەكە لێرە لەرەسەن و نەژادی سەرۆك و حوكمڕانەكە نییە نەك شێوازەكەی حوكم كە فیدرالیزم بێ یان نا. هەروەها گوتی: گرفتەكە لێرەدا ئەوە نییە حوكمڕانەكە كورد بێ یا عەرەب، گرفت لەرەسەن و نەژادی سەرۆكەكە نییە، هەروەها گرفت لەشێوازی حوكمیش نییە چی فیدراڵی بێت یا كۆنفدراڵی بەڵكو گرفتەكە لێرەدا ئەو فەلسەفەیەیە كە حوكمی لەسەر بنیات دەنرێ. ئەگەر ئەو فەلسەفەیە پشتی بە پڕەنسیپی رێزگرتن لەكیانی مرۆڤ و كولتووری بگرێ و چاودێری مافەكانی بكات بێگومان ئەمە جێی گەشبینیە. تا ئێستا دیموكراسیەت لەدەوڵەتانی عەرەبیدا شێوازی حوكم شێوازێكی زاڵبوونە بەسەر خەڵك لەهەموو دەوڵەتانی ناوچەكەدا. بنیاتنانی دەوڵەتێكی شارستانی





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق