الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

Marwa Kreidieh nailed Doctoral degree



Crises logic and the prospects for the universe

Aberdeen - USA
The writer Marwa Kreidieh nailed Doctoral degree for her thesis entitled: "Peace bets crises logic and the prospects for the universe," read the epistemological issue of violence in the universe. Aberdeen International University in the United States, where Kreidieh addressed in her study dismantle the intellectual-based "classical logic" unilateral structure the "classical physics" as new proposals are based on post-philosophy provided where demonstrate advanced mathematics on the stability of the existing physical systems repositioning engineering point in space and time, so it is all to be and the state of instability is more than the sum of its parts, and concludes that he can inspire drags intellectual based on quantum physics, through different tools does not rule out the spiritual experience in the Queen of the overall awareness inherent in the human soul.
The researcher said the humanitarian object has been "programmed" through the vast amount of knowledge gained Tee human inheritance through the ages all philosophies disparate and religions and diverse beliefs crystallized, which emphasizes cross-logic legacy that humans separate individual beings struggling in constant conflict since birth to live in this is not the best, but ends with death, and this is what has been accepted by all humanity!
This conflict rationalized violence and carry humans sins of the past centuries heavily wounds and disappointment and regret. In the same context that you see out about violence is not only through the understanding of the overall nature of the structure of the external world and the internal, people got the man is not an individual but a whole human consciousness.
Professor Paul Eckert supervisor of the thesis was considered it a prospective study with distinction, pointing out that it carries great value theory pave the way for the prospects of intellectual instinct of being a real nucleus of a new understanding of the universe because it does not proceed from traditional foundations, but from the phenomenon that belong to the system dynamic overlapping and their impact on the sociological and political fields natural Sciences and Mathematics and the other lead to a conceptual coup.


For her part, thanked the researcher Marwa Kreidieh jury, discussion and noted the efforts of Dr. N. Dabssi (physicist), who helped in the scientific translation processes, noting that the idea of the study and weaved major dating back to 2000 when it decided to in-depth research in the real reasons producing violence in human behavior and leading to wars, where they found that the logic families of human thought and WYSIWYG violence and added that the emergence of quantum physics and the discovery of particles and cosmic Reflexivity in the course of the phenomena called the new turns of thought in terms of theoretical science, because the argument inevitable faded under the weight of the variables and the world in front of a real challenge to find ways and "algorithms" Other to understand the fragmented phenomena path.



مروة كريدية تنال الدكتوراخ مع مرتبة الشرف من جامعة ابردين

نقلاب في البناء المعرفي للبشرية في المستقبل القريب

أديب سلامة - أبردين – الولايات المتحدة
١٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٤، خبر ثقافي عن: مروة كريديه
تكبير النصتصغير النصنص فقط
من خلال مناقشة اشكالية فلسفية بالغة التعقيد ترى الباحثة مروة كريدية ان ظهور الفيزياء ما تحت الذرّية سيؤدي الى انقلاب معرفي يغير كل المسلمات التي عهدتها البشرية وستتجه الانسانية نحو اللافلسفة اي البنى المتشظية لكل الفلسفات الامر الذي سيغير البنى الفكرية المعهودة ويقدم استراتيجية قيمية جديدة لادارة الهوية والقضايا والعلاقات بين الدول حيث لن يكون للثوابت والمسلمات مكان في الحياة المستقبلية .
واشارت الى ان استشراف المستقبل لعالم يضج بالأزمات والعنف لا يكن الا عبر فهم البنى الفيزيائية العلمية التي مهدت له وكلها تقوم على "المنطق الكلاسيكي" التي انتجها العقل اليوناني وفيما بعد استثمرها العقل الغربي ومن ثم العقل العربي أفرزت: الحتمية، المنطق الصوري، الجدلية،الثنائيات،اللوغوس، المادة والصورة. هذا النتاج الكلاسيكي يقوم على محاور قيميّة من اهمها: اختزال الكون الى منظومة ميكانيكية مؤلفة من مكونات اولية، واعتبار "العلم الوضعي" الطريق الأوحد الى المعرفة، والنظر الى الكائنات الحية والتعاطي معها كآلات، واعتبار الحياة المجتمعية صراعا تنافسيا البقاء فيه للأقوى، الأمر الذي سوّغ العنف وحول الكوكب الى مملكة ارهاب ومع بزوغ الثورة الكوانتية والثورة المعلوماتية تكون البشرية قد نحت منحى جذريّا في تطوير البناء المعرفي ممكن ان يؤدي الى انقلاب في المفاهيم.
جاء ذلك من خلال اطروحتها العلمية المعنونة : " رهانات السلام...ازمات المنطق وآفاق الكون ، قراءة ابستمولوجية في مسألة العنف والكون " حيث نالت مروة كريدية درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف عن بحثها في الفلسفة من جامعة ابردين الدولية في الولايات المتحدة الاميركية، وقد تناولت في دراستها تفكيك البنى الفكرية المرتكزة على "المنطق الكلاسيكي" الأحادي المنبني على "الفيزياء الكلاسيكية" كما قدمت طروحات جديدة مبنية على مرحلة ما بعد الفلسفة حيث تبرهن الرياضيات المتقدمة على لاستقرارية النظم الفيزيائية القائمة على تموضع النقطة الهندسية في المكان والزمان، لذلك فان الكل يكون وحالة اللااستقرار هو أكثر من مجموع أجزائه، وتخلص الى انه يمكن استلهام أداوت فكرية استنادًا الى الفيزياء الكوانتية، من خلال أدوات مغايرة لاتستبعد الخبرة الروحية الموجودة في ملكة الوعي الكلِّي الأصيلة في النفس الإنسانية.
وتعتبر الباحثة ان الكائن الانساني قد تمت "برمجته" من خلال الكم الهائل من المعارف المكتسبة المحملة بالارث البشري على مر العصور بكل فلسفاته المتباينة واديانه المتنوعة ومعتقداته المتبلورة ، التي تؤكد عبر المنطق المتوارث ان البشر كائنات فردية منفصلة تجاهد في صراع دائم منذ ولادتها كي تعيش بشكل أفضل ولا ينتهي ذلك الا بالموت ، وهذا ما تقبلته الانسانية كلها! 
هذا الصراع سوغ العنف وحمّل البشر أوزار القرون الماضية المثقلة بالجراح والخيبة والندم. وفي السياق عينه ترى ان الخروج عن العنف لا يكون الا عبر فهم الطبيعة الكلية لبنية العالم الخارجي والداخلي ، فوعي الانسان ليس فرديا بل هو وعي الانسانية كلها.
وقد اعتبر البروفيسور بول إكيرت المشرف على الاطروحة انها دراسة مستقبلية بامتياز مشيرا إلى أنها تحمل قيمة نظرية كبيرة تمهد لآفاق فكرية غريزة كونها تشكل نواة حقيقية لفهم جديد للكون لانها لا تنطلق من اسس تقليدية بل من الظاهرة التي تنتمي الى المنظومة الدينامية المتداخلة وانعكاساتها على المجالات السوسيولوجية والسياسية والعلوم الطبيعية والرياضيات وغيرها تؤدي الى انقلاب مفاهيمي .
ومن جانبها شكرت الباحثة كريدية لجنة التحكيم والمناقشة ونوهت بجهود الدكتور الفيزيائي دبسي الذي ساعدها في عمليات الترجمة العلمية مشيرة الى ان فكرة الدراسة وخيوطها الرئيسية تعود إلى عام 2000 عندما قررت البحث المعمق في الاسباب الحقيقية المنتجة للعنف في السلوك البشري والمؤدية للحروب حيث وجدت ان المنطق اسر الفكر البشري وسوغ العنف واضافت ان ظهور الفيزياء الكوانتية و اكتشاف الجزئيات الكونية واللانعكاسية في سير الظواهر استدعى انعطافات جديدة في الفكر على صعيد العلوم النظرية لان مقولة الحتمية اضمحلت تحت وطأة المتغيرات وان العالم امام تحدي حقيقي لايجاد سبل و"لوغاريتمات" اخرى لفهم مسار الظواهر المتشظية .

الأحد، 16 فبراير 2014

حكومة الطوائف في بلد الفساد





 حكومة الطوائف في بلد الفساد

مروة كريدية

"كيف يمكن لطاغية أن يحكم الأحرار الفخورين
، مالم يكن الطغيان (العنف) أساسًا لحريتهم ، والعار قاعدة لفخرهم ؟" يتساءل
جبران خليل جبران
انه لبنان ... أسطورة العيش المشترك !
ولدت الحكومة العتيدة في ظل تبادل للتهم والتخوين استمر قرابة عام ،
كيف لا؟ و سياسو الدولة محترفو "البهدلة" يدورون في دوامة  هستيريا 
الكراسي والحقائب الوزارية "السيادية" وغيرالسيادية، بعد ان
اصبحت "السيادة" كلها في خبر كان
! 
وفي حمى مهرجان تأليف "الوزارات"  تنفجر الاحداث الأمنية مرة أخرى، تلك الورقة
"القذرة" التي يرفعها الاطراف في وجه بعضهم من اجل تحصيل مكاسب أكبر
ومناصب أكثر! ونعود الى حرب الشوارع الأهلية الجائرة من جديد
!

مرة جديدة نجد ان الطبقة السياسية قابعة وراء سياجٍ عنصري طائفي !
مرة جديدة يضعنا الساسة امام صورة لبنان "القاصر" الذي
يحتاج دومًا الى "ولي أمر" ! وإلى "وصيٍّ" ! ولا فرق بين وصي
عربي او غربي او أعجمي
!

تارة في الطائف يتفقون  وطورا
في الدوحة يجتمعون ! ويخرجون دائمًا بعد كل مؤتمرٍ يقولون  "لا غالب ولا مغلوب !" والحقيقة ان
"الكل مهزوم
!"

وليس غلوًّا أن أقول ان كل الفرقاء ، لم يسجلوا سوى "انتصارات
سلبية" ، إنها هزائم متكررة في الحرية والوعي وخسارة كبيرة للانسان، فتنازلنا
الدائم عن إرادتنا الحرة لصالح محاور دولية وعجزنا الدائم عن حل مشاكلنا حوَّلنا
موضع إراداتٍ لا إرادة فاعلة
!

هذا هو مشهد ساحتنا اللبنانية الداخلية صورة درامية من أشكال العنف
الدامي والسخف السياسي، تتكرر خطابات العنف فيها لتليها انفجارات امنية

نتساءل دومًا من أين تنبع كل هذه الكراهية التي يحملها الاطراف تجاه
بعضهم البعض ؟ وما هي الاسباب ؟ ومن هو المستفيد ؟

إنها كراهية سببها ذاكرة مشحونة بعنف الخطاب الذي يستخدم الطائفية
متراسًا منيعًا لإخفاء الفساد ، المستفيد منها 
هو السياسي الفاسد دون شك

!

"الزعيم" ذاكرة الكراهية:

لقد كرست الحركة السياسية الطائفية في لبنان منذ استقلاله وحتى الآن
عقليّة عنصرية من خلال رموز مذهبية وذلك بهدف الحفاظ على منافع الزعامات، حيث عمدت
كل طائفة الى اختراع  "ماضٍ"
وتاريخ يتماشى مع مصالحها بحيث أصبح جزءًا أساسيًّا لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية
"العنفية " لها
!

هذا الخطاب كرّس العنف كأيديولوجيا وكخيار، وذلك من خلال تمجيد
"الرمز الصورة" المتمثلة ب"الزعيم"، وبطبيعة الحال كلّ مذهب
له رموزه وزعمائه "الروحيين" منهم 
وغير الروحيين

!

 اننا كشعب لبناني اليوم مهددون فعليًّا من
خطر التطّرف العنصري المذهبي الأصولي بكل أشكاله ومستوياته ومسمياته، ربما مهمتنا
كلبنانيين واعين أن نعيد النظر في عبئ تاريخنا الطائفي الدامي، ونعمل بجدٍ وبكافة
الوسائل على تطهير الذاكرة من الحقد واللاعقلانية والعنف، نحتاج اليوم واكثر من أي
وقت مضى لقيادات فكرية وثقافية ناضجة، والى رؤى تربوية واعية، لإدارة مثل تلك
الازمة المستفحلة،التي لا ولن تنفع معها بعد الآن حلول شكلية ترقيعية لا تزيد في
الفرقة الى مزيد من الشقاق

.

وأولى تلك الخطوات تكون في تعرية المواقف الطائفية وتفكيك الاصطفافات
المذهبية، وايقاف سمفونية الهتاف وراء الزعيم اي" زعيم "، فالعنصرية
الصريحة التي يحملها أشخاص يفترض أنهم في موقعٍ مسؤول وفاعل، مخيفة بلا شك وتكشف
بدون لبس حجم المنافع الشخصية التي يسعون اليها في ظل صراعهم المحموم على السلطة
.

ثانيًا: تطهير الذاكرة الجماعية وتنقيتها من الحقد المولّد للعنف،
وارساء التسامح بوصفه جزء من تراث الانسانية المشترك، فالتسامح ليست بدعة إكتسابية
و ليس فعلا إرادويًّا محضًا، انه أصل انساني وجودي عميق،  وهو 
خيارنا الوحيد للسلام لانه  يقوي
انسانيتنا

.

ثالثا: نشر الوعي بين الشباب واحداث توبة جماعية وطنية بشكلٍ يستحيل
معه حمل السلاح أي تكن الموجبات فلا توجد حربٌ عادلة، وسبل الممانعة تكون بالطرق
اللاعنفية ومنها الطرق المدنية في التعبير عن الرأي
..

رابعًا : الانتقال في مستوى التفكير: من المستوى الغرائزي المسطّح
المنبني على الثنائيات الضدية المحكمة ( مع – ضد) ( صح – خطأ) (كفر – ايمان )...،
الى مستوى إبداعي انساني ارقى قائم على أبعاد أخرى تجد دومًا حلا ثالثًا وحتى
رابعًا...، هذه الرؤية تحررنا من من فوبيا "الآخر" والنظر اليه بوصفه
"شيطان" يستحق الرجم الدائم، كما تحررنا من أسر "الزعيم
الملاك" الذي يمنح نفسه القدسية من خلال رجم الآخرين
.

أخيرًا هذه القصة ،،،

في أوج الاستتباب الأمني في لبنان اواسط التسعينيات، دُعيتُ للمشاركة
في حوار الشباب اللبناني لمجموعة من الطلاب الجامعيين، حيث أراد المنظمون ان
يسبروا من خلال أراءنا، أحوال الشارع اللبناني وانعكاسات المصالحة الوطنية بعد
اتفاق الطائف، وذلك عبر طرح مواضيع تتعلق بقبول الاخر ونبذ العنف وآثار الحرب
والطائفية و مناقشتها . وقد شهدت هذه الحوارات سجالات عنيفة عكست اشد الانقسامات
الحادّة في بنية الفكر وفي مسألة فهم الهوية الوطنية فارتفعت أصوات المشاركين
وشعاراتهم اللاهوتية المكفرة والمنفرة وتحولت القاعة الى محاور استعملت فيها كافة
الاتهامات والشتائم

...

فانبرى نهاية الجلسة احد المشاركين ليعلن لنا: "وفاة الحوار بين
اللبنانيين....ناعيًّا السلم الاهلي... شاتمًا اسطورة العيش المشترك ... واصفًا
الوضع اللبناني كله بأنه نارًا تحت رماد ... وان الحرب الأهلية لم تنتهي
بعد...معلنًا بالنهاية الجهاد المقدس

!"

لم يعي معظم الشباب المشارك وانا منهم  وقتها ان هذا السجال يعكس حالة حرجة وخطرة،
برغم كل المؤشرات السياسية والاقتصادية والامنية الداخلية التي كانت  "شكلا"على  أحسن ما يرام فالامن مستتب
!

غير ان الخطورة كل الخطورة، ان تتبنى فئة الشباب عماد المستقبل خيارات
العنف، التي يتحول معها الشعب الى كائنات تفترسها الحروب ، وعناصر متشرنقة بالعقائد
والمذاهب متقوقعة في صدفة التاريخ

.

فما عنف اليوم الا حصائد عنف الامس، و يبقى طريقنا الوحيد نحو  مملكة الانسان عبر العبور بسلام الى فضاء
الابداع الحرّ في مجتمع الحقيقة والمحبة وسيادة المعرفة
...

من سخرية القدر ان هذا المقال كتبته عام 2008  ووجدته في طيات اوراقي اليوم! وكأن يومنا تكرار
للأمس دون نتعلم من اخطائنا شيئا !

 مروة كريدية – كاتبة لبنانية



creativity and work

الخميس، 9 يناير 2014

الذاكرة السياسية وثقافة الانتظار

الذاكرة السياسية وثقافة الانتظار
وقت تتطلع فيه الأمم نحو مزيد من الرفاهية، وفيما تحلم الانسانية بالعدالة الاجتماعية ويعمل الشباب متطلعا نحو أفقٍ أكثر وحرية واحتراما لذاته وكرامته، نجد ان المناخات الفكري منها والاقتصادي والاجتماعي تزداد ترديًّا وضبابية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط التي لم تهدأ يوماعبر التاريخ مما دفع بشعوب تلك المنطقة الى الدخول "طواعيًّة " الى المجهول عبر الانتظار في ثلاجة الماضي منتظرين فرجًا "عجائبيا"، مما شكل ضربة قاضية لكل الأحلام التي راودت البعض عقب ما سمي بالربيع العربي الذي لم يزهر.
فقد شهدت الأوضاع في الآونة الأخيرة تأزمًّا واضحًا وتدهورًا إنسانيًّا فاضحًا، بدءًا من الحرب في سوريا مرورًا بمخيمات اللجوء والنكبات، مرورًا بموجة الاغتيالات في لبنان التي تدفع بالوضع نحو الهاوية وشفير حرب أهلية، وصولا الى الفلتان الأمني في العراق. وعند تحليل المشهد على المستوى الداخلي كما على صعيد العلاقات الخارجية، نجد أنّ الاتجاهات كلها تصب لمزيد من "تأجيل" الأزمات ودفعها الى "ثلاجة المجهول"، وليس مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده الا حقنة مخدر لتسكين بعضًا من الآلام لكارثة محققة.
الأمر الخطر في سياسة الثلاجة تلك، هو انّ الانسان العادي في تلك البلدان أضحت عملية الانتظار جزءًا من مكونات هويَّته الأساسية، لذلك فهو لم يعد يواجه الأزمات بل يحتجب عنها بذريعة الانتظار، لقد فقدت الشعوب القدرة على مواجهة أزماتها المعيشية ناهيك عن السياسية والاجتماعية والفكرية.
لقد توقف الزمان بالنسبة لهؤلاء في لحظة تاريخية، وأصبح وجود "عدو" أمرًا ملازما للتفكير في كل الأمور، و أن هناك مؤامرة دائمة مستديمة مستمرة في كلّ الأوقات.متذرعين بذاكرتهم الماضية السياسية المثقلة بالآلام والاحزان.
الاشكالية إذن تقع في ان وجود العدو صار جزءًا من الهوية، سواء كان هذا العدو عدوًَا متخيّلا أم عدوًّا حقيقيًّا، و"العدو" هو الذي يُحدد الهوية التي يضعها كحاجز وسياج عالٍ بمقابل الآخر، كما أصبح وجوده وسيلة مستأنفة لتأجيل الضرورات الداخلية ومطلبات الشعوب، الأمر الذي جعل الاوضاع الداخلية متعفِّنة، و ذريعة دائمة من قبل السلطات، لاعلان حالة طوارئ مستمرة... فالانتظار يُطرح كحلٍ للمشكلات التي لا يرغب المسؤولين في معالجتها ومواجهتها من جهة، كما انه مخدر ممتاز للبشر من جهة اخرى.
وفي هذا الاطار نجد في التصريحات الرسمية الخارجية والتصريحات الداخلية، والسجالات السياسية الدائرة ضمن أطياف الشعب الواحد، و ان سمة اللامباشرة واللف والدوران هي محور الخطاب علاوة على بنى التفكير، الامر الذي جعل "الانتظار" والوقوف خلف "الستائر"، هو الطريقة المثلى لتأجيل الأزمات، علاوة على مفعول الوهم الذي يبعثه "الستار" عندما لا يُنظر إليه كحاجز.
وللخروج من هذا المأزق ولو فكريا لا بد تحفيز الوعي عبر الكلمة الحرة واطلاق فكر مستنير بحيث يرتبط مفهوم الذاكرة ايضا بالحاضر والمستقبل وهو ما لفت له المفكر مارتن هايدغر عندما اشار الى الذاكرة الحاضرة وضرورة ارتباطها :" بكلّ ما سيأتي" كونه " يلتقي في وحدة الحضرة التي تتخذ كلّ مرةٍ طابعًا خاصًّا "
نعم الذاكرة السياسية وحتى الحضارية بطبيعة الحال لا بد وان ترتبط بالحاضر الممتد الى المستقبل بحيث تكون حريّة الكائن الإنساني مطلبًا وجوديًّا أساسيًّا، وان تحمل هذه الذاكرة تطلعًا ومقدرة على الانفتاح اللامتناهي مع مفردات الكون، واللاتناهي نحو فكر محدد، كما تنبني على طرح جديد لإرادة المعرفة قائمة على فك الارتباط بنمط واحد من انماط الزمان وهو نمط الماضي، و شكل واحد من اشكال الواقع، فإن كلّ هذه المفاهيم تبعد هويّة الكائن عن الخشبية والثبات والانعزال المنغلق... وتساهم في دفع الإنسان نحو الابداع الامر الذي يحقق تقدم فعلي في مسيرة الأمم ويؤدي الى نماء الأوطان.
- See more at: http://www.elaph.com/Web/opinion/2014/1/865749.html?entry=opinion#sthash.L4j8Yier.dpuf