دارفور سجال واتهامات متبادلة
وقطار الأزمة يتوقف في المحطة العربية
المبادرة ترفضها فصائل دارفور وبان كي مون يرحب بها
مستشارو الرئيس السوداني يتهمون “القوى المعادية ” وحركات تحرير السودان تسعى للتوحيد الصف مجددا كتبت مروة كريدية -ايلافلم تغب قضية دارفور عن واجهة الأحداث العربية والإقليمية والدولية حتى تعود مجددًا ، وفيما يتفق جميع ابناء الشعب السوداني على ان القضية بمثابة نار تحت رماد وجرح إنساني نازف يجب الاسراع في حله ومعالجته بأسرع وقت ممكن، تتباين وجهات النظر حول الاسباب الحقيقة للأزمة و الآليات المطروحة للحلول، وفيما هذا السجال يدور بين اقطاب الحكومة وحركات التحرر في الاقليم، يظل المواطن السوداني المنكوب في دارفور هو الذي يدفع فاتورة الوضع الامني المضطرب، حيث تبقى مشكلات النازحين وتشردهم في المخيمات قضية انسانية ملحة و وضع مأساوي يتطلب الاجابة عنه أولا قبل اي تفاوض يُطرح . وعقب صدور مذكرة مدعي محكمة الجنايات الدولية لويس مورينو أوكامبو حول تورط الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير بارتكاب جرائم ضد الانسانية واعمال التطهير العرقي في دارفور، شنت النخب السياسية السودانية المقربة من الرئيس السوداني حملة اعلامية واسعة النطاق لتبرئة الرئيس من التهم الموجهة اليه تزامنت مع تحرك عربي لاطلاق مبادرة حول السلام في دارفور.
وفيما رفضت الفصائل وعلى رأسها حركة العدل والمساواة وحركة جيش تحرير السودان أية مبادرة للتفاوض مع الحكومة السودانية، رحب سكرتير عام الامم المتحدة بان كي مون صباح اليوم السبت بالمبادرة العربية و بتشكيل اللجنة الوزارية العربية التي ستكون برئاسة مشتركة بين رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري وامين عام جامعة الدول العربية ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي.
وكانت فصائل الاقليم قد اشترطت على الحكومة ،وقف اعتداءاتها فورا والعمل على سحب سلاح ميليشيا الجنجويد، واعادة النازحين الى قراهم ، معتبرة انه من غير الممكن أن تكون هناك محادثات حقيقية حول اتفاق سلام في وقت تهاجم القوات الحكومية المدنيين الآمنيين، مؤكدة ان قوات الحكومة السودانية تمارس العنف حتى هذه اللحظة .
وفي البيان الصادراليوم عن السكرتارية العامة للامم المتحدة فان اللجنة العربية ستقوم بالتحضير لمحادثات سلام بين الحكومة السودانية وحركات التمرد في دارفور على ان تعقد الاجتماعات في العاصمة القطرية الدوحة كما ستعمل بتقارب وثيق مع وسيط الامم المتحدة في دارفور جبريل باسول.
وتتكون اللجنة الوزارية العربية من وزراء خارجية قطر والسعودية ومصر وليبيا والجزائر فضلا عن الجامعة العربية الى جانب ممثلين عن الاتحاد الافريقي.
وتتجه النخب الفكرية والسياسية المؤيدة للبشير الى دعم المبادرة العربية بقوة والى تبرئة السودان ورئيسه متهمين اعداء السودان بالطمع في موارده الطبيعية ، فيما تسعى الفصائل الى لملمة صفوفها واعادة الوحدة الى جيش تحرير السودان .
ايلاف حاولت ان ترصد بعض هذه المواقف خلال الاونة الاخيرة عند كل من الطرفين ؛ حيث صرح الدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني للشؤون السياسية بأن السودان لن تسمح لأعدائها أن يهدموا سيادتها محذرا في الوقت نفسه بأن المعركة سوف تلحق بدول اخرى في المستقبل القريب ،معتبرا ن من أهم الأسباب التي استفزت هذه القوى ضد السودان هي مواقفه الجريئة في الأمور السياسية وحجمها وعلاقاته الثنائية الوطيدة مع دول مثل الصين بالإضافة إلي مواردها الطبيعية.
ويتفق مع صلاح الدين، مستشارا الرئيس السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل و الدكتور عبد الله مسار،في ان سبب الصراع في دارفور هو بسبب خسارةأمريكا للنفط السوداني والموارد الطبيعية، وان هناك صراع بين الدول الغربية على موارد السودان ، كما ان النزاعات الدائرة في دول الجوار السوداني هي أهم أسباب اندلاع واستمرار أزمةدارفور، وان تساهل السودان سوف يحول دول افريقية برمتها الى هدف سهل للمناورات والهجوم، معتبرين ان القوى الامبريالية تستهدف السودان لان مواردها الطبيعية الهائلة تسيل لها اللعاب …
مؤكدين في الوقت نفسه على تبرئة البشير من التهم المنسوبة اليه وان المحكمة الدولية ليس لها اي سلطة علي السودان لانها لم تعترف بها ابدا، وهي في حقيقة الامر حملة اوروبية مسيسة ، وان المذكرة عبارة عن مظهر جديد من مظاهر الهجوم التي يستهدف دولا ترفض هيمنة القوي العالمية.
ويتهم المستشار عبدالله مسارامريكا بخلق الفتنة وتحويلها الى عداء مستفحل لان السودان حرم الولايات المتحدة من موارده الطبيعية وحول استثمارات النفط واستخراج الموارد الى الصين ، في حين يتهم المستشار مصطفى عثمان اسماعيل اسرائيل بأنها تريد أن تجعل من إقليم دارفور ساحة معركة بينها وبين العرب، ويعتبر أن قضية دارفور هي تحدي للامة العربية كلها وليست مسألة سودانية وحسب.
وعلى الجهة المقابلة فإن حركات تحرير السودان في اقليم دارفور تعتبر أمن النازحين والحالة الانسانية تأتي على رأس قائمة الشروط للبدء بالتفاوض مع الحكومة، ويصف قادة الفصائل المبادرة العربية بالمحاولة لاخراج الرئيس السوداني من براثن المحكمة الدولية بعدما ثبت بالبراهين القاطعة وقوفه وراء أعمال التطهير العرقي في دارفور .
واعتبرت الفصائل ان المبادرة تريد ان تصرف النظر عن عمق المعاناة الانسانية وانها خطوة متأخرة جدًّا تهدف الحكومة السودانية منها تمييع القضية العادلة .
فيما تسعى معظم حركات دارفور الان الى توحيد صفها والتي في معظمها تعمل
تحت مسمى تحرير السودان وكان آخر هذه المبادرات ما اعلنته قيادات مؤثرة من فصائل عن ترتيبات لإعادة هيكلة الحركة تحت قيادة عبد الواحد محمد نور ونائبه خميس ابكر الى جانب العمل لتوحيد كل فصائل الحركة بشقيها السياسي والعسكري، وفي هذا السياق فقد قد اكد خميس عبد الله ابكر رئيس احد فصائل الحركة وجود جهود لضم كل فصائل الحركة تحت برنامج واحد. واضاف ان الدعوة وجهت لكافة قيادات الفصائل التي ابدت موافقتها على فكرة التوحد وقال “ساعون لعقد الاجتماع، لكن لا توجد حتى الآن جهة تستضيفه”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق