الثلاثاء، 26 فبراير 2013

Government Communication Forum (GCF) 2013


افتتاح  أعمال منتدى الاتصال الحكومي 2013 تحت شعار "تواصل فعال... خطاب موحد"

GCF 2013 Hosts Turkish Prime Minister Recep Tayyip Erdoğan and Kofi Annan as Guests of Honour
Event Attracts Over 2,500 Participants

His Highness Sheikh Dr Sultan bin Muhammad Al Qasimi, UAE Supreme Council Member and Ruler of Sharjah, inaugurated the second Government Communication Forum (GCF) 2013, in the presence of His Excellency Recep Tayyip Erdoğan, Prime Minister of Turkey; Kofi Annan, former Secretary-General of the United Nations; Amre Moussa, former Secretary-General of the Arab League; and Andrew Young, former US Ambassador to the United Nations.

بحضور أردوغان و كوفي أنان وأكثر من 2500 مشارك
أردوغان: ضرورة زيادة العنصر البشري في وسائل الاتصال وأن نتحرر من عبودية الوسائل لخدمة الإنسان
كوفي أنان: بناء المجتمع الصحي يرتكز على السلم والاستقرار والتنمية، وسيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان



Macadi Nahhas - Marwa Kreidieh - Zahi wahbi

Marwa Kreidieh - fahed Husein - Aisha abdulla 

شكل المنتدى حلقة تواصل ممتعة مع الاعلامين والصحفيين وسمحت بلقاءات جانبية تجاوز بعضها الشكليات والدخول في حوارات فكرية عميقة
زاهي وهبي 

في دردشة جانبية 


زاهي وهبي - مروة كريدية 


خلال وشة عمل فن الخطابة - مروة كريدية - عائشة عبد الله 

Rami eljundi - marwa kreidieh

مروة كريدية توقع ديوانها لوامع من بقايا الذاكرة لرامي الجندي 

عائشة عبدالله - فهد حسين - مروة كريدية

رامي الجندي 






خلال الورشة التدريبية - العلاقة بين المؤسسات الحكومية ووسائل الاعلام 




Monday February 25, 2013
Workshop on Day-1 Examines Public Speaking Skills & Social Media Fundamentals
Workshop on Day-2 Discusses Relationship between Governments and Media & Dynamics of Press Conference Management
Government Communication Forum 2013 hosted four workshops over the two-day event seeking to equip nearly 380 participants including young professionals and communications students with skills in public speaking, social media, government media relations and press conference management.
The first workshop titled ‘Public Speaking: how to get your message across’ was headlined by media experts from Abu Dhabi twofour54 tadreeb - David Hardaker, Head of Media Development, and Fahed Hussein, Media Executive Consultant. The segment examined all aspects of effective public presentation, including planning and preparation, role of speechwriters, effective speech structuring, and tailoring delivery for target audiences.


مي عالم شهاب - خديجة عبد الحفيظ

لقطة جميلة معبرة

ورش هدفت إلى تدريب الشباب والطلاب على الخطابات العامة ومهارات الإعلام الاجتماعي بحضور أكثر من 600 من العاملين والمهتمين بمجال الاتصال الحكومي
استضاف منتدى الشارقة للاتصال الحكومي 2013 على مدى يومين 4 ورش عمل لتزويد المشاركين من المهنيين الشباب وطلاب الإعلام بمهارات الإعلام الاجتماعي وإلقاء الخطابات العامة، وأفضل الممارسات في العلاقات الإعلامية وإدارة المؤتمرات الصحفية حضرها عدد كبير من العاملين والمهتمين في مجال الاتصال الحكومي وحشد من الشباب وطلاب الإعلام.
وأقيمت ورشة العمل الأولى تحت عنوان "الخطابات الاعلامية... فن خطابة أم رسائل مباشرة؟"، بإشراف رئيس التطوير الإعلامي في towfour54 تدريب، ديفيد هاردكر، والمستشار التنفيذي في towfour54 تدريب، فهد حسين، بينما حملت ورشة العمل الثانية عنوان "الاتصال الرقمي... أكثر من مجرد تويتر وفيسبوك"، التي أدارها خالد أكبيك، مدير إعلام اجتماعي.
وانعقدت ورشة العمل الأولى في ثاني أيام المنتدى تحت عنوان" العلاقة بين المؤسسات الحكومية ووسائل الاعلام وكيفية إيصال الرسالة الاعلامية للجمهور"، وأشرف عليها المستشار التنفيذي في towfour54 تدريب، فهد حسين، ومستشارة التدريب المتخصصة منtowfour54  تدريب، مي عالم، التي أدارت أيضاً ورشة العمل الثانية: "المؤتمرات الصحفية: استراتيجيات وتقنيات".
وسلطت ورشة العمل الأولى الضوء على الحاجة إلى مسؤولين ومتحدثين خبراء لتقديم خطابات واضحة ومؤثرة، وفي هذا المجال تحدث ديفيد هاردكر: "إن امتلاك مهارات الخطابة الفعالة هو مفتاح القيادة الناجحة، وخاصة في القطاع الحكومي، حيث أن المسؤولين بحاجة إلى التواصل ومشاركة رسائلهم مع الجمهور. وسواء كان ذلك لأغراض إعلامية، أو الإقناع، أو حتى الترفيه، فإن الخطابة والتحدث أمام الجمهور هو شكل من أشكال الاتصال، حيث أن المتحدث لديه فرصة واحدة فقط لتقديم الرسالة. ولذلك، من المهم أن يبقي حديثه بسيطاً وسهل الفهم بالنسبة للمستمعين".
وأضاف: "ليس من السهل التحدث إلى جمهور عام؛ وفي الواقع، أناس قليلون فقط يمكنهم القيام بذلك؛ فغالبية المتحدثين يتملكهم القلق عند التحدث أمام الجمهور، وهذا الخوف ينبع من عدم المعرفة وقلة الإلمام بالموضوع مع غياب التحضير، وهو عنصر أساسي لإلقاء خطاب قوي".
وأشار فهد حسين بدوره إلى تقنيات محددة لبناء خطابات مؤثرة باللغتين العربية والإنكليزية وأوضح قائلاً: "عندما إلقاء خطاب ما، يجب أن المتحدث كسر الحواجز بينه وبين جمهوره وهذا يساعده على التعامل مع الجمهور والاستحواذ على اهتمامهم الدائم. من ناحية أخرى، تعتبر البساطة ووضوح الرسالة من العناصر المهمة لإلقاء خطاب واضح ذي تأثير حقيقي".
واطلع المشاركون في ورشة العمل الثانية من اليوم الأول على دور وسائل الإعلام الاجتماعي في الاتصالات الحكومية واستعراض أفضل الممارسات الدولية من خلال دراسة حالة محلية، كما غطت الورشة جوانب متعددة منها: مقدمة إلى وسائل الإعلام الاجتماعية، وتحديد أهداف ونطاق الحملات وإدارة السمعة والمراقبة والقياس والتطوير.
كما قدمت ورشة تحليلاً لأفضل سبل الاستفادة من وسائل الإعلام الإجتماعي في تكوين الرأي العام اتجاه المبادرات الحكومية، مع تعزيز السمعة والمصداقية، وفي هذا المجال أوضح خالد أكبيك: "تتمحور آلية عمل وسائل التواصل الاجتماعي حول الاستماع، فهي وبإيجاز كلي توفر منصة للتواصل المزدوج بين المؤسسات والجمهور. وقد باتت تدرك الحكومات اليوم أهمية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها أداة للتفاعل مع الجمهور وتلبية المتطلبات الاجتماعية بطريقة فعالة".
وتابع قائلاً: "تشير الإحصاءات إلى أن ثلاثة من بين كل أربعة مستخدمين لشبكة الإنترنت في العالم اليوم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي. كما أن 95 بالمائة من الشركات تستخدم شبكة لينكدين (LinkedIn) كأداة للبحث عن الموظفين. وبالتالي، أصبح لوسائل التواصل الاجتماعي تأثيرٌ كبيرٌ على الطريقة التي يمارس فيها أفراد المجتمع أعمالهم في العصر الحديث. فحجم استخدامها آخذ بالازدياد، كما أن تأثيرها بات أكبر وانتشارها أصبح أوسع نطاقاً مقارنة بالماضي".   
وتناولت ورشة العمل الأولى في اليوم الثاني العلاقة التكاملية بين المؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام، وأكد المدربين على الحاجة إلى الفهم المتبادل لطبيعة عمل كل من الهيئات الحكومية ووسائل الإعلام، بما يساعد على إقامة شراكة ناجحة تدعم المصلحة العامة وتعزز الهوية الوطنية. وتطرق المشاركون أيضاً إلى أساليب إعداد الأخبار، وتحديد وسائل الإعلام المناسبة لنشر أخبار معينة، وكيفية التوجه للإعلاميين لإيصال الرسالة بالشكل الصحيح والمناسب، وإلى ضرورة اتخاذ وسائل الإعلام المسؤولية في إيصال الرسائل الصحيحة للحكومة وتسليط الضوء على التغيرات التي تطرأ على القواعد والأنظمة وذلك لصالح المجتمع ككل.
وفي هذا السياق، قالت مي عالم خلال الورشة الأولى في ثاني أيام المنتدى: "دائماً ما ينظر للمؤسسات الإعلامية والحكومية على أنهما كيانين منفصلين تماماً، علماً أنه تربط بينهما علاقة تفاعلية مستمرة، ولكن هذه العلاقة لا يجب أن تكون مبنية فقط على إيصال الرسالة الرسمية، وإنما يتعين على الإعلاميين أن يستطلعوا الرأي العام للجمهور بشكل مباشر، ثم العمل على إيصال رأيه وتطلعاته للحكومة. من ناحية أخرى، يجب على وسائل الإعلام أن توصل الرسائل الحكومية إلى الرأي العام بكل وضوح ودقة. وبالتالي فإن آلية التواصل تتمثل بما يلي: تقوم المؤسسات الحكومية بإيصال الرسائل عبر المؤسسات الإعلامية إلى الجمهور، وفي المقابل يقوم الجمهور بإيصال رأيه ومتطلباته إلى الحكومة عبر وسائل الإعلام المختلفة".
وركزت ورشة العمل الثانية على أفضل الممارسات والتقنيات لإعداد وإدارة المؤتمرات الصحفية الناجحة بداية من مرحلة إعداد الفكرة وصولاً إلى مرحلة التنفيذ. كما سلطت الضوء على أهمية التخطيط الاستراتيجي وإعداد الموارد، وبحثت فن تجهيز المواد الإعلامية للمؤتمر والإجابة على أسئلة الصحفيين من خلال التدريب العملي وتمثيل الأدوار من قبل المشاركين.
وأشارت مي إلى أن نجاح المؤتمر يعتمد على روح المبادرة لدى المنظم في دعوة وسائل الإعلام المناسبة فضلاً عن العفوية والوضوح الذين يجب أن يتمتع بهما المتحدث الرسمي في الرد والتجاوب مع وسائل الإعلام، وقدمت نصائح حول الترتيبات اللوجستية للمؤتمرات لخلق بيئة مناسبة لتغطية الحدث.
وقد أعدت مي عالم وقدمت عدة دورات تدريبية في فن الخطابة وعقد اللقاءات الصحفية والمؤتمرات الصحفية والتقديم التلفزيوني لفضائيات ومحطات تلفزيونية محلية وإقليمية ولمجموعة من العملاء، بما في ذلك وزارة الداخلية في دولة الإمارات وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ووزارة شؤون الرئاسة الإماراتية وهيئة ابوظبي للموانئ ومهرجان أبوظبي للسينما.
يذكر أن ديفيد هاردكر لديه 25 سنة من الخبرة في مجال الإعلام والمؤسسات الإعلامية على الصعيد الدولي وفي منطقة الخليج والشرق الأوسط، وقد حاز على عدد من أهم الجوائز المحلية والعالمية. كما عمل دافيد كمدرب لعدد من الصحفيين العرب وهو مؤلف دراسة "الأقمار الصناعية التلفزيونية والانترنت" التي تتحدث عن تأثير الإعلام الجديد على المجتمعات العربية و عن ممارسة العمل الصحفي في العالم العربي.
فيما شغل فهد حسين منصب المدير العام السابق لمركز الأخبار في تلفزيون بينونة، كما أخذ العديد من المناصب الأخرى مثل رئيس تحرير، رئيس أخبار، وهو كاتب وصحفي في تلفزيون أبوظبي، وهو مؤسس ورئيس التحرير التنفيذي لنشرة الأخبار المحلية الأكثر مشاهدة في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، التي قام بتأسيسها وفقاً لأرقى المعايير العالمية، والتي حظيت بتقدير كبير ونسبة مشاهدة عالية لعدة سنوات


مروة كريدية - مكادي نحاس - هادية درويش 

Marwa Kreidieh - Macadi Nahhas - Hedia Darwiche 

Marwa Kreidieh - David Hardaker,





Marwa Kreidieh - Ghassan Hajjar 


مروة كريدية - غسان حجار



مروة كريدية - ديفيد هاردكر - درويش محمد 






الاثنين، 25 فبراير 2013

Sereif Camp Darfur - by : Marwa Kreidieh

حليمة يعقوب - مروة كريدية 


عائشة آدم حسن


حليمة يعقوب












معسكر سريف للنازحيين في دارفور
الحق الانساني المفقود وحق العودة الموعود
  مروة كريدية - مخيم سريف – جنوب  دارفور
يعتصر قلب المرء حزنًا وأسى لعمق المعاناة الإنسانية التي يشاهدها خلال اقامته في دارفور ، فهي كلها منطقة إن صحّ التعبير منكوبة ، تكاد تنعدم فيها الطرق المعبدة ومقومات العيش الكريم ،أما حال معسكرات النازحين فيُعد وصمة عار وسؤال إنساني  رسم الاجابة عنه متروك لكل إنسان لاسيما المسؤولين منهم ، فالأطفال نصف عراة ، يتهافتون على الغرباء مطالبين بالمياه المعدنية الباردة ، بعضهم تظهر عليه علامات سوء التغذية والاهمال الشديد، إصابات الاطفال من جراء عنف اللعب لا يلقى أحد لها بالا فالجروح غير مضمدة وعرضة للحشرات والجراثيم، والنظافة الشخصية معدومة ، المكان بأسره عرضة لانتشار الأوبئة والأمراض علاوة على التلوث البيئي القاتل .



توجهنا الى معسكر "سريف " للنازحين الذي يقع على  مسافة  17 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من مدينة نيالا، ويعتبر أفضل حالا مقارنة مع 12 معسكراً رئيسياً فيالمنطقة،  وبحسب المصادر الاعلامية فإن سبب ذلك يعود الى  الضجة التي أثيرت حوله  في الاعوام السابقة عندما قررت السلطات نقله من منطقة الجير القريبة من المدينة إلى موقعه الحالي ..
وعندما سألنا أحد المعنيين بشؤون المعسكر عن الأوضاع السياسية أفادنا أنه : لقد اكتسب المخيم شهرة منذ ان تمّ الاعلان عن الاتفاق بين الحكومة وفصيل مني أركوي مناوي منذ أعوام حيث تحول المعسكر  إلى ساحة للنقاش السياسيالمحتدم "



لدى وصولنا المعسكر، انحنى إليّ زميلي الذي زار المكان قبل أربع سنوات وقام بتغطية الأحداث عند بداية اندلاعها قائلا : "هذا المخيم الآن خمسة نجوم ! هذا الذي تعتبرينه كارثة يعد جنّة على ما كان عليه في السابق ! لا يمكن ان تتخيلي كيف كان الوضع آنذاك فكل شيئ معدوم حتى مياه الشرب وقد اضطررنا الى النوم في العراء والسحالي ترافقنا مدة عشرة ايام الى ان لجأنا الى الامم المتحدة أخيرا فاحمدي الله على وضعك الان  !"

التقينا بداية الامر بأحد مسؤولي الأمن ويدعى أحمد محمد إبراهيم، الذي أفادنا بأن المعسكر يشتمل على حوالي 13 ألف وخمسمائة نفر وهو ما يعادل حوالي ألفي وخمسمائة أسرة تقريبا وأن سكان المخيم ينحدر أغلبهم من قومية " الفور" ، واشار مرافقنا الى أن المملكة العربية السعودية هي التي تكفّلت بإنشاء هذا المخيم منذ أربعة أعوام، فيما يقوم برنامج الغذاء العالمي بإدارة شؤونه من الناحية الإنسانية .

   
مواقف إنسانية محزنة :

بداية لقاءاتي كانت مع الأطفال الذين تعاطوا معي أول  الامر كأجنبية، فجلست ارضًا وكلمتهم بالعربية شارحة لهم بأني مثلهم انتمي لبلد عربي مجاور، واني ارغب باللعب معهم وحتى الغناء ، كنت أراقب كل اهتماماتهم انظر بعيونهم، سألتهم عن المياه فتذمروا قائلين هناك بئر نعبأ منه المياه في اوعية ونجرها الى البيت وهي مهمة شاقة يجبرنا اهلنا عليها، وعن طبيعة طعامهم اجمعوا على انهم يتناولون العصيدة والخبز كل يوم، أما عن المدرسة فضحكوا ولم ألق اي تعليق ، وأفادوا بأنهم يعيشون هنا لانه هناك حرب، ويلعبون مع الحيوانات والزواحف والحشرات فهي لا تخيفهم او تزعجهم ، وانتهى اللقاء بإنشادهم لأغنية شعبية :"أنا سوداني.. "

وتبين لي من خلال التقاء العديد من النازحين ان معظمهم ينتمي الى بلدة ياسين وغالبيتهم من  "البرقد" وهي القبائل الافريقية الزنجية، وقصصهم تتشابه الى حدٍّ بعيد ، فجميع من قابلتهم أشار الى أن الجانجوييد هم السبب في معاناتهم وهم الذين أخرجوهم من بيوتهم وهجّروهم من قراهم كما قاموا بحرق محاصيلهم الزراعية .

  
عائشة آدم حسن أرملة في عقدها الرابع أستقبلتني في "مطبخها" داعيتني لتناول ماتيسر مما يسمونه بالعصيدة ، قالت بأن زوجها قُتل بالحرب الاهلية على يد الميليشيلت المسلحة وتضيف : " قام الجنجاوييد بطردنا وأحرقونا بالنار… لقد مات زوجي "
عائشة لديها 6 اولاد صبيان توفي منهم ثلاث، و هي تنتمي بالأصل الى بلدة ياسين وتشير بالقول "سمية قبيلتي برقد " .

 وفي خيمة ملاصقة وجدت امرأة عجوز تحتضن طفلا رضيعًا، تفترش الارض ومن حولها عدة نساء،  قالت بأنه وليد ابنتها وتدعى حليمة يعقوب آدم لها من العمر65 سنة، تحدثت عن عملها السابق قبل النزوح حيث كانت تعمل في الزراعة وتضيف : "كنا مرتاحين جدا وأوضاعنا بخير" ، وعن تمنياتها المستقبلية أفادتنا بأنها مسلمة وترغب في ان تؤدي فريضة الحج قبل موتها ، علما ان السفر  أمرٌ مستحيل بالنسبة لها فهي لا تعرف من السودان كلّها الا المعسكر وقبله بلدتها ياسين، وتضيف "جدودنا مشوا الحجاز وحجوا لانهم كانوا بأمان وعندهم الجنيهات أما نحن فلا نقدر على مغادرة المعسكر ولا نملك شيئًا "

اقتربت من امرأة حامل في شهرها الثامن أسألها عن حالها وعن الرعاية الطبية الخاصة بالحوامل في المخيم ، المرأة تدعى أمينة أحمد وعمرها 24 سنة وهي حامل بطفلها الثالث حيث قالت : "الداية هي من تقوم باجراء الولادة الآن ، في حين انه في بعض الظروف السابقة كانت المرأة تتولى ذلك بنفسها بمساعدت قريباتها ، وهو امر صعب مضيفة انه في حال عسر الولادة فإن المرأة تتعرض وجنينها للموت !" وعندما سألتهاعن معدلات الولادة وعدد الاطفال في الأسر قالت: " المرأة تنجب احيانا  سبعة  وربما عشرة اطفال " نافية اي معرفة لها او علم بوسائل منع الحمل وكيفية استعمالها، مضيفة انه من "الافضل ان تبتعد الحرمة عن زوجها كليًّا اذا احست بان الولادة متعبة " 
سجال سياسيّ:

 قرابة العصر تخليت عن مرافقيّ أجمعين،  وقررت التجول بمفردي ففي الطرف الشمالي منالمخيم يتجمع عصر كل يوم الشيوخ والشباب لإدارة حوارعفوي ودردشة حولما يجري لهم وحولهم، وعادة ما يثيرون قضايا الخدمات التي تقدم لهم والقضايا المتصلةبمرحلة ما بعد الحرب، وموضوع التعويضات ويتشعب الحديث ليصل إلى توجيه الانتقاداتللحكومة وللأحزاب السياسية.

اقتحمت حلقة رجال بابتسامة معرفّة بنفسي وجلست معهم، فإذا بي في حوار سياسي رفيع، يعكس وجهة نظر من يعيش الحدث ، كبيرهم  رفض ان أصوّره كما رفض الإدلاء بإسمه، فهو رجل معارض وثائر على الأوضاع ، كما يُصنِّف نفسه من المثقفين، وأشار لي بأنهم كنازحين يرون أن حقوقهم مهضومة، وأن الحكومة غير منصفة ولا عادلة ، وأن من حقهم المطالبة  بالتعويض عن ما لحق بهم من الأذى" ، وعندما  ناقشته بموضوع العودة وان المناطق آمنة كما تشير المصادر الرسمية قال:" لا نستطيع الخروج من المعسكر فالطرقات مازالت تقطع ولا يوجد أمن على الاطلاق وبإمكانك التحقق من ذلك ، والأحزاب السياسية كلها باعت قضية دارفور "

يعلق أحد الشباب الجالسين ويدعى محمد أحمد : " إن من فقدالأرض فقد العرض وفقد حاله، ولكي يعيدها لابد له من مقاومة  الظلم والاجحاف  .. ويضيف  نحن ظلمنا عندما هُجرنا منأرضنا ولن نقبل بأن نظلم مرات متكررة  .. " أحمد يرى أن الحكومة بكل أحزابها وأحزاب المعارضة وحتى من يحملون السلاح .. كلهم سواء "

أما أحد الشيوخ  فله وجهة نظر مغايرة فعلق بالقول"  إن المعاناة الراهنة هي بسبب الحرب ولابد من أن تتوقف كليا ويعم الامن تماما، وانه من الحكمة ومن الأفضل لعشيرته أن ترتبنفسها للمرحلة المقبلة بدلا من توجيه الانتقادات للحكومة ولغيرها، الافضل ان نتعاون مع الحكومة وهو أمر واقع "

قاطعه آخر ليقول:  "كل الأحزاب السياسية السودانية  مسؤولة عن أزمةدارفور، فهى تستخدمنا لتحقيق أغراضها فقط ..  لا يوجد احد مكترث للحاصل والأزمة أظهرت  ان الكثير من أهل السودان غير مهتمين كثيراً بما يجري ، فمع من نتعاون ؟"
لعل ما يحدث من سجالات سياسية داخل معسكر سريف يجري في كلالمعسكرات التي تنتشر في إقليم دارفور، فالظروف المعيشية والحروب ووجود فئة كبيرة من الناس في معسكر نازحين دون عمل ، جعلتهم يمضون جل وقتهم في السجالات السياسية والتحدث في اوضاعهم، الأمر الذي ينذر ببروز كيانات سياسية جديدة وولاءات مغايرة للاحزاب الموجودة ربما .. ولعل  هذا ما يفسر عدم جرأةممثلي الأحزاب التي تشكل وجودا في دارفور في مخاطبة من يقطنون المعسكرات والذي ضمنت لهم حماية الامم المتحدة شيئًا من حرية التعبير.
مسجد وتلاوة وسبحة  :
أمام خيمة قش جلس شابٌّ يعلم الاطفال تلاوة القرآن ، المصاحف في يد الأطفال مهترئة وبعضها ممزق، النسخ متباينة بعضها طبع في المشرق والآخر  في المغرب وبعضها بخط نَسخي يُصعب قراءته ، ولفت نظري وجود نسخ قديمة حيث وجدت مصحف طبع في بولاق عام 1942 ؛ الأطفال كلّهم ذكور وكأن الامر لا يعني البنات ، إنه مسجد ابو بكر الصديق ، تتوسط باحته العصا تحمل مثلثًا ، وهي تُستخدم لتحديد مواعيد الصلاة من خلال ظلّ العصا وانعكاس نور الشمس ،حيث لا يوجد ساعة على ما يبدو .

قبل انصرافي لاحظت وجود سبحة ذو ترتيب غريب في يد أحدهم وهي بحسب معلوماتي تشير الى احد الطرق الصوفية فسألته أنتم "تيجانية ؟" نظر اليّ بغرابة، قائلا :" نعم كلنا في المعسكر ننتمي الى طريقة سيدي أحمد التيجاني " فجلست أقرأ معهم "جوهرة الكمال"، وهي صيغة في الصلاة على النبي.. والغريب ان الاطفال يتقنون تلاوتها برغم من صعوبة مفرداتها وبلاغة معانيها !وعلما انهم يجهلون أبسط المعلومات العلمية البسيطة!
انها من المفارقات وغرائب البشر، غياب العلم الاكاديمي و حضور اللاهوتي!! فلماذا يحضر الديني فقط عندما يغيب الانسان؟!





 

 
120783


120783
مروة كريدية
 

للاطلاع ايضا على مواضيع متعلقة للكاتبة