قراءة في الأفكار المتمردة
كتب : أديب سلامة
تُشَكّل القضايا الفكرية وعلاقتها بالثقافة والمجتمع محورًا مهمّا في حوارات النقاد ، وفي وقت لا تزال لغة التموقعات في الكتابات العربية والأدبية هي السائدة ، نجد محاولات جديرة بالتوقف عندها لا سيما في الأطروحات الانسانية التي تتجاوز المواقع والأفراد والأرضيات العقائدية.
أفكار متمردة عنوان يفتح شهية القارئ لمعرفة المضمون ، الذي يحتوي قدرا لا يُستهان به من الخروج عن المألوف، فالحس الليبرالي الواضح وانتقاد الشرائع يطغى على أكثر من نصف الاصدار فيبدو مثيرا للجدل كونه يناقش قضايا تمس وجودية الانسان ومجتمعه كما يدخل في المحظور ويلامس الخطوط الحمر و يعري الحقائق ، وهو نوعٌ من الكتابات لم نعتد عليه كثيرا في عالم السيدات اللواتي يفضلن الصمت عادة ويبتعدن عن الشأن العام، كما يتناول بكل جرأة وموضوعية جدليات الفكر السياسي والمواقف الثقافية، ويتنتقد الوقائع الاعلامية والنخب الفكرية ، بحيث تصل مؤلفة الكتاب مروة كريدية الى نتيجة مفادها اننا نمر بمرحلة "إنثقاف حضاري" تتطلب منا جرأة فكرية نراجع فيها إرثنا الانساني ونعري فيها زيف الحضارة كي نرى حقائق الأمور.
ويعد محور الدين والمقدس من أجرأ محاور هذا الإصدار وأخطرها فتحت عنوان حرب الله تناقش الباحثة الظاهرة الدينية والحروب الطائفية، لتتسائل في عنوان آخر هل نحن على أبواب عصر اختفاء الأديــــان؟
العنف وصناعة الارهاب مبحث يعالج قضية تشغل الرأي العام بحدة في الآونة الأخيرة و نجد أن الكاتبة تدعو الى الممانعة السلمية فقط ويطرح البحث اشكالية خطاب العنف بين الثقافة والسياسة، ليناقش بعده مفهوم العنف في الارث الميتولوجي عبر ثقافة ”القربان”، ثم تعرض مؤلفته للآثار النفسية لعنف الحروب،مؤكدة على ضرورة تفكيك أيديولوجيا الإرهاب .
بحثٌ ينتقد بجرأة العقل الديني و يقترب من الخطوط الحمر بكل موضوعية عبر محور تفكيك أيديولوجيا الفكر الأصولي، لتستنتج كاتبته ان العنف هو أزمة هويّة في عصر الإنسان الأدنى.
بحثٌ ينتقد بجرأة العقل الديني و يقترب من الخطوط الحمر بكل موضوعية عبر محور تفكيك أيديولوجيا الفكر الأصولي، لتستنتج كاتبته ان العنف هو أزمة هويّة في عصر الإنسان الأدنى.
لاشك في ان "أفكار متمردة : في الفكر والسياسة والثقافة " يحتوي قدرا من الحماس والعشوائية والاندفاع أحيانًا غير أن ما يميزه انه ليس بحثًا أكاديميا معقد فهو بسيط تسهل قرائته وفهمه، ويحمل في نفس الوقت أفكارا جوهرية لا تخلو عن العمق الشديد بعضها محض فلسفي في مضمونه مما يجعله مرجعا جيدا و حلقة وصل للقارئ المهتم بالقضايا الفكرية بعيدا عن المصطلحات المعقدة .
ايلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق