السبت، 30 مارس 2013

ارشيف مقالات مروة كريدية - 6-1


مثقف السلطة مشرّع للفساد بقلم : مروة كريدية

أيار 24th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أخبار العرب- Akhbar elarab,الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientالمواطنية - Citoyenneté - Citizenship,خواطر سياسية- Political ideas - Idées politiqueديموقراطية - Démocratie - Democracyسياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienneسياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian politicalسياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaiseفكر سياسي - Esprit Politique -لا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slaveryلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruption

121178
مثقف السلطة في الأنظمة الاستبدادية  
مروة كريدية / كاتبة لبنانية
 
لا شك في ان الإنسانية بشكل عام تُعاني اليوم من أزمة ، وهي إن خَفَّت حِدّتها في مكان، فإنّها متفاقمة بدون شكٍّ في عالمنا العربي، ويمكن تصنيفها بأنها أزمة خانقة، وذات وجوه متنوعة ومتعددة، وعلى كافة الصُعُد، وفى كلِّ المجالات دون استثناء…. غَير انَّه عند التدقيق في مضامين هذه الأزمات من الناحية الفكريّة، نجد أنَّها تلتقي في القاسم المشترك بينها وهو القمع والاستبداد ، فالأزمة الأساس تكمن في غياب الحريَّات، بكافة أصنافها سواء كانت حرّية اقتصادية ام فكرية ام اجتماعية ام ثقافية ام غيرذلك من الامور التي تنضوي تحت مفهوم الحرية بمعناها الدلالي العميق .
 
فنحن نعاني من أزمة حرية ، وغياب الانسان الحرّ بالدرجة الاولى، وما نجده من واقع مأزوم وفساد على الساحة السياسية والثقافية، ما هو إلا انعكاس لصور الاستبداد والقمع ومصادرة للحريات الفكرية والمادية … فالفساد هو نتاج طبيعي للأنظمة للاستبدادية وهو المنتج الأساسي والتلقائي له ،لأنه يؤدي الى الخراب الشامل والكامل .
 
والأمثلة في هذا المجال كثيرة لا تحتاج إلى تدليل فلا أحد ينكر ان بعض الأنظمة العربية غير قادرة على اتخاذ موقف واضح وصريح، من بعض القضايا العالمية والعربية المطروحة دوليًّا ، وإذا اعتبرنا أن المشكلة هنا هي مشكلة في صناعة القرار واتخاذه ، فهي بدون شكٍّ نابعة من غياب الحرية بالدرجة الأولى فكيف سيكون هناك قرار في ظلّ التبعيةّ العمياء ، وكيف يمكن لأي فرد في الدنيا ان يكون صانع قرار وهو غير حرّ  أصلا، وعلى هذا المنوال يمكن أن نقيس بقية الأمور .
 
لقد كانت قضية الحرية هذه محور عمل معظم المفكرين والمحللين طيلة القرن المنصرم ، فمنذ بداية القرن الفائت والمثقف العربي يشكو من الإستبداد سواء كان استبداد الاستعمار ام استبداد الأنظمة وسواء كان هذا الاستبداد ماديًّا ام معنويًّا ، وقد عمد معظم المثقفين الى تحليل أسبابه وتبين مخاطره ومحاولة إيجاد الصيغ، واقتراح الوسائل  للخروج منه إلى أفق الحرية والسيادة والاستقلال تحقيقا للمساواة ونشرًا للعدل.
       وها نحن بعد مرور قرن كامل حمل في طياته تغييرات اقتصادية واجتماعية جذريّة هائلة ، وانتقلنا خلاله  من عصر الصناعة  إلى عصر ما بعد  تكنولوجيا المعلومات ولم يزل الفساد مستشريًّا، وإننا على مستوى الحريَّات لا نزال نراوح أماكننا سواء من وطأة الاستبداد السياسى ام الثقافي أو حتى الديني، وأننا نتجه  بل انني اريد ان أذهب الى أبعد من ذلك وهو اننا في بعض الأمور اصبحنا اكثر انغلاقًا واكثر استبدادًا مما كنَّا عليه القرن الفائت ،وإذا قارنَّا المنظومة الاجتماعية التي سادت المنطقة في العصر الوسيط فإن
المزيد

دول المستودعات الطائفية - مروة كريدية - جريدة النهار اللبنانية -

أيار 20th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , الحرية - Liberté - freedom,الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientالمواطنية - Citoyenneté - Citizenship,جريدة النهار اللبنانية - alnahar news paperخواطر سياسية- Political ideas - Idées politiqueديموقراطية - Démocratie - Democracyسياسة دولية - International Political -politique internationalسياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienne,سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian politicalسياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaiseعلاقات دولية -International relations -Relations internationalesفكر سياسي - Esprit Politique -لا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slaveryلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruption

nahar1
 image0

الاربعاء 09 نيسان 2008 - السنة 74 - العدد 23319
دول المستودعات الطائفية -  مروة كريدية - ايلاف 
تعيش شعوب المنطقة حالة ترقب في قاعة الانتظار على امل الاجتياز نحو المنتظر، في ظل هاجس الخوف من تقسيم المنطقة الى دويلات اشبه ما تكون بالمستودعات الطائفية،
ولعل عيون الشعوب تتطلع  الى الديموقراطية التي تنظمها الدساتير، وتضمن استقلال القضاء عن السلطات الاخرى ولا سيما منها سلطة رأس المال، وتنقل مزيدا من الاصلاحات الى كل من الحكومات العربية والبرلمانات، فتحدد المسؤوليات وتدقق في الاختصاصات، وبالتالي تضع حدا لـالتركيبة التي جعلت من الدول ولاسيما العراق ولبنان سوقا سوداء للمذهبية،وبورصة للطائفية من خلال مفهوم الدولة القائم على الزعماء وامراء الطوائف، والفسادالمرتبط بالمحسوبيات، من هنا يكون احد اهم مضامين الانتقال الى الديموقراطيةالمنشودة هو وضع حد لامكانية الكلام عنه بواسطة الماضي والتاريخ الدموي.فنحن اليوم امام دول اشبه ما تكون بالمستودعات المركبة من الفوضى، والانظمة السائدة فيهاتسلطية بطبيعة الحال، لانها صاحبة السلطة القهرية، حيث يجتمع فيها دور الشرطي الحارس الذي يجمع بين الحالة المدنية والحالة العسكرية، الامر الذي يجعل البلاد في حالة اللادولة والفوضى الدائمة، والفساد المركب لان العلاقة القائمة هي ان السلطةهي الطريق الى المال، فيصبح الجاه السياسي والمنصب هو مصدر الثروة، والمنصب لايتوصل اليه من خلال انتخابات ديموقراطية بل من خلال محسوبيات وزعامات عشائرية وطائفية.علاوة على عامل اساسي بامتياز وهو الطائفية السياسية التي تشكل ترجمة لمبدأ العصبية اي القوة القبلية، او الدينية، او المذهبية، او العشائرية، اوالحزبية، او الايديولوجية… التي تعد القوة الاقوى في صناعة الاحداث والمحركة لتاريخ البلاد، هذه الطائفية تجري نحو غاية السلطة المتمثلة بـالزعيم، والزعيم ينتهي الى الترف والانفراد بالمجد.اذن فماذا تولد هذه البنية؟
من الطبيعي في بنية كهذه ان تكثر الصراعات والنزاعات بين عصبية واخرى، فتسقط عصبية متمثلة بزعيم، لتقوم مكانها عصبية ثانية متمثلة بزعيم آخر، وهكذا دواليك مع كل التدخلات الاقليمية والدولية التي تدعم هذا الفريق ام ذا
المزيد

لبنان الثورة بين حزب الدولة ودولة الحزب - بقلم : مروة كريدية

أيار 19th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , استراتيجية - Stratégie - Strategyالحرية - Liberté - freedomالشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient,المواطنية - Citoyenneté - Citizenshipانتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropologyديموقراطية - Démocratie - Democracyسياسة دولية - International Political -politique internationalسياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienne,سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaiseشؤون إيرانية - Iranian affairs,علاقات دولية -International relations -Relations internationalesفكر اسلامي- Esprit islamiqueفكر سياسي - Esprit Politique -فلسفة و فكر - Philosophy -Philosophieلا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slaveryلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruptionمقالات articles

hasann
لبنان الثورة
بين حزب ” الدولة ” و دولة “الحزب”
 
مروة كريدية / كاتبة لبنانية
 
إننا تجاوزنا مرحلة التهديد الأمني والعسكري والتهديدات الأخرى، ولذلك علينا أن نبذل كل جهودنا لتوسيع نطاق الثورة في كل العالم”[1]
محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الايراني
 
لم تغب إيران عن واجهة المشهد الاقليمي حتى تعود، غير أنّ انفجار الأحداث الأخيرة في لبنان، أعادها الى صدارة الواجهة بوصفها لاعب رئيسي في المنطقة، لاسيما وأن الكثير من المحللين يعتبر أن حزب الله هو منفذ السياسة الايرانية في لبنان، كما أن الحزب لم ينكر يومًا علاقته الحميمة بإيران بأبعادها الدينية، وأعماقها الفكرية والأيديولوجية، كون مرجعيته الروحية شيعية ايرانية صرفة[2]،وهي متمثلة بالمرشد علي خامنئي القائد الأعلى للثورة؛ فحزب الله ولد أساسًا و خرج من رحم الثورة والتفّ بعباءة الخميني منذ انطلاقته مطلع الثمانينيات.
 
وبالرغم من حرص قادة حزب الله الشديد، على إضفاء النزعة اللبنانية والاستقلالية على الحزب وانشطته، واظهاره بوصفه مقاومةً وطنيةً، وهو أمر يحمل شيئًا من الحقيقة في بعض وجوهه العملية، إلا أن التركيبة الفكرية الفعلية للحزب والبنية الأيديولوجية والعقيدة الحزبية له تتمحور حول “النظرية الامامية للحكم ” كما تعتمد بشكل أساسي في خطابها التحشيدي الجماهيري على المنهج “الحسيني الاستشهادي الثوري” .
 
قوّة “حزب الله” في عقيدته لا في سلاحه:
 
لا شكّ في أن الصراع المسلح الذي شهده لبنان في الاحداث الأخيرة أعاد موضوع سلاح حزب الله الى الواجهة، التي لم يغب عنها منذ مطلع 2005 حيث سلطت الاضواء الدولية عليه، و تبعتها قرارات الامم المتحدة بدءا من القرار 1559 وما تلاه من مجريات وصولا الى اجتماع الدوحة المنعقد حاليا حيث حرص الفرقاء على جعل ملف السلاح أولوية للنقاش .
وبالرغم من أهمية الموضوع بوجهه العملي الآني، ألا أن الباحث المُدقق في خفايا الأمور المراقب لسيرورة نماء الشعوب وتطور الحضارات، يجد أن العامل المحرك للأمم هو ” الأفكار والمعتقدات ” وما السلاح الا أداة تعكس البنية الأيديولوجية لمحركه .
إن الدولة اللبنانية تقاعست منذ قيامها وحتى الآن في أداء مهمتها في توحيد “العقيدة الوطنية ” عند اللبنانيين، وفشلت في ارساء قواعد “الوحدة الوطنية” من الناحية الثقافية والتربوية قبل كل شيئ ،الامر الذي فتح باب الأيديولوجيات على مصراعيه، و جعلَ من كل طائفة وفريق وحزب… أمة برأسها ، وحول الاحزاب الى كيانات عقائدية يتولى أمورها ملوك الطوائف الذين يسخّرون الخطابات اللاهوتية لاقتسام المنافع والثروة والسلطة ، فغذا لبنان “لبنانات لاهوتية” متناحرة، وساحة حرب الآلهة على الأرض .
 
فأين تكمن قوة “حزب الله ” الفعلية ؟؟ وهل هناك خطورة فعلية من بنيته العقائدية ؟؟ وهل يجب أن تُبنى العلاقات بين الفرقاء اللبنانيين على “الممارسات العملية” أم على “الأفكار الايديولوجية” ؟؟ وهل الأحزاب اللبنانية يجب ان تُحاسب على ممارساتها أم معتقداتها ؟؟؟
إن محرك حزب الله الفعلي هو عقيدته التي  تتمحور حول ”النظرية الخمينية “[3] في الحكم عند الشيعة الإمامية الإثنا عشرية، وهي جزءاً أساسيًا لا يتجزأ من العقيدة، وأصلا من أُصول الدين، و تستند إلى أن النبي يستمد شرعيته من الله الذي أختاره وعيّنه وهو معصوم عن الخطأ، وقد قام بأمر من الله بتسمية أثني عشر خليفة (إماماً) من بعده باسمائهم عُرفُوا بالإئمة الإثنا عشر وهم معصومون عن الخطأ أيضا، وتقع وظيفتهم الأساسية في تفسير النصوص الدينية وحراسة الإسلام عقيدة وشريعة من التحريف والتزييف.
ويتصفّ منهج الخميني هذا بأنه منهج انقلابي راديكالي ثوري قابل للتصدير لكل المحرومين في الارض و ترتكز هذه الراديكالية إلى نقاط عدة منها :
 
· اعتبار الولي الفقيه ولي أمر كلّ مسلمي العالم:   وتتبلور من خلال عقيدة غيبة الإمام المنتظر لانه هو صاحب السلطة والمشروعية الكاملة، و لا بد من انتظار رجعته، لذلك نجد أن رجال الدين الشيعة من الفقهاء لم يعطوا المشروعية المطلقة للشاه, لأن الفقه الإمامي يستخلف المجتهدين من علماء المذهب في غيبة الإمام وهو ما يعرف ب” ولاية الفقيه” و هي ولاية مطلقة مع ما يترتب على ذلك من اعتبارات “خطيرة”  أهمها ان  جميع الحكومات في العالم الإسلامي غير شرعية وغير إسلامية… وبالتالي لابد من الإطاحة بها لتهيئة الأرضية لظهور الإمام الغائب. وتعتبر فكرة تصدير الثورة التي كانت أولوية للثورة في عقد الثمانينات تعبيرا صريحا عن هذا الاعتقاد.
 
· المهدوية إطار جديد لتصدير الثورة : بعد خبوت فكرة تصدير الثورة عاودت للظهور بثوب جديد وهو ما يطلق عليه في الفكر السياسي الشيعي “المهدوية” نسبة إلى المهدي، وهي أحد المحاور الرئيسة في خطاب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وتياره. وقد افتتح أحمدي نجاد خطاباته الثلاث في الأمم المتحدة بدعاء الفرج (وهو دعاء عند الشيعة يدعون الله من خلاله إلى التعجيل بالفرج عن الإمام المهدي). وقد اعتبر غلامحسين إلهام الناطق باسم الحكومة الإيرانية أن “أحمدي نجاد هز النظام العالمي القائم على الظلم من خلال طرح مسألة تزا
المزيد

بيروت في أتون المحرقة - بقلم : مروة كريدية

أيار 13th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientالمواطنية - Citoyenneté - Citizenshipخواطر سياسية- Political ideas - Idées politiqueسياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaiseعلاقات دولية -International relations -Relations internationalesفكر سياسي - Esprit Politique -فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectualلا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slaveryلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruptionمقالات articles

b
بيروت في أتون المحرقة
 
مروة كريدية – كاتبة لبنانية
" فلتنهضي اليوم… بيروت
كعنقاء فينيقٍ …. .تسامت فوق رمادها "[1]
 
لطالما تحاشيت الخوض ولو من بعيد في أتون المَكْلَمَة والمَكْذَبَة السياسية اللبنانية، وتعاميت عن قصد عن تناول الاحوال اللبنانية المحتدمة طيلة السنوات الثلاثة المنصرمة، لا سيما وأن وسائل الاعلام العربية وحتى العالمية تعاني تخمة من محللي السياسية اللبنانيين، فالساسة والكتاب اللبنانيون أكثر من أن يُحصوا وهم يطلّون علينا يوميًّا عبرالفضائيات والجرائد بمقالات وتحليلات،  أقل ما يقال فيها أنّها في معظمها بعيدة عن الموضوعية ومضللة للرأي العام، كما ساهمت في كثير من الأحيان في تعميق الشرخ بين ابناء الشعب اللبناني الواحد عبر الشحن الطائفي والاصطفافات السياسية، الأمر أدخل الشعب اللبناني في دوامة المجهول .
 
ومؤخرًا وفيما بيروت غارقة بدموعها و آلآمها، تكثفت مراسلات احبائي من القراء ومن الأصدقاء تطالبني بالتعليق ولو برسالة قصيرة على الاوضاع اللبنانية كوني لبنانية أولا، وبيروتية عتيقة ثانية تدحرجت في ازقتها، من "عائشة بكار" الى "أرض جلول" مرورًا بكورنيش المزرعة وصولا لزاروب "الطمليس"، وإنسانة عايشت أقصى الظروف وعانت ويلات الحرب بجحيمها وألمها، وممن تعرضوا للتمييز الطائفي والاضطهاد في بعض الاحيان، لا لكونها مواطنة غير صالحة بل لانها لم تَشأ يومًا ان تكون بوقًا لطرفٍ سياسي بحال من الأحوال، و لم ترضى يومًا ان تكون رقما مذهبيًّا على مائدةِ أحدٍ منَ الزُّعماء و أتباعهم مِمن يزعمون ليل نَهار أنهم أنصاف آلهة وانهم يكافحون المذهبية البغيضة.
 
لا شك في ان التحليلات السياسية بأغلبيتها اليوم، لن تكون محايدة او موضوعية عند جميع الفرقاء لأنها إنفعالية، ولا يُبنى وطن ولا يولد فكر في ظل دوامة الصراع والتفكير الانفعالي والعنف المسلح…. أكتب اليوم وفاءً لبيروت، بحرقة وانا أسعى جاهدة أن أكون هادئة محايدة، فالحروب الدامية والصراعات المسلحة تقف عصا عنيدة في دولاب الفكر الانساني؛ في الفكر الباحث عن اي منظومة اصلاحية او ولادة أفق تغييري أو تطويري وهو ما كنا نحلم به ونسعى لإرساءه…
 
خوفنا الشديد كبقية قليلة من العقلاء الأحرار من التبعية ، ممن لا ندعي وصلا بأحد ولم نكن يوما نؤيد طرفًا او جزء من وطننا على جزء آخر، ان نبحث عن مخرج ساعة تقضي الأحداث المتفجرة على أعيننا فتفقدنا كل قدرة على تبصر الأمور بحكمة ووعي وبصيرة !!
 
فما هو الذي ننتظره نحن اللبنانيون أن ينبثق عن اقتتال أهلي ؟؟اي نظام نسعى اليه ذلك الذي يتولد عن حرب أهلية مذهبية كانت ام سياسية ؟؟؟
 
فلبنان لم يخرج من حالة حرب منذ استقلاله وحتى الان، لاننا كلبنانيين نعيش حالة حرب مستمرة صنعناها بأيدينا ونعيد انتاجها كل يوم…
اننا نقترف الآثام بحق وطننا دون وعي،  ونحن نعيد انتخاب من انتج الحرب ! وننتخبه من جديد بأصواتنا ؟!
التجارب الأليمة المتعاقبة في لبنان أثبتت فيما لا يقبل للشك أن الخاسر الوحيد هو الانسان؛ فالزعماء كانوا وما زالوا عقب كل نزاع يتصالحون ، وبدماء شهدائنا يتاجرون ، ومع بعضهم  البعض على جثث المواطنين يجلسون ، وفي كل مرة  "الجبنة الطائفية "يتقاسمون!! و بالتراضي انتاج مجتمع طائفي مذهبي يُعيدون!!
 
أليسوا هم انفسهم بأسمائهم، ملوك الطوائف الحاليين أمراء الحروب الاهلية السابقة ؟؟؟ أليسوا هم انفسهم من صنع اتفاق الطائف لاقتسام المغانم ثم عاد وتقاعس وتحايل عليها لان المغانم لم تعد تناسبه ؟؟
 
ولننظر
المزيد

سوق أمدرمان الشعبي شاهد على العيش المشترك في السودان - تحقيق : مروة كريدية

أيار 12th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , photo by Marwa Kreidieh - صور بعدسة مروة كريديةأخبار ثقافية - Cultural News -Actualités culturellesإيلاف- elaph,اقتصاد- economics - économiquesايلاف ديجيتال - elaph digilal magazineتراث - Heritageتقارير اخبارية - rapport - raportحضارات -Civilizations -شؤون سودانية

 121058

 سوق أم درمان الشعبي مرآة ثقافية وحرف يدوية
 
مروة كريدية – أمدرمان – السودان
 
دخلنا سوق أم درمان الشعبي عبر زقاق  ضيق يطلق عليه اسم "شارع  الميرغني"، وهويمتد حتى شارع آخر يُعرف باسم حي "ابي رووف"، وقد اطلعنا مرافقنا الى ان مُعظم  القاطنين فيه وفي المنطقة المحيطة به هم من العائلات المرموقة العريقة حسبًا ونسبًا والميسورةحالاً في كثير من الاحوال ، حيث تعد مدينة ام درمان من اعرق المدن السودانية وقد ارتبطت اسماء كثير من احيائها وشوارعها باسماء شخصياتلها اثر في حياة الناس وتاريخهم.
 

121058

أما من الناحية الجغرافية، فإن السوق يقع  في المنطقة الممتدة من شارع كرري شرقا وشارع الشنقيطي غربا؛ وبين مبنى البريد شمالا، وحي المسالمة جنوبا، ويعتبرهذا السوق مرآةً ثقافية وانتربولوجية في آن وهو علامة مميزة للسودان بشكل عام ولمدينة أم درمان بشكل خاص حيث تمتزج فيه أعراق وديانات مختلفة، ويمثل نموذجًا جدير بالدراسة للعيش المشترك والتعددية العقائدية.


crocod

وبالعودة للمصادر العلمية التاريخية، فإن المنطقة كانت تعد "عاصمة السودان الوطنية" أو "عاصمة الثورة المهدية"، حيث جعلها المهدي مقرًا له، وبعد وفاته 1885م تولى الخليفة عبدالله الحُكم في البلاد، وظلت أم درمان عاصمة الحكم، فبنى فيها منزلاً له، كما أقام ضريحًا للمهدي؛ وفيما بعد  نقل الحكم الإنجليزي المصري العاصمة من أم درمان إلى الخرطوم، وأقام المصالح الحكومية هناك.

121058


لذلك فإن مدينة امدرمان ضمت رموزًا ممن صنعوا تاريخ السودان وتحريره عبر الحقب المختلفة، حيث كان يعيش فيه رجالات الحركة الوطنية منهم الرئيس إسماعيل الأزهري ، وهم الذين تركوا عظيم الأثر على المستوى الاقتصاديوالسياسي.
وبحسب الدرسات التي تناولت الخلفية التاريخية للمدينة من حيث الموقع والنشأة، فإن السوق يعود الى حوالي قرنين ، وهذا الترتيب المعمول به الآن يعود الى موجب قرار من الخليفة عبدالله عام 1888م الذي أوعز بترتيب السوق وفق المهن، لذلك فقد ارتبطت نشأته بالمهدية، وبداية الحركة التجارية في المنطقة وهو ما تشير اليه مداخل السوق والمعالم القديمة البارزة فيه ، وما يميزه المهن والحرف اليدوية حيث يضم اسواق متخصصة كل سوق حسب الحرفة .
 

121058


شارع اليهود وحي المسالمة رمز للمحبة والسلام :
 
ربما من أكثر الأمور التي تهم الباحث وتلفت نظره خلال تجوله في السوق، هي امتزاج الثقافات التيتشكل  مجتمع السوق من حيث ارتباطه بمدن السودان الأخرى المختلفة والاحياء التيتحيط به ، حيث تبدو مساهمات الاقباط في السوق واضحة كل الوضوح .
 
فالأسواق غالبًا ما تلعب دورا مميزا في بناء الوحدة الوطنية للشعوب خصوصًا وان السوق المذكور يحده شارع "المسالمة" الذي اكتسب هذا الاسم نسبة الى سكن المسلمين والاقباط المسيحيين جنبا الى جنب سواسية واصبح هذا الحي رمزًا للتعايش السلمي.
 


street

وخلال جولتي وجدت العديد من الأقباط الحرفيين والتجار، واستطلعت آرائهم حول تجارتهم وعلاقتهم بأغلبية ثقافية اسلامية، وقد عكست الاجابات عمق العلاقة الطيبة فعلا في النسيج الاجتماعي.
 
 حنّا شابٌ قبطي في أواخر العشرينيات ورث المهنة عن أبائه وأجداده بدا طيبا وبادرني بالسؤال وهو يعرض عليّ البضائع : انت لبنانية ؟
 اجبته نعم  ،فقال: يعني مسيحية ؟
ابتسمت ممازحة انا "أؤمن بالله" وأضفت : لماذا؟ هل تشعر بأنك مضطهد وسط أكثرية مسلمة ؟…أجابني :"لا ابدا احنا زي بعض نعيش منذ سنوات طويلة وعمرنا ما تعرضنا لمضايقات …"
 
وقد جاء معظم الأقباط الى السودان منصعيد مصر وهم متخصصون في المنسوجات والمفروشات، كما يمارس بعضهم مهنة تصنيع الجلديات وبيع المنتوجلت المحلية المصنوعة يدويًّا .
المزيد

الاصلاح السياسي في العالم العربي مروةكريدية - political reform in Arabic states- by: Marwa kreidieh

أيار 7th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaphاستراتيجية - Stratégie - Strategyالحرية - Liberté - freedomالشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientالمواطنية - Citoyenneté - Citizenshipايلاف ديجيتال - elaph digilal magazineديموقراطية - Démocratie - Democracyسياسة دولية - International Political -politique internationalسياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienne,سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian politicalسياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaiseعلاقات دولية -International relations -Relations internationalesعولمة - globalisationفكر سياسي - Esprit Politique -لا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slaveryلا للحرب- non warلا للعنف - non violance,لا للفساد - non corruptionمقالات articles

828unt
الاصلاح السياسي في العالم العربي
بين مطرقة المجتمع الدولي وسندان الأنظمة
 
مروة كريدية – كاتبة لبنانية
 
شكَّلت مسألة إصلاح المنظومات السياسية في العالم العربي قضية محورية لا سيما بعدما سُلّطت الاضواء الدولية على بنية هذه الأنظمة مطلع الألفية الثالثة ، وبالرغم من الحاجة الكامنة منذ ان نالت هذه الدول استقلالها وحتى الآن، وبالرغم من الضرورات الداخلية الملحة للشعوب العربية التي لا يمكن السكوت عنها بحال من الأحوال ، غيران جهود الحكومات العربية لم تُسجل تحركا فعليًّا نحو الاصلاح السياسي، إلا بعد ان أشعل فتيل القضية المجتمع الدولي عقب بروز عوامل أساسية شكلت مفاصل محورية للاهتمام ببنية الانظمة واصلاحها أهمها:
 
العامل الأول : أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي دفعت بالمجتمع الدولي الى إعادة قراءة وتقييم بنية الأنظمة السياسية في الشرق الأوسط بوصفها مصدّرة لمنظمات الارهاب والتطرف، لا سيما من قبل االأنظمة العربية التي تُعد أكثر صداقة للغرب عموما والولايات المتحدة خصوصًا.
 
العامل الثاني : موضوع حقوق الإنسان، حيث فضح التقرير الخاص بتطوير حقوق الإنسان في العالم العربي الصادر عام 2002 المدرج في اطار البرنامج الأول للتنمية الصادر عن الأمم المتحدة ، الذي أشار الى الانتهاكات الحادة للانسان وحقوقه في الدول العربية، وهو ما جعل بعض الحكومات العربية تعيد حساباتها، خصوصًا وانها لا يمكن ان تتجاهل تقرير بهذه الأهمية  لامن حيث المضمون ولا من حيث الجهة الصادر عنها .
 
العامل الثالث : العامل الثقافي الذي استقطب الانتباه الدولي حول استخدام "الاسلاموي" كأيديولوجيا اساسية عند المنظمات التي صُنِّفت بأنها إرهابية والتي تعتبر ان الادارة الاميركية والغرب معادين لها و غير منصفين لقضاياها .
 
إذن المحفز الرئيسي الذي دفع بالحكومات العربية للاسراع ببعض الاصلاحات السياسية التجميلية السريعة، هو محفز خارجي بالدرجة الاولى وضغط المجتمع الدولي، علمًا ان هذه الحكومات تَجاهلت كافة المحفزات الداخلية ومطالب شعوبها المحقة نصف قرن كامل، قضت فيه على النخب الفكرية وجمدت الاوضاع وأودعت قادة الابداع السجون والمعتقلات ، ودون ان يحرك المجتمع الدولي ساكن؛ لاسيما موجات القمع المنظم التي مارستها الانظمة بحق ابنائها حيث شهدت فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي انتهاكات حادة لحقوق لانسان في العالم العربي ، بحيث سجل اللجوء السياسي للعرب في الدول الاوروبية واميركا أرقامًا قياسية، كان حريّ بالمجتمع الغربي وقتها أن يتوقف عند أعداد اللاجئين والمقيمين العرب على أراضيه كي يكتشف فداحة المشكل المستفحل داخل الأنظمة و مدى خطورته .
 
فممارسات الأنظمة خلال النصف الثاني من القرن العشرين أدى الى هجرة العقول المبدعة القادرة على صياغة رؤى مجتمعية حديثة قوامها الديموقراطيات والليبراليات و وضع اسس مؤسسات لدولة قادرة على مواجهة التحديات ، كماأبقى المجتمعات بعيدة عن التنمية في ظل تحديات اقتصادية عالمية …. ومن بقي في إدارة المؤسسات الحكومية، هم إما ازلام السلطان ممن يجيدون الثناء والمديح  وتمسيح الجوخ، وإما طبقة السواد الاعظم التي سلمت امرها لله وسكتت، وتحول من تبقّى من شباب غير قادر على الهجرة او على تأمين الحد الأدنى من الطموح، الى قنابل موقوتة ناقمة من جهة على النظام الداخلي بسبب قمع
المزيد

SAVE DARFUR -by :Marwa Kreidieh - SAUVER DARFOUR -par : Marwa Kreidieh

أيار 4th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في ,  حقوق المرأة - Women's rights -Droits des femmes- أزمة دارفور - The Crisis in Darfur-Le conflit dans le Darfour,photo by Marwa Kreidieh - صور بعدسة مروة كريديةإيلاف- elaphاستراتيجية - Stratégie - Strategyالحرية - Liberté - freedomالشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientالعمل الانساني - وكالات إغاثة -Humanitarianismايلاف ديجيتال - elaph digilal magazineتقارير اخبارية - rapport - raportسياسة دولية - International Political -politique internationalشؤون سودانيةلا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slaveryلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruption

120991

الأزمة الإنسانية  في دارفور
بين تقارير المنظمات الإنسانية وتصريحات الحكومة السودانية
 
مروة كريدية – السودان
 
أليمٌ هو وَضع الإنسان العادي  في إقليم دارفور فكيف إن كان نازحًا أو طفلا رضيعًا ابصر النور في غبار المعسكرات في ظل غياب تام للخدمات الانسانية وتفشي حاد للامراض السارية والمعدية ، وكيف يبدو المشهد الانساني بعد مرور ما يزيد عن خمسة سنواتٍ على بدء النزاع المسلح والحرب الأهلية في الإقليم الواقع غرب السودان، وبعد انقضاء  ثلاثة أعوام على توقيع اتفاقية السلام الشامل، وبعد كل محاولات التهدئة المستمرة من أطراف النزاع  ومحاولات الحكومة السودانية المتزايدة لاحتواء الأزمة والتصدي لها بكافّة الوسائل ؟
 


120991


وفي الوقت الذي تتكلم فيه المنظمات الانسانية عن أن الحرب أسفرت عن نحو مئتي الف قتيل و2,2 مليون لاجئ منذ اندلاع اعمال العنف، فإن المصادر الرسمية السودانية لم تعلن لنا رقمًا محددًا واحدا، كما لم تزودنا بأي إحصائيات رسمية حول عددالضحايا ، فيما اكتفى البعض- فضَّل عدم الكشف عن اسمه- بالاشارة ان مجموع ضحايا عنف الحرب في الاقليم لا يتجاوز عشرة آلاف قتيل خلال الخمسة أعوام المنصرمة ، وكان هناك إجماع واضح من قبل جميع المصادر الرسمية السودانية التي قابلناها في أن القضية " مضخة إعلاميًّا و مُستغلة من قبل القوى المعادية للسودان " .
 
120991

وبغض النظر عن حقيقة االتقارير وصدقية الأرقام، فإن  التحدياتُ الإنسانية الرئيسة ماثلة أمام المراقب العادي، بأن أقاليم السودان كلّها تحتاج الى تنمية شاملة وتطويرمستديم ، أما الاحتياجات الانسانية في الجنوب والغرب فهي ملحة للغاية وتتجلى بصورة فاضحة في الأزمة المستمرة في اقليم دارفور المنكوب .


120991
و تتولّى اليونيسفُ  في دارفور قيادة المجموعات القطاعية (لوكالات الأمم المتحدة) في مجالات متعددة هي : المياه، والصرف الصحي والنظافة، والتغذية والتعليم. وتؤدي المنظمة دوراً داعماً وحاسماً في قيادة المجموعتين القطاعيتين في مجالي الصحة والحماية. ويُتوقّع للبرامج التي تدعمها اليونيسف الوصول إلى ما لا يقل عن 10 ملايين طفل، وامرأة وجماعة ضعيفة ومعرضة للمخاطر في نهاية  عام 2008.


120991

· تقريرالعمل الانساني 2008 لليونسيف :"معدلات الوفيات تعتبر الأعلى في العالم و350.000 طفل ممَّن يعانون من سوء التغذية "
 
ويشير تقرير العمل الإنساني لعام 2008 والصادر عن اليونسيف إلى حقائق مخيفة وأرقام يجب التوقف عندها وورد فيه : " نما عدد النازحين داخل السودان ليصل إلى (2.1) مليون، و يهدد النزاع المسلح اليومي سلامة وسبُل عيش أجزاء كبيرة من السكان المدنيين. ويستمر جنوب السودان في مواجهة ظروف تكتنفها المخاطر، حيث يشهد معدلات للمَراضة (الإصابة بالمرض وانتشاره) أما شرق السودان "والمناطق الثلاث" فهي أيضاً تحتوي على جيوب من الاحتياجات الإنسانية. وقد تباطأ المانحون حتى الآن في دعم تلك المناطق الأقل ظهوراً وبروزاً للعيان، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني عموماً. إن تَفشِّي الأمراض، والافتقار إلى الخدمات الأساسية، ووقوع الكوارث الطبيعية واندلاع النزاعات المسلّحة بصورة متقطِّعة تؤثر كلها في المجتمعات المحلية في كل جزء من أجزاء السودان. "
 

120991

· المصادر الرسمية السودانية :" تقارير المنظمات الغربية مشكوك فيها وهي الارقام مضخمة ومستغلة من قبل واشنطن لتغطية فشلها في العراق"
 
 فيما اكتفى مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل في حديث أجرته ايلاف  نشر الاسبوع الفائت؛ بالتشكيك في صدقية هذه التقارير وفي الجهات الصادرة حيث قال:  "تقارير الأمم المتحدة تشير الى وجود حوالي مئتي ألف قتيل في دارفور؛ والتي نعتقد نحن في السودان أنها تقارير  مشكوك فيها. وانها تقارير المنظمات الغربية التي لا تسعى لمصلحة دارفور …. ومن يتابع الإعلام الغربي يجد تضخيمًا واضحاً للأوضاع في دارفور وكأن ما يجرى فيها اخطر مما يجري في العراق .. فعدد القتلى في العراق أكثر من مليون..! "
 
120991


أما الدكتور كمال عبيد وزير الدولة بوزارة الاعلام والاتصالات في السودان وامين الاعلام بالمؤتمر الوطنى الحزب الحاكم الذي يتزعمه رئيس البلاد المشير عمر فقد أكد في حديث لنا  تأكيد الخرطوم أن الذي يجري في إقليم دارفور يعكس مؤامرة متواصلة على السودان لإضعافه"
120991


·       بعثة الامم المتحدة في جنوب دارفور : "دور الحكومة السودانية غائب و1500 قتيل العام الفائت "
 
 وكان مدير مكتب بعثة الأمم المتحدة في ولاية جنوب دارفور عبدالله الفاضل قد أكد لنا في وقت سابق خلال لقائنا به إلى  أن"ارقامنا لا تعكس الوضع الطبيعي " رافضًا تزويدنا بأي رقم صريح ، مؤكدًّا ان دور الحكومة السودانية غائب فيما يتعلق في محاسبة مرتكبي أعمال العنف الجنسي، وعن عدد القتلى قال" بلغ عدد القتلى حوالي 1500 قتيل للعام الماضي 2007 .
 
120991


 أما الوضع الأمني في هدوء نسبي مع وجود قطع لبعض الطرقات من قبل بعض الميليشيات الذين يسكنون غالبًا في القرى المجاورة لمعسكرات النازحين،" مضيفًا الى أن "المدنيين يتعرضون للتحرش والقتال من قبل العصابات ، ومجرد ان يكون الانسان عربيًّا فهو متهم ان يكون جانجوييد ، علمًا ان ليس كل العرب جانجوييد ، وان أعمال الاقتتال تتم على أساس قبلي في معظم الأحيان ، لذلك تجد احيانا اقتتال بين القبائ
المزيد

مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل اتهم اسرائيل بتحريك ملف دارفور - تقرير: مروة كريدية

أيار 1st, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - أزمة دارفور - The Crisis in Darfur-Le conflit dans le Darfourإيلاف- elaphاستراتيجية - Stratégie - Strategy,الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientالعمل الانساني - وكالات إغاثة -Humanitarianismايلاف ديجيتال - elaph digilal magazineتقارير اخبارية - rapport - raportسياسة دولية - International Political -politique internationalشؤون سودانية,علاقات دولية -International relations -Relations internationalesلا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slaveryلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruptionمقابلات / حوارات - interview

120963 


مصطفى عثمان اسماعيل :
"قضيةدارفور مضخمة اعلاميا تستغل من قبل واشنطن"
مروة كريدية – الخرطوم – السودان
رأى الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس جمهورية السوداني ووزير الخارجية الأسبق أن قضية دارفور مضخمة إعلاميًّا ومُستغلة من قبل الادارة الأميركية بهدف تغطية فشلها الذريع في العراق، و يشكك في حيادية تقارير الامم المتحدة حول ضحايا العنف في الاقليم المذكور، نافيًا ان يكون هناك تطهيرًا عرقيًّا ، متهمًا إسرائيل بأنها تريد أن تجعل من إقليم دارفور ساحة معركة بينها وبين العرب، ويخلص الدكتور مصطفى اسماعيل الى نتيجة مفادها أن قضية دارفور هي تحدي للامة العربية كلها وليست مسألة سودانية وحسب .
 
 
يلقب البعض رأى الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل بأنه راعي الدبلوماسية السودانية ويطلق عليه آخرون مهندس العلاقات الخارجية؛ فهوأحد أهم صُناع انفتاح السودان على العالم ، سيما بعد مرحلة الانغلاق والتوترات التي شهدتها سياسات السودان الداخلية والخارجية خلال فترة التسعينات عقب وصول البشير الى سدة الحكم .
mousta


و يصفه أحد الدبلوماسيين الغربيين بالقول "إن أسلوبه في التفاوض مختلف عمن سبقوه، حيث لا يميل الى الجدل الدائري والحجاج الحلزوني، ولكن يعترف بالأخطاء وينفذ الى تطويرمواقف عملية بناءة" . يطلق عليه السفراء الأجانب في الخرطوم لقب"مستر سمايل "وذلكبدلا عن مستر اسماعيل نسبة لابتسامته الدائمة التي يقابل بها أحرج المواقف"
 
قصدناه في مكتبه وهدفنا الأساس يتمحور حول قضية دارفور بشكلٍ أساسي ونحمل في جعبتنا الكثير من التساؤلات حول البعد الانساني للأزمة ، غير أن وجهة نظره  لا تختلف كثيرا عن وجهة النظر الرسمية للحكومة السودانية التي أعلنها البشير في أكثر من مكان .

120963
عثمان حاول الانطلاق في حديثه معنا حول دارفور من خلال قراءة الواقع الدولي فقال:"قطعًا نحن في سنة تشهد تغيرات عديدة ونحن مطالبين بأن نضع أجندة نواجه بها إدارة أميركية جديدة.. وأمامنا رئيس روسي جديد كما ان الرئيس الصيني جدد له….وكل ذلك يؤثر على مستوى الأمور ، فالتصورات العالمية لا بد من وضعها في الحسبان…فأنظار العالم اليوم تتجه نحو أفريقيا ومع ان ثلثي العرب في أفريقيا نكاد لا نجد رئيس عربي زار جنوب الصحراء ، وعلينا كعرب أن نرتب أجندتنا الخارجية بما يصب في مصلحة الامن القومي العربي " 
 
 
عثمان لم ينف وجود المشكلة وأشار بالقول :" هناك مشكلة وأزمة في دارفور…غير أن قضية دارفور أُريد لها التصعيد والتضخيم الاعلامي  بأكبر قدر ممكن لكي تغطي على قضية أخرى تحاصر الإدارة الأميركية والحكومة البريطانية وهي المعاناة العراقية"  مضيفا ان "تقارير الأمم المتحدة تشير الى وجود حوالي مئتي ألف قتيل في دارفور؛ والتي نعتقد نحن في السودان أنها تقارير  مشكوك فيها. وانها تقارير المنظمات الغربية التي لا تسعى لمصلحة دارفور …. ومن يتابع الإعلام الغربي يجد تضخيمًا واضحاً للأوضاع في دارفور وكأن ما يجرى فيها اخطر مما يجري في العراق .. فعدد القتلى في العراق أكثر من مليون..! "
 
120963
وعن الدور العربي في حل أزمة دارفور قال :" قضية دارفور قضية تؤرق المواطن العربي وأصبحت الآن تُستغل من قبل القوى المعادية للسودان، وأن المساهمات العربية في حل الأزمة تكون عبر ثلاثة مسارات رئيسة هي:
أولها : الجانب الإنساني، والعرب إلتزامهم جيد في هذا الجانب وهم مستمرين في الدعم .
ثانيها :المسار الأمني وهو مرتبط بالقوة العربية-الأفريقية، ونشيد بدور مصر لإرسالها ثلاثة كتائب إلى دارفور"
مضيفا أن المساهمات العسكرية من الدول العربية في أفريقيا في القوات المختلطة
المزيد

السلطة السياسية والمجتمع - بقلم مروة كريدية

نيسان 29th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaphاستراتيجية - Stratégie - Strategyالحرية - Liberté - freedomالشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientالمواطنية - Citoyenneté - Citizenshipديموقراطية - Démocratie - Democracyسياسة دولية - International Political -politique internationalسياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienneسياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian politicalسياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaiseفكر سياسي - Esprit Politique -لا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slaveryلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruptionمقالات articles

120944
السلطة السياسية والمجتمع
اشكالية التقدم والنظام
 مروة كريدية – كاتبة لبنانية
 
" الواقع المُختزل إلى الذات قد ولّد المجتمعات النقلية التي كَنستها الحداثة. والواقع المختزل الى الموضوع يقود الى أنظمة توتاليتارية . والواقع المختزل الى القدسي يقود إلى التعصبات والأصوليات الدينية. إنّ مجتمعًا قابلا للحياة لا يمكن أن يكون إلا مجتمعًا تجتمع فيه هذه الوجوه الثلاثة اجتماعًا متوازنًا " بسراب نيكوليسكو
 
تعد معالجة المفاهيم المتعلقة بوظائف السلطة السياسية على مستوى المجتمعات المدنية من أهمّ الأمور وأعقد الإشكاليات ، وهي تتيح لنا فهم العلاقة الجدلية القائمة بين السلطات العربية من جهة و الشعوب من جهة أخرى، هذه العلاقة التي لاشك تشهد تأزمًّا واضحًا ، حتى عند بعض الدول التي تُصنف نفسها بأنها "هادئة ومستقرة"، وأن علاقتها بمواطنيها "جيدة ومميزة" ، غير أن تحليل المنظومات العلائقية لبنيتها ، تُظهر إجحافًا مبالغًا فيه بحق بعض الفئات المجتمعية المنضوية تحت سلطتها، لاسيما فيما يتعلق بالأقليات سواء كانت تلك الاقليات إثنية عرقية او دينية أو قبلية… فنجد نوع من التمييز على سبيل المثال بحق القبائل ذات الجذور غير عربية، او تلك التي تنتمي لغير المذهب الديني الرسمي للدولة، إضافة الى غياب العدالة القانونية بين  مواطنيها وغيرهم من المقيمين على اراضيها، علاوة على ان هذه الانظمة تحرم نقد رأس السلطة، وتعمد الى تنزيهه الدائم عن الخطأ بشكل مبالغٍ فيه  في وسائل الاعلام ، الامر الذي ادّى الى اضفاء قدسية عجائبية في التعامل معه في طقوس لانجدها إلا في سير الملوك والسلاطين والخلفاء.
 
ويحيط بتلك الطبقة الحاكمة مجموعة من الافراد الذين اعتادوا على تكرار جملة: "يا طويل العمر"، ممن ينقلون للزعيم الصورة الوردية عن المجتمع، وبأن أوضاع الناس والبلاد اكثر من ممتازة، مما خلق هوة سحيقة بين الحكام من جهة والحقائق الواقعية من جهة أخرى، لان الحاكم لا يرى الواقع الا من خلال ملمّعي الصوّر، الامر الذي أدى الى اختزال الواقع المجتمعي بشخصه وبذاته الخاصة ،حيث الجميع يدور في دائرته الفلكية، وأدخل البلاد في دوامة تخلف لا متناهية… وان شهدت بعض الدول طفرة عمرانية – على يد مبدعين اجانب بطبيعة الحال- فإن الجدران وحدها لاتعكس النماء الانساني، بل على العكس فإن طفرة الحجر في ظل تخلف وعي البشر يؤدي الى كارثة محقّة سببها اختلال التوازن بين الوعي والواقع ، مما يوصل مع مرور الوقت الى انهيارات حادة في الأسس المجتمعية في ظل تخلف الموارد البشرية .
إن بنية الأنظمة السياسية العربية  برمتها لا تعمل و لا تسعى ولا ترغب   في نماء الفرد الانساني الواعي الحر، والسبب ان حرية الوعي الفردي وتطوره تعني الحد من صلاحياتها و انحسار في سلطتها.
 
إن المجتمعات المدنية بطبيعتها تحتاج الى مركبين اثنين لضمان تطوّرها واستمرارها وهما الحاجة إلى نِظام وهو ما يؤمن لها صفة الاستقرار ؛ والحاجة إلى التطور والتقدم وهو ما يضفي على المجتمعات صفة الحركية والنماء …
إذن السلطات متطالبة بوظيفة مزدوجة لتحقيق صفتين قد تبدوان متناقضتين شكلا غير أنهما متكاملتان ضمنًا، وهما:
اولا : توفير الاستقرار وتحقيق الأمن الداخلي ، وتوفير الاستقرار الخارجي وحماية سيادة حدودها وهذا يتم عبر الاستراتيجيات الدفاعية والديبلوماسية الخارجية .
ثانيا: دفع عجلة التقدم عبر التنمية الاجتماعية والاقتصادية … وكفالة حقوق مواطنيها وتكريس المساواة بينهم في الحقوق والواجبات .
 
هذين الأمرين يُعدان من الوظائف الاساسية والمحورية لكل نظام سياسي في العالم ، فأين نحن من هذين الأمرين ؟
الواقع العربي اليوم أعجز من أن يحقق استقراره الخارج
المزيد

أهرامات البجراوية في السودان - تقرير : مروة كريدية by Marwa Kreidieh - Sudan -Bajrawia Pyramids

نيسان 27th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , photo by Marwa Kreidieh - صور بعدسة مروة كريديةأخبار ثقافية - Cultural News -Actualités culturellesأرشيف- Archiveإيلاف- elaphانتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropologyايلاف ديجيتال - elaph digilal magazineبانوراما - كاميرا - panorama - cameraتحقيقات - reports - reportagesتراث - Heritageتقارير اخبارية - rapport - raportحضارات -Civilizations -,حضارة مصرية قديمة -Ancient Egypt -شؤون سودانيةمذكرات- Diary- cahier de souvenirsمصر - Egypt - Égypteمعابد - Temples

120930
شاهد على شعوبٍ سادت ثمّ بادت
إهمالها مسؤولية من ؟؟

مروة كريدية –
 مدينة مروي - السودان - البجراوية
 
انطلقنا صباحًا من العاصمة السودانية الخرطوم متجهين شمالا إلى منطقة البجراوية، حيث توجد مدينة مَروي التي تنتصب أهراماتها شامخة على حضارة عريقة قدم القارة السمراء نفسها .
 
الطريق الى البجراوية تبعد حوالي 213 كلم نحو الشمال، وهي تمتد وسط مساحات شاسعة من التربة الحمراء وأشجار صلبة تقاوم حرارة الجو وجفاف الأرض .
 
 
 
120930

لدى وصولنا الى المنطقة الأثرية طالعتنا لوحة صدئة أكل الدهر عليها وشرب كُتِب عليها : وزارة البيئة والسياحة، الهيئة القومية للآثار والمتاحف، اهرامات البجراوية .
 
الباعة يفترشون الارض عارضين بضائعهم من الحلي القديمة والتذكارات من الصناعات المحلية اليدوية، من الخناجر والسيوف ونماذج صغيرة من الاهرامات المصنوعة من الطوب والآلات الموسيقية التقليدية ، فهم يتحينون وجود بعض الوفود السياحية والزوار لبيع منتجاتهم .
 
  
120930

استقبلونا بطيبة سودانية بالغة وقاموا بعرض رقصاتهم النوبية التقليدية على ايقاع ادواتهم الموسيقية التقليدية ومنها آلة وترية تشبه الى حدّ بعيد العود .
 
عائشة محمد بائعة في هذا المكان منذ ان كانت صغيرة، وقد ورثت هذه المهنة عن والديها،اخبرتنا انها تبيع التمائم و الحلي لمرتادي المنطقة ، واشتكت من قلة السياح و ضيق الحال حيث يمر اسبوعًا كاملا دون ان تبيع شيئًا ، واشارت الى ان الاجانب من أعضاء البعثات التابعين للمنظمات الانسانية في السودان يحرصون على الاطلاع على الاثارات التاريخية مما يؤدي الى نوع من الحركة الشرائية .
 
 
120930

الإهمال واضح في تلك المنطقة حيث تفتقر الى مرافق صحية، فلا يوجد في المكان دورات مياه لقضاء الحاجة ، أو دكان لبيع المياه الباردة و المرطبات، ناهيك عن أن المعلومات حول الموقع غير متوفرة اذ انه يشرف على المكان رجل وامرأة يجلسان في كوخ صغير امام مدخل الاهرامات ان صح التعبير ان هناك مدخل .
 
 
120931
دخلت الكوخ  اسألهم عن مطوية تعريفية او مرشد يحدثنا عن تاريخية المنطقة ، فاعتذر الرجل  عن عدم توفر ذلك مكتفيا بالاشارة الى ورقة علقت على الحائط تتناول معلومات مقتضبة لا تروي عطش من تكبل عناء الوصول الى المكان في ظل الحر الشديد .
 
وينتشر امام الكوخ مجموعة من اصحاب الجمال الذين يتكفلون بإيصال المرء الى الاهرامات لقاء مبلغ مالي متواضع ، تحدثت اليهم فأخبروني بأن هذه المهنة مصدر رزقهم ، وهي متوارثة أبًَا عن جد في هذه المدينة التي  يحفظونها عن ظهر قلب ، وتمتهنها ثلاث قبائل ، وهم : قبيلة الحسّانيّة ، وقبيلة المناصير ، وقبيلة الجعالين .

120931
سليمان المنصوري حدثنا عن علاقته بناقته وجماله، وكيفية تربيتها وتحديد أعمارها، ونوع علفها مفتخرًا بأن ناقته طيعة ودودة وهو يحبّها حبّه لأبنائه فهي تفهم عليه وتخدمه دون تذمر …عارضًا علينا القيام بجولة ، وأخبرنا بأن هذا الوادي يدعى "وادي الطرابيل " مضيفًا ان المعلومات المتوارثة عن الاهرامات تشير الى انها كانت تحتوي على بعض الكنوز والذهب ولكن الانكليز قاموا بسرقته عندما باشروا عمليات التنقيب القرن الفائت… وقد صبّ مرافقنا جام غضبه على المستعمرين…مضيفًا ان الاهرامات الان خالية الا من النقوش الموجودة على الجدران .."
 
  

120931

وبالعودة الى المراجع العلمية التاريخية والاركولوجية ، فإن  مدينة مروي تُعدّ من اهم المدن التاريخية في أفريقية ، فقد شُيِّدت على موقع سكني مقر الملوك المرويين منذ القرن السادس قبل الميلاد ، وحسب ما يورد المؤرخون فقد انتقلت إليها العاصمة من نبتة عام591ق.م ، وقد عاصرت دولة مروي البجراوية الفرس والبطالمة في مصر. ويوجد  فيها نوعان من المعابد.. المعبد الآموني، والمعبد المروي.
 
 
 
120931

وتبلغ مساحة المدينة مابين 30 و50 هكتار، و يبلغ مجمل عدد الاهرامات 57 هرمًا من جملة اهرامات اخرى ، وقد تم اكتشاف خرائط الشكل الهندسي للهرم داخل الهرم الذي يُعرف "هرم ذو الطرف المسطح



marwai


" حيث وجدت داخل الغرفة رقم 8 ، وتشتمل مروي على المدينة الملكية ومجموعة من الاهرامات التي تحتوي على المدافن تُعرف بالاهرامات الجنوبية والاهرامات الشمالية والأهرامات الغربية.
 
120931

الأهرامات الجنوبية : تقع على بعد أربعة كيلو مترات الى الشرق وعلى حافة سلسلة من تلال الحجر الرملي وهي الأقدم   زمن سلالة الملوك المرويين في الفترة مابين 720 ق م – 300 ق م وهي تعد الاهرامات الأولى التي بُنيت في مروي متبعة بذلك تقاليد الدفن الملكي من نوري وجبل البركل وتشمل على مقابرالملوك وملكات مملكة مروي.  
 
 
120931

الأهرامات الشمالية: وتقع الى الشمال عبر الوادي وقد بدأت هذه المجموعة كجبانة ملكية حوالي 270 ق م وتحتوي على مجموعة مدامن واهرامات ملوك امتدت حتى 330 ق م
المزيد

الفكر العربي في عصر البؤس - بقلم :مروة كريدية

نيسان 22nd, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , ايلاف ديجيتال - elaph digilal magazineحوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue,ديموقراطية - Démocratie - Democracyفكر اسلامي- Esprit islamiqueفكر سياسي - Esprit Politique -فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectualفلسفة و فكر - Philosophy -Philosophieلا للفساد - non corruptionمقالات articles

232565

الفكرالعربي في عصر البؤس  
ايلاف –
مروة كريدية – كاتبة لبنانية
 
لعلّ سجالات المفكرين والمثقفين العرب، وانعكساتها في وسائل الاعلام والفضائيات، تعكس أزمة فكرية وفوضى ثقافية حادّة؛ فهناك شبه اتفاق بين النُّخب الفكريّة على عقم الفكر العربي الحالي بأبعاده المتنوعة السياسية والاجتماعية وقبل كل شيئ الفلسفية، وغالبًا ما كانت المؤشرات الاتهامية الصادرة منهم تتجه نحو المؤسسات السياسية و الدينية والأنظمة الثيوقراطية[1]، بأنها السبب المحوري الرئيس في ما وصلنا اليه من انحطاط على الصعد كافّة .
 
وإننا لا ننكر عظيم أثر المؤسسات اللاهوتية و مملكة الفقهاء، التي تعتبر أن أمر تسيير شؤون البلاد والعباد جزء محوري من مهماتها، وأن الله هو من أوكل لها هذه المهمة، الأمر الذي أدَّى الى  حالة التراجع الفكري وأودى بالشعوب الى هاوية الجهل؛  علاوة على دور السلطات السياسية في انظمة شمولية اشبه ما تكون بالثيوقراطية، المتورّطة في فخ القمع المبالغ فيه ما أدخل البلاد في دوامة العنف مع ما يرافق ذلك من كتم للحريات وحدّ للابداع الفكري .
 
وبالرغم ما لكافة المؤسسات المجتمعية من عظيم الأثر في تدني الفكر وتدهوره، إلا أنه وللإنصاف، لا يمكن ان نُلقي كلّ تَبعات العجز الفكري على المؤسسات السلطوية وحدها، فهناك معوّق لا شكّ أساسي كامن، وأزمة جوهرية في الفكر نفسه .
 
وبعيدًا عن عامليّ السياسة والدين واثرهما في تدهور الفكر، تبقى  هناك تَساؤلات جدير بالتوقف عندها وحريّ بنا أن نلقي نظرة استقصائية لفهم الاشكاليات المطروحة حولها وهي تتعلق في استراتيجيات الفكر نفسه ؛ فإلى أيّ حدٍّ يعمل فهمنا للفكر ولتاريخه كمعوق أساسي يتحدى ولادة فكر جديد؟؟ والى أيّ حدّ يُمكن ان نغيّر عاداتنا الفكرية؟؟ وهل المنطق نفسه الذي يحكم تفكيرنا هو بحد ذاته عادة وليس قانونًا كُلّيًّا ملزمًا بحقنا أو بحق الآخرين ؟؟؟
 
إن ذواتنا الحضارية اليوم أمست أشبه ما يكون ب"اللقيط الثقافي"، ومجتمعاتنا منغمسة في بناء سياج الهويَّة العالي وان انفتحت شكلا عبر الاتصال على العالم بأسره ، أما أنظمتنا السياسية فحدّث عنها ولا حرج، أنظمة فريدة عصرها، فلا يمكن تصنيفها لأنها مزيج من جمهوريات ملكية وخلافة وراثية، حوّلَت البلاد الى شركات عائلية، الشعب فيها خادمًا للزعيم وعائلته ورقما على لوائح عمالها… وفي ظلّ عالم تطور فيه مفهوم الدولة و تلاشت فيه الحدود الاقتصادية على الاقل  بين الدول المتطورة، نجد ان دولنا العربية تراجع فيها مفهوم الدولة وممارستها وأمسى الانسان فيها كائنًا يلوذ بنفسه وبهويته الاثنية او العرقية او الطائفية … خشية تلاشي ذاته التاريخية، التي تعكس تكوينه المجتمعي وتمنحه شعوره بالكيان المكاني والبعد الزماني ، في ظل نكوصٍ فكري حاد.
إن مواكبة فكر مغاير في عالمنا العربي تحتاج قبل كل شيئ إلى التحرر من سلطة الفكر اولا وسلطة "النص"، وإعادة النظر في عملية تأويل الخطاب،لأن دراسة الظواهر في عصر المتناقضات تحتاج الى دراسة بنية الفكر نفسها ،إذ لا بد من الوصول الى صيغة لإيجاد موقع فكري تنتفي معه خاصية "التيارية "او "هويّة السور"، بحيث يك
المزيد

Nyala la capitale du Sud Darfur-Nyala is the capital of South Darfur-by: Marwa Kreidieh -

نيسان 19th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - أزمة دارفور - The Crisis in Darfur-Le conflit dans le Darfourphoto by Marwa Kreidieh - صور بعدسة مروة كريدية,إيلاف- elaphاستراتيجية - Stratégie - Strategyاقتصاد- economics - économiques,الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientالعمل الانساني - وكالات إغاثة -Humanitarianismايلاف ديجيتال - elaph digilal magazineتقارير اخبارية - rapport - raportسياسة دولية - International Political -politique internationalشؤون سودانية,علاقات دولية -International relations -Relations internationalesلا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slaveryلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruption

 نيالا ثروة طبيعية وفقرٌ مدقع
 مروة كريدية – نيالا – دارفور
120863
أول ما يُقابل المرء في مطار مدينة نيالا المروحيات التابعة للأمم المتحدة وطائرات الإغاثة المنتشرة على أرض المطار، وعند الدخول من جهة الجنوب وادي منبسط تتخلله أشجار كبيرة التربة  فيه حمراء و الحرارة مرتفعة والهواء ساخن مغبر.
وتُعَدّ مدينة نيالا العاصمة الاقتصادية لولاية جنوب دارفور، وهي واحدة من ولايات السودان، وإحدى ثلاث ولايات تشكل معا إقليم دارفور في غرب السودان. مساحتها 127,300 كم مربع ويقدر عدد سكانها( 2,700,000)
 
 


120863

نيالا تُشكل نقطة التقاء محوري، ومركزًا تجاريًّا مميزًا، حيث تحتل  نقطة ربط للطرق التي تمر من شرق السودان إلى غربه ومن جنوب دارفور إلى شمالها وتنتهي عندها سكك حديد السودان غربا، وتمارس تجارة الحدود مع جيرانها عبر بوابات الحدود مع تشاد وأفريقيا الوسطى.
 
 
 
120863
وقد أنعكس تمايز موقعها الجغرافي هذا في النسيج الاجتماعي، حيث تضم معظم القبائل الدارفورية بأعراقها المختلفة، وغالبية سكان هذه الولاية من القبائل العربية "البقارة"، مع إشتراكهم في التقاليد والاعراف مع باقي قبائل دارفور؛ أما  قبيلة " الزغاوة"، فتعتبر نفسها القوة الرئيسية في الإقليم ، أو التي يجب ان تكون كذلك، علمًا أن زعماء القبيلة  يعون حجمتوازن القوى القائم بينهم وبين القبائل البدوية الأخرى لذلك فهم يعمدون الى التحالفات في معظم الأحيان.
 
 
 
120864
يمتهن معظم سكان الولاية الرعي والزراعة والتجارة ، وتحتوي نيالا على بعض المؤسسات التربوية وهي أشباه مدارس تفتقر بطبيعة الحال الى أبسط مستلزمات العملية التربوية ، وفيها ما يسمى بالجامعة: نيالا وزالنجي وتغيب عنها ابسط المقومات الأساسية، أما  نسبة الأمية بين السكان فتتراوح بين 20- 45% .
 
 
 
120864
وقد صرح لنا بعض مسؤولي الاقليم خلال اجتماعنا بهم بإن منطقة دارفور غنية بالمواد الخام كالبترول، ويعتقد أن هنالك احتياطي نفط يبلغ 7 مليارات برميل، علاوة على وجود اليورانيوم وكثرة الثروة الحيوانية حيث تقدر ب70 مليون رأس ماشية ، لذلك فهي قد تشكل أطماعاً لأطراف (غربية) تسعى لاستغلال الموقف والصراع الدائر بين القبائل .
 
 
120864

كنت اتنقل في نيالا في حي ّيسمى حي الوادي و بجواره حي السوق وهو سوق نيالا الكبير ويضم سوق شعبي للحوم يسمى سوق مُريِّن يقع بالقرب من موقف الجنينة، قمت بزيارته مرات عدة بهدف الاطلاع على سيرورة الحياة اليومية، فالاسواق تعكس الوجه الانساني الحقيقي لمعانات الشعوب، ولم أكن بطبيعتي النقدية أن أكترث للمعلومات الرسمية الجاهزة ، فالمقدمات التي تقدم لنا كصحفيين، توحي بأن المنطقة غنية بالثروات الطبيعية ولها دور محوري في الاقتصاد ،  غير أن المشاهدات العملية على أرض الواقع تشير الى فقر مدقع في جميع النواحي وتخلف حادّ عن الحياة الكريمة، فغالب قوت الناس يعتمد على  الذرة و اللبن بالرغم من الثروة الحيوانية الكبيرة ؛ البيوت السكنية عبارة عن أعشاش مبنيَّة من القصب والأعواد والحشائش .
 
 
120864
أما دخل الفرد فلا يتجاوز جنيهات معدودة سنويًّا ! وهو اقل بكثير من تقديرات منظمة الأمم المتحدة حيث يشكل القرويون والريفيون الفقراء ما نسبته 93%  من السكان،
المزيد

مخيم سريف للنازحين في دارفور شاهد على قساوة العصر - تقرير بقلم : مروة كريدية

نيسان 10th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في ,  حقوق المرأة - Women's rights -Droits des femmes- أزمة دارفور - The Crisis in Darfur-Le conflit dans le Darfourإيلاف- elaphالعمل الانساني - وكالات إغاثة -Humanitarianismايلاف ديجيتال - elaph digilal magazineتقارير اخبارية - rapport - raportسياسة دولية - International Political -politique internationalشؤون سودانيةلا للطائفية - -non Racismلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruptionمقالات articles

120783
معسكر سريف للنازحيين في دارفور
الحق الانساني المفقود وحق العودة الموعود
 
 
 
مروة كريدية - مخيم سريف – جنوب  دارفور
 
يعتصر قلب المرء حزنًا وأسى لعمق المعاناة الإنسانية التي يشاهدها خلال اقامته في دارفور ، فهي كلها منطقة إن صحّ التعبير منكوبة ، تكاد تنعدم فيها الطرق المعبدة ومقومات العيش الكريم ،أما حال معسكرات النازحين فيُعد وصمة عار وسؤال إنساني  رسم الاجابة عنه متروك لكل إنسان لاسيما المسؤولين منهم ، فالأطفال نصف عراة ، يتهافتون على الغرباء مطالبين بالمياه المعدنية الباردة ، بعضهم تظهر عليه علامات سوء التغذية والاهمال الشديد، إصابات الاطفال من جراء عنف اللعب لا يلقى أحد لها بالا فالجروح غير مضمدة وعرضة للحشرات والجراثيم، والنظافة الشخصية معدومة ، المكان بأسره عرضة لانتشار الأوبئة والأمراض علاوة على التلوث البيئي القاتل .
 
 
 
120783

توجهنا الى معسكر "سريف " للنازحين الذي يقع على  مسافة  17 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من مدينة نيالا، ويعتبر أفضل حالا مقارنة مع 12 معسكراً رئيسياً فيالمنطقة،  وبحسب المصادر الاعلامية فإن سبب ذلك يعود الى  الضجة التي أثيرت حوله  في الاعوام السابقة عندما قررت السلطات نقله من منطقة الجير القريبة من المدينة إلى موقعه الحالي ..
وعندما سألنا أحد المعنيين بشؤون المعسكر عن الأوضاع السياسية أفادنا أنه : لقد اكتسب المخيم شهرة منذ ان تمّ الاعلان عن الاتفاق بين الحكومة وفصيل مني أركوي مناوي منذ أعوام حيث تحول المعسكر  إلى ساحة للنقاش السياسيالمحتدم "
 
 
 
120783
لدى وصولنا المعسكر، انحنى إليّ زميلي الذي زار المكان قبل أربع سنوات وقام بتغطية الأحداث عند بداية اندلاعها قائلا : "هذا المخيم الآن خمسة نجوم ! هذا الذي تعتبرينه كارثة يعد جنّة على ما كان عليه في السابق ! لا يمكن ان تتخيلي كيف كان الوضع آنذاك فكل شيئ معدوم حتى مياه الشرب وقد اضطررنا الى النوم في العراء والسحالي ترافقنا مدة عشرة ايام الى ان لجأنا الى الامم المتحدة أخيرا فاحمدي الله على وضعك الان  !"
 
التقينا بداية الامر بأحد مسؤولي الأمن ويدعى أحمد محمد إبراهيم، الذي أفادنا بأن المعسكر يشتمل على حوالي 13 ألف وخمسمائة نفر وهو ما يعادل حوالي ألفي وخمسمائة أسرة تقريبا وأن سكان المخيم ينحدر أغلبهم من قومية " الفور" ، واشار مرافقنا الى أن المملكة العربية السعودية هي التي تكفّلت بإنشاء هذا المخيم منذ أربعة أعوام، فيما يقوم برنامج الغذاء العالمي بإدارة شؤونه من الناحية الإنسانية .
 
 
 
sreifc

مواقف إنسانية محزنة :
 
بداية لقاءاتي كانت مع الأطفال الذين تعاطوا معي أول  الامر كأجنبية، فجلست ارضًا وكلمتهم بالعربية شارحة لهم بأني مثلهم انتمي لبلد عربي مجاور، واني ارغب باللعب معهم وحتى الغناء ، كنت أراقب كل اهتماماتهم انظر بعيونهم، سألتهم عن المياه فتذمروا قائلين هناك بئر نعبأ منه المياه في اوعية ونجرها الى البيت وهي مهمة شاقة يجبرنا اهلنا عليها، وعن طبيعة طعامهم اجمعوا على انهم يتناولون العصيدة والخبز كل يوم، أما عن المدرسة فضحكوا ولم ألق اي تعليق ، وأفادوا بأنهم يعيشون هنا لانه هناك حرب، ويلعبون مع الحيوانات والزواحف والحشرات فهي لا تخيفهم او تزعجهم ، وانتهى اللقاء بإنشادهم لأغنية شعبية :"أنا سوداني.. "
 
وتبين لي من خلال التقاء العديد من النازحين ان معظمهم ينتمي الى بلدة ياسين وغالبيتهم من  "البرقد" وهي القبائل الافريقية الزنجية، وقصصهم تتشابه الى حدٍّ بعيد ، فجميع من قابلتهم أشار الى أن الجانجوييد هم السبب في معاناتهم وهم الذين أخرجوهم من بيوتهم وهجّروهم من قراهم كما قاموا بحرق محاصيلهم الزراعية .
 
 
 
120783

عائشة آدم حسن أرملة في عقدها الرابع أستقبلتني في "مطبخها" داعيتني لتناول ماتيسر مما يسمونه بالعصيدة ، قالت بأن زوجها قُتل بالحرب الاهلية على يد الميليشيلت المسلحة وتضيف : " قام الجنجاوييد بطردنا وأحرقونا بالنار… لقد مات زوجي "
عائشة لديها 6 اولاد صبيان توفي منهم ثلاث، و هي تنتمي بالأصل الى بلدة ياسين وتشير بالقول "سمية قبيلتي برقد " .
 
 
 
120783

وفي خيمة ملاصقة وجدت امرأة عجوز تحتضن طفلا رضيعًا، تفترش الارض ومن حولها عدة نساء،  قالت بأنه وليد ابنتها وتدعى حليمة يعقوب آدم لها من العمر65 سنة، تحدثت عن عملها السابق قبل النزوح حيث كانت تعمل في الزراعة وتضيف : "كنا مرتاحين جدا وأوضاعنا بخير" ، وعن تمنياتها المستقبلية أفادتنا بأنها مسلمة وترغب في ان تؤدي فريضة الحج قبل موتها ، علما ان السفر  أمرٌ مستحيل بالنسبة لها فهي لا تعرف من السودان كلّها الا المعسكر وقبله بلدتها ياسين، وتضيف "جدودنا مشوا الحجاز وحجوا لانهم كانوا بأمان وعندهم الجنيهات أما نحن فلا نقدر على مغادرة المعسكر ولا نملك شيئًا "
 
اقتربت من امرأة حامل في شهرها الثامن أسألها عن حالها وعن الرعاية الطبية الخاصة بالحوامل في المخيم ، المرأة تدعى أمينة أحمد وعمرها 24 سنة وهي حامل بطفلها الثالث حيث قالت : "الداية هي من تقوم باجراء الولادة الآن ، في حين انه في بعض الظروف السابقة كانت المرأة تتولى ذلك بنفسها بمساعدت قريباتها ، وهو امر صعب مضيفة انه في حال عسر الولادة فإن المرأة تتعرض وجنينها للموت !" وعندما سألتهاعن معدلات الولادة وعدد الاطفال في الأسر قالت: " المرأة تنجب احيانا  سبعة  وربما عشرة اطفال " نافية اي معرفة لها او علم بوسائل منع الحمل وكيفية استعمالها، مضيفة انه من "الافضل ان تبتعد الحرمة عن زوجها كليًّا اذا احست بان الولادة متعبة "  
المزيد

الاعلام العربي بين الردح والمدح - بقلم : مروة كريدية

نيسان 9th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaphالحرية - Liberté - freedomثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Cultureديموقراطية - Démocratie - Democracyعولمة - globalisationلا للطائفية - -non Racismلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceمقالات articles

120773
الاعلام العربي في عصر العنف
 
ايلاف - مروة كريدية – كاتبة لبنانية
 
"إنَّكم تتكلمون عِندمَا تُوصد دونكم أبواب السلامِ مع أفكاركم " جبران
 
لا شك في أننا كشعوب عربية نتقن فن الكلام ونفتخر بأننا صُنَّاع الحرف والخطب العصماء والمعلقات، فمؤتمراتنا السياسية منها بما فيها القمم و ندواتنا الفكرية أمست عبارة عن "مَكْلمَة" تداعب انفعالات الشعوب و تُسكّن آلام الانهزمات الفكرية والعملية على حدٍّ سواء، ولعل وسائل الاعلام والفضائيات تعد أحد أهم منابر دوامة المكلمة تلك .
 
وثَمَّةَ مراحل مفصلية في عمر الشعوب لا تمحوها الأزمنة وتَعاقب الأيام ، ولعلنا في زمن بلغ الدمار مداه حتى استحق هذا العصر لقب " عصر العنف" بامتياز، الذي يتبلور من خلال تجليات عدّة أهمها الصراعات المسلحة وما يُصنف في دائرة العنف المباشر ناهيك عن العنف والقمع الفكري والروحي والاجتماعي والسياسي التي تغرق فيه الشعوب وتعاني ويلاته الامم لا سيما أمم العالم الثالث .
 
في عصر العنف هذا يضعف إعلام المنبر وتضمحل ثقافة الحوار وتتلاشى الصحافة الحقيقية الحرة، والسبب الرئيس هو سيطرة متاريس عنف الفساد الاعلامي التي تتجلى عبر نماذج تعد الأكثر رواجًا والاكثر ربحًا تتبلور على الشكل التالي :
 
· فضائيات الإرشاد اللاهوتي والعقائدي و هو "إعلام الكبت" الذي يكرس الخطاب اللاهوتي الدوغمائي والذي غالبًا ما يضع الامور في إطار المحرمات والغيبيات التي لا تناقش .
· فضائيات السُخْف والتسطيح و"إعلام العري السلبي" وهو اعلام "الكبت المضاد" و الذي لا يشكل في حقيقة الأمر سوى صورة أخرى مضادة للكبت السياسي والجنسي والديني وهو بمثابة متنفس للشباب ولاحتقتان الشعوب من رداءة الوضع القائم .
· فضائيات الإعلام الرسمي الموجه أو " الاعلام الوصائي " الذي تحرص على تقديم ألمع صورة للسلطة السياسية الحاكمة …
· فضائيات الاعلام المتحزب العنصري او "إعلام الجدار " وهي الفضائيات الإخبارية التي تمنح نفسها حق مصادرة الحقائق واطلاق الاحكام وتخوين الافراد والمجتمعات واعلان النتائج ..
 
 
هذه النماذج وان تمايزت صورها من "إعلام الكبت العقائدي المؤدلج " إلى "إعلام الكبت المُضاد التافه" إلا انها جميعها ولدت من رحم اليأس والاستسلام والانعزال وتعمل على تكريس الذهنية الانفعالية وتسطيح الكائن الانساني وتحويله الى سلعة، وأمست الشاشة مستوعب نفايات فكرية وفنية على السواء ، وتحول دورها من  أداة فاعلة في الحوار بين الثقافات، إلى أداة تفتيت مدمرة تغذي العصبيات والعنصرية و المذهبية والعرقية حتى  ضمن الشعب الواحد، وما مشهد الاعلام العراقي واللبناني عنا ببعيد ، فالخطاب الاعلامي الحالي يساهم بشكل مباشر  في إنتاج مجتمع مشحون طائفيا و يحوله الى ارض خصبة للحروب الأهلية،  بحيث اصبح اعلام القمامة العن
المزيد

الامم المتحدة في دارفور مروة كريدية -The Crisis in Darfur-Le conflit dans le Darfour -marwa kreidieh

نيسان 6th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - أزمة دارفور - The Crisis in Darfur-Le conflit dans le Darfourإيلاف- elaphاستراتيجية - Stratégie - Strategy,الحرية - Liberté - freedomالشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientالعمل الانساني - وكالات إغاثة -Humanitarianismايلاف ديجيتال - elaph digilal magazineتقارير اخبارية - rapport - raportسياسة دولية - International Political -politique internationalشؤون سودانيةعلاقات دولية -International relations -Relations internationalesلا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slaveryلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruption

120747

ان تكون عربيا في دارفور يعني جانجويد
بعثة الأمم المتحدة في دارفورUNAMID
ضرورة إنسانية وأمنية
 
مروة كريدية – دارفور – ايلاف
 
عند معايشة الأوضاع الانسانية في دارفور ، تتولد لدى الانسان رغبة عارمة في معرفة الأسباب المؤدية للبؤس الانساني خصوصًا عندما يلمس أثر الصراعات الدامية والخسائر الكبيرة في الممتلكات والانتاج ، في ظل انعدام الخدمات الطبية وشروط العيش السليم، وبما ان للأمم المتحدة في دارفور دورًا محوريًّا  إيجابيًّا مهمًّا وضروريًّا في حفظ الأمن ، لذلك كان حرّي بنا الإلتقاء بأعضاء بعثة الامم المتحدة العاملين هناك للاطلاع مجريات الأحداث.
 
وبحسب مصادر الامم المتحدة فإن  قسم الشؤون المدنية يتبع  للنائب الأول لممثل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤونالسياسية، حيث يتكون المكتب من المكتب الرئيسي في الخرطوم والمكاتب الفرعية فيالأقاليم. ومنذ يوليو 2005 بدأ قسم الشؤون المدنية العمل في إقليم دارفور،  ويهدف مكتب الشؤون المدنية الى : دعم طرفياتفاق لمبادرة شاملة للمصالحةالوطنية مما يجعل الوحدة خياراً جاذباً، كما يهدف الى فهم البيئة وأثر الصراع على تنفيذ اتفاقية السلام مع الأخذ في الاعتبار بنودقسمة السلطة والثروةعلاوة على دوره في تقديم خدمات إصلاح ذات البين بين الشركاء السودانيين وحثهم على التخلص منالتوتر ودعوتهم إلى المصالحة في كل أنحاء السودان، ويهدف المكتب أيضًا الى صهر السياسات المتقاطعة في مسائل النوع "الجندر" والحماية من الاستغلال الجنسيوذلك في التخطيط والتنفيذ للعمل مع الشركاء السودانيين .
 
 
120747

توجهنا ظهرًا الى مقر البعثة في ولاية جنوب دارفور حيث استقبلنا مدير المكتب عبدالله الفاضل بصحبة ضبّاط تابعين لأقسام متنوعة في البعثة، و أكد لنا أن الوضع في هدوء نسبي مع وجود قطع لبعض الطرقات من قبل بعض الميليشيات الذين يسكنون غالبًا في القرى المجاورة لمعسكرات النازحين، فالمدنيين يتعرضون للتحرش والقتال من قبل العصابات ، فمجرد ان يكون الانسان عربيًّا فهو متهم ان يكون جانجوييد ، علمًا ان ليس كل العرب جانجوييد ، وان أعمال الاقتتال تتم على أساس قبلي  في معظم الأحيان ، لذلك تجد احيانا اقتتال بين القبائل العربية- العربية ، و بين القبائل الافريقية -الافريقية .
وعن عمليات الاغتصاب الجنسي أشار بالقول "ارقامنا لا تعكس الوضع الطبيعي " رافضًا تزويدنا بأي عدد صريح ، مؤكدًّا ان دور الحكومة السودانية غائب فيما يتعلق في محاسبة مرتكبي أعمال العنف الجنسي، وعن عدد القتلى قال" بلغ عدد القتلى حوالي 1500 قتيل للعام الماضي 2007 .
 
 
 
120747

علي حسن نائب المدير انتقد تقاعس الدول العربية في تحمل مسؤولياتها مشيرًا  بالقول :" أنه من خلال عملنا مع النازحين نجد ان هناك انطباع لديهم  بأن الشعب العربي غير ملتزم تجاه دارفور ، علمًا ان التدخل العربي مهم جدًّا لانه يساهم بشكل مباشر في ايجاد حلول لا سيما الانسانية منها، فهناك انطباع لدى النازحين بأن الدول التي تساعدهم هي دول غيرعربية، وانتم من واجبكم كإعلاميين أن تعكسوا هذه القضية للرأي العام العربي والاسلامي فشعب دارفور كله مسلم وقضية دارفور لا تحتاج إلى أبوجا وغيرها بل كان بالامكان حلها عربيًّا "
 
  

120747

أما فيما يتعلق بموضوع بمكتب حقوق الإنسان فإنه  يقع تحت مسئولية النائبالأول للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، و يعمل المكتب بشكللصيق مع مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف ، وتتواجد مكاتب حقوق الإنسان التابعة لبعثة الأمم المتحدة في مختلف أرجاء السودانممثلة في مكاتبها في دارفور (الفاشر، و نيالا، والجنينة ، وزالنجي) ، وفي المناطقالإنتقالية مثل( ابيي ، وكادقلي )، وفي شرق السودان (كسلا) و في جنوب السودان فيجوبا. ويخطط مكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة في السودان لتوسيعنشاطاته إلى مناطق أخرى في السودان مع نشر ضباط حقوق الانسان في المكاتب التابعةلبعثة الأمم المتحدة في كل من مدينة رمبيك و ملكال و واو والدمازين .
 
 
 
une
 
حسن دوّاني ضابط في قسم حقوق الانسان شرح لنا أهم أنشطة  المكتب وهي:
أولا :التحري والمراقبة ورفع التقارير عنالانتهاكات الخاصة بحقوق الإنسان في دارفور بلا تحيز، كما يقوم بتقديم التوصيات لحكومةالسودان لتقوم بدورها بإجراء الإصلاحات اللازمة.
ثانيا : تقييم وضع حقوق الإنسان في جنوب السودان وباقي أنحاء البلاد ورفع التقاريرللبعثة كجزء من مجهود البعثة في دعم تنفيذ اتفاقية السلام الشامل .
ثالثًا : دعم تأسيس مفوضية حقوق الإنسان في السودان وتعزيزها كما جاء في اتفاقية السلامالشامل .
رابعًا : مراقبة الشرطة، والنيابة العامة، والجهاز القضائي المسئولين عن متابعة قضاياحقوق الإنسان على الصعيدين المحلي والقومي .
خامسًا : زيارة مواقع المحتجزين ومراقبة أوضاعهم ومتابعتها والتأكد من شرعية احتجازهم
المزيد

الصراعات - بقلم : مروة كريدية - Conflicts - by : Marwa Kreidieh

نيسان 3rd, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaphالحرية - Liberté - freedomالشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientخواطر سياسية- Political ideas - Idées politiqueديموقراطية - Démocratie - Democracyسياسة دولية - International Political -politique internationalسياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienneسياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political,سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaiseفكر سياسي - Esprit Politique -,فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectualفلسفة و فكر - Philosophy -Philosophieلا للطائفية - -non Racismلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruptionمقالات articles

psycho
الصراعات بين التفكير الانفعالي والتفكير الابداعي
 
ايلاف - مروة كريدية – كاتبة لبنانية
"كلّ من شاء أن يلطم المجرم بيمينه ، يجدر به أولا أن ينظر ببصيرة ذهنه إلى روح من أوقع الجرم عليه "  جبران
إن العقل السياسي المنبني على الذهنية الانفعالية يسعى إلى تكريس العنف ويتجلى ذلك في مظاهر القمع المتنوع وفي درجات الخوف المصاحبة لذلك، مستخدمًا لذلك الخطاب الايديولوجي ذريعة لسلوكه بحيث يصبح النص اللاهوتي ساحة عراك مفتوحة للاجتماعي والفكري والسياسي ، وتهدف السلطة كما الأطراف المتصارعة من خلال التأويل الى إعطاء "ايديولوجيتها " المشروعية الاولى والعليا.
لذلك نجد ان العقل السياسي المسيطر يسعى دائما الى دعم الخيارات العنفية والسبب في ذلك يكمن في أن السلطة السياسية تريد ضمان سيادة أيديولوجيتها الحاكمة التي تضمن لها اعادة انتاجها من جديد وذلك لاسباب عدة منها : السلطة السياسية تريد ابقاء استمرار سلطة القوة على حساب سلطة العقل والفكر؛ السلطات السياسية لا ترغب في في تغيير المرتكزات البنيوية للمجتمعات التي تسيطر عليها كما ان "السياسي " لا يقرّ عمليا بضرورة ان تكون  اسس التكوين والبرهان والنقد اسسا ديموقراطية ، السلطة السياسية تتهرب دائما من حق الاخر بالاختلاف معها مع ما يرافق ذلك من كتم الحوار والسجال وشتى انواع القمع .
 
و تتمظهر هذه العلاقات الإنفعالية من خلال نزاعات وصراعات دامية ، تتشكل بسرعة مذهلة لا سيما في التجمعات العنصرية ، التي تخشى على هويتها بشكل دائم ، كما أن الارغام على الاستمرار في الصراعات سببه بالدرجة الاولى ان المفهوم المعتاد في خلفيتنا الفكرية هو النصر أو الهزيمة، وبما أننا نشعر بأن الغير هم على خطأ فإنهم يستوجبون العقاب….
 
إذن هناك أزمة حقيقية في البنية الفكرية ، وحل النزاعات والخروج من حلقة العنف يتطلب ابتكار أساليب غير معهودة ، فالنزاعات المسلحة والصراعات ليست مؤشرًَا لانجاز أي شيئ قد نعتبره الاسلوب الوحيد، لأننا في واقع الأمر لم نبتكر طرقا افضل لحل الصراعات ، و جل ما نقوم به لا يتجاوز استنتاجات انفعالية غير منتجة على المستوى الحضاري لأنها ليست نابعة عن خبرة معاشة.
 
ان طريقة التفكير الانفعالية ترمي بنا في صراعات دامية وهذا التفكير الجدلي الصراعي هو شكل عاجز ومحدود من انماط التفكير ويؤدي الى تحويلها الى إعدامات جماعية معنوية ومجاز حسية.
 
وإذا ما استعرضنا واقع الصراعات المسلحة في الخمسين سنة الأخيرة نتساءل بتجرد ، هل يوجد نصر كامل ام هزيمة كاملة ؟؟؟
لا يوجد في واقع الأمر نصر كامل ، لأن النصر يعني حسم الصراع من خلال وضع حدّ نهائي وهو أمر مستحيل برغم الترسانات النووية المنتشرة في العالم، وان جلّ ما يقوم به  "المنتصر"هو ممارسة سياسة الاذلال، غير ان الإذلال هذا لا يحسن العلاقات بين الطرفين المتنازعين بل على العكس فإنه يزيد من الاحقاد…
وهنا نجد أنفسنا أمام سؤال ملحّ مفاده : ما هي فائدة الصراعات من دون احراز انتصار؟؟
ربما البعض يراها جيدة في احراز تسويات معينة لانها الوسيلة العملية لتحريك الانظمة السياسية ، وهي استراتيجية بطيئة الغرض منها دفع الامور باتجاه معين ، وما التسويات العربية الاسرائيلية عنّا ببعيد ، فكلها تسويات انفعالية تكرس العنف وتمارس الاذلال تحت شعارات فاضلة …
فالمفاوضات هي في حقيقتها  ليست إلا مساومة اخذ وعطاء ، في حين ان الابداع يتوفر من خلال القيم لا السلطة، لذلك فالمفاوضات الجارية حاليًَا في الدول العرب
المزيد

from Sikla Camp - Darfour- by :Marwa Kreidieh - مخيم سيكلا - دارفور - مروة كريدية

نيسان 3rd, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في ,  حقوق المرأة - Women's rights -Droits des femmes- أزمة دارفور - The Crisis in Darfur-Le conflit dans le Darfourphoto by Marwa Kreidieh - صور بعدسة مروة كريديةالعمل الانساني - وكالات إغاثة -Humanitarianismايلاف ديجيتال - elaph digilal magazineتقارير اخبارية - rapport - raportشؤون سودانيةلا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slaveryلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruptionمقالات articles

120719
مشهد من دارفور عملية جراحية فوق الرمال
 
مروة كريدية - مخيم سيكلا للنازحين – دارفور
 
الطريق في نيالا ترابي احمر مغبر ، وتكثر في المنطقة الحفر والروائح الكريهة المنبعثة من  الزبالة المنتشرة في كل مكان، لا سيما المخلفات البلاستيكية من أكياس النايلون مما يشير الى كارثة بيئية محقّة .
وتطالعك المواشي السارحة التي ترعى على المخلّفات العضوية وهي تحاول جاهدة علك البلاستيك وهضمه ، كما تنتشر الحمير كأداة تنقل فارهة في مجتمع بائس .
 
الطرق المعبدة تكاد تكون معدومة في ظل غياب تام للبنى التحتية ، وينتاب المرء شعور بأنه خارج كوكب الأرض المعروف ، وخارج العصر ، الوضع كله مأساوي ، سألت مرافقنا عن معسكرات النازحين هل هي أسوأ مما نشاهد ؟! فابتسم قائلا انت في قلب المدينة الآن حيث تتوفر جميع الاشياء ؟! المخيمات اسوأ حالا بكثير …
 
توجهت صباحًا الى مخيم سيكلا للنازحين في منطقة نيالا التابعة لأقليم دارفور ، هذا المخيم يطلق عليه اليوم حيّ الوالي ، وفي خيمة بيضاء جانبية اصطف أمامها طابور سيدات يحملن أطفالا توقفت سيارتنا ليشير لنا  مرافقنا انه مستشفى المعسكر العتيد ، ويُطلق عليه اسم عيادة حيّ الوالي وهو تابع للمؤسسة الصحيّة العالمية ، المكان في وقت الظهيرة اشبه ما يكون بالرمضاء القاتلة والخيمة عبارة عن شادر هزيل لا يقي حرّ الصيف ولا برد الشتاء …
 
دخلت ما يسمى بالمستشفى الذي يفتقد ادنى و ابسط در
المزيد

رقصة الوجد المؤنث - بقلم : مروة كريدية - معابر

نيسان 1st, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , تصّوف - sufism - Soufismeفكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectualفلسفة و فكر - Philosophy -Philosophieمعابر- maaber

120712 
رقصة الوَجْد المؤنَّث في الكتابة الصوفيَّةومفهوم الأنوثة في فكر ابن عربي
 
 
إنَّـا إنَــاثٌ لِمـا فِيـنَا يُولِّـدُه * فلنحمدِ الله مَا فِي الكونِ من رَجُلِ
إنَّ الرجَـالَ الَّذِين العرفُ عَيَّـنَهُم * هُمُ الإنَاثُ وَهُم سُؤلِي وَهُم أمَلي
[2]
– محيي الدين بـن عربـي
 
ارتبطتِ الخبرةُ الصوفيةُ في السياق الإنساني بانفتاح متفرِّد على آفاق معرفية شاسعة. وقد تمثَّلت علاقتُها مع الدين–المؤسَّسة في آنٍ معًا بعلاقة اتصال وانفصال، علاقة امتداد وانقطاع: ففي الوقت الذي تتقاطع فيه الفلسفةُ الصوفيةُ مع التراث الديني كبُعدٍ أساسٍ في التأسيس لهذه الخبرة، يحاول التصوفالفلسفي أن يقدِّم تصورَه الخاص المبنيَّ على قراءة للعمق الباطنالمستتر للدين، الذي لا يعود مهمًّا فقط كأوامر ونواهٍ وعبادات ومعاملات إلخ.
والخبرة الصوفية تجربة مسلكية تمثِّل رغبةً محرقةً في الاتصال مع "الله"، في الذهاب من الظاهر إلى الباطن، من المألوف إلى الميتافيزيقا – وذلك لا يتم إلا باستيفاء شروط واختبارات روحية عميقة. من هنا شكَّلت هذه الخبرة طرحًا مختلفًا وفريدًا ورؤيةً إلى الوجود تحمل الكثير من الغموض والغرابة في نظر مَن يحيا البُعد المادي للوجود بعيدًا عن عالم الروح، لأنها تُبقي للجوانب المدهشة في الكون وفي الكائن سحرَها ودهشتَها.
من جهة أخرى، تتأسَّس الخبرة الصوفية على علاقة ثلاثية الأبعاد: فهي تتجسَّد في علاقة الإنسان مع الله (أو "الحَرام" le Sacré)، في علاقة الإنسان مع الوجود وكائناته، وفي علاقة المكوِّن مع الكائنات. فهي خبرة معرفية أساسًا، تجربة في النظر والسلوك، تطرح نظامَها الخاص وتتيح أدواتِها التي تختبر بها المجهول.
وقد تميَّز تأويل ابن عربي للنصوص الدينية بالتوغل في مناطق "محرَّمة" توغلاً جلب عليه تأليب الفقهاء وانتقاداتهم الحادَّة وأدَّى بهم إلى رميه بالزندقة. لكننا، عندما نتأمل عميقًا في نظريته الفلسفية، نكتشف عنده قدرةً مدهشةً على استكناه النصِّ الديني والتوغل في عتماته. ولا شكَّ أن الخبرة الصوفية الشخصية التي عاشها الشيخ الأكبر في ظرف تاريخي بعينه أتاحت له هذه "الفتوحات": فهو قد عاش في الأندلس في لحظة حضارية عرفتْ أوج التبادل الحضاري والمعرفي والانفتاح على الثقافات الأخرى والأديان المختلفة؛ وهو قد تأثر بالتيارات التي كانت موجودة في عصره كلِّها وبكلِّ ما وصله من علوم متباينة – وإن موسوعته الصوفية الفتوحات المكية خير شاهد على هذه التأثيرات. ومن أطرف تصورات ابن عربي نظرتُه البكر إلى المفاهيم وإعطاؤها توصيفاتٍ جديدةً أخرجتْها عن مضامينها السائدة. كما أن نظرته إلى الأديان الأخرى تميزت بانفتاح حقيقي تميَّز بروح تسامح قلَّ نظيرها، وذلك في إطار نظريته في التأويل الرمزي. فهو
لم يهتم بأسُس الاختلاف والتنوع بقدر ما حاول اكتشاف البنية التي توحِّد تلك الأديان والشرائع. فما يهمه ليس توزعها الإيديولوجي والجغرافي، ولكن بنيتها الأساسية الجوهرية التي تجد كامل تفسيرها في فكرة التجلِّي. وفعلاً فالاعتقادات والأديان تشكِّل مظاهر وتجلِّياتٍ لمعاني الألوهية.[3]
لذلك نجد أن الإبداع الفلسفي في الخطاب الأكبري ينفتح على أنساق فكرية إنسانية كونية: هذا البُعد الذي يتخذ في فكره بُعدًا وجوديًّا، يطرح عبره العلاقة بين الوحدة والكثرة، بين الثبوت والحركة، بين التنزيه والتشبيه، من خلال رؤية تنبني على قطبية الوجود: الأنوثة والذكورة.
كما فرَّق ابن عربي بين التجلِّيات الوجودية والتجلِّيات الاعتقادية: فالكون والمخلوقات كلُّها مظاهر التجلِّي الإلهي – هذا التجلِّي المستمر والمتبدل بلا انقطاع:
فلو لم يظهر التبدل في العالم لم يكمل العالم، فلم تبقَ حقيقة إلهية إلا وللعالم استناد إليها. على أن تحقيق الأمر عند أهل الكشف أن عين تبدُّل العالم عين التحول الإلهي في الصور.[4]
فالكون والوجود يتحولان بتحول التجلِّيات الإلهية؛ كما أن التجلِّيات تكون بحسب استعداد البشر واختلافاتهم. والإنسان الكامل هو الذي يدرك ثبات الحقيقة على الرغم من اختلاف تجلِّياتها في الصور المختلفة. ومن هنا فمعرفة الصوفية لهذا "الثبات" تميِّزهم عن غيرهم:
فالعارف الكامل يعرفه في أيِّ صورة يتجلَّى فيها وفي كلِّ صورة ينزل فيها؛ وغير العارف لا يعرفه إلا في صورة معتقده، وينكره إذا تجلَّى له في غيرها.[5]
مفهوم "الأنثى" عند ابن عربي
تحضر مسألة الأنوثة مع صاحب الفتوحات بخصوصيةٍ ميَّزتْه عن سابقيه، حيث تتخذ معه طابعًا معرفيًّا بشكلٍ واضح وصريح. فهو يخترق المثنويات المفاهيمية على المستوى الأونطولوجي والأنثرپولوجي والمعرفي واللغوي جميعًا. فـ"الأنثى" كمفهوم هي نقطة مِحرَق لاستقطاب التجلِّيات الإلهية، كونها تمثِّل البعدالمنفعل في تلقِّي الأنوار الإلهية. وخطاب ابن عربي لا يكف عن الاحتفال بـ"الأنوثة" le Féminin، بحضورها الباذخ وبهائها اللامع، بحشمتها المضيئة وعتمتها الواعدة وسرِّيتها الكاشفة، من داخل صونها المحيِّر، ماهية الأسرار كلِّها.
يحضر مفهوم الأنثى في شكله الواسع والعميق إلى حدٍّ يمكن للباحث معه أن يعتبر أنَّ الخطاب الأكبري هو خطاب أنوثة. يقول ابن عربي في معرض مناسبة كتابته لـالفتوحات، التي هي مشاهدته القلبية للأنبياء، حين يصل إلى عيسى:
قد جثا يخبره بحديث الأنثى.[6]
فخطاب ابن عربي يمخر عباب الأعماق لينتشر على صفحات الكتابة: فهو ينكتب على صفحات الروح وما يُكتنَز داخل الجسد، كما ينكتب على برَّانيته في الآن نفسه، فيتم العبور من خلال الجسد نحو الطاقة الفعالة للفكر وممكناته دون أن يجعله جزءًا أساسيًّا من "الجسد المكتوب" corps écrit، فينفتح خطابُه على "الصيرورة الأنثوية" devenir fémininنحو خارج الكينونة، فيهز أساس اللغة ليبحر نحو سطح الوجود وأحداثه الخالصة.
والاعتراف بالأنوثة والذكورة قطبيةً تميِّز الوجود هو، في حدِّ ذاته، إعادة النظر في مبادئ الفكر "العقلاني" ( مبدأ الهوية، الخلق، إلخ). لذلك عمد ابن عربي إلى اعتماد مبادئ، منها التثليث والحب والرؤية، الأمر الذي سمح له بمرونة تقبُّل القضية ونقيضها معًا: فتتعدد الدلالات المتعلقة بالموجود نفسه وتتقابل، لتثير حيرة الفكر – هذه الحيرة التي يعتبرها عين الصواب والطريق إلى معرفة الكون، نظرًا للطابع "الخيالي" الذي تتَّسم به.
فالهوية عنده في تفتُّح مستمر ومتواصل: الذات حركة دائمة في اتجاه الآخر. ولكي تبلغ الذاتُ الآخرَ لا بدَّ من أن تتجاوز نفسها؛ أو لِنَقُل: لا تسافر الذات في اتجاه كينونتها العميقة إلا بقدر ما تسافر في اتجاه الآخر وكينونته العميقة:
ففي الآخر تجد الذاتُ حضورَها الأكمل. الأنا هي، على نحو مفارق، اللاأنا. والهوية، في هذا المنظور، هي كمثل الحب – تُخلَق باستمرار.[7]
لذلك يتميَّز الخطاب الأكبري بأنه "خطاب بلا ذات" discursivité sans sujet، تشتغل فيه سيرورة الكتابة على "الآثار" les traces أكثر مما تشتغل على ماهية معطاة، فيتجاوز محدودية الحدسيات والشطحات إلى العمل عليها ومحاولة فكِّ أسرها انطلاقًا من آلية تأويل مركَّبة. ذلك ما يسمِّيه جاك درِّيدا، في كتابه Eperons، العملية الأنثوية التي تَكتُب وتُكتَب في آنٍ واحد، وإليها يؤول الأسلوب[8].
ويتميز أسلوبُ الكتابة عن "الأنثى" عند الشيخ الأكبر بميزات جمالية، منها:
1.    يتجاوز بالكلمة والمصطلح حدود التركيب والمعنى المألوف، ليجعله متناغمًا في صيرورة سحرية سرِّية: نجد في أسلوبه افتتانًا هرمسيًّا، غنوصيًّا، يلج نوعًا من الوَجْد اللانهائي. وهذا الأمر شبيه بما أسماه نيتشه في سياق آخر: "الرقص بالكلمات والأسلوب".
2.    إن خطابه عرفاني فلسفي صوفي: لذلك يتجاوز محدودية الحدسيات والشطحات إلى الاشتغال عليها ومحاولة فكِّ أسرها انطلاقًا من آلية تأويل مركَّبة ومن أشكال تعبيرية متنوعة. فمفهوم "الأنوثة" عنده يتجاوز البُعد المادي والصورة ليتخذ بُعدًا غيبيًّا أونطولوجيًّا.
3.    ينطلق في "خطابه بلا ذات" من خلال سيرورة الكتابة مما يترتَّب عليها أكثر مما ينطلق من معطيات محددة: لذا نجد أن أسلوبه لا قياس له ولا ينضبط لأنه انخراط في لانهائية النهائي. ويمكن لنا أن نصفه بالمقاربة المربِكة للحواس، المدوِّخة للفكر.
وتُطرَح المقاربةُ هنا كالتزام أونطولوجي: فالشغف الوَجْدي عند ابن عربي هو "انخطاف" ين
المزيد

معابر الروح - الحورية الهاربة من أسطورة - جريدة العرب القطرية

آذار 25th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في ,  قراءة في كتاب -Book Discussion - Discussion Livre- خواطر -Idées - Ideasتصّوف - sufism - Soufismeجريدة العرب القطرية -al'arab news paper 'Qatarديوان معابر الروح - قلم وتشكيل : مروة كريدية Maaber alrouh by : Marwa kreidiehشعر - Poems - Poèmesمؤلفات مروة كريدية Marwa kreidieh - Books

334ima



الفكر الانفعالي العربي بين حقائق السماء وخزائن الأرض- بقلم مروة كريدية

آذار 21st, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , الحرية - Liberté - freedom,الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientتراث - Heritageحوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogueخواطر سياسية- Political ideas - Idées politiqueديموقراطية - Démocratie - Democracyسياسة دولية - International Political -politique internationalسياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienne,سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian politicalسياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaiseعلاقات دولية -International relations -Relations internationalesعولمة - globalisationفكر اسلامي- Esprit islamiqueفكر سياسي - Esprit Politique -فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectualفلسفة و فكر - Philosophy -Philosophieلا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slavery,لا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruptionمقالات articles

874126
الفكر الانفعالي العربي
بين حقائق السماء وخزائن الأرض
ايلاف - مروة كريدية – كاتبة لبنانية  
" اعتقاد الإنسان، أنه يملك الحقيقة هو مصدر كل قمع، فهذا الاعتقاد يعتقل العقل عقل الذات، وعقل الآخر، ذلك أن كلّ اعتقاد من هذا النوع هو بالضرورة إرادة سياسية و ممارسة القوة المرتبطة به، إنما هي الإرهاب و الطغيان، بل ربما أصح قتل الآخر."  أدونيس
 
لا شك في أن الكائن الإنساني يعيش بحالة تفكير لا تنتهي سواء كانت بوعيّ منه او بغفلة عنه، غير ان هذه الحالة المستمرة التي جُبل عليها، إما أن تكون في نطاق دائرة إيجابية تؤدي به إلى مزيد من العلم والحكمة وتحقيق كيانه الانساني المتكامل المادي والروحي والنفسي والتطوري  في كل الدرجات والأبعاد والمستويات؛ وإما أن تكون في نطاق دائرة سلبية تتمثل بانفعال دائم وتمرّد مستديم فيقع في فخ الرفض والقاء اللوم على الآخرين و تخيل أعداء محيطين متربصين به .
 
وكما الأفراد فالأمم والحضارات التي هي تجلٍّ لصورة أفرادها ، فعند استعرض حالتنا "العربية " نجد ان العقل العربي الحالي، هو عقل سلبي بامتياز يقع تحت وطأة فريسة التمرد والرفض؛ وهذه العلاقة الجدلية التي تشبه الى حدٍّ بعيد ما يسمى بالأواني المستطرقة في الفيزياء، تعيد انتاج دوامة لا متناهية من ردود الفعل وردود ردود الفعل… انها دوامة مفرغة يغرق بها الفكر في أتون من الصراعات الدَّامية بين اطرافٍ كلّ منها يدعي امتلاك الحقائق، تسودها افكار دوغمائية عقائدية مبرمة ضيقة، فالتيارات "الدينية" كلها تزعم امتلاك الحقيقة، واليوم حذت التيارات "العلمانية" حذوها فأصبحت تدور في فلك التطرف نفسه من خلال التمسك بالمواقف الرافضة وان كانت الاسس  الفكرية المنبنية عليها غير دينية، لقد استطاعت التيارات الدينية من خلال الهجوم الدائم ان تُدخل العلمانية في حظيرتها المنهجية من حيث لا تدري، لقد اضحى بعض العلمانيون اشد تطرفًا في مواقفهم من الأصوليات الراديكالية،  وتحولت العلمانية[1] الى علمانية شعائرية ترفض الاخر! لقد انتقلت بفعل التجاذبات من دائرة الفعل الحضاري الى دائرة رد الفعل بدورها ، وما السجالات العقيمة الدائرة التي نراها في البرامج الفضائية الا احد انعكاسات هذه الصور ..
 
وعند قراءة مجمل الأحداث السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية نجد ان السياسات العربية بمجملها  برغم من اختلاف توجهاتها ومشروعاتها واستراتيجياتها وتبعياتها وتحالفاتها الدولية والإقليمة، كلّها تقع في دائرة ردود الافعال ليس إلا وما القمة العربية عنا ببعيد.
وهذا يعكس بشكل صارخ غياب الحرية، حرية الساسة والزعماء وحرية الشعوب وتحديدا حرية الروح، ناهيك عن سائر انواع الحريات الاخرى، فلا ترى الا عبيدا تسوس عبيد …
والحال ايضًا يتجلى ببعض اقلام كتابنا ومفكرينا … التي تقع في دائرة رد الفعل نفسه، وهذا ينسحب على كل مفردات حياتنا بما فيها الثقافة والفن، ف"العقل العربي" لا يكرم مبدعا أو عالما الا بعد ان يُكرم في أوروبا مثلا ، ولا يحترم فنانا الا بعد ان يدخل هوليوود، ولا يقرأ لكاتب
المزيد

القمة الإسلامية بين الإدانة المأزومة والمشروع الحضاري المنشود - بقلم : مروة كريدية

آذار 16th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , 11 سبتمبر - september 11 - septembre 11 -إيلاف- elaphاستراتيجية - Stratégie - Strategyالحرية - Liberté - freedomالشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientحوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogueديموقراطية - Démocratie - Democracyسياسة دولية - International Political -politique internationalسياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienneسياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian politicalسياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaiseفكر اسلامي- Esprit islamiqueفكر سياسي - Esprit Politique -لا للطائفية - -non Racismلا للحرب- non warلا للفساد - non corruptionمقالات articles

islami

 هل تحول دور القمة الإسلامية إلى قمة شجب وإدانة ؟
 ايلاف – مروة كريدية/ كاتبة لبنانية
  
دعت القمة الإسلامية، التي بدأت الخميس الفائت في جلسة افتتاحها  في العاصمة السنغالية داكار، مختلف دولالعالم إلى سن التشريعات اللازمة لتجريم ازدراء الأديان، وامتهان المقدسات والرموزالدينية بكافة ألوانها و لعل كلمة عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية عكست الى حدّ ما الأزمة الفكرية حيث قال : "تنعقد في ظروف دقيقة، أهمها التصادم الفكري بين العالمالإسلامي والغرب." مضيفًا أن الملايين من العالم الإسلامي يتطلعون إلى الرسالة التي ستخرج بها،مشدداً على ضرورة أن تكون القمة مدافعة " عن مصالحهم، وترد على الإساءات بحق رسولنا عليه الصلاةوالسلام، والرد على لصق الإرهاب بالإسلام."[1]
  
والمُتابع لردود الأفعال  الشعبية منها والرسمية التي غرقت بها وسائل الإعلام العالمية في الآونة الأخيرة على خلفية "الرسوم الكاريكاتورية" القضية القديمة الجديدة ، يجد أنها تراوحت بين خطابات الإدانة والمواقف الشاجبة والمستنكرة في الأوساط العربية والإسلامية وحتى المسيحية[2]، وخطاب مقابل يدافع عن الحريات الاعلامية الذي يدخل في اطار موقف صحفي  قدّم  في وسائل الاعلام وهو يدخل ضمن حرية الرأي ليس إلا ،و في سياق احترام  حرية تعبير الإنسان كما يكفلها له القانون، وهي دول مُؤسسة على الليبراليات وتعد ذلك ركن أساسي من ركائزها.
 
وأمام تلك المعطيات لابد من ان نطرح تساؤلات عدة  منها:
 هل أن الأمر الحاصل برمتّه يتطلب كلّ هذه المواقف، سواء "الشاجبة" منها ، ام "المدافعة" ؟؟؟؟
ماهي جدوى الإدانات ؟؟ وما هي الجدوى من اتخاذ "موقف" كلامي؟؟؟ وهل "الاعتذار"كما يطالب البعض له قيمة ؟؟؟ وما هي قيمته ؟؟
وماذا قدّم أبناء الحضارات المشرقية والغربية من دورحقيقي وخطوات  في ارساء قواعد حقيقية للحوار ؟؟؟؟
وهل قدرنا كشعوب أن نبقى تحت رحمة التصورات الأيديولوجية الى ما لا نهاية ؟؟؟؟
وهل سيبقى خطاب اللاهوتين هو المحرك الأقوى للشعوب ؟؟؟
ومتى سيتحول دور الشعوب من دائرة ردود الفعل الى دائرة الفعل الحضاري المنتج ؟؟؟
 
 وبغض النظر عن الرسوم وطبيعتها  وبعيدًا عن تفاصيل  دلالاته الفكرية والسياسية والدوغمائية… فإن المشهد الثقافي العالمي  يعكس صورة متأزمة لأزمة قديمة جدّا قدم الديانات السماوية نفسها، و هي أزمة ثقافية عميقة وحقيقية ، كما أن سببها الرئيس- من وجهة نظري -  هو انعدام الحوار الفعلي بين الثقافات والحضارات العالمية من جهة، وسلطة "اللاهوت " من جهة أخرى.
 
 و تتحمل  كافة أطياف الحضارة الإنسانية دون استثناء مسؤولية فشل الحوارالحقيقي ، بالرغم من كثرة المؤتمرات والندوات التي تُعقَد هنا وهناك تحت عنواين متعددة ، لمواجهة أطروحة "صدام الحضارات" ، فإن معظمها في الحقيقة  لا يقدم مضامين فكرية جادة، بل أشبه ماتكون هذه المؤتمرات  بكرنفالات استعراضية  خالية من المحتوى، و تهدف الى تقديم صورة تخدم البروباغندا الاعلامية أكثر من تقديمها لحلول عملية لاشكاليات العلاقات الثقافية.
 
لقد تحول دور القمم لا سيما العربية والاسلامية منها من قمم منتجة للمشاريع البناءة الى قمم "شجب وإدانة " لا تخرج عن دائرة ردود الافعال، ففي الوقت الذي نطمح فيه وننتطلع الى إرساء مشاريع فكرية وطرح رؤى فكرية جديدة خلاقة ومبدعة ، وانشاء مراكز حوارية فكرية فاعلة ومتاحف فنية تعرف بالحضارات وتقديم دراسات اثنولوجية وانتربولوجية حقيقية بعيدة عن الأدلجة ، نجد ان معظم  مضامين مشاريع "الحوار" التي تُطرح  تحتوي على "شعارات مؤدلجة" تعتمد خطابا "لاهوتيّا " يقابل "خطاب
المزيد

الاغتصاب عربيا - العرب الاسبوعي - مروة كريدية

آذار 8th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في ,  قراءة في كتاب -Book Discussion - Discussion Livreأدب -literatureمجلة العرب الأسبوعي- Arab weekly magazine

403ima
الاغتصاب رواية جديدة للروائي التونسي الهادي ثابت؛  وهو الأديب المعروف ومترجم للعديد من الأعمال الأدبية الفرنسية لا سيما ما يعنى بأدب الخيال ، وتقع الرواية في نحو 224 صفحة من القطع الكبير وصدرت عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة  أما تشكيل الغلاف فهو من للفنان أمين الصيرفي.
تعد هذه الرواية من أجرأ الروايات التي تعني بالأوضاع السياسية والأيديولوجية في الدول العربية، وهي ترصد بعمق معظم التحولات الثقافية والاجتماعية في بنية المجتمع التونسي خلال فترة الستينيات من القرن العشرين وما صاحبها من انعكاسات على تشكيل الهوية الوطنية .
 
يشكل أبطال هذه الرواية المشهد الإجتماعي والثقافي للأحداث الدائرة فيها وهم: العاتي بطل الرواية،  وعمران وبرهان ووردة وهرقل وفرجاني والإسطمبولي وغيرهم، حيث تعيش هذه الشخصيات في فترة نكبات وانكسار سياسي.
 فالعاتي يمثل الشعب الذي تعرض للحبس والتعذيب ، اثر  أحداث الشغب التي تلت موت الفتي في زقاق حيالبرج، وهو إذ يرفض الإدلاء بأي معلومة عن التنظيم اليساري الشيوعي وأسماء المنتسبين اليه فإنه يتعرض للاغتصاب على يدجلاديه، ورغم إيمانه الشديد بقضاياه و بقيمه ومبادئه إلا أنه يتحول عنها جميعا  نتيجة للهزائمالمتكررة والاغتصاب الجسدي والفكري الذي أنهك قلبه .
 
 وينتقل بعدها الى باريس حيث يتعرف على احد الأصوليين الذي يعرض عليه السفر الى باكستان، و من ثَم فإنه يُجند في صفوفهم بعد أن يتحول عن أفكاره اليسارية ليتبنى الأفكار الأصولية وينتهي المشهد الأخير للرواية في باكستان
 
تعالج الرواية اشكالية هامة جدا في مجتمعاتنا العربية حيث ان التطرف يكون وليد القمع والاغت
المزيد

مجون قلم عابر - معابر الروح تعالج الميتولوجيا بالرومسية والفن

آذار 7th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في ,  قراءة في كتاب -Book Discussion - Discussion Livre- خواطر -Idées - Ideasأخبار ثقافية - Cultural News -Actualités culturellesأدب -literatureتصّوف - sufism - Soufismeحوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogueديوان معابر الروح - قلم وتشكيل : مروة كريدية Maaber alrouh by : Marwa kreidiehشعر - Poems - Poèmesمجلة العرب الأسبوعي- Arab weekly magazine


مجون قلم عابر
ماجدة كريم - العرب الاسبوعي - لندن
 
إنها "معابر الروح " التي تشف الشوق لتصل بالمبدعة مروة كريدية حتى تذوب عشقًا، وتفنى في برزخ صوفي دافئ تمتشق قلمها كحورية هاربة من أسطورة متربعة على عرش الجمال الأنثوي الأخّاذ .
 
إنه ديوان يضم  مجموعة من الخواطر الروحيّة  الفريدة  خَبَرتها الكاتبة وخطتّها في وقتها، في مراحل متعددة خلال أعوام مع ان الكاتبة لا يقيدها الزمان كما تصرح، وهو هدّية الى كل الارواح التي ساهمت في صوغه ممن انتموا الى عالم الحس و غيره من العوالم  .
 
يحمل الكتاب اسم قصيدة تطرح اشكالية  ميتولوجية تمثل انعتاق الروح و البعث والعود بأسلوب ادبي راق :   
 
انْمَحَى الزَّمَان عن قَلبِي
فَعَاوَدَتنِي أَحدَاثُ عَالَمِ الأزَلِ
حِينَ استَدعَت لَطِيفَتِي مَعْبَدًا تأوي إليهِ
عِندَ العُنصُرِ الأَعظَمِ المُكّتَنَزِ في عالم الغَيبِ
عَبَرتُ إِلَى عَالَمِ التَّكوِينِ عَبرَ دَائِرَةِ الهَوَاءِ
فَاستَدَارَ الزَّمَانُ يَومَ ولادَتِي
على صُورَةِ المِيزَانِ
 
 سَتُحلقُ رُوحِي مقامُ عَدل …
وأَعُودُ إِلَى حَبِيبِي عِند انقِضَاءِ دَورِيِ 
 
وفي نهاية القصيدة تقول :
 
هو إيقاعِ الكون مراقِصٌ
 ترقص سيرورة موتٍ مستأنفٍ
إلى صيرورة حياة حرٍّ
أولد اليوم مُجَدَّدًا
وفي كل آنة أموت فيها
وأحيا بولادتي في كلّ آن
 
تلك معابر الرّوح فِي رِحلة انعِتَاقِهَا
إِلى آخر عِتْقٍ عتيقٍ
عند عودتِي
إِلَى صُورة رَبِّي فِي عَالَمِ القُدسِ
 
 
إنها الكلمات التي تعي حقائق وجودها والوجود فيها، من الحسن ما تَستنِفدَ حَتى تُنفد، تكتنز حدس بريق خاطف كوميض عبقريّة في محراب أدبٍ رفيعٍ باذخٍ،
في ظلال حروفٍ من سحر بيروت وجمال لبنان، تتراقص الألوان لتبدع لوحات فنيّة ممزوجة بأناقة شعريّة راقية .
 
 
الكتاب  يحتوي على عشرين خاطرة ومجموعة من الاعمال الفنية والتشكيلية  التي يصحو القارئ بها من شدة سكره في حنايا تعبق وتتوالى فيها النشوات .
 
مروة كريدية تعبربنا اليوم في لجّة تستعرض فيها معابر الروح واهدافها في مقدمة الكتاب   
في لُجَّةِ العبور
في لُجَّةٍ عَمْيَاء …جَلَّت عن الإدراك الكَونِيّ
وَلَجت… أَبحثُ عن ياقوتَي الحمرَاء
بالقدرِ المَعلوُم و الرِّزقِ المَقسوم
المُنَزَّلِ على مَساقِط النُّجوم
****
فمعَابِرُ الرُّوحِ هذه
منها عَمِيمٌ خَالِص ومنها ما للنَّديم يَصلح
و أُخرُ متشابهات يَحمل تكامل المُتنَاقِضَات
وصمت المتكاملات 
****
فما صَلُحَ مِنّه للنُّدَّماء
فإشارة لسُّكان المَملكَة الإنسانيَّة
للعبُور إلى المَملكةِ الكَونِيَّة
فيه معابر سَلام وكونيّةُ حَوَّاء
ومُجون قَلَم وللأرواح إهداء
وَ ما كانَ عَمِيمًا فليسَ للعقلاء …
المزيد

رئيس الحكومة اللبناني الاسبق سليم الحصّ: جامعة الدول العربية منهكة - حاورته مروة كريدية

آذار 7th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أخبار ثقافية - Cultural News -Actualités culturellesإيلاف- elaphاستراتيجية - Stratégie - Strategyاقتصاد- economics - économiquesالشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientايلاف ديجيتال - elaph digilal magazineديموقراطية - Démocratie - Democracyسياسة دولية - International Political -politique internationalسياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienneسياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political,سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaiseعلاقات دولية -International relations -Relations internationalesعولمة - globalisationفكر سياسي - Esprit Politique -لا للطائفية - -non Racismلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruptionمقابلات / حوارات - interview

marwa kreidieh & salim hoss


سليم الحص : لا أراهن على نجاح القمة العربية … وجامعة الدول العربية أضحت مستهلكة ومنهكة وفاقدة للفعالية…و"كول" هدفها الضغط على المسار السياسي
حاورته : مروة كريدية -إيلاف
 
إنه رجل اقتصاد قبل أن يكون رجل سياسة، يُطلق عليه محبّوه لقب ضمير لبنان ويقول عنه معارضوه بأنه رجل ليّنٌ وضعيف، غير ان الجميع يجمع على نظافة كفه وسياسته الاقتصادية الحكيمة … هادئ الطباع يخجلك أدبه الشديد ورقّي أدائه ، يتميز بجرأة أدبية نادرة فهو يعترف بأخطائه واخفاقاته ، شغل منصب رئاسة الوزراء مرات عدة في ظل ظروف عصيبة أليمة ، وكان قد شغل العديد من المناصب الاقتصادية قبل منصبه السياسي أهمها مستشارا لصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ثم رئيسا ومديرا عاما للمصرف الوطني للانماء الاقتصادي والسياحي، قال كلمته الشهيرة بعد سقوطه في انتخابات عام 2000 النيابية "انني خرجت من حيز العمل السياسي إلى حيز العمل الوطني" إنه رئيس الحكومة اللبناني الأسبق الدكتور سليم الحص…
التقيته على هامش  اعمال الملتقى الأول للاستثمار في دول مجلس التعاون الخليجي الذي انعقد بدبي , وكان لقاءًا بنكهة اقتصادية من وحي المؤتمر ، غير ان الحص عبر من المدخل الاقتصادي الى السياسي ولمح للشأن اللبناني  طارحًا فكرة تكامل عربي ، قد تبدو للبعض رومانسية وبعيدة عن الواقعية وأنا منهم ،  فهو بالرغم من الانشقاقات العربية الحادة مازال يؤمن بأن هناك أمل بالتكامل العربي  ويرى  ان التكامل الاقتصادي الخليجي هو المدخل المرتجى الى التكامل العربي المنشود .
 
·   بداية دولة الرئيس ، هناك شعور سائد عند الشعوب العربية بالتخوف من موضوع العولمة بشكل عام والعولمة الاقتصادية بشكل خاص، فالبعض يعتبره نوع من الاجتياح الأميركي، وانا هنا أقصد الناس العاديين ولا أقصد الانظمة او الاقتصاديين او المستثمرين الذين يرون  ان العولمة ايجابية لانها تتفق مع مصالحهم بطبيعة الحال؟
 
الشعوب تراها مرادفًا للأمركة ومن هنا التخوف السائد في المجتمعات التي تعد أقل تطورًا، وهو أن تكون العولمة هي المطية للدول الصناعية للهيمنة على الاقتصاد العالمي وبالتالي يؤدي ذلك الى ابتزاز العالم الثالث واستنزافه .
 
·        كيف لنا ان نطمئن الشعوب الى أن العولمة هي في حقيقتها  ترجمة لمفهوم التكامل الذي هو سمة العصر؟ 
 
بالتأكيد العولمة لا تعني التفريط بالقضايا الوطنية ومصالحها ، ولا تعني التفريط بالقومية سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية ، فالعولمة فعلا كما أشرتِ هي ترجمة لمفهوم التكامل وتهدف الى إلغاء الحواجز والعقبات أمام تبادل السلع والخدمات واليد العاملة والأموال والمعرفة وتطال كل العالم بما يخدم قضايا التنمية والمستوى المعيشي للبشر وبالتالي فهي تؤدي الى رفاهية الانسان على وجه الأرض وهو أمر جيد ومطلوب ….
 
 
·   بدون شك دولة الرئيس نحن تعولمنا شئنا أم أبينا وهذه حقيقة واقعة، ولكن موقعنا في ظل العولمة الى الآن ما زال موقعًا سلبيًا ، نحن لسنا مؤثرين أو فاعلين.. كيف لنا   أن نكون فاعلين فيها مؤثرين في سيرورتها ؟
 
إن حركة العولمة على المستوى الدولي لم تمنع قيام السوق الأوروبية المشتركة ومن ثم الاتحاد الأوروبي وتطويره اقتصادياً وسياسياً ليغدو مركز ثقل مرموقاً دولياً، فأضحت أوروبا شريكاً فاعلاً في القرار الدولي مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا .
 كذلك لم تمنع حركة العولمة الصين والهند من تطوير اقتصاديهما على وجه أضحت الدولتان من جرائه مرشحتين لأن تكونا في عداد القوى الاقتصادية، ومن ثم السياسية المرموقة التي تشارك مشاركة فعالة في صنع القرار الدولي سياسياً واقتصادياً .
 وبناء على ذلك ليس ما يمنعنا نحن العرب من السير على هذه الطريق فنستولد اتحاداً فيما بيننا على نحو متدرج، مستفيدين من التجربة الأوروبية الناجحة .
و بذلك لا نمكّن ظاهرة العولمة المتعاظمة من سحقنا أو تهميشنا، لا بل بذلك نستطيع نحن العرب أن نسخر حركة العولمة لخدمة مصالحنا، كما تفعل أمريكا وأوروبا وكذلك اليابان والصين والهند . وبذلك يكون لنا شأن في الساحة الدولية ينسجم مع امكاناتنا ومنطلقاتنا ومصالحنا الوطنية والقومية . فلنبدأ كما بدأت أوروبا بسوق مشتركة، ثم منطقة اقتصادية حرة وننتهي باتحاد عربي متماسك ومتكامل اقتصادياً وسياسياً.
 
·   انت تطرح فكرة اتحاد عربي على غرار الاتحاد الأوروبي الذي شهد تطورًا اقتصاديًا بارزًا وسياسي كما أنه شهد توسيعًا لنطاقه الجغرافي ، ألا تجد أن دعوات ومشاريع الوحدة العربية أثبتت فشلها ؟
 
إن الدول العربية أولى بالإتحاد من الأوروبيين لأسباب عدة؛ الأمر الأول وهو  اللغة فالعرب تجمعهم  لغة واحدة والاوروبيون لغاتهم متعددة فهم يتكلمون ما لايقل عن خمس وعشرين لغة؛ الامر الثاني و هو المصالح المشتركة فالعرب يسودهم كما يسود أوروبا شعور بالمصير المشترك ؛ الأمر الثالث التراث الحضاري المشترك العريق والعميق  فيما أوروبا شهدت في قرن واحد وهو القرن العشرون حربين عالميتين الاولى والثانية كما شهدت نزاعات مسلحة ضارية بين دولها وكانت مسرحًا للحروب خلال القرون المنصرمة خصوصًا حروب نابوليون..كل هذه العوامل تجعل من اطلاق اتحاد عربي  ضرورة ملحة …
 
·        مالذي يجعلك مؤمناً بهذا المشروع الى هذا الحد؟
ما يعزز إيماننا بضرورة العمل على إطلاق إتحاد عربي هو ما نشهده من مشاريع دولية ترمي الى تمزيق الدول العربية، فليس من قبيل الصدفة على الاطلاق أن تُفجر الأزمات المدمرة في لبنان وفلسطين والعراق والسودان في وقت واحد…. إضافة لما يدور من صراعات داخل الكيانات العربية .
 
·        ألا تعتقد أن ذلك يجب ان يكون جزءًا من أهداف ومهمّات جامعة الدول العربية ؟
 
جامعة الدول العربية أضحت مستهلكة ومنهكة، وبالتالي فهي فاقدة للفعالية، وذلك بفعل الخلافات والنزاعات العربية وتشتت مصادر القرار في الأقطار العربية، والاتحاد العربي هو البديل الأنجع والطبيعي للجامعة . وقد ظهر عجز الجامعة المطبق مؤخراً في الانكفاء العربي على القيام بد
المزيد

ثقافة المواطنية في مجتمع متعددLa notion de citoyenneté multiculturelle 3 مروة كريدية- marwa kreidieh

آذار 5th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في ,  حقوق المرأة - Women's rights -Droits des femmesإيلاف- elaphاستراتيجية - Stratégie - Strategyالحرية - Liberté - freedomالشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientالمواطنية - Citoyenneté - Citizenshipانتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropologyديموقراطية - Démocratie - Democracyسياسة دولية - International Political -politique internationalسياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienneسياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian politicalسياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaiseعلاقات دولية -International relations -Relations internationalesعولمة - globalisationفكر سياسي - Esprit Politique -فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectualفلسفة و فكر - Philosophy -Philosophieلا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slaveryلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruptionمقالات articles


ثقافة المواطنية في مجتمع متعدد الأديان والمذاهب( 3 – 3 )
 ايلاف – مروة كريدية/ كاتبة لبنانية
تجمدت اناملي أثناء كتابة المقال… ففي الوقت الذي نطمح فيه للوصول بالانسان الى أعلى درجات الانسانية والانفتاح والرقي الروحي والحقوق المادية والمدنية ليحيى حياة كائن حرّ كريم، نجد ان العدوان الاسرائيلي اللانساني على غزة قد هتك حرمة الكائن الإنساني ورمى به في أتون عنف دامٍ ومحرقة لا تنطفئ واضعًا أمام أعين البشرية جمعاء سؤال حقوق الكائن الانساني ؟ وبرسم كل إنسان حرّ للاجابة عنه والتحرك من أجله… 
 
لقد قضى العنف الدامي على أحلام الأحرار في العالم، وأفسح المجال أمام حركات العنف المضاد بالتنامي كردّة فعل على شراسة العدوان، فالعنف الذي تتعرض له الشعوب أدى الى تبني الشعوب لخيارات العنف على حساب الخيارات الانسانية الاخرى ، وربما يقول قائل: عن اي تسامح تتكلمين في ظل عنف وعدوان ؟ وعن اي مواطن تتحدثين في ظل الاحتلال ؟
لكن يبقى أملنا معقود على أن كل انسان مهما كان هو حقيقة كونية تتساوى أمام مكون عادل، هذا الكائن يكتنز في طيات روحه محبة وسلام واطمئنان ومن حقه ان يتآلف مع أخيه الانسان، سنقاوم العنف بقلب لا ينسى لحظة انه انسان سنقاوم العنف بمزيد من الحب والتآخي والسلام…
وكما غنت فيروز فنحن اليوم امام إشكاليتين الاولى مشكلة فلسطين لأجلها نقول: لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي … والاشكالية الثانية في موشحٍ آخر :الويل لأمة كثُرت فيها طوائفها وقلّ فيها الدين …
 
وبين الإشكاليتين نسعى لطرح مفاهيم حول المواطنية فإن لم نستطيع تطبيقها الآن واستنقاذ حاضرنا ربما نستنقذ ما تبقى من مستقبل أبنائنا…عبر التأسيس لأسس فكرية وثقافية لبناء مواطنية سليمة في ظل تعددية حضارية ..
محاربة التعصب:
التعصب هو ترجمة لاتجاه شعوري نفسي جامد تصاحبه مواقف انفعالية، ويتبلور من خلال إطلاق الأحكام المسبقة على الآخرين ، والادعاء المبرم بامتلاك الحقائق المطلقة؛ والتعصب نقيض الديمقراطية وآفة المواطنية لأنه شعور مَرَضي يفتك بالمجتمع ويدمر فيه روابط الألفة والمحبة والتعايش.
 
فالوضع السياسي والثقافي القائم حاليًّا ،يساهم في اشاعة مناخات نفسية مشحونة بالبغضاء تجاه "عدو" او اعداء قد يكونوا حقيقين او مُتخَيلين، وترويج أحكام مسبقة ضد أشخاص أو أفكار دون أن تقوم تلك الأحكام على حجة معقولة أو سند منطقي مقبول.
 
وكثيرًا ما يتعلم  الأطفال التعصب من ذويهم والمجتمع المحيط فيهم ، فالفضائيات التي تنقل خطابات الساسة المتشنجة كفيلة بتوتير الاجواء كما اننا حين لا نبدي احترامًا للأفراد ولاختيارات الآخرين ، ينتقل هذا الأمر الى الاطفال فيشوّه براءتهم .
 
ترسيخ فلسفة الصفح والتسامح [1]
إن الصفح ليس فكرة طوباوية، بقدر ماهو قوة روحية كامنة في شيفرة تراكم سيرورة الروح الانسانية في رحلة حياتها ، ويكمن دور الكائن الانساني في تحويل تلك القوة الكامنة فيه أصلا من وجود كامن الى وجود بالفعل، وترجمة قدرات الروح الصفحية والتسامحية الى سلوك ظاهر يتجلى من خلال انفتاح حتى على من يُصنف انه "عدّو" ، وليس مصادفة أن تصل الثقافات العالمية الكبرى في مجرى تطورها إلى الانفتاح الداخلي والخارجي، لأنها تدرك بفعل منطق التطور الروحي إلى ضرورة تجاوز الحدود التي تفرضها نفسية الغريزة، أو ما كانت  بعض الفلسفات القديمة تطلق عليه اسم القوة الغضبية.
إن هذه الحالة لا تبلغها إلا الحضارات المزدهرة دون شك، لأنها تكون قد ارتقت في ذروة إدراكها الروحي حيث يصبح الصفح جزء من حقيقة منظومة تكامل الانسان .
بطبيعة الحال لا يمكن الارتقاء الى هذا المستوى من التسامح بين ليلة وضحاها ما لم يتم تعزيز ذلك بالتربية ومؤسسات المجتمع المدني كافّة .
وترسيخ هذه الفلسفة يكون عبر تقوية النزعة الروحية لحقيقة تساوي الكائنات امام المكون وامام الكون وذلك عبر ترسيخ الآداب الرفيعة والفنون الراقية ولا يمكن ان نغفل دور الفن والتمثيل والمسرح …في تعزيز ثقافة التسامح والرقي بالكائن من طور الغريزة والانانية والجشع إلى مصافي الابداع الروحي والعطاء الوجداني …

الأسس الثقافية والفكرية لبناء المواطنية في مجتمع متعدد :
 
·   بناء الهوية الوطنية : فالمواطنية هي في الواقع سؤال الهوية ، والهوية هي في الحقيقية سؤال الثقافة والحضارة ، لذلك لابد من الارتكاز على فلسفة إنسانية وجودية منفتحة قوامها المحبة والسلام والعدل والانفتاح وقبول التنوع واحترام الاخر ، وعندها يكون الدين هو مجرد علاقة خاصة بين الانسان وربه أما علاقة المواطن بأخيه فيحددها الانتماء الوطني .
 
·   الانفتاح والتسامح هي الخصائص الأساسية للموقف الوطني الجامع ويشتمل على الاعتراف بحق الآخر في تبني أفكار وحقائق  قد تكون مخالفة لحقائقنا وأفكارنا. فالرؤية الوطنية للطوائف هي رؤية متسامحة بحيث إنها تتخطى مجال الخلافات وتجعلها تتحاور وتتصالح، ليس  فيما بين المذاهب والاديان وحسب بل حتى مع سائر  التيارات العلمانية  والفكرية .
 
·   ترتكز ثقافة المواطنية على مرتكز اساسي مفاده أنه لا يوجد فضاء ثقافي منزّه يمكن من خلاله إطلاق الحكم على الآخرين ولا يجوز الحكم على ثقافة ما او فئة ما، لذلك فإن ثقافة المواطنية تقف موقف منفتح إزاء الأديان جميعها  و تحترمها .
 
·   إن الأخلاق التي تؤسس لمواطنية حقة هي التي تستنكر كل موقف رافض  للحوار وللمناقشة، سواء أكان  رفض الحوار ذو  منشأ  سياسي أم حزبي ام عقائدي أم فلسفي…. فالحياة المشتركة تنبني عن توسيع القضايا المشتركة العامة والفهم المشترك المنبني على الاحترام المطلق لكافة التنوعات الاثنية والدينية للجماعات والافراد والتي تجمع فيما بينها الحياة المشتركة على الأرض الواحدة نفسها.
 
·   المواطنية محورها الإنسان لذلك فهي تقتضي صياغة سياسة اقتصادية تكون في خدمة  الكائن الانساني لا العكس ، فالاقتصاد ينبغي ان يكون لحماية البشر من خلال تبني فلسفة اقتصادية تحترم الفرد ومتطلبات الشعب.
 
 
·   المواطن
المزيد

لبنان بين الطائفية السياسية والديموقراطية - بقلم : مروة كريدية

آذار 2nd, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أخبار العرب- Akhbar elarab,استراتيجية - Stratégie - Strategyاقتصاد- economics - économiquesالحرية - Liberté - freedomالشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientالمواطنية - Citoyenneté - Citizenshipخواطر سياسية- Political ideas - Idées politiqueديموقراطية - Démocratie - Democracyسياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaiseفكر سياسي - Esprit Politique -لا للطائفية - -non Racismلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruption


الطائفية متراس الفساد
لبنان بين الطائفية السياسية والديموقراطية
 
الطائفية السياسية في لبنان :
يقف اللبناني اليوم يتطلع الى عقود أُتخم فيها مآسي ومعاناة ، يبحث علّه يجد مكمن الداء في وطن نازف، فيجد أمامه صورة وطن مزقته "الطائفية السياسية" التي تُعدّ العمود الفقري والمحور الأساسي للمنظومة السياسية اللبنانية، فالطائفية في لبنان بالتحديد مرتبطة بالميدان السياسي لا بالميدان العقائدي أو الديني، فهي طائفية سياسية بامتياز ، وهي السوق السوداء لأسهم السياسة ، ومعظم الساسة الحاليين يتلاعبون بهذا السوق صعودًا وهبوطًا ،الأمر الذي يعيد انتاج شروط "صراع طائفي من جديد " الذي احد اشكاله "الحرب المسلحة " .
وإذا كان الساسة اللبنانيون اليوم على "إجماع " بضرورة ضبط الشارع إلا أنهم بمواقفهم المتشنجة ثقافِيًّا وفكريًّا، يعملون على إيجاد المناخات "الطائفية" المقززة ، فالطائفية السياسية تشكل سوقا موازية أكثر مما تعكس إرادة نَشر قيم مذهب فكري او تيار عقائدي لجماعات معينة.
 هذا التصوّر وهذا المُعطى النظري نابع من فرضية أساسية مفادها أنّ الطائفية لا علاقة لها بتعدد الطوائف او تنوع المذاهب او الديانات، فالتعددية الدينية والثقافية بدون شك هي مصدر تنوع وإثراء للمجتمعات البشرية وخصوُصًا ضمن الوطن الواحد ، فمن الممكن تماما أن يكون المجتمع متعدد المذاهب والإثنيات والعرقيات من دون أن يؤدي ذلك إلى نشوء دولة طائفية أو سيطرة الطائفية على الحياة السياسية،لأن الولاء هو للدولة والقانون الذي تمثله.
وعندما نقول أن الولاء للدولة أولا ينبغي ، ان يكون هناك" دولة " بمفهومها الكامل الدولة المتحملة لمسؤولياتها الكاملة تجاه مواطينها ورعاياها ، لا ان تكون إدارة "الدولة " طائفة " من جملة الطوائف "الموجودة .
 
فعملية الربط  بين منطق العمل المجتمعي ومنطق عمل الدولة، وهو المنطق السائد حاليًّا الذي يعتبر الطائفية التي تمارسها النخب السياسية انعكاسا مباشرا وطبيعيا للتعددية الطائفية التي تسم المجتمع ، هذا المنطق بقود  لا محالة إلى الاعتقاد بأن محاربة الطائفية تمر عبر إدانة "المجتمع " و جميع العصبيات والتضامنات الأهلية وحلها، لتكوين مجتمع خال من العصبيات الأهلية. وهو ما يعني عمليا تفكيك عرى التلاحم الإجتماعي، وبذلك تتحول الحكومة واجهزة الدولة والعاملين في كوادرها إلى طائفة وحيدة، محتكرة للسلطة والثروة جميعا، بصورة نهائية، في وجه شعب أُفرغ من أي علاقة اجتماعية، وتحول إلى ذرات لا تعمل ولا تتحرك ولا تفكر ولا تشعر إلا عبر طائفة السلطة وبإرادتها وأوامرها.
 
فالطائفية هي ليست مجرد شعور عدائي لأفراد من طائفة نحو طائفة أخرى، بل هي أيضًا استراتيجية موازية تستخدمها بعض فئات النخبة السياسية في التنافس على السلطة أو سياسة منهجية تتبعها سلطة معينة في سبيل تأمين قاعدة اجتماعية شعبية او إتنية أو مذهبية تعزز مواقعها الاستراتيجية وهو ما تعمد اليه "الأحزاب الطائفية المؤدلجة في لبنان "لتكريس الطائفية كحتمية اجتماعية وتاريخية لا ترد .
 
ويزعم" ملوك الطوائف " اليوم أنهم يريديون تطبيق اتفاق الطائف ،بالرغ
المزيد

ثقافة المواطنية في مجتمع متعدد2 /La notion de citoyenneté multiculturelle2 مروة كريدية marwa kreidie

شباط 26th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaphالحرية - Liberté - freedomالشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientالمواطنية - Citoyenneté - Citizenshipخواطر سياسية- Political ideas - Idées politiqueديموقراطية - Démocratie - Democracyسياسة دولية - International Political -politique internationalسياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienneسياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian politicalسياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaiseفكر سياسي - Esprit Politique -لا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slaveryلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruptionمقالات articles


ثقافة المواطنية في مجتمع متعدد
 الأديان والمذاهب ( 2 – 3 )
 
ايلاف – مروة كريدية/
 
إن الأزمة بين المواطنية والطائفية في مجتمع متعدد والتي تناولتها في مقالي السابق تتطلب من النخب الفكرية والساسة ترجمة اجراءات براغماتية سريعة لتفادي الانقسامات الحادة في المجتمع الامر الذي يهدد السلم الأهلي ضمن البلد الواحد ناهيك عن الإمتدادت الاقليمية لتلك الصراعات التي من شأنها أن تدمر المنطقة بأسرها ، ولعل من أهم تلك الخطوات  لبناء مواطنية في مجتمع متعدد بناء ثقافة الديموقراطية وبناء ذاكرة وطنية موحدة وهي امور لا تتحقق الامن خلال العملية التربوية .
 
بناء الثقة وعدم التخوين بين أفراد الشعب الواحد :
هذا يتطلب قبل كل شيئ  بناء ذاكرة جماعية وطنية تنبذ العنف والعنصرية وتحذر من مخاطر الانقسام وتؤكد على فوائدالتضامن،  و التحذير من خطورة تكرار التجارب العبثية والحروب الأهلية بحيث يتولد عند الأجيال " توبة "تجاه الصراعات الدموية. من خلال ترسيخ المبادئ العامة للحريّات وحقوق الانسان وحمايتها، وان يضمن ذلك الدستور كما أقرته المواثيق الدولية وشرعة الأمم المتحدة .
وان يُصاحب كل ذلك توسيع الأمل وترسيخ ايمان عميق بضرورة التغيير والاصلاح والقدرة والارادة الكامنة بأن الوضع ليس ميؤس منه .
ويساهم في ذلك إعادة قراءة جادة للسياق التاريخي الحضاري للمجتمع والوطن من خلال امتدداته الثقافية ومن منطلقات انسانية تدافع عن الانسان وحقوقه وحريته ويُعد لبنان مثالا رائعا وغنيًّا لتاريخ الحريات .
 
ثقافة المواطنية والديموقراطية :
إن الديمقرطية السليمة هي أكثر من أبنية ومؤسسات ، إنها تعتمد بالدرجة الأولى على الخلفية الفكرية والثقافية المنبنية على  تطوير ثقافةٍ ديمقراطيةٍ ومواطنية، وفي هذا السياق فإن الثقافة المقصودة هنا هي  بالمعنى العام الواسع ، فهي ليست مجموع الاداب والموسيقى والفن وحسب … وإن كانت هي امور تعد من الثقافة، بل تعني كافة التركيبات الثقافية والمرتكزات المؤسسة للسلوك والتصرف والممارسات والأعراف التي تتبلور من خلالها قدرة الأفراد على أخذ قراراتهم و حكم أنفسهم بأنفسهم وتحمل تبعات ذلك ، فالثقافة بهذا المعنى تعني الوعي المجتمعي والخلفية الذهنية والفكرية المحركة للسلوك عند الأفراد والمجتمعات ..
 
لذلك نجد ان الانظمة التي تكرس سياسة العقل الواحد انما تشجع الثقافة قائمة على الإذعان والخنوع والطاعة العمياء لما يسمى ب"الزعيم " او "ولي الأمر"  ..، وذلك بهدف تنشئة أفراد تسهل قيادتهم ويكونوا طيعين فنجد ان القمع مرتكز أساسي في التربية والقيم داخل تلك المجتمع مستخدمين لأجل تكريسه كل المفاهيم المؤدلجة بما فيها النصوص اللاهوتية .
فالأطفال يتربون على القمع بحجة التأديب والمرأة تُقمع بحجة الدين وط
المزيد

الولايات المنقسمة في أميركا - كتاب يرصد صراع المحافظين والليبراليين - مروة كريدية -

شباط 20th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في ,  قراءة في كتاب -Book Discussion - Discussion Livreجريدة العرب القطرية -al'arab news paper 'Qatar


عرض: مروة كريدية 
اسم الكتاب:
THE DIVIDED STATES OF AMERICA
الولايات المنقسمة في أميركا
اسم المؤلف: ريتشارد لاند
تقديم: السيناتور جو ليبرمان
مؤلف هذا الكتاب ريتشارد لاند رئيس المؤتمر المعمداني الجنوبي وممثل الانجليكيين أمام رؤساء الولايات المتحدة وأعضاء الكونغرس، اما مقدم الكتاب فهو السيناتور جوزيف ليبرمان وهو من الحزب الديمقراطي الليبرالي.
ويقدم المؤلف في الدراسة تفسيرًا أركولوجيًّا تاريخيًّا للخلفية الدينية للصراع بين الأحزاب الرئيسية في الولايات المتحدة للحزب الجمهوري، حيث كرس الجمهوريون من المحافظين في الآونة الأخيرة دمج «الله مع الوطن» معتبرين أن للأمة الاميركية دور خاص منوط بها.
وينطلق لاند في كتابه على التأكيد على أهمية المعتقد والدين بالنسبة للشعب الأميركي مقدّما اقتراحًا لدراسة التديّن لدى الرؤساء الأميركيين بوصفها المؤشر الأمثل لمعرفة العلاقة بين الشعب الاميركي والدين، حيث أثبتت الشواهد التطبيقية أن الرؤساء الأميركيين يعتقدون أن للرب مصلحة إلهية مقدسة بشؤون الولايات المتحدة كما يعتقدون أنهم كرؤساء لهم مسؤولية ربانية في حماية الدولة، إضافة إلى أنهم يعتمدون على النصوص الإنجيلية الدينية عند تأدية قسمهم.
وعن إشكالية العلاقة الجدلية بين دور الكنيسة والدولة فإنه يعالجها في محور الفصل السادس طارحًا تساؤلا مفاده: لماذا كل هذا الارتباك والتشويش من قبل الأميركيين تجاه الدولة والكنيسة ؟؟ مؤكدًا على ضرورة فصل أعمال الكنيسة عن السياسة ودور الأحزاب السياسية فيه، وأن النموذج الأميركي للحرية العقائدية هو فكر معمداني بامتياز حيث ينبغي أن تكون الطاعة للدولة في الشؤون المدنية لأعضاء الكنيسة، واذا ما طلبت الدولة أمر مخالف لطاعة الرب فإن الاعتراض يكون بالاعتصامات السلمية.
وعن الآراء الأميركية حول علاقة الدين بالدولة يخلص ريتشارد لاند إلى أن هناك رأيين متضادين حول هذا الموضوع الأول يؤكد على أن ربط الدين بالدولة يسبب المشاكل أما الرأي الثاني فيجد في أن الفصل بينهماهو الذي يكرس المتاعب، ليصل إلى أن ا
المزيد

ثقافة المواطنية في مجتمع متعددLa notion de citoyenneté multiculturelle - مروة كريدية- marwa kreidieh

شباط 20th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaphالمواطنية - Citoyenneté - Citizenshipخواطر سياسية- Political ideas - Idées politiqueديموقراطية - Démocratie - Democracyسياسة دولية - International Political -politique internationalسياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienneسياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian politicalسياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaiseعولمة - globalisationفكر سياسي - Esprit Politique -لا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slaveryلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruptionمقالات articles



ثقافة المواطنية في مجتمع متعدد الأديان والمذاهب
( 1 – 3 )
 
ايلاف – مروة كريدية
 
بين المواطنية والطائفية :
إن معالجة مفهوم المواطنية في مجتمع طائفي، تُعد من أعقد الأمور لا سيما في الدول التي تشهد تنوعًا عرقيًّا ودينيًّا ومذهبيًّا كلبنان والعراق ..، فالتصوّر السائد عن الطائفية فيها يُعد مكمن الفساد، لأنه يُكرس مفهوم أن الطائفية داخل الدولة هي انعكاس للطائفية داخل المجتمع، وعلى الأفراد القبول بالتعايش داخل الدولة مع ممارسات طائفية عديدة، الأمر الذي أدَّى مع مرور الوقت إلى شرعنة قيام الدولة الطائفية نفسها، بوصفها حتميّة اجتماعية أو تعبيرًا عن خصوصية محلّية لا يمكن التجاوز عنها، من دون ارتكاب مخاطر السير في اتجاه اقتسام غير عادل للسلطة والثروة المرتبطة بها.
هذه المعطيات أفرزت حكومات تخلَّت عن  مسؤولياتها في بناء دولة حديثة حقيقية قوامها مفهوم الحق والقانون،  وأصبح دورها محصورًا في  تقاسم السلطة بين نخب الطوائف وأرباب الكراسي والعشائر القائمة ، كما أدّى  إلى رفع الممارسات الطائفية عن طاولة النقد واصبحت "الطائفية " ذلك "اللاهوت المحرم" الذي ينبغي ألا نقترب منه، وهذا  التصور وَحَّد تمامًا بين منطق عمل الدولة ومنطق عمل المجتمع الأهلي، ملغيا بذلك أي إمكانية لبناء دولة سياسية ديموقراطية .
 
لذلك يجد المحلل نفسه أمام إشكالية معقدة ومركبة ومتشعبة في آن ، فمعالجة موضوع المواطنية يرتبط قبل كل شيئ بمسألة الهوية عن الكائن الانساني نفسه والخلفية الثقافية والحضارية ، كما يرتبط بالديمقراطية والحريات من جهة أخرى.
وكثيرا ما يدور التساؤل حول التناقض بينثقافة المواطنية و وجود  طوائف ومذاهب،  وفي واقع الأمر لا يوجد اي تناقض بين المواطنية والطوائف شرط توسيع المجال العام والقضايا المشتركة و توحيد الهمّ والأهداف الوطنية وتحييد الخصوصيات وعدم تسليط الضوءالسلبي على الاختلافات الثقافية ، لأن تعدد الثقافات يثري التجربة الإنسانية،فالمواطنية طرح يحتوي الطوائف والتيارات الفكرية جميعها و يتجاوزها في آن من خلال توسيع مجال المشترك العام بين ابناء الوطن الواحد .
 
لذلك فإن عملية تكوين المواطنية الحقيقية في مجتمع متعدد ، تبدأ من إيجاد صيغة ثقافية وتربوية قائمة على أسس فلسفية إنسانية تؤدي الى صهر الطوائف في بوتقة الوطن الواحد دون تلغي دور الأديان في حياة الأفراد ، او ان تمس بالحريات الفردية للأشخاص .
 
 
الديموقراطية والمواطنية الحرة في ظل المتغيرات العصرية:
ساهمت القفزة النوعيّة في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصال السريع ، الى زعزعة ممالك الأنظمة الشمولية التوتاليتارية المنتشرة في العالم لا سيما العربي منه، وفتحت الأفاق أمام الشعوب في الاطلاع على المعلومات كافّة بما فيها السياسية بطبيعة الحال، فلم تعد الأنظمة الرسمية هي مصدر المعلومات الوحيد، بل على العكس فإن وكالات الانباء الرسم
المزيد

ثقافة المواطنية في مجتمع متعدد الأديان والمذاهب - الجزء الأول - بقلم مروة كريدية

شباط 20th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaphاستراتيجية - Stratégie - Strategyالحرية - Liberté - freedomالشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientالمواطنية - Citoyenneté - Citizenshipايلاف ديجيتال - elaph digilal magazineخواطر سياسية- Political ideas - Idées politiqueديموقراطية - Démocratie - Democracyسياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienneسياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian politicalسياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaiseفكر سياسي - Esprit Politique -لا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slaveryلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruption


 19mouwatinia.pdf

الانتخابات الاميركية - صراع ايديولوجي ! - بقلم مروة كريدية

شباط 12th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , 11 سبتمبر - september 11 - septembre 11 -استراتيجية - Stratégie - Strategyالحرية - Liberté - freedomحوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogueديموقراطية - Démocratie - Democracyسياسة دولية - International Political -politique internationalعلاقات دولية -International relations -Relations internationalesفكر سياسي - Esprit Politique -مقالات articles


الخلفية الايديولوجية لصراع المحافظين والليبراليين في الإنتخابات الأميركية
ايلاف - مروة كريدية
 يس لحكومتنا معنى ما لم يكن مؤسسا على شعور عميق بالإيمان الديني, ولا يهمني ما هو" ايزنهاور
 شهد الثلاثاء الفائت إحدى أوسع عمليات الاقتراع الإنتخابي في الولايات المتحدة الامريكية، حيث اشتملت على انتخاب مواطني نصف الولايات كما ضمت   الرعايا الأميركيين المقيمين في الخارج، وهو ما يُطلق عليه يوم "الثلاثاء الكبير"،  وذلك للاختيار ما بين المرشحين الى الانتخابات الرئاسية  المزمع عقدها في نوفمبر القادم,  وبحسب الترجيجات المتوقعة فإن المنافسة ستكون شديدة بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما من الجانب الديمقراطي و بين ماكلين ومايك هوكابي  وميت رومني من الجانب الجمهوري،علما ان هذا الاخير ما لبس ان  انسحابه يوم الجمعة الفائت  وذلك لمصلحة والوطن والحزب كما أشار في تصريحاته .


وبغض النظر عن الأسماء والأشخاص والآليات الانتخابية والاجراءات العملية للديموقراطية، التي غالبًا ما تهتم بها وسائل الإعلام، فإن الانسان القابع في منطقتنا الشرق أوسطية، ينظر بترقب وحذر للأمر، لأن الانعكاسات الداخلية وافرازات الانتخابات لا شك وانها ستطال سياسة الولايات المتحدة الخارجية واستراتيجياتها العسكرية في المنطقة ، وتحديدًا في العراق وفلسطين ولبنان… وما يترتب على ذلك من أثر في عمليات التسوية ، حيث بدأت الأوضاع في المنطقة تدخل الى ثلاجّة الإنتظار الى ما بعد هذه الانتخابات المنتظرة ونتائجها.

وتعد الانتخابات بمثابة إستفتاء شعبي اميركي حيال سياسة  الادارة الاميركية الخارجية والداخلية على حد سواء ، وهو أمر يُعدُّ   من أحد أهم  الانعكاسات الإيجابية "للديموقراطية " الداخلية في الدول العلمانية الديموقراطية ، لأن الانتخابات حقيقية وتعكس رأي الناخبين، كما أن نتائجها تساهم بشكل مباشر في تغيير الاستراتيجيات الخارجية للدولة، و تضع مسؤوليها أمام المحاسبة ، وهي  تشكل إعادة تقييم للحزب الحاكم وسياسته، وهو أمر تفتقره الكثير من الدول الأخرى .

ومن خلال قراءة تاريخية  للصراع بين الأحزاب الرئيسية في الولايات المتحدة  نجد الخلفية الأيديولوجية  الكامنة وراءها ، فبالرغم من أنه لا يوجد دين رسمي معلن للدولة وهي تُصنف من بين الدول العلمانية ، غير انها تتخذ من عبارة "توكلنا على الله" شعارا وطنيًّا لها ؛   فالمعتقدات محرك هام في البنية الانتربولوجيّة للشعوب ولا يمكن إنكارها بحال من الأحول ، وقد أثبتت الشواهد التطبيقية ان بعض  الرؤساء الاميركيين أكدّوا أن  للرب  مصلحة  إلهية مقدسة بشؤون الولايات المتحدة، كما أن للرؤساء مسؤولية ربانية لحماية الدولة ، إضافة إلى أنهم يعتمدون على النصوص  الانجيلية الدينية عند تأدية قسمهم .

وإذا ما أردنا أن نوّصف النموذج  الاميركي للحرية العقائدية  فإن من الممكن أن نجد جذوره في الفكر المسيحي المعمداني تحديدًا ، فالطاعة لأعضاء ورعايا الكنيسة تكون تابعة  لسلطة الدولة بالامور الدنيوية المدنية  ، وللربّ بالامور الدينية ، وإذا ما حصل ثَمّة تعارض بين أمر الدولة وأمر الرب، فإن الاحتجاج على الدولة  يكون بالاعتصامات السلمية .


وعن الآراء الاميركية حول علاقة الدين بالدولة يشير ريتشارد لاند، رئيس المؤتمر المعمداني الجنوبي و ممثل الانجليكيين أمام رؤساء الولايات المتحدة  وأعضاء الكونغرس ، في كتابه الولايات المنقسمة في أميركا في معرض تساؤله عن : هل لاميركا دور رباني خاص ؟   الى ان هناك رأيان متضادان حول هذا الموضوع[1]؛ الأول يؤكد على ان ربط الدين بالدولة يسبب المشاكل أما الرأي الثاني فيجد في ان الفصل بينهما هو الذي يكرس المتاعب، ليصل الى  أن الاتجاه الصائب في الموضوع وهو في حماية الحريات الدينية وضمان حقوق الأفراد في ال
المزيد

من جعبة الماضي - بقلم مروة كريدية - جريدة العالم

شباط 7th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideasالنقد الساخر - critique ironique - ironic criticismجريدة العالم- alalam news paperخواطر سياسية- Political ideas - Idées politiqueلا للطائفية - -non Racismمذكرات- Diary- cahier de souvenirs

جريدة العالم - العدد 44 - ص 7

مقدمة
إن جاز اعتبار المدونة ملكاً لمدونها، فإنها وقبل كل شيء تجسد المفكرة الشخصية للكاتب؛ لذلك فإنها تشكل الجانب الحميمي في حياته، حيث يطبعها ببصامته الروحية وتجاربه النفسية.
ولقد خصصت هذه الصفحة بمواقف متعددة تعرضتُ لها، حصلت مع شرائح اجتماعية متنوعة، فالأفراد وإن اختلفت ألوانهم وأعراقهم وبلدانهم إلا أن حقيقة التجربة الإنسانية تبقى واحدة وإن اختلفت التسميات وتعددت الآراء حولها.
إنني اليوم أخط خواطري بعشق، أدون مذكراتي البيروتية العتيقة، أذكر مواقف آلمتني في وقتها ربما، وأخرى أضحكتني، ألون لوحاتي بشغاف القلب، أطل على البشر أينما كانوا ولأي مذهب انتموا بمحبة، لا أدعي معرفة ولا أكرس معتقداً، عربية اللسان، كونية التفكير، أغني خارج جموع الأسراب الفكرية ربما، غير أن جل ما أقوم به هو ما أحب أن أكون عليه، فالإبداع كما أراه هو أن نحب ما نقوم به.
 


كلنا أطفال ننتظر الزلاجة

استقبلتني والدته من الباب على غير عادتها، مهللة لوصولي، مرحبة بي والقلق بادٍ على محياها، قائلة: "منيح اللي جيتي، جو سوي برتوربيه.. إيله تري مالور، اليوم عندو ديبريسيون شو بدي أعمل؟ بليز تيك كيير أبوت هيم"، ومعنى ما قالت: "من الجيد أنك قدمت.. أنا مضطربة.. إنه حزين جداً، ويعاني الاكتئاب.. ماذا علي أن أفعل؟ رجاءً اعتني به!".
وعدتها خيراً وطمأنتها بأن الاكتئاب سيزول لا محالة، والأمل بالله كبير، وما بعد الشدة إلاّ الفرج.
دخلت على تلميذي المراهق النجيب فوجدته كئيباً، وقد علت وجهه علامات الحزن والألم.. فقلت في نفسي: اسكتي يا بنت! لا شك أن المصيبة كبيرة. الآن ستعلمين ماذا حصل؟
سلمت عليه وربتُّ على كتفه بلطف مطمئنة إياه بأننا لن ندرس اليوم طالما أنه منزعج وقلق، فالمدرسة على الرغم من أهميتها فهي ليست أهم أولويات الحياة، وأن نهاية الكون لم تقع بعد، وأن الدروس تعوض فور زوال الشدة النفسية عنه.
فنظر إلي بعيون مليئة بالبراءة والحزن الشديد، قطعت قلبي وأحرقت كبدي.. فسألته إن كان أحد من زملائه قد أساء إليه، أو تعرض لموقف محزن، أو ربما تخلت حبيبته عنه وانصرفت إلى آخر.
أطرق رأسه أرضاً لحظة حسبتها ساعة جعلتني أشعر وكأني قارئة الفنجان أفتح المندل وأقرأ الطالع وأحاول استكشاف المجهول.. ليخرج صوته خافتاً بغصة: "بابا أجّل شراء اللوح الشراعي وأغراض التزلج المائي حتى نهاية الشهر، وماما لا تزال تقول لي: اصبر يا ماما إن الله مع الصابرين!".
انقضت السنون وانتقلت للعيش في بلد آخر، وأثناء إجازتي الصيفية من عام ٢٠٠٧، وفيما كنت غارقة في أحد الكتب في بهو إحدى المؤسسات، فُتح باب المدير العام من خلف قاطع زجاجي فاخر ليطل عليّ شاب وسيم في الثلاثين من عمره مندفعاً نحوي قائلاً: "مس مروة.. يا أهلين، نورتينا، أنا فلان".
لقد أصبح مديراً في شركة والده وتزوج وأنجب طفلين، وأخبرني عن حياته وإنجازاته وعائلته، وعن آلامه في الانفصال عن زوجته الأولى ومعاناته في استرداد حضانة طفله منها. وختم حديثه بتصويبه نظرة إلى عيني، نظرة أعادتني خمسة عشر عاماً إلى الوراء لم أره خلالها، غير أنه لا يزال يحمل في طياته قلب ذلك الطفل الوديع الذي لا يزال صابراً، غير أن صبر اليوم قد تغير.
فكل خلق الله صابر، ولله في خلقه شؤ
المزيد

الإنسان والعلم صراع أم انسجام - روحنة العلوم تكامل منفتح على الوجود - بقلم : مروة كريدية

شباط 6th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropologyسياسة دولية - International Political -politique internationalعولمة - globalisationفكر سياسي - Esprit Politique -فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectualفلسفة و فكر - Philosophy -Philosophieلا للطائفية - -non Racismمقالات articles


رَوْحَنة العلوم تكامل منفتح للوجود

ايلاف –  مروة كريدية

" ان موت الانسان يتزامن مع الفصل التام بين العلم والثقافة " [1]
نيكوليسكو بسراب

يُعدّ  النهوض العلمي للأمم والشعوب  أحد أهم أوجه تطور النتاج الحضاري للإنسان،  فالازدهار الفكري وتبلور الوعي ينعكس  في الطفرات العلمية والتكنولوجية،  لأن العلوم التطبيقية هي التي تضع الأفكار موضع التجربة والاختبار، فالفكر الفلسفي الذي يطرح إشكاليات الوجود هو الذي يؤسس و يسبق النهضة العلمية التي تعد أحد أهم أوجه المدنية.


وإذا ما أردنا أن نحلل الأفكار التي سادت خلال القرن العشرين، فإننا نجد أن الأفكار الانعزالية المنغلقة  هي التي حرّكت القرن الفائت بأسره، بالرغم من التطور المدني الآلي الهائل، فالعلوم لم تتمكن من الانفلات من الصراعات الأيديولوجية والعقائدية المذهبية والسياسية،  فالاشكاليات ما تزال دائرة حول تسخير العلم والاقتصاد من أجل الهيمنة والتوسع من خلال استخدام العلماء، وهو الامر الذي خلق شعور بالحذر من حيادية العلم نفسه ومن حقيقة احكامه وما ينجم عنه .
فاستخدام العلم والتكنولوجيا، للسباق نحو التَّسلح وانتاج أسلحة الدمار الشامل ، والأسلحة الفتاكة، هذا عدا الدراسات الجارية على قدمٍ وساق في ميدان علم الوراثة و ما يمكن أن ينتج عنه من محاذير أخلاقية خصوصًا فيما يتعلق باستخدام الاستنساخ البشري لأغراض عسكرية،  كلها أمور تحتاج الى خلفيات معيارية اخلاقية بالدرجة الاولى وهي لا يمكن ان تنفصل عن المنظومة القيمية للافراد القيمين والقائمين على الأبحاث نفسها .
فبشاعة الحروب والدمار الذي شهدها العالم ، جعلت المفكر منَّا ينظر نظرة شك الى استقلالية المضامين العلمية عن استراتيجيات العمل المؤسساتي الخاضع في نهاية الأمر للقرارات السياسية وميزانيات الدول؛ لذلك فإن العلم قد تسيس كما العقائد والأديان وذلك من خلال انخراطه بدورة العجلة الاقتصادية من جهة وانخراطه في دواليب المؤسسات  من جهة أخرى ، الأمر الذي جعله خاضع تحت نفوذ الأنانية السلبية للفرد وجشعه .
وفي هذا السياق تشير إيزابيل ستنغريس - وهي عالمة بلجيكية متخصصة بفلسفة العلوم وعملت لسنوات طويلة في معالجة الإشكاليات الدائرة بين المفاهيم العلمية المعرفية و المفاهيم الاجتماعية -  في أن التمييز الذي يحصل بين الواقع والمحتمل والمتوهم يترجم لنا الفضاءات التي تظهر في حدودها القصوى علاقات نفوذ  السلطة داخل العلوم " [2] لذلك فهي تخلص الى نتيجة مفادها : ان السؤال الجوهري للفيزياء هو في حقيقته ليس إلا  سؤالا سياسيًّا واجتماعيًّا.

وبالرغم من محاولات البعض  الدؤوبة لعدم ربط  المعرفة والعلم بالقيم الاخلاقية، إلا أن الشواهد العملية و انتشار الاستخدامات اللانسانية للمنتجات العلمية تؤكد إنه لا يمكن بحال من الأحوال فصل العلوم عن  مجريات الاحداث التاريخية المحيطة بها، لذلك فإنها مرتبطة بالمجتمعات من جهة كما هي مرتبطة بالحدث التاريخي من ناحية ثانية، الأمر الذي يجعل القيم محدد  محوريٌّ مهم فيها، لذلك فإن السلطة تجنح نحوها وتجعلها  طرفًا في الصراعات الدموية المحمومة .

إن تسليط الضوء على الجانب السلبي للاستخدامات العلمية لا يريد أن يجنح بحال من الأحوال إلى وضع العلم في قفص الاتهام، بل للفت الانتباه الى أن تسخير العلم لأنانية الإنسان وسلبيته الانفعالية هي التي حوّلت العلم من جانبه الإيجابي الى جانبه السلبي .
فالعلوم بوجهها الإيجابي ممكن ان تستخدم لترسيخ  قضايا تخدم السلام العالمي من خلال القضاء على الفقر و مشكلات التغذية والحفاظ على البيئة والطبيعة ….
فالعالم اليوم يواجه بدون شك تحدّيات مصيرية وإنسانية بالغة التعقيد، فالكوارث البيئية  والحروب الحاصلة تعكس شدّة عداء الانسان تجاه الطبيعة،  وحدّة عنف الانسان تجاه الانسان، الأمر الذي يرمي بنا في تخلّف دامس سببه بالدرجة الأولى إحلال الانفعالات محل الوعي  و إغفال الجانب الروحي والقيمي في حياة الأفراد والجماعات .


المزيد

سياسة الذاكرة وفن الانتظار - ايلاف ديجتال - بقلم : مروة كريدية

كانون الثاني 30th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , استراتيجية - Stratégie - Strategyالشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientانتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropologyايلاف ديجيتال - elaph digilal magazineخواطر سياسية- Political ideas - Idées politiqueديموقراطية - Démocratie - Democracyسياسة دولية - International Political -politique internationalسياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienneسياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political,سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaiseعلاقات دولية -International relations -Relations internationalesفكر سياسي - Esprit Politique -فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectualلا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slaveryلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruptionمقالات articles


enattandant.pdf

سياسة الذاكرة وفن الانتظار - بقلم : مروة كريدية

كانون الثاني 30th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaphاستراتيجية - Stratégie - Strategyالحرية - Liberté - freedomالشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orientديموقراطية - Démocratie - Democracyسياسة دولية - International Political -politique internationalسياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienne,سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian politicalسياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaiseعلاقات دولية -International relations -Relations internationalesلا للطائفية - -non Racismلا للاستعباد - Stop Slaveryلا للحرب- non warلا للعنف - non violanceلا للفساد - non corruptionمقالات articles


سياسة الذاكرة وفن الإنتظار

مروة كريدية -ايلاف


" الذاكرة في أصلها الحضرة بالقرب من ….. هي أن نظلّ مشدودين إلى…. لا إلى الماضي وحده ، وإنما إلى الحاضر ، وكلّ ما سيأتي ، كلّ هذا يلتقي في وحدة الحضرة التي تتخذ كلّ مرةٍ طابعًا خاصًّا " هايدغر [1]



إذا كانت حريّة الكائن الإنساني مطلبًا وجوديًّا  أساسيًّا ، فإنها تكمن في تلك المقدرة على الانفتاح اللامتناهي مع مفردات الكون، واللاتناهي نحو فكر محدد ، كما تنبني على طرح جديد لإرادة المعرفة  قائمة على فك الارتباط بنمط واحد من انماط الزمان وهو نمط الماضي، و شكل واحد من اشكال الواقع ، فإن كلّ هذه المفاهيم تبعد هويّة الكائن عن الخشبية والثبات والانعزال المنغلق … وتساهم في دفع الإنسان نحو الابداع الامر الذي يحقق تقدم فعلي في مسيرة الأمم ويؤدي الى نماء الأوطان .  

وفيما نحلم ونعمل ونتطلع  نحو هذا الأفق ونسعى إليه بالكلمة الحرّة  والفكر المستنير، من خلال إضفاء وتحفيز الوعي عند الأفراد، للتحرر من أسر النماذج المعلّبة  المفروضة ،  نجد ان الأوضاع المترديّة في الدول داخليًّا، وضبابية المواقف الرسمية العربية خارجيًّا، تدفع بالشعوب الى ثلاجة المجهول وتُلقي بالمواطن العربي  في قاعة الانتظار، موجِّهة بذلك ضربة قاضية لكل الأحلام التي يمكن أن تزهر في يوم ما .

فعند متابعة الاحداث السياسية والاقتصادية والثقافية الحاصلة في واقعنا العربي، والذي شهد في الآونة الأخيرة تأزمًّا واضحًا وتدهورًا إنسانيًّا فاضحًا، بدءًا من أزمة الحصارالماديّ اللاإنساني المفروض على غزّة، مرورًا بأزمة الرئاسة اللبنانية وموجة الاغتيالات التي تدفع بالوضع  نحو الهاوية وشفير حرب أهلية ، وصولا الى الفلتان الأمني في العراق،  وعند تحليل المشهد شعبيًّا  على المستوى الداخلي وخارجيّا على صعيد العلاقات الخارجية، نجد أن الاتجاهات كلها تصب لمزيد من "تأجيل" الأزمات ودفعها الى "ثلاجة المجهول" .

الأمر الخطر في سياسة الثلاجة تلك، هو انّ الانسان في تلك الأنظمة أضحت عملية الانتظار جزءًا من مكونات هويته الأساسية، لذلك فهو لا يواجه الأزمات بل يحتجب عنها بذريعة انتظار، لقد فقدت الشعوب القدرة على مواجهة أزماتها المعيشية ناهيك عن السياسية والاجتماعية والفكرية .
لقد توقف الزمان بالنسبة لهؤلاء في لحظة تاريخية، وأضحى وجود "عدو" أمرًا ملازما  للتفكير في كل الأمور، و أن هناك مؤامرة دائمة مستديمة مستمرة في كلّ الأوقات .

الاشكالية إذن تقع في ان وجود العدو صار جزءًا من الهوية، سواء كان هذا العدو عدوًَا متخيّلا أم عدوًّا حقيقيًّا، و"العدو" هو  الذي يُحدد  الهوية  التي يضعها كحاجز وسياج عالٍ بمقابل الآخر،  كما أصبح وجوده وسيلة مستأنفة لتأجيل الضرورات الداخلية  ومطلبات الشعوب، الأمر الذي جعل الاوضاع الداخلية متعفّنة، و ذريعة دائمة من قبل السلطات، لاعلان حالة طوارئ  مستمرة… فالانتظار يطرح كحلٍ للمشكلات التي لا يرغب المسؤولين في معالجتها ومواجهتها  من جهة، كما انه مخدر ممتاز للشعوب من جهة اخرى …

وفي هذا الاطار نجد في التصريحات الرسمية الخارجية والتصريحات الداخلية للمسؤولي الداخل، والسجالات السياسية الدائرة ضمن أطياف الشعب الواحد، ان سمة اللامباشرة واللف والدوران هي محور الخطاب علاوة على بنى التفكير،  الامر الذي جعل "الانتظار"  والوقوف خلف "الستائر"،  هو الطريقة المثلى لتأجيل الأزمات، علاوة على مفعول الوهم الذي يبعثه "الستار" عندما لا يُنظر إليه كحاجز.
ان عدم الوضوح  المشار اليه في السياسات الخارجية العربية والتشرذم في المواقف من المبادرات، وابقاء الأمر على حاله وتجميد مشاريع التنمية ، والتطنيش عن الانسان
المزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق