الخميس، 14 فبراير 2013

يوسف زيدان يروي "تاريخ المسيحية في مصر"




يوسف زيدان يروي "تاريخ المسيحية في مصر" في مركز المسبار للدراسات بدبي
المسيحية بين ميتولوجيا الاغريق و قدماء المصريين
 
مروة كريدية من دبي
يرى الروائي والمؤرخ المصري يوسف زيدان ان المسيحية في مصر تأثرت الى حد بعيد بميتولوجية الحضارات القديمة كالاغريقية والفرعونية بخلاف منطقة بلاد الشام التي انتشر فيها النساطرة مشيرا الى ان تبلور الفكر المسيحي في اواخر القرن الثاني الميلادي تأثر بالفلسفة الاغريقية والافلطونية المحدثة حيث كانت الاسكندرية مدينة الله العظمى ومحور الربط بين الحضارتين اليونانية والمصرية المتقابلتين على ضفتي المتوسط،  جاء ذلك خلال المحاضرة التي القاها أمس الاثنين بعنوان "تاريخ المسيحية في مصر" واقيمت في فندق الميديا روتانا بدبي .
 الندوة نظمها مركز المسبار للدراسات والنشر بالتزامن مع  اطلاقه كتاب "الأقباط في مصر بعد الثورة "وقدم لها الاعلامي تركي الدخيل وادارتها الكاتبة بدرية البشر ، كما اشتملت على عرض موجز للباحثة ريتا فرج تناولت من خلاله محاور دراسات اصدرها المركز عن الأقليات الدينية بعد الربيع العربي، ووصول تيارات الإسلام السياسي إلى الحكم .
****
ينطلق يوسف زيدان في معرض محاضرته عن "تاريخ المسيحية  في مصر" عبر مقاربة ميتولجية تشرح مفهوم التثليث في حضارات مصر القديمة وتاريخها عبر رواية اسطورة ايزيس او الام العظمى حيث كانت تسمى "إسّت" لذلك فان كل امرأةٍ هى "الست" لأنها فى الأرض صورة "إسِّت" المستولية على السماء، وليس لاسمها معنى فى لغة المصريين القدماء إلا المستوية على كرسى الألوهة الأولى.ويرى زيدان ان  سرُّ الجوهر الإنسانى هو الأمومةُ والتجلِّى الأتمُّ له، يكون فى الأنوثة التى منها الذكورة، وايزيس  هى سرُّ الكيمياء والتحنيط، ومنها ميلاد "حور" المسمى "حورس" من غير تماس فهى أمُّ النور مع أنها البتول ، وليس لها من الرموز إلا صورة الأفعى المقدسة، التى صارت فيما بعد على يد اليهود مُدنَّسة.
فصورة العذراء القديسة البتول عند المسيحية تقابل صورة ايزيس التي جمعت اشلاء زوجها وحملت من تماس دون نكاح ، وصورة حورس تقابل يسوع الابن وصورة الآب تقابل اوزير، و"آمون" او "آمين " هو الاله الواحد المتعالي المحتجب؛ كما يقارن زيدان بين شكل مفتاح الحياة عن قدماء المصريين وشكل الصليب في المسيحية مشيرا ايضا الى ان لفظة "انجيل" يونانية الاصل "انجيليوس" وتعني الخبر السار والبشرى المفرحة .
ويرى زيدان انه حتى القرن الثاني الميلادي فإن عدد المسيحيين لم يكن يتجاوز 10% ، الى ان اعلنت  الدولة الرومانية في مراسيمها تبنيها للديانة المسيحية  ليعقد اول مجمع مسكوني عام 325 ميلادية  في نيقية يتم من خلاله صياغة العقيدة القويمة "الارثوذوكسية" ويتم اعتماد اربعة اناجيل "متوازية" على ان يتم حرق بقية الاناجيل . ومن ثم توالت احداث العنف الديني حيث شُكلت فرق لاقتحام البيوت والاديرة ومصادرة كل الاناجيل الغير قانونية .ثم اعلنت الديانة المسيحية رسمية للامبرطورية الرومانية عام 391 ميلادية .
وبسرد روائي ينتقل للمراحل المتعاقبة لتطور المسيحية وانقسامها والحروب التي دارت بين النساطرة والارثوذكس فيما بعد علاوة على الحروب التي دارت بين اتباع الديانة والرومان ليعرج على مرحلة حرق مكتبة الاسكندرية حيث حكم البطالمة الذين كانوا يحملون الفلسفة اليونانية، و أقاموا معبداً ليكون معهداً للعلم، وسموه "بيت ربات الفنون" او "الموسيون " هي المكتبة التي حرقت على يد القساوسة ورجال الدين المسيحيين كونها تحتوي على هرطقات عقائدية بنظرهم .كما حرقت الآلهة "هيباتا " المصرية التي ترمز الى الحكمة  وسُحلت في الشوارع .
كما عرض في محاضرته ايضا مراحل انقسام الكنيسة الارثوذوكسية الى مصرية وخلقدونية ليصل الى مرحلة تواطؤ المقوقس مع عمر بن العاص الذي سلم مصر للمسلمين دون اراقة دماء مشيرا بالقول  :" ان المقوقس باع مصر تحت التربيزة " .
يذكر ان يوسف زيدان سيحاضر يوم غد الاربعاء في افتتاح الموسم الثقافي بمعرض الشارقة للكتاب حول "تجربة الكتابة الإبداعية" حيث تحل مصر ضيف شرف دورة المعرض هذا العام ليعود بعدها من الإمارات ليعقد صالونه الشهري في الإسكندرية في موعده الدائم، الأربعاء الثاني من كل شهر ويلقي فيه محاضرة بعنوان "صدام الديانات".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق