الخميس، 14 فبراير 2013

افكار متمردة في الصحف











جريدة الرؤية الكويتية - الثلاثاء, 16 ديسمبر 2008 - العدد رقم 307 - صفحة رقم 22 - ثقافة
«أفكار متمردة» للكاتبة اللبنانية الأصل مروة كريدية.. كتاب مثير للجدل كونه يناقش قضايا تمس وجودية الإنسان، ويدخل في المحظور ويلامس الخطوط الحُمر في المجتمعات، وتتناول الكاتبة فيه جدليات الفكر السياسي والمواقف الثقافية، وتنتقد الوقائع الإعلامية والنخب الفكرية، معتبرة أننا نمر بمرحلة «انثقاف حضاري» تتطلب منا جرأة فكرية نراجع فيها إرثنا الإنساني، ونعري فيها صور الأشياء كي نرى حقائق الأمور.. وفي إطار رسالته الثقافية والإعلامية، أقام نادي دبي للصحافة حفل توقيع ومناقشة كتاب «أفكار متمردة» الصادر عن دار شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، للكاتبة والإعلامية اللبنانية مروة كريديه.
ويضم الكتاب سبعة أقسام تهتم بالسلطة والإعلام والإنسان والدين والحقيقة والرؤية الكونية. وتتناول الكاتبة في القسم الأول من الكتاب السلطة من خلال عدة محاور هي، تكنولوجيا السلطة الرعوية، المواطن في خطاب السلطة الرعوية، الإدارة في السلطة الرعوية، إشكالية المثقف والسلطة، وأخيراً مثقف «السلطة» في الأنظمة الرعوية الاستبدادية.
وانطلاقاً من أهمية الإعلام وعلاقته بالقضايا المختلفة، جاء القسم الثاني من كتاب «أفكار متمردة» تشريحًا للدور الإعلامي من خلال علاقته ببعض الأحداث والتغيرات الثقافية ومنها: العلاقة بين الثقافة والإعلام، الكرنفالات الثقافية في عصر الفيديو كليب، الفضائيات بين أزمة المثقفين وتكرار الإعلاميين، الرؤية الإعلامية الغربية الحالية للعالم العربي، ووسائل الاتصال وإثراء الحوار. والقسم الثالث يلقي الضوء على الإنسان بين الواقع والمثال، الإنسان في الفكر الإسلامي الكلاسيكي، الإنسان في الفكر الإسلامي الحديث والإنسان في خطاب الإسلام السياسي المعاصر.
وتتعرض الكاتبة في القسم الرابع للآثار التي تركتها الحروب والعنف على الإنسان والبيئة وهو ما يتضح من العناوين الرئيسة مثل خطاب العنف بين الثقافة والسياسة، العنف وثقافة «القربان»، الآثار النفسية لعنف الحروب، تفكيك أيديولوجيا الإرهاب بين العنف والحوار، بين نقد العقل الديني وتفكيك أيديولوجيا الفكر الأصولي، وأخيراً الإنسان والعنف: أزمة هويّة في عصر الإنسان الأدنى.
«الدين والمقدس».. هو القضية الخامسة التي اهتمت بها مروة كريدي خاصة في ظل الحروب التي اندلعت في السنوات الأخيرة تحت مسمى الدين، وقد حاولت الكاتبة التمرد على هذه الحالة من خلال بعض الأفكار والقضايا التي ناقشتها بصوت عالٍ من خلال كتابها ومن أمثلة ذلك:
حرب الله: الظاهرة الدينية والحروب الطائفية، ديانة العصر: هل نحن على أبواب عصر اختفاء الأديان؟، أزمة القيم واختزال المقدس في عصر التعقيدات، حوار المقدس.
«الحقيقة».. هي هدف مروة كريدية والمرحلة التي تريد أن تصل إليها وقد طرحت الكاتبة رؤيتها حول مفهوم الحقيقة بالتركيز على إشكاليات المصطلح مثل: مفهوم الحقيقة في السجالات الفكرية والسياسية، مفهوم السلطة وتأريخ الحقيقة، بين تعددية الحقيقة والتعددية الدلاليّة، تعددية الحقيقة ونسبية المعايير.
والقسم الأخير أو المحطة الأخيرة في أفكار كريديه المتمردة هي «رؤية كونية» وتتضمن أنثروبولوجيّة اللغة بين التثاقف والانثقاف، نحو عقل تواصلي حواري، التعددية الثقافية، الذات المفكرة والتراث، وأخيراً «نحو ثقافة كونّية».
وتقول مروة كريدية على الغلاف الخلفي لهذا الكتاب (هذا الكتاب وقفة عارية أمام الروح، وأمام المجتمع، ينتقد المجتمع بحبّ كبير، لا يهدف إلى انتقاص أحد من الخلق، كما ليس المراد منه تسويق أي فكر أو دعوة لأية أيديولوجيا، ولا أدَّعي فيه علمًا ولا فلسفة ولا وصلاً بأحد، هو مجرّد مجموعة خواطر وأفكار مبعثرة، بعضها دونته على شكل مقالات خلال الأعوام المنصرمة، وهو لا يرقى بحال من الأحوال لأن يكون بحثًا علميًّا أكاديميًّا جادًّا، كما لا يخلو من التناقض والتكرار، أما التناقض فهو؛ كما أراه؛ تكاملٌ، فلا يوجد تطابق كامل أو تناقض تام بين الأشياء بل إن كل كائن قائم بذاته له واقعه وبيئته الخاصة به دون سواه، فالأشياء لا متناهية وتنتمي لمستويات واقع متعددة.
فلنقف دقيقة صمت عراة أمام أرواحنا… ونخرج من «ذواتنا الاجتماعية»… نعرّي كل شيء… سنرى عندئذ فطرة سويّة عذراء لا تفرق بين الكائنات والموجودات، فطرة كونية تسْبح في رحاب كون واسع).


أضف الى مفضلتك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق