لقاءات مع شخصيات


Gassan Toueini & Marwa Kreidieh
التويني …عاد الى البياض
كتبهاmarwa kreidieh مروة كريدية ، في 10 حزيران 2012 الساعة: 07:27 ص
مروة كريدية  و ألكسندر نيزاروف 
مكروة كريدية و محمود شمام 

كتبهاmarwa kreidieh مروة كريدية ، في 13 أيار 2012 الساعة: 10:52 ص
دردشات من كواليس منتدى الاعلام العربي 2012
كتبهاmarwa kreidieh مروة كريدية ، في 11 أيار 2012 الساعة: 10:26 ص
فاروق الباز - مروة كريدية

ليلى رستم و مروة كريدية 

عبد الاله بلقزيز و مروة كريدية 
عبد الباري عطوان و مروة كريدية 
مروة كريدية و الهاشمي نويرة 
مروة كريدية و حسن معوض 
جهاد الخازن و مروة كريدية
نية القس جونز لحرق المصحف شكّلت حافزاً للتعرف إلى الإسلام
محمد المصري و مروة كريدية 
mohammed masri & Marwa Kreidieh
كتبهاmarwa kreidieh مروة كريدية ، في 1 تموز 2011 الساعة: 20:49 م
وأكد المصري أن الـ FBI على علم بكل أنشطة المركز مشدداً على شرعيته. وقال المصري ان  هناك منظمات تعمل ضد الإسلام وتشوّه صورته في الولايات المتحدة، لكن الحكومة الأميركية تعرفها، ولا تكترث بشائعتها.
المحور الأول : زكاة المسلمين الاميركين للمحتاجين أم لتمويل "الإرهاب"
 الثورات أرخت بظلالها على أعمال المنتدى الإعلام العربيبعد "عواصف التغيير": إعلامية تونسية تقلق على هوية بلدها العلمانيّة
مروة كريدية تحاور ماجدة ابو فاضل 
 الثورات العربية غيرت من طبيعة العمل الإعلامي

ما نقوم به في برنامج التدريب في الجامعة الأميركية ببيروت هو للصحفيين المتمرسين في مختلف المجالات ونركز على تطوير قدرات معينة وإعادة تمكينهم من ممارسة بعض المهارات، فالدراسة التطبيقية تلعب دورا مهما في منح الطالب خريطة الطريق الصحيحة التي سيسلكها في ما بعد في مسار مهنته.
عادت بعد ذلك إلى لبنان لتلتحق بالجامعة اللبنانية – الأميركية كمدرّسة لمادة الإعلام ومديرة للمطبوعات، لمدة 12 سنة. هناك أسست مركزاً لتدريب الصحافيين المحترفين وتطوير قدراتهم. ثم أطلقت برنامجاً مماثلاً في الجامعة الأميركية في بيروت.
حقائق وأرقام:
تحسّن العائد التجاري لتونس عقب الثورة في 14 يناير الماضي، حيث غطّت الصادرات 85.4 % من الواردات التونسية الإجمالية مقابل 77.4 % في الفترة نفسها من العام الماضي.
ووفق أرقام المركز التونسي للنهوض بالصادرات، فقد بلغت الصادرات في شهر يناير المنقضي 1875.8 مليون دينار "حوالي 1400 مليون دولار" مقابل واردات بـ 2197.6 مليون دينار "حوالي 1700 مليون دولار"، وتطورت صادرات الصناعات الميكانيكية والكهربائية بنسبة 27.2 %، وقطاع النسيج والملابس بـ 25.7 %.
أريد أن أطمئن الجميع إلى أن تونس تعيش انتقالها الديمقراطي بصفة إجمالية بهدوء واتزان، نعم هناك بعض المطالب الاجتماعية والاقتصادية المشروعة التي يتم التعبير عنها، وبعض مظاهر التذبذبات السياسية، لكن المهم أن الحكومة الانتقالية تتعامل مع الأوضاع بحكمة ومهنيّة. وأنظار القوى السياسية والشعب تتوجه الآن إلى يوم 24 يوليو/تموز لانتخاب أعضاء المجلس التأسيسي الذي ستكون له الشرعية لبناء مؤسسات ديمقراطية للجمهورية.
  
- وما هي أهم المنتجات المصدرة؟ خُمس هذه المنتجات، أي ما نسبته 20%، هو غذائي، وحوالي 30 % منتجات ميكانيكية، وأقل من النصف منتجات متنوعة حوالي 47%.
عبد اللطيف حمام أثناء لقائه مع مراسلة إيلاف
مروة كريدية و صلاح مهدي علوش 
مروة كريدية تحاور مسعود امر الله


غابت الأحداث السياسية الاقليمية  والدولية عن اعمال الدورة الرابعة لمهرجان الخليج السينمائي المنعقد حاليًّا بدبي حيث لم ترد اية دلالة الى أحداث الثورات المتتالية في الدول العربية فيما حضر فيلم الافتتاح "طفل العراق" للمخرج الشاب علاء محسن العراقي الدنماركي كشهادة شخصية سردية لسيرة حياة الناس في عراق اليوم حيث انعدام الامن  والتناحر الطائفي الذي يدفع بالشباب نحو الهجرة، فهو حكاية طفل هاجر مع ذويه الى الدنمارك التي احتضنت العائلة وساعدتها على الاستقرار.
وللاطلاع  على المجريات ايلاف التقت مدير المهرجان مسعود أمر الله آل علي الذي اكد ان المهرجان  ليس ميدان لعرض الثورات. وان صناعة السينما ليست مكانا للسياسية.نافيًا ان تكون منتجا ثقافيا مشيرا الى ان:" الفن سواء كان أدبًا أم موسيقى ليس ميدان لها. فالسينما تحمل في بعدها مغزى سياسيًّا ولا تدخل في لعبة السياسي " مضيفًا:" ما يعني الفن بالنسبة لي هو الحالة الانسانية وكفانا سياسية  والمطلوب ان تحفزنا الحالة الانسانية فقط" لافتا الى ضرورة الا تكون السينما أداة لاستخدام السياسية واغراضها، بل هدفها يتجلى بأن تحكي بكل أناقة حالة هذا الانسان لأن الفن يحمل في طياته أبعادًا وليس أدوارًا كونه يطرح نفسه ويترك للآخرين حرية الفهم. 
وردًّا على سؤالنا حول انتقادات البعض كثرة المهرجانات السينمائية حيث تستضيف الامارات وحدها اربعة مهرجانات سنويا علاوة على المهرجانات العربية الاخرى مما يوحي بالتكرار والمشابهة قال :" أن من يقول هذا الكلام يحجر على العقل لان المهرجانات هي بلورة لجهد ثقافي وغير مرتبطة بالجغرافية " مشيرا الى انها مسألة ثقافية بحتة وان كون الامارات ليس لها تاريخا سينمائيا ليس عيبًا ولكن الوقوف هو العيب والخلل. مؤكدا ان "كثرة المهرجات تضفي ثراءًا كبيرا وتمنح الفرص للشباب للاطلاع  على الكثير من الاعمال لا سيما وان المؤشرات تؤكد ان التذاكر كلها بيعت.ووصف المسعود المهرجان بالمكتبة التي تمتع الناس بكثرة تنوعها وهو يمنح الجمهور فرصة  الاختيار.
وحول اختيار ادارة المهرجان لفيلم الافتتاح لمخرج شاب لم يتجاوز 21 عاما وهو علاء محسن قال:" انه مخرج شاب طموح وغير مؤدلج وليس من الضروري ان يكون فيلم الافتتاح روائيا " مشيرا الى انه  بغض النظر عن المحتوى إن كان قصيرا أو وثائقيا أو طويلا المهم ان  يشد الانتباه ويسحر وهو يستحق الاختيار. والتجربة الوثائقية يجب أن تشاهد بعين آخر لأن الأغلب يهتم بالسينما الروائية. 
وكان المهرجان قد انطلق مساء الخميس الفائت بمشاركة  153 فيلما بينما غابت عن سجادته خطوات نجوم السينما العالمية في ظل حضور عربي وخليجي  لمخرجين وسينمائيين وكتاب  مخضرمين وشباب وهو ما اكده رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة الذي اشارالى ان الهدف دعم المواهب الصغيرة الشابة الخليجية التي  تريد أن تُسمع وتُحَاور. 
يُذكر أن المهرجان  يستمر حتى مساء الأربعاء  القادم  المقبل ويشتمل  على ثلاث مسابقات رئيسية؛ تشارك في المسابقة الخليجية 64 فيلماً لمخرجين من الخليج أو أعمال تدور عن واقع الحياة في المنطقة، منها 38 فيلماً قصيراً و20 وثائقياً و6 أفلام روائية، إضافة إلى 30 فيلماً تشارك في المسابقة الخليجية لأفلام الطلبة. أما مسابقة الأفلام القصيرة الدولية فتشتمل على 14 فيلماً من 8 دول. وستتنافس هذه الأعمال على جوائز تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من نصف مليون درهم إماراتي.
وعن أعضاء لجنة التحكيم يترأس المخرج المصري مجدي علي لجنة تحكيم "المسابقة الخليجية"، التي تضم في عضويتها كلاً من الشاعر والكاتب الإماراتي أحمد راشد ثاني، والمخرج العراقي قيس الزبيدي.بينما تتشكل لجنة تحكيم المسابقة الدولية للأفلام القصيرة من مونتسيرات كويو فالس، رئيس اللجنة والمدير التنفيذي لمهرجان هويسكا السينمائي الإسباني، مع كل من المخرج البحريني بسام الذوادي، والناقد السينمائي اللبناني هوفيك حبشيان

غابت الأحداث السياسية الاقليمية  والدولية عن اعمال الدورة الرابعة لمهرجان الخليج السينمائي المنعقد حاليًّا بدبي حيث لم ترد اية دلالة الى أحداث الثورات المتتالية في الدول العربية فيما حضر فيلم الافتتاح "طفل العراق" للمخرج الشاب علاء محسن العراقي الدنماركي كشهادة شخصية سردية لسيرة حياة الناس في عراق اليوم حيث انعدام الامن  والتناحر الطائفي الذي يدفع بالشباب نحو الهجرة، فهو حكاية طفل هاجر مع ذويه الى الدنمارك التي احتضنت العائلة وساعدتها على الاستقرار.
وللاطلاع  على المجريات ايلاف التقت مدير المهرجان مسعود أمر الله آل علي الذي اكد ان المهرجان  ليس ميدان لعرض الثورات. وان صناعة السينما ليست مكانا للسياسية.نافيًا ان تكون منتجا ثقافيا مشيرا الى ان:" الفن سواء كان أدبًا أم موسيقى ليس ميدان لها. فالسينما تحمل في بعدها مغزى سياسيًّا ولا تدخل في لعبة السياسي " مضيفًا:" ما يعني الفن بالنسبة لي هو الحالة الانسانية وكفانا سياسية  والمطلوب ان تحفزنا الحالة الانسانية فقط" لافتا الى ضرورة الا تكون السينما أداة لاستخدام السياسية واغراضها، بل هدفها يتجلى بأن تحكي بكل أناقة حالة هذا الانسان لأن الفن يحمل في طياته أبعادًا وليس أدوارًا كونه يطرح نفسه ويترك للآخرين حرية الفهم. 
وردًّا على سؤالنا حول انتقادات البعض كثرة المهرجانات السينمائية حيث تستضيف الامارات وحدها اربعة مهرجانات سنويا علاوة على المهرجانات العربية الاخرى مما يوحي بالتكرار والمشابهة قال :" أن من يقول هذا الكلام يحجر على العقل لان المهرجانات هي بلورة لجهد ثقافي وغير مرتبطة بالجغرافية " مشيرا الى انها مسألة ثقافية بحتة وان كون الامارات ليس لها تاريخا سينمائيا ليس عيبًا ولكن الوقوف هو العيب والخلل. مؤكدا ان "كثرة المهرجات تضفي ثراءًا كبيرا وتمنح الفرص للشباب للاطلاع  على الكثير من الاعمال لا سيما وان المؤشرات تؤكد ان التذاكر كلها بيعت.ووصف المسعود المهرجان بالمكتبة التي تمتع الناس بكثرة تنوعها وهو يمنح الجمهور فرصة  الاختيار.
وحول اختيار ادارة المهرجان لفيلم الافتتاح لمخرج شاب لم يتجاوز 21 عاما وهو علاء محسن قال:" انه مخرج شاب طموح وغير مؤدلج وليس من الضروري ان يكون فيلم الافتتاح روائيا " مشيرا الى انه  بغض النظر عن المحتوى إن كان قصيرا أو وثائقيا أو طويلا المهم ان  يشد الانتباه ويسحر وهو يستحق الاختيار. والتجربة الوثائقية يجب أن تشاهد بعين آخر لأن الأغلب يهتم بالسينما الروائية. 
وكان المهرجان قد انطلق مساء الخميس الفائت بمشاركة  153 فيلما بينما غابت عن سجادته خطوات نجوم السينما العالمية في ظل حضور عربي وخليجي  لمخرجين وسينمائيين وكتاب  مخضرمين وشباب وهو ما اكده رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة الذي اشارالى ان الهدف دعم المواهب الصغيرة الشابة الخليجية التي  تريد أن تُسمع وتُحَاور. 
يُذكر أن المهرجان  يستمر حتى مساء الأربعاء  القادم  المقبل ويشتمل  على ثلاث مسابقات رئيسية؛ تشارك في المسابقة الخليجية 64 فيلماً لمخرجين من الخليج أو أعمال تدور عن واقع الحياة في المنطقة، منها 38 فيلماً قصيراً و20 وثائقياً و6 أفلام روائية، إضافة إلى 30 فيلماً تشارك في المسابقة الخليجية لأفلام الطلبة. أما مسابقة الأفلام القصيرة الدولية فتشتمل على 14 فيلماً من 8 دول. وستتنافس هذه الأعمال على جوائز تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من نصف مليون درهم إماراتي.
وعن أعضاء لجنة التحكيم يترأس المخرج المصري مجدي علي لجنة تحكيم "المسابقة الخليجية"، التي تضم في عضويتها كلاً من الشاعر والكاتب الإماراتي أحمد راشد ثاني، والمخرج العراقي قيس الزبيدي.بينما تتشكل لجنة تحكيم المسابقة الدولية للأفلام القصيرة من مونتسيرات كويو فالس، رئيس اللجنة والمدير التنفيذي لمهرجان هويسكا السينمائي الإسباني، مع كل من المخرج البحريني بسام الذوادي، والناقد السينمائي اللبناني هوفيك حبشيان

وحول اختيار ادارة المهرجان لفيلم الافتتاح لمخرج شاب لم يتجاوز 21 عاما وهو علاء محسن قال:" انه مخرج شاب طموح وغير مؤدلج وليس من الضروري ان يكون فيلم الافتتاح روائيا " مشيرا الى انه  بغض النظر عن المحتوى إن كان قصيرا أو وثائقيا أو طويلا المهم ان  يشد الانتباه ويسحر وهو يستحق الاختيار. والتجربة الوثائقية يجب أن تشاهد بعين آخر لأن الأغلب يهتم بالسينما الروائية. 
وكان المهرجان قد انطلق مساء الخميس الفائت بمشاركة  153 فيلما بينما غابت عن سجادته خطوات نجوم السينما العالمية في ظل حضور عربي وخليجي  لمخرجين وسينمائيين وكتاب  مخضرمين وشباب وهو ما اكده رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة الذي اشارالى ان الهدف دعم المواهب الصغيرة الشابة الخليجية التي  تريد أن تُسمع وتُحَاور. 
يُذكر أن المهرجان  يستمر حتى مساء الأربعاء  القادم  المقبل ويشتمل  على ثلاث مسابقات رئيسية؛ تشارك في المسابقة الخليجية 64 فيلماً لمخرجين من الخليج أو أعمال تدور عن واقع الحياة في المنطقة، منها 38 فيلماً قصيراً و20 وثائقياً و6 أفلام روائية، إضافة إلى 30 فيلماً تشارك في المسابقة الخليجية لأفلام الطلبة. أما مسابقة الأفلام القصيرة الدولية فتشتمل على 14 فيلماً من 8 دول. وستتنافس هذه الأعمال على جوائز تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من نصف مليون درهم إماراتي.
وعن أعضاء لجنة التحكيم يترأس المخرج المصري مجدي علي لجنة تحكيم "المسابقة الخليجية"، التي تضم في عضويتها كلاً من الشاعر والكاتب الإماراتي أحمد راشد ثاني، والمخرج العراقي قيس الزبيدي.بينما تتشكل لجنة تحكيم المسابقة الدولية للأفلام القصيرة من مونتسيرات كويو فالس، رئيس اللجنة والمدير التنفيذي لمهرجان هويسكا السينمائي الإسباني، مع كل من المخرج البحريني بسام الذوادي، والناقد السينمائي اللبناني هوفيك حبشيان

يُذكر أن المهرجان  يستمر حتى مساء الأربعاء  القادم  المقبل ويشتمل  على ثلاث مسابقات رئيسية؛ تشارك في المسابقة الخليجية 64 فيلماً لمخرجين من الخليج أو أعمال تدور عن واقع الحياة في المنطقة، منها 38 فيلماً قصيراً و20 وثائقياً و6 أفلام روائية، إضافة إلى 30 فيلماً تشارك في المسابقة الخليجية لأفلام الطلبة. أما مسابقة الأفلام القصيرة الدولية فتشتمل على 14 فيلماً من 8 دول. وستتنافس هذه الأعمال على جوائز تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من نصف مليون درهم إماراتي.
وعن أعضاء لجنة التحكيم يترأس المخرج المصري مجدي علي لجنة تحكيم "المسابقة الخليجية"، التي تضم في عضويتها كلاً من الشاعر والكاتب الإماراتي أحمد راشد ثاني، والمخرج العراقي قيس الزبيدي.بينما تتشكل لجنة تحكيم المسابقة الدولية للأفلام القصيرة من مونتسيرات كويو فالس، رئيس اللجنة والمدير التنفيذي لمهرجان هويسكا السينمائي الإسباني، مع كل من المخرج البحريني بسام الذوادي، والناقد السينمائي اللبناني هوفيك حبشيان
اختارا العمل السياسي والاجتماعي والثقافي والتربوي، على طريقتهما، ضمن عنوان "لا للسلطة لا للألقاب لا للمال" ودعم سائر التحركات السلمية ضدّ الحرب والتفتيت الطائفي والإفقار، ملتزمين العمل والتنقل بين سائر المناطق وفي سائر المراحل على الرغم من سائر الحواجز... 
استطاعا أن يشكـّلا صورة مؤثرة بالنسبة إلى الشباب، عبر التدريبات على اللاعنف وحقوق الإنسان وعدم التمييز الطائفي والمواطنية وإدارة النزاعات والتربية اللاسلطوية .
أضاف صليبي إلى الفكر اللاعنفي أبعادًا جديدة في علم النفس السياسي وفي الاستراتيجيا والوسائل كما في التحليل الاقتصادي السياسي. وأضافت يونان إلى الفكر اللاعنفي أبعادًا مجددة في علم النفس الاجتماعي وفي التربية السياسية كما في فنّ تبسيط المعرفة ونشرها.
 أسّـسا" جامعة اللاعنف وحقوق الإنسان في العالم العربي" (AUNOHR) وهي أول أكاديمية من نوعها في المنطقة، تمنح شهادة ماسترز، مع أساتذة خبراء عالميين ومجلس أمناء من مفكرين وحاملي نوبل للسلام... باشرت الدروس العام 2009.
"إيلاف "وفي محاولة منها لسبر عمل روّاد اللاعنف في المنطقة العربية التقت الدكتور وليد صليبي في دردشة تجاوزت الشكليات لتلقي الضوء على البعد الانساني العميق لحقيقة اللاعنف المستتر في قلب كل إنسان في ما يلي نص الحوار .اختارا العمل السياسي والاجتماعي والثقافي والتربوي، على طريقتهما، ضمن عنوان "لا للسلطة لا للألقاب لا للمال" ودعم سائر التحركات السلمية ضدّ الحرب والتفتيت الطائفي والإفقار، ملتزمين العمل والتنقل بين سائر المناطق وفي سائر المراحل على الرغم من سائر الحواجز... استطاعا أن يشكـّلا صورة مؤثرة بالنسبة إلى الشباب، عبر التدريبات على اللاعنف وحقوق الإنسان وعدم التمييز الطائفي والمواطنية وإدارة النزاعات والتربية اللاسلطوية .أضاف صليبي إلى الفكر اللاعنفي أبعادًا جديدة في علم النفس السياسي وفي الاستراتيجيا والوسائل كما في التحليل الاقتصادي السياسي. وأضافت يونان إلى الفكر اللاعنفي أبعادًا مجددة في علم النفس الاجتماعي وفي التربية السياسية كما في فنّ تبسيط المعرفة ونشرها. أسّـسا" جامعة اللاعنف وحقوق الإنسان في العالم العربي" (AUNOHR) وهي أول أكاديمية من نوعها في المنطقة، تمنح شهادة ماسترز، مع أساتذة خبراء عالميين ومجلس أمناء من مفكرين وحاملي نوبل للسلام... باشرت الدروس العام 2009."إيلاف "وفي محاولة منها لسبر عمل روّاد اللاعنف في المنطقة العربية التقت الدكتور وليد صليبي في دردشة تجاوزت الشكليات لتلقي الضوء على البعد الانساني العميق لحقيقة اللاعنف المستتر في قلب كل إنسان في ما يلي نص الحوار .
لعلّ ثقافة اللاعنف تستطيع في النهاية اختراق ذلك الغلاف الحالك الكثيف من الغيوم السوداء التي تحاصرنا في سجنٍ من القلق والعبثية والعنف . كي تستعيد التواصل مع شمسٍ لا تيأس من مناداتنا كل فجر ومع اقبال كل صباح . 
ان ثقافة حقوق الانسان والحوار والعدالة موجودة ولها جذورها التاريخية العميقة ولها اسسها الفكرية وفي العمل المدني فهناك بالتالي ضرورة لتعزيزها.
• كثيرون يرون اننا نمر في مرحلة سلام ؛ فغياب الحرب يعني بالنسبة لهم هو السلام .... بيد ان للعنف وجوه "ناعمة" اين تجد العنف ؟ 
نعم ، العنف ممأسس في بنية مجتمعنا والانظمة والقوانيين تشرّعه وهو موجود في بنية العمل السياسي والنضالي وفي التربية أيضًا .

• مصطلح "اللاعنف" ملتبس وجديد في آن معا ماذا تعني به ؟ اللاعنف هي لاءان : لا لعنف الذات ولا لعنف الآخرين ، لا للظلم . وفيما تُؤكد اللام الاولى على أخلاقية تتعلق بالفرد فإن اللام الثانية تأكيد على فاعلية إجتماعية وسياسية .
وفيما قد يُستعمَلُ كل من اللاعنف والعنف في مواجهة طغيان الآخرين، وحده اللاعنف يستطيع مواجهة طغيان الذات.

• إذن "لا" بين الذات والمجتمع ، هناك من يعتقد ان العنف الموجه الى الذات لا يضر طالما انه لا يتوجه نحو الغير ، كيف يكون "طغيان الذات "إذًا؟ 
"لا" لعنف الذات أي لا نتحدى عنوةً طبيعة الإنسان الحتمية، بل بالعكس نعود فنساير طبيعة الإنسان الحقيقية، وأننا، عمليًّا وفعليًّا، حين نقول "لا" لعنف الذات نقول "نعم" للحياة، "نعم" للحب.
الـ"لا" الثانية - لا لعنف الآخرين - هي الـ"لا" المجتمعية. والمقصود منها هو: "لا" لعنف الآخرين، لا بمعنى القتل وحسب، بل بمعناه الأوسع، أي بجميع أشكاله، بما فيها الظلم الاجتماعي والإفقار والاحتلال والقمع وضرب النساء والأطفال وتضليل العقول والفساد والعنصرية والطائفية والإكراه الديني إلخ.

• كثيرون يرون اننا نمر في مرحلة سلام ؛ فغياب الحرب يعني بالنسبة لهم هو السلام .... بيد ان للعنف وجوه "ناعمة" اين تجد العنف ؟ نعم ، العنف ممأسس في بنية مجتمعنا والانظمة والقوانيين تشرّعه وهو موجود في بنية العمل السياسي والنضالي وفي التربية أيضًا .
• مصطلح "اللاعنف" ملتبس وجديد في آن معا ماذا تعني به ؟ اللاعنف هي لاءان : لا لعنف الذات ولا لعنف الآخرين ، لا للظلم . وفيما تُؤكد اللام الاولى على أخلاقية تتعلق بالفرد فإن اللام الثانية تأكيد على فاعلية إجتماعية وسياسية .
وفيما قد يُستعمَلُ كل من اللاعنف والعنف في مواجهة طغيان الآخرين، وحده اللاعنف يستطيع مواجهة طغيان الذات.

• إذن "لا" بين الذات والمجتمع ، هناك من يعتقد ان العنف الموجه الى الذات لا يضر طالما انه لا يتوجه نحو الغير ، كيف يكون "طغيان الذات "إذًا؟ 
"لا" لعنف الذات أي لا نتحدى عنوةً طبيعة الإنسان الحتمية، بل بالعكس نعود فنساير طبيعة الإنسان الحقيقية، وأننا، عمليًّا وفعليًّا، حين نقول "لا" لعنف الذات نقول "نعم" للحياة، "نعم" للحب.
الـ"لا" الثانية - لا لعنف الآخرين - هي الـ"لا" المجتمعية. والمقصود منها هو: "لا" لعنف الآخرين، لا بمعنى القتل وحسب، بل بمعناه الأوسع، أي بجميع أشكاله، بما فيها الظلم الاجتماعي والإفقار والاحتلال والقمع وضرب النساء والأطفال وتضليل العقول والفساد والعنصرية والطائفية والإكراه الديني إلخ.

• مصطلح "اللاعنف" ملتبس وجديد في آن معا ماذا تعني به ؟ اللاعنف هي لاءان : لا لعنف الذات ولا لعنف الآخرين ، لا للظلم . وفيما تُؤكد اللام الاولى على أخلاقية تتعلق بالفرد فإن اللام الثانية تأكيد على فاعلية إجتماعية وسياسية .
وفيما قد يُستعمَلُ كل من اللاعنف والعنف في مواجهة طغيان الآخرين، وحده اللاعنف يستطيع مواجهة طغيان الذات.
• إذن "لا" بين الذات والمجتمع ، هناك من يعتقد ان العنف الموجه الى الذات لا يضر طالما انه لا يتوجه نحو الغير ، كيف يكون "طغيان الذات "إذًا؟ 
"لا" لعنف الذات أي لا نتحدى عنوةً طبيعة الإنسان الحتمية، بل بالعكس نعود فنساير طبيعة الإنسان الحقيقية، وأننا، عمليًّا وفعليًّا، حين نقول "لا" لعنف الذات نقول "نعم" للحياة، "نعم" للحب.
الـ"لا" الثانية - لا لعنف الآخرين - هي الـ"لا" المجتمعية. والمقصود منها هو: "لا" لعنف الآخرين، لا بمعنى القتل وحسب، بل بمعناه الأوسع، أي بجميع أشكاله، بما فيها الظلم الاجتماعي والإفقار والاحتلال والقمع وضرب النساء والأطفال وتضليل العقول والفساد والعنصرية والطائفية والإكراه الديني إلخ.

• إذن "لا" بين الذات والمجتمع ، هناك من يعتقد ان العنف الموجه الى الذات لا يضر طالما انه لا يتوجه نحو الغير ، كيف يكون "طغيان الذات "إذًا؟ 
"لا" لعنف الذات أي لا نتحدى عنوةً طبيعة الإنسان الحتمية، بل بالعكس نعود فنساير طبيعة الإنسان الحقيقية، وأننا، عمليًّا وفعليًّا، حين نقول "لا" لعنف الذات نقول "نعم" للحياة، "نعم" للحب.
الـ"لا" الثانية - لا لعنف الآخرين - هي الـ"لا" المجتمعية. والمقصود منها هو: "لا" لعنف الآخرين، لا بمعنى القتل وحسب، بل بمعناه الأوسع، أي بجميع أشكاله، بما فيها الظلم الاجتماعي والإفقار والاحتلال والقمع وضرب النساء والأطفال وتضليل العقول والفساد والعنصرية والطائفية والإكراه الديني إلخ.
• كثيرون يرون اننا نمر في مرحلة سلام ؛ فغياب الحرب يعني بالنسبة لهم هو السلام .... بيد ان للعنف وجوه "ناعمة" اين تجد العنف ؟ نعم ، العنف ممأسس في بنية مجتمعنا والانظمة والقوانيين تشرّعه وهو موجود في بنية العمل السياسي والنضالي وفي التربية أيضًا .
• مصطلح "اللاعنف" ملتبس وجديد في آن معا ماذا تعني به ؟ اللاعنف هي لاءان : لا لعنف الذات ولا لعنف الآخرين ، لا للظلم . وفيما تُؤكد اللام الاولى على أخلاقية تتعلق بالفرد فإن اللام الثانية تأكيد على فاعلية إجتماعية وسياسية .
وفيما قد يُستعمَلُ كل من اللاعنف والعنف في مواجهة طغيان الآخرين، وحده اللاعنف يستطيع مواجهة طغيان الذات.

• إذن "لا" بين الذات والمجتمع ، هناك من يعتقد ان العنف الموجه الى الذات لا يضر طالما انه لا يتوجه نحو الغير ، كيف يكون "طغيان الذات "إذًا؟ 
"لا" لعنف الذات أي لا نتحدى عنوةً طبيعة الإنسان الحتمية، بل بالعكس نعود فنساير طبيعة الإنسان الحقيقية، وأننا، عمليًّا وفعليًّا، حين نقول "لا" لعنف الذات نقول "نعم" للحياة، "نعم" للحب.
الـ"لا" الثانية - لا لعنف الآخرين - هي الـ"لا" المجتمعية. والمقصود منها هو: "لا" لعنف الآخرين، لا بمعنى القتل وحسب، بل بمعناه الأوسع، أي بجميع أشكاله، بما فيها الظلم الاجتماعي والإفقار والاحتلال والقمع وضرب النساء والأطفال وتضليل العقول والفساد والعنصرية والطائفية والإكراه الديني إلخ.

• مصطلح "اللاعنف" ملتبس وجديد في آن معا ماذا تعني به ؟ اللاعنف هي لاءان : لا لعنف الذات ولا لعنف الآخرين ، لا للظلم . وفيما تُؤكد اللام الاولى على أخلاقية تتعلق بالفرد فإن اللام الثانية تأكيد على فاعلية إجتماعية وسياسية .
وفيما قد يُستعمَلُ كل من اللاعنف والعنف في مواجهة طغيان الآخرين، وحده اللاعنف يستطيع مواجهة طغيان الذات.
• إذن "لا" بين الذات والمجتمع ، هناك من يعتقد ان العنف الموجه الى الذات لا يضر طالما انه لا يتوجه نحو الغير ، كيف يكون "طغيان الذات "إذًا؟ 
"لا" لعنف الذات أي لا نتحدى عنوةً طبيعة الإنسان الحتمية، بل بالعكس نعود فنساير طبيعة الإنسان الحقيقية، وأننا، عمليًّا وفعليًّا، حين نقول "لا" لعنف الذات نقول "نعم" للحياة، "نعم" للحب.
الـ"لا" الثانية - لا لعنف الآخرين - هي الـ"لا" المجتمعية. والمقصود منها هو: "لا" لعنف الآخرين، لا بمعنى القتل وحسب، بل بمعناه الأوسع، أي بجميع أشكاله، بما فيها الظلم الاجتماعي والإفقار والاحتلال والقمع وضرب النساء والأطفال وتضليل العقول والفساد والعنصرية والطائفية والإكراه الديني إلخ.

• إذن "لا" بين الذات والمجتمع ، هناك من يعتقد ان العنف الموجه الى الذات لا يضر طالما انه لا يتوجه نحو الغير ، كيف يكون "طغيان الذات "إذًا؟ 
"لا" لعنف الذات أي لا نتحدى عنوةً طبيعة الإنسان الحتمية، بل بالعكس نعود فنساير طبيعة الإنسان الحقيقية، وأننا، عمليًّا وفعليًّا، حين نقول "لا" لعنف الذات نقول "نعم" للحياة، "نعم" للحب.
الـ"لا" الثانية - لا لعنف الآخرين - هي الـ"لا" المجتمعية. والمقصود منها هو: "لا" لعنف الآخرين، لا بمعنى القتل وحسب، بل بمعناه الأوسع، أي بجميع أشكاله، بما فيها الظلم الاجتماعي والإفقار والاحتلال والقمع وضرب النساء والأطفال وتضليل العقول والفساد والعنصرية والطائفية والإكراه الديني إلخ.
• مصطلح "اللاعنف" ملتبس وجديد في آن معا ماذا تعني به ؟ اللاعنف هي لاءان : لا لعنف الذات ولا لعنف الآخرين ، لا للظلم . وفيما تُؤكد اللام الاولى على أخلاقية تتعلق بالفرد فإن اللام الثانية تأكيد على فاعلية إجتماعية وسياسية .
وفيما قد يُستعمَلُ كل من اللاعنف والعنف في مواجهة طغيان الآخرين، وحده اللاعنف يستطيع مواجهة طغيان الذات.
• إذن "لا" بين الذات والمجتمع ، هناك من يعتقد ان العنف الموجه الى الذات لا يضر طالما انه لا يتوجه نحو الغير ، كيف يكون "طغيان الذات "إذًا؟ 
"لا" لعنف الذات أي لا نتحدى عنوةً طبيعة الإنسان الحتمية، بل بالعكس نعود فنساير طبيعة الإنسان الحقيقية، وأننا، عمليًّا وفعليًّا، حين نقول "لا" لعنف الذات نقول "نعم" للحياة، "نعم" للحب.
الـ"لا" الثانية - لا لعنف الآخرين - هي الـ"لا" المجتمعية. والمقصود منها هو: "لا" لعنف الآخرين، لا بمعنى القتل وحسب، بل بمعناه الأوسع، أي بجميع أشكاله، بما فيها الظلم الاجتماعي والإفقار والاحتلال والقمع وضرب النساء والأطفال وتضليل العقول والفساد والعنصرية والطائفية والإكراه الديني إلخ.

• إذن "لا" بين الذات والمجتمع ، هناك من يعتقد ان العنف الموجه الى الذات لا يضر طالما انه لا يتوجه نحو الغير ، كيف يكون "طغيان الذات "إذًا؟ 
"لا" لعنف الذات أي لا نتحدى عنوةً طبيعة الإنسان الحتمية، بل بالعكس نعود فنساير طبيعة الإنسان الحقيقية، وأننا، عمليًّا وفعليًّا، حين نقول "لا" لعنف الذات نقول "نعم" للحياة، "نعم" للحب.
الـ"لا" الثانية - لا لعنف الآخرين - هي الـ"لا" المجتمعية. والمقصود منها هو: "لا" لعنف الآخرين، لا بمعنى القتل وحسب، بل بمعناه الأوسع، أي بجميع أشكاله، بما فيها الظلم الاجتماعي والإفقار والاحتلال والقمع وضرب النساء والأطفال وتضليل العقول والفساد والعنصرية والطائفية والإكراه الديني إلخ.
• إذن "لا" بين الذات والمجتمع ، هناك من يعتقد ان العنف الموجه الى الذات لا يضر طالما انه لا يتوجه نحو الغير ، كيف يكون "طغيان الذات "إذًا؟ 
"لا" لعنف الذات أي لا نتحدى عنوةً طبيعة الإنسان الحتمية، بل بالعكس نعود فنساير طبيعة الإنسان الحقيقية، وأننا، عمليًّا وفعليًّا، حين نقول "لا" لعنف الذات نقول "نعم" للحياة، "نعم" للحب.
الـ"لا" الثانية - لا لعنف الآخرين - هي الـ"لا" المجتمعية. والمقصود منها هو: "لا" لعنف الآخرين، لا بمعنى القتل وحسب، بل بمعناه الأوسع، أي بجميع أشكاله، بما فيها الظلم الاجتماعي والإفقار والاحتلال والقمع وضرب النساء والأطفال وتضليل العقول والفساد والعنصرية والطائفية والإكراه الديني إلخ.
للتعبير عن ضرورة القطع المطلق والتام مع منطق العنف.
ان المفردات المستعمَلة للتعبير عن التغيير الاجتماعي، مثل "الشرعية" أو "الديمقراطية" أو "السلمية"، معظمها يحتمل إمكان استعمال العنف. فكم نسمع عبارات من نوع: "نحارب من أجل السلام" أو "أرسلنا جيوشنا لترسيخ الديمقراطية" إلخ، أو حين تُذكَر الوسائل "الشرعية" في تدبير النزاعات ويكون العنف مشمولاً فيها.
• صيغة النفي أو السلب تؤدي في المقابل معنى إيجابيا ، فأي "نعم" تعني ؟ للاعنف أربع "نَعمَ" ات : نعم للعدل ، نعم للحب ، نعم للأخلاقيات ، نعم للفعالية .

• البعض يرى ان "اللاعنف" يعني الإستسلام لمن يُصنَّف أنه "معتدي" كيف يكون النضال اللاعنفي ؟

اللاعنف هو التدخل المباشر في الواقع الاجتماعي والسياسي: هو هذه الـ"لا" المتواضعة التي حررت الهند من الاستعمار البريطاني، الأعتى آنذاك، متفوقةً على غطرسة تشرشل وتهكُّمه إذ قال: "سوف نحارب حتى آخر هندي!"؛ 
هو هذه الـ"لا" ("قوة المحبة"، بتعبير مارتن لوثر كينغ) التي انتصرت في نضال لاعنفي نموذجي، فألغتْ جميع القوانين والمواد الدستورية العنصرية في الولايات المتحدة الأميركية بعد قرون من الاستعباد والتمييز العنصري؛ 
هو قوة هذه الـ"لا" التي أطاح بها الشعب بالدكتاتور ماركوس في الفيليپين
هو هذه الـ"لا" الفلسطينية المبدعة في "انتفاضة الحجارة" التي حولت الجيش الإسرائيلي من قاهر للجيوش العربية إلى مُطارد للأطفال والنسوة في الأزقة...

• فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني نجدك ترحب بانتفاضة الحجارة فيما تدين العنف ، كيف ترى فعالية "المقاومة اللاعنفية" في مقاومة الاحتلال؟ 
الانتفاضةً تشل التفوق العسكري الإسرائيلي، فتجعل من الجيش الذي يستخدم أكثر الطائرات والدبابات تطورًا جيشًا يستخدم العصا؛ الانتفاضةً تحوِّله من جيش قاهر للجيوش العربية إلى جيش مطارِد للأطفال في الأزقة!
فلنعد إلى مقاومة تستقطب الرأيَ العام العالمي وتستنهض الاعتدالَ الإسرائيلي. فلنطلق انتفاضةً تجبر الإسرائيليين على خوض القضية الوحيدة المحقة، القضية الفلسطينية، التي جعلت أحد الوزراء الإسرائيليين يقول، إثر انتفاضة الحجارة الأولى (في سنواتها الأولى خاصة):يبدو أنه أسهل تدمير جيوش كاملة من إزالة البسمة الساخرة عن وجوه النساء اللواتي يتحدَّيننا في الشوارع.
إن الحلَّ الوحيد للقضية الفلسطينية هو في اجتماع جميع القوى والتيارات الفلسطينية على استراتيجية مشتركة شعارها واحد وحيد لا غير: "نعم للمقاومة، لا للعنف!"وهي كلمتي المتواضعة لكلِّ فلسطيني، ولكلِّ صاحب حقٍّ في العالم.

• صيغة النفي أو السلب تؤدي في المقابل معنى إيجابيا ، فأي "نعم" تعني ؟ للاعنف أربع "نَعمَ" ات : نعم للعدل ، نعم للحب ، نعم للأخلاقيات ، نعم للفعالية .
• البعض يرى ان "اللاعنف" يعني الإستسلام لمن يُصنَّف أنه "معتدي" كيف يكون النضال اللاعنفي ؟

اللاعنف هو التدخل المباشر في الواقع الاجتماعي والسياسي: هو هذه الـ"لا" المتواضعة التي حررت الهند من الاستعمار البريطاني، الأعتى آنذاك، متفوقةً على غطرسة تشرشل وتهكُّمه إذ قال: "سوف نحارب حتى آخر هندي!"؛ 
هو هذه الـ"لا" ("قوة المحبة"، بتعبير مارتن لوثر كينغ) التي انتصرت في نضال لاعنفي نموذجي، فألغتْ جميع القوانين والمواد الدستورية العنصرية في الولايات المتحدة الأميركية بعد قرون من الاستعباد والتمييز العنصري؛ 
هو قوة هذه الـ"لا" التي أطاح بها الشعب بالدكتاتور ماركوس في الفيليپين
هو هذه الـ"لا" الفلسطينية المبدعة في "انتفاضة الحجارة" التي حولت الجيش الإسرائيلي من قاهر للجيوش العربية إلى مُطارد للأطفال والنسوة في الأزقة...

• فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني نجدك ترحب بانتفاضة الحجارة فيما تدين العنف ، كيف ترى فعالية "المقاومة اللاعنفية" في مقاومة الاحتلال؟ 
الانتفاضةً تشل التفوق العسكري الإسرائيلي، فتجعل من الجيش الذي يستخدم أكثر الطائرات والدبابات تطورًا جيشًا يستخدم العصا؛ الانتفاضةً تحوِّله من جيش قاهر للجيوش العربية إلى جيش مطارِد للأطفال في الأزقة!
فلنعد إلى مقاومة تستقطب الرأيَ العام العالمي وتستنهض الاعتدالَ الإسرائيلي. فلنطلق انتفاضةً تجبر الإسرائيليين على خوض القضية الوحيدة المحقة، القضية الفلسطينية، التي جعلت أحد الوزراء الإسرائيليين يقول، إثر انتفاضة الحجارة الأولى (في سنواتها الأولى خاصة):يبدو أنه أسهل تدمير جيوش كاملة من إزالة البسمة الساخرة عن وجوه النساء اللواتي يتحدَّيننا في الشوارع.
إن الحلَّ الوحيد للقضية الفلسطينية هو في اجتماع جميع القوى والتيارات الفلسطينية على استراتيجية مشتركة شعارها واحد وحيد لا غير: "نعم للمقاومة، لا للعنف!"وهي كلمتي المتواضعة لكلِّ فلسطيني، ولكلِّ صاحب حقٍّ في العالم.

• البعض يرى ان "اللاعنف" يعني الإستسلام لمن يُصنَّف أنه "معتدي" كيف يكون النضال اللاعنفي ؟
اللاعنف هو التدخل المباشر في الواقع الاجتماعي والسياسي: هو هذه الـ"لا" المتواضعة التي حررت الهند من الاستعمار البريطاني، الأعتى آنذاك، متفوقةً على غطرسة تشرشل وتهكُّمه إذ قال: "سوف نحارب حتى آخر هندي!"؛ 
هو هذه الـ"لا" ("قوة المحبة"، بتعبير مارتن لوثر كينغ) التي انتصرت في نضال لاعنفي نموذجي، فألغتْ جميع القوانين والمواد الدستورية العنصرية في الولايات المتحدة الأميركية بعد قرون من الاستعباد والتمييز العنصري؛ 
هو قوة هذه الـ"لا" التي أطاح بها الشعب بالدكتاتور ماركوس في الفيليپين
هو هذه الـ"لا" الفلسطينية المبدعة في "انتفاضة الحجارة" التي حولت الجيش الإسرائيلي من قاهر للجيوش العربية إلى مُطارد للأطفال والنسوة في الأزقة...
• فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني نجدك ترحب بانتفاضة الحجارة فيما تدين العنف ، كيف ترى فعالية "المقاومة اللاعنفية" في مقاومة الاحتلال؟ 
الانتفاضةً تشل التفوق العسكري الإسرائيلي، فتجعل من الجيش الذي يستخدم أكثر الطائرات والدبابات تطورًا جيشًا يستخدم العصا؛ الانتفاضةً تحوِّله من جيش قاهر للجيوش العربية إلى جيش مطارِد للأطفال في الأزقة!
فلنعد إلى مقاومة تستقطب الرأيَ العام العالمي وتستنهض الاعتدالَ الإسرائيلي. فلنطلق انتفاضةً تجبر الإسرائيليين على خوض القضية الوحيدة المحقة، القضية الفلسطينية، التي جعلت أحد الوزراء الإسرائيليين يقول، إثر انتفاضة الحجارة الأولى (في سنواتها الأولى خاصة):يبدو أنه أسهل تدمير جيوش كاملة من إزالة البسمة الساخرة عن وجوه النساء اللواتي يتحدَّيننا في الشوارع.
إن الحلَّ الوحيد للقضية الفلسطينية هو في اجتماع جميع القوى والتيارات الفلسطينية على استراتيجية مشتركة شعارها واحد وحيد لا غير: "نعم للمقاومة، لا للعنف!"وهي كلمتي المتواضعة لكلِّ فلسطيني، ولكلِّ صاحب حقٍّ في العالم.

• فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني نجدك ترحب بانتفاضة الحجارة فيما تدين العنف ، كيف ترى فعالية "المقاومة اللاعنفية" في مقاومة الاحتلال؟ 
الانتفاضةً تشل التفوق العسكري الإسرائيلي، فتجعل من الجيش الذي يستخدم أكثر الطائرات والدبابات تطورًا جيشًا يستخدم العصا؛ الانتفاضةً تحوِّله من جيش قاهر للجيوش العربية إلى جيش مطارِد للأطفال في الأزقة!
فلنعد إلى مقاومة تستقطب الرأيَ العام العالمي وتستنهض الاعتدالَ الإسرائيلي. فلنطلق انتفاضةً تجبر الإسرائيليين على خوض القضية الوحيدة المحقة، القضية الفلسطينية، التي جعلت أحد الوزراء الإسرائيليين يقول، إثر انتفاضة الحجارة الأولى (في سنواتها الأولى خاصة):يبدو أنه أسهل تدمير جيوش كاملة من إزالة البسمة الساخرة عن وجوه النساء اللواتي يتحدَّيننا في الشوارع.
إن الحلَّ الوحيد للقضية الفلسطينية هو في اجتماع جميع القوى والتيارات الفلسطينية على استراتيجية مشتركة شعارها واحد وحيد لا غير: "نعم للمقاومة، لا للعنف!"وهي كلمتي المتواضعة لكلِّ فلسطيني، ولكلِّ صاحب حقٍّ في العالم.
• صيغة النفي أو السلب تؤدي في المقابل معنى إيجابيا ، فأي "نعم" تعني ؟ للاعنف أربع "نَعمَ" ات : نعم للعدل ، نعم للحب ، نعم للأخلاقيات ، نعم للفعالية .
• البعض يرى ان "اللاعنف" يعني الإستسلام لمن يُصنَّف أنه "معتدي" كيف يكون النضال اللاعنفي ؟

اللاعنف هو التدخل المباشر في الواقع الاجتماعي والسياسي: هو هذه الـ"لا" المتواضعة التي حررت الهند من الاستعمار البريطاني، الأعتى آنذاك، متفوقةً على غطرسة تشرشل وتهكُّمه إذ قال: "سوف نحارب حتى آخر هندي!"؛ 
هو هذه الـ"لا" ("قوة المحبة"، بتعبير مارتن لوثر كينغ) التي انتصرت في نضال لاعنفي نموذجي، فألغتْ جميع القوانين والمواد الدستورية العنصرية في الولايات المتحدة الأميركية بعد قرون من الاستعباد والتمييز العنصري؛ 
هو قوة هذه الـ"لا" التي أطاح بها الشعب بالدكتاتور ماركوس في الفيليپين
هو هذه الـ"لا" الفلسطينية المبدعة في "انتفاضة الحجارة" التي حولت الجيش الإسرائيلي من قاهر للجيوش العربية إلى مُطارد للأطفال والنسوة في الأزقة...

• فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني نجدك ترحب بانتفاضة الحجارة فيما تدين العنف ، كيف ترى فعالية "المقاومة اللاعنفية" في مقاومة الاحتلال؟ 
الانتفاضةً تشل التفوق العسكري الإسرائيلي، فتجعل من الجيش الذي يستخدم أكثر الطائرات والدبابات تطورًا جيشًا يستخدم العصا؛ الانتفاضةً تحوِّله من جيش قاهر للجيوش العربية إلى جيش مطارِد للأطفال في الأزقة!
فلنعد إلى مقاومة تستقطب الرأيَ العام العالمي وتستنهض الاعتدالَ الإسرائيلي. فلنطلق انتفاضةً تجبر الإسرائيليين على خوض القضية الوحيدة المحقة، القضية الفلسطينية، التي جعلت أحد الوزراء الإسرائيليين يقول، إثر انتفاضة الحجارة الأولى (في سنواتها الأولى خاصة):يبدو أنه أسهل تدمير جيوش كاملة من إزالة البسمة الساخرة عن وجوه النساء اللواتي يتحدَّيننا في الشوارع.
إن الحلَّ الوحيد للقضية الفلسطينية هو في اجتماع جميع القوى والتيارات الفلسطينية على استراتيجية مشتركة شعارها واحد وحيد لا غير: "نعم للمقاومة، لا للعنف!"وهي كلمتي المتواضعة لكلِّ فلسطيني، ولكلِّ صاحب حقٍّ في العالم.

• البعض يرى ان "اللاعنف" يعني الإستسلام لمن يُصنَّف أنه "معتدي" كيف يكون النضال اللاعنفي ؟
اللاعنف هو التدخل المباشر في الواقع الاجتماعي والسياسي: هو هذه الـ"لا" المتواضعة التي حررت الهند من الاستعمار البريطاني، الأعتى آنذاك، متفوقةً على غطرسة تشرشل وتهكُّمه إذ قال: "سوف نحارب حتى آخر هندي!"؛ 
هو هذه الـ"لا" ("قوة المحبة"، بتعبير مارتن لوثر كينغ) التي انتصرت في نضال لاعنفي نموذجي، فألغتْ جميع القوانين والمواد الدستورية العنصرية في الولايات المتحدة الأميركية بعد قرون من الاستعباد والتمييز العنصري؛ 
هو قوة هذه الـ"لا" التي أطاح بها الشعب بالدكتاتور ماركوس في الفيليپين
هو هذه الـ"لا" الفلسطينية المبدعة في "انتفاضة الحجارة" التي حولت الجيش الإسرائيلي من قاهر للجيوش العربية إلى مُطارد للأطفال والنسوة في الأزقة...
• فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني نجدك ترحب بانتفاضة الحجارة فيما تدين العنف ، كيف ترى فعالية "المقاومة اللاعنفية" في مقاومة الاحتلال؟ 
الانتفاضةً تشل التفوق العسكري الإسرائيلي، فتجعل من الجيش الذي يستخدم أكثر الطائرات والدبابات تطورًا جيشًا يستخدم العصا؛ الانتفاضةً تحوِّله من جيش قاهر للجيوش العربية إلى جيش مطارِد للأطفال في الأزقة!
فلنعد إلى مقاومة تستقطب الرأيَ العام العالمي وتستنهض الاعتدالَ الإسرائيلي. فلنطلق انتفاضةً تجبر الإسرائيليين على خوض القضية الوحيدة المحقة، القضية الفلسطينية، التي جعلت أحد الوزراء الإسرائيليين يقول، إثر انتفاضة الحجارة الأولى (في سنواتها الأولى خاصة):يبدو أنه أسهل تدمير جيوش كاملة من إزالة البسمة الساخرة عن وجوه النساء اللواتي يتحدَّيننا في الشوارع.
إن الحلَّ الوحيد للقضية الفلسطينية هو في اجتماع جميع القوى والتيارات الفلسطينية على استراتيجية مشتركة شعارها واحد وحيد لا غير: "نعم للمقاومة، لا للعنف!"وهي كلمتي المتواضعة لكلِّ فلسطيني، ولكلِّ صاحب حقٍّ في العالم.

• فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني نجدك ترحب بانتفاضة الحجارة فيما تدين العنف ، كيف ترى فعالية "المقاومة اللاعنفية" في مقاومة الاحتلال؟ 
الانتفاضةً تشل التفوق العسكري الإسرائيلي، فتجعل من الجيش الذي يستخدم أكثر الطائرات والدبابات تطورًا جيشًا يستخدم العصا؛ الانتفاضةً تحوِّله من جيش قاهر للجيوش العربية إلى جيش مطارِد للأطفال في الأزقة!
فلنعد إلى مقاومة تستقطب الرأيَ العام العالمي وتستنهض الاعتدالَ الإسرائيلي. فلنطلق انتفاضةً تجبر الإسرائيليين على خوض القضية الوحيدة المحقة، القضية الفلسطينية، التي جعلت أحد الوزراء الإسرائيليين يقول، إثر انتفاضة الحجارة الأولى (في سنواتها الأولى خاصة):يبدو أنه أسهل تدمير جيوش كاملة من إزالة البسمة الساخرة عن وجوه النساء اللواتي يتحدَّيننا في الشوارع.
إن الحلَّ الوحيد للقضية الفلسطينية هو في اجتماع جميع القوى والتيارات الفلسطينية على استراتيجية مشتركة شعارها واحد وحيد لا غير: "نعم للمقاومة، لا للعنف!"وهي كلمتي المتواضعة لكلِّ فلسطيني، ولكلِّ صاحب حقٍّ في العالم.
• البعض يرى ان "اللاعنف" يعني الإستسلام لمن يُصنَّف أنه "معتدي" كيف يكون النضال اللاعنفي ؟
اللاعنف هو التدخل المباشر في الواقع الاجتماعي والسياسي: هو هذه الـ"لا" المتواضعة التي حررت الهند من الاستعمار البريطاني، الأعتى آنذاك، متفوقةً على غطرسة تشرشل وتهكُّمه إذ قال: "سوف نحارب حتى آخر هندي!"؛ 
هو هذه الـ"لا" ("قوة المحبة"، بتعبير مارتن لوثر كينغ) التي انتصرت في نضال لاعنفي نموذجي، فألغتْ جميع القوانين والمواد الدستورية العنصرية في الولايات المتحدة الأميركية بعد قرون من الاستعباد والتمييز العنصري؛ 
هو قوة هذه الـ"لا" التي أطاح بها الشعب بالدكتاتور ماركوس في الفيليپين
هو هذه الـ"لا" الفلسطينية المبدعة في "انتفاضة الحجارة" التي حولت الجيش الإسرائيلي من قاهر للجيوش العربية إلى مُطارد للأطفال والنسوة في الأزقة...
• فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني نجدك ترحب بانتفاضة الحجارة فيما تدين العنف ، كيف ترى فعالية "المقاومة اللاعنفية" في مقاومة الاحتلال؟ 
الانتفاضةً تشل التفوق العسكري الإسرائيلي، فتجعل من الجيش الذي يستخدم أكثر الطائرات والدبابات تطورًا جيشًا يستخدم العصا؛ الانتفاضةً تحوِّله من جيش قاهر للجيوش العربية إلى جيش مطارِد للأطفال في الأزقة!
فلنعد إلى مقاومة تستقطب الرأيَ العام العالمي وتستنهض الاعتدالَ الإسرائيلي. فلنطلق انتفاضةً تجبر الإسرائيليين على خوض القضية الوحيدة المحقة، القضية الفلسطينية، التي جعلت أحد الوزراء الإسرائيليين يقول، إثر انتفاضة الحجارة الأولى (في سنواتها الأولى خاصة):يبدو أنه أسهل تدمير جيوش كاملة من إزالة البسمة الساخرة عن وجوه النساء اللواتي يتحدَّيننا في الشوارع.
إن الحلَّ الوحيد للقضية الفلسطينية هو في اجتماع جميع القوى والتيارات الفلسطينية على استراتيجية مشتركة شعارها واحد وحيد لا غير: "نعم للمقاومة، لا للعنف!"وهي كلمتي المتواضعة لكلِّ فلسطيني، ولكلِّ صاحب حقٍّ في العالم.

• فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني نجدك ترحب بانتفاضة الحجارة فيما تدين العنف ، كيف ترى فعالية "المقاومة اللاعنفية" في مقاومة الاحتلال؟ 
الانتفاضةً تشل التفوق العسكري الإسرائيلي، فتجعل من الجيش الذي يستخدم أكثر الطائرات والدبابات تطورًا جيشًا يستخدم العصا؛ الانتفاضةً تحوِّله من جيش قاهر للجيوش العربية إلى جيش مطارِد للأطفال في الأزقة!
فلنعد إلى مقاومة تستقطب الرأيَ العام العالمي وتستنهض الاعتدالَ الإسرائيلي. فلنطلق انتفاضةً تجبر الإسرائيليين على خوض القضية الوحيدة المحقة، القضية الفلسطينية، التي جعلت أحد الوزراء الإسرائيليين يقول، إثر انتفاضة الحجارة الأولى (في سنواتها الأولى خاصة):يبدو أنه أسهل تدمير جيوش كاملة من إزالة البسمة الساخرة عن وجوه النساء اللواتي يتحدَّيننا في الشوارع.
إن الحلَّ الوحيد للقضية الفلسطينية هو في اجتماع جميع القوى والتيارات الفلسطينية على استراتيجية مشتركة شعارها واحد وحيد لا غير: "نعم للمقاومة، لا للعنف!"وهي كلمتي المتواضعة لكلِّ فلسطيني، ولكلِّ صاحب حقٍّ في العالم.
اللاعنف هو التدخل المباشر في الواقع الاجتماعي والسياسي: هو هذه الـ"لا" المتواضعة التي حررت الهند من الاستعمار البريطاني، الأعتى آنذاك، متفوقةً على غطرسة تشرشل وتهكُّمه إذ قال: "سوف نحارب حتى آخر هندي!"؛ 
هو هذه الـ"لا" ("قوة المحبة"، بتعبير مارتن لوثر كينغ) التي انتصرت في نضال لاعنفي نموذجي، فألغتْ جميع القوانين والمواد الدستورية العنصرية في الولايات المتحدة الأميركية بعد قرون من الاستعباد والتمييز العنصري؛ 
هو قوة هذه الـ"لا" التي أطاح بها الشعب بالدكتاتور ماركوس في الفيليپين
هو هذه الـ"لا" الفلسطينية المبدعة في "انتفاضة الحجارة" التي حولت الجيش الإسرائيلي من قاهر للجيوش العربية إلى مُطارد للأطفال والنسوة في الأزقة...
• فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني نجدك ترحب بانتفاضة الحجارة فيما تدين العنف ، كيف ترى فعالية "المقاومة اللاعنفية" في مقاومة الاحتلال؟ 
الانتفاضةً تشل التفوق العسكري الإسرائيلي، فتجعل من الجيش الذي يستخدم أكثر الطائرات والدبابات تطورًا جيشًا يستخدم العصا؛ الانتفاضةً تحوِّله من جيش قاهر للجيوش العربية إلى جيش مطارِد للأطفال في الأزقة!
فلنعد إلى مقاومة تستقطب الرأيَ العام العالمي وتستنهض الاعتدالَ الإسرائيلي. فلنطلق انتفاضةً تجبر الإسرائيليين على خوض القضية الوحيدة المحقة، القضية الفلسطينية، التي جعلت أحد الوزراء الإسرائيليين يقول، إثر انتفاضة الحجارة الأولى (في سنواتها الأولى خاصة):يبدو أنه أسهل تدمير جيوش كاملة من إزالة البسمة الساخرة عن وجوه النساء اللواتي يتحدَّيننا في الشوارع.
إن الحلَّ الوحيد للقضية الفلسطينية هو في اجتماع جميع القوى والتيارات الفلسطينية على استراتيجية مشتركة شعارها واحد وحيد لا غير: "نعم للمقاومة، لا للعنف!"وهي كلمتي المتواضعة لكلِّ فلسطيني، ولكلِّ صاحب حقٍّ في العالم.

• فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني نجدك ترحب بانتفاضة الحجارة فيما تدين العنف ، كيف ترى فعالية "المقاومة اللاعنفية" في مقاومة الاحتلال؟ 
الانتفاضةً تشل التفوق العسكري الإسرائيلي، فتجعل من الجيش الذي يستخدم أكثر الطائرات والدبابات تطورًا جيشًا يستخدم العصا؛ الانتفاضةً تحوِّله من جيش قاهر للجيوش العربية إلى جيش مطارِد للأطفال في الأزقة!
فلنعد إلى مقاومة تستقطب الرأيَ العام العالمي وتستنهض الاعتدالَ الإسرائيلي. فلنطلق انتفاضةً تجبر الإسرائيليين على خوض القضية الوحيدة المحقة، القضية الفلسطينية، التي جعلت أحد الوزراء الإسرائيليين يقول، إثر انتفاضة الحجارة الأولى (في سنواتها الأولى خاصة):يبدو أنه أسهل تدمير جيوش كاملة من إزالة البسمة الساخرة عن وجوه النساء اللواتي يتحدَّيننا في الشوارع.
إن الحلَّ الوحيد للقضية الفلسطينية هو في اجتماع جميع القوى والتيارات الفلسطينية على استراتيجية مشتركة شعارها واحد وحيد لا غير: "نعم للمقاومة، لا للعنف!"وهي كلمتي المتواضعة لكلِّ فلسطيني، ولكلِّ صاحب حقٍّ في العالم.
• فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني نجدك ترحب بانتفاضة الحجارة فيما تدين العنف ، كيف ترى فعالية "المقاومة اللاعنفية" في مقاومة الاحتلال؟ 
الانتفاضةً تشل التفوق العسكري الإسرائيلي، فتجعل من الجيش الذي يستخدم أكثر الطائرات والدبابات تطورًا جيشًا يستخدم العصا؛ الانتفاضةً تحوِّله من جيش قاهر للجيوش العربية إلى جيش مطارِد للأطفال في الأزقة!
فلنعد إلى مقاومة تستقطب الرأيَ العام العالمي وتستنهض الاعتدالَ الإسرائيلي. فلنطلق انتفاضةً تجبر الإسرائيليين على خوض القضية الوحيدة المحقة، القضية الفلسطينية، التي جعلت أحد الوزراء الإسرائيليين يقول، إثر انتفاضة الحجارة الأولى (في سنواتها الأولى خاصة):يبدو أنه أسهل تدمير جيوش كاملة من إزالة البسمة الساخرة عن وجوه النساء اللواتي يتحدَّيننا في الشوارع.
إن الحلَّ الوحيد للقضية الفلسطينية هو في اجتماع جميع القوى والتيارات الفلسطينية على استراتيجية مشتركة شعارها واحد وحيد لا غير: "نعم للمقاومة، لا للعنف!"وهي كلمتي المتواضعة لكلِّ فلسطيني، ولكلِّ صاحب حقٍّ في العالم.
الكتاب يلبِّي عمليًّا مجموعة من الوظائف الأساسية من أهمها انه يحدد موقف اللاعنفيين من مسائل جوهرية، كالعدالة والعنصرية والأصولية والتوتاليتارية والإرهاب، بما فيها إرهاب الدولة؛ كما ينزع "الشرعية" و"الصدقية" عن مفردات العنف ومنطقه .. من جهة أخرى فإنه يُظهر الإيجابية في اللاعنف، كونه يرتكز على مفهوم "البرنامج البناء" كما يفضح الأفكار المسبقة وينزع الغشاء عن التباسات وتعميمات مغلوطة عبر اعادة تحديد السمات ونقاط الاستدلال الدقيقة الضرورية لفهم المعاني.
• اطلقتَ مع السيدة اوغاريت يونان العام الماضي "جامعة اللاعنف وحقوق الإنسان في العالم العربي" (AUNOHR) ... إلى أي فئة تتوجهون؟"أنور" تجربة أكاديمية جديدة تمزج بين الدروس والعيش معًا في اقامة كاملة وفي ظل تنوع يُغني الدروس بمشاركة من بلدان متنوعة وهي أول أكاديمية من نوعها في المنطقة، تمنح شهادة ماسترز، مع أساتذة خبراء عالميين ومجلس أمناء من مفكرين وحاملي نوبل للسلام.

• اين يكمن الانجاز المحوري ؟
الانجاز المشترك في نظر المشاركين هو في اكتشاف "الأنا" اللاعنفي الأصيل الموجود بداخل كل انسان فالتغيير الحقيقي يبدأ من الفرد كما للمجتمع ونحن بدأنا .

• ماهي محاور الدراسة في الجامعة واي شهادة تمنحونها؟

يضمّ برنامج الجامعة ثمانية اختصاصات هي فلسفة اللاعنف، التربية المدنيّة اللاعنفيّة، الإدارة اللاعنفيّة للنزاعات، المسرح اللاعنفيّ، طرائق التدريب والتربية الناشطة، استراتيجيّات العمل المدنيّ، ثقافة حقوق الإنسان واللاطائفيّة وعدم التمييز العنصريّ.
منهج التعلّم تشاركيّ، واللغة الرسميّة للجامعة هي العربيّة، رغم أنه يجري التعليم بأكثر من لغة. وتمنح الجامعة ثلاثة أنواع من الشهادات: شهادة جدارة في برنامج كامل عن اللاعنف (ثقافة اللاعنف والمهارات المدنيّة الناشطة)، شهادة جدارة في اختصاص محدّد، وشهادة مشاركة مع مركز تدريب عالميّ.


*****
مروة كريدية تحاور خليل الميس 
الميس: تَخلّي العرب عن سوريا جعلها تأخذ "الخيار الإيراني"
أنا مع عدم إهانة الشعب الفلسطيني. لَقد جاء الأرمني الى لبنان لاجئًا كما جاء الفلسطيني لاجئًا. الأرمني له وطن ودولة معترف بها، وله قوميته الخاصة به، و على الرغم من ذلك فإن الوجود الأرمني في لبنان مُكّن من الأرض وجنسّ ووُطِّن ومُكِّنَ من الحكم، وله نوابه في البرلمان اللبناني، وله وزراؤه في الحكومة، وله حضوره ومشاركته السياسية. بينما الفلسطيني لا يزال مُحاصرًا في مخيماته، فالفلسطيني محاصر في المخيمات كما تحاصر اسرائيل غزة. الفلسطيني في لبنان الى الآن لا يرث ولا يورث ولا يتملّك. .. معقول؟!
النبي كان يتيمًا وقائدًا، أردوغان مَكنّ النبيّ القائد.
هناك تَعطيل للشرعية في لبنان وتمكين كل ماهو غير شرعي !
شهد العقد الأخير انطلاق عدة مؤتمرات ومنتديات إعلامية عربية ، وإن كان هذا الأمر يُعدّ خطوة إيجابية في خلق شبكة تعارفية بين الإعلاميين والصحفيين العرب إلا أن السؤال الأهم يتعلق حول المضاميين الفكرية والمردودية التي تنتج عن هكذا فعاليات وعملية متابعة التوصيات وتنفيذها، فالكثير من المراقبين يرون أنها لا تعدو عن كرنفالات تخصص لها ميزانيات ضخمة وهي عارية عن الانتاجية الفعلية، ايلاف التقت على هامش منتدى الاعلام العربي 2010 بالاستاذ محمود شمام مدير تحرير مجلة "فورين بوليسي" العربية وعضو المجلس الاستشاري للشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام، وكان معه هذا اللقاء العفوي الذي تجاوز "الاعلام" ليتناول الإشكالات الفكرية الحقيقة الكامنة وراء تخلّف الاداء الاجتماعي والسياسي .

·       بوصفك أحد أبرز خبراء صناعة الاعلام في المنطقة كيف تقيم انتاجية المنتديات الإعلامية ؟
معظمها مهرجانات إحتفالية؛ وبعضها يحتوي على محتوى لابأس به. تكمن أهميتها في خلق ما يسمى بشبكة العلاقات وهي فرصة سنوية لإجراء العديد من الحوارات الجانبية المهمة وهي بهذا التوصيف تؤدي هذا الدور.
·       وماذا عن منتدى الاعلام العربي الذي شاركت فيه كمتحدثّ حول"تجسير الفضاء بين المغرب العربي ومشرقه" حيث تمت الدعوة إلى إطلاق مشروع إعلامي متكامل؟
مؤخرًّا بدءنا نلمس جديّة أكبر في المنتدى، وهذه الدورة تطرح مواضيع محددة إلى حدّ كبير وتعالج قضايا جيدة منها جلسة التي أشرت اليها وفيها محاولة لتجسير الفضاء الآسيوي، يوجد هناك مشكلة لغة أو تواصل بين المشرق والمغرب العربيين، إلا أن الخلاف ثقافي بطبيعته .
فعلى الرغم من ارتفاع عدد الفضائيات في المشرق العربي، والتي زادت على 638 قناة، منها 30 فضائية مغربية فقط، إلا أن هذا الكم الهائل يركز في طرحه على الإثارة الاجتماعية وصولاً للإثارة السياسية، وقلة قليلة هي التي تتحدث بموضوعية ومهنية. أما عن سبب قصورنا من الناحية الإنتاجية فمردّها الظروف التي مرت بها دول المغرب العربي دون استثناء .

كيف ترى "مستوى" المنتدى ؟
هناك ندوات أخرى في المنتدى نأمل أن تتم بشكل جيد وفيها إثراء للمشهد الاعلامي، في نهاية المطاف المنتدى الاعلامي لن يكون أعلى مستوى من الصحفيين والاعلاميين العرب أنفسهم .

·       تحديدًا فيما يتعلق بمستوى الصحفيين والاعلاميين العرب أستاذ شمام… ألا تعتقد بوجود نكوص ثقافي وفكري حادّ في واقع الصحفيين المشتغلين بالاعلام العربي…حيث يطغى وجود "الاعلامي النجم" على حساب "الصحفي الباحث والاعلامي المفكر" ان صح التعبير ؟

تاريخيًّا الصحافة مرتبطة بالثقافة ، وقد امتاز الجيل الأول المخضرم من الصحفيين أنهم كانو قرَّاء نَهميين وهم علاوة على ذلك منهم الروائي ومنهم الشاعر … فلم يكونوا أصحاب مهنة صحافة وحسب … المشهد الآن مختلف .
·       وما هو سبب هذا التراجع ؟
تجدر الاشارة الى أمر مهم: الحقيقة هناك نقلتين خطيرتين أثّرتا في الثقافة العربية ؛ الأولى هي انتشار الترانزيستور فتحول الانسان في تلقيه للثقافة من المكتوب الى الشفهي ، اي من اعتماده على القراءة الى مجرد الاستماع، وكانت هناك مقولة تشير إلى ان ثقافة العرب في تلك الآونة تحكّم في توجهها ثلاثة " الرئيس جمال عبد الناصر و المطربة  أم كلثوم وصوت العرب" .
النقلة الثانية هي انتشار الفضائيات وقد تحول الناس فيها من الاستماع الى المشاهدة، فتحول من المشهد الكتابي الى المشاهد.

·       هل يمكن ان نعتبر اننا انتقلنا من ثقافة الأبعاد المتعددة التي تتعامل مع كلّية الانسان الى "التسطيح" اوالبعد الواحد؟ فاختُذلت الثقافة المتكاملة الى "ثقافة الأذن" ثم الى  "ثقافة الصورة"؟
نعم ان شئت فلنقل انه بدء إعلام الحاسة الواحدة بدلا من الحواس الخمس .

·       اين نحن الان بعد أن تجاوزنا عصر الاعلام الفضائي؟
الآن بدء العصر الإلكتروني، وفي تقديري هناك أخبار مهمة للغاية تتطلب حد أدنى للمهارات والقدرات وهنا نكون على أبواب مرحلة جديدة حيث الصحافة ستعود من جديد للبحث والقراءة .

·       أين ترى السبب الحقيقي الكامن وراء تراجع الفكر العربي و ثقافته؟ هل في الانظمة السياسية التي تتدخل في كل شاردة وواردة مثلا؟
المشكلة التي تؤرقني تجاوزت أنظمة الحكم، فالانظمة مقياس جيد للشارع العربي، ما يزعجني حقيقة أنّا بدءنا نخرج من التاريخ كأمّة لاتقدّم شيئًا للإنسانية، اصبحت أمة ناقدة وهي عاجزة عن رؤية العجز الداخلي ويتجلى ذلك في عدم قدرتها على الحوار والانتاج .

·       ربما الاتفاق الوحيد الذي يكاد ان يجمع عليه "العرب" أنهم "عاجزون"، لكن من أين نبدء إذن؟
البداية تكون بالتعليم وفصل الدين عن الدولة ، واجبنا في جعل خطابنا خطابًا مدنيًّا بحيث ننتجه وفق حقوق مدنية .

·       ولكن هناك العديد من الدول العربية تدعي أنها فصلت الدين عن الدولة عبر مشروع "الدولة القومية " منذ منتصف القرن الفائت الذي شهد ولادة "الجمهوريات " في الوطن العربي بيد اننا نجد ان العقل "الديني" والعشائري " مازال هو المتحكم في كل شيئ؟

لم ننجز تَشَكّل الدولة القومية التي هي بديل للنظام العشائري أو الديني، ولم ننجز الدولة التي يتحول فيها الناس من رعايا إلى مواطنين. الأمر المؤسف  والكارثي أننا نعيش عصر الدولة الأسوأ في التاريخ لاننا أخذنا من القبيلة أسوا ما فيها واخذنا من الدولة القومية اسوأ ما فيها .

·       نعم أصبحنا أمام حالة عجائبية "جمهوريات ملكية" توّرث! وما من أحدٍ بمزحزحهم عن مناصبهم .. لقد صُدمنا بالأمس من تمديد قانون الطورائ في مصر المعمول به منذ مايقارب 30 عام !
كان هناك بوادر تشكيل دولة حقيقية. لكن الامة لم تُنشأ دولتها القومية بل عادت الى مراجعها الرئيسية . الملكيات الدستورية أفضل بكثير من الجمهوريات الاستبدادية .

·       هل انت متفائل ؟
نعم متفائل، لأننا إذا لم نتفاءل لن نهزم مشروع الهزيمة لأننا إذا فقدنا البوصلة داخليًّا فقدنا الرغبة في العيش.

مداخلة : أستأذنك استاذ محمود قليلا للغوص في عمق الأزمة الفكرية وعملية التراجع عن انتاج النقد والفلسفة والتحليل الذي تنبني عليه إبداعات الأمم، لازال المَنطق الأرسطي القائم الفصل التام متحكم بنا بِعنف ثنائياته "الخير والشر" "الخطأ والصواب "…ولم نتمكن الى الآن الانعتاق من أسر هذا الفكر الاحادي؛ هناك توجه في بعض المدارس الفكرية يتمحور حول ايجاد منطق مخالف للمنطق الأرسطي من خلال طرح فكرة وجود مستويات متعددة للواقع تختلف فيها الاحكام وايجاد ما يُعرف بالمستوى "الثالث المشمول" فلا يوجد " مع او ضد " بل هناك مستوى تجتمع فيه المتناقضات.

·       اين تجد الفلسفة العربية حاليًّا ؟
الفلسفة انتهت من الفكر العربي الإسلامي منذ القرن الرابع الهجري منذ ان توقف الجدال العقلاني بين المعتزلة و غيرهم من الفرق الكلامية .
تصّوري أمة متوقفة عن التفكير الفلسفي منذ عشرة قرون ! ما نراه من اضمحلال نابع من هذه النقطة اننا لم نعد ننتج فكريا .لم نعد نفكر !
والفكر هو الذي يضع الأسس الحقيقية لانتاج أنظمة ملائمة للعيش سياسيا واجتماعيا وتربويًّا…
نحن الان بين سَلَفِيَتَيْن : سلفية العودة إلى القديم و سلفية " التغريب" .
لقد شهدنا نشاط الفكر الجدلي في القرون الأولى بعد ظهور الإسلام ونشوء فكرة الأمة .

·       هل لا زال مفهوم "الأمة " قائم الآن ؟
ليس هناك أمة. فبدلا من الاشتغال في توصيف البعد المادي للأمة المتمثل باللغة… والجوارالجغرافي للأمم المحيطة بها…الأفضل ان نتساءل: هل حَقًّا نحن خير أمة أخرجت للناس ؟
·       هل يمكن ان توّصف لنا العرب الان بكلمتين مثلا؟
"أمة محلّك سرّ"… لأنها متوقفة عن الانتاج ووضعها متخلّف، أو ممكن ان نسميها " أمة خارج النص" تعيش تخلف أيديولوجات جديدة .

·       بعيدًا عن الفكر وأقرب من القلب… بعد عمرٍ من الخبرة الانسانية وعلى مستواك الشخصي استاذ محمود شمام ماهو أجمل مافي الحياة؟
أنا لا أستطيع أن أعيش خارج نطاق الناس أستمتع جدًّا بالحوار مع الآخر وهذا خلق لي صداقات ممتدة ومميزة  وهو أجمل ما في الحياة .

·       هل البريق الاعلامي والشهرة تستهلك إنسانيتك ؟
لا أبدًا الاعلام لم يستهلك إنسانيتي، أجزم أن الأغلبية الساحقة من علاقاتي لا تقوم على أسس مادية .

اشكر لك بامتنان ومحبة سعة صدرك في هذا الحوار المرتجل .

محمود شمام في سطور :
يشغل محمود شمام منصب مدير تحرير مجلة "فورين بوليسي" العربية وعضوية المجلس الاستشاري للشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام. وقد شغل شمام قبل ذلك عدة مناصب إعلامية مهمة حيث عمل مديراً لتحرير مجلة نيوزويك العربية، ومدير مكتب صحيفة صوت الكويت، ومدير مكتب صحيفة الوطن بواشنطن، ونائب الرئيس التنفيذي لشركة هوت سورس للإعلام. وهوعضوسابق في مجلس إدارة شبكة الجزيرة الفضائية.

محمود شمام يعرّف بنفسه :
ولدت في بنغازي في ليبيا  29/12/1947 بشارع نبوس ترعرعت في منطقة سوق الحشيش قرب بيتنا وفي سوق الحوت حيث محل والدي. وهذا ما قربني من أجواء السياسة والصحافة، فقد كان مقهي سي عقيلة على ناصية شارع نبوس ملتقى الصحفيين لقربه من المطبعة الحكومية، وكان سوق الحشيش يعج بالنشطين السياسيين والأدباء: طالب الرويعي.. يوسف الدلنسي.. مفتاح السيد الشريف… مفتاح مبارك الشريف.. الصادق النيهوم.. خليفة الفاخري.. أبوبكر الهوني.. حذيفة الهوني.. خديجة الجهمي.. محمد حمي وغيرهم كثير.

منطقة سوق الحوت كانت منطقة تحرك الساسة المخضرمين: الشيخ مصطفى بن عامر.. أحمد رفيق المهدوي.. الشريف الماقني.. حسين وعبد ربه الغناي.. ثم بيت عمر باشا الكيخيا على طرف سوق الحوت حيث كان منطلق (الأنتلجينسيا) السياسية البرقاوية في ذلك الوقت، باختصار كانت النخبة السياسية على مرمى حجر مني وربما ابتدأت العدوى السياسية منذ ذلك الوقت.

بدأت دروس الجامع على يد الفقي الأمين الأسكندراني، قبل أن ألتحق بمدرسة (اللوتو قروبو) قرب ضريح عمر المختار. في السنة الثانية انتقلت إلى مدرسة الأمير الابتدائية عندما كان ناظرها الأستاذ عبد العزيز الأبيض ومن مدرسيها: بن عروس مهلهل.. نصر إبراهيم.. مصطفي ومحمد القرقوري.. طالب الرويعي.. المبروك بوزعكوك.. السنوسي الدغيلي.. شعبان الضراط.. والمبروك الضراط.. خالد الغناي وعبد السلام قادربوه.

درست الإعدادية في مدرسة بنغازي الثانوية في جليانة ثم في مدرسة شهداء يناير عند افتتاحها الذي توج بمظاهرات 13-14 يناير 1964 والتي شاركت فيها كأول نشاط ذي طابع سياسي. تحصلت على الثانوية العامة ثم التحقت بكلية الآداب بالجامعة الليبية وشاركت في تأسيس الاتحاد العام لطلبة ليبيا عام 1966.

تخرجت عام 1970 وعملت بالجامعة الليبية حتى تم إحالتي للخدمة المدنية بقرار من الرائد عبد السلام جلود رئيس الوزراء حينذاك. أوفدت للدراسة في الولايات المتحدة عام 1973 لكن قطعت بعثتي عام 1975 السنة التي حصلت فيها على درجة الماجستير من جامعة ولاية ميتشغان حيث عدت إلى الوطن في أكتوبر 1976. في أثناء وجودي في الولايات المتحدة كنت ناشطا في منظمة الطلبة العرب وكنت مسؤولها الإعلامي كما أسست وترأست تحرير مجلة المسيرة الناطقة باسمها. غادرت ليبيا بعد أحداث يناير عام 1976 إلى ألمانيا لمدة 7 أشهر ثم إلى الولايات المتحدة حيث فيها حتى الآن.

تفرغت للنشاط السياسي من 1978 حتى 1984 وترأست تحرير مجلة الوطن الناطقة بلسان الجبهة الليبية الوطنية الديمقراطية حتى تجميد نشاط الجبهة في 1988. كما شاركت في منظمات العمل المدني بالتحاقي بالكشافة عام 1958 وتطوعت للتدريس في المدارس الليلية كما تطوعت في جمعية الكفيف منذ إنشائها.



 مروة كريدية
سيبقى حيًّا وإن رحل… دومَا كما كان عابرًا للتخوم
لوطن سيد حرٍّ مستقلٍّ نذر حياته …..صحافيّأ رسولا وسيّاسيًا أديبًا
تكتنز ذاكرته تاريخ حضارات…. فكان باحثا موسوعيّا واعلاميًّا مناورًا
واستحق ان يكون في قائمة الخالدين
على عرش الصحافة تربع نصف قرن شاهدًا على آمال عريضة لشعب  انهكه التشرذم و آلام حرب دفنت في قلب ابنائه ، فكان عرّاب المصالحات والحوارات وصاحب القيم النبيلة حيث لم يغير عنف السياسة من وداعة سريرته شيئًا .
عاد الى البياض حيث السلام الدائم، لتقفز الى ذاكرتي ومضات خاطفة للقاءات عابرة نادرة حفرت في مخيلتي صورة استثنائية لرجل اكتنز دهرا وخبايا حرب وآلام أمة.
لم اتجاوز السابعة عشر في مقتبل حياتي الجامعية، حيث كانت كلمات "الشخصيات البارزة " في المناسبات الرسمية الجامعية عبئًا ثقيلا تملها الأنفس؛ كان لغسان التويني كلمة في حفل أكاديمي ، وببساطة عجيبة كان يسبر بحنكة خبير ملامح الطلاب، ويخاطبهم بما يشبه الرجاء الذي يعول على شريحة من صنّاع المستقبل و توجه إلينا بالقول: يا طلاب السنة الأولى بالذات " الأهم من العلوم هو الانسان القادر على معرفة الطبيعة … واعلموا انه أيا تكن الشهادات التي تطمحون اليها، فلن تصنفوا في مواقع اهل المعرفة مالم تستوعبوا تاريخ الانسان "
 كلمات علقت في ذاكرتي لانها "لم تعجبني وقتها" كوني أحب الانسان ولا أحب تاريخه، حيث كان التاريخ بالنسبة لي حينها مجرد احداثٍ دامية مزوّرة يجب علي استظهار تفاصيلها المقيتة. غير ان تفاعله الحيوي ادخل الطلاب في الجانب الاجتماعي للحياة الجامعية ليقول "سأتذكر الوجوه التي كانت كلها شغفا سواء بين المعلمين وبين طلاب قلّت حوارتنا معهم الا بنظرات الود و التشجيع ".
وبعد تلك المناسبة بأعوام ثلاث، انشغلت عديد من الجامعات اللبنانية بتفعيل الحواربين الطلاب لازالة رواسب الحرب الأهلية من نفوس عانت ويلات التشظيات الطائفية المريرة، وكنت قد انخرطتُ في ورشة عمل حول حوار الشباب الاسلامي المسيحي في جامعة القديس يوسف، وكان التويني يشجع الشباب على الاختلاط بالآخر ومعايشة يومياته بكل تفاصيلها كي يختبر ثقافة الآخر ويعشقه بعيدا عن سفسطة اللاهوت المقارن والجدليات الفقهية العقيمة الي كانت تستهوينا أحيانا؛ وفي خطبة بمناسبة تدشين "مركز الدراسات المسيحية الاسلامية " بجامعة البلمند اشارلنا: " التلاقي الحيّ المستمر لواقع الحياة المشتركة وتحدياتها اليومية  "اهم من "اللقاءات الاكاديمية ايا تكن رفعتها " وان "الحوار هو  معرفة الآخر وعشقه، وبالنسبة الينا، قضية موت و حياة … وليس مجرد وليدة لاهوت نظري وعلم فقهي".
لقد رحل التويني عن عالم تسارعت أحداثه وفي أوج المخاضات الثورية التي تشهدها منطقة  لم تهدأ يومًا ؛ وكأن كتابه " حوار مع الاستبداد " لمقالاته خلال عام 2003 كان بمثابة ارهاصٍ مبكر لما طال الانظمة العربية بعد سبعة أعوام عندما كتب في السابع من نيسان من ذاك العام " فلا يظنن حاكم ان في وسعه المحافظة على رأسه "عندما تغيّر الدول" إلا إذا ركب هو مركب التغيير وآمن بالجهاد من أجل حياة أمته بدل التنازل عن الحياة لواحد من مصيرين متحالفين في الجوهر :الاستعمار أو الارهاب .. او لكليهما معا وتلك تكون الطامة الكبرى "
كما اشار ايضا في خريف العام نفسه يحذر قادة الدول العربية بان "ان لم نسلّم الامم المتحدة مفاتيح " السجن العربي الكبير " سجونا سجونا نشرع ابوابها بكل دهاليزها في كل عواصمنا "  فاننا سنتحول الى "مغانم وسبايا للدول العظمى ..واسلابا لاقتصاداتها الطامعة كلها بنا .. بينما تختنق الشعوب في دخان " ثقافة الموت " وهي ترقص جائعة على القبور."
وفي أواخر عام  2008 التقيته ضمن لقاء خص به اسرة تحرير "إيلاف " حيث اراد ناشر ايلاف عثمان العمير وقتها تكريمه بملف خاص  بمناسبة عيد ميلاده كأحد أبرز الصحافيين العرب في القرنين العشرين والحادي والعشرين؛ فكانت دردشات مطولة مع المشاركين ؛ حيث اعتبر ان قمة المأزق العربي يتلخص في أنّ تركيا وايران تتصرفان نيابة عن العرب وتمسكان بزمام الوصاية على التاريخ العربي المقبل وأن للطائفة الشيعية في لبنان تراثًا روحيًا عميقًا ولها جذور صوفيّة تمتد إلى الإمام علي بن ابي طالب في نهج البلاغة وعليها التحرر من الخط الفارسي.
وتمر السنوات مسرعة وتخطفنا الأحداث، وفي آخر مرة التقيته لم أشأ ان أحدثه بالصحافة ولا بالسياسية كنت ابحث منه عن حكمة انسان وقلب جدٍّ أعياه المرض وآلامه رحيل ابنه، فسألته عن علاقته بحفيدتيه التوأم اللتين ولدتا قبل اغتيال والدهما جبران بأشهر، فقال لي " حاجتنا لطفولتهما أكبر من حاجتهما لنا …اتمنى لكل بنات جبران المسرة ….فجبران باقٍ بهنّ " 
عاد غسان الى البياض
سأتذكر وجهه
ولفافة بين إصبعيه ترتجف 
وكأس نبيذ كالحبر ينتشي
فوق ورق صحيفة يفتتحها
عند ابلاج كل نهار !
التويني في سطور :

ولد في 5 يناير 1926 وتوفي في 7 حزيران يونيو 2012
رأس غسّان تويني تحرير ومجلس إدارة جريدة النهار البيروتيَّة، وصحف أخرى ناطقة باللغة الفرنسية. وبعد تخرّجه من جامعة هارفارد، درّس غسّان تويني في الجامعة الأميركيَّة في بيروت كما ترأس بعد ذلك جامعة البلمند.
سجّل أول مشاركة له في البرلمان في العام 1951، ليدخل في العام 1953 في تشكيلة الحكومة. وأسندت إليه حقائب وزاريَّة عدَّة، فكان نائبًا لرئيس الوزراء ونائبًا لرئيس مجلس النوّاب، ووزيرًا للإعلام والتربية الوطنيَّة والعمل والشؤون الاجتماعيَّة والسياحة والصناعة والنفط.


  


الحيادية و التغيير في كواليس منتدى الاعلام العربي
مروة كريدية  
طغت تحولات المشهد العربي على كواليس أعمال منتدى الإعلام العربي، حيث حملت الأحاديث الجانبية للإعلاميين والصحافيين همومهم ومتاعبهم، في ظل تغطية الاحداث كما طرحت مواضيع المصداقية والحيادية الخاصة بالفضائيات علاوة على سيل المعلومات الواردة والمتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي،  واني انقل للقارئ مقتطفات سريعة منها.
·        ألكسندر نيزاروف مدير عام قناة روسيا اليوم  اشار الى ان قناته تلتزم الحيادية والموضوعية والمعايير المهنية في تغطية الاحداث في الدول العربية ، مؤكدا  عدم الانحياز لأي جهة بعينها واكد ان هناك "علاقة حميمة " مع البلدان العربية واصفا اياها ب"التاريخية " وهي طالما كانت داعمة للقضايا العربية والفلسطينية، واشار الى ان القناة لا تمتلك مكتبا لها في منطقة "المغرب العربي غير انها تدرس امكانية رابطا الامر "بالتمويل بالدرجة الاولى " وان "العلاقات الروسية العربية تتطور باستمرار " لا سيما تعلق منها بقضايا الاستشراق والاستعراب ، مؤكدا ان لبلاده تفاهمات مميزة مع سوريا ولا تريد ان يتكرر السيناريو العراقي او الليبي فيها ، وان سياسة قناته تعتمد الرأي والرأي الآخر في ابراز الاحداث هناك وانها لا تعمد الى "التضخيم " مشيرا ايضا الى ان القناة تابعة للحكومة الروسية وتعمل بتمويل مباشر منها بيد انها تمنح فرصة للمشاهد العربي الحصول على وجهات نظر من جهات غير عربية ولا تربطها اي مصالح خاصة . 

·        حمدي قنديل الاعلامي المصري اكد على عراقة الشعب المصري ووعيه وان نسيجه الاجتماعي يقوم على "الاسلام الوسطي" و "المسيحية " العريقة التي تشكل اساسا في تركيبة المجتمع، وان الشعارات "الجهادية " التي واكبت احداث العباسية ليست "مألوفة" في الشارع المصري ، واستبعد ان يحكم مصر نظام شبيه بطالبان وان احدا لن يستطيع "سرقة الثورة " وتوقع ان يكون الشعب هو "الضمانة " لنزاهة الانتخابات المرتقبة وان المرحلة الانتقالية لن تنتهي اواخر حزيران .
·        محمود شمام وزير الاعلام الليبي الاسبق اعتبر ان الاعلام العربي لا يزال "خاضعا " لسياسات الجهات التي تموله وان حياديته غير مكتملة بل هو "موجه لمصالح معينة منتقدا غياب قوانين النشر مشيرا الى ظاهرة الاسماء المستعارة في مواقع التواصل الاجتماعي التي تعمد الى "الشتائم " ، وقارن شمام بين مرحلة الربيع العربي الحالي بمرحلة الدول الاوروبية في اواخر القرن السابع عشر زمن الثورات، مشيرا الى افتقار العرب لمفكرين يؤسسون لمرحلة ما بعد الثورة . وعن الوضع الليبي فقد اكد على صعوبة المرحلة ودقتها لا سيما وان بلاده تحمل ارثا ثقيلا تجاوز اربعة عقود من الديكتاتورية، وان بناء الدولة الحديثة يتطلب الكثير من العمل والمثابرة ويعتمد على الطبقة الفاعلة والمتوسطة التي هي ركيزة المجتمعات الآمنة .
أخيرا ؛ بقي ان نشير الى ان الموضوعية والحياد التام سراب لا يتحقق انما يحاول المراسل ان يقترب منه ما استطاع وإن كانت توجهاته وآرائه السياسية وميوله تنحى به أحيانا عن المسار الحقيقي فتجعله متعاطفا مع جهة على حساب أخرى،  وانّ القنوات الفضائية والمؤسسات الاعلامية تبقى "محكومة " بتوجهات الجهات "الممولة " الى حدٍّ كبير وهي وان كانت لا تعمل بإملاءات مباشرة منها الا انها تمارس نوع من الرقابة الذاتية على ادائها بما يتلائم مع مصلحة الجهات "الداعمة" ، كما ان اعلام المواقع الاجتماعية فضاء مفتوح وغير منضبط يحمل في طياته الموضوعات القيمة كما المضللة ، واني اذ أؤمن بتمام الحرية العارية عن اي قيد او شرط فإني اعتبر ان وعي الشعوب تجاوز ضيق التأطير الاعلامي مهما كان مصدره وان الانفتاح مطلوب مهما كانت نتائجه و يجب الا ننحى نحو مصادرة الحريات تحت اي شعار كان.












مروة كريدية  
التقى في دبي خلال اليومين الماضيين مئات الإعلاميين العرب للمشاركة في "منتدى الإعلام العربي" الذي حمل شعار "الانكشاف والتحول" وحاولوا فيه مناقشة تحديات صناعة الإعلام في ظل عالم عربي متغير، وقد شكل المنتدى كما كل عام فرصة للتواصل والالتقاء مع شخصيات بارزة في صناعة الاعلام . وانقل للقارئ مقتطفات سريعة من دردشات ولقاءات أجريتها خلال المؤتمر بعضها مطول سأفرد له مقالات خاصة .
·        فاروق الباز مدير مركز ابحاث الفضاء في وكالة ناسا ،وفي دردشة جانبية عقب حفل الافتتاح وتعليقا على وصف جيله : "بالفاشل " قال ضاحكا  "ايه والله جيلنا خيبان " ؛ مشيرا ان الناس والشعوب ملت من تركيز وسائل الاعلام على سياسات الحكومات "الخيبانة " و" الفاشلة "؛ وان الشباب الجديد يتطلع الى امور مغايرة لما قدمناه ، وان الموهوبين العرب من البحاثة والعاملين في مجال التكنولوجيا لا يلقون الرعاية اللازمة، وان العصر الجديد يحتمّ على الرؤساء والقادة السياسيين الاحتكاك المباشر مع شعوبهم والنزول الى ارض الواقع وعدم الجلوس في غرف مغلقة والقاء الكلمات التي يعدها المستشارون لهم . وتعجب من بعض المناهج التربوية التي لازالت الى الان تكرس مبدأ الراعي والقطيع .




·        عبد الاله بلقزيز المفكر المغربي وحول علاقة الديني بالسياسي قال متحسرا " لقد أفسدوا كل شيئ"  مبديا غضبه حيال الاخوان المسلمين، الذين خربوا المجتمعات الاسلامية عبر تجميد مُمأسس بالدين في العمل السياسي ، مشيرا الى العوائد المجزية لاستثمار الرأس مال  "الديني" في الفضائيات، وان هذا الوضع مصادفة سيئة في تاريخ الاسلام اودت بالسياسة بمعناها الحديث وتودي بالدين كرسالة تدعو للسلام والوحدة والمحبة والتسامح . وانه لا يوجد خطاب ديني في الاعلام بل هناك خطاب اعلامي في الدين ، واتهم "انصاف الفقهاء" المعاصرين بتركيب الفتن وانقلاب وظيفتهم  من الدفاع عن وحده الأمة إلى الدعوة للبغضاء بعناوين  وهي حرب تمر عبر الفضائيات وتؤسس لحرب حقيقية على الارض ، وارجع السبب الى القطيعة المرعبة مع الاجتهاد الذي كان له في عصر النهضة  رموز ورجالات امثال الطهطاوي ومحمد عبده . 


·        ليلى رستم اعلامية مصرية من جيل العمالقة نفت لي معرفتها بأستخدام اي شكل من اشكال التواصل الالكتروني حين طلبت منها البريد الالكتروني مشيرة، الى ان ابنتها تقوم بمتابعة بريدها الخاص بالمراسلات عبر الانترنت، اشارت الى انها عملت في تقديم البرامج الحوارية زمن العراقة واضافت "شفنا ايه اللي حصل بعدما انفتحت الدنيا عالفضائيات ؟" واشارت الى ان بعض  الحوارات الحالية في الفضائيات هي مشاجرات تحمل كثيرا من الاساءات والاتهامات وتمثيليات مفبركة مليئة بالتواطؤ المدبر بين الضيف والمقدم.





·        جهاد الخازن الكاتب اللبناني في جريدة الحياة وفي حوار تناول الشؤون السياسية المتعلقة بالاوضاع العربية،  اعتبر ان العدو الاول للعرب اسرائيل فيما ايران تضم  80 مليون مسلم. واشارالى تراجع فرص احتمال توجيه  ضربة عسكرية اسرائيلية لايران  كما لا يستبعد وجود اي خدعة تمارسها اسرائيل كي تتخلى ايران عن حذرها . مؤكدا ان الجزر الثلاث اماراتية وان حكومة نجاد تكذب في ادعائها ملكية هذه  الجزر". وكان قد كتب  في اليوم التالي في عاموده عيون وآذان ردًا على انتقاد ناطق ايراني حول وصول مقاتلات  اميركية اف 22 الى الامارات بأن " السياسة الخرقاء من طهران " هي التي اتت بهذه الطائرات .


·        الهاشمي نويرة اعلامي تونسي اكد خلال لقائنا به ان معركة الحرية مستمرة في في بلاده ، وان حرب القوى العلمانية مع حركة النهضة  شرسة في مجال الاعلام ، مشيرا الى انه تم تسجيل الاعتداء على 90 صحفي بعد الثورة ، و ان راشدالغنوشي لم يقبل بالقوانين العلمانية والاحوال الشخصية كمكتسبات مدنية  بل كشكل من اشكال الاجتهاد، مؤكدا ان الربيع التونسي في بدايته أخرج أميركا من دائرة الغضب الشعبي العربي غيران التوجه الثوري للقوى العلمانية والليبرالية في تونس بعد 24 اكتوبر حمل شعار:" لا امريكا لا قطر شعب تونس شعب حر " .


·        عبد الباري عطوان رئيس تحرير القدس العربي وفي دردشة جانبية اشار الى انه تلقى تهديدات بالقتل من جهات عدة بما فيها "عربية " واكد انه مراقب من اجهزة استخبارات عديدة وانه لا يتخذ اي اجراءات لحماية حياته الشخصية . كما اشار الى ان لا مصداقية لمعظم الفضائيات العربية بعد الثورات حيث ان بعضها اعتمد التحريض .


·        حسن معوض مقدم برامج في قناة العربية قال انه على "المشاهد ان ينتقي ما يريد متابعته من فضائيات وان وسائل الاعلام ليس من "وظيفتها صناعة الثورات " بل هناك وعي المواطن الذي ظل مكبوتا فترات طويلة بسبب تصرف بعض الحكومات .
أخيرا  وانه على الرغم من تنوع مضامين الجلسات  وفئات المحاورين وعمق الموضوعات واتساعها ومحاولة ادارة المنتدى الاحاطة قدر الامكان بالموضوعات المستجدة ؛ إلا ان بعض الشباب والشابات من طلبة الجامعات اعربوا عن رغبتهم في ان يتحول المنتدى من التركيز على "رموز الاعلام من المشاهير"  نحو مشاركة اوسع للفئات الشبابية في ورش عمل مباشرة يتسنى لهم المشاركة فيها بشكل اكثر فعالية ، واني اشاطرهم الرأي لان الاعلام الجديد هو صنيعة الشباب الجدد من المدونيين ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الرقمية ممن اعتمدوا على الفضاءالسيبري، حيث حققوا ثورتهم الرقمية قبل ثوراتهم على الارض متجاوزين بذلك "كهول الاعلام" وحراس "الصحف الورقية" والاعلام الرسمي، معتمدين على لغة سريعة حية سيالة تتجاوز القوالب المقننة منفلتين من مقص الرقابة ، وهو مدخل رقمي ثوري حداثي  لم يتولد عن عقائد دينية او أيديولوجيات تمجد البطولات وتعيد انتاج بيروقراطية الثقافات المتداولة . وربما هذا الامر انعكس بدوره على مؤسسات الاعلام باشكالها المتنوعة حيث سارعت لتواكب التحديات واحتوائها بسرعة عبر اشراك المدونيين والمراسلين الالكترونيين في برامجها كما  انفتحت مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي واعتمادها لاحدث التطبيقات المتعلقة ببرامج الاتصال المرتبطة بالاجهزة الذكية .




حوار مع رئيس المركز الإسلامي لوسط فلوريدا ISCF""
Islamic Society of Central Florida محمد المصري
حاورته مروة كريدية من  فلوريدا – اورلاندو
 يقول رئيس المركز الإسلامي لوسط فلوريدا "ISCF" محمد المصري إن نية القس الأميركي تيري جونز لحرق المصحف شكلت أكبر فرصة دفعت بالكثير من الأميركيين إلى اقتناء القرآن.
"لم نتبرع لحماس …وأرسلنا مواد طبية وكراسي لمقعدي غزة …وFBI على علم بكافة أنشطتنا."
o     هناك خشية حقيقية لدى جميع الدول بما فيها العربية من أن تكون المراكز الإسلامية والجمعيات الخيرية ممرًا لتبيض الأموال وجسرا لعبور أموال "الزكاة" إلى "إرهابيين " كيف ترى ذلك بوصفك رئيسا للمؤسسة الإسلامية لوسط فلوريدا ؟
المسألة عالمية وليست محلية "فالحرب تبدأ بالحرب على المال " والحرب على "الإرهاب" تبدأ بالحرب على المال "الإرهابي " والحرب على الإسلام تبدأ بالحرب على المال الإسلامي، وهناك تخوف من أن يذهب المال إلى "الإرهاب".
هناك "منظمات" تعمل ضد الإسلام وتشوه صورته هنا في الولايات المتحدة – وبالمناسبة هذه المنظمات العنصرية تعرفها الدولة الأميركية ولا تكترث بشائعاتها - ولكن أنا أؤكد لك أن أموال التبرعات لا تذهب إلا لمستحقيها من الفقراء المحتاجين وان نسبة المال الذي يذهب إلى الإرهاب تقل نسبته عن 0،0001 % وان حصل فهو حالة فردية شاذة لا يتبناها أحد .
o     ولكن لماذا تسليط الضوء دوما على "المؤسسات الخيرية الإسلامية بوصفها داعمة للإرهاب ؟
الدعاية تلعب دورا في هذا المجال أنا أتساءل لماذا لا يسلط احد الضوء على عمل مافيات المخدرات والأسلحة الناشطة بين المكسيك وأميركا ، مكسيكو البوابة الخلفية للولايات المتحدة الأميركية تعج بتهريب المخدرات والسلاح وذلك لا يتم إلا بتعاون إطراف من الداخل الأميركي ، هل تعلمين أن أكثر من 30 ألف شخص ماتوا جراء حرب المافيات تلك علما أن الأسلحة تُشترى من الولايات المتحدة وتُستعمل في المكسيك .السؤال "من يموّل هذا "الإرهاب" ولماذا لا يُسلط الضوء عليه ؟
بالمقابل كم حالة حصلت من تمويل "للمنظمات الإرهابية الإسلامية" أين الحقائق وأين الإحصائيات.
بالنسبة لموضوع الأموال لا يوجد شك لدى الحكومة الأميركية الفيدرالية أن أموال "المسلمين وجمعياتهم في أميركا نظيفة وأتكلم عن مركزنا نظيفة 100 % وهي أموال مشروعة وواضحة لأنه المعاملات لا تتم إلا عبر شيكات أو حسابات بنكية واضحة المدخل والمخرج علما أن أي تحويل مالي في العالم كله يمر عبر نيويورك . لو لديهم أي أدنى شك لأقفلوا المؤسسة والجامع ولكن لا يوجد دليل
o     أثناء تحضيري للمقابلة اطلعت على تقرير إعلامي صادر عن New English Review أعده Jerry Gordon  يتهمك مباشرة ويتهم مسجدكم باستقبال "جورج غالاوي " وجمع التبرعات المادية لصالح "حماس " ، وكما تعلم فإن حماس على قائمة الإرهاب كيف تفسرون ذلك ؟
ما حصل بالتفصيل هو انه جاءنا رجل من أصول فلسطينية واستأجر القاعة العامة في المركز – وبإمكان أي شخص أن يستأجرها مهما كان دينه أو توجهه أنها قاعة عامة كالفندق تماما - هذا الرجل استضاف جورج غالاوي بعد الحرب على غزة ودعا الناس لمساندة منكوبي الحرب وجمع التبرعات ، هذه التبرعات المادية التي جُمعت لا علاقة لإدارة المركز أو الجامع بها لا من قريب ولا من بعيد ، وكان غالاوي قد قام بجولات مكوكية بين الولايات والدول الغربية جمع خلالها من دول عدة أموالا لفقراء غزة ثم ذهب إلى غزة وسلمها في حفل علني لإسماعيل هنية، وهنا قامت وسيلة الإعلام تلك بربط الحدث - زاعمة زورا أن إدارة المسجد تموّل حماس – وهذا الأمر لا علاقة له بنا لا من قريب ولا من بعيد .
o     ولكنكم أرسلتم مساعدات إنسانية لغزة، أليس كذلك ؟
نعم نحن جمعنا مساعدات من أدوية وكراسي متحركة للمقعدين وعكازات وأدوات إسعاف أولية ومواد إنسانية وطبية بحتة جمعت في "كونتينر" وأرسلت طبعا بطرق قانونية وبعلم الحكومة الفيدرالية . بالمناسبة نحن جمعنا التبرعات أيضا لمنكوبي تاهيتي وغيرها .
أكرر لك ما قلته لو لدى الحكومة أي أدنى شك بأننا نمول منظمات إرهابية لأقفلوا المؤسسة والجامع ولكن هذا الاتهام عارٍ عن الصحة.
 ال FBI  يعرفوننا جيدا وهم مراقبين كل شغلنا الذي لا غبار عليه. وقد اجتمعت مؤخرًا بمسؤول ال FBI في فلوريدا وقال لي حرفيا "لا غبار عليكم " ونحن من الجهات الدينية الواضحة الموثوق بها ، أما عن التقرير الذي أشرت إليه فانه تقف ورائه "جهات " معروفة بعنصريتها وال FBI يعرفهم ويتابعهم أيضا .
المحور الثاني : هوية مسلمي فلوريدا تحميها علمانية الدولة
" لا دور للدول الإسلامية في دعمنا …. والأئمة لا يأتمرون بأمر السفارات "
o     حاولت استقصاء المصادر الرسمية ، فوجدت أن مكتب إحصاء السكان الأميركي لا يجمع بيانات عن الهوية الدينية كون الدولة علمانية وتفصل تمام الفصل بين الدين وعمل المؤسسات ، بحكم عملكم المباشر مع الجالية المسلمة ما هي مكونات هذه الجالية من حيث الثقافة والعدد؟
بطبيعة الحال نسبة العرب المسلمون في أميركا هي انعكاس لنسبة تواجدهم في العالم فقد بلغ عدد المسلمين في العالم كله عام  2010حوالي 1,6 بليون (مليار) مسلم وتشير التوقعات أن العدد سيصل عام إلى نحو 2,2 بليون (مليار) حوالي 26 % منهم يتركزون في شبه القارة الهندية و بنغلادش وباكستان و ماليزيا واندونيسيا .
وبحكم الاحتلال الانكليزي للهند بوصفها مستعمرة بريطانية تامة التبعية للتاج البريطاني فإن نسبة ارتباط الأسيويين بثقافة الغرب امتن وارتباطهم بالدول الغربية وأميركا أقوى وأقدم من بقية الشعوب لذلك نجد أن حوالي 60 % من مسلمو أميركا هم من الهند وباكستان وبنغلادش فيما لا يشكل العرب المسلمون أكثر من 18 % وحوالي 10 % مسلمون من أميركا الجنوبية .
على أية حال بمجرد أن يصبح الفرد أميركيا فإن الكلام عن الجذور تتلاشى فالدولة علمانية 100 % وهذا أمر ايجابي .
o     السؤال عن العدد ليس الهدف منه مجرد الإحصاء، ولكن بحكم إنكم مسئولون عن عدة مساجد في فلوريدا فإن عدد الجوامع يعكس تنامي عدد المرتادين المحتاجين لها لا سيما وأني كما لاحظت فان الحكومة تحدد العدد الأقصى للمجتمعين أثناء الصلاة ؟
       عدد المسلمين يتنامى بشكل سريع في الولايات المتحدة ويتزايد عندما قدمت فلوريدا عام 1993 كان عددهم في وسط فلوريدا يقل عن 10 آلاف أما عددهم الآن فقد تجاوز 50 ألفًا . ومؤسستنا "ISCF"Islamic Society of Central Florida عملت حتى الآن على فتح 10 مساجد.
o     نجد أن الآسيويين من باكستان والهند هم أكثر حرصًا على تأدية الشعائر الدينية وحضور صلاة الجمعة والتمسك بالتقاليد الإسلامية من العرب المتواجدين في أميركا، نلاحظ أن أغلبية المرتادين من باكستان.
الهنود المسلمون مثلا عاشوا مع الهندوس كأقلية فترة كبيرة ، والأقليات غالبا ما تتمسك بالشعائر وإشكال التمايز خوفًا على هويتهم من الذوبان ، وهم حريصون هنا في أميركا أيضا على ذلك ولكن ارتباطهم بالدين ليس علميًّا أو فكريا بقدر صوري شعائري ؛ على سبيل المثال الهندي يتحرى دوما أكل اللحم الحلال ويؤدي الصلاة بانتظام رغم انه يمارس محرمات شتى لا يرى بها بأسا كما أن معلوماته بالإسلام قد تكون ضحلة للغاية
بطبيعة الحال العرب المسلمون بشكل عام أوعى بقضاياهم والفكرية والثقافية رغم عدم حرص بعضهم على التمسك بالشعائر.
o     "مسجد الرحمن " هو أول مسجد بني في أورلاندو ، من هي الجهات التي موّلت بناؤه ؟
منذ عام 1975 قامت العائلات المسلمة الموجودة في أورلاندو باستئجار مكان للصلاة ، ثم جمعوا أموالا لبناء مسجد صغير على هذه الأرض عام 1985، وحتى عام 1993 لم تكن الأمور منتظمة وعندما قَدمت منذ 18 عاما عملت على تأسيس المركز والمؤسسة والمدرسة والمساجد الأخرى التي نشرف عليها .
o     عذرا ، أليس للسعودية مثلا أو أي دولة أخرى دورا في دعمكم ماديًّا لإعمار المساجد ؟
لا دور مباشر للسعودية في المساجد – ولا لغيرها من الدول الخليجية أو أي دولة أخرى في دعم المسجد ماديا. المساجد التي يشرف عليها مركزنا هي من التبرعات المحلية والمؤسسة خيرية 100 %. وبطبيعة الحال الأئمة لا يأتمرون بأمر السفارات .
o     غالبًا ما تعمل الجهات الممولة إلى تحديد الوجهة "المذهبية " أو التوجه الديني للمسجد كما تفرض أئمتها.إلى أي مدرسة فقهية أو مذهبية تنتمون ؟
هناك مذاهب وجماعات في أميركا لها مساجد فالشيعة لهم حسينيات وهناك بعض المساجد ذات التوجه السلفي.
ولأننا من فكر "معتدل" لم نحصل على أي مساعدات من جهات خارجية.
الحكومة الفيدرالية لا تتدخل في الشؤون الدينية أبدًا. كجالية مسلمة لنا الحق أن نؤسس قدر ما نحتاج من المساجد أو أماكن العبادة . الحكومة لا تتدخل ولا تدعم – لا سلبًا ولا إيجابا.
o     هل تعتقد أن هذه الحرية ايجابية أم أنها تفتح الباب لمن يشاء أن يسوّق أفكاره بما في ذلك المتطرف منها ؟
 نعم الحرية الكاملة تسبب أمرين: الأول: هناك فوضى بطبيعة الحال فلا وزارة أوقاف أو شؤون دينية تنظم، فمن يريد أن يفتح مكان للعبادة تابع لأي دين أو مذهب أو معتقد أو منهجية له الحق في ذلك.
الأمر الثاني: يشكل فرصة للتلاقي الفكري فكل التوجهات موجودة وكل جماعة تحمل أفكارا معينة وتحاول تسويقها والإنسان أمامه كل المجالات مفتوحة ومتاحة للاختيار.
o     إذن ممكن أن نجد "إسلاما فارسيا " و آخر "وهابيا " وأخر "زيديا" طالما أن أميركا تشكل مرآة لتنوعات مذاهب المسلمين ؟
بدون شك هناك تفاعلات وانعكاسات للأحداث الدولية والعالمية والتغيرات التي تحصل في العالم الإسلامي والشرق الأوسط ففي الثمانينيات إبان ثورة الخميني الإيرانية كانت إيران ترسل الكتب الدينية والمطبوعات .
o     عذرا للمقاطعة، حسب تقديراتكم كم نسبة الشيعة من بين المسلمين في أميركا ؟
أقل من 10 % وهم لا يحضرون مساجد السنّة ولهم مسجدين في أورلاندو .
o     بالعودة إلى السياق السابق حول تفاعلات الإقليمية هل من وجود لفكر متطرف ؟
بعد حرب الخليج الأولى ودخول صدام إلى العراق وفي التسعينيات شهدنا انتشار فكر سلفي وهابيّ ولقد حاولنا التحذير من انتشار فكر متطرف في ذلك الوقت.
ولكن بعد أحداث 11 سبتمبر من عام 2001 أصبح العالم كله يحذر من انتشار الأفكار المتطرفة.
o     بالعودة إلى مؤسستكم "ISCF" ما هي ابرز الأنشطة التي تقومون بها حيث لاحظنا وجود مدرسة تابعة لكم ؟
المدرسة تعلم المنهاج الأميركي بالكامل وخاضعة له ولكن إضافة لذلك فإننا ندرس موادًا ثلاث كمواد اختيارية هي اللغة العربية والقرآن الكريم والتربية الإسلامية .
عام 1999 بدءنا بناء المدرسة الموجودة حاليًّا واكتملت عام 2000 وفيها الآن 200 طالب وطالبة وصفوفها من الروضة وحتى الثانوية العامة ويعمل بها حوالي 25 مدرّس ومدرّسة .
o     ماذا عن الأنشطة الاجتماعية أو الأمور الخصوصية الأخرى التي يحتاجها المسلم "كالمدافن " مثلا ؟
عام 2004 اشترينا أرض عن طريق البلدية مساحتها 8 فدادين وفتحناها كمدافن للمسلمين حيث تجرى مراسم الدفن وفق الشريعة الإسلامية.
فيما يتعلق بالأنشطة الاجتماعية نعمل من خلال الشبكة الالكترونية على تفعيل الموقع لتوفير الخدمات وربط أبناء الجالية وتعريفهم ببعضهم البعض . ونحرص دوما على تقريب وجهات النظر فأبناء الجالية بالدرجة الأولى أميركيون .
المحور الثالث: حرق المصحف تحذير للإسلام المتطرف أم حماقة تؤدي للحروب
الحدث شكل أكبر فرصة دفعت بالكثير من الأميركيين إلى اقتناء القرآن
o     برز اسمك خلال المشاورات التي أجريتها لثني القس الانجيلي تيري جونز، راعي كنيسة "دوف وورلد أوتريتش" عن حرق المصحف في ذكرى هجمات 11 سبتمبر، وكان لك دور في دعوته للتراجع عن ذلك حيث شوهدت معه في مؤتمر صحفي مشترك مساء الخميس 9 سبتمبر الماضي. هل بالإمكان أن تخبرنا عن بعض الحيثيات لا سيما بعدما سعى كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ووزير الدفاع روبرت غيتس، لإثنائه عن قراره ؟
كنت منهمكًا وقتها في الأنشطة الرمضانية وإمامة صلاة التراويح والترتيب لموائد الرحمن فلم يتسنّى لي متابعة الأخبار والأحداث حتى ليلة 27 رمضان الماضي عندما علمت أن هناك مشكلة في بلدة "غينسفيل" القريبة من هنا تتلخص في إعلان القس تيري جونز عن رغبته في حرق المصحف وكان مسلمو فلوريدا قلقون من تداعيات ذلك كونهم في قلب الحدث ثم تسارعت دعوات الشجب والاستنكار في العالمين العربي والإسلامي كما سعت كلا من هيلاري كلينتون والرئيس أوباما إلى دعوته للعدول عن تصرفه .
ذهبت إليه وكانت المنطقة كلها تخضع للحراسة الأمنية ومندوبي وسائل الإعلام العالمي على جهوزية لتغطية أي جديد يطرأ . وقرعت الباب الزجاجي وقلت لمساعده " أريد أن أكلمه بسلام " فعاد لي قائلا "مستعد لان يراك بعد 10 دقائق "
خلال لقائي معه حاولت مناقشته في الأمر طارحا عليه تساؤلات عدة :" لماذا تريد حرق المصحف؟" و" ما الهدف من ذلك ؟" و " ما الاستفادة التي ستحققها لك ولأميركا جراء ذلك ؟"
o     ولكن القس جونز  كان أوضح أن الهدف من خطة حرق المصحف هو"توجيه رسالة واضحة إلى العناصر المتطرفة في الإسلام لكي نقول لهم انه لن يتم التسامح معهم في الولايات المتحدة" . لقد قال حرفيا في مؤتمره الصحفي في 8سبتمبر "متى ستنهض أميركا للدفاع عن الحقيقة؟ وبدلا من أن نكون نحن من يوجه إليهم اللوم على الأفعال او الجرائم التي ارتكبها آخرون, لماذا لا نوجه إليهم تحذيرا؟ لماذا لا نرسل تحذيرا إلى الإسلام المتطرف ونقول له إذا ما هاجمتمونا فسنهاجمكم". …ما هي المحاور التي اعتمدتها للتعاطي معه وإقناعه ؟
أولا قلت له : كقسيس تتبع تعاليم المسيح بالدرجة الأولى والمسيح يدعو للسلام ، وليس من شيم السلام إهانة وحرق كتاب مقدس يؤمن به بليون ونصف إنسان .
ثانيًا : أعلمته أن ما يقوم به يضر بأميركا كدولة وبمصالحها وبسمعتها ويضر بالأميركيين كشعب علماني منفتح ويضر بالعالم كله إذ ممكن أن يشعل فتيل حرب دينية في العالم .
ثالثًا: إن كنت قد أصررت على موقفك وإتمامك لخطتك، فإني سأضطر إلى رفع دعوى قضائية ضدك عبر أفضل محاميين في الولايات المتحدة وجلب أمر من المحكمة بتوقيفك لمنعك من تنفيذ ذلك قبل 11 سبتمبر.
o     ولكن خلال المؤتمر الصحفي أشار إلى انه عدل عن فكرته لأنه تلقى وعدا بتغيير مكان بناء المركز الإسلامي بالقرب من الموقع السابق لمركز التجارة العالمي في نيويورك بتغيير مكان المشروع؟
لم يكن اتفاق بل كل ما حصلنا عليه من فيصل عبد الرؤوف  المسؤول عن المشروع هو التعهد بمناقشة إمكانية نقل المركز .مكتب الإمام فيصل قال انه مستعد للقائي مع القس جونز إذا رغب بذلك ولم يتم الاتفاق على نقل المسجد غير أن الموضوع مطروح للنقاش والإمام يأخذ بعين الاعتبار وهو أمر ممكن .
o     ما هي التداعيات التي تركها حدث بهذا الحجم نال اهتمام وسائل الإعلام العالمية عليكم هنا في فلوريدا ؟
الحدث شكل أكبر فرصة دفعت بالكثير من الأميركيين إلى اقتناء القرآن الكريم رغبة في الإطلاع عليه. كما شكّلت حافزا للتعرف على الاسلام. لقد نفذت كل نسخ المصحف لدينا بكافة ترجماتها وقد طلبنا 4000 نسخة من أوقاف دبي وزعت بوقت قياسي في فلوريدا وحدها. كما تلقينا شكرا من كافة السفراء العرب .
****





حوار : مروة كريدية من دبي
تُشكل المنتديات الإعلامية فرصة مميزة للحوار كما تُعد منصة حيوية للوقوف على تحديات مهنة تُعد من أصعب الوظائف سيما في ظل الأوضاع السياسية التي يشهدها العالم العربي . حيث أرخت "عواصف التغيير " بظلالها على أعمال المنتدى الإعلام العربي الذي اختتم أعماله نهاية الأسبوع وسجل حضورًا مكثفًا لرواد الإعلام التقليدي ومشاهير الفضائيات فيما كانت مشاركة الشباب صُناع الثورات من الرقميون الجدد خجولة  وبدت بعض الجلسات كاستعراض لتجارب الإعلاميين النجوم على حساب المضمون العلمي، والتحديات الحقيقية الفعلية التي أحدثت انقلابًا غير مسبوق أدهش منظرو الإعلام الكلاسيكي. فيما كان بعض المراقبين يتوقعون حضورًا أكبر لمواضيع تعنى بالحريات وحقوق الإنسان والتركيز على التحديات التي تواجه الإعلامي خلال الثورات في دول تغيب عنها النقابات الصحفية في ظل تحول الإعلام من الطور الفضائي إلى الطور السيبيري .
إيلاف التقت الإعلامية التونسية نجاة عبد العزيز الوحيشي وكان هذا الحوار العفوي تناول حال الإعلام والشأن التونسي عقب ثورة الياسمين .
مشاهير يتحدثون عن الثورات
نجاة الوحيشي : من المؤسف أن تدلي لطيفة التونسية برأيها عن الثورة !
o       بداية ننطلق من الأجواء الحالية للإعلام العربي كيف وجدت فعاليات المنتدى ؟
يُعد المنتدى فرصة جيدة للتلاقي والاحتكاك ولكن لاحظت طغيان الوجوه التلفزيونية على جلسات المؤتمر. من جهتي لست مقتنعة بأن كلّ وجه تلفزيوني هو إعلامي ناجح لأن بعضهم يكتفي بقراءة مايُعدّ له فالصورة تغطي على أهل الفكرة وهذا ما يحدث اليوم .
ونشكر للمنتدى استضافته للعديد من رموز الإعلام لكننا كنا نود أن يتحدث عن الثورة المصرية أو التونسية نخبة من الشباب الذين صنعوا هاتين الثورتين.
o       لاحظنا أيضًا وجود فنانين وفنانات يدلون بآرائهم حول الثورات في بلادهم، كيف تجدين هذه الظاهرة ؟علمًا انه في الآونة الأخيرة شهدت ظاهرة "تحول " بعض الفنانين والممثلين إلى مقدمي برامج.
نعم شاهدت بالأمس في المنتدى من بين الحضور المطربة لطيفة التونسية وكانت تدلي برأيها عن الثورة لإحدى الفضائيات وهذا مؤسفٌ حقا !
o       لماذا مؤسف ؟ أليس من حق الفنان أن يدلي برأيه في ثورة بلاده ؟
مع احترامنا لشخصها كفنانة ولحضورها الفني على الساحة العربية، لابد من التذكير من أن لطيفة كانت من ضمن قائمة ضمت العديد من الفنانين والأطباء وغيرهم الذين طالبوا الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بالترشيح لدورة رئاسية ثانية عام 2014 .
o       ربما هذه حالة الكثيرين من المشاهير الذين وصفهم الإعلامي محمد كريشان ب"المتحولين " الذين أعربوا عن دعمهم لثورات بلادهم بعد نجاحها بينما كانت مواقفهم مؤيدة للأنظمة المخلوعة.وهم الآن يحاولون تجميل صورتهم بعد أن أبدت الجماهير سخطها تجاههم واستيائها من مواقفهم التي أطلقوها مداهنة للأنظمة القامعة فيما شباب الثورة الصغار والرقميون يدفعون الثمن من دمائهم … البعض فسر ذلك بالضغوطات التي كانت تمارس وبالبعض اعتبرها تغيير في القناعات . كيف ترينها ؟
لا يمكن أن نصدّق بأن الإنسان يمكن أن يلغي قناعاته بين يوم وليلة، وانه بعد أن دعم الرئيس المخلوع عدّل واقتنع بالثورة بعد نجاحها وأصبح مؤهلا للحديث عنها …اللهم إن كان هناك مآرب أخرى! كأن تكون الفنانة لطيفة وهي ذكية بحسِّها تُحاول من خلال هذا الظهور الإعلامي المكثف أن تستعطف الثورة لتسجل حضُرًا في المهرجانات الصيفية.
o       أعمال المنتدى أفردت مساحة واسعة لقراءت تداعيات "الثورة المصرية " وهو شيء جميل بطبيعة الحال. بوصفك تونسية  كيف ترين تغطية محاور المنتدى للشأن التونسي سواء من حيث الحضور أم من حيث الموضوعات ؟
نعم تكاد أعمال اليوم الثاني أن تكون مخصصة للثورة المصرية التي نباركها ونسعد بمناقشة أوضاعها والوقوف على آخر تطوراتها ، ولكن كان بودّنا أن تحظى الثورة التونسية وهي الأخت الكبرى بمثل هذه الرعاية والمتابعة
o       بالدخول إلى الشأن التونسي كيف ترين الساحة الإعلامية التونسية بعد الثورة ؟
لا تزال الساحة الإعلامية التونسية تَشتكي من حضور وجوهٍ طالما عُرفت بولائها التام للنظام السابق في المراحل السابقة.
o       ولكن هذه مشكلة كثيرا ما تُطرح عقب تغيير الأنظمة، ماذا يمكن أن يفعل إعلاميو النظام السابق؟ هل يتوقفون عن العمل أم بالإمكان احتوائهم في وظائف أخرى ؟
 يجب إبعادهم عن الواجهة على الأقل من المراكز الحساسة والقيادية
o       إذن هل تفكرين بالعودة إلى تونس والعمل بها بعد أن تركتها لأسباب "نضالية " ؟
الوقت أصبح متأخرا جدٍّا بالنسبة لي . لقد غادرت تونس في ثمانينيات القرن الماضي لأستقر في السعودية. في الجامعة التونسية كنت مناضلة ورفضت الانخراط في الحزب الحاكم ولله الحمد لم أحمل بطاقة الحزب في حياتي.
بعد انطلاقة الربيع العربي: قلق على هوية تونس العلمانية
الوحيشي : الصليب أنقذ حجابي !
o       هل كنتم تتوقعون انهيار مملكة "بن علي " بهذه السرعة ؟ وكيف تقيمين مسار ما بعد الثورة ؟
كان اندلاع الثورة في التوقيت ضرورة لابد منها . لأن ممارسات النظام السابق لم تعد تحتمل ووصلت حدًّا فجّر الوضع الاجتماعي. ولكن أجمل ما في الثورة التونسية أنها فتحت الباب أمام شعوب أخرى لكي تُعبِّر عن سخطها وتملي إرادتها… فمعظم الشعوب الثائرة الآن ترزح تحت ظروف القمع والإذلال نفسها التي كان يعاني منها التوانسة . غير انه علينا التذكير بأن ثمار الثورة لا يمكن أن تُجنى على الفور، لا بد من الصبر والمثابرة وصدق النية وعدم الإصغاء إلى الأصوات الخارجية الانتهازية لكي تحقق الثورة مطالب الشعوب.
o       ولكن لدى العلمانيين في تونس توجس حقيقي وخوف مشروع ربما من انتهاز "السلفية الإسلامية " وركوب الثورة ، في حين نجد أن حزب النهضة الإسلامي قد أعرب منذ نجاح الثورة على لسان راشد الغنوشي أنه لا يريد تغيير وجه تونس العلماني و أنهم لن يسعوا إلى تعديل الأنظمة العلمانية . أي دولة ينشدها التونسيون ؟
ما ننشده في تونس هو دولة الاعتدال لا يشدها الإسلاميون من طرف واللائكيون من طرف .
o       ولكن هناك قلق حيال حزب النهضة وتوجهاته ؟
علينا ألا نتخذ من حزب النهضة شَمَّاعة نُعلّق عليها رفضَنا لتوجّهٍ ما وإرادة فرضُ توجّه آخر .
o       ولكن هناك ظاهرة "مقلقة" الآن يشهدها الشارع التونسي وهو ظهور موجة "الحجاب" بين الفتيات بعد أن كان ممنوعًا في أماكن عديدة. أو كظهور المرأة بالغطاء على صورة جواز السفر . أليس هناك خوف من سيطرة التطرف ؟
نعم ، أنا أطالب العلمانيين والإسلاميين بعدم التطرف لان منع الإنسان من ارتداء ما يعجبه تدخل في حريته الشخصية ، من بين أمثلة التطرف التي واجهتني أنه طُولِبتُ قبل دخولي إحدى السفارات الأوروبية بنزع "الشيلة " عن رأسي بذريعة أنها سفارة دولة علمانية لائكية ، إلا أن الصليب الذي كان يتلألأ على صدر عامل الأمن أنقذني إذ بادرت بإجابته "أنت تتزين بالصليب فلتسمح بالحفاظ على غطاء رأسي " لأنه لا يحق له أن يُطالبني بالتخلي عن حجابي طالما هو لم يتخلى عن صليبه .
o       ماذا تتوقعون من الحكومة في المرحلة القادمة ؟
ما نرجوه هو رؤية مزيد من الحزم من طرف الحكومة المؤقتة لمساعدة تونس للقطع التام مع الماضي ورموزه والتوجّه إلى بناء مستقبل أساسه الثقة والنزاهة والشفافية.
o       شهدنا ازدواجية صارخة إن لم نقل تعددية مقلقة من قبل الحكومات العربية تجاه دعم الثورات، وأيضا موقف الفضائيات العربية حيال تغطيتها  لم يكن منصفا ، حيث وُصِفت بعض التحركات بالثورة العادلة ، و وُصفت أخرى بأنها مؤامرة. علما أن الديمقراطيات والحريات غائبة عند الجميع. هل يمكن ان يقبل الإنسان بالقمع الداخلي   بحجة "دسيسة "خارجية"؟
علينا ألا نسلم بنظرية المؤامرة لنشيح بوجهنا عن واقعٍ لا يخفى على أحد من المناصرين للديمقراطية وحقوق الإنسان " وأمرهم شورى بينهم".
****
نجاة عبد العزيز الوحيشي : إعلامية تونسية درست في كلية الآداب والعلوم الإنسانية اللغات والترجمة. والتحقت بعدها بجامعة الملك سعود بالرياض لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها وعملت مراسلة لراديو فرنسا الدولي ثم معدة برامج للقسم الفرنسي بإذاعة الرياض.عملت بالإعلام المكتوب في مجلات عديدة منها النسخة العربية لمجلة "مدام فيغارو" و"لوديبلومات " التابعة لوزارة الخارجية وحاليا تعمل مترجمة بوزارة الإعلام السعودية .
**************



مروة كريدية من دبي
ترى ماجدة أبو فاضل أستاذة الإعلام في الجامعة الأميركية أن الثورات العربية الأخيرة اعتمدت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية في ظل التعتيم الإعلامي الذي تمارسه الحكومات وحملات القمع المنظم ضد الصحفيين وحريتهم مشيرة إلى أن المواطن تحول إلى أداة مهمة لنقل المعلومة، مطالبة في الوقت عينه الإعلاميين بضرورة التزام الدقة والتوازن في طرح المعلومات التي تصلهم. وترى أن تدريب الصحفيين المتمرسين من شأنه أن يمنحهم تطورا وخريطة طريق مميزة في مسار العمل الصحفي، وتجنبت أبو فاضل تقييم أداء مؤتمرات ومنتديات إعلامية عربية بعينها مكتفية بوصف ما يحصل بأنه عبارة عن تمارين في العلاقات العامّة، مؤكدة ضرورة إخراج توصيات هذا المؤتمرات من إطارها النظري إلى تطبيق عملي يرقى بمستوى العمل الإعلامي.
أحدثت الثورات تغييرا جذريًّا في طبيعة العمل الإعلامي بحيث لم تعد الطرق التقليدية المعهودة كافية لمواكبة إيقاع الأحداث المتسارعة في وقت تحول فيه المواطن العادي والشاهد العيان إلى مصدرٍ رئيسي للمعلومات، في ظل أنظمة حكومية احترفت التعتيم التام والقمع مما دفع شريحة الشباب باللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتبادل المعلومات معتمدين قبل كل شيء على الصور والأفلام القصيرة المصورة لتوثيق الوقائع الدامية والعنف الذي مورس ضد المتظاهرين خلال التحركات مما أوقع الإعلام الرسمي الحكومي في مأزق حقيقي.
ولإلقاء الضوء على طبيعة هذه المتغيرات إيلاف التقت الإعلامية ماجدة أبو فاضل مديرة برنامج تدريب الصحافة في الجامعة الأميركية في بيروت على هامش منتدى الإعلام العربي المنعقد حاليًّا في دبي.
إعلام المواطن مصداقية تحتاج لتقاطع أكثر من مصدر لاعتمادها
ننطلق بداية من إيقاع عواصف التغيير في العالم العربي كيف ترين انعكاساته على عمل الإعلامي والصحفي؟
نعم لقد تحول المواطن إلى أداة مهمة لإيصال المعلومة في غياب الإعلام التقليدي والتعتيم الإعلامي ومنع الصحافيين من التغطية على أرض الثورات.
و لكننا كصحفيين نواجه أحيانا سيلا من المعلومات الواردة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مما يربك مراكز تحرير الأخبار في العديد من وسائل الإعلام الأمر الذي دفع بعضها إلى تصويب أخبارها والاعتذار عن بعض الأخطاء ؟
من المهم جدًّا- وهذا عمل يرتبط بالمحررين والصحفيين- التمكن من غربلة المعلومات بشكل جيد والتأكدّ من وُرودها من أكثر من مصدر. وهذا شرط بالغ الأهمية هو تقاطع المعلومات لأن الاعتماد على مصدر واحد ولو كان موثوقًا غير كاف ٍ، هناك مثل بالانكليزية يقول :" إذا قالت لك أمك أنَّها تُحبّك فتأكد من مصدر ثانٍ " فعندما تتقاطع معلومة واحدة في نفس الوقت على صفحات عشرات أو حتى المئات من المواطنين المشاركين في أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي فلا بد عندها أن تكتسب مصداقية.
و ربما هنا يقترب الصحفي من الموضوعية نوعًا ما، في وقت شاهدنا ازدواجية في تغطية الثورات في وسائل الإعلام العربي ؟
لا أفضل استعمال مصطلح الموضوعية غير أن هناك معايير لا بد من التزامها وهي التأكد من دقة المعلومة التي يدور حولها الخبر والتوازن في الطرح وتحقيق العدالة والإنصاف في التغطية.
هل تعتقدين أننا انتقلنا من مرحلة الإعلام الكلاسيكي إلى "إعلام الشارع " وهل إعلام المواطن يتمتع بمصداقية إذا تقاطعت المعلومة بطبيعة الحال وتمت "الغربلة" ؟
إعلام المواطن قد يتمتع بمصداقية أكثر من الإعلام التقليدي، والدليل على ذلك أن صور الفيديو التي صُورت عبر كاميرات الهواتف المحمولة، و التي نُقلت عبر شاشات الفضائيات خلال الثورات لم تكن ليشاهدها العالم لو لم يصورها المواطنون وشهود العيان الموجودون هناك، والأمر نفسه ينطبق على الكوارث الطبيعة مثل زلزال فوكوشيما في اليابان. وكما أشرت فتقاطع المعلومة وتواترها يُكسب المعلومة مصداقية قد تفتقد إليها وسائل إعلام تقليدية ترتبط سياستها بأجندات خارجية ربما، تجعلها في كثير من الأحيان تنقل أخبارا كاذبة أو غير صحيحة.
تدريب الصحفيين: حاجة تطبيقية تمنح الصحفي خارطة طريق في مساره المهني
من هنا ننطلق ربّما إلى ضرورة تدريب الصحفيين والإعلاميين بشكل يسمح لهم من وضع الأخبار في سياقاتها. كمديرة للبرامج التدريب في جامعة أميركية على ماذا تعتمدين في برامجك على الأسلوب الأميركي الانكليزي أم تختارين ما يتوافق مع الوضع العربي ومن حيث اللغة ايضا؟
بعض المواد تُدرس باللغة الانكليزية. ولكن بالنهاية الصحفي العربي لن يعمل في "سي ان ان " او نيويورك تايمز "، فنسبة الصحف ووسائل الإعلام العربية الناطقة بالأجنبية ليست كبيرة. الثورات هي الآن في العالم العربي حاليًا ويتطلب التعاطي معها بلغة عربية سليمة ومع ذلك هناك لهجات متنوعة ولكنات متفاوتة، وهنا تكمن أهمية أن يتمكن الصحفي من اللغات الثلاث العربية والانكليزية وحتى الفرنسية حيث أن اللكنة المغاربية تتضمن كثيرا من المفردات الفرنسية.
أما فيما يتعلق بالسياقات لابد من يكون عند الصحفي إلمام جيد بالسياقات التاريخية وحتى الجغرافية للمنطقة لان تقديم الخبر خارجًا عن سياقاته يفقده الأهمية.
الأحداث الأخيرة ربما فرضت على الصحفيين تطوير أنفسهم للتعاطي السريع مع المجريات.وهنا ربما تبرز أهمية تدريب الصحفي حتى خلال ممارسته كيف واكبت ذلك من خلال برامج التدريب التي تشرفين عليها ؟
عادة الشهادة في الصحافة والإعلام التي يحصل عليها الطالب من الكليات الجامعية لا تكفي وحدها كي ينجح في عمله لأنها بحد ذاتها ليست المعيار الأساسي الذي يحدد نجاح الصحافي أو عدمه، المهم هو أن يعرف الصحافي كيف يطور نفسه ويتابع المستجدات حتى يبقى ملما بكل ما يحصل ويدور من حوله، وبالتالي يتجنب ثغرات في المواضيع التي ينجزها بحيث تأتي شاملة من النواحي كافة.
ما هي المواضيع التي تتناولونها أو المحاور التي تركزون عليها ؟
المواضيع متنوعة بطبيعة الحال، منها أساليب الكتابة الصحفية و الصحافة الالكترونية و صحافة المواطن وكيفية التعاطي مع المعلومات علاوة على الصحافة البيئية، وهناك مواد أخرى مهمة مادة المرئي والمسموع وإدارة غرف الأخبار والإعلام االرقمي.
هناك بعض التغطيات لمؤسسات رسمية تطلب تغطية أحداثها إطلاع على اختصاصات وحقول عملها هل من برامج تخصصية تقدمونها؟
نعم وهذا مهم جدا كتغطية شؤون مجلس النواب والبرلمانات. يُفترض بالصحفي أن يكون على إطلاع تام بآليات التشريع الخاص بالمجلس والنظام الداخلي للبرلمان وما هي القوانين والإجراءات المعمول بها على هذا الصعيد.
أيضا نحن ندرب الصحفيين ونوجههم كيف يستخدمون المدونات الخاصة بطريقة محترفة. كذلك نحدد لهم الأسس اللازمة لإعداد تحقيقات استقصائية وكيفية تغطية الانتخابات والحروب وغيرها من المواضيع المهمة لعمل الصحافي.
منتديات الإعلام بين الواقع والمأمول
شاركتي في العديد من المؤتمرات التي تعني بالإعلام والعمل الصحفي كيف تجدين نتائجها ؟ سيما وان بعضها قد أصبح تقليدا سنويًّا وميدانا مهمّا لاجتماع الإعلاميين ؟ هل حققت شيئا ملموسًا أم أنها لازالت كما يراها البعض عبارة عن "كرنفالات " لا تخرج عن دائرة الاستعراض ؟
المؤتمرات بشكل عام وخاصّة فيما يتعلق بالإعلام لابد وأن يكون لها هدف واضح ولا بدّ أن تخرج بنتيجة واضحة، ما يحصل حاليًّا إن معظم المؤتمرات الإعلامية عبارة عن تمارين في العلاقات العامّة. حتى يستفيد المستهلك الذي هو القارئ أو المستمع أو المتصفح يجب أن تتوافر عناصر وشروط منها: تحديد الأهداف بشكل واضح ومراقبة النتائج.
و ماذا عن موضوع متابعة هذه النتائج؟ إذ غالبًا ما تخرج توصيات عن المؤتمرات تغيب في الأدراج.
نعم الخروج بنتيجة يعني متابعة التطبيق الايجابي لنرتقي بمستوى الإعلام ونقوم بالنهوض المطلوب الذي ينتظره الشارع العربي.
كي لا أتحدث عن منتدى أو مؤتمر إعلامي بعينه، أنا عندما أنظم مؤتمرًا لا بد أن أخرج بتوصيات والاهم هو غربلة الأفكار وإخراجها من الإطار النظري لتطبيق شيء عملي ومفيد نستطيع من خلاله تحسين الأداء الإعلامي.
ماجدة أبو فاضل - نبذة
درست ماجدة أبو فاضل الإعلام في الجامعة اللبنانية - الأميركية، وفي سبعينات القرن الماضي. عملت لســـنتين في مجلة انكليزية، وفي قسم الأخبار والبرامج الناطقة بالانكليزية، في الإذاعة اللبنانية. انتقلت بعدها الى واشنطن العاصمة، وحصّلت الدراسات العليا حيث أسهم اشتعال الحرب الأهلية في لبنان وقتها إلى إبقائها خارج البلاد حيث عملت في عدد من وسائل الإعلام، في الطبعة الانكليزية منها مجلة الحوادث، كمديرة مكتبها في واشنطن، حتى توقف صدورها إثر اغتيال مؤسسها الصحافي سليم اللوزي.
راسلت أبو فاضل صحفاً عربية كبرى، وأسست وكالة أنباء صغيرة تعنى بشؤون الشرق الأوسط والعلاقة مع الولايات المتحدة. ثم انتقلت للعمل في وكالة أنباء عالمية لتغطية شؤون الشرق الأوسط من قبرص.

*****************

رئيس مركز النهوض بالصادرات في الدولة عبد اللطيف حمام: ثورة الياسمين انعكست إيجابًا على اقتصاد تونس

أكد عبد اللطيف حمام رئيس مركز النهوض بالصادرات في تونس على أن مناخ الحرية لربيع ثورة الياسمين قد أظهر انعكاسات ايجابية على الشأن الاقتصادي التونسي وان آفاق التنمية المستدامة تمرّ بلحظة تاريخية وتبشر بمستقبل واعد، داعيا المستثمرين العرب والأجانب إلى الاستفادة من الانفتاح الاقتصادي في كافة المجالات بما فيها قطاعات التكنولوجية والصحة .
حوار : مروة كريدية 
- تتجه الأنظار نحو تونس بعد نجاح الثورة. ما هي أهم الانعكاسات المباشرة على الشأن الاقتصادي التي لمستموها بعد رحيل زين العابدين بن علي؟ هنالك العديد من الفوارق بعد رحيل بن علي، فبعد 14 يناير/كانون الثاني، أمامنا الكثير من الآفاق المنتظرة. إذ لابد من الإشارة إلى أن أحد أهم أبعاد التنمية الشاملة البعد السياسي الذي يعني حرية التعبير والمشاركة الفاعلة والاستفادة من التناقض والاختلاف والتنوع. وأهم ما حققته الثورة على كل الأصعدة هو انهيار موال "النمذجة" (مشتقة من نموذج) وسيطرة الفرد الواحد وعائلته، حيث تنعدم إمكانية الفرص والتعبير، إلا في إطار الحزب المسيطر الواحد.
- ماذا عن البعد الاقتصادي تحديداً؟ لاسيما وأن السبب المباشر الذي أشعل فتيل الاحتجاجات هي قضية محمد البوعزيزي وانعدام فرص العمل أمام الشباب؟ لا يمكن تحقيق النماء الاقتصادي في ظل عدم توافر العدالة. عندما سأل تشرشل عن العدالة  في بلاده، وقالوا له بخير، أجاب انكلترا إذن بخير. خلال فترة "بن علي" كان النمو الاقتصادي يستفيد منه البعض: عائلة بن علي وحاشيته وعائلة الطرابلسي. حيث إن 70% الاستثمارات تصبّ في المصالح الأنانية لطبقة واحدة. الآن، أصبحت فرص النماء متعددة. لذلك يفضل البعض أن يصف الثورة بثورة الكرامة.
- ربما تُعدّ تونس من أعرق دول المغرب العربي مطالبة بالحقوق المدنية، لا سيما الاقتصادية منها، حيث كانت ثورة علي بن غذاهم عام 1864 ضد نظام الجباية المفروض آنذاك. اليوم كيف يمكن بلورة نظام الرقابة والمحاسبة بما يضمن الشفافية؟ نعم؛ في زمن الحكم الفرنسي لتونس فوجئت الحكومة في ربيع 1864 بقيام ثورة كان سببها المباشر الترفيع في الضرائب. وكان شعارها "كفانا جباية ومماليك وكفانا دستورًا". نحن الآن نتحدث عن الاستثمار في الديمقراطية التي تضمن الشفافية وحق المساءلة "من أين لك هذا؟"، كما تضمن تكافؤ الفرص لطبقات المجتمع كافة. وأهم خطوات البناء الديمقراطي المستحدثة هي لخدمة المجموعة، وليس الفرد، بما في ذلك مجلس تأسيسي لوضع دستور جديد للانتخابات، وتأسيس بنية تحتية جديدة.
- غالبًا ما تشهد مراحل الانتقال السياسي في حياة الشعوب كسادا اقتصاديًّا، علاوة على حذر المستثمرين وهروب رؤوس الأموال، كيف هي الأوضاع الانتقالية حاليًّا بعد انغلاق شهدته البلاد نصف قرن تقريبًا؟.    
-بشكل أكثر دقّة؛ ماذا عن الخدمات المالية وتتطور الواردات وفرص العمل، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد العاطلين عن العمل قد قارب 700 ألف؟ الأوضاع في تحسن مستمر، والخدمات اللوجستية، من نقل جوي وبري وبحري وتأمين ومصارف، كلها عادت إلى نسقها ووضعها الطبيعي، ونسق التصدير في ارتفاع، والواردات تتطور هي الأخرى وتساند عملية التصدير.
- ماذا عن القطاع السياحي الذي عانى انتكاسة حادة خلال الاحتجاجات؟نعم النقطة المهمة الآن، ربما ترتبط بعدم رجوع نسق نوافذ السائحين إلى مستواه. وازدهار السياحة أمر منتظر وطبيعي. والمتوقع أن تتطور المؤشرات بصفة أكثر إيجابية في الأسابيع المقبلة في ظل تحسن المناخ الأمني والطبيعي، كذلك مع تواتر الجهود الترويجية التي يسعى إليها وزير السياحة مع كل البلدان، سواء الأوروبية أو العربية.
- بوصفك رئيسًا لمركز الصادرات التونسية، ماذا عن فرص تطوير التبادل التجاري والاستثماري المتوقعة مع الدول الأخرى؟أولاً لا بد من الإشارة إلى أن التبادلات التجارية تصديرًا وتوريدًا تضاعفت مرتين خلال الفترة مابين 2005 و2010، وأن نسبة الصادرات الموجهة إلى البلدان الإسلامية من إجمالي الصادرات التونسية تطورت من 12 % سنة 2005 إلى 14.5% عام 2010، في حين حافظت الواردات من تلك الدول على حصة 11% من جملة الواردات التونسية.
- ولكن حجم المبادلات التجارية والبينية بين تونس والدول العربية يبدو ضعيفًا. كما إن نسبة 14.5 %، التي أشرت إليها تبدو قليلة الفعالية، مقارنة بالميزان التجاري العام. ما هي الأسباب الكامنة وراء ذلك؟. لا تزال هناك عراقيل إدارية ومصرفية وأمور مرتبطة بالخدمات اللوجستية وكلفة النقل البحري والجوي والأسعار التنافسية؛ كما إن بيئة ومحيط الأعمال من خدمات مصرفية وتأمين وإدارة... لا تزال بحاجة إلى التطوير وإدخال الشفافية.
- شاركت في ملتقى التجارة البينية لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ما هي الأطر الاستثمارية التي طرحتها خلال الملتقى؟ أبواب تونس مشرّعة اليوم لكل الدول، وتفتح أبوابها للاستثمارات الإسلامية في مجال التكنولوجيا والصناعات الصديقة للبيئة والمؤسسات المالية والمصرفية والاستثمار في القطاع التربوي، كالجامعات ومؤسسات الاشفاء والصحة. وقد دعوت كل الأطراف الفاعلة، من مؤسسات رسمية وخاصة ومصارف وصناديق استثمارية وغيرها، إلى مزيد من التبادل التجاري والاستثمار في تونس، والاستفادة من تجربة الانتقال الحضاري الذي تعيشه البلاد.



***********



في لقاء مع  رئيس غرفة تجارة وصناعة بغداد:
دعائم الاستثمارات آمنة في العراق والنمو التجاري يتزايد
مروة كريدية
أكد صلاح مهدي علوش رئيس غرفة تجارة وصناعة بغداد على أن دعائم الاستثمارات آمنة في العراق مطمئنًا كافة المستثمرين العرب والأجانب إلى استقرار الوضع الأمني نسبيًّا وان تداعيات الحرب انحسرت إلى حد كبير وان النمو الاقتصادي والتجاري يتزايد بشكل كبير مشيرًا إلى أن العراق يمتلك 115 مليار برميل من النفط كاحتياط وان الدولة تشهد إطلاق 192 مشروع عملاق .
*****
·        بالبداية أستاذ صلاح عندما نتكلم عن قضية الاستثمار في العراق يحضر القلق من تداعيات عدم الاستقرار الأمني . فالمستثمرون عادة يتجهون إلى الأسواق الناشئة التي تحظى باستقرار. كيف تقيم انعكاسات وتداعيات الحرب على الفرص الاستثمارية ؟
لا بد من طمأنة المستثمرين إلى استقرار الوضع الأمني بشكل نسبي، فالعراق يشتمل على ثمانية عشر محافظة والأسرة التجارية العراقية تحتوي على 18 غرفة تجارية من البصرة إلى الموصل إلى كافة المحافظات. ربما هناك جهات سياسية معينة ترغب في أن تصور العراق على نحو سيئ.
·        من هي هذه الجهات ؟ فمشاهد التفجيرات اليومية على شاشات الفضائيات مقلق بدون شك !
العراق دولة غنية وهو بلد النفط والتمور ، و نحن كعراقيين لم نرتح يومًا من الحروب. كنّا دوما في حالة نزاع و قضينا 8 سنوات في الحرب مع إيران ثم اجتياح الكويت في حرب الخليج وتداعياته وغيرها من الحروب عدا أثار الحصار الاقتصادي والعقوبات التي فرضت على العراق زمن صدام. ومع ذلك أستطيع أن أؤكد بأن العراق يُشكل فرصة استثمارية حقيقية  لا سيما للعرب فالشركات الألمانية والتركية تستحوذ على غالبية المشاريع الخاصة بالبناء والإنشاء .
·        والشركات الأميركية ؟
الأميركيان لم يستفيدوا حتى الآن من العراق . عدد الشركات الألمانية والتركية والبريطانية اكبر بكثير.
·        ولكن هناك مؤشرات وتقارير تشير إلى وجود علاقة بين افتعال الحروب وتقاسم كعكة إعادة الإعمار فيما بعد انتهاء الحرب وربما يكفي الأميركيين الاستحواذ على القطاع النفطي ! هذا عدا نمو ما يسمى بطبقة "الأغنياء الجدد " أو أثرياء ما بعد الحرب في الداخل العراقي.
الاميركان أخطئوا في العراق. لقد حطموا كلّ شيء وقضوا عليه بما فيه المؤسسات . لماذا مثلا قضوا على شرطة المرور والطائرات وغيرها . أليس العراق يحتاجها ؟! … أنا من عائلة دينية وأؤمن أن التجارة مع الله خير تجارة وان النجاح يكمن في عدم استغلال الشخص ابن بلدي . وربما هناك من يستغل منصبه .
·        بالعودة إلى الشأن الاستثماري ما هي الامتيازات التي يمكن أن يحظى بها المستثمر في العراق ؟
الفرص الاستثمارية تستقطب الراغبين في ضوء القانون رقم 13 الذي صدر سنة  2006 وتعديلاته المتمثلة في الضمانات والإعفاءات من الضرائب والرسوم لمدة عشر سنوات، إضافة لامتيازات أخرى كما أن اتحاد الغرف التجارية يعمل على تسهيل الدخول إلى البيئة الاستثمارية.
·        ماذا عن القطاع النفطي باعتباره الأكثر حيوية في العراق ؟
العراق يمتلك وبحسب التقديرات والدراسات الحديثة 115 مليار برميل من النفط كاحتياطي مثبت كما وان كلفة إنتاجه منخفضة مقارنة بدول العالم الأخرى. وهو يعمل الآن على زيادة إنتاجه ليصل إلى 6 مليون برميل في اليوم الواحد ، وهذا يتطلب إمكانيات وتخصيصات مالية استثمارية ضخمة ، وعليه فان الفرص متاحة بشكل كبير للشركات العاملة والمتخصصة في هذا المجال .
·        و لكن ألا تعتقد أن الدول النفطية اليوم معنية بتنمية قطاعات أخرى غير النفط كالزراعة مثلا لتضمن أمنها الغذائي على الأقل ؟
الزراعة قطاع حيوي، فالعراق يحتوي على أراضٍ زراعية شاسعة وتربته خصبة لا سيما مع توفر المياه عبر نهري دجلة والفرات، غير أن العراق يستورد حاليًّا 80% من المواد الضرورية والأساسية . فالزيادة الحاصلة في السكان تزيد الطلب على المنتجات الزراعية وهنا تكمن فرص استثمارية هائلة بدون شك.
·        ماذا عن القطاع الصناعي لا سيما وان العراق دولة فتية وتحتاج إلى كم كبير من إعادة التأهيل على كافة الصعد ؟
بالنسبة للقطاع الصناعي تحديدا فإن الدولة العراقية تسعى لإقامة مشاريع صناعية جديدة كمعامل إنتاج الكابلات الكهربائية ومعامل تصنيع الاسمنت والألمنيوم والحديد والصلب . والسبب هو توافر ووجود المواد الأولية الخام لهذه المواد في العراق.
·        من المتحكم الفعلي في هذا القطاع واستثماراته و "تلزيماته" ؟
معظم المشاريع الصناعية مملوكة للدولة ويتجاوز عددها أكثر من 192 مشروع عملاق ويعمل أكثر من خمسمائة فرد فيها ، غير ان اغلب المشاريع من التخلف التكنولوجي والتقادم بالعمر وذو إنتاجية واطئة لذلك هناك إستراتيجية جديدة لإطلاق مشاريع صناعية نوعية .
قانون الاستثمار العراقي: نظرة نقدية
يرى خبراء اقتصاديون في العراق انه وبعد مروة خمس سنوات على إصدار قانون الاستثمار والذي كان من المؤمل أن يلحق بالعراق طفرة نوعية في مجالات عديدة منها إسكانية وصناعية وزراعية و تجارية الخ إلا أن هذا القانون كانت فيه الكثير من الهنات وبدلا من ان يكون احد دعائم البناء أصبح وسيلة بيروقراطية جديدة تسهم في تقييد انطلاق البلد نحو أفاق جديدة وان البيئة الاستثمارية لم تزل بيئة بحاجة للكثير حتى تجعل الشركات تتهافت للدخول في العراق . وفي ظل هذا الوضع أصدرت الأمانة العامة للمجلس الوزراء العراقي نظاما جديدا للاستثمار حمل الرقم 7 والذي كان من المفترض ان يكون وفق ديباجته رافدا مهما يصب في بوتقة الاستثمار وتنشيطه الا ان بنوده لم تكن كذلك وهذا ما اجمع عليه اهل الاختصاص وفق احدى تقارير  غرفة التجارة والصناعة
حقائق وأرقام:
يعتمد الاقتصاد العراقي كليا على القطاع النفطي حيث يكون 95% من اجمالي دخل العراق من العملات الصعبة حيث كلفت حرب الخليج الأولى ما يقدر بحوالي 100 مليار دولار من الخسائر وكان العراق مثقلا بالديون بعد انتهاء الحرب وكانت العوامل الاقتصادية لها الدور الكبير في خوض العراق لحرب الخليج الثانية وزادت الحرب الثانية من مشاكل العراق الاقتصادية حيث فرض حصار اقتصادي على العراق منذ السادس من اب 1990 م ، واعتمد العراق اعتمادا كبيرا على برنامج النفط مقابل الغذاء الذي بدأ بتطبيقه في عام 1996 م وساهم البرنامج برفع جزئي لمعاشات المواطن العراقي وقد اكتشف لاحقا ان هذا البرنامج عانى كثيرا من مشاكل الفساد الإداري حيث تورط موظفون كبار من الأمم المتحدة في قضايا الرشوة والاختلاسات كان نتيجتها وصول جزء بسيط من هذه الاموال الى المواطن العراقي ، وفي العام 2000 م اتخذ العراق قرار التعامل بعملة اليورو بدلا من الدولار الأمريكي في صفقات مبيعاته من النفط . قبل غزو العراق 2003 م وصل انتاج العراق إلى 34 ما كان عليه قبل حرب الخليج الثانية وكانت الأمم المتحدة تستقطع 28% من اموال صادرات النفط العراقية لحساب موظفي الام المتحدة والعمليات الادارية المتعلقة ببرنامج النفط مقابل الغذاء.

*************
الثورات تغيب عن مهرجان الخليج السينمائي
مدير المهرجان : كفانا سياسية وللفن ابعادا وليس أدوار
مروة كريدية من دبي: أكد مدير مهرجان الخليج السينمائي المخرج مسعود أمر الله آل علي أن السينما ليست مكانًا للسياسية وان كانت تحمل في بعدها مغزى سياسيًّا؛ لأن الفنّ إبداع جماليّ خالص يكتنز ابعادا متنوعة، مشيرا من جهة أخرى الى انّ كثرة المهرجانات السينمائية في الامارات لا تنقص من أهميتها بل تضفي تنوعَا وثراء للمشهد الثقافي في الدولة.

*************

جامعة اللاعنف وحقوق الانسان في العالم العربي AUNOR
اللاعنف سلام يكتب بمداد المحبة والعدل

*بين "أن نكون أو أن نتملّك" إريك فروم
الزميلة كريدية تحاور صليبي
حوار مروة كريدية: اختار وليد صلَيبي وأوغاريت يونان أن يكون لمسيرتهما معنىً وجودي إنساني في مسعًى لنشر هذه القيم وعيشها على الدوام. وفي أواسط ثمانينيات القرن الماضي خلال مرحلة الحرب والتحوّلات العنفية في لبنان وفي المنطقة، انطلقا من حلمٍ واقعيّ لبناء مشروع اللاعنف وحقوق الناس، عبر مبادرات واقتراح بدائل عمل أدخل في المجتمع قوة فكرية مجدّدة... 
لعلّ ثقافة اللاعنف تستطيع في النهاية اختراق ذلك الغلاف الحالك الكثيف من الغيوم السوداء التي تحاصرنا في سجنٍ من القلق والعبثية والعنف . كي تستعيد التواصل مع شمسٍ لا تيأس من مناداتنا كل فجر ومع اقبال كل صباح . 
ان ثقافة حقوق الانسان والحوار والعدالة موجودة ولها جذورها التاريخية العميقة ولها اسسها الفكرية وفي العمل المدني فهناك بالتالي ضرورة لتعزيزها.

• كثيرون يرون اننا نمر في مرحلة سلام ؛ فغياب الحرب يعني بالنسبة لهم هو السلام .... بيد ان للعنف وجوه "ناعمة" اين تجد العنف ؟ 
نعم ، العنف ممأسس في بنية مجتمعنا والانظمة والقوانيين تشرّعه وهو موجود في بنية العمل السياسي والنضالي وفي التربية أيضًا .

• مصطلح "اللاعنف" ملتبس وجديد في آن معا ماذا تعني به ؟ 
اللاعنف هي لاءان : لا لعنف الذات ولا لعنف الآخرين ، لا للظلم . وفيما تُؤكد اللام الاولى على أخلاقية تتعلق بالفرد فإن اللام الثانية تأكيد على فاعلية إجتماعية وسياسية .
وفيما قد يُستعمَلُ كل من اللاعنف والعنف في مواجهة طغيان الآخرين، وحده اللاعنف يستطيع مواجهة طغيان الذات.

• إذن "لا" بين الذات والمجتمع ، هناك من يعتقد ان العنف الموجه الى الذات لا يضر طالما انه لا يتوجه نحو الغير ، كيف يكون "طغيان الذات "إذًا؟ 
"لا" لعنف الذات أي لا نتحدى عنوةً طبيعة الإنسان الحتمية، بل بالعكس نعود فنساير طبيعة الإنسان الحقيقية، وأننا، عمليًّا وفعليًّا، حين نقول "لا" لعنف الذات نقول "نعم" للحياة، "نعم" للحب.
الـ"لا" الثانية - لا لعنف الآخرين - هي الـ"لا" المجتمعية. والمقصود منها هو: "لا" لعنف الآخرين، لا بمعنى القتل وحسب، بل بمعناه الأوسع، أي بجميع أشكاله، بما فيها الظلم الاجتماعي والإفقار والاحتلال والقمع وضرب النساء والأطفال وتضليل العقول والفساد والعنصرية والطائفية والإكراه الديني إلخ.

للتعبير عن ضرورة القطع المطلق والتام مع منطق العنف.

ان المفردات المستعمَلة للتعبير عن التغيير الاجتماعي، مثل "الشرعية" أو "الديمقراطية" أو "السلمية"، معظمها يحتمل إمكان استعمال العنف. فكم نسمع عبارات من نوع: "نحارب من أجل السلام" أو "أرسلنا جيوشنا لترسيخ الديمقراطية" إلخ، أو حين تُذكَر الوسائل "الشرعية" في تدبير النزاعات ويكون العنف مشمولاً فيها.

• صيغة النفي أو السلب تؤدي في المقابل معنى إيجابيا ، فأي "نعم" تعني ؟ 
للاعنف أربع "نَعمَ" ات : نعم للعدل ، نعم للحب ، نعم للأخلاقيات ، نعم للفعالية .

• البعض يرى ان "اللاعنف" يعني الإستسلام لمن يُصنَّف أنه "معتدي" كيف يكون النضال اللاعنفي ؟

اللاعنف هو التدخل المباشر في الواقع الاجتماعي والسياسي: هو هذه الـ"لا" المتواضعة التي حررت الهند من الاستعمار البريطاني، الأعتى آنذاك، متفوقةً على غطرسة تشرشل وتهكُّمه إذ قال: "سوف نحارب حتى آخر هندي!"؛ 
هو هذه الـ"لا" ("قوة المحبة"، بتعبير مارتن لوثر كينغ) التي انتصرت في نضال لاعنفي نموذجي، فألغتْ جميع القوانين والمواد الدستورية العنصرية في الولايات المتحدة الأميركية بعد قرون من الاستعباد والتمييز العنصري؛ 
هو قوة هذه الـ"لا" التي أطاح بها الشعب بالدكتاتور ماركوس في الفيليپين
هو هذه الـ"لا" الفلسطينية المبدعة في "انتفاضة الحجارة" التي حولت الجيش الإسرائيلي من قاهر للجيوش العربية إلى مُطارد للأطفال والنسوة في الأزقة...

• فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني نجدك ترحب بانتفاضة الحجارة فيما تدين العنف ، كيف ترى فعالية "المقاومة اللاعنفية" في مقاومة الاحتلال؟ 
الانتفاضةً تشل التفوق العسكري الإسرائيلي، فتجعل من الجيش الذي يستخدم أكثر الطائرات والدبابات تطورًا جيشًا يستخدم العصا؛ الانتفاضةً تحوِّله من جيش قاهر للجيوش العربية إلى جيش مطارِد للأطفال في الأزقة!
فلنعد إلى مقاومة تستقطب الرأيَ العام العالمي وتستنهض الاعتدالَ الإسرائيلي. فلنطلق انتفاضةً تجبر الإسرائيليين على خوض القضية الوحيدة المحقة، القضية الفلسطينية، التي جعلت أحد الوزراء الإسرائيليين يقول، إثر انتفاضة الحجارة الأولى (في سنواتها الأولى خاصة):يبدو أنه أسهل تدمير جيوش كاملة من إزالة البسمة الساخرة عن وجوه النساء اللواتي يتحدَّيننا في الشوارع.
إن الحلَّ الوحيد للقضية الفلسطينية هو في اجتماع جميع القوى والتيارات الفلسطينية على استراتيجية مشتركة شعارها واحد وحيد لا غير: "نعم للمقاومة، لا للعنف!"وهي كلمتي المتواضعة لكلِّ فلسطيني، ولكلِّ صاحب حقٍّ في العالم.

الكتاب يلبِّي عمليًّا مجموعة من الوظائف الأساسية من أهمها انه يحدد موقف اللاعنفيين من مسائل جوهرية، كالعدالة والعنصرية والأصولية والتوتاليتارية والإرهاب، بما فيها إرهاب الدولة؛ كما ينزع "الشرعية" و"الصدقية" عن مفردات العنف ومنطقه .. من جهة أخرى فإنه يُظهر الإيجابية في اللاعنف، كونه يرتكز على مفهوم "البرنامج البناء" كما يفضح الأفكار المسبقة وينزع الغشاء عن التباسات وتعميمات مغلوطة عبر اعادة تحديد السمات ونقاط الاستدلال الدقيقة الضرورية لفهم المعاني.


كمال عبد المالك يوثق أدب السفر العربي
أمريكا في مرآة عربية يروي سلطة الايديولوجيا في أدب الرحلات
مروة كريدية من دبي
يرى الكاتب كمال عبد المالك أن الأدب أداة فعالة لتحقيق السلم العالمي حيث وثّق في كتاباته طيلة العقد الأخير تلك العلاقة الجدلية القائمة بين التاريخ والأحداث السياسية من خلال دراسة الكتابات الأدبية للسفر العربي ،معتمدًا بذلك على منهجٍ علمي يكشف للقارئ من خلاله عن سلطة الأيديولوجيا في المجال الاجتماعي وفهم الاحداث السياسية وانعكاس صورة ذلك في مرآة المجتمعات والدول  في عالم متعولم .
******
ناقش الكاتب كمال عبد المالك في أمسية ثقافية  كتابه الأخير الصادر بترجمة عربية : "أمريكا في مرآة عربية : صور عن أمريكا أدب الرحلات من عام 1668 وحتى 11 سبتمبر " حيث استعرض صورة أمريكا من منظار الشرق الأوسط  خلال مهرجان طيران الامارات للآداب المنعقد في انتركونتينتال دبي فيستفال ستي .
وتناول عبد المالك أدب الرحلات كمدخل لفهم صورة أمريكا التي تبلورت في أذهان العرب الذين زاروها ووثقوا مشاهداتهم لما اعتبروه من باب العجائب والطرائف وما وصفوه بأنه "غريب في الغرب"، مستعرضًا كتابات من رحلة ميخائيل اسعد رستم إلى أميركا ما بين عامي 1885-1894 ليتوقف فيما بعد عند إصدارات سيد قطب التي وصف بها أمريكا في الفترة التي أمضاها خلال اربعنيات القرن الماضي والتي شَهدت تحولا في مسار قطب الفكري ونقلته من شخصية ليبرالية معجبة بالحضارة الأميركية منبهر بها الى ناقدٍ لها مُفندٍ لسلبيتها ليتحول فيما بعد الى مُؤسس لأصولية حانقة على الغرب. وقال  عبد المالك  :" بعد ان غادر سيد قطب أمريكا عام 1950 توجه نحو الاسلام الاصولي " مشيرا الى انه ربما لم يكن ليتحول الى الاصولية لولا اقامته في اميركا لانه كان قبل ذلك" رجلا علمانيا " .
وأورد عبد المالك في لقاءه نماذج من الأمثلة عن الغرائب والطرائف التي وردت في كتابات العرب في ان بعض الاميركيين يحتسون النبيذ في المقلاة ، ويرشون ملحًا على البطيخ وغير ذلك وهو ما أكدته من جانبها الباحثة الامريكية " آسبن أمان " قائلة " نعم"  مشيرة الى عادات عند بعض الاميركيين القدماء"
وعن كتابات العرب بعد احداث 11 سبتمبر قال عبد المالك ان "الكتابات أصبحت مثيرة " متناولا كتاب "سعوديون في أمريكا " لتركي الدخيل الذي انعكس من خلاله هموم العرب وقلقهم في بلد يشعرون فيه بالغربة التامّة حيث يروي انه كان "غريبا في أمريكا " مشيرا الى الوضع الذي عانى منه العرب في الولايات المتحدة عقب انهيار البرجين ونظرة المجتمع الامريكي لهم بوصفهم "ارهابين " او على الاقل المتسببين في هذه الاحداث .
وقد أكد عبد الملك في حواره مع ايلاف على هامش المناقشة على ان الدراسة  تناولت "رؤى متنوعة ووجهات نظر مختلفة من خلال أدب السفر العربي لأدباء ينتمون الى مناطق متعددة " من الجغرافية العربية بالتالي أدت الى انطباعات متباينة تعكس التفاوت الظاهر بين الثقافات فبينما بنى البعض على فرضيات مسبقة ذات أصول كلاسيكية استنطق آخرون التجربة المدنية .
ويرى عبد المالك ان :" ما وصفه الرحالة العرب عن أمريكا يغطي بل يقلب كل الأفكار المسبقة لدى العرب عن الاميركيين " وعن الغرب بشكل عام  والعكس أيضًا حيث عرض لمختارات من المقالات الانكليزية الغربية عن الكتاب العرب ووجهة النظر الاميركية المنبثقة عنها ، حيث ان  أمريكا تشبه كل شيئ في نظر الآخر الذي لا يتغير كما تشكل التناقض بحد ذاته في الذات العربية وصولا الى صورة الأنثى المغرية .
وعن مفهوم الآخر المغاير و صورة المخالف   اشار الى :" محاكمة الآخر " تنعكس في الادب سواء كان الآخر "يستحق الثناء والمدح او التوبيخ " .
وكان عبد المالك قد أصدر مجموعة دراسات تحليلية للعلاقة بين "الذات العربية " و" الآخر" اشهرها كتاب "لغة العنف :المشترك بين العرب واليهود في الأدب الفلسطيني والسينما الفلسطينية المعاصرة" ساق من خلاله المواجهات العنيفة بين الأدبين ومدى تأثير السياسة والتاريخ في المخيال الاسرائيلي والعربي على السواء كما ساق نقاط المشترك الثقافي ليصل الى نتيجة ان الروح الانسانية واحدة وان الادب ممكن ان يتحول الى أداة فاعلة في السلم العالمي بوصف ان لغة العنف والدم هي العدو المشترك للانسانية .
****
كمال عبد المالك أستاذ اللغة العربية وآدابها في الجامعة الأميركية في دبي، عمل سابقاً كأستاذ محاضر في كل من جامعتي برنستون وبراون. حاصل على درجة الزمالة من جامعة براون لتميزه البحثي والتعليمي.
قام د.عبد الملك بكتابة العديد من الكتب والمقالات تناول فيها جوانب عدة في الأدب العربي، بالإضافة إلى قيامه بالعديد من الدراسات الثقافية الأخرى.
 ومن مؤلفاته:كتاب (لغة العنف :المشترك بين العرب واليهود في الأدب الفلسطيني والسينما الفلسطينية المعاصرة 2005)(New York: Palgrave-Macmillan, 2005)؛ (التقليد والحداثة وما بعد الحداثة في الأدب العربي 2000) بالاشتراك مع وائل حلاقLeiden: E.J. Brill, 2000 ؛ (أمريكا في المرآة العربية : صور من أميركا في أدب الرحلات العربي، مابين 1895- 1995، (New York: St. Martin’s Press, 2000).
هذا بالإضافة إلى قيامه بتدريس العديد من المقررات المختلفة والتي تناولت: اللغة العربية المعاصرة، واللهجة المصرية المحكية. والتراث العربي، النقاط المشتركة بين الأدب العربي والأميركي، الحرب والسلام في الأدب العربي والسينما العربية.
يقوم د.عبد الملك حالياً بتركيز اهتماماته البحثية على دور الأدب كأداة للسلم العالمي.
*******

ملف أوضاع اللاجيئين الفلسطيين في لبنان .
الميس: : "الطرح ليس حكيمًا والجواب كان غبيًّا …ومسيحيو لبنان لا يريدون توطين الفلسطيني خوفًا منه لا حُبًّا فيه. "
"دار الفتوى غير مواكبة للعصر… والحريري أخفق في بعض اختيارته "
حاورته : مروة كريدية

اعتبر مفتي البقاع اللبناني خليل الميس في الحلقة الثانية من المقابلة التي أجرتها إيلاف قبيل القمة الثلاثية في بيروت أمس، أن "مسيحيي لبنان دعموا توطين "الأرمن" كونهم مسيحيين فيما يُعارضون توطين "الفلسطينيين كونهم من المسلمين السنة". وتحدث عن ضرورة إجراء إصلاحات في دار الفتوى، مكررا انتقاده الأداء الفارسي في لبنان.  
يرى مفتي البقاع اللبناني خليل الميس ان طريقة طرح ملف "توطين الفلسطينيين في لبنان" غير حكيمة وان مسيحيي لبنان دعموا توطين "الأرمن " كونهم مسيحيين فيما يُعارضون توطين "الفلسطينيين كونهم من المسلمين السنة ؛ ورفض الدخول في حيثيات ملف الفساد في دار الفتوى الذي أثارته وسائل الاعلام حفاظًا على هيبة المقام مشيرًا الى ان الموضوع في يد الرئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة مؤكدًا ضرورة إجراء إصلاحات جذرية كون دار الافتاء لم تعد مواكبة للعصر وان ذلك ينبغي ان يُحصر بيد رئاسة مجلس الوزراء. من جهة أخرى فقد انتقد للمرة الثانية الأداء الفارسي في لبنان معتبرا ان هناك تَعطيلا للشرعية وتمكين كل ماهو غير شرعي في اشارة منه الى دور حزب الله، فيما رَحبّ بالأداء التركي العثماني حيال سياستها الإقليمية معتبرا ان التركي لايكنّ عداءً للعرب على خلاف الايراني.
الحالة الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان مُقلقَة هل يمكن إيجاد صيغة تمنح الفلسطيني حقه الآدمي دون ان تُزعج كافة الفرقاء في لبنان ولا سيما ان الملف طُرح من جديد؟
عندما أثير موضوع الفلسطينيين في لبنان فورًا انقسم لبنان ( اسلامي مسيحي ).
الطرح ليس حكيمًا والجواب كان غبيًّا.
هل انت تؤيّد توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وتجنيسهم؟  
•من وجهة نظرك، أي تكمن مشكلة "التوطين" على حقيقتها؟
مشكلة المسيحيين مع التوطين أن الفلسطينيين مسلمون سنة وهذا الأمر يقلقهم لأنه سيؤدّي الى زيادة تعداد السنة في لبنان.
•ولكن أليس توطين الفلسطينيين في لبنان من شأنه أن "يضّر بالقضية الفلسطينية " ويخدم اسرائيل، كما يلغي "حقّ عودة اللاجئين الى ديارهم" الذي من أجله يناضلون؟
اليهودي ملك العالم ولم ينس قضيته، بل حملها في العالم كله، واشترى في كل دول العالم وتملّك بها، ولم يتنازل عن هدفه في اقامة دولة. المسيحيون في لبنان لا يريدون توطين الفلسطيني خوفًا منه لا حُبًّا فيه.
•ماهو موقفك إذن من الموضوع؟
دينيًا ان كان هو "المهاجر" فينبغي أن أكون أنا " الأنصاري"... والأنصاري تنازل عما يملك للمهاجر، والنبي آخى بين المهاجرين والأنصار...من حقه ان يتملك. . هل يُعقل ان لا يرث او لا يورَّث؟ !
ملف الإصلاح في دار الفتوى اللبنانية و علاقتها برئاسة الوزراء.
"دار الافتاء لم تَعُد مواكبة للعصر... والحريري لم يُوفق في بعض اختياراته"
بالانتقال إلى محورٍ آخر وعلى الصعيد الداخلي لدار الإفتاء، نجد أن الشارع "السني" متفق اتفاقًا شبه كامل حول عدم تناول قضية " الفساد" التي اتهم بها مفتي الجمهورية وعدم تداولها في وسائل الاعلام، حفاظًا على مقام الافتاء وعدم النيل من أي صلاحيات خاصة بالمفتي، إذ ينبغي ان نتنبّه لأمر بالغ الأهمية ان اللقب هو "مفتي الجمهورية اللبنانية " وليس مفتي "الطائفة السنية " على خلاف المرجعيات الروحية الاخرى بلبنان حيث ألقابها مرتبطة بطوائفها ومذاهبها.
هل يمكن أن تفيدنا ببعض الحيثيات حول تطورات موضوع "تهم الفساد" الموجهة لمفتي الجمهورية وموقف المجلس الشرعي منه لا سيما بعد رسالة الرئيس الوزراء السابق سليم الحصّ؟
الجواب عند الرئيس فؤاد السنيورة أحيلت كلّ الملفات عليه والمعطيات كلها ملكه وبين يديه.
•هل تعتقد أن تغييرًا ما سيحصل في دار الفتوى؟
دار الافتاء تحتاج الى إعادة تخطيط من أولها إلى آخرها لأنها لم تَعُد مواكبة للعصر.
•هل لدينا بدائل أكثر معاصرة؟
نعم نمتلك المقومات.
•إذن من أين تكون البداية؟
البداية تكون بيد رئاسة مجلس الوزراء حصرًا.
•ولكن هناك من يرى أن منصب الافتاء ينبغي ان يكون بعيدًا عن ضغوط أي جهة سياسية بما فيها رئاسة الوزراء، وبعضهم من يتذرع بمقولة "بئس العالم بباب الحاكم " هل ترى انه من الجيد أن يكون مفتي الجمهورية اللبنانية بباب رئيس الوزراء؟
في كل الدول العربية الافتاء مرتبط بوزارة، أما في لبنان فلا. ...ارتباط دار الفتوى برئاسة الوزراء نمط جيد لأنها ضمانة وكي لا تدخل الفئات الثانية إليها، وانتسابنا الى الدولة هو عبر رئاسة الوزراء، و لابد من تنظيم وأن نحسن الظن..
•بالمناسبة؛ من هو "أفضل" رئيس وزراء مرّ على لبنان في العصر الحديث من وجهة نظرك، أو من هو "الأنجح"؟
كلّ واحد من رؤساء الوزراء كان له دور مميز.
•هل تُسميّ لي واحدًا تميّزت حقبته؟
رفيق الحريري أعطى لرئاسة الوزراء بُعدًا جديدًا.
•كيف ترى أداء الرئيس الوزراء الحالي سعد الحريري؟
بالنسبة إلى الحريري، الرجل حِمله كبير لقد أنفق الأموال ولم يستفد الكثير، السعودية قطعت فقطع. ..وأنا أشرت عليه في بعض الأمور... نعم، لم يُوفق في بعض اختياراته.
•هل تعتقد ان أداء سعد الحريري بحجم شعبيته، أو على قدر الآمال التي يعقدها عليه محازبوه؟
أثناء الانتخابات النيابية دعونا سعد الحريري ليزور البقاع وقد كان استقبال الأهالي له إستقبالا حافلا حاشدًا منقطع النظير...  فقلت له: "ما أكرمك على بابهم وأرجو ألا يُذلّوا على بابك."
العرب بين تركيا وإيران.
"التركي لا يكنّ عداءً للعرب والشيعي الايراني أداؤه فارسي"
•بروز تركيا الى واجهة الأحداث الدولية حوّلَها إلى دولة إقليمية أصبحت فيه فاعلا أساسيًّا في المنطقة، كي تقيِّم هذا الدور؟
أردوغان تصرّف بوصفه الوجه الآخر للسلطنة العثمانية مع تهيئة الأرضية. العثمانيون أكثر مروءة وديانة من العرب، الأنظمة العربية أنظمة ليست في المستوى المطلوب....
•ولكن لماذا ترحب بالدور التركي "العثماني " و تنتقد على الدوام الدور الإيراني "الفارسي"؟ ما الفرق بينهما إن كانت ستتنازع العرب إمبراطوريتان "فارسية" و"عثمانية"؟
إيران فارسية. و الشيعي ليس خصمي. التركي لا يكنّ عداءً للعرب وهو أخذ راية الخلافة. الشيعي الايراني أداؤه فارسي لأنه بدأ يغيّر في أخلاق الشيعة العرب.
•ولكن هناك مرجعيات "شيعية " عربية تضبط إيقاع الشارع "الشيعي وتحقق التوازن، أمثال "فضل الله". ..
نعم، أنا حزين جدًّا لغياب السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله لأنه يُمثِّل الفقه الشيعي بِعقلٍ عربي، وهذا لم يكن مقبولا حتى من حزب الله، فضل الله كان ضمانةً عربية للشيعة.
•في غير الأمور السياسية، أين ترى التدخل الايراني في لبنان؟
إيران تَدخل إلى الإقتصَاد اللبناني بخطةٍ محكمَة وهي أمسَكت بزمام الكثير من التجارات وعلى الأقل ما اعلم به تجارة الترابة وهم متحكمون بسوق الحديد في لبنان وفي استيرادها. .."الشيعة" يُمَكَّنون.
•اين الخطأ في ذلك؟ فالمعاملات التجارية لا تعرف "دينًا"!
الخطأ أنّه لا توجد رؤية عربية. الدولة غائبة!
•الدولة غائبة؟! أم أن عمل مؤسسات الدولة غير مُكتمل؟
هناك غياب... بعبارة دقيقة : 
•كيف تتجلى مظاهر "الغياب" أو الخلل؟
نعم، منذ فترة. .. قصة "الشاب " الذي تسَوَّر مطار بيروت ووصل الى الطائرة المتجهة الى الرياض عليها علامات استفهام كثيرة.
•ولكن لماذا نحملّ الأمور دومًا أبعادا أمنية او نقرأ معالم"إرهابية " في أي حدث يحصل ؛ فلربما كان الأمر مجرد محاولة يائسة من شابٍ يسعى إلى الحصول على فرصة عمل في السعودية في وقت ترتفع نسب البطالة في لبنان.
نعم إتُّهِمَ بأنه مجنون... كي لا تَحلّ انتكاسة في سوق السفر و السياحة في لبنان، ولكن الطائرة كان عليها كبار العسكريين السعوديين ! والشخص معروف من أين ومن أي بيئةٍ أتى....
فوضى الفتاوى الفضائية
•في الآونة الأخيرة كثُرت الفتاوى الغريبة على شاشات الفضائيات وسمعنا فتاوى عجائبية كجواز "ارضاع الكبير" وحرمة مشاهدة "المباراة الرياضية "، بحكم منصبك في الافتاء من يَضبط إيقاع فتوى الفضائيات؟
أضع هذا المشروع في عُهدة منظمة المؤتمر الاسلامي.
•هل ترحب بفكرة إنشاء محكمة مدنية تضمن حقوق البشر دون الغاء المحاكم الشرعية و الروحية الخاصة بكل طائفة، ولا سيما ان لبنان بلد متنوع ومن شأن المحكمة المدنية ان تضبط ايقاع فوضى تداخل عمل المحاكم المذهبية لا سيما في ما يتعلق بالزواج "المتنوع" كما انها تعد الحل الأمثل لمن لا يرغب أن يخضع لشروط مذهبه الذي لم يختره أصلا؟
أريد تفعيل هذه المحكمة الشرعية وعصرنتها. ..
•كيف؟ القاضي ليس نبيًّا لذلك ينبغي ان تكون هناك لجنة لمتابعة ومراقبة أي قاض ومحاسبته. ..مفتي الجمهورية السابق المرحوم حسن خالد عطلّ دورة لتعيين القضاة أيام أحد رؤساء الوزراء لمصلحة قضاء المسلمين.

******

 لبنان والدول العربية :
مرآة توازن الديبلوماسية السورية – السعودية.
خليل الميس :" تَخلّي العرب عن واجبهم تجاه سوريا جعلها تأخذ الخيار الإيراني "
حاورته : مروة كريدية
تنويه: المقابلة اجريت قبل ايام من زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى لبنان والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2010 
يرى مفتي البقاع اللبناني سماحة الشيخ خليل الميس  ان الشيعة في لبنان هم مقدمة المشروع الايراني الفارسي ، وان "سنة لبنان" وضعهم خطير لغياب المشروع العربي و يوصيهم بشراء التراب وليس الحجار لأن تسليع الارض يهدر الكرامة؛ وهو لا يجد في الطائفية السياسية خطأ بل في الأداء الطائفي، ويؤكد  ان جميع الطوائف استقوت بالخارج للاستعلاء بالداخل . ويجد ان الدول العربية "مقهورة" ولا تملك خيارها وهي لم تحتضن النظام السوري عندما ابدى أنفتاحا ، وان العرب تخلوا عن واجبهم الأمر الذي جعل سوريا  تأخذ الخيار الايراني .
مروة كريدية تقدم مقابلة من جزئين تتناول من خلالها محاور عدة تسبر من خلالها رأي سماحة خليل الميس بوصفه مرجعية سنية لها حضورها السياسي وتسبر الوضع اللبناني الداخلي وعلاقته مع دول العربية والدول الاقليمية، كما ستتناول الجزء الثاني اوضاع الفلسطينين في لبنان و ملف التوطين .
· بعد مرور أكثر من خمسة أعوام على خروج الجيش السوري من لبنان كيف  ترى العلاقات "السورية – اللبنانية " الآن ؟
لقد زار رئيس الوزراء اللبناني سعدالدين الحريري سوريا أربع زيارات ورئيس الجمهورية ميشال سليمان مرتين … هل ردّت سوريا الزيارة حتى "بمختار"؟!
·       ماذا يعني ذلك ؟
………….
·       "مش قابضينا" مثلا " ؛ وأين يكمن الخطر؟
السنة وَضعهم خطير في لبنان لعدم وجود المشروع العربي… لم يَعد لدينا فاتورة- السنّة في لبنان مقدمة المشروع العربي.
·       والشيعة ؟
الشيعة بالجملة مقدمة المشروع الايراني .
· ولكن السعودية دعمت تيار المستقبل، وكما هو معلوم فإن "السنة" هم العمود الفقري للتيار….
تيار المُستقبل اليوم يُقَتَّر عليه ماديًّا …و يُضَيّق عليه ماليًّا .
·       وكيف ترى أداء "المعارضة" السنية وهل حققت مكاسب بعد تراجع حضور تيار المستقبل ؟
المعارضة لمن وبيد من ؟ هم ليسوا مشروع معارضة بل التخلي عنهم جعلهم في مكان آخر….نرجو ان يُوَفَّر للحريري دائرة أكثر استنارة !
· ربما وجد بعض المتعاونيين مع التيار انفسهم بلا "رواتب"… وقد أدى ذلك الى انتكاسة على المستوى الشعبي … أليس غياب المشروع الفكري الواضح عن "تيار المستقبل " والاعتماد على الجانب "المادي" ساهم في ذلك. فمالذي يدفع بالافراد الى التعاون مع اي جهة كانت في ظل غياب "الفلوس" وغياب المشروع "الفكري" ؟
علمت ان هناك إعادة نَظر وتأهيل وتكوين لتيار المستقبل .
·       وما الذي دفع مثلا الجانب "السعودي" الى وقف الدعم ؟
النظام السعودي، هل طُلِبَ إليه أن يَنسَحب فانسحب .
·       لماذا؟
ربما ليريّحوا السعودية في العراق … ضحوا بلبنان من أجل ان يكسبوا في العراق …
· البعض يتساءل عن جدوى "النضال" ضدّ المشروع "السوري – الإيراني" في لبنان ولماذا لم يخرج العرب بصيغة تحقق معادلة التوافق "س- س" (السعودي – السوري) منذ البداية؟
تَخلّي العرب عن واجبهم تجاه سوريا جعلها تأخذ الخيار الإيراني
بداية عصر بشار الأسد إلتقيته، و وجدت ان هذا الرئيس نَقيض أبوه. حافظ الأسد كان يَصمت كثيرا ويتكلم قليلا جدا فيما إبنه أشدّ وضوحًا وهو غزير الكلام يُفصح عمّا في داخله …و فهمتُ منه أنه إزاء عَهدٍ جديد… للأسف العرب لم يَعرفوا أن يحتضنوه …ولو احتضنوه وقتها لكان أكبر ضمانةٍ لهم .
·       ماهو السبب الذي يمنع العرب من التعاون مع بعضهم البعض؟
العرب "مقهورين" ولا أحد يملك خياره فيهم …
·       بالعودة للشأن الداخل اللبناني ….لوين رايحين ؟
الأجدى ان تسألي إلى أين يَأخذوننا (لوين آخدينا) الماشي له إرادة ولا إرادة لنا .
·       إذن "لوين آخدينا" – الى أين يأخذوننا  ؟
لا شك إلى المكان الخطأ !
المشروع العربي و الطائفية في لبنان
الميس : "عِندما سَلَّعنَا ترابنا لم يعد لنا كرامة !… ووصيتي : اشتروا التراب في لبنان وليس الحجار"
·       أشرت الى ان وضع سنة لبنان خطير لغياب  "المشروع العربي" ماذا تقصد في ذلك ؟
عالم عربي بكامله لا يوجد لديه مشروع ؟!… مشروع العرب اللامشروع… ماهي الأسرة التي تبنيها الأمة العربية ؟…اين يؤخَذ بالسنة العرب …اني لا أرى لهم هدف منظور بحجم الأمة .
الله يقول " وما خلقت الانس والجن الا ليعبدون " والله غني عن العبادة ولكن هناك هدف… هناك "مشروع" إلهي هو لمصلحة هذا الانسان.. اذن لابد من مشروع …
·       أليس في ذلك تحيزًّا طائفيًّا وطرحا مذهبيا واضحًا  ؟
أنا ابن امة و لم أترجل عن فَرَس الحكم من 1300 سنة وعاش الجميع في كنفي عندما كنت الحاكم حتى الامتيازات التي أخذها مسيحيو جبل لبنان لم يعطيهم إياها القانون الآن .
·       ولكن لبنان كما سائر الدول العربية ليس لطائفة معينة !
تراب هذه البلاد ترابي ، وأنا أقرأ تراب هذه الأرض بحروف السماء .
عِندما سَلَّعنَا ترابنا لم يعد لنا كرامة !
كانت وصيتي دومًا للمغتربين بشراء الأرض وليس مجرد طوابق في عمارات واقول لهم "اشتروا التراب في لبنان وليس الحجار"
·       هل أنت مع إلغاء الطائفية في لبنان ؟
أنا لا ألغي نفسي ….أنا حاكم لبنان … الطائفية ليست خطأ الاداء الطائفي هو الغلط .
· ولكن هكذا طرح مقلق للغاية بالنسبة للآخرين الذين يحلمون بدولة علمانية حديثة كما هو مزعج بالنسبة للطوائف الاخرى ، وهو بالمناسبة يكرس "الطائفية " و"الخطورة" انك الآن تطرح "موضوع الخلافة الاسلامية من جديد"؟!!
أنا ابن أمّة ولست ابن طائفة .. السؤال ماذا فعل المسيحيون عندما تمكنوا في الأندلس ؟ وانا تمكنت فماذا فعلت؟
الاسلام أطلّ على صهوة جوادٍ ولم يترجّل ، والخلافة كانت أخيرًا في عُهدة السلطنة العثمانية .
وجميع الطوائف اعتمدت على الاستقواء بالخارج للاستعلاء بالداخل….كل الطوائف تريد ان تمارس فوقيتها عليّ ؟!
·       ولكن هكذا طروحات ولّت وهي لا تتلائم مع روح المرحلة. ومفهوم "الأمة" تلاشى !
الأمة باقية وما تزال برغم الحدود السياسية المصطنعة ،أنا ابن بيتٍ كبير والاسلام اطلق مشروع الخلافة .
· وهناك قلق "عالمي" متفق عليه ضمنيًّا حيال أي اتحاد او تجمع سياسي "ديني " فكيف ان كان "إسلاميًّا" ؟؟؟
لماذا يوجد ولايات متحدة أميركية ولا يوجد ولايات عربية ؟
· ولكن كلمة "خلافة اسلامية " بحدّ ذاتها مُقلقة للغاية لارتباطها المباشر بمفهوم "اسلامي- ديني – عقائدي" بحت وارتباطها بتفسيرات "توسعية" لا حدود لها ؟!
الله يقول:" ان الله يأمر بالعدل والاحسان …." ، لا مشاحة في الاصطلاح . الله وضع مبادئ .
·       بعبارة أكثر "حداثة " انت تسعى الى مركزية في القرار السياسي العربي؟
لقد التقيت خادم الحرمين الشريفين مرتين مرة في مهرجان الجنادرية ومرة خلال احدى مواسم الحجّ ، وانا طرحت نفس السؤال على العاهل السعودي لمرتين وقلت له :
"مكة المكرّمة عاصمة الاسلام فأين عاصمة المسلمين؟"
إني أودعت هذه الفكرة عند جلالته تبرئة للذمة وتحميل المسؤولية للغير.
·       فاذا أجابك ؟
لم يعلق على الأمر !
*****

مروة كريدية تحاور محمود شمّام 
 محمود شمام: العقل العربي متوقف منذ عشرة قرون
الأمة خرجت من التاريخ ولا تقدّم شيئًا للإنسانية و البداية تكون بالتعليم وفصل الدين عن الدولة
حاورته : مروة كريدية - 12 مايو 2010

 محمود شمام: العقل العربي متوقف منذ عشرة قرون

الأمة خرجت من التاريخ ولا تقدّم شيئًا للإنسانية و البداية تكون بالتعليم وفصل الدين عن الدولة
حاورته : مروة كريدية - 12 مايو 2010

شهد العقد الأخير انطلاق عدة مؤتمرات ومنتديات إعلامية عربية ، وإن كان هذا الأمر يُعدّ خطوة إيجابية في خلق شبكة تعارفية بين الإعلاميين والصحفيين العرب إلا أن السؤال الأهم يتعلق حول المضاميين الفكرية والمردودية التي تنتج عن هكذا فعاليات وعملية متابعة التوصيات وتنفيذها، فالكثير من المراقبين يرون أنها لا تعدو عن كرنفالات تخصص لها ميزانيات ضخمة وهي عارية عن الانتاجية الفعلية، ايلاف التقت على هامش منتدى الاعلام العربي 2010 بالاستاذ محمود شمام مدير تحرير مجلة "فورين بوليسي" العربية وعضو المجلس الاستشاري للشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام، وكان معه هذا اللقاء العفوي الذي تجاوز "الاعلام" ليتناول الإشكالات الفكرية الحقيقة الكامنة وراء تخلّف الاداء الاجتماعي والسياسي .
·       بوصفك أحد أبرز خبراء صناعة الاعلام في المنطقة كيف تقيم انتاجية المنتديات الإعلامية ؟
معظمها مهرجانات إحتفالية؛ وبعضها يحتوي على محتوى لابأس به. تكمن أهميتها في خلق ما يسمى بشبكة العلاقات وهي فرصة سنوية لإجراء العديد من الحوارات الجانبية المهمة وهي بهذا التوصيف تؤدي هذا الدور.
·       وماذا عن منتدى الاعلام العربي الذي شاركت فيه كمتحدثّ حول"تجسير الفضاء بين المغرب العربي ومشرقه" حيث تمت الدعوة إلى إطلاق مشروع إعلامي متكامل؟
مؤخرًّا بدءنا نلمس جديّة أكبر في المنتدى، وهذه الدورة تطرح مواضيع محددة إلى حدّ كبير وتعالج قضايا جيدة منها جلسة التي أشرت اليها وفيها محاولة لتجسير الفضاء الآسيوي، يوجد هناك مشكلة لغة أو تواصل بين المشرق والمغرب العربيين، إلا أن الخلاف ثقافي بطبيعته .
فعلى الرغم من ارتفاع عدد الفضائيات في المشرق العربي، والتي زادت على 638 قناة، منها 30 فضائية مغربية فقط، إلا أن هذا الكم الهائل يركز في طرحه على الإثارة الاجتماعية وصولاً للإثارة السياسية، وقلة قليلة هي التي تتحدث بموضوعية ومهنية. أما عن سبب قصورنا من الناحية الإنتاجية فمردّها الظروف التي مرت بها دول المغرب العربي دون استثناء .
كيف ترى "مستوى" المنتدى ؟
هناك ندوات أخرى في المنتدى نأمل أن تتم بشكل جيد وفيها إثراء للمشهد الاعلامي، في نهاية المطاف المنتدى الاعلامي لن يكون أعلى مستوى من الصحفيين والاعلاميين العرب أنفسهم .
·       تحديدًا فيما يتعلق بمستوى الصحفيين والاعلاميين العرب أستاذ شمام… ألا تعتقد بوجود نكوص ثقافي وفكري حادّ في واقع الصحفيين المشتغلين بالاعلام العربي…حيث يطغى وجود "الاعلامي النجم" على حساب "الصحفي الباحث والاعلامي المفكر" ان صح التعبير ؟
تاريخيًّا الصحافة مرتبطة بالثقافة ، وقد امتاز الجيل الأول المخضرم من الصحفيين أنهم كانو قرَّاء نَهميين وهم علاوة على ذلك منهم الروائي ومنهم الشاعر … فلم يكونوا أصحاب مهنة صحافة وحسب … المشهد الآن مختلف .
·       وما هو سبب هذا التراجع ؟
تجدر الاشارة الى أمر مهم: الحقيقة هناك نقلتين خطيرتين أثّرتا في الثقافة العربية ؛ الأولى هي انتشار الترانزيستور فتحول الانسان في تلقيه للثقافة من المكتوب الى الشفهي ، اي من اعتماده على القراءة الى مجرد الاستماع، وكانت هناك مقولة تشير إلى ان ثقافة العرب في تلك الآونة تحكّم في توجهها ثلاثة " الرئيس جمال عبد الناصر و المطربة  أم كلثوم وصوت العرب" .
النقلة الثانية هي انتشار الفضائيات وقد تحول الناس فيها من الاستماع الى المشاهدة، فتحول من المشهد الكتابي الى المشاهد.
·       هل يمكن ان نعتبر اننا انتقلنا من ثقافة الأبعاد المتعددة التي تتعامل مع كلّية الانسان الى "التسطيح" اوالبعد الواحد؟ فاختُذلت الثقافة المتكاملة الى "ثقافة الأذن" ثم الى  "ثقافة الصورة"؟
نعم ان شئت فلنقل انه بدء إعلام الحاسة الواحدة بدلا من الحواس الخمس .
·       اين نحن الان بعد أن تجاوزنا عصر الاعلام الفضائي؟
الآن بدء العصر الإلكتروني، وفي تقديري هناك أخبار مهمة للغاية تتطلب حد أدنى للمهارات والقدرات وهنا نكون على أبواب مرحلة جديدة حيث الصحافة ستعود من جديد للبحث والقراءة .
·       أين ترى السبب الحقيقي الكامن وراء تراجع الفكر العربي و ثقافته؟ هل في الانظمة السياسية التي تتدخل في كل شاردة وواردة مثلا؟
المشكلة التي تؤرقني تجاوزت أنظمة الحكم، فالانظمة مقياس جيد للشارع العربي، ما يزعجني حقيقة أنّا بدءنا نخرج من التاريخ كأمّة لاتقدّم شيئًا للإنسانية، اصبحت أمة ناقدة وهي عاجزة عن رؤية العجز الداخلي ويتجلى ذلك في عدم قدرتها على الحوار والانتاج .
·       ربما الاتفاق الوحيد الذي يكاد ان يجمع عليه "العرب" أنهم "عاجزون"، لكن من أين نبدء إذن؟
البداية تكون بالتعليم وفصل الدين عن الدولة ، واجبنا في جعل خطابنا خطابًا مدنيًّا بحيث ننتجه وفق حقوق مدنية .
·       ولكن هناك العديد من الدول العربية تدعي أنها فصلت الدين عن الدولة عبر مشروع "الدولة القومية " منذ منتصف القرن الفائت الذي شهد ولادة "الجمهوريات " في الوطن العربي بيد اننا نجد ان العقل "الديني" والعشائري " مازال هو المتحكم في كل شيئ؟
لم ننجز تَشَكّل الدولة القومية التي هي بديل للنظام العشائري أو الديني، ولم ننجز الدولة التي يتحول فيها الناس من رعايا إلى مواطنين. الأمر المؤسف  والكارثي أننا نعيش عصر الدولة الأسوأ في التاريخ لاننا أخذنا من القبيلة أسوا ما فيها واخذنا من الدولة القومية اسوأ ما فيها .
·       نعم أصبحنا أمام حالة عجائبية "جمهوريات ملكية" توّرث! وما من أحدٍ بمزحزحهم عن مناصبهم .. لقد صُدمنا بالأمس من تمديد قانون الطورائ في مصر المعمول به منذ مايقارب 30 عام !
كان هناك بوادر تشكيل دولة حقيقية. لكن الامة لم تُنشأ دولتها القومية بل عادت الى مراجعها الرئيسية . الملكيات الدستورية أفضل بكثير من الجمهوريات الاستبدادية .
·       هل انت متفائل ؟
نعم متفائل، لأننا إذا لم نتفاءل لن نهزم مشروع الهزيمة لأننا إذا فقدنا البوصلة داخليًّا فقدنا الرغبة في العيش.
مداخلة : أستأذنك استاذ محمود قليلا للغوص في عمق الأزمة الفكرية وعملية التراجع عن انتاج النقد والفلسفة والتحليل الذي تنبني عليه إبداعات الأمم، لازال المَنطق الأرسطي القائم الفصل التام متحكم بنا بِعنف ثنائياته "الخير والشر" "الخطأ والصواب "…ولم نتمكن الى الآن الانعتاق من أسر هذا الفكر الاحادي؛ هناك توجه في بعض المدارس الفكرية يتمحور حول ايجاد منطق مخالف للمنطق الأرسطي من خلال طرح فكرة وجود مستويات متعددة للواقع تختلف فيها الاحكام وايجاد ما يُعرف بالمستوى "الثالث المشمول" فلا يوجد " مع او ضد " بل هناك مستوى تجتمع فيه المتناقضات.
·       اين تجد الفلسفة العربية حاليًّا ؟
الفلسفة انتهت من الفكر العربي الإسلامي منذ القرن الرابع الهجري منذ ان توقف الجدال العقلاني بين المعتزلة و غيرهم من الفرق الكلامية .
تصّوري أمة متوقفة عن التفكير الفلسفي منذ عشرة قرون ! ما نراه من اضمحلال نابع من هذه النقطة اننا لم نعد ننتج فكريا .لم نعد نفكر !
والفكر هو الذي يضع الأسس الحقيقية لانتاج أنظمة ملائمة للعيش سياسيا واجتماعيا وتربويًّا…
نحن الان بين سَلَفِيَتَيْن : سلفية العودة إلى القديم و سلفية " التغريب" .
لقد شهدنا نشاط الفكر الجدلي في القرون الأولى بعد ظهور الإسلام ونشوء فكرة الأمة .
·       هل لا زال مفهوم "الأمة " قائم الآن ؟
ليس هناك أمة. فبدلا من الاشتغال في توصيف البعد المادي للأمة المتمثل باللغة… والجوارالجغرافي للأمم المحيطة بها…الأفضل ان نتساءل: هل حَقًّا نحن خير أمة أخرجت للناس ؟
·       هل يمكن ان توّصف لنا العرب الان بكلمتين مثلا؟
"أمة محلّك سرّ"… لأنها متوقفة عن الانتاج ووضعها متخلّف، أو ممكن ان نسميها " أمة خارج النص" تعيش تخلف أيديولوجات جديدة .
·       بعيدًا عن الفكر وأقرب من القلب… بعد عمرٍ من الخبرة الانسانية وعلى مستواك الشخصي استاذ محمود شمام ماهو أجمل مافي الحياة؟
أنا لا أستطيع أن أعيش خارج نطاق الناس أستمتع جدًّا بالحوار مع الآخر وهذا خلق لي صداقات ممتدة ومميزة  وهو أجمل ما في الحياة .
·       هل البريق الاعلامي والشهرة تستهلك إنسانيتك ؟
لا أبدًا الاعلام لم يستهلك إنسانيتي، أجزم أن الأغلبية الساحقة من علاقاتي لا تقوم على أسس مادية .
اشكر لك بامتنان ومحبة سعة صدرك في هذا الحوار المرتجل .
محمود شمام في سطور :
يشغل محمود شمام منصب مدير تحرير مجلة "فورين بوليسي" العربية وعضوية المجلس الاستشاري للشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام. وقد شغل شمام قبل ذلك عدة مناصب إعلامية مهمة حيث عمل مديراً لتحرير مجلة نيوزويك العربية، ومدير مكتب صحيفة صوت الكويت، ومدير مكتب صحيفة الوطن بواشنطن، ونائب الرئيس التنفيذي لشركة هوت سورس للإعلام. وهوعضوسابق في مجلس إدارة شبكة الجزيرة الفضائية.
محمود شمام يعرّف بنفسه :
ولدت في بنغازي في ليبيا  29/12/1947 بشارع نبوس ترعرعت في منطقة سوق الحشيش قرب بيتنا وفي سوق الحوت حيث محل والدي. وهذا ما قربني من أجواء السياسة والصحافة، فقد كان مقهي سي عقيلة على ناصية شارع نبوس ملتقى الصحفيين لقربه من المطبعة الحكومية، وكان سوق الحشيش يعج بالنشطين السياسيين والأدباء: طالب الرويعي.. يوسف الدلنسي.. مفتاح السيد الشريف… مفتاح مبارك الشريف.. الصادق النيهوم.. خليفة الفاخري.. أبوبكر الهوني.. حذيفة الهوني.. خديجة الجهمي.. محمد حمي وغيرهم كثير.
منطقة سوق الحوت كانت منطقة تحرك الساسة المخضرمين: الشيخ مصطفى بن عامر.. أحمد رفيق المهدوي.. الشريف الماقني.. حسين وعبد ربه الغناي.. ثم بيت عمر باشا الكيخيا على طرف سوق الحوت حيث كان منطلق (الأنتلجينسيا) السياسية البرقاوية في ذلك الوقت، باختصار كانت النخبة السياسية على مرمى حجر مني وربما ابتدأت العدوى السياسية منذ ذلك الوقت.
بدأت دروس الجامع على يد الفقي الأمين الأسكندراني، قبل أن ألتحق بمدرسة (اللوتو قروبو) قرب ضريح عمر المختار. في السنة الثانية انتقلت إلى مدرسة الأمير الابتدائية عندما كان ناظرها الأستاذ عبد العزيز الأبيض ومن مدرسيها: بن عروس مهلهل.. نصر إبراهيم.. مصطفي ومحمد القرقوري.. طالب الرويعي.. المبروك بوزعكوك.. السنوسي الدغيلي.. شعبان الضراط.. والمبروك الضراط.. خالد الغناي وعبد السلام قادربوه.
درست الإعدادية في مدرسة بنغازي الثانوية في جليانة ثم في مدرسة شهداء يناير عند افتتاحها الذي توج بمظاهرات 13-14 يناير 1964 والتي شاركت فيها كأول نشاط ذي طابع سياسي. تحصلت على الثانوية العامة ثم التحقت بكلية الآداب بالجامعة الليبية وشاركت في تأسيس الاتحاد العام لطلبة ليبيا عام 1966.
تخرجت عام 1970 وعملت بالجامعة الليبية حتى تم إحالتي للخدمة المدنية بقرار من الرائد عبد السلام جلود رئيس الوزراء حينذاك. أوفدت للدراسة في الولايات المتحدة عام 1973 لكن قطعت بعثتي عام 1975 السنة التي حصلت فيها على درجة الماجستير من جامعة ولاية ميتشغان حيث عدت إلى الوطن في أكتوبر 1976. في أثناء وجودي في الولايات المتحدة كنت ناشطا في منظمة الطلبة العرب وكنت مسؤولها الإعلامي كما أسست وترأست تحرير مجلة المسيرة الناطقة باسمها. غادرت ليبيا بعد أحداث يناير عام 1976 إلى ألمانيا لمدة 7 أشهر ثم إلى الولايات المتحدة حيث فيها حتى الآن.
تفرغت للنشاط السياسي من 1978 حتى 1984 وترأست تحرير مجلة الوطن الناطقة بلسان الجبهة الليبية الوطنية الديمقراطية حتى تجميد نشاط الجبهة في 1988. كما شاركت في منظمات العمل المدني بالتحاقي بالكشافة عام 1958 وتطوعت للتدريس في المدارس الليلية كما تطوعت في جمعية الكفيف منذ إنشائها.


******


 
اقترح تغيير اسم "جائزة الصحافة العربية "
رفيق خوري: الصحافة تتراجع الى الوراء و الفضائيات أذرع الأحزاب
حاورته : مروة كريدية

يؤكد رفيق خوري رئيس تحرير صحيفة الأنوار اللبنانية بأن الصحف الورقية في تراجع، مشيرا إلى أن الزمن هو عصر الصحافة الالكترونية في وقت تعاني فيه الصحف الورقية من خسائر فادحة في عمليات الطباعة والتوزيع، وبين أن صحيفة الأنوار تعتمد على التبرعات والدعم.
صحافي عريق وشاهد حيّ على أعقد  حقبَة مرّت على منطقة حفلت بالعنف والحروب وتنازعتها المصائب. تميّز بالعمل الدؤوب  في مهنة تعد من أصعب المهن وفي أحلك الظروف فاكتسب خبرة فريدة، حافظ على حريّة رأيه ودافع عنها في وقت كان يصعب على المرء ان يحقق معادلة الحافظ على حياته و الحرية  معًا، يخفي خلف عينيه بريق شاعرٍ لا زال يشع سلامًا على الدوام ، يُعد من الرعيل الأول المؤسس للصحف اللبنانية  وان كان سوري المولد. إنه رفيق خوري رئيس تحرير جريدة الأنوار .

وصفه رفيق دربه طلال سلمان بالقول بأنه " افضل كاتب تعليق صحافي في لبنان، وانه من أبرع من أوجز فأوعى، ولكنه مجرم وقاتل لانه اغتال الشاعر فيه مدعيا انه قد اكتفى من الحب".
إلتقيناه على هامش أعمال منتدى الاعلام العربي 2010 الذي انعقد في دبي الاسبوع الفائت وكانت لنا معه دردشة طويلة  تجاوزت الهمّ الصحافي والاعلامي وغاصت في الشأن اللبناني ننقل للقارئ جزءًا منها .
• نلاحظ اليوم "سرعة كبيرة" في الحصول على لقب "صحفي" ان صح التعبير، إلى ماذا يعود ذلك ومن وجهة نظرك لا سيما وانك امضيت ما يقارب نصف قرن من العمل في هذا المجال ؟
الصحفيين الحاليين بمعظمهم غير مهنيين، ومعظم طلاب كليات الاعلام لا يقرأون وغير مثقفين .... لقد كنّا في بداية عملنا الصحفي في السابق نتعب كثيرا، وقد مارسنا شتى أنواع الكتابة.
مراسلة إيلاف مروة كريدية تحاور رفيق خوري
• ما أهم ما كان يميّز الرعيل الأول من العاملين في الصحافة ؟  
 ما كان يميز جيلنا هو التدرج في العمل ولا  يصل المرء  الى منصب معين إلا بشقّ الأنفس وبصعوبة بالغة و بعد سنوات عديدة من العمل،  لقد عملت وَالاستاذ طلال سلمان رئيس تحرير جريدة السفير اللبنانية سويًّا وكنا نبذل الجهد الكبير كي نجري مقابلة مع شخصية معينة ، وكنا نعدّ لها الكثير، أما اليوم فقد اختلف الأمر مع وجود المدونات أصبح كل انسان صحفي منهم الجيد ومنهم التافه ...
• ولكن البعض ينظر بإيجابية حيال وجود المدونات، لا سيما وانها فتحت فضاء من الحرّيات لم نعرفه من قبل، وسهلت عملية الوصول الى المعلومة ، كيف تقَيّم هذه الظاهرة ؟ 
ظاهرة التدوين والصحافة الالكترونية ايجابية وجيدة بشكل عام ، ولكن أين الضوابط ... ان ما يميز المواقع الالكترونية الجادة هو متابعتها الدقيقة والسريعة للأحداث كما انها  تطالب  مراسليها  بالاعتماد على مصادر موثوقة لجمع المعلومات وهي بالنهاية تخضع مراسليها للمساءلة عن مصدر المعلومة . 
إذن المهم هو وثوقية المصدر وصحّة المعلومة، لا يمكن ان أقبل من طالب الاعلام الاعتماد في مصدره على الشبكة العنكبوتية بالاطلاق... هناك الجاد وهناك غير ذلك .
• بيد أن الصحافة الورقية أصبحت "خارج الوقت" استاذ رفيق، وهذه حقيقة وليس تجنيًّا ..
رفيق خوري في سطور:ولد في مشتى الحلو عام 1936 وتعلم في مدرسة ابن خلدون ثم علّم فيها . بعد أن اخذ البكلوريا بدأ دراسة الحقوق في الجامعة ولكن الظروف السياسية الصعبة أجبرته للهرب إلى لبنان بعد أن قضى فترة قصيرة في الحبس لميوله اليساريه . وسرعان ما تعرف بالعاملين في مجال الصحافة في لبنان وأخذ يكتب في عدة جرائد ومجلات حيث استقر فيه المطاف في دار الصياد وبسرعة رأس تحرير مجلة الصياد لمدة طويلة ثم رأس ولا يزال تحرير جريدة الأنوار .
واستقر خوري في بلدة زوق مكايل اللبنانية التي كرّمته مؤخرا في 17 نيسان ابريل 2010.
يعمل بالسياسة إلى جانب الصحافة ويعتبر من أكثر المدافعين عن حرية الرأي وحرية التعبير ومن ألمع الصحفيين في الشرق الأوسط . في بداية حياته كان له كتابي شعر الأول ( زنبق ودم ) كتبه في مشتى الحلو وفي بداية اغترابه عنها حيث ييبث في هذا الكتاب كل الحنين والشوق لسهرات المشتى وأيامها وخاصة أنه كان لا يستطيع المجيء إليها كذلك عبر في الكتاب عن أفكاره الثورية ودفاعه عن الثورات العربية والعالمية.
ثم كان كتابه الثاني الذي وصف فيه بيروت ( بمدينة الحجارة ) . وبعد ذلك توقف عن كتابة الشعر والتزم السياسة والصحافة والمقالات الأدبية وخاصة فيما يتعلق بفيروز والرحابنة الذي كان معهم منذ البداية وكتب لهم أكثر من ثلاثة عشر اسكتش حسب ما قاله منصور الرحباني وكان ولا يزال من أكثر المقربين منهم حتى أن عاصي الرحباني في أواخر حياته كان يعتمد عليه ليعرف ما يدور في العالم .
 الزمن هو عصر الصحافة الالكترونية فالصحف الورقية تعاني من خسائر فادحة في عمليات الطباعة والتوزيع .. بالنسبة لي شخصيًّا فإن مقالاتي تُقرأ أكثر بمئات المرات الكترونيا منها ورقيا إذا افترضنا ان كل النسخ الورقية قُرأت ... الصحف الورقية مهددة بالافلاس  .
• وماذا عن "الأنوار" الصحيفة التي ترأسونها ؟ نحن في الانوار نكاد نغطي وضعنا من المساعدات والتبرعات والصحافة  الورقية من وجهة نظري ترجع اليوم الى الوراء . ولكن نحتاج الى ضوابط تنظم الاعلام الالكتروني .
• ولكن البعض ينظر بحذر وقلق بالغ في عالمنا "العربي" من مسألة الضوابط والتنظيم، فالسلطة السياسية غالبًا ما تتخذ من القانون ذريعة للحد من الحريات ... هل ينقصنا مزيدًا من القمع ... فالفضاء الالكتروني أتاح متنفس للشارع المكبوت الذي كُمم فاهه ردحًا من الزمن والصحافة الورقية فيه ملك "الزعيم " .. لماذا لا ندع الناس تعبّر كما تشاء ؟ 
أقصد التنظيم الداخلي وانا ضد تدخل الدولة في عمل الاعلام، والانظمة العربية التي لم تسمح بحرية الصحافة الورقية لن تسمح بحرية الالكترونية، واني شخصيا أؤمن بثلاث حريات، حرية التفكير، حرية التعبير ، وحرية التغيير.
حرية التفكير تتطلب حتما حرية التعبير، وحرية التعبير، لابد ان تتطور لتقدر على التغيير، ينبغي ان ندعم الحريات بأصنافها الثلاثة  ...
• هناك من يتساءل عن سرّ بقاء رؤساء التحرير في الصحف"المعروفة" هذه المدة الطويلة في مهامهم، فبعضهم لا زال في منصبه منذ عقود ، الجرائد تحتاج لجيل جديد، لقد هجركم الشباب واتجهوا الى انشاء مواقع الكترونية خاصة اليوم تخشونها وهي ربما اكتسحتكم ؟ 
من جهتي لم أعد أمارس العمل التحريري، ومهتم  بالكتابة أكثر من إهتمامي بالإدارة ، وقد تعبت من الممارسة الرسمية ، لم أعد أعمل بشكل مباشر . 
• كيف ترى الصحافة اللبنانية اليوم ؟ 
رأيي بكلّ الصحافة اللبنانية... انه لم يَعُد هناك تحقيقات مهمة وهناك جرأة وموضوعية أقل بكثير . والصحافة بشكل عام ومن وجهة نظر مهنية تتراجع الى الوراء اليوم لسنا أمام newspaper  ماهو موجود paper..
• الصحافة اللبنانية تخضع بشكل "مباشر" او " غيرمباشر" لسلطة الطوائف أورجال الدين أو الاحزاب فنرى أن أعضاء كل حزبٍ بما لديهم من وسائل الاعلام  فرحون ! اين انتم من سياق التبعية ؟
الامر لا ينطبق على كل الجرائد فنحن في الانوار لسنا أسرى لأي حزب أو جهة داعمة وإلا لما عانينا من أزمة تمويل مادي ...
• ولكن ربما يكون لكم توجه سياسي معين أو خط تدعمونه على الأقل...أنا كرئيس تحرير عارضت رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري 12 سنة... وربما الأمر اختلف عقب استشهاده .... بالنسبة لمحررينا وكتّابنا نعم لبعضهم ميول سياسية معينة ولكن نحن حريصون على الموضوعية قدر الامكان .

• وماذا عن الاعلام المرئي اللبناني أيضا ؟ 
التلفزيونات (الفضائيات اللبنانية ) أذرع الأحزاب والطوائف ، لانها تحتاج لتمويل كبير ...
• انتشرت مؤخرًّا المنتديات الاعلامية العربية  والبعض يرى انها تتشابه في مضمونها الى حد بعيد إن من حيث "المتحدثون" و"المشاركون" أم من حيث المضامين والموضوعات .. ماهو تقيمك؟ 
جيد جدًا ان يكون للاعلام منتدى او منتديات وجيد ان يكون هناك جوائز ولكن ينبغي التركيز على المضمون أكثر من الشكل .
• ماهو تعليقك على "جائزة الصحافة العربية " ؟
رفيق خوري يُعرّف بنفسه : عرفت الزوق للمرة الاولى عام 1948 وانا في العاشرة من العمر كنت مع جدي في الطريق الى عين الريحانة، افتتنت بأشجار اللوز والصنوبر واندهشت ، يدل ذلك على موقع حضاري في التاريخ . وتكررت هذه الرحلة في كل صيف حتى عدت نهائيا الى لبنان وانا في العشرين من العمر لاعمل في الصحافة في بيروت.
وعلى مدى 51 سنة لم أشعر بانني (غريب) (على الطريقة الكسروانية) بل من الاهل وبينهم. انا الذي ولدت مرحلتي الاولى بيولوجية في مشتى الحلو الجميلة مثل الزوق والمتميزة في سوريا حيث درست الحقوق في دمشق وسجنت في المزة على خلفية كوني يساريا وعضوا في رابطة الكتاب العرب والثانية روحية في لبنان حيث فتحت الحرية امامي باب التعلم من الناس، القراءة والمهنة والسفر متعة اكتشاف الآفاق المتعددة لشروط الحياة الانسانية ،واستشهد  بقول الفيلسوف هوبز: (ان الكلمات هي مال المجانين) !

اعتقد ان هناك خلل  في معايير "اختيار النصوص"  يُفترض ان يكون هناك ترشيحات لا سيما في جائزة المقال السياسي ... لأن الكثير بل غالبية كُتّاب المقالات السياسية والمحللين الجيدين والمعروفين لا يُرشحون أعمالهم للجائزة فتذهب الجائزة الى من هم دونهم ...
أنا اقترحت تغيير اسمها من "جائزة الصحافة العربية "  الى "جائزة نادي دبي للصحافة العربية ".
• العلاقة الجدلية بين "الاعلام" و"الانظمة" في العالم العربي مثيرة للجدل، والمنظمات العالمية التي تعني بالحريات الصحفية والحقوق المدنية تنظر باستغراب لما يحدث، والبعض يتساءل كيف يمكن للدول التي ترعى منتديات الاعلام ومؤتمراتها  ان تكون داعمة للحريات الصحفية فيما الحريات السياسية عنها غائبة ؟ ولا يوجود فيها نقابات تضمن الحد الأدنى لحماية الصحفي ان هو قال ما يزعج سلطة ما وان كان حقيقيا ؟
الصحافة "المحلية" أشبه ما تكون بجريدة الحائط لتروي الاخبار الخاصة لان معظم صفحاتها تُستهلك في أخبار "الحاكم وعائلته" الكبيرة بحيث تغيب المضامين الأخرى عن الجريدة لحساب تغطية اخباره...
  فالعالم العربي اليوم عالم مكرر لا يوجد فيه حريات ... أكيد لا يمكن  ان نتكلم عن تنوع وحرية صحافة دون حرية سياسية . 
الاعلام ليس بضاعة ، ينبغي ان يكون هناك حريات كاملة في المجتمع والاعلام يعبر عنه ، فالصحافة بالنهاية ليست معمل لتطليع الاخبار .
****



مروة كريدية تحاور شهاب عبده غانم 

حوار مع الشاعر الإماراتي شهاب غانم:
"الترجمة تنوير وتغيير... والشاعر الحقيقي مدافع عن القيم الإنسانية السامية كالحق والعدل"

حاورته مروة كريدية من  دبي: بين الشِّعر والترجمةِ بناءٌ فَنِّي جماليّ وحوار ثقافيّ  ممتع لوجدان القارئ ، وحين يجتمع في المرء حسّ  الشاعِر المرهف وإتقَان المترجم  المبدع فإننا نشهد ولادة نصوصٍ جميلة منها تُُطلُّ حضارةٍ بعيون حضارةٍ أخرى على شعوبٍ لها جمالياتها الابداعية المميزة.
وقد شَكَّلت قضية الترجمة وأهميتها في البناء الثقافي ودورها كوسيلة للتواصل والنقل المعرفي والحضاري  محورًا مهمًّا في لقاءات العديد من الكتاب والنقّاد، فمنذ انطلاق "بيت الحكمة " ووصولا الى عصرنا الحالي اهتم "المثقف النخبوي" في كلّ عصر بمواكبة الترجمات،  وخلال ملتقى الحوار الثقافي العربي الألماني الذي عُقد مؤخرا في دبي تم استعراض الدور الذي لعبته الترجمة قديماً وحديثاً والإسهام التنويري الذي قدمته في المشهد الثقافي العربي قديماً، والمجالات التي يجب التركيز عليها في الترجمة لتفعيل أثرها كوسيلة للتنمية الثقافية مستقبلا.
  الكاتبة مروة كريدية حاورت الشاعر شهاب غانم خلال المنتدى، كونه شاعراً ومترجماَ في آن معًا، و تجربته الشخصية في ترجمة الشعر ممتدة طيلة 20 سنة، جعلته يحتل مكانة متميزة على الساحة الشعرية في الإمارت ومنطقة الخليج العربي، وقد مكنته حتى الان من نشر 16 مجموعة شعرية، تسع مجموعات منها مترجمة من العربية الى الانجليزية وسبع هي ترجمات شعرية من الانجليزية ومن لغات اجنبية اخرى الى اللغة العربية، كما أنّ مجموعتين من هذه الاعمال المترجمة نالت جائزة معرض الكتاب في الشارقة عامي 2002 و2007.
شهاب غانم له تسعة دواوين شعرية، لكنه أرّخ  ايضًا لمسيرة الشعراء ففي كتابه ''شعراء من الإمارات'' يبتعد عن قصائده ودواوينه الخاصة، ويذهب بنا في جولة بين أروقة الشعر في بلده ، مستعرضًا عدداً من الأعمال الشعرية لمجموعة من الشعراء.
بداية سؤالي من وحي الملتقى ؛ بطبيعة الحال لا أحد ينكر أهمية الترجمة ودورها في تطوّر الشعوب؟ لكن كيف ترى أنت هذا الدور؟ دور الترجمة يكمن  تحقيق التقارب الثقافي ، وإذا ما أردنا أن نتعرف على شعب فعلينا أن نتعرف على آدابه وإنتاجه الفكري وكيف يفكر حتى قبل أن نعرف سياساته.
 
 الترجمة من وجهة نظرك وسيلة للتنوير في حياة الشعوب أم وسيلة للتغيير الثقافي؟ الترجمة في العصر العباسي كانت وسيلة تنوير وتطوير، أما في زمننا فهي وسيلة تنوير وتغيير ، فقد تخلفنا عن ركب الحضارة في مختلف مجالات العلوم النظرية والتطبيقية وفي البحث العلمي والابتكار وفي التنظيم والأدارة ومؤسسات الديمقراطية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان والتفكير الحر.
عرفناك أديبًا ومترجمًا أيضًا، اي المجالات  تحب ترجمتها؟هناك مجال قريب إلى قلبي وهو الشعر، وانا أعتقد أن علينا أن نترجم أهم ما في شعر الآخرين إلى العربية كما أن علينا أن نترجم أهم ما في شعرنا العظيم القديم والمعاصر إلى اللغات الأخرى ونحن في حاجة إلى أن تتضافر جهودنا وجهود الآخرين لفعل ذلك وبعد أن ترجمت أكثر من 16 مجلدًّا من الشعر العربي إلى الإنكليزية أو من الشعر الأجنبي إلى العربية بواسطة الإنكليزية.
وأعتقد أن مثل تلك الترجمات يمكن أن تكون أفضل لو تعاون شاعران من اللغتين لمثل ذلك العمل.
  لماذا الشعر تحديدا؟ ألأنَّك شاعر نجدك منحازًا لترجمة الشعر؟؟ انا ارى أن الشعر هو روح الأمة ويمكننا أن نفهم الأمم باقرب طريق إذا قرأنا شعر تلك الأمم. وقد آمنت أن ترجمة الشعر قد تكون ممكنة في بعض الاحوال، خلافا لرأي الجاحظ الذي أرى فيه مبالغة. فمنذ قرأت ترجمة فتزجرالد لرباعيات الخيام في المدرسة الثانوية، وأنا أعتقد أن الشعر - وهو أهم فنون العرب-  قابل للترجمة في بعض الأحيان، ويمكن أن يعرّف الآخرين بمشاعرنا وآلامنا وآمالنا بشكل فعال عندما تترجم بعض النصوص المختارة منه. ولولا خوفي من الإطالة لرويت نماذج من تجاربي الشخصية في ردود الأفعال الإيجابية عند الآخرين على بعض ما ترجمت.
العلاقة الجدلية بين السياسة والشعر معقدة ، منذ فجر التاريخ وربما  المتنبي وكافور خير شاهد عليها في تاريخنا العربي ، فهل الشعر رسول السياسة؟ ام ان السياسي يستعمل الشعراء كأدوات؟ هذا سؤال مهم وفي الحوار العربي الألماني دار نقاش حول المثقف وعلاقته بالسياسة والأيدلوجيا. ومثل ذلك الحوار يمكن أن ينسحب إلى حد كبير أيضا على الشعر. الشاعر لا يمكن أن يكون شاعرا إذا لم يكن متمكنا من فنه وأدواته وتقنيات الإبداع وهو لذلك يجب أن يمتلك الموهبة ويعمل بجد كبير على صقلها وتطويرها. 
لكن لكل إنسان وجهة نظر سياسية واجتماعية وله موقف ورأي فلا بأس إذا عبر عن هذا الموقف من خلال اقتناع والتزام شخصي وليس لأن جهة أخرى مثل حزب أو جماعة أو سلطة سياسية ألزمته بالتعبير عن وجهة نظرها التي لم يقتنع بها كاملة. 
والشاعر الحقيقي على كل حال مدافع عن القيم الإنسانية السامية كالحق والعدل والحب والفن والجمال. وما يسمى الشعر الصافي غير المسيس لا يمكن أن يكون بعيدا عن مثل تلك القيم بل كثيرا ما يكون الشاعر من أهم المعبرين عنها والرافعين لواءها وكثيرا ما يبقى مثل ذلك الشعر عبر الأزمان أكثر من الشعر المسيس.
أخيرا ، لا توجد أجوبة يقينية ربما تحسم أسئلة الجمال، وربما تكون الاجوبة فلسفية أحيانًا، الى أي مدى ترى ان ايديولوجيا الشعراء تتدخل في فنونهم؟ وهل يمكن تحييد الأدلجة عن الترجمة؟ كما ذكرت في الرد السابق لا بأس أن يعبر الشاعر عن أيديولوجيته طالما أن ما يكتبه يتحلى بالشاعرية. لقد وجدت من خلال التجربة الطويلة أن أفضل ترجمات قمت بها كانت لقصائد تفاعلت معها بقوة بل ترجمت بعضها شعرا موزونا. وأهم شيء في الترجمة هو اختيار النصوص الدالة وقد يبحث المترجم بين عشرات القصائد ليعثر على نص يحبه ويتفاعل معه فيترجمه. وأنا في العادة لا أترجم قصائد تناقض القيم التي اؤمن بها. فعلى سبيل المثال لا أترجم نصا يشيد بالصهيونية والعنصرية حتى ولو كان الشاعر متمكنا من تقنيات القصيدة.





*****

بعد توقيعة (سلاّم )  هاني نقشبندي: لم نقتنع حتى اليوم بفشلنا في الاندلس …وتاريخنا فيه كان سفكًا للدماء !
المؤسسة الدينية في السعودية تزداد قوة يوما بعد يوم والسلفية تتغذى على آخر ترفضه ! 
حاورته : مروة كريدية
كاتب إشكالي بكل ما في الكلمة من معنى يعالج المسكوت عنه في الفكر المجتمعي ، يملك حس ناقد وقلم روائي ، محاورٌ لبق وإعلاميّ معروف ، يكتنز في داخله خلاصة حضارات متنوعة عايشها فهو ولد في الرياض بالسعودية وعاش في لندن ويعشق المغرب العربي ويقيم في دبي، يطل علينا اليوم عبر رواية جديدة يبحر ابطالها من بلاد نجد الى الاندلس عبر رحلة طويلة في بلاد المغرب، رحلة مسكونة بالالغاز والاساطير والميثولوجية، إنه الكاتب والصحافي السعودي هاني نقشبندي، التقيناه وهدفنا الاول الكشف عما وراء الرواية، كونها طرحت اشكاليات الهوية الحضارية مجددا ودخلت في اللامفكر فيه في الفكر العربي!
“سلام” و إشكاليّة صياغة التاريخ :
· نبارك لك إصدارك الجديد هاني، بداية رواية سلاّم (بتشديد اللام) جديرة بأن يتوقف المثقف العربي عندها طويلا ليعيد قراءة التاريخ بعيون أخرى، ولكن لماذا اخترت الأندلس كمسرح للرواية ولماذا قصر الحمراء؟؟
 الأندلس تكاد تكون المنطقة الجغرافية الوحيدة في التاريخ الاسلامي التي تواجد فيها العرب كقومية والاسلام كدين ثم خرج كلاهما. دخل الفاتحون العرب مناطق كثيرة مبشرين بالاسلام. بعد مرور سنوات طغت ثقافة البلاد الاصلية على الثقافة العربية, وان ظلت متأثرة بها, لكن بقي الاسلام كرسالة.
 ترين ذلك في آسيا وحتى بعض دول اوروبا. لكن الاندلس لم يبق فيها لا هذا ولا ذاك. وكون الاسلام انتهى هناك, فمعنى هذا ان المسلمين, العرب منهم والبربر, لم يقوموا طوال تسعة قرون قضوها في الاندلس بنشر رسالتهم الدينية. بمعنى انهم فقدوا المبرر الاخلاقي لوجودهم هناك, وهو نشر الرسالة. وبالتالي استحالوا من فاتحين الى محتلين.
هم لم يفشلوا في نشر الرسالة, هم لا يعملوا على نشرها في الاساس. لأن التواجد العربي والبربري في الاندلس كان استيطانا لقبائل عربية وبربرية تبحث عن ارض جديدة خصبة اكثر منه فتحا لنشر رسالة.
ونتيجة لهذا, وبدلا من ان تصبح الاندلس ارضًا اسلامية, اصبحت ساحة اكبر واقدم صراع بين الاسلام والمسيحية. وفي طرح الرواية, فإن هذا الصراع ما يزال قائما اليوم.
وهذا يقودنا الى الشق الثاني من السؤال, وهو لماذا قصر الحمراء؟ واقول لأن هذا القصر هو اليوم رمز الوجود العربي الذي كان في الاندلس. وفي الرواية, فإن رغبة الأمير باعادة بناء هذا الرمز في الرياض, عاصمته, هو اعادة لتأجيج هذا الصراع, وان لم يكن يقصد ذلك بالمطلق من حيث الظاهر. بمعنى آخر ان الرواية تريد القول اننا لم نقتنع حتى اليوم بفشلنا في الاندلس.
·       وهل فشل المسلمين مبرر للاصطدام ؟؟
 نحن لا نريد ان نقتنع بأننا اصطدمنا هناك بالمسيحية, وأننا ما نزال نريد لهذا الصراع ان يستمر دون ان ندرك ذلك في الظاهر, بل في العمق, في اللا وعي الباطني لنا. فكلنا اليوم يتباكى على الاندلس. وكلنا لا يمانع ان تعود ولو بالنار والحديد. اليس هذا استمرار للصدام بل واصرار عليه؟
الاسلام عاش مع العرب في الأندلس وخرج بخروجهم :
· كما هو معلوم ان عرب الجزيرة “المسلمون” دخلوا بلدانا كثيرة وغيروا في مفردات ثقافة الدول التي “فتحوها او غزوها”. من وجهة نظرك لماذا تلاشت مفردات المسلمين الثقافية في “اسبانيا “الاندلس المفقود” ولم تتلاش في تركيا او ايران؟
- هذا هو تحديدا الطرح الذي اقول به في روايتي: لماذا غاب الاسلام عن الاندلس ولم يفعل في باقي دول العالم التي دخلتها الجيوش العربية؟ لأني لست أومن بأن العرب دخلوا الاندلس بهدف نشر الاسلام. لقد حضرت القبائل العربية بكامل افرادها, فتقسمت البلاد بين القيسيين واليمنيين والبربر. اما سكان البلاد الاصليين فاختفوا من المشهد السياسي والاجتماعي لاسبانيا. من اجل ذلك حصلت عمليات الاسترداد التي انطلقت من اقصى الشمال وانتهت بسقوط الاندلس كلها أو بالأحرى عودتها الى أهلها الاصليين.
وهنا اسمحي لي أن أقول التالي: دخلت اسبانيا في الكاثوليكية قرابة العام 578 ميلادية, في حين دخل العرب عام 711 ميلادية. اي ان الكاثوليكية لم تكن قد ترسخت في البلاد بأكثر من قرن ونصف. ما يعني انها كانت مهيأة لاستقبال دين جديد. لكن ذلك لم يحدث. خذي الصورة المعكوسة, تركيا مثلا. دخلتها المسيحية في منتصف القرن الميلادي الاول تقريبا, ثم اصبحت عاصمة المسيحية الشرقية لمدة 14 قرنا حتى عام 1453 عندما سقطت اسطنبول في يد محمد الفاتح. اي انها كانت عريقة بل وعريقة جدا في المسيحية, رغم ذلك تحولت بكاملها الى الاسلام, بل وعاصمة للإسلام, وبقيت كذلك حتى عهد قريب. ماذا تفسرين ذلك برأيك؟
·       انت اجتهدت في تحليل هذه الظاهرة التي يخالفك الكثيرون في قرائتها !
أنا اجتهدت, وقد اكون اخطأت في اجتهادي. لكن هذا ما قادتني اليه قراءاتي. من يملك ما يفند هذه الدعوى ويدحضها فاليطرحها وسأحترم رأيه بكل حب.
اعلم ان هناك من سيقول ان الاسلام انتهى بسبب محاكم التفتيش في الاندلس. هنا تحديدا اقول: اولا, ان محاكم التفتيش لم تمس المسلمين وحدهم, بل وحتى اليهود والاسبان المسيحيين انفسهم. ثانيا, وهذا الأهم, ان هذه المحاكم لم تظهر الا بعد سقوط الاندلس, لا قبلها.
· إذن، الرواية تطرح موضوعا بالغ التعقيد كوننا “نحن العرب والمسلمين” نعتبر دوما ان سفكنا لدماء الآخرين جهادًا وغزواتنا فتوحات؟ على صعيدك الشخصي كيف ترى ذلك؟ وبرأيك من منحنا قدسية ما نقوم به ؟
- لا.. انا لست أقول ابدا بأن جهادنا كان سفكا للدماء, بل اقول ان تاريخنا في الاندلس وحده كان سفكا للدماء لأنه لم يؤد الى نشر الدين الاسلامي ابدا. عاش الاسلام في الاندلس مع العرب وحدهم فقط. فعندما خرجوا خرج الاسلام معهم. معنى هذا ان سكان البلاد الاصليين لم يتحولوا الى الاسلام. وفي يقيني ان من تنصر من المسلمين اكثر من الذين اسلموا من النصارى.
· علمنا أن رواية “سلام” واجهت بعض الاعتراضات من قبل الجهات الثقافية في مصر والمغرب، هل هذا صحيح؟ ولماذا؟
- كانت هناك بعض العقبات. لكن لعلها اجتهادات فردية اكثر منها جماعية او رأي عام. في مصر كان يفترض ان يكون هناك حفل توقيع للرواية لدى احدى دور النشر الكبيرة, لكنها الغت الحفل قبل 48 ساعة دون ابداء اسباب وان كان هناك من المح الى المضمون. وفي المغرب جرى اتفاق جنتلمان على ان يتم تأجيل حفل توقيع حتى لا يكون متزامنا مع مهرجان أصيلة الثقافي. وللحق اقول ان حفل توقيع الرواية لم يكن مدرجا في الاساس ضمن انشطة مهرجان اصيلة. وبالتالي فليس من حقي القول ان شيئا قد الغي بعد ان كان قد تم اعتماده رسميا.
على كل انا أتوقع ان اواجه مواقف مماثلة. أتأمل ان اكون مخطئا. فنحن في حاجة الى طرح فكر جديد يخرج من الشرانق التاريخية المحاطة بقدسية لا داعي لها.
· انت عملت فترة كبيرة “في عالم السيدات” كونك ترأست تحرير مجلة سيدتي، وانت بشكل عام مولع بالمرأة ومدافع عن قضاياها، وقد شكلت النساء محورا مهما في روايتك السابقة “اختلاس” ، اين المرأة في سلام؟ واعني المرأة وليس الأنثى؟
- أولا, لا يمكن للرجل ان يدافع عن المرأة, بل المطلوب ان تدافع المرأة عن نفسها بنفسها, ودور الرجل هنا المساندة فقط. وهذه الرسالة التي كنت اقولها في روايتي الاولى “اختلاس”.
بالنسبة لسلاّم فأقول نعم, لا توجد امرأة ضمن احداث القصة ولا ابطالها. لم يكن هناك من دور يمكن ان يناط بها. لا يعني ذلك تقليلا من اهمية وجودها, لكني لست اريد ان أظهرها في دور ثانوي. سلاّم ليست فيلما سينمائيا. ولا قصة اثارة. انها رواية تتحدث عن فكرة تتعلق بمستقبل علاقتنا بالآخر انطلاقا من علاقتنا به في الماضي.
انتشار السلفية المتطرفة وتزايد قوة المؤسسات الدينية:
· بعيدا عن الرواية ولندخل في عمق الاشكالية، هناك دومًا طبقة من “الاكليروس” ورجال الدين الذين يمنحون انفسهم حق “اعطاء الفتاوى المحللة والمحرمة، الامر الذي اوقع العرب أجمعين في “الجمود”، كيف السبيل الى تحييد “الديني” او تطويره على الاقل؟ في وقت اصبحت دولة كالسعودية ( على سبيل المثال) مطالبة على المستوى الدولي بتطوير “منظومتها الاجتماعية” التي مازالت الى الآن تحرّم على المرأة قيادة السيارة وتحرمها من ابسط حقوقها المدنية؟؟
- تسألين كيف السبيل الى تحييد الديني..؟ نقطة جيدة. لكن من قال اننا نريد للدين ان يكون بعيدا عنا, او أن نحيده في اعمالنا وتصرفاتنا؟ أنا مسلم فخور بدينه. لكن ليس بهذا التطرف والجمود الذي أراه اليوم.
دعيني أطرح الأمر من منظور آخر. لنسأل أولا: كيف يمكن ان يؤثر تاريخنا في الاندلس, بصرف النظر عن كونه احتلال او فتح, على مستقبلنا مع الآخر؟
لو تأملنا الخارطة الدينية اليوم, على مدى العالم العربي والاسلامي ككل, سنجد ان الفكر السلفي, المتطرف منه تحديدا, قد استطاع التواجد بقوة في كل مكان. يعززه رأسمال قوي متعدد المصادر.
هذه السلفية المتطرفة تتغذى على آخر ترفضه, بل تكفره وتدعو الى قتاله. ودليل نجاح هذا الفكر في الانتشار حتى في الدول الماليكة او الشافعية المعتدلة يمكن ان نراه واضحا من خلال تبني تفجيرات مدريد على سبيل المثال, حيث الفكر المتطرف يرى بوجوب محاربة النصارى. بل الاكثر ان هناك تنظيما جديدا في المغرب يطالب باستعادة الاندلس. حسن.. لقد عاش العرب 900 عام في الاندلس ولم يحولوها الى الاسلام, فهل سينجحون الآن بالقوة؟
بالتأكيد هذه نظرة ستدخلنا في صراع مع الآخر, لا اعتقد ان الغلبة فيه ستكون لنا, بسبب ضعفنا, وسوء تخطيطنا.
 واسمحي لي بالقول هنا انني اعتقد ان الاسلام سينتشر في اوروبا لو اردنا عن طريق الفضيلة التي يمكن ان نظهرها للآخر. عن طريق القدوة التي ينبغي ان نكون عليها. لكن كيف السبيل الى ذلك وسط دعوات متطرفة لا تمثل قدوة حسنة حتى لنا نحن المسلمون؟
ستقولين لي ان الغرب مخطئ ايضا في نظرته لنا وفي محاربته لنا. اقول نعم هو مخطئ, ونحن بالمثل مخطئون. هناك خوف من الاسلام في الغرب, خوف مبالغ فيه. وهذا خطأ كبير. لكن لنبحث عن السبب وراء هذا الخوف, انه غياب القدوة والنموذج الفاضل بيننا وهذا خطأ اكبر.
· من خبرتك العملية في “امبرطورية الاعلام السعودي” - الذي يتحكم فيه ” البترودولار بالدرجة الاولى – نجد دوما انه “اعلام يهادن السلطات” وكأن هناك عقد ضمني غير معلن بين وسائل الاعلام والجهات السياسية في المملكة السعودية بعدم “الاقتراب ” من المحرمات بشكل مباشر” السياسة والدين”، ماهو سقف الحرية الذي تقفون عنده؟ واقصد هنا “بالاعلام ” المباشر” وليس عبر الادب والرواية او الفنون الاخرى؟
من خبرتي في العمل الاعلامي اقول ان الخط الأحمر الأول والرئيسي هو الدين. انه ليس الخوف من الصدام مع المؤسسة الدينية السعودية القوية جدا, بل ايضا من المجتمع.
فمن قال ان المجتمع السعودي لا يساند المؤسسة الدينية؟ حتى تلك الدعوات التي تسمعينها بوجوب التخفيف من القيود الدينية, ثقي انها اقل من الاصوات الداعية بعكس ذلك.
المؤسسة الدينية في السعودية تزداد قوة يوما بعد يوم, لا في السعودية وحدها, بل وحتى في الكثير من الدول العربية والاسلامية. لكنها في السعودية اقوى باعتبارها رأس الحربة الدينية. اما المؤسسة السياسية فالخط الأحمر معها محسوم, وحتى لو تم تجاوزه اجتهادا, فإنها تغفر.. لكن المؤسسة الدينية لا تفعل!

****

مروة كريدية تحاور مدير” مركز الحوارالعربي ” في واشنطن
صبحي غندور : ان تعبير”القومية” … اختلطت فيه مضامين عنصرية و مضامين معادية للدين أو للديمقراطية …و العرب الأمريكيين يتعاملون مع واقع عربي مجزّأ …. شخصية عملية وكثيرة الحركة.  مُتابعٌ نشطٌ للأحداث السياسية العربية والأقليمية. محاور لبق ويتقبل النقد بصدر رحب. قد نختلف مع طروحاته الفكرية لكن نحترم فيه منهجيته في تقبل الرأي الآخر. لبناني المولد عربي الهوى والانتماء ، عمل في الصحافة  اللبنانية وهو عضو في نقابة المحررين . في أوج الحرب الأهلية اللبنانية عام 1984 غادر لبنان حاملا قضاياه “العروبية” متجهًا الى الولايات المتحدة،وعام 1994 أسس “مركز الحوار العربي” في العاصمة الاميركية  واشنطن بهدف تفعيل الحوار بين العرب في المهجر وتعزيز انتمائهم، في وقت تراجعت فيه الطروحات الوحدوية والعروبية و في زمن تخلى معظم ”العرب” عن شعاراتهم.انه الأستاذ صبحي غندور؛  وفي محاولة منا لمتابعة أوضاع العرب الاميركيين، و سبر آرائهم في الانتخابات الأميركية،  أجرت معه هذا الحوار  ·       يجب ان نعترف استاذ صبحي اننا في زمن لم تعد هناك قضايا تجمع “العرب” والمشاريع العربية كلها أمست في خبر كان، فأي عرب تقصد ؟؟ ألا تعتقد ان مشاريع العربية الوحدوية “فاشلة”؟ كما ان البعض يصفها ب”العنصرية” لانها تستبعد القوميات غير العربية ؟ أود بداية توضيح بعض المفاهيم حول مسألة العروبة والهوية الثقافية العربية:ف”الهويّة الثقافية العربية” كانت موجودة كلغة وثقافة قبل وجود الدعوة الإسلامية، لكنّها كانت محصورة بالقبائل العربية وبمواقع جغرافية محدّدة، بينما العروبة – كهوية انتماء حضاري ثقافي- بدأت مع ظهور الإسلام ومع ارتباط اللغة العربية بالقرآن الكريم وبنشر الدعوة بواسطة روّاد عرب. هكذا أصبحت “العروبة الحضارية” هي الثقافة العربية ذات المضمون الحضاري الذي أخرج الثقافة العربية من الدائرتين: العرقية والجغرافية إلى الأفق الحضاري الواسع الذي اشترك في صيانته ونشره مسيحيون عرب ومسلمون من غير العرب، وبالتالي خرجت الهويّة الثقافية العربية من دائرة العنصر القبلي أو الإثني، ومن محدودية البقعة الجغرافية (شبه الجزيرة العربية) إلى دائرة تتّسع في تعريفها ل”العربي”، لتشمل كل من يندمج في الثقافة العربية بغضّ النظر عن أصوله العرقية. ودخل في هذا التعريف معظم من هم عرب الآن ولم يأتوا من أصول عربية من حيث الدم أو العرق. ويؤكّد هذا الأمر تاريخ العرب القديم والحديث من حيث اعتبار الأقليات الدينية في المنطقة العربية نفسها كجزء من الحضارة الإسلامية، ومن حيث تفاعل الأقليات الإثنية (الإسلامية والمسيحية) مع الثقافة العربية باعتبارها ثقافة حاضنة لتعدّدية الأديان والأعراق. ·       اذن من هو “الشخص العربي ” من وجهة نظرك ؟؟الشخص “العربي” هو الإنسان المنتمي للثقافة العربية أو لأصول ثقافية عربية. ولا ترتبط “الهويّة العربية” بعرق أو دين، ولا بموقف سياسي أو منظور أيديولوجي. ·       هناك اشكالية حقيقية في المصطلحات المستخدمة وتداخل بين “العروبة ” و”القومية العربية” ونراك تميل في مقالاتك الى استخدام العروبة كمصطلح؟؟ العروبة هي تعبير عن الانتماء إلى أمّة لها خصائص تختلف عن القوميات والأمم الأخرى حتى في دائرة العالم الإسلامي. والانتماء إلى العروبة يعني الانتماء إلى أمّة لها هوية ثقافية واحدة، متكاملة أوطانها جغرافياً، وعاشت شعوبها تاريخاً مشتركاً، وقد تعبّر مستقبلاً عن نفسها بشكل من أشكال التكامل أو الاتحاد بين بلدانها. إنّ تعبير “القومية” بشكل عام اختلطت فيه مضامين عديدة في التاريخ الحديث والمعاصر، مضامين عنصرية أحياناً أو مضامين معادية للدين أو للديمقراطية أحياناً أخرى…كذلك “القومية العربية” فقد تَشَوّه استعمالها من قبل بعض الحركات السياسية العربية المعاصرة…بينما كلمة “العروبة” تحدد نفسها بنفسها، فالعروبة تشمل خصوصيتها وعمومية تعريف القومية، في حين أن استخدام تعبير القومية الآن لا يؤدي غرض معنى العروبة نفسها.فالدعوة إلى العروبة هي دعوة فكرية- ثقافية، بينما الدعوة إلى القومية العربية اتسمت بالحركية السياسية.·       وماذا عن مفهوم “الوحدة ” ؟؟؟كذلك بالنسبة إلى تعبير “الوحدة” التي قد تتحقق بحكم الفرض والقوة.. أو بحكم المصالح المشتركة (كما حصل للحالتين في نماذج أوروبية مختلفة) دون أن تكون الشعوب منتمية بالضرورة إلى أمة واحدة. فالدعوة ل”الوحدة” ليست معياراً لوجود العروبة بينما العروبة تقتضي حتماً التعبير السياسي عن وجودها مستقبلاً بشكل إتحادي ما.وقد تكون المشكلة في بعض القوى القومية العربية التي لم تدرك بعد (لا فكراً ولا ممارسةً) أنَّ القومية العربية هي حالة انتماء وليست مضموناً فكرياً وسياسياً قائماً بذاته. أي لا يكفي القول “إنني قومي عربي” لأحسم موقعي وموقفي الفكري من قضايا لها علاقة بالدين والديمقراطية وبالواقع العربيّ الراهن والصيغ الدستورية للحكم.   العرب في المهجر : دور المهاجرون العرب في الحياة السياسية الاميركية   ·       ماهو دور المهاجرون العرب في الحياة السياسية داخل الولايات المتحدة الاميركية ؟ وهل نحن امام مهاجرين مشاركين في المجتمع المدني أم ان العرب عبارة عن مهجرّين منفيين من أوطانهم يخافون الآخر وما يدور حولهم ؟ هناك خصوصية تتّصف بها الجالية العربية في أميركا: فأفراد الجالية الذين هم أبناء ثقافة واحدة لكن ينتمون إلى دول وأوطان متعددة، يأتون إلى أميركا التي هي وطن وبلد واحد لكن يقوم على أصول ثقافية متعدّدة. ولهذه الخصوصية انعكاسات مهمة جداً على واقع ودور العرب في أميركا. فهم بنظر المجتمع الأميركي  وحتى المنطقة العربية- “جالية واحدة” بينما واقع الأمر أنّهم يتوزّعون على “جاليات” عربية. وتنشط غالبية الجمعيات من خلال تسميات خاصة بالأوطان، بل بعضها يحصر انتماءه في أطر مناطقية من داخل البلدان العربية.·       على ما يبدو ان لعنة ” الانقسام تلاحق العرب اينما كانوا “! هم جالية “واحدة ” بنظر الاميركيين و”جاليات” في حقيقة الامر! فما هي تداعيات هذا الواقع ؟؟؟لقد أدّت هذه الخصوصية إلى كثير من المعضلات في دور العرب على الساحة الأميركية. فالتسمية النظرية هي: جالية عربية، بينما الواقع العملي في معظمه هو تعدّد وانقسام على حسب الخصوصيات الوطنية أو المناطقية أو الطائفية أحياناً، إضافةً طبعاً للصراعات السياسية التي تظهر بين الحين والآخر. ورغم مضيّ أكثر من قرن على بدء الهجرة العربية لأميركا، فإنّ واقع العرب في أميركا استمرّ كمرآة تعكس حال العرب في البلاد العربية. ولم يستفد العرب في أميركا بشكل عميق من طبيعة التجربة الأميركية التي قامت وتقوم على الجمع بين تعدّد الأصول الثقافية والعرقية، وبين تكامل الأرض والولايات في إطار نسيج دستوري ديمقراطي حافظ على وحدة “الأمّة” الأميركية -المصطنعة أصلاً- وبناء دولة هي الأقوى في عالم اليوم.فالعرب يشتركون في ثقافة عربية واحدة لا تقوم على أصل عنصري ولا يختصّ بها أبناء دين دون آخر.. ثقافة عربية هي الآن الرمز الوحيد الباقي فاعلاً للتعبير عن انتماء العرب إلى أمّةٍ واحدة ذات مضمون حضاري واحد. ·       نعود اذن لاشكالية الانتماء الحضاري وعلاقتها بالانتماء السياسي ، كيف تتعاملون مع ذلك ؟إن تجربة “مركز الحوار العربي”في واشنطن تتعامل تحديداً مع هذه المعضلة التي تواجهها الجالية العربية في أميركا، حيث تؤكد تجربة “مركز الحوار” على ضرورة القناعة بأنّ وجود تعدّدية فكرية في أي مجتمع تتطلب أيضاً تعدّدية سياسية في حياته العامة.فوحدة الانتماء الحضاري ووحدة الانتماء الثقافي لا يجب أن تعنيا إطلاقاً وحدة الانتماء الفكري أو الانتماء السياسي.. ولا يجوز أن يكون اختلاف الفكر والتوجّه السياسي سبباً للخلاف بين الأشخاص أو لصراعات عنفية بين الجماعات في المجتمع الواحد، بل إن أسلوب الحوار هو الوسيلة المنشودة للتفاعل المطلوب بين العرب في مختلف مواقعهم. ·       هل بالامكان ان نجد في يوم ما لوبي عربي في الكونغرس الاميركي ؟ يشارك ويؤثر في القرارات والسياسات الداخلية والخارجية ؟ هناك مقارنة خاطئة تتكرر أحياناً في الإعلام العربي والفكر السياسي العربي وهي مقارنة حالة العرب في أميركا بحالة اليهود الأمريكيين‏.‏ فالواقع أن “العرب الأميركيين” هم حالة جديدة في أميركا مختلفة تماماً عن الحالة اليهودية‏.‏ ·       انا لم اقارن.. ولكن “الانسان العربي العادي” دائما يتساءل لماذا لا يؤثر عرب اميركا في عملية صنع القرار؟؟؟ العرب جاءوا لأمريكا كمهاجرين حديثاً من أوطان متعددة إلى وطن جديد‏، بينما اليهود في أمريكا هم مواطنون أمريكيون ساهم العديد منهم في إقامة (إسرائيل‏) في قلب المنطقة العربية،‏ أي عكس الحالة العربية والإسلامية الأميركية وما فيها من مشكلة ضعف الاندماج مع المجتمع الأميركي‏.‏ حالة العرب في أميركا مختلفة أيضاً من حيث الأوضاع السياسية والاجتماعية،‏ فكثير منهم جاء مهاجراً لأسباب اضطهاد سياسي أو عوز مادي، وأحياناً بسبب حالات أمنية تعيشها المنطقة العربية،‏ مما يؤثر على نوع العلاقة بين العربي في أمريكا والبلدان العربية‏.‏ بينما حالة العلاقة بين اليهود الأميركيين وإسرائيل هي حالة من ساهم في بناء هذه الدولة وما زال يدعمها‏.‏أيضاً، ليس هناك حالة من التنافس الموضوعي بين الطرفين على المجتمع الأمريكي‏.‏ أي ليس هناك مؤسسات رسمية أو إعلامية أميركية محايدة تتنافس عليها الجالية العربية مع الجالية اليهودية، فعدد كبير من المؤسسات الإعلامية الأميركية هو مملوك من يهود أمريكيين أو على صداقة خاصة مع إسرائيل، وهذا بذاته يجعل المقارنة غير عادلة‏.‏إنّ اللوبي الإسرائيلي في أميركا يتعامل مع علاقة واحدة خاصّة هي علاقة إسرائيل بأمريكا بينما تتعامل المؤسسات العربية والإسلامية الأمريكية مع علاقات أميركية متشعبة ومختلفة لأكثر من عشرين دولة عربية. إنّ العرب الأمريكيين يتعاملون مع واقع عربي مجزّأ بينما يدافع اللوبي الإسرائيلي عن كيان واحد هو إسرائيل.إنّ أكثر من نصف الجالية العربية هم من المسيحيين العرب، وأكثر من نصف الجالية الإسلامية هم من أصولٍ غير عربية. ولا يمكن وضعهم جميعاً (العرب والمسلمين في أميركا) في “سلَّةٍ واحدة” من الناحتين الدينية والوطنية. ·       فما هو سبب نجاح اللوبي اليهودي ؟؟إنّ نجاح “اللوبي الإسرائيلي” لا يعود سببه فقط إلى بداية اليهود لعملهم السياسي في أمريكا قبل مائة عام أو أنهم أكثر عطاءً بالتطوع والمال، فالعنصر المرجح لكفّة اللوبي الإسرائيلي إنما سببه أن أمريكا نفسها ليست طرفاً محايداً يتنافس عليه العرب من جهة وبعض اليهود الأميركيين من جهة أخرى. دور العرب في الانتخابات الاميركية ·       في ظل المعركة المحتدمة بين ماكين واوباما، من وجهة نظرك كمراقب تتوقع فوز من؟ واي خط سياسي هو الاقرب الى قضايا العرب ومصالحهم؟ واين يقع ثقل الاصوات العربية وما هو تأثيرها ؟إنّ اختيار الملايين من الأميركيين في الحزب الديمقراطي (البيض والسود) لباراك أوباما، ليكون مرشّحهم لموقع الرئاسة يعني بداية نموّ نمط جديد من مفهوم المواطنة الأميركية، وتجاوزاً لتراث وتاريخ عادات من العنصرية والتمييز الظالم بين أبناء الأمّة الواحدة. لكن أمام هذا “النمط الوطني” الأميركي الجديد تحدّيات كثيرة تواجهه في طريقه إلى البيت الأبيض، أبرزها الشعور العنصري الدفين في المجتمع الأميركي وما عليه أوباما من أصول إثنية أفريقية، ودينية إسلامية (لجهة والده)، وبرنامج سياسي واجتماعي متناقض مع برنامج اليمين الديني الأميركي الذي يصل تأثيره إلى خمس الأميركيين تقريباً، إضافةً إلى الانقسام السياسي التقليدي بين “ديمقراطيين” و”جمهوريين” وما في كل معسكر من برامج صحّية واجتماعية واقتصادية مختلفة، وتأثيرات هامّة لشركات كبرى ومصالح ونفوذ “قوى الضغط” الفاعلة بالحياة السياسية الأميركية. ·       ماهي العوامل الايجابية الفاعلة في حملة باراك اوباما الانتخابية ، او العوامل المؤدية لنجاح “النمط الوطني الجديد الذي اشرتَ اليه ؟؟” لكن العامل الإيجابي المهم الفاعل الآن لصالح حملة المرشّح أوباما، يتمثّل في ثلاث فئات كانت مهمّشة في الانتخابات السابقة أو لم تكن مؤثّرة فيها؛ وهي فئة الجيل الجديد والطلبة الذين ينشطون بمعظمهم الآن في حملة أوباما، ثمّ فئة المهاجرين الجدد الذين يتجنبّون عادةً العمل السياسي والتصويت الانتخابي لكنّهم الآن وجدوا في أوباما نموذجاً لما يأملون به لأولادهم من مشاركة فعّالة في المجتمع الأميركي. فأوباما ابن لمهاجر جديد لأميركا مولود في كينيا. أمّا الفئة الثالثة، فهي الأعداد الضخمة من الأميركيين عموماً، والأميركيين السود تحديداً، الذين كانوا يمتنعون عن ممارسة حقّهم الدستوري الانتخابي فلا يشاركون بالمعارك الانتخابية لفقدان ثقتهم بالمرشّحين وبالعملية الانتخابية عموماً نتيجة استمرار أحوالهم المعيشية الصعبة بغضّ النظر عمّن كان يفوز في كل جولة انتخابية. هؤلاء يأملون الآن أن يكون باراك أوباما ممثّلاً لهم في أعلى موقع للقرار الأميركي، ويجدون فيه حالة مشابهة للرئيس الراحل جون كنيدي الذي كان أيضاً ينتمي لأقليّة دينية كاثوليكية، ووصل إلى موقع الرئاسة وهو في الأربعينات من عمره، وعمل على إحداث تغيير اجتماعي وسياسي في الفترة القصيرة التي قضاها بالحكم قبل اغتياله عام 1963. هل نستطيع القول : ان سوء الادارة الاميركية الحالية هي التي ستوصل أوباما  الى سدة الحكم ؟؟ إنّ ظروفاً موضوعية تساهم الآن في دعم حملة المرشّح أوباما نتيجة سوء سنوات الحكم الماضية من إدارة بوش الجمهورية. فالاقتصاد الأميركي يزداد تدهوراً وتراجعاً، والحرب في العراق أكّدت صحّة مواقف أوباما من حيث أنّها كانت حرباً خاطئة ولا علاقة لها بالحرب على الإرهاب، وبأنّ هذه الحرب ساهمت في سوء الأوضاع الاقتصادية وفي أضرار كثيرة بالسياسة الخارجية الأميركية.·       العرب سيصوتون لمن ؟؟ وهل لاصواتهم ثقل ؟؟  وأعتقد أن معظم الجالية العربية سيصوّت لصالح أوباما للأعتبارات التي أشرت اليها.
أما بالنسبة لثقل العرب في أميركا فإن عددهم لا يتجاوزنسبته إلى عددالسكان الأميركيين واحدفي المئة،هناك 300 مليون أميركي وهناك حوالي 3ملايين عربي، فواحد بالمائة من السكان لاتغيّركثيرا  من واقع الحال، وإن كان معظمهم أصحاب كفاءات مهنية مهمة.وهؤلاء في حالة عمل فردي أكثر مما هو عمل جماعي منظم. هناك بداية حركة، تأثير وهناك عدد من المرشحين العرب في الانتخابات الأميركية، لكن ترشيحهم لا يعني بالضرورة أنهم من مؤيدي القضا ياالعربية.
يعني لاأعتقدأن جورج ميتشل على سبيل المثال الذي كان عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي يُصنّف مؤيدا  للقضايا العربية،على العكس كان من المتحمسين والمؤيدين جداًلإسرائيل في الفترة التي كان فيها عضوا في مجلس الشيوخ.

***




خليل الميس في حوار سياسي : ايران تهدد العالم العربي - حاورته : مروة كريدية


حاورته- مروة كريدية من بيروت: ألقت الوقائع التاريخية والسياسي

ة في لبنان ضوءًا على جدلية العلاقة المحتدمة بين الديني والسياسي حيث شكل دور المرجعيات الروحية محورًا مهمًا في تحديد ملامح النظام السياسي فيه، وبعد تراجع هذا الدور وانحساره خلال الأعوام السابقة، عاد الى الواجهة مجددًا بشكلٍ صارخ لا سيما بعد الأحداث الأمنية التي شهدها لبنان مؤخرًا، حيث كان لمفتيي السُّنة في المناطق اللبنانية تأثيرًا كبيرًا على تحريك الشارع وضبطه.
ايلاف قصدت مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس في محاولة منها لسبر هذه المواقف من رجل تميز بالحنكة والدهاء، وحاول طيلة الأعوام السابقة ان يجمع في عبائته تناقضات السياسية اللبنانية، وهو يخرج اليوم في هذا الحوار بسلسلة مواقف سياسية يتنقد فيها المقاومة والدور " الفارسي " في المنطقة، معتبرا ان ايران تهدد العالم العربي وهي تسعى لاستعادة أمبرطوريتها من جديد؛ وهذا نص الحوار .
لقد برز مفتو المناطق اللبنانية في الآونة الأخيرة على الساحة السياسية، خصوصًا بعد احداث شهر مايو الماضي ألا يُعدّ ذلك مؤشرًا سلبيًّا ؟ وتكريسًا للمذهبية؟
الدور كان إيجابيًا جدًّا لتهدئة الشارع، وعندما أعطيت لمفتيي المناطق الفرصة برزوا في الساحة ، لقد منعتُ سفكَ الدماء في تعلبايا وسعدنايل وكان لنا لقاءات مع حزب الله وأمل، وإلا كنّا دخلنا في نفق مظلم ، وانا منعت الاعتصامات والاحتجاجات والتجمعات البشرية في البقاع تجنبًّا للاحتكاكات.
لماذا يُصوّر الصراع على انه مذهبي لا سياسي ؟
السنة في لبنان تحركوا عندما حوصِر فؤاد السنيورة ، اي عندما حوصر منصب رئيس الحكومة فنزلوا لأجل الرمز السياسي على الأرض، الطرف الآخر (المعارضة) كان يرفع شعار تغيير البنية وتغيير الحكومة وحاصرها...وحضور حزب الله القوي في بيروت يلغي الدور السني ويُفقد بيروت دورها السياسي التاريخي .
حزب الله
ألا يعد هذا الكلام تكريسًا للطائفية في لبنان؟ المارونية السياسية هي التي ورطت كلّ لبنان بالطائفية، وبوجود حزب الله لا يمكن إلغاء الطائفية؛ ولبنان بتركيبته الخاصة قائم على التوزيع الطائفي، والمطلوب عقلنة الطائفية .
لماذا هذه الحساسية تجاه حزب الله ؟
مشكلة حزب الله في احتكار المقاومة واختزالها في حزب ولاية الفقيه، مما أخرج الجميع منها.... وحزب الله لم يعد قادر على التعامل مع بقية الأطراف بعد ان حرّر جنوب لبنان.
أليس من حقِّ من حرر ان يقرر ؟
هو حرّر الوطن له لا للبنانيين .
غير أن الامين العام لحزب الله حسن نصر الله أهدى النصر مرارًا وتكرارًا للأمة، وهو يردد دومًا ان المقاومة لكل اللبنانيين !؟؟
( يبتسم ..) انها معادلة " سين ".. سين اسرائيل وسين سوريا طحنت السين الثالثة السنّة... الطائفة السنية التي كانت راعية العنفوان الفلسطيني والمقاومة العربية، كانت تحتوي على كافة الأطياف بما فيها الشيعة - ولا ننسى الدور الشيعي العربي قوميًّا - وفيما بعد تمحورت المقاومة وانتقلت ايرانيًا .
إيران
لا بأس فلتنتقل ايرانيًّا ! ولماذا كلّ هذا القلق من إيران؟ لنتجرّد قليلاً عن عصبياتنا، هل ايران تهدد فعلاً العالم العربي ؟
نعم إيران تهدد العالم العربي .... لكلّ دين ومذهب ارثٌ تاريخي عقائدي يحركه ولننظر :
الارث اليهودي يتمحور حول " حائط المبكى " وعدوهم فيه العربي اقتلعوه من ارضه .
الارث المسيحي يتمحور حول قضية " الصلب " وعدوهم فيها اليهودي .
الإرث الشيعي يتمحور حول قضية "شهادة الحسين" وقصة "كربلاء" وعدوهم فيها كما يعتقد البعض السنة .
 ولننتبه ان القاسم المشترك فيها جميعًا البكاء .
انك تعيدنا بجوابك هذا قرونًا الى الوراء، وكلامك خطر، إذ لا يمكن لنا كدول دخلنا الألفية الثالثة وتعولمنا ان نعود الى "المخزون" العقائدي المقدس عند كل دين وطائفة ونكرسه في خطابنا ونبني عليه المواقف السياسية، إنها كارثة !

التحريك التاريخي الشيعي الآن يدار بعقلية فارسية ، فالاسلام السني هو الذي قوّض بلاد فارس، ولا مشكلة معنا مع الشيعة العرب فعروبتنا تجمعنا .
لماذا وُظِّف هذا الخطاب التاريخي الآن، ألم ترونه من قبل ؟
الآن نشهد عودة الإمبرطوريات من جديد، وفارس هي إحداها.
ولكن حزب الله مقاومة لبنانية بمواجهة محتل اسرائيلي، كيف يخدم "الامبرطورية الفارسية " ؟؟؟
ايران تركز دورها في المنطقة عبر حزب الله من خلال تبني أمرين : أولا تبني القضية الفلسطينية وهي قضية رابحة، وثانيًا القضية المذهبية الشيعية والاستشهاد الحسيني .
العلاقات مع سوريا
في سياق متصل حول انحراف "الولاء الشيعي من العربي الى الايراني" كيف قرأت استقالة النائب حسين الحسيني بالأمس، خصوصًا بعدما ذكّر في كلمته برسالة موسى الصدر ؟
تصرف ذكي جدًّا ... إنه إحراج للرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب وهي محاولة لإنقاذ التاريخ الشيعي ورصيده في لبنان من هيمنة حزب الله ، في وقت يسعى الجميع فيه لتحقيق مزيد من المكاسب و الكل (عم يتناتشوا) استقال، ولا ننسى أنه رئيس مجلس النواب سابقًا .... إنها رسالة لرئيس البرلمان الحالي كي ينتبه.
مع زيارة رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان الى سوريا هل تتوقع اقامة علاقات دبلوماسية معها ؟؟
أنا حزين لإقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا، لأن ذلك يرسخ الانقسام العربي وهو خلاف إرادة الشعوب ، وهذه الانظمة القائمة في البلاد العربية لا تمثل شعوبها .
وأنا من حقي كمواطن عربي ألاّ أعترف بهذه الأنظمة، فعمقي الديني لا يعترف بهذه الحدود...بعد الحرب العالمية الثانية الأنظمة في أوروبا أعادت بناء أوروبا ووحدتها أما الانظمة العربية فإنها فتَّتنا ، وينبغي ان نتحمل مسؤولية تجاه إخواننا اينما وجدوا .
إذن، ما هي حدود مسؤوليتكم تجاه فلسطين ؟؟
حزين أنا لأن الأنظمة العربية لا تُساعد في فلسطين، وأنا أنادي كل دولة عربية أن تخصص جزءًا من موازنتها العسكرية لدعم الفلسطينيين لانهم يحاربون عن كلّ الشعوب العربية، واسلاميتي أكبر من الأنظمة والحدود المرسومة .
ان العاصمة الدينية للاسلام هي مكّة ونحن نحتاج إلى عاصمة سياسية للمسلمين واتمنى ان تكون القدس .
من أين تكون البداية من وجهة نظركم ؟؟ الحقيقية للمرّة الأولى أعود للقلم والفكرة ، القيادة لا تكون الا بالفكر وينبغي ان يوظف المال لدعم الأفكار لا ان يوظف الفكر من أجل المال 
******




مصطفى عثمان اسماعيل  يتحدث الى مروة كريدية 



مصطفى عثمان اسماعيل :

"قضيةدارفور مضخمة اعلاميا تستغل من قبل واشنطن"
مروة كريدية – الخرطوم – السودان
رأى الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس جمهورية السوداني ووزير الخارجية الأسبق أن قضية دارفور مضخمة إعلاميًّا ومُستغلة من قبل الادارة الأميركية بهدف تغطية فشلها الذريع في العراق، و يشكك في حيادية تقارير الامم المتحدة حول ضحايا العنف في الاقليم المذكور، نافيًا ان يكون هناك تطهيرًا عرقيًّا ، متهمًا إسرائيل بأنها تريد أن تجعل من إقليم دارفور ساحة معركة بينها وبين العرب، ويخلص الدكتور مصطفى اسماعيل الى نتيجة مفادها أن قضية دارفور هي تحدي للامة العربية كلها وليست مسألة سودانية وحسب .
يلقب البعض رأى الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل بأنه راعي الدبلوماسية السودانية ويطلق عليه آخرون مهندس العلاقات الخارجية؛ فهوأحد أهم صُناع انفتاح السودان على العالم ، سيما بعد مرحلة الانغلاق والتوترات التي شهدتها سياسات السودان الداخلية والخارجية خلال فترة التسعينات عقب وصول البشير الى سدة الحكم .
mousta


و يصفه أحد الدبلوماسيين الغربيين بالقول "إن أسلوبه في التفاوض مختلف عمن سبقوه، حيث لا يميل الى الجدل الدائري والحجاج الحلزوني، ولكن يعترف بالأخطاء وينفذ الى تطويرمواقف عملية بناءة" . يطلق عليه السفراء الأجانب في الخرطوم لقب"مستر سمايل "وذلكبدلا عن مستر اسماعيل نسبة لابتسامته الدائمة التي يقابل بها أحرج المواقف"
قصدناه في مكتبه وهدفنا الأساس يتمحور حول قضية دارفور بشكلٍ أساسي ونحمل في جعبتنا الكثير من التساؤلات حول البعد الانساني للأزمة ، غير أن وجهة نظره  لا تختلف كثيرا عن وجهة النظر الرسمية للحكومة السودانية التي أعلنها البشير في أكثر من مكان .

120963
عثمان حاول الانطلاق في حديثه معنا حول دارفور من خلال قراءة الواقع الدولي فقال:"قطعًا نحن في سنة تشهد تغيرات عديدة ونحن مطالبين بأن نضع أجندة نواجه بها إدارة أميركية جديدة.. وأمامنا رئيس روسي جديد كما ان الرئيس الصيني جدد له….وكل ذلك يؤثر على مستوى الأمور ، فالتصورات العالمية لا بد من وضعها في الحسبان…فأنظار العالم اليوم تتجه نحو أفريقيا ومع ان ثلثي العرب في أفريقيا نكاد لا نجد رئيس عربي زار جنوب الصحراء ، وعلينا كعرب أن نرتب أجندتنا الخارجية بما يصب في مصلحة الامن القومي العربي " 
عثمان لم ينف وجود المشكلة وأشار بالقول :" هناك مشكلة وأزمة في دارفور…غير أن قضية دارفور أُريد لها التصعيد والتضخيم الاعلامي  بأكبر قدر ممكن لكي تغطي على قضية أخرى تحاصر الإدارة الأميركية والحكومة البريطانية وهي المعاناة العراقية"  مضيفا ان "تقارير الأمم المتحدة تشير الى وجود حوالي مئتي ألف قتيل في دارفور؛ والتي نعتقد نحن في السودان أنها تقارير  مشكوك فيها. وانها تقارير المنظمات الغربية التي لا تسعى لمصلحة دارفور …. ومن يتابع الإعلام الغربي يجد تضخيمًا واضحاً للأوضاع في دارفور وكأن ما يجرى فيها اخطر مما يجري في العراق .. فعدد القتلى في العراق أكثر من مليون..! "
120963
وعن الدور العربي في حل أزمة دارفور قال :" قضية دارفور قضية تؤرق المواطن العربي وأصبحت الآن تُستغل من قبل القوى المعادية للسودان، وأن المساهمات العربية في حل الأزمة تكون عبر ثلاثة مسارات رئيسة هي:
أولها : الجانب الإنساني، والعرب إلتزامهم جيد في هذا الجانب وهم مستمرين في الدعم .
ثانيها :المسار الأمني وهو مرتبط بالقوة العربية-الأفريقية، ونشيد بدور مصر لإرسالها ثلاثة كتائب إلى دارفور"
مضيفا أن المساهمات العسكرية من الدول العربية في أفريقيا في القوات المختلطة من الاتحاد الإفريقي والامم المتحدة سيصل عددها الى حوالي ستة وعشرين ألف جندي .
المسار الثالث:وهو "المسار السياسي وهو يُعالج من قبل دول عربية أهمها مصر وليبيا والجامعة العربية مما يساهم في دفع جهود المفاوضات حول دارفور ..هناك ايضا ترتيب لعقد موتمر اسلامي "
120963

وعن العلاقات العربية الافريقية أفاد عثمان الى أن هناك عملا عربيًّا- إفريقيًّا مشتركًا  ومميزًا، لمواجهة التحديات مؤكدًّا أنه "علينا ألا ننسى أن دافور مجتمع قبلي متنوع عربي إفريقي وهوخليط  مستمر منذ أكثر من 400 عام ، بحيث أن احداً لا يستطيع أن يميز بين عربي وإفريقي، وبالرغم من كل هذا أرادت القوى الخارجية المعادية أن تستغل قضية دارفور لدقّ الإسفين في العلاقات العربية الإفريقية ، حين زعمت  أن ما يجري في دارفور هو عملية إبادة للعرق الإفريقي من قبل العرق العربي، الذي يسمونه حينا بالجنجويد وحينا آخر بالميليشيات… لكن أول من انتبه لهذا الخلط والخطأ كانوا الأفارقة  أنفسهم قبل أن ينتبه لذلك العرب.. ولذلك حرص الأفارقة، أن يأتوا بقوات افريقية من إفريقيا جنوب الصحراء وان يرفعوا صوتهم للقول إن ما يجري ليس إبادة عرقية كما يدعي الإعلام الغربي."
"وعلى عكس ما كان يرغب البعض فإن قضية دارفور التي أرادوا لها ان تكون إسفينًا  في العلاقات العربية الإفريقية دعمت وقوَّت هذه العلاقات، ومن الملاحظ ان عدد  الاجتماعات التي عقدت في إطار قضية دارفور بين الدول العربية والإفريقية بعد قيام الاتحاد الإفريقي اكبر من معدل الاجتماعات التي عقدت بين الطرفين قبل قيام الاتحاد"
وردًّا عن سؤالنا حول الأسباب التي جعلته يتهم اسرائيل بالرغم من كونها بعيدة جغرافيا عن دارفور ولا توجد لها مصالح مباشرة في الاقليم المنكوب أجاب:
" أولاً استراتيجية إسرائيل كدولة قائمة على العرقية اليهودية وباعتبارها الدولة العرقية الوحيدة تقريباً في العالم الآن ، فهي تبحث عن دول شبيهة بها تقوم على العرقية، وهذه المحاولة ليست جديدة…. اقصد ليست في دارفور فقط…. فعلى سبيل المثال عندما استقل اقليم بيافرا عن نيجيريا وأقام دولته على عرقية الآيبو كانت إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي اعترفت بهذا الإقليم وقدمت له السلاح…."
120963
واتهم عثمان اسرائيل بتحريك ملف دارفور في الأمم المتحدة فقال :"عندما عرض موضوع الجدار العنصري في فلسطين على المحكمة الدولية ثم اعيد للجمعية العامة للأمم المتحدة بدأ مندوب إسرائيل في المنظمة الدولية بالحديث عن ماذا يفعل العرب في دارفور! وكان واضحاً انه يريد ان يرسل رسالة مفادها، ان العرب في فلسطين وفي لبنان وفي العراق هم العرب انفسهم الذين يقومون بأعمال القتل والاغتصاب والإبادة وخلافها في دارفور وبالتالي لا تلومونا على ما نفعله في فلسطين أو في غيرها لأن هؤلاء هم العرب..في محاولة فاضحة لتشويه صورة امتنا"
قضية دارفور ـ بالتالي - تمثل تحديا ليس امام السودان فحسب، بل امام الدول العربية كلها.. والتحدي هو ان نفضح هذا التزييف الذي يراد له ان يمر عبر دارفور وذلك بمعالجة قضية دارفور"
وختم مصطفى عثمان اسماعيل حديثه بطرح إشكالية معقدة حول مفهوم الهوية بالنسبة للسودان ، جملة ربما تكون الأهم بالنسبة لكثير من المحللين فقال:"البلد في طور تشكيل هويته ومع التحديات الخارجية نحتاج الى وقفة .. ولا بد من توحيد الجبهة الداخلية عبر عامل الثقة من خلال رؤى وثوابت وطنية تجمعنا .."
ايلاف -

****






محمد خير المستشار الاعلامي و المستشار محمد الامين



مروة كريدية تتحاور مع السفير عوض حسين احمد نائب رئيس البعثة في سفارة السودان في الدوحة


الرئيس السوداني من دبي يدعو الى توحيد الصف العربي
ويؤكد :" لا توجد خلفية إثنية للصراع في دارفور "
 
 11 مارس 2008 - مروة كريدية/ دبي
 
دعا فخامة الرئيس السوداني عمر حسن البشير الدول العربية الى إنجاح القمة العربية المزمع عقدها في أواخر الشهر الجاري وقال في مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم في دبي الى :" أن الظروف التي تمرّ بها الأمّة العربية و العديد من المشاكل والتوترات توجب أن نجلس سويًّا لإزالة كل الشوائب لمواجهة التحديات الماثلة للعيان لا سيما في فلسطين والعراق ولبنان والصومال …" مضيفًا بأننا حريصون على حضورها في أعلى مستويات التمثيل، مؤكدًّا على ضرورة حضور لبنان للقمة ومعوّلا على حكمة الساسة اللبنانيين  حيث قال  :"نثق بحكمة القيادات اللبنانية للتوحد.. وما لذلك من تأثير واضح على الموقف العربي عامة "
 
وحول علاقة الخرطوم بواشنطن،  أكدّ البشير على ضرورة السعي للوصول إلى علاقة طبيعية وجيدة قائلا : " أن الإشكال معها مكلفًا وان العلاقة الجيّدة لها إيجابيات كثيرة " ، مشيرًا إلى ان خلاف الحكومة السودانية  مع الحركة الشعبية لتحرير السودان أدى الى  تدهور العلاقة مع واشنطن قائلا:"الآن سُلِّمت لهم وزارة الخارجيّة وقد أعطيناهم التكليف حتى يصلحوا ما خرّبوه "
 
وحول موضوع أزمة دارفور أشار الى أن استعمال القوة تُعد الوقود لهذه الحرب، وأن إمكانيات السودان كلها تبقى مستهدفة من خلالها ، فسمعة السودان الخارجية متأثرة سلبًا من جراء ذلك ناهيك عن ان الحروب مكلفة ومدمرة ، واتهم البشير ما أسماه بالمشروع الصهيوني المعادي لقضايا السودان بأنه يقف وراء التضخيم الإعلامي المبالغ فيه للأزمة ، التي اعتبرها بأنها مُصطنعة قائلا أن ما يحصل في الاقليم هو احتكاكات بين بعض القبائل الرعويّة ، واصفًا هذه الاشتباكات بالتقليدية في مجتمع يعتمد على الزراعة ، فالجفاف أدى الى النزاع حول الموارد الطبيعية ، نافيًا بشكل قاطع وجود تطهير عرقي  واصفًا ما تتداوله بعض وسائل الاعلام عن ذلك بالكذب والافتراء قائلا "لا توجد خلفية إثنية للصراع في دارفور "
وأكد على ان الحكومة السودانية تتابع مجريات الاحداث و ترصد بدقة وموضوعية حجم الخسائر والأضرار البشرية والمادية ، و قد حمّل البشير  التدخلات الاجنبية مسؤولية تعطيل اتفاقات أبودجا قائلا :"ان 90% من دارفور آمنة تمامًا وتُمارس فيها الحياة بصورة طبيعية " مضيفًا أنه   يجب أن نعطي الخيار لأهل الجنوب لتقرير مصيرهم شارحًا طبيعة اتفاقية السلام الشامل التي تسعى اليه حكومة السودان ومستوى تنفيذ هذه الاتفاقية وما يُتوقع انجازه منها، حيث سيكون هناك فترة انتقالية مدتها ست سنوات يقوم صندوق تنمية الجنوب خلالها  بدراسة متطلبات الاقليم التنموية و تقديم المساعدات المطلوبة ، بحيث يتم استغلال الزمن لتحفيز مواطني الاقليم ، على ان  يتم بعدها استفتاء لأهل الجنوب لتقرير مصيرهم ..
 
وعن الاسباب التي تجعل السودان مستهدفا قال :"أن السودان  هو مدخل حيوي وهو مستهدف لأسباب عديدة أولها أنه جزء من العالم العربي كما انه مستهدف في موقعه الجغرافي فهناك من يعتبره جسر لدين الاسلام والثقافة العربية يربط العرب بأفريقيا، وهناك قوى تخشى من هذا الجسر وهي تحاول أن تقسم أفريقيا الى قسمين شمال الصحراء ، وجنوب الصحراء بحيث يتم تصوير القارة الافريقية بأنها في الشمال عربية مسلمة و في الجنوب زنجية مسيحية ، وبالتالي  هناك من يريد استمرار هذه القسمة "
 
وتعرض البشير الى طبيعة علاقة السودان بتشاد حيث شرح البعد التاريخي والجغرافي والحضاري  العميق مع الجارة التشادية قائلا :" ان علاقتنا متميزة مع تشاد إلى ان جاءت قضية دارفور " شارحًا طبيعة الاتفاقيات الخمس التي عقدت بين البلدين منوهًّا بإتفاق مكة  حيث أشار الى انه أدى العمرة مع الرئيس التشادي وصليا داخل الكعبة وقبض على يده قائلا له "الخائن الله يخونه"
 
وقد نوّه الرئيس البشير بالعلاقات الأخوية الحميمة القائمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية السودان والتطور الذي تشهده في مختلف المجالات بما يحقق الخير والمنفعة لكلا البلدين والشعبين ،مؤكدا ان المباحثات التي جرت مع سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة ايجابية جدا حيث تم خلالها استعراض طرق التنسيق المشترك والتعاون في المجالات كافة لا سيما التجارية الاستثمارية منها ، كما أشار الى تطابق الرؤى حول توحيد الصف العربي بما يحقق المصلحة العربية لا سيما في ضوء التطورات الاقليمية الراهنة .
 
مروة كريدية/ دبي



120538
في حوار موجه للسيد عثمان نافع مدير الادارة السياسية في العاصمة الخرطوم


120538


120538
محمد خير المستشار الاعلامي و المستشار محمد الامين

120538
مروة كريدية تتحاور مع السفير عوض حسين احمد نائب رئيس البعثة في سفارة السودان في الدوحة

*****
الرئيس سليم الحص - مروة كريدية

سليم الحص : لا أراهن على نجاح القمة العربية … وجامعة الدول العربية أضحت مستهلكة ومنهكة وفاقدة للفعالية…و"كول" هدفها الضغط على المسار السياسي
حاورته : مروة كريدية -إيلاف - 7آذار 2008 
 
إنه رجل اقتصاد قبل أن يكون رجل سياسة، يُطلق عليه محبّوه لقب ضمير لبنان ويقول عنه معارضوه بأنه رجل ليّنٌ وضعيف، غير ان الجميع يجمع على نظافة كفه وسياسته الاقتصادية الحكيمة … هادئ الطباع يخجلك أدبه الشديد ورقّي أدائه ، يتميز بجرأة أدبية نادرة فهو يعترف بأخطائه واخفاقاته ، شغل منصب رئاسة الوزراء مرات عدة في ظل ظروف عصيبة أليمة ، وكان قد شغل العديد من المناصب الاقتصادية قبل منصبه السياسي أهمها مستشارا لصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ثم رئيسا ومديرا عاما للمصرف الوطني للانماء الاقتصادي والسياحي، قال كلمته الشهيرة بعد سقوطه في انتخابات عام 2000 النيابية "انني خرجت من حيز العمل السياسي إلى حيز العمل الوطني" إنه رئيس الحكومة اللبناني الأسبق الدكتور سليم الحص…
التقيته على هامش  اعمال الملتقى الأول للاستثمار في دول مجلس التعاون الخليجي الذي انعقد بدبي , وكان لقاءًا بنكهة اقتصادية من وحي المؤتمر ، غير ان الحص عبر من المدخل الاقتصادي الى السياسي ولمح للشأن اللبناني  طارحًا فكرة تكامل عربي ، قد تبدو للبعض رومانسية وبعيدة عن الواقعية وأنا منهم ،  فهو بالرغم من الانشقاقات العربية الحادة مازال يؤمن بأن هناك أمل بالتكامل العربي  ويرى  ان التكامل الاقتصادي الخليجي هو المدخل المرتجى الى التكامل العربي المنشود .
 
·   بداية دولة الرئيس ، هناك شعور سائد عند الشعوب العربية بالتخوف من موضوع العولمة بشكل عام والعولمة الاقتصادية بشكل خاص، فالبعض يعتبره نوع من الاجتياح الأميركي، وانا هنا أقصد الناس العاديين ولا أقصد الانظمة او الاقتصاديين او المستثمرين الذين يرون  ان العولمة ايجابية لانها تتفق مع مصالحهم بطبيعة الحال؟
 
الشعوب تراها مرادفًا للأمركة ومن هنا التخوف السائد في المجتمعات التي تعد أقل تطورًا، وهو أن تكون العولمة هي المطية للدول الصناعية للهيمنة على الاقتصاد العالمي وبالتالي يؤدي ذلك الى ابتزاز العالم الثالث واستنزافه .
 
·        كيف لنا ان نطمئن الشعوب الى أن العولمة هي في حقيقتها  ترجمة لمفهوم التكامل الذي هو سمة العصر؟ 
 
بالتأكيد العولمة لا تعني التفريط بالقضايا الوطنية ومصالحها ، ولا تعني التفريط بالقومية سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية ، فالعولمة فعلا كما أشرتِ هي ترجمة لمفهوم التكامل وتهدف الى إلغاء الحواجز والعقبات أمام تبادل السلع والخدمات واليد العاملة والأموال والمعرفة وتطال كل العالم بما يخدم قضايا التنمية والمستوى المعيشي للبشر وبالتالي فهي تؤدي الى رفاهية الانسان على وجه الأرض وهو أمر جيد ومطلوب ….
 
 
·   بدون شك دولة الرئيس نحن تعولمنا شئنا أم أبينا وهذه حقيقة واقعة، ولكن موقعنا في ظل العولمة الى الآن ما زال موقعًا سلبيًا ، نحن لسنا مؤثرين أو فاعلين.. كيف لنا   أن نكون فاعلين فيها مؤثرين في سيرورتها ؟
 
إن حركة العولمة على المستوى الدولي لم تمنع قيام السوق الأوروبية المشتركة ومن ثم الاتحاد الأوروبي وتطويره اقتصادياً وسياسياً ليغدو مركز ثقل مرموقاً دولياً، فأضحت أوروبا شريكاً فاعلاً في القرار الدولي مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا .
 كذلك لم تمنع حركة العولمة الصين والهند من تطوير اقتصاديهما على وجه أضحت الدولتان من جرائه مرشحتين لأن تكونا في عداد القوى الاقتصادية، ومن ثم السياسية المرموقة التي تشارك مشاركة فعالة في صنع القرار الدولي سياسياً واقتصادياً .
 وبناء على ذلك ليس ما يمنعنا نحن العرب من السير على هذه الطريق فنستولد اتحاداً فيما بيننا على نحو متدرج، مستفيدين من التجربة الأوروبية الناجحة .
و بذلك لا نمكّن ظاهرة العولمة المتعاظمة من سحقنا أو تهميشنا، لا بل بذلك نستطيع نحن العرب أن نسخر حركة العولمة لخدمة مصالحنا، كما تفعل أمريكا وأوروبا وكذلك اليابان والصين والهند . وبذلك يكون لنا شأن في الساحة الدولية ينسجم مع امكاناتنا ومنطلقاتنا ومصالحنا الوطنية والقومية . فلنبدأ كما بدأت أوروبا بسوق مشتركة، ثم منطقة اقتصادية حرة وننتهي باتحاد عربي متماسك ومتكامل اقتصادياً وسياسياً.
 
·   انت تطرح فكرة اتحاد عربي على غرار الاتحاد الأوروبي الذي شهد تطورًا اقتصاديًا بارزًا وسياسي كما أنه شهد توسيعًا لنطاقه الجغرافي ، ألا تجد أن دعوات ومشاريع الوحدة العربية أثبتت فشلها ؟
 
إن الدول العربية أولى بالإتحاد من الأوروبيين لأسباب عدة؛ الأمر الأول وهو  اللغة فالعرب تجمعهم  لغة واحدة والاوروبيون لغاتهم متعددة فهم يتكلمون ما لايقل عن خمس وعشرين لغة؛ الامر الثاني و هو المصالح المشتركة فالعرب يسودهم كما يسود أوروبا شعور بالمصير المشترك ؛ الأمر الثالث التراث الحضاري المشترك العريق والعميق  فيما أوروبا شهدت في قرن واحد وهو القرن العشرون حربين عالميتين الاولى والثانية كما شهدت نزاعات مسلحة ضارية بين دولها وكانت مسرحًا للحروب خلال القرون المنصرمة خصوصًا حروب نابوليون..كل هذه العوامل تجعل من اطلاق اتحاد عربي  ضرورة ملحة …
 
·        مالذي يجعلك مؤمناً بهذا المشروع الى هذا الحد؟
ما يعزز إيماننا بضرورة العمل على إطلاق إتحاد عربي هو ما نشهده من مشاريع دولية ترمي الى تمزيق الدول العربية، فليس من قبيل الصدفة على الاطلاق أن تُفجر الأزمات المدمرة في لبنان وفلسطين والعراق والسودان في وقت واحد…. إضافة لما يدور من صراعات داخل الكيانات العربية .
 
·        ألا تعتقد أن ذلك يجب ان يكون جزءًا من أهداف ومهمّات جامعة الدول العربية ؟
 
جامعة الدول العربية أضحت مستهلكة ومنهكة، وبالتالي فهي فاقدة للفعالية، وذلك بفعل الخلافات والنزاعات العربية وتشتت مصادر القرار في الأقطار العربية، والاتحاد العربي هو البديل الأنجع والطبيعي للجامعة . وقد ظهر عجز الجامعة المطبق مؤخراً في الانكفاء العربي على القيام بدور في التصدي لما واجه عدداً من الدول العربية من تحديات مصيرية
 
·        من خلال طرحك لفكرة الاتحاد العربي اين ترى النفط الخليجي في تلك المنظومة ؟
 
الخليج أساسي في إنتاج النفط العربي وليس الوحيد …فالنفط موجود بمقادير مختلفة في دول عربية كثيرة منها ليبيا والجزائر ودول أخرى … فانتاج النفط ليس محصورًا بالخليج وحده.
النفط سيكون قاعدة أساسية في منظومة الاقتصاد العربي وثروة يجب ادارتها، والاتجاه العالمي يسير نحو تسليم القطاع الخاص ، والمفترض ان يكون في يد شركات معينة ، فالقطاع الخاص يلعب دورا متناميا على غرار ما يحصل في دول العالم .
 
 
·        كونك لبنانيًّا ، كيف ترى الدور اللبناني من خلال الاتحاد العربي المفترض ؟
 
للبنان دور تاريخي حضاري عربي مميزعلى الدوام ، ونطمح ان تكون بيروت بمثابة  بروكسل العرب كما بروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبي،  فهي تمتلك كافة المقومات والامكانيات والمزايا للعب هذا الدور الرائد لقيام اتحادٍ عربي منشود .
 
 
·   بالعودة الى الشأن الخليجي الاقتصادي تحديدًا ، كيف تقرأ مؤتمر القمة الخليجية التي انعقدت في الدوحة وصدر عنها بيان في الرابع من ديسمبر 2007 أُعلن فيه بدء العمل بالسوق المشتركة الخليجية مع اطلالة عامنا الحالي ؟
 
بدون شك هي خطوة جيدة ومشهودة، في هذا السياق, كما أن البيان الصادر هو بيان تاريخي بدون شك … لأنه نص على تقوية أواصر التعاون بين الدول الأعضاء، كما انه يسعى لتحقيق التنسيق والتكامل في ميادين متعددة تؤدي الى صون الوحدة وكان هناك دعوة لاستكمال تحقيق المعايير النقدية كما كُلِّف الوزراء بوضع برنامج لاستكمال جميع متطلبات الاتحاد النقدي ورفعه الى الدورة المقبلة التي ستنعقد في مسقط العام القادم .
 
·   في حال نجحت التجربة الخليجية اقتصاديًّا وماليًّا وتحقق اتحاد خليجي اقتصادي فهل تتوقع ان يتحول الى اتحاد سياسي ؟
 
في حال تحققه اقتصادّيا فمن الطبيعي ان يتطور سياسيًّا … وهذا ما نأمله
 
·        إذن ما هي الصيغة المفترضة في هذه الحالة ؟
 بداية تكون الصيغة الكونفيدرالية ويكون هذا الاتحاد مرشحًا لان يتحول تدريجيًّا إلى كيان فدرالي … وفي احسن الحالات والاحتمالات إندماجي متكامل موحد .
 
·   قد يبدو كلامك طوباويًّا الى حد ما، ففي عصر الانشقاقات العربية هل يمكن للشعوب العربية ان تعقد الرهان على نجاح إتحاد خليجي فعلي ؟
 
الاتحاد الخليجي سيكون نواة للاتحاد العربي الشامل ورائدًا له ، لذلك فإن الرهان على نجاح الاتحاد الخليجي هو من الرهان على استيلاد اتحاد عربي جامع تتكامل فيه عناصر الدولة الاتحادية العربية الموعودة على امتداد الوطن العربي من المحيط الى الخليج .
 
·   شهد الدولار الأميركي تدهورًا ملحوظًا لماذا لم تتخلى الدول الخليجية حتى الآن عن ربط عملاتها به أسوة بالكويت على الاقل ؟
 
إن ربط العملات العربية بالدولار ليس بالقرار الاقتصادي المحض، بل هو قرار سياسي من الدرجة الأولى، لأن أميركا تضغط على الجميع سياسيا لكي لا تتخلى هذه الدول عن الدولار، و القرار الكويتي موقف اقتصادي مثير للإعجاب   فقد قررت ربط دينارها بسلة عملات أجنبية …
 
·   لا يمكن أن نختم الحديث دون أن نُعرّج ولو قليلا على الشأن اللبناني الاقتصادي ،من خلال قراءة تاريخية للاقتصاد اللبناني نجد ان الفورة النفطية ساهمت في صمود الاقتصاد اللبناني في السابق هل مازالت هذه المساهمة قائمة حتى الآن؟
 
إن الفورة النفطية العربية هي السبب في حالة الصمود الايجابي للاقتصاد اللبناني إلى اللحظة، وقد استفاد لبنان سابقا من هذه الفورة قديما عندما كان سعر النفط يراوح حول العشرين دولارا، إلا أنه اليوم وبسبب الظروف السياسية الحالية لم ينله إلا الرذاذ فقط والذي كان كفيلا بالحفاظ على استقرار المؤشرات الاقتصادية تلك.
 
·    إذن ، كيف تقيم الاقتصاد اللبناني ؟ وما هو حال العملة اللبنانية خصوصًا أنها مستقرة برغم عدوان تموز وانهيار الدولار والازمات السياسية الداخلية المتفاقمة ؟
 
تقول السلطة اللبنانية الحالية لدينا إن الليرة اللبنانية مستقرة … وهو ان سعر صرف الدولار في لبنان مستقر ولم يتغير بالرغم من الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتوترة، لكن الحقيقة أن الدولار انخفضت قيمته بنسبة 30 % إلى 40% وهو ما يعني تلقائيا أن الليرة انخفضت إن لم تكن قد انهارت.
 
·   غير ان البعض يعتبر ان تدهور الوضع الاقتصادي اللبناني مرتبط  بسحب الاستثمارات لعدم توفر الامن ولزيادة التوترات السياسية ؟
 
أنه من الطبيعي جدا أن يقوم رجال الأعمال العرب وغيرهم بسحب استثماراتهم من لبنان بسبب الأوضاع السياسية والأمنية المتدهورة فيه منذ فترة، إلا أن ما انسحب من تلك الاستثمارات ليس بتلك الأهمية إلى الآن، فالاقتصاد اللبناني وبالرغم من أنه في أسوأ حال، إلا أن المؤشرات الاقتصادية فيه لا تزال إيجابية، سواء من حيث الإقبال على الودائع المصرفية أو الأوراق المالية أو الإقبال المتزايد على العقارات.
 
·   ولكن لنكون منصفين ، ألم يؤثر الاعتصام الحاصل من قبل المعارضة في وسط بيروت سَلبًا على الاقتصاد اللبناني ؟
 
نعم ، هو أثر سلبًا على المنطقة التي وُجِدَ فيها، أيّ أثر على اقتصاد منطقة وسط بيروت، ولكن المربعات الأمنية في لبنان أيضا تضر بالاقتصاد الوطني …. فكما هناك اعتصام هناك مربعات أمنية …
 
·        في ظلّ الظروف العربية المتأزمة والقضايا المُلِحّة ، ماذا تتوقع من القمة العربية مع اقتراب موعد انعادها ؟
 
انعقاد القمة العربية مناسبة لجلاء الموقف وتصحيح الوضع العربي ، وإعادة اللُحْمَة وبصورة خاصّة في لبنان … لا أراهن على نجاحها ولكن نأمل ذلك
 
·   سؤال أخير قد يبدو بعيد عن الشأن الاقتصادي ، لماذا اعتبرتَ في احدى وسائل الاعلام أن وجود الباخرة الاميركية كول قبالة الشواطئ اللبنانية من شأنه أن يزيد   التوتر في المنطقة، علما انها ليست داخل مياه لبنان الاقليمية ، كما أن بعض الفرقاء يرى انه حريّ بنا أن نشكر الولايات المتحدة الأميركية على صنيعها من أجل حماية لبنان ؟
أخطر ما في مسألة المدمرة الأميركية أن من شأنها إثارة رهانات من جانب فريق معين ، وهي ستؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة توتر الأجواء اللبنانية ،أما عندما يُقدِم أحدهم على توجيه شكر لأميركا، معنى ذلك أنه يُراهن بأنها ستكون عونًا له للانتصار على خصومه .
وعندما سُئلت عنها قلت انها مجرد تهديد للبنان وهدفها الضغط على المسار السياسي في اتجاه معين وبالتالي فإن تعزيز رهانات البعض على الدور الأميركي في سبيل تحقيق الانتصار على الخصوم في لبنان من شأنه أن يزيد في التوتر .

****




 دعا الى اجتماع فوري لتفعيل دور منظمة التحرير
فاروق القدومي: «المقاومة توحِّد ولا تفرّق»

مروة كريدية – دبي - الخميس 17  مايو 2007 - 12,00ظهرًا
دعا فاروق قدومي «أبو اللطف» رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطين
مروة كريدية و فاروق القدومي 

farouk al kadoumi & Marwa Kreidieh 

 دعا الى اجتماع فوري لتفعيل دور منظمة التحرير
فاروق القدومي: «المقاومة توحِّد ولا تفرّق»

مروة كريدية – دبي - الخميس 17  مايو 2007 - 12,00ظهرًا
دعا فاروق قدومي «أبو اللطف» رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية وزير خارجية فلسطين، قادة الفصائل الفلسطينية إلى اجتماع فوري لإعادة بناء وتفعيل المنظمة، في ظل تدهور الوضع الأمني الداخلي، نافيًا وجود أي خلاف بينه وبين رئيس السلطة الوطنية محمود عباس«أبومازن»، مُشيرًا إلى أنّ هناك من يحاول من قيادات حماس في غزة  تعطيل اتفاق مكّة، مناشدًا كافّة الفصائل والمنظمات ضبط النفس لاحتواء الوضع الأمني المتدهور  ووقف الاقتتال الداخلي الدائر هناك، جاء ذلك خلال اللقاء الاعلامي الذي عقده في دبي الخميس الفائت في نادي دبي للصحافة .

و في دردشة معه على هامش اللقاء ، حاول القدومي أن يكون أباً للطريق الثالث، فلا هو مع قيادة السلطة الفلسطينية، وحركة فتح، ولا هو مع مشروع حركة حماس. وان كان البعض أخذ عليه خطابه المتهاون مع حماس إبان انفجار الاقتتال الداخلي في قطاع غزة قبل نحو الشهرين ، فهو اليوم  بدا واضحًا في تحميل  قادة حماس في غزة مسؤولية الاقتتال.

نبدأ مع الوضع الأمني ما هي آليات احتواء التدهور الأمني الخطير حالياً من وجهة نظركم ؟
« هذا الاقتتال لا يخدم إلا إسرائيل والولايات المتحدة، وهذا الأمر يساعد إسرائيل على تثبيت أقدامها في أرضنا وفي سياستها التوسعية. إن أجندتا فتح وحماس التقتا في وثيقة الأسرى والاتفاق المبني عليه، لكن يبدو أن هناك جهات من الجانبين لا تقبل بهذا الاتفاق. نحن كنّا ننبه إلى ضرورة وجود رأس واحد للمقاومة لتفادي الاشتباكات، وكنت سألت حماس محذراً من أنها تقبل باتفاق أوسلو بخوضها الانتخابات في العام 2006 في ظل الاحتلال. »

لكن حماس  خاضت التجربة وفازت، ولديها القاعدة الشعبية ، الآن وبعد ان تشكلت حكومة وحدة وطنية ما هي العوامل المؤدية للخلاف ومن ثم إلى الاشتباك  برأيكم ؟
«بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الحالية. كان بعض قادة حماس في غزة غير مرتاحين لتوزيع الحقائب في ما بينهم. ولذلك فوجئت بهذا الانهيار الأمني. لقد بات الأمر أشبه بأن السلطة أصبحت للطرفين هي الهدف الأساسي. »
« إن حماس رفعت شعار المقاومة ولكنها على ما يبدو أخطأت في الموافقة على الهدنة مع إسرائيل، المقاومة مشروع فدائي والسلطة جاءت نتيجة اتفاقات أوسلو بكل مفاهيمها والتي رفضت إسرائيل حتى أن تنفذها».

هل لك أن توضح لنا الاشكالية بين مفهوم المقاومة ومفهوم  السلطة ؟ وأين الخلل الحقيقي في العلاقات الفلسطينية الفلسطينية ؟
« من خلال تجاربنا الطويلة ، وانا رجل ناهزت السبعين من العمر، أستطيع القول أن المقاومة توحِّد ولا تفرّق بينما في السلطة فإن النزاع يتكرر دائمًا، ولا سيادة ولا استقلال لهذه السلطة الحالية لأنها لا تملك قراراتها ولا سياستها. هذه السلطة لم تقدم للشعب الفلسطيني ما يقال إنها خدمت هذا الشعب، بل بالعكس لقد احكم الحصار على الشعب الفلسطيني بحجة وجود حركة حماس التي رفعت شعار المقاومة »
وتابع « كما أن المعونات التي كانت تقدم للسلطة، استخدمت كأساليب للضغط السياسي على المقاومة الفلسطينية، منظمة التحرير معترف بها في الأمم المتحدة ، هذه السلطة ليست هي السلطة التي يمكن أن تمثل الشعب الفلسطيني» مضيفًا «وفي نفس الوقت بدأوا يحاصرون هذه السلطة محاصرة محكمة من أجل أن يخضعوا الشعب الفلسطيني لما يقدموه من مشاريع تسوية».

 ماذا عن آليات توحيد الشارع الفلسطيني ؟
«إذا كنا نريد أن نستعيد وطننا فعلينا إعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية كوسيلة حتمية وحيدة في سبيل أن يزال الاحتلال ولدينا القناعة الكاملة أن الإسرائيلي الذي اغتصب هذه الأراضي لا يمكن أن يتخلى عنها من دون المقاومة المسلحة». ضاربًا مثلا بفيتنام حيث كان هناك 23 فصيلا مقاوما لكن تحت قيادة واحدة وبرأس واحد.

هل توجد خلافات بينك وبين الرئيس محمود عباس أبو مازن ؟
« لا وجود لأي خلاف بيننا ، و بصفتي أمين سر للجنة المركزية لمنظمة التحرير، كنت قد رشحت أبو مازن ليكون رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة. علمًا أنني  من المعارضين لأوسلو وأبومازن مع أوسلو» متابعًا « أبو مازن حتى يضع حدا للخلافات أصدر تعليمات للجامعة العربية ودول عدم الانحياز تفيد أن «أبو اللطف» هو المسؤول عن العلاقات الخارجية. »

كيف تفسر عدم دخولك إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة ؟
«لقد اتفقت مع الرئيس الراحل ياسر عرفات على عدم الدخول إلى الأراضي الفلسطينية والبقاء في الخارج من أجل إدارة عدد من الإدارات الرسميّة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ومنها الدائرة السياسية والصندوق القومي والمجلس الوطني والقيادة العامّة ، فوجودي في الخارج كان من أجل الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية »

كيف توصّف دور الإدارة الأميركية في المنطقة بشكلٍ عام ؟
«الولايات المتحدة الأميركية لعبت دورًا قذرًا في الخليج العربي وأثارت المشاكل بين الدول العربية وإيران ،ثم هاجمت العراق  والعراق هو البوابة الشرقية لفلسطين » وأضاف «بعد أحداث 11 من سبتمبر تمّ وَضع خطط  الحرب من قبل المحافظين الجدد ، لضرب العراق وسوريا وافغانستان والسودان وايران ، والولايات المتحدة في مأزق الآن ، وبدأت تقسم المنطقة إلى معتدلين ومتشدّدين ، وهي لديها سياسة إدارة الصراع في المنطقة  وليس حلّ المشاكل »

وماذا عن دورها في لبنان ؟
«لقد طلبت الإدارة الأميركية من ايهود أولمرت "الضّعيف" أن يهاجم لبنان ويضربه ، المقاومة اللبنانية استطاعت أن تُفشِل كلّ المخطَّطات ، فزاد ذلك من أزمتها في العراق ، والآن تريد أن تضع الفروقات بين العرب "سني وشيعي"» 
مضيفًا «كلّ المنطقة العربية يجب أن تتحد ضِدَّ الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل» 

******
سليم الحص - مروة كريدية 

إدراك الهوية شرط  لاستعادة الوعي العربي والانتماء العربي فعل إرادة
ما نحتاجه اليوم هو الديموقراطية وآليات المساءلة والمحاسبة

مروة كريدية من الشارقة - ايار 2007

أكد د. سليم الحص رئيس وزراء لبنان الأسبق على ان السؤال المطروح حول “ما العمل لاستعادة الوعي العربي ”؟ سؤال كبير يقودنا إلى استشراف آفاق متشعّبة لا حدود لها، ولعل السؤال الأنسب عملياً هو: أين نبدأ؟ فالوعي قد يكون اجتماعياً أو وطنياً أو قومياً أو إنسانياً، ولعل المقصود بالوعي العربي الوعي القومي الجامع، على مستوى الأمة العربية، والقومية أساسا رابطة انتماء مشترك عنوانه العروبة.


والعروبة ليست رابطة إثنية، فالأمة العربية يعود أبناؤها إلى أصول إثنية متنوعة، والحركات الشعوبية في العالم العربي كثيراً ما تتخذ من تنوع الأصول شاهداً على حال انقسام وفرقة، وبالتالي حجة على بطلان رابطة العروبة.
في لبنان من يصر على الأصول الفينيقية للشعب اللبناني، وفي مصر من يقول بالأصول الفرعونية للشعب المصري، وبين العرب من يصنّف عرب إفريقيا في خانة الحامية فيما سائر العرب من الساميين، وفي شتى المجتمعات العربية أقليات تزعم أصولاً آشورية أو كلدانية أو سريانية أو كردية أو أرمنية أو خلاف ذلك
الأمة في واقع الحال هي كل هؤلاء معا، فالعرب ليسوا أولئك الذين تعود أصولهم حصرا إلى الذين خرجوا من الجزيرة العربية إثر شروق الإسلام، والعروبة في نهاية التحليل رابطة لغة وثقافة وتاريخ وفوق كل ذلك إرادة مشتركة، العربي ليس هو الذي يتحدر من أجداد أنجبتهم الجزيرة العربية، بل هو الذي ينطق بالضاد ويشاطر سائر أبناء الأمة ثقافتهم وتراثهم وتاريخهم، وهو الذي يقول إنه عربي ويريد أن يكون عربياً بملء إرادته، فالانتماء العربي فعل إرادة. وما الفئات التي يُستشهد بها للدلالة على بطلان الانتماء العربي إلا فصائل من الأمة العربية الواحدة

جاء ذلك في معرض تعليقه على الجلسة الختامية لأعمال مؤتمر مركز الخليج للدراسات الذي انعقد يومي السادس والسابع من أيار مايو 2007 وجاء بعنوان "استعادة الوعي العربي" وشارك فيه عدد كبير من الخبراء والمفكرين والساسة وحشد كبير من الاعلاميين ، وكانت الجلسة بعنوان “ما العمل لاستعادة الوعي القومي العربي؟”،
و في حديث أجرته معه الكاتبة مروة كريدية على هامش أعمال المؤتمر ،حول ما يدور من أمور في الساحتين العربية و اللبنانية أشار ان ما يحكم العلاقات في لبنان اليوم شيئين : المال والانفعال .
وعن تسميته لمرشح لرئاسة الجمهورية القادم أشار إلى أنه يفضل أن يكون الرئيس من خارج الطبقة السياسية الموجودة حاليا مسمّيًا ثلاثة أسماء مشهود لها بالنزاهة ونظافة الكف والوطنية 

وفي معرض جوابه عن وضع الإرادة العربية في ظل الإدارات العربية الحاكمة قال : "إن الإرادة العربية تواجه في الوقت الحاضر تحديات جسيمة، منها: بؤر التوتر التي جعلت من الساحة العربية ساحات، فالتوتر قائم في فلسطين ولبنان والعراق والسودان والصومال. والتفجر في مختلف الأرجاء العربية ليس صدفة، فهو فعل إرادة أو إرادات خارجية، والإرادات الخارجية تبلورت مؤخرا في مشاريع أخطرها وأبعدها أثرا مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد الذي تتبناه الإدارة الأمريكية، وهو مشروع تفتيتي يهدف إلى تسليط العامل الصهيوني على المنطقة، وليس من فارق، ولا حتى في التفاصيل، بين ما تسمى استراتيجية أمريكية واستراتيجية “إسرائيلية” في المنطقة، وأخطر من مشروع الشرق الأوسط الكبير هو الطريق المرسوم للوصول إليه، ما تسمى فوضى خلاّقة، ويتساءل متى كانت الفوضى إلاّ هدّامة؟"

وعن استعادة الوعي العربي قال :"إننا نعتبر أن أول شروط استعادة الوعي العربي هو إدراك هذه الحقيقة للهوية العربية والأخذ بها. إنني عربي إذا ما سلمتُ بكوني عربياً أو قررت أن أكون عربياً. هذا إلى كوني ناطقاً باللسان العربي، متشبّعاً بالثقافة العربية، مباهياً بالتراث العربي.
الأوروبيون لا يجمعهم شيء من ذلك، ولكنهم اختاروا، بملء إرادتهم أن يكونوا ذوي كيان واحد يُسمى الاتحاد الأوروبي، والواعز الأبرز للاتحاد كان المصالح المتبادلة والمشتركة، وبين العرب من تلك المصالح والوشائج ما بين الأوروبيين وربما أكثر وأبعد، بهذا المعنى يتراءى لنا أن مطلب استعادة الوعي العربي مرادف لمطلب بعث الإرادة العربية في مسألة الانتماء المشترك."

وعن علاقة الوعي القومي بالوعي الوطني قال : "الوعي القومي لا يتعارض مع الوعي الوطني أو الاجتماعي أو الإنساني، فالوعي الأمثل هو الذي ينطوي على رسالة بمعنى أو بآخر، والرسالة على المستوى القومي إنما تتكامل مع رسالة الأمة اجتماعياً وإنسانياً، فالرسالة القومية تبدو جوفاء خاوية، لا قيمة لها، إن هي خلت من البعدين الاجتماعي والإنساني، فالقومية مجردة من بعديها الاجتماعي والإنساني لا تعود في مستوى الرسالة، فتنحدر إلى مستوى العصبية، والعصبيات بطبيعتها تتصادم إذ تنبري إحداها إلى إلغاء الأخرى، فيما الرسالة تجمع الأمة على قيم سامية مشتركة."
إذا كان هذا فهمنا للوعي العربي، فما العمل من أجل استعادته؟
فالعمل المتاح واسع ومتشعّب، إنه في المنهج التربوي، في دوحة التراث القومي، في كتاب اللغة والأدب، في كتاب التاريخ، في التوجّه الإعلامي الغالب، على كل صعيد وفي كل مجال. هكذا تُنمّى روح الانتماء وهكذا تُثرى، وعلى كثرة الاحتمالات التي ستواجهنا فيما لو استجبنا للسؤال: “ما العمل”، فإننا نكتفي بالسؤال أين نبدأ؟ والجواب هنا أيسر. تبدأ حيث يتيسّر لك، وسواك سوف يسلك المخارج المتيسّرة له، هكذا يُسهم كل منا بنصيب، في تنمية الوعي العربي من جانب أو آخر.
هل يُترك دور كل منا للقدر، للصدف ؟ هل هذا يضمن بلوغ النتائج التي نتوخاها؟ إن يُترك الأمر للقدر والصدفة فإن ذلك سيجعل الحصيلة رهن المجهول، وقفا على القدر والصدفة. وقد تكون الحصيلة كارثية، فكيف يكون للعقل والتدبير دور يوجّه ويصوّب، من هنا تبرز الحاجة إلى قيادة تتولّى ترشيد الخطوات التي تُتّخذ ضمن نمط عقلاني يرسم الطريق إلى الحصيلة المنشودة، من أين ستتولّد هذه القيادة؟ 
ويجيب قد تأتي القيادة وليدة ظروف طارئة، كالانقلاب العسكري أو تغيير يطرأ على السلطة، فتتولّى ترشيد المسار نحو الأفضل والأفعل، ولكن القيادة الصالحة يُفترض أن تأتي وليدة النظام فلا تُترك للقدر أو للصدفة. أما النظام الذي يولّد القيادة على وجه طبيعي منتظم فهو النظام الديمقراطي.
من هنا، إذا كان لنا أن نتحول من السؤال: ما العمل؟ إلى السؤال: أين نبدأ ؟ فالجواب البديهي سيكون : نبدأ بتنمية الحياة الديمقراطية، فالديمقراطية كفيلة بإيداع زمام القيادة يدَ من يستأهلها، وهي كفيلة بمساءلة المسؤول ومحاسبته على أدائه، فإذا نجح كانت له فرصة المتابعة، وإن لم ينجح كان عليه أن يخلي السبيل لسواه، هكذا يكون لاختيار القيادة قانون، هو قانون الاحتكام لإرادة الناس، حيث القرار يغدو مشاركة، والديمقراطية ضمان الاستقرار الذي لا نمو ولا تطور في غيابه، كما تعلّمنا من تجاربنا القاسية.


وختامًا وإجابة عن سؤال ما العمل؟ نقول ببساطة: تبني المسار الديمقراطي، والديمقراطية نظام وثقافة، وليست مجرد نصب صندوقة اقتراع، فالحاجة هي إلى تطوير نظام ديمقراطي يضمن سلامة التمثيل الشعبي ويؤمّن آليات المساءلة والمحاسبة الفاعلة وينزّه عملية الاقتراع من مؤثرات المال الفاسد المفسد ومن تدخلات الأجهزة الأمنية والعصبيات المدمّرة ويضمن إعلاماً وإعلاناً عادلين. بذلك يتاح لإرادة الشعب أن تبرز حرّة فاعلة، وبذلك نستعيد الوعي العربي.

***



المدير الاقليمي للنظم العربية المتطورة محمد حسام الدين  في حديث مع مروة كريدية



دبي؛ 30 يونيو لعام 2004؛ اختتمت في دبي أعمال الورشة المتخصصة في الفهرسة  الآلية المعيارية والمسماة (  MARC 21 ) بمشاركة أكثر من 25 مشارك  قدموا من مختلف الدول الخليجية. وقد انعقدت في فندق الميتروبوليتان ونظمتها شركة النظم العربية المتطورة .

الورشة التي تعقد للمرة الثامنة على التوالي تهدف إلى نشر الوعي بأهمية تقنيات الفهرسة الآلية العالمية المطبقة في مكتبات العالم مما يتيح للمكتبة العربية التواصل بحرية مع مصادر المعلومات العالمية وتبادل بياناتها للحصول على الفهارس الجاهزة والمشاركة في المصادر بما يعزز الموقع العربي على خارطة المعلومات العالمية. كما هدفت الورشة إلى توعية المكتبيين العرب بالمعايير الدولية المتبعة في فهرسة الأوعية الإلكترونية والافتراضية وإتاحتها للمستفيدين، حيث تعرضت الورشة بالتفصيل لهذه التقنيات. بالإضافة إلى ذلك؛ تناولت الورشة بالتدريب العملي تقنيات الفهرسة بالنسخ والتي توفر الكثير من الجهد والوقت والمال على المكتبات العربية. 


المدير الاقليمي للنظم العربية المتطورة محمد حسام الدين  في حديث مع مروة كريدية

المشاركون في الندوة

محمد حسام الدين & مروة كريدية



ماريا لاكافو من رئيسة الاركولوجية التاريخية في اليونان -


إناديا برسوم استاذة في جامعة فيلانوفا الولايات المتحدة الاميركية- مروة كريدية 


 مروة كريدية والهام كلاب البساط مديرة المركز الدولي لعلوم الانسان




بريتا رودولف المانيا   اندرياس كروبا - مروة كريدية


 


forum UNESCO -university & heritage - fifth international seminar - 2000 - by marwa hreidieh

اليونيسكو تنظم المؤتمر العالمي الخامس عن الجامعة والتراث في الجامعة اللبنانية الاميركية في لبنان
في الفترة ما بين 12-12 -2000 وحتى 15 - 12 - 2000
المؤتمر شمل على عشرة جلسات توزعت بين محاضرات وورش عمل امتدت طيلة ثلاثة ايام وتناولت موضوعات مهمة منها :
دور المعاهد والتراث
التراث والقانون
التراث والشباب
التراث والتعليم
وتضمنت ورش العمل عروض لتجارب جامعية وابحاث عرضت لورش ترميم
وعلاقة التراث بالهندسة المعمارية
المجتمع والثقافة التراثية
كما اقر الحاضرون في النهاية توصيات المؤتمر
شارك في هذا المؤتمر  حوالي 80 باحث ومتخصص في مجال التراث والاركولوجي وعلم الانتربولوجي والاجتماع
يمثلون اكثر من 35 دولة مشاركة حيث شاركت معظم الدول الاوروبية منها فرنسا وبريطانيا والمانيا والسويد وبلجيكا  كما حضر باحثون من الولايات المتحدة وكندا وقد شاركت بعض الدول العربية منها الكويت ومصر ولبنان والامارات والسودان ايضا شاركت باكستان والهند و بعض الدول الشرق الأقصى
وقد اتسمت الابحاث بالجدية كما ساهمت ورش العمل


خلال مشاركة الباحثة مروة كريدية في محور علاقة الثقافة بالتراث المكتوب

 من اليمين صونيا رمزي  مديرة اليونيسكو فرع باريس - جون لوي لوكسن مدير الايكوموس في بلجيكا  ومروة كريدية


 احدى المناقشات

 مروة كريدية والهام كلاب البساط مديرة المركز الدولي لعلوم الانسان

ناديا برسوم استاذة في جامعة فيلانوفا الولايات المتحدة الاميركية  و مروة ك
 ريدية باحثة في الانتربولوحية
ماريا لاكافو من رئيسة الاركولوجية التاريخية في اليونان -
بريتا رودولف المانيا   اندرياس كروبا - مروة كريدية



الملف التالي يحتوي على الجهات المشاركة :

participantes.pdf

**********


في إطار فعاليات مؤتمر مركز الخليج للدراسات
خبراء يقفون عند انعكاس الثورات على موقع العرب إقليمياً وعالمياً  


مروة كريدية من الشارقة 
أكد خبراء المستقبليات ومفكرين عرب على أن الثورات في العالم العربي غير مؤدلجة وان الشباب يطالب من خلالها بحقوقه وحريته، بعدما شعر أن المستقبل يسرق منه في ظل سياسات رسمية ضبابية تجاه القضايا الخارجية ، الأمر الذي ولّد شعور شعبي باليأس ورغبة عارمة بالتغيير ؛ كما أن النظام العالمي لم يعد بوسعه القبول بأنظمة مطبقة على الحكم بشكل شمولي في ظل الدعوات إلى ضرورة الديمقراطية والمساواة والعدالة ، و أن المجتمع الدولي لم يعد قادر على أن يغض النظر عن دول عربية لا شرعية شعبية لها .
جاء ذلك في مؤتمر مركز الخليج للدراسات الذي عقد أمس في الشارقة تحت عنوان "العرب في العقد القادم " بمشاركة ابرز كتاب الرأي ومفكرين في القضايا المعاصرة و محللين للحراك السياسي. 




جميل مطر: مستقبل العرب بعد الثورات في النظام الدولي غير واضح
رأى الكاتب المصري  جميل مطر إن الثورات العربية والحراك السياسي يضع المحلل أمام صعوبة التكهن بالنتائج المنتظرة ومدى تأثيره في النظام الدولي مؤكدا أن ذلك يتطلب المناقشة من زوايا أربع هي علاقة العرب مع أنفسهم ، وعلاقتهم مع جيرانهم إقليميا وعلاقتهم مع الدول الناشئة وعلاقتهم مع الدول العظمى .
ويشير إلى أن الفوضى التي أعقبت الثورات لا تعني فشلها، وان إنسان الثورة تنفس حرية وأصبح على درجة من الوعي بحقه وواجباته، مشيرا إلى أن ذلك انعكس في الحياة المعاشة معتبرا أن  صورة العربي التي ارتسمت لدى النظام العالمي، إبان صراع الحضارات تغيرت بالكامل .
وعن علاقة العرب بدول الجوار فقد أشار إلى أن إيران نأت عن المغامرة في التدخل بالسياسة العربية، مشيرا إلى التخبط في قراراتها.أما تركيا فنظرت بحذر لعودة مصر إلى مكانتها الإقليمية بعد تنحي مبارك، وبالنسبة لإسرائيل فإنها في مأزق وضغط بعدما أصبحت القضية الفلسطينية قضية شارع عربي وليس قضية حكومات.
وحول الدول الناشئة ألمح مطر إلى أن الصين خافت على نفسها وشعبها من أن تمتد الاحتجاجات إليها حيث منعت بيع "الياسمين " وفرضت تعتيما إعلاميا على أخبار الثورات العربية. أما فيما يتعلق بالدول الكبرى العظمى صاحبة القرار في العالم فقد نوه إلى تراجع مكانتها في ظل تنامي دور الشعوب الفعلي مشيرا إلى الدور الإشرافي الذي يلعبه حلف الناتو في ليبيا .


عبد الإله بلقزيز : الثورات فتحت فرصة تصحيح العلاقات العربية – العربية
المفكر المغربي عبد الإله بلقزيز اعتبر أن العلاقات العربية – العربية تعاني من مشكلات متعددة مشيرا إلى وضع جامعة الدول العربية ومفاعيل القمم العربية، مؤكدا أن الثورات لن تُحدث تغييرا جذريا في نسق العلاقات العربية- العربية؛ بل إن أنظمة الثورة ستتعايش وتتأقلم مع الأنظمة القائمة والسياسات الجديدة مع السياسات القديمة في أفضل أحوال العلاقة بين الفريقين، مشيرا إلى احتمال التنافر غير أن ذلك لن يؤثر في القرارات المشتركة ما لم يكن المعسكر الأكبر والأوسع والأقوى بمقاييس الموارد والقوى الإستراتيجية قد طاله التغيير لأنه سيصبح في وسع الثورة وقواها وأنظمتها أن تفرض إرادتها، وأن تعيد بناء النظام الرسمي العربي على قواعد جديدة . منوها بضرورة معالجة التحديات الاقتصادية لأهميتها و دورها في صناعة التغيير.
أما عن دور العولمة والظلال التي ترخيها على مصائر الأمم والبلدان الصغيرة من تبعات، فإنها لا تترك مجالاً أمام تَرَف الاختيار بين أن تَحْكُم المنظومةُ العربية على نفسها بالشلل و-بالتالي- بالمزيد من التبعية للخارج، وبين أن تعيد ضخّ الحياة فيها في أفق تحقيق الاعتماد المتبادل . مؤكدا على ضرورة اقتناص الفرصة لتصحيحِ  العلاقات العربية وتوحيد القرار المشترك
سعيد حارب : الثورات كانت حقوقية وغير مؤدلجة
دور الشباب في الإصلاح والتغيير في العقد المقبل كانت محور عمل الطاولة المستديرة حيث طرح يوسف حسن أربعة تساؤلات رئيسية حول دور الحركات الشبابية في المشهد السياسي المقبل، ومدى قدرة هذه الحركات على بناء كيان سياسي بإطار قانوني ، وهل ستستمر كحركات احتجاجية أم أنها ستنخرط في أحزاب سياسية في ظل افتقادها للخبرات اللازمة في مجالات الإصلاح والبناء، فضلاً عن أن استمرار هذه الحركات سيكون سندا لمطمح التحول أم سيقودها إلى موقف عدمي وتظاهرات توقف الإنتاج اليومي، بالإضافة إلى قدرة نجاح هذه الحركات على العمل باستقلالية بعيداً عن أوساط الأحزاب القائمة .
من جانبه أشار سعيد حارب  إلى تنامي عدد الشباب ما بين سن 15 و،24  في الدول العربية مؤكدا أن مطالبهم ليست معيشية بل حقوقية ، فضلا عن كون هذه الحركات غير مؤدلجة إلا أنها سريعة التسييس، مؤكدا أن الأيديولوجيات إلى انحسار بعد تحول الجيل إلى التكنولوجيا .
عصام رواس : النظام الدولي لم يعد يقبل بأنظمة فاقدة للشرعية
من جهة أخرى أشار عصام الرواس، إلى أن الشباب أحسوا بان المستقبل يسرق منهم، وليس هناك منفذ للعبور لمستقبل أكثر إشراقاً، علاوة على  مساهمة السياسات الخاطئة بخروج الشباب إلى الميادين، فضلا عن السياسات الضبابية التي تنتهجها الحكومات مما ولد عنده شعور باليأس .مؤكدا أن  النظام الدولي لم يعد يقبل بأنظمة مطبقة على الحكم في ظل الدعوات إلى ضرورة الديمقراطية والمساواة، والنظر إلى دولنا العربية على أنها أنظمة فاقدة للشرعية، مما أفضى عن استباحة كل ما فيها، ولتصل المسألة إلى فرض سياسات كجزء من اللعبة الدولية في المنطقة التي تشكل ملتقى للعالم.

*****



مروة كريدية - منى ابوسليمان 








 القيادة المؤسسية: نحو اتجاهات حديثة في تحقيق التوازن

منتدى القيادات النسائية العربية 2010الثاني يختتم أعماله
مروة كريدية – دبي- يناير 2010
تحت عنوان "المرأة والقيادة المؤسسية: نحو اتجاهات حديثة في تحقيق التوازن" عنوان الدورة الثانية لمنتدى القيادات النسائية العربية لهذا العام الذي أطلق على مدى يومين ويختتم اعماله مساء اليوم في فندق جراند حياة دبي .
وقد ناقش المنتدى عدداً من المحاور والمواضيع التي تؤثر في تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والأسرية لدى المرأة العاملة وتعزيز دورها في المساهمة في تطوير مؤسسات الدولة ، وقد حضر الافتتاح حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم حيث دعا مجلس إدارة «مؤسسة دبي للمرأة» والعاملات، إلى المثابرة وإقران القول بالعمل وترجمة النظريات والدراسات إلى فعل ملموس على أرض الواقع، لما فيه خير ورفعة المرأة. معتبراً أنه يجب على المنتدى أن يحظى بدعم وتأييد الحكومات وصناع القرار في الدول العربية لتمكينهن من أداء رسالتهن الوطنية والاجتماعية والإنسانية دون عوائق أو عقبات لوجستية ومادية."
مبادرات لرعاية أطفال العاملات : جمارك دبي نموذجًا
من جهتها فقد عرضت الدكتورة رفيعة غباش رئيس الشبكة العربية للمرأة في العلوم و التكنولوجيا في الإمارات و خلال حضور الشيخ محمد بن راشد لأهم المشكلات والحلول المقترحة من أجل دفع مسيرة المرأة العربية نحو الاستقرار العملي والاجتماعي والاقتصادي وتفعيل دورها في المجتمع، كونها تشكل العمود الفقري للأسرة جاء ذلك خلال ترأسها الجلسة الثانية تحت عنوان «المبادرات الناجحة لرعاية الأطفال في المؤسسات الحكومية والوزارات» مؤكدة على ضرورة وجود حاضنات في مراكز عمل النساء بالقول: "لا تقتصر أهمية وجود الحضانات على دعم المرأة في عملها فحسب، بل تعد مبادرة مهمة في مجال التكوين النفسي للطفل وإنشائه بشكل صحي سليم ليكون قريباً من والدته في سنواته الخمس الأولى"
فيما شاركت شمسة صالح، من مؤسسة دبي للمرأة شارحة مبادرتها في إعداد استراتيجية تنظيم شؤون الأسرة التي يمكن الاستفادة منها ، لتثبت حقوقها وشرحت مديرة إدارة الاستراتيجيات والبحوث مكونات الدراسة وآليات تنفيذها وأهدافها الوطنية والقومية التي من شأنها إصلاح الخلل وسد الثغرات في المجتمعات العربية، خصوصاً لجهة تعزيز دور المرأة الإيجابي وحماية الطفل وحقوقه.
كما تحدثت فريال توكل، المديرة التنفيذية لقطاع الشؤون المجتمعية والشراكة الحكومية في مؤسسة جمارك دبي، عن تجربتها في افتتاح روضة أطفال في مقر المؤسسة تعنى بأبناء وبنات العاملات في الجمارك خلال الدوام الرسمي، وأشارت في هذا السياق إلى الأهداف الاجتماعية والنفسية التي تسعى إلى تحقيقها من خلال افتتاح هذه الروضة التي أسهمت إلى حد كبير في تحقيق الاستقرار النفسي للأمهات وزيادة الإنتاجية في العمل وتوفير الرعاية الكاملة للأطفال، مؤكدة أن القرار الوزاري الصادر عن مجلس الوزراء بهذا الشأن شجع عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية المحلية والاتحادية لاتخاذ مثل هذه الخطوة التي توفر الوقت والمال للموظفات وتخفف القلق النفسي الذي يسببه البعد عن الأسرة والبيت مدة ثماني ساعات يومياً.
التوازن بين المهنة والأسرة سؤال الإنتاجية والمشاركة :
كان قد سبق حفل الافتتاح الرسمي جلسة صباحية ترأستها نجوى القاسم، من قناة العربية، حيث تم التركيز على السياسات المؤسسية الحالية في العالم العربي والسياسات التي يجب طرحها لدعم المرأة في مشاركتها الفعالة في المجتمع . وضمت الجلسة كلاً من الدكتورة سعاد محمد مبارك، الأمين العام المساعد لشؤون المرأة العاملة والطفل من البحرين والدكتورة منى البحر، رئيسة البرامج الاجتماعية في مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، والدكتورة حصة لوتاه، أستاذة علم الاتصال الجماهيري جامعة الإمارات .
ودار النقاش حول نقاط أساسية في مسألة تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والحياة الأسرية، تم التصويت عليها من قبل جمهور الحاضرين أثناء الجلسة مباشرة
حيث صوت 81 % من الحاضرين على أن وجود حاضنات في مراكز عمل السيدات من شأنه أن يحفز المرأة على العمل وتعليقا على النيجة قالت الدكتورة حصة لوتاه "لا بد من فرض تطبيق قانون الحضانات على القطاع الخاص كما العام، خاصة في المؤسسات التي لديها عدد كبير من الموظفات"
أما الدكتورة منى البحر فقد اشارت الى ضرورة تطبيق مشروع دور الحضانة داخل المؤسسات قائلة :" ليس تطبيق إنشاء الحضانات داخل بيئة العمل إلا عاملاً من عدة عوامل أخرى تسهم في تمكين المرأة"، وأشارت إلى أن هذا لا ينفي أهمية المبادرة كوسيلة فعالة للاستثمار في الموارد البشرية على المدى الطويل، إضافة إلى أهمية المشروع في التكوين النفسي السليم للأطفال الذين تتم رعايتهم على مقربة من أمهاتهم. وأضافت: “كما أننا يجب أن نعوّل على الموارد البشرية المحلية والقيام على دعمها وتطويرها بدل التوجه إلى الموارد البشرية الخارجية" .
وجاءت النتيجة للتصويت حول مدى تأثير وجود الحاضنات في مراكز عمل المرأة على الانتاجية : 63 % اعتبروا ان وجود الام بجانب طفلها يزيد الانتاجية فيما اعتبر 13 % أن ذلك يشتت من تركيزها وانتاجيتها .
وتعليقا على ذلك اشارت منى البحر الى ان وجود الطفل بقرب والدته يطمأنها مما يزيد من انتاجيتها في العمل ويمنحها الراحة ملقية باللوم على :" عدم وجود سياسات مؤسسية واضحة في عالمنا العربي تدعم المرأة في مسألة تفاوضها حول شروط العمل، وحقيقة أن وجود دور حضانة داخل المؤسسات يزيد من إنتاجية المرأة العاملة، وكذلك ولائها لعملها، ومدى مساهمة التشريعات والسياسات المؤسسية التي توضع لإيجاد التوازن المهني والأسري في وصول المرأة إلى مواقع القيادة" .
وانقدت حصة لوتاه الصورة النمطية للمرأة "إن الصورة النمطية في مجتمعاتنا العربية تقيد المرأة وتعيق مسيرة تقدمها باتجاه القيادة، وهنا يجب أن يكون للإعلام الدور الأكبر في توعية الجمهور بأهمية دور كل فرد من المجتمع بصرف النظر عن جنسه"
من جهتها أكدت الدكتورة سعاد مبارك على قضية تأثير الموروث الاجتماعي على تقدم المرأة في عملها في خلق التوازن من خلال وجود الشراكة الفعلية بين الرجل والمرأة داخل الأسرة والمجتمع الأكبر مشيرة :"ما زالت هنالك فجوة بين سن التشريعات وتطبيقها على أرض الواقع"
دينامكيات التفاوض من اجل القيادة صراع أم تكامل ؟
وترأست الدكتورة مي الدباغ مديرة برنامج النوع الاجتماعي والسياسات العامة في كلية دبي للإدارة الحكومية الجلسة الثالثة بعنوان «التفاوض من اجل القيادة: بحث ديناميكيات التفاوض في البيت وداخل بيئة العمل» ، بمشاركة الدكتورة كاثلين ماك جين، مساعد عميد أول في كلية التطوير الأكاديمي في كلية هارفارد للأعمال في الولايات المتحدة الأميركية، وسارا لاشيفر كاتبة ومحررة ساهمت في إعداد كتاب بعنوان «النساء لا يسألن» ، وهي مديرة تنفيذية في مركز كالوفيج للتفاوض بالدنمارك.
وكانت دباغ قد أوضحت الدراسة تتناول فجوة النوع الاجتماعي في القيادة من خلال استكشاف الطرق التي يتبعها الرجال والنساء عند التفاوض من اجل الحصول على الموارد في العمل والمنزل، وتهدف إلى دراسة ديناميكيات التفاوض اليومية والتي تحدث بصورة متواصلة وعلاقتها بالفجوة القائمة بين النساء والرجال في المراكز القيادية، إضافة إلى مناقشة النتائج التي توصلت إليها مباشرة من خلال برنامج النوع الاجتماعي والسياسات العامة في كلية دبي للإدارة الحكومية
من جهة أخرى فقد اشارت الدباغ أن البعض لا يعتقد بإمكانية وجود التفاوض في حياتنا اليومية، والبعض الآخر تخيفه الكلمة التي تعني التواصل أكثر مما تعني أمراً آخر وهو جزء من ديناميكية الحياة، فالتواصل أو التفاوض من اجل توزيع المهام في المنزل ، تماما كما يتم التفاوض حول الفرص في العمل، وهي كلمة تؤدي إلى وعي حقيقي بالدور الذي تقوم به المرأة ، أو دور المرأة والرجل في المنزل.
وانه من الأهمية بمكان الحديث عنها كجزء من منظومة المجتمع طارحة ان كل سياسة تتعلق بالمرأة من شأنها ان تكون فعالة للاثنين وتصب في مصلحتهما معاً. مطالبة بوجوب وجود نظرة جديدة لفهم ادوار النساء والرجال في آن واحد لا سيما وان الاعباء الاقتصادية تقع على كليهما

حفل على هامش المنتدى :
وكان قد أقيم حفل عشاء عشية افتتاح المنتدى تخلله عرضٌ توضيحيٌ خاص حول “تنظيم المشاريع التجارية والموازنة بين الحياة المهنية والأسرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" وقالت، عائشة السويدي، مدير إدارة تطوير القيادات النسائية في مؤسسة دبي للمرأة: " يسعدنا أن نحظى بدعم شركاء من أهم الأسماء المرموقة في الدولة"
فيما اعتبرت نجلاء العوضي، المدير التنفيذي لشؤون القنوات التلفزيونية في مؤسسة دبي للإعلام والمدير العام لقناة "دبي ون" بأن منتدى القيادات النسائية العربية فرصة مهمة لتبادل الخبرات والآراء .
ومن جهتها قالت، عائشة السويدي، مدير إدارة تطوير القيادات النسائية في مؤسسة دبي للمرأة: "يسعدنا استضافة شخصيات بارزة من الإمارات والخليج والعالم في مختلف المجالات، لنناقش معهمّ تجارب واقعية من خلال محاور مختلفة نطرحها في حلقات النقاش هذه بهدف رسم صورة واضحة عن احتياجات المرأة في إطار معطيات الواقع المؤسسي العربي"
مي دباغ اشارت الى ان مشاركتها في هذا المؤتمر تهدف إلى فتح باب الحوار والنقاش حول الموازنة بين متطلبات العمل والمنزل بالنسبة للمرأة، مشيرة إلى أن هذا الموضوع كان ينظر إليه على انه متعلق بالمرأة فقط، على الرغم من علاقته المباشرة بالمرأة وبالأطر المؤسسية والمؤسسات وتطورها. وأوضحت أن المؤتمر يسعى إلى تقديم نظرة جديدة لمسألة الأطر المؤسسية المرتبطة بعمل المرأة التي يتطلب منها الموازنة بين البيت والعمل، مؤكدة أن السياسات الصحيحة هي التي تنتج اقتصاد دائم ومستمر.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق