المسلمون والغرب وانعدام الحوار - بقلم :مروة كريدية - جريدة أخبار العرب
أغسطس 9th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أخبار العرب- Akhbar elarab,انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, ديموقراطية - Démocratie - Democracy,علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر اسلامي- Esprit islamique, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, فلسفة و فكر - Philosophy -Philosophie,مروة كريدية / باحثة في الأنتروبولوجية
لعل وسائل الإعلام العالمية, قد غرقت في فترات متعددة بالمقالات والتحليلات وعبارات الإدانة والشجب إثر الاحداث المتكررة فتارة "الحدث الدنماركي "وتارة الحجاب وهذايعكس توتر العلاقات الحضارية
وقد اهتز الرأي العام الإسلامي في كافة بقاع الأرض دون استثناء .
وتراوحت المواقف بين صاحب موقف مقاطع, و شاجب ومدين وساكت… و موقف آخر مدافع عن ما يفهمه هو من مصطلح "الحرية ", وتراوحت ردود الفعل الرسمية من فسخ العقود الاقتصادية الى مقاطعة البضائع التجارية الى غير ذلك.
هذا الموضوع شكَّل بدون شك زلزالا في العالم الإسلامي , ولكن إذا نظرنا برويّة, بعيدا عن الانفعال الذي استبد بنا كمسلمين لا إراديا لأنه مسّ بشكل مباشر في بنية مفاهيمنا العقائدية المقدسة , لوجدنا أن هذه الأزمة التي تجلت في الآونة الأخيرة,لوجدنا أمرين :
الأول: أنها أزمة قديمة جدّا ولكن الصورة الصارخة هي التي أيقظتنا من سبات فكري عميق, فهي أزمة ثقافية عميقة وحقيقية.
الثاني : أن سببها الرئيس هو انعدام الحوار بين الثقافات والحضارات العالمية, والذي يتحمل مسؤولية فشله كافة أطياف الحضارة الإنسانية .
فعملية فرض الآراء الثقافية والفكرية علاوة على السياسية منها بشكل املاءات على الشعوب,و رفض بعض إدارات الشعوب الأوروبية التواصل الحقيقي الفاعل المتكافئ مع مؤسسات المجتمعات الإسلامية و محاولة الفهم الجاد لمفردات الثقافة الإسلامية وغير ذلك من الأمثلة التي تتكرر بشكل يومي ,والنظرة الفوقية للبعض التي تصف كافة الحضارات الأخرى ولثقافات المختلفة بأنها متخلّفة وبدائية , يعزل الحضارات الأوروبية والغربية عن التواصل الحقيقي مع حقائق ومفردات الثقافات الأخرى في شتى أقطار العالم .
و الحضارات بطبيعتها لا تعترف بالحدود السياسية التي تنضوي تحتها لأنها تقوم على ديمومة زمنية, في حين أن موازين القوى السياسية منظورها آني لا ينسجم مع المنظور التاريخي .
و هنا لا بد من التنبه إلى أمر ضروري ومهم جدا مفاده أن الحضارة المسيطرة "سياسيا" قد لا تجد نفسها مضطرة لهذا النوع من الحوار ….الأمر الذي يدفعنا لطرح إشكالية طرحت من قبل بعض المشتغلين في هذا الميدان ألا وهي :
هل يكون هناك حوار إذا لم يكن هناك تكافؤ؟
فالحوار يفترض التكافؤ بين أطرافه , وهذا ما دفع بالبعض إلى القول أن عملية الحوار الثقافي والحضاري معدومة, و يعتبر مراد فلفريد هو فمان انه ينبغي الاعتراف بانعدام الحوار بين الشرق والغرب , ويرى أن حربا صليبية تعلن ضد الإسلام وان العلمانية غير مضطرة لان تتنازل للدين الإسلامي وتحاوره ما دامت نجحت في تحويل الدين المسيحي إلى مهمة لا تزيد عن إحدى الخدمات الاجتماعية و أنهت الحوار في هذه القضايا في ديارها وقد عبر عن رأيه هذا في الدورة العاشرة لمؤتمر المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية الذي انعقد ما بين 5 و 7 يوليو 1995 في عمان- الأردن . وأنا أوردت رأيه على سبيل المثال لا الحصر فكثير من مفكري الإسلام المعاصرين يرون الأمر نفسه .
ولكنني اعتقد أن عملية إيجاد التكافؤ المطلق بين أي طرفين عملية مستحيلة , وعدم وجود هذا التكافؤ لا يفسد للحوار قضية, واسمحوا لي هنا أن أركز على الحضارة الإسلامية في وقتها الراهن, لأوضح أن المسلمين الآن عليهم أن يتصوروا علاقاتهم بالحضارات الأخرى على سبيل التواصل والتفاعل وهو خيار استراتيجي ثقافي لهم أيضا .
وعلى الآخر أن ينحو نفس المنحى ويتخلى عن " فوقيته " المزعومة وينزع عن نفسه وهم " نخبويته
المزيد
أرشيف مقالات الكاتبة مروة كريدية في صحيفة ايلاف الالكترونية
أغسطس 8th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أرشيف- Archive, إيلاف- elaph, فكر سياسي - Esprit Politique -, مقالات articles,الأنوثة في فكر ابن عربي - بقلم :مروة كريدية - مجلة نزوى
تموز 14th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , حقوق المرأة - Women's rights -Droits des femmes, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, فكر اسلامي- Esprit islamique, فلسفة و فكر - Philosophy -Philosophie, مجلة نزوى العمانية nizwa magazine,
الأنوثة في فكر ابن عربي - بقلم مروة كريدية - مقال خاص لمجلة نزوى مجلة ثقافية فصلية - العدد رقم 50 أبريل 2007 صفحة 257
«الأنوثة» في فكر ابن عربي
مروة كريدية
إنَّا إنَاث لما فِينَا يُولِّده
٭ فلنحمد اللّه مَا فِي الكونِ من رَجلِ
إنَّ الرجَالَ الذِين العرفُ عَيَّنهم
٭ هم الانَاث وهم سُؤلِي وَهم أملي(١)
ابن عربي
ارتبطت التجربة الصوفية في السياق الإنساني، بانفتاح متفرَد على آفاق معرفية متميزة. وتمثلت علاقتها مع الدين كمؤسسة بعلاقة اتصال وانفصال، علاقة امتداد وانقطاع في آن.
ففي الوقت الذي تتقاطع فيه الفلسفة الصوفية مع التراث الديني كبعد أساسي في تأسيس هذه التجربة، يحاول التصوف الفلسفي أن يقدّم تصوَره الخاص المبني على قراءة للعمق الخفي والمستتر لهذا الدين، الذي لا يعود مهمًا، فقط كأوامر ونواهٍ، وعادات وعبادات…
والتجربة الصوفية هي تجربة مسلكية تمثل رغبة محرقة في الاتصال مع« الله »، وفي الذهاب من الظاهر إلى الباطن، من المألوف إلى الماورائيات، وذلك لا يتم إلا باستيفاء شروط واختبارات روحية عميقة.
من هنا شكّلت التجربة الصوفية طرحاً مختلفا، وفريداً، ورؤية للوجود تحمل الكثير من الغموض والغرابة بالنسبة لمن يحيا البعد المادي بعيدا عن عالم الروح، لأنها تترك للجوانب المدهشة في هذا الكون وفي الكائن سحرهاودهشتها.
من جهة أخرى تتأسس التجربة الصوفية من علاقة ثلاثية الأبعاد، تتجسد، في علاقة الإنسان مع « الله » (أو المقدس)، وفي علاقة الانسان مع الوجود وكائناته، وفي علاقة المكوّن مع الكائنات، فهي تجربة معرفية، تجربة في النظر والسلوك، تطرح نظامها الخاص، وتقدم أدواتها التي تختبر بها المجهول.
وقد تميز تأويل ابن عربي للنصوص الدينية، مميزاً جعله يبتعد في مناطق جلبت له تأليب الفقهاء وانتقاداتهم الحادّة، أدت بهم لاتهامه بالزندقة، لكن عندما نتأمل عميقًا في نظريته الفلسفية نكتشف هذه القدرة المدهشة على استكناه النص، والتوغل في عتماته، ولا شك أن التجربة الشخصية (الصوفية) التي عاشهاالشيخ الأكبر، وظرفه التاريخي أتاحا له هذه الفتوحات، فهو عاش في الأندلس في لحظة حضارية عرفت أوج التبادل الحضاري والمعرفي، والانفتاح على الثقافات الأخرى، والديانات المختلفة. وهو قد تأثر بكل التيارات التي كانت موجودة في عصره، وكل ما وصله من علوم متباينة، وان موسوعته «الفتوحات المكية» خير شاهد على هذه التأثيرات.
ومن أطرف تصورات ابن عربي هي نظرته إلى المفاهيم واعطاؤها توصيفات جيدة أخرجتها عن مضامينها السائدة، كما ان نظرته للديانات الأخرى تميزت بانفتاح حقيقي تميز بروح تسامحية قل نظيرها. وذلك في إطار نظريته في التأويل الرمزي، فهو« لم يهتم بأسس الاختلاف والتنوع بقدر ما حاول اكتشاف البنية التي توحد تلك الأديان والشرائع، فما يهمه ليس توزعها الإيديولوجي والجغرافي، ولكن بنيتها الأساسية الجوهرية التي تجد كامل تفسيرها في فكرة التجلي، وفعلا، فالاعتقادات والأديان تشكل مظاهر وتجليات لمعاني الألوهية»(٢)
لذلك نجد ان الإبداع الفلسفي في الخطاب الأكبري ينفتح على أنساق فكرية إنسانية كونية، هذا البعد الذى يتخذ فى فكره بعدا وجوديا. وعبره يطرح العلاقة بين الوحدة والكثرة، الثبوت والحركة، التنزه والتشبيه.. من خلال رؤية تنبنى على قطبية الوجود «الأنوثة والذكورة».
كما فرّق بين التجليات الوجودية والتجليات الاعتقادية، فالكون والمخلوقات كلها مظاهر للتجلي الإلهي، هذا التجلي المستمر والمتغير بلا انقطاع « فلو لم يظهر التبدل في العالم لم يكمل العالم، فلم تبق حقيقة إلهية إلا وللعالم استناد إليها، على أن تحقيق الأمر عند أهل الكشف أن عين تبدل العالم عين التحول الإلهي في الصور»(٣).
فالكون والوجود يتحولان بتحول التجليات الإلهية، كما أن التجليات تكون بحسب استعداد البشر واختلافاتهم، والإنسان الكامل هو الذي يدرك ثبات الحقيقة رغم اختلاف تجلياتها في الصور المختلفة.
ومن هنا فمعرفة المتصوفة له تمييزهم عن غيرهم «فالعارف الكامل يعرفة في أي صورة يتجلى فيها، وفي كل صورة ينزل فيها، وغير العارف لا يعرفه إلا في صورة معتقده، وينكره إذا تجلى له في غيرها».(٤)
مفهوم الانثى عند ابن عربي
تحضر مسألة الأنوثة مع صاحب الفتوحات بخصوصيةٍ ميزَّته عن سابقيه، حيث تتخذ معه طابِعًا معرفيًّا بشكلٍ واضحٍ وصريح ؛ فيخترق الأزواج المفاهيمية على المستوى الأنطولوجي والأنتربولوجي، والمعرفي واللغوي… فـ« الانثى » كمفهوم هي نقطة محرقية لاستقطاب التجليات الالهية كونها تمثل البعد المنفعل في تلقي الأنوار الالهية.
فخطاب ابن عربي لا يكف عن الاحتفال بالأنوثة le féminin بحضوره الباذخ وبهائه اللامع، بحشمته المضيئة وعتمته الواعدة، وسريته الكاشفة، من داخل صونها المحير، ماهيته الأسرار كلها.
فيحضر مفهوم الأنثى بشكله الواسع والعميق إلى حدٍّ يمكن للباحث أن يعتبر أنّ الخطاب هو خطاب أنوثة، يقول ابن عربي في معرض مناسبة كتابته للفتوحات، التي هي مشاهدته القلبية للانبياء، حين يصل إلى عيسى:
« قد جثا يخبره بحديث الأنثى »(٥)
فخطاب ابن عربي يمخر الأعماق لينتشر على صفحات الكتابة، فهو ينكتب على صفحات الروح وما يُكتنز داخل الجسد كما ينكتب على برانيته في آن
فيتم العبورعبر الجسد نحو الطاقة الفعالة للفكر وممكناته دون أن يجعله جزءًا أساسيًّا من الجسد المكتوب corps écrit ،فينفتح خطابه على الصيرورة الأنثويةdevenir- féminin نحو خارج الكينونة، فيهز أساس اللغة ليبحر نحو سطح الوجود، وأحداثه الخالصة.
والاعتراف «بالأنوثة والذكورة » كقطبية تميز الوجود، هو في ذاته إعادة النظر في مبادئ الفكر « العقلاني » ( مبدأ الهوية، الخلق….) لذلك عمد ابن عربي لاعتماد مبادئ منها (التثليث، الحب، الرؤية…) الأمر الذي سمح له بمرونة تقبل القضية ونقيضها، فتتعدد الدلالات المتعلقة بنفس الموجود وتتقابل لتثير حيرة الفكر، هذه الحيرة التي يعتبرها عين الصواب وهي الطريق لمعرفة الكون نظرًا للطابع الخيالي الذي يتسم بها.
فالهوية عنده في تفتّح مستمر ومتواصل فالذات حركة دائمة تجاه الآخر. ولكي تبلغ الذات الآخر لابد من أن تتجاوز نفسها، أو لنقل : لا تسافر الذات في اتجاه كينونتها العميقة، إلا بقدر ما تسافر في اتجاه الآخر وكينونته العميقة. «ففي الآخر تجد الذات حضورها الأكمل. الأنا هي، على نحو مفارق اللاأنا. والهوية، في هذا المنظور، هي كمثل الحب - تخلق باستمرار.»(٦)
لذلك يتميز الخطاب الأكبر بأنه خطاب بلا ذات discursivite sans sujet تشتغل فيه سيرورة الكتابة على الآثار les traces ، أكثر مما تشتغل على ماهية معطاة، فيتجاوز محدودية الحدس والشطحات الى العمل عليها، ومحاولة أسرها انطلاقا من ماكينة تأويل مركبة ذلك ما يسميه دريدا في(٧) Eperons))، العملية الأنثوية التي تكتب وتكتب في آن، واليها يؤول الأسلوب.
ويتميز أسلوب الكتابة عن «الأنثى » عند الشيخ الأكبر بميزات جمالية منها:
اولا: فهو يتجاوز بالكلمة والمصطلح حدود التركيب والمعنى المألوف ليجعلها تناغم في صيرورة سحرية سرّية، فنجد في اسلوبه افتتانا هرموسيًّا، غنوصيًّا، يلج نوعا من الانخطاف اللانهائي، وهذا الامر شبيه بما أسماه نيتشه في سياق آخر: الرقص بالكلمات والأسلوب.
ثانيا: ان خطابه عرفاني فلسفي صوفي، لذلك يتجاوز محدودية الحدسيات والشطحات الى الاشتغال عليها، ومحاولة أسرها انطلاقا من ماكينة تأويل مركبة، ومن أشكال تعبير متنوعة، فمفهوم «الانوثة عنده » يتجاوز البعد المادي والصورة لتأخذ بعدًا غيبيا اونطولوجيّا.
ثالثُا : أن خطابه «بلا ذات » discursivite sans sujet ينطلق في
المزيد
آية الله والشيطان - بقلم : مروة كريدية - العرب الأسبوعي -لندن
حزيران 14th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , استراتيجية - Stratégie - Strategy, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, سياسة دولية - International Political -politique international,سياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienne, شؤون إيرانية - Iranian affairs,علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر اسلامي- Esprit islamique, فكر سياسي - Esprit Politique -, مجلة العرب الأسبوعي- Arab weekly magazine,
ملاحظة مهمة : كنت قد ارسلت المقال الى ادارة التحرير : بعنوان : العوامل التي أدت الى ظهور الامام الخميني وكنت قد اكتفيت بعرض نبذة تاريخية ، وتحليل لمنظومة الفكرية بشكل محايد وعلمي ، غير ان ادارة التحرير عملت على اضافة عنوان جديدا
المزيدالعوامل التي ادت الى ظهور الخميني - بقلم : مروة كريدية
حزيران 14th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , استراتيجية - Stratégie - Strategy, الحرية - Liberté - freedom, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة دولية - International Political -politique international, سياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienne,شؤون إيرانية - Iranian affairs, فكر اسلامي- Esprit islamique, فكر سياسي - Esprit Politique -, مجلة العرب الأسبوعي- Arab weekly magazine,
في ذكرى سنوية الخميني
إيران الثورة بين الشاه و “فدائيان اسلام”
العوامل التي ادت الى ظهور الخميني
مروة كريدية -كاتبة لبنانية
يصادف هذا الاسبوع سنوية الامام الخميني ، ولعل معظم الدراسات تركّز على الجوانب التي أثمرتها التجربة الخمينية في إيران، غير أني كباحثة في علم ثقافات الشعوب، فإني أركز على البُنى والعوامل التي ولّدت هذه الأفكار أكثر من اهتمامي بالموضوع نفسه، لأن البيئة المحيطة والعوامل الاقتصادية والاقليمية والسياسية والثقافية والاجتماعية.. هي التي تساعد بشكل مباشر في انتاج الافكار لا سيما التغيرية والثورية منها ….
ولطالما أفرزت المسارات الثقافية ظهور حالات فردية تتمتع بكاريزما قيادية التي تركت تحولات في تاريخ الشعوب، سواء كانت هذه المسارات توصف بالسلبية أم الإيجابية ، وسواء أثبت الوقت صحة تلك الخيارات الفكرية والسياسية أم لا …
ففي إيران فإن الوضع الذي أدى إلي ظهور الخميني، كان مختلف عن الوضع الذي أدّى لظهور حركات الإسلام السياسي في الدول العربية ، والسبب يعود إلي البنية العقائدية والمجتمعية للشعب الإيراني، علاوة على خصوصيات الشيعة الاثنا عشرية وغياب الإمام المنتظر.
فالجماعة الشيعية تنيط بالمجتهدين إدارة أمورها الدينية فترة ما يعرف بالغيبة (غيبة الامام المنتظر )، لذلك فإن للمرجعيات الروحية سلطة مستقلة، واتصال مباشر بالجمهوروالشعب ،يعد أوثق من صلة السلطة السياسية به.
كما أن المجتهدين لا يتعاطون الشؤون السياسية التفصيلية، على اعتبار أن لا مشروعية سياسية لها في ظل غيبة هذا الإمام المنتظر.
إن المتتبع لسياق الأحداث التاريخية يجد أن رضا شاه، كان حريصا على إرضاء رجال الدين و المرجعيات الروحية الشيعية في مشهد وقم و النجف في البداية ( ما بين عامي 1923 و 1925 )، والذين كانوا يسعون جاهدين إلى المطالبة بالحفاظ على دستور يضمن لهم الإسلام على المذهب الجعفري ويحارب البهائية .
غير أن الشاه لم يتعامل مع الرموز الدينية المجتمعية ولم يحترم الثقافة التراثية الشعبية التي تترك أثرًا في حياة الشعوب أقوى من القوانيين المكتوبة ، فقد كان الشاه متأثرًا بتجربة مصطفى كمال أتاتورك ، فركّز جهده على بناء دولة تعتمد على تقليص دور المقدس الديني و وجود رجال الدين والمرجعيات الروحية في اواسط الطبقات النافذة والحاكمة
ولأجل تلك الغاية اتخذ العديد من الاجراءات في الميدان الاجتماعي ، فمنع الحجاب وارتداء الزيِّ الديني في الوظائف الرسمية ،كما حاول أن يركز في المناهج على إيران الفارسية وأكاسرتها، وماضيها ما قبل الإسلام،الأمر الذي أدّى إلى نفور شعبي واستياء جماهيري كبير.
ولفهم التطورات لا بد من إلقاء الضوء على مرحلة تعود لبداية القرن العشرين ، وهي فترة مهدت ، لوصول رضا شاه للحكم ، فهي بلورت الخوف من الليبرالية المتطرفة والدستوريين الذين ظهرت لهم السيطرةآنذاك ، بعد أن خاض الإيرانيين ثورة عام 1906 من أجل إقرار هذا الدستور ، فقد قاد الشيخ فضل الله نوري حركة مناهضة للأوضاع السياسية السائدة ، والدستور عام 1909، فرجال الدين والمرجعيات الروحية الشيعية ، هم الذين دعموا رضا شاه للوصول إلى السلطة .
لذلك أصيبوا بخيبة أمل بالغة، عندما أظهرَ نزعته المعادية لهم، و استخفافه بالرموز الدينية ، إلى أن عملت القوى البريطانية والسوفيتية الى ننحيته عن الحكم سنة 1941، فالفترة ما بين 1925 و1941 كانت توصف بالعنيفة واستبدادية.
ثم تلتها فترة حكم ولده محمد رضا شاه، والتي شهدت نضالا في النصف الثاني من الأربعينيات من أجل إخراج السوفييت ،إذ كانت الدولة الايرانية وقتها مهددة بالاحتلال السوفياتي من الشمال، وكان التدخل البريطاني في كلّ صغيرة وكبيرة واضحًا و صارخًا ..
كل ذلك أدى إلى ظهور أفكار على الساحة تطرح مسألة هوية البلاد والخوف عليها، وظهرت مرجعيات مثل آية الله كاشاني و آية الله طباطبائي الذين دعموا تنظيم نواب صفوي المعروف “فدائيان إسلام”… وقد تولّى هذا التنظيم أمر إجهاض اي أمر يشكلّ خطرا على هوية البلاد بنظرهم…
وساهم في ذلك الاصطدام الذي حصل بين المصالح البريطانية من جهة ، ومحمد مصدق رئيس الحكومة الإمبراطورية من جهة أخرى في الفترة الممتدة من 1951 وحتى 1953 ، فقد حاول هذا الأخير تأميم البترول الإيراني، الأمر الذي أدى إلي الإطاحة به عبر انقلاب أنجلو – أمريكي ، أعاد الشاه إلي البلاد محمد رضا شاه،
المزيد
إيران الثورة بين الشاه و “فدائيان اسلام”
العوامل التي ادت الى ظهور الخميني
مروة كريدية -كاتبة لبنانية
يصادف هذا الاسبوع سنوية الامام الخميني ، ولعل معظم الدراسات تركّز على الجوانب التي أثمرتها التجربة الخمينية في إيران، غير أني كباحثة في علم ثقافات الشعوب، فإني أركز على البُنى والعوامل التي ولّدت هذه الأفكار أكثر من اهتمامي بالموضوع نفسه، لأن البيئة المحيطة والعوامل الاقتصادية والاقليمية والسياسية والثقافية والاجتماعية.. هي التي تساعد بشكل مباشر في انتاج الافكار لا سيما التغيرية والثورية منها ….
ولطالما أفرزت المسارات الثقافية ظهور حالات فردية تتمتع بكاريزما قيادية التي تركت تحولات في تاريخ الشعوب، سواء كانت هذه المسارات توصف بالسلبية أم الإيجابية ، وسواء أثبت الوقت صحة تلك الخيارات الفكرية والسياسية أم لا …
ففي إيران فإن الوضع الذي أدى إلي ظهور الخميني، كان مختلف عن الوضع الذي أدّى لظهور حركات الإسلام السياسي في الدول العربية ، والسبب يعود إلي البنية العقائدية والمجتمعية للشعب الإيراني، علاوة على خصوصيات الشيعة الاثنا عشرية وغياب الإمام المنتظر.
فالجماعة الشيعية تنيط بالمجتهدين إدارة أمورها الدينية فترة ما يعرف بالغيبة (غيبة الامام المنتظر )، لذلك فإن للمرجعيات الروحية سلطة مستقلة، واتصال مباشر بالجمهوروالشعب ،يعد أوثق من صلة السلطة السياسية به.
كما أن المجتهدين لا يتعاطون الشؤون السياسية التفصيلية، على اعتبار أن لا مشروعية سياسية لها في ظل غيبة هذا الإمام المنتظر.
إن المتتبع لسياق الأحداث التاريخية يجد أن رضا شاه، كان حريصا على إرضاء رجال الدين و المرجعيات الروحية الشيعية في مشهد وقم و النجف في البداية ( ما بين عامي 1923 و 1925 )، والذين كانوا يسعون جاهدين إلى المطالبة بالحفاظ على دستور يضمن لهم الإسلام على المذهب الجعفري ويحارب البهائية .
غير أن الشاه لم يتعامل مع الرموز الدينية المجتمعية ولم يحترم الثقافة التراثية الشعبية التي تترك أثرًا في حياة الشعوب أقوى من القوانيين المكتوبة ، فقد كان الشاه متأثرًا بتجربة مصطفى كمال أتاتورك ، فركّز جهده على بناء دولة تعتمد على تقليص دور المقدس الديني و وجود رجال الدين والمرجعيات الروحية في اواسط الطبقات النافذة والحاكمة
ولأجل تلك الغاية اتخذ العديد من الاجراءات في الميدان الاجتماعي ، فمنع الحجاب وارتداء الزيِّ الديني في الوظائف الرسمية ،كما حاول أن يركز في المناهج على إيران الفارسية وأكاسرتها، وماضيها ما قبل الإسلام،الأمر الذي أدّى إلى نفور شعبي واستياء جماهيري كبير.
ولفهم التطورات لا بد من إلقاء الضوء على مرحلة تعود لبداية القرن العشرين ، وهي فترة مهدت ، لوصول رضا شاه للحكم ، فهي بلورت الخوف من الليبرالية المتطرفة والدستوريين الذين ظهرت لهم السيطرةآنذاك ، بعد أن خاض الإيرانيين ثورة عام 1906 من أجل إقرار هذا الدستور ، فقد قاد الشيخ فضل الله نوري حركة مناهضة للأوضاع السياسية السائدة ، والدستور عام 1909، فرجال الدين والمرجعيات الروحية الشيعية ، هم الذين دعموا رضا شاه للوصول إلى السلطة .
لذلك أصيبوا بخيبة أمل بالغة، عندما أظهرَ نزعته المعادية لهم، و استخفافه بالرموز الدينية ، إلى أن عملت القوى البريطانية والسوفيتية الى ننحيته عن الحكم سنة 1941، فالفترة ما بين 1925 و1941 كانت توصف بالعنيفة واستبدادية.
ثم تلتها فترة حكم ولده محمد رضا شاه، والتي شهدت نضالا في النصف الثاني من الأربعينيات من أجل إخراج السوفييت ،إذ كانت الدولة الايرانية وقتها مهددة بالاحتلال السوفياتي من الشمال، وكان التدخل البريطاني في كلّ صغيرة وكبيرة واضحًا و صارخًا ..
كل ذلك أدى إلى ظهور أفكار على الساحة تطرح مسألة هوية البلاد والخوف عليها، وظهرت مرجعيات مثل آية الله كاشاني و آية الله طباطبائي الذين دعموا تنظيم نواب صفوي المعروف “فدائيان إسلام”… وقد تولّى هذا التنظيم أمر إجهاض اي أمر يشكلّ خطرا على هوية البلاد بنظرهم…
وساهم في ذلك الاصطدام الذي حصل بين المصالح البريطانية من جهة ، ومحمد مصدق رئيس الحكومة الإمبراطورية من جهة أخرى في الفترة الممتدة من 1951 وحتى 1953 ، فقد حاول هذا الأخير تأميم البترول الإيراني، الأمر الذي أدى إلي الإطاحة به عبر انقلاب أنجلو – أمريكي ، أعاد الشاه إلي البلاد محمد رضا شاه،
المزيد
الثقافة بعيون كونية - بقلم : مروة كريدية - معابر
حزيران 9th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideas, الحرية - Liberté - freedom, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, تصّوف - sufism - Soufisme, ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, خواطر سياسية- Political ideas - Idées politique, فكر اسلامي- Esprit islamique, فكر سياسي - Esprit Politique -,فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, فلسفة و فكر - Philosophy -Philosophie, لا للاستعباد - Stop Slavery, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance,لا للفساد - non corruption, معابر- maaber,
الثَّقافة بعيون كونيَّة
مروة كريدية[1]
بقلبٍ منفتحٍ وفكر متوقِّد، يقف الإنسانُ أمام مجريات الوجود، يُطِلُّ ببصيرته على المشهد الكوني، فيرى الوجود مبنيًّا وفقًا لمنظومة رياضية معقدة تفرض نوعًا جديدًا من العلاقات الأنثروپولوجية والأونطولوجية. تنكشف له إذ ذاك مفاهيم جديدة عن طبيعة العلاقات بين الإنسان والإنسان، بين الإنسان والله، بين الإنسان والوجود؛ كما يتولد لديه مفهومٌ جديد عن الزمان، وينجلي له ترتيبٌ مغاير للمكان كما يتبلور في الأنماط السلوكية السائدة عند بني البشر.
لقد تنوعت تعريفات الثقافة ومدلولاتها بعدد الفلاسفة والمفكرين – ولست منهم. غير أني أرى أن الثقافة هي كيفية تجلٍّ وجودي mode de manifestation de l’Être، وليست خلقًا وصنعًا. فهي انكشاف أشكال الحقيقة وكيفية من الكيفيات التي يُكتنَز بها الوجودُ ليظهر كمستودعٍ للطاقة الفاعلة. الثقافة، بهذه المثابة، موقف أونطولوجي يمسُّ هويةَ الكائن وعلاقتَه بنفسه، وعلاقته بالواجِد، وعلاقته بالكائنات الأخرى، بحيث يمتد الموجودُ في غياب الاختلاف، فيصبح الإنسانُ ذاته مستودعًا للطاقة الوجودية.
وإن كنَّا نعتقد أن الله خالق الوجود فإن الإنسان هو مستودع التجليات الإلهية الوجوديةالتي لا يمكن حدُّها ولا حَصْرُها. وعليه، فإن الهوية الكونية للإنسان تتنوع بتنوع الكائنات، وتختلف باختلاف الأفراد، وتتلون بعدد اللحظات. إنها تجلِّيات بعدد ذرات الوجود على مرِّ اللحظات. إذن، فمفهوم التنوع هو لحظة بناء حاسمة في تلك الهوية. لذلك نرى أن "الإنسان الكوني" l’Homme Universel يلتقي مع أخيه الإنسان الكوني عبر العصور، فتلتقي أطروحاتُ ابن عربي الأندلسي في العصر الوسيط مع تعاليم رامانا مهارشي الهندي في القرن العشرين، على سبيل المثال لا الحصر. فما اختلاف اللون والعرق والجغرافية إلا تجلٍّ إلهي، وانكشاف وجودي للحضرة الكونية، وآية من آيات المكوِّن التي يعشقها الكائنُ الكوني لأنها "صورة" مَن يعشق ومَن يحب.
مَن ينتمي لهذه الحضرة يرَ في العلاقات البشرية سلسلةً لامتناهية من التنوُّع تنعكس فيها هذه التجلِّيات الوجودية في إيقاعها المتسارع، فيتغير عنده مفهومُ الزمان: فالحاضر لا يعني في نظره اللحظة الآنيَّة التي يمرُّ بها ح
المزيد
مروة كريدية[1]
بقلبٍ منفتحٍ وفكر متوقِّد، يقف الإنسانُ أمام مجريات الوجود، يُطِلُّ ببصيرته على المشهد الكوني، فيرى الوجود مبنيًّا وفقًا لمنظومة رياضية معقدة تفرض نوعًا جديدًا من العلاقات الأنثروپولوجية والأونطولوجية. تنكشف له إذ ذاك مفاهيم جديدة عن طبيعة العلاقات بين الإنسان والإنسان، بين الإنسان والله، بين الإنسان والوجود؛ كما يتولد لديه مفهومٌ جديد عن الزمان، وينجلي له ترتيبٌ مغاير للمكان كما يتبلور في الأنماط السلوكية السائدة عند بني البشر.
لقد تنوعت تعريفات الثقافة ومدلولاتها بعدد الفلاسفة والمفكرين – ولست منهم. غير أني أرى أن الثقافة هي كيفية تجلٍّ وجودي mode de manifestation de l’Être، وليست خلقًا وصنعًا. فهي انكشاف أشكال الحقيقة وكيفية من الكيفيات التي يُكتنَز بها الوجودُ ليظهر كمستودعٍ للطاقة الفاعلة. الثقافة، بهذه المثابة، موقف أونطولوجي يمسُّ هويةَ الكائن وعلاقتَه بنفسه، وعلاقته بالواجِد، وعلاقته بالكائنات الأخرى، بحيث يمتد الموجودُ في غياب الاختلاف، فيصبح الإنسانُ ذاته مستودعًا للطاقة الوجودية.
وإن كنَّا نعتقد أن الله خالق الوجود فإن الإنسان هو مستودع التجليات الإلهية الوجوديةالتي لا يمكن حدُّها ولا حَصْرُها. وعليه، فإن الهوية الكونية للإنسان تتنوع بتنوع الكائنات، وتختلف باختلاف الأفراد، وتتلون بعدد اللحظات. إنها تجلِّيات بعدد ذرات الوجود على مرِّ اللحظات. إذن، فمفهوم التنوع هو لحظة بناء حاسمة في تلك الهوية. لذلك نرى أن "الإنسان الكوني" l’Homme Universel يلتقي مع أخيه الإنسان الكوني عبر العصور، فتلتقي أطروحاتُ ابن عربي الأندلسي في العصر الوسيط مع تعاليم رامانا مهارشي الهندي في القرن العشرين، على سبيل المثال لا الحصر. فما اختلاف اللون والعرق والجغرافية إلا تجلٍّ إلهي، وانكشاف وجودي للحضرة الكونية، وآية من آيات المكوِّن التي يعشقها الكائنُ الكوني لأنها "صورة" مَن يعشق ومَن يحب.
مَن ينتمي لهذه الحضرة يرَ في العلاقات البشرية سلسلةً لامتناهية من التنوُّع تنعكس فيها هذه التجلِّيات الوجودية في إيقاعها المتسارع، فيتغير عنده مفهومُ الزمان: فالحاضر لا يعني في نظره اللحظة الآنيَّة التي يمرُّ بها ح
المزيد
حوار الثقافات بين سوار الهوية والتجاذبات القطبية - بقلم : مروة كريدية - جريدة أخبار العرب الاماراتية
حزيران 4th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أخبار العرب- Akhbar elarab,انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, فلسفة و فكر - Philosophy -Philosophie, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption,حوار الثقافات بين أسوار الهويّة والتجاذبات القطبية
- مروة كريدية – كاتبة لبنانية
الحوار بين الثقافات بات اليوم العنوان الأبرز للكثير من المؤتمرات والندوات التي تُعقَد هنا وهناك , لمواجهة أطروحة "صدام الحضارات". و أصبح عنوانه "الشعار" أو "الكليشيه" الذي يمكن وضعه في معظم المنتديات الفكرية , لدرجة أنه استُهلِك وأفرغ من مضمونه ومحتواه في كثير من " الحوارات" التي أضحت عبارة عن "شجارات".
و يأخذ الحوار الحضاري بكل أبعاده وأشكاله البعد الأساسي في عملية فهم التاريخ فهما" واعيا" , على اعتبار أنه ذاكرة الأمم ومخزون تراث التراكم الحضاري وهو الوسط الكرونولوجي الذي عبره تمت الإنجازات الحضارية.
وعندما أعود في ذاكرتي أحداث ومجريات الحلقات الحوارية التي كنت أشارك فيها أواسط التسعينيات أجد عمق الخطأ الفكري والمنهجي الذي كنا نرتكبه كأطراف متحاورة وكنا نستحق لقب " أغبياء " بجدارة , لأن مرتكزات " الحوار " ومنطلقاته دوغمائية عقائدية بحتة , فقد كنا ننتمي لطوائف متعددة كل طرف ينظر للآخر على انه " شرّ " يجب أن يقتلع او أن " يُطوع " ….فالمحاورين " الاكارم " كانوا يتحاورون من خلف السياج,والخطأ في هذه الحالة مركّب لسببين الأول أن المنطلقات الحوارية هي نصوص " مقدسة " وبالتالي فهي تُفرض بشكل غير قابل للنقاش أصلا, الأمر الثاني والأخطر هو أنها تطرح على أنها إلزامية وحتمية بحق الآخر , وبالتالي فالأطراف تخرج من الحوار اشد عداءا وأكثر انغلاقًا.
لذلك هناك أمرين لا بد من أن نتنبه لهما في تاريخنا الثقافي قبل البدء بأي حوار إذا أردنا حوارًا .
أولهما : انه كسائر تواريخ الحضارات هو تراكم مستمر وسيرورة مستمرة.
ثانيهما : أن الثقافة التاريخية في ديناميكيتها تفرض نقد الموروث على الصعيد الأيديولوجي .
والأمر الثاني مهم جدا لأنه يحتّم الدخول في تفسير النصوص ( المقدسة ) التي تؤسس لمأسسة الدين و تجليه في جماعات, في الوقت التي تتجه فيه البحوث الحضارية لاعتبار التنوع غنى" و مجالا إنسانيا" للإبداع , لابد من التوجه للتأكيد على أن الترابط والتواصل علاوة على التساند إذا اقتضى الأمر بين الحضارات والثقافات للأمم المختلفة .
وإنني على إيمان أن المشاركة والتواصل الفعال في الأفعال الحضارية والدراسية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي هي الطريقة المجدية لمواجهة تاريخية سلطة المرجعية في الطروحات الاقتصادية والثقافية والاقتصادية.
ولعل الأمثلة التاريخية عن التواصل والتفاعل كثيرة جدا , فقد اطلع الإغريق القدماء على ما عند المصريين والبابليين واخذوا عنهم , واطلع المسلمون على ما عند الإغريق والرومان و الهنود والفرس ..واخذوا عنهم , واطلع الأوروبيون في عصورهم الوسطى و أوائل نهضتهم على ما عند المسلمين والإغريق والرومان ..واخذوا عنهم, ولولا ذلك ما قامت حضارات واستمرت المعارف والعلوم والثقافات , وإذا كان ذلك حال العصور السابقة فكيف بعصرنا الذي تفجرت فيه العلوم وتكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال من أقمار صناعية وفضائيات….؟
وهل تستطيع أمة أن تحصن ذاتها وثقافتها إذا انعزلت وانطوت على ذاتها بدعوى الخوف على ثقافتها من الثقافات الأخرى ؟
واليوم أستطيع أن أجادل و أقول أن موجة من التغيير آخذ
المزيد
الادارة في السلطة الرعوية -بقلم : مروة كريدية - جريدة أخبار العرب الاماراتية
أيار 30th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أخبار العرب- Akhbar elarab,ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, فكر إداري - Management, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption,الإدارة في بعض المؤسسات العربية طغيان للأنظمة وتهافت على السلطة
لا شك في أننا نعيش عصر "البلطجة" بامتياز,حيث غدت العنوان الأبرز للعلاقات بين الأفراد والشعوب كما أمست تُمارس تحت شعارات فاضلة باسم"القانون" تارةً و باسم "الديموقراطية " مرة , وتارة تحت شعار "مكافحة الإرهاب ", وأضحت ممارسة شتى أنواع "الطغيان " نوع من المُساعدة الفاضلة التي تُهدَى للشعوب والأمم والحضارات, بحيث تميَّز هذا العصر عن سائر العصور بكونه منحَ للطغيان المشروعية ليصبح "فضيلة " في القرن الواحد والعشرون
وفي الوقت الذي نطلب فيه من الدول "الكبيرة " , النظر بحيادية الى "قضايانا العربية العادلة " وعدم ممارسة "طغيانها " بحق شعوبنا , نجد أن الإنسان "العربي" أبرز من يمارس "الطغيان ", فهو خبير عليم بشؤون "القمع المنظمّ" , فالقمع يطال كافّة أفراد المجتمع, كما يتَصدَّر كلّ المؤسسات الاجتماعية والثقافية على حذٍّ سواء…. فتعمل المؤسسات على طرد موهوبيها وإقصاء المبدعين منها , فعدد العقول العربية المهاجرة والعلماء العرب في المغترب يفوق كلّ التوقعات .
وسبب هروب العقول بالدرجة الأولى , هو الطغيانُ المديدُ,وقمع "النقد البناء " الذي يُفسد السياسةَ والثقافةَ معًا , فهو يورث ضحاياه تَجَارب مريرة, تدفعهم إلى احتضان أحقادهم وضغائنهم , وبالتالي فإن أجواء الحوار تنعدم في ظل عقلية القمع والتخوين والشك والمؤامرة التي تسيطر على العقول, حيث تحلُّ الأهواءُ محلَّ المصالح، والمشاعرُ مكانَ الأفكار الواضحة، والانفعالاتُ مكانَ المبادرة السديدة الواعية , فيعمد الفرد المبدع على الهجرة الى مكان أكثر أمنا وأوفر حرية .
وأعني بـ "القمع السلبي" و "الطغيان", هو هذه السلطة الاعتباطية التي تتدخل في كل شاردة وواردة (باسم النظام) , التي لا تكتفي بقمع معارضيها، كما يفعل "الاستبداد"، بل تطلب ولاءً تامًّا من جميع رعاياها وتفرض استعراضًا دائمًا لهذا الولاء في المجال العام.
ولتحقيق ذلك، تَسحَق مَن يُشتَبَه في معارضتهم , فتلجأ الى القوة والعنف لفرض سلطتها, وهي تَعدّ ذلك جزء من صلاحياتها و ممارسة ضرورية لدوام مشاركة الرعايا جميعًا في طقس الاحتفال ب"الطاغية" ، طقس عبوديتهم.
ف"الزعيم" الكبير " هو ذاك الشخص الذي تُصَفِّق له الناس ليلَ نهار باستعراض في السراء والضراء. والمدير " العظيم " هو ذاك الإنسان الذي ينبغي أن يُسبِّح بحمده كل الموظفين, والموظف الأكفأ والأنشط, هو ذاك الذي يمتلك مهارة أكبر في الموافقة و تقديم فروض الطاعة والولاء لولي "النعمة "
على حدّ تعبير القول الشائع…
و"المثقف " الكريم يُمارس فوقيته, من خلال عرض آراءه على الآخرين وتقديمها على أنها "مقدسة" ….
والآباء الكرام يمارسون " سلطتهم " تحت مسمى "التربية" , فيصبح قمع الآراء وال"تأديب " فضيلة تربوية …وفي الحقيقة تكون النزعة الشعورية هي السائدة .
إن المشترك بين أنظمة الطغيان الإدارية بكافة أنواعها, سواء كانت إدارة أسرية أم سياسية أم ثقافية أم غير ذلك , أنها تنكِّد عيشَ مواطنيها وموظفيها وتميل إلى التعامل معهم كالأيتام, وأنها تحاول تطويعهم لمشيئتها باللين مرة وبالعصا مرات أما خصومها المعلَنون، فقد تسحقهم، أو على الأقل، تُذِلُّهم وتُعسِّر حياتهم.
فمجرد مقال صحفي نقدي ممكن أن يورد كاتبه السجن في بعض الأنظمة الشمولية, ويكفي مجرد النقد الكلامي في بعض الادارت التي تصف نفسها ب"الحدي
المزيد
فاروق القدومي : الدور الاميريكي قذر ويجب ان نتحد ضدّه - حاورته : مروة كريدية - جريدة العرب الأسبوعي
أيار 25th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political, فكر سياسي - Esprit Politique -, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مجلة العرب الأسبوعي- Arab weekly magazine, مقابلات / حوارات - interview,سليم الحصّ :العروبة ليست رابطة إثنية - حوار : مروة كريدية
أيار 19th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, فكر سياسي - Esprit Politique -, مجلة العرب الأسبوعي- Arab weekly magazine, مقابلات / حوارات - interview,بيروت صراع الكائنات المؤدلجة - بفلم مروة كريدية - جريدة أخبار العرب الاماراتية
أيار 13th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أخبار العرب- Akhbar elarab,انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, خواطر سياسية- Political ideas - Idées politique, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, لا للحرب- non war, لا للفساد - non corruption,حركات المقاومة وثقافة القربان - بقلم :مروة كريدية - العرب الأسبوعي - لندن
نيسان 29th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, لا للحرب- non war, مجلة العرب الأسبوعي- Arab weekly magazine,الكرنفالات الفكرية بين نخبوية المثقف وتوصياته المقدسة - بقلم مروة كريدية - جريدة أخبار العرب
نيسان 28th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أخبار العرب- Akhbar elarab,انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture, فكر سياسي - Esprit Politique -,في ذكرى الشاعر محمد الماغوط - بقلم: مروة كريدية - جريدة الوسط البحرينية - فضاءات
نيسان 26th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideas,انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture, جريدة الوسط البحرينية- alwasat news paper,الشاشة اللبنانية بين الكائنات الطربية والكائنات السياسية - بقلم مروة كريدية - جريدة أخبار العرب
نيسان 23rd, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , حقوق المرأة - Women's rights -Droits des femmes, أخبار العرب- Akhbar elarab, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture, خواطر سياسية- Political ideas - Idées politique, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, فلسفة و فكر - Philosophy -Philosophie, لا للعنف - non violance,تثاقف أم "إنثقاف" ؟- بقلم : مروة كريدية - العرب الأسبوعي -لندن
نيسان 23rd, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue,فكر اسلامي- Esprit islamique, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, فلسفة و فكر - Philosophy -Philosophie, مجلة العرب الأسبوعي- Arab weekly magazine,ثقافة القربان بين مطرقة المعتدي وسندان المقاوم - بقلم مروة كريدية - جريدة أخبار العرب
نيسان 16th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أخبار العرب- Akhbar elarab,انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture, فكر سياسي - Esprit Politique -, لا للعنف - non violance,جريدة العرب -لندن - معرض فني في مؤسسة العويس الثقافية-بقلم كريدية
نيسان 16th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أخبار ثقافية - Cultural News -Actualités culturelles, ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture, مجلة العرب الأسبوعي- Arab weekly magazine,الشاعر قبل ولادته الأخيرة - بقلم : مروة كريدية - مجلة العرب الأسبوعي -لندن
نيسان 14th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideas, ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture, مجلة العرب الأسبوعي- Arab weekly magazine,السفير العراقي يفتتح معرضه في دبي- الوسط البحرينية -اخبار ثقافية
نيسان 12th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أخبار ثقافية - Cultural News -Actualités culturelles, جريدة الوسط البحرينية- alwasat news paper,من أين يبدأ حوار الفكر الأصولي -بقلم مروة كريدية - مجلة الشريعة
نيسان 9th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, فكر اسلامي- Esprit islamique, فكر سياسي - Esprit Politique -, مجلة الشريعة الأردنية- shareea magazine,
مجلة الشريعة - العدد رقم 495 - مارس آذار 2007 - صفر 1428 للهجرة
العنف ضد المرأة .. ما معناه ؟بقلم مروة كريدية - مجلة العرب الأسبوعي
نيسان 9th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , حقوق المرأة - Women's rights -Droits des femmes, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, لا للعنف - non violance, مجلة العرب الأسبوعي- Arab weekly magazine,الأنا والآخر .. رؤية فلسفية -بقلم مروة كريدية -مجلة الشريعة
نيسان 3rd, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue,فكر اسلامي- Esprit islamique, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, فلسفة و فكر - Philosophy -Philosophie, مجلة الشريعة الأردنية- shareea magazine,
مجلة الشريعة - العدد رقم 483- مارس آذار 2006 - صفر 1427 للهجرة
ماهي السلطة حقًّا؟ استراتيجية صراع وهيمنة - بقلم :مروة كريدية -مجلة العرب الأسبوعي
نيسان 2nd, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, فكر سياسي - Esprit Politique -, مجلة العرب الأسبوعي- Arab weekly magazine,المرأة والعنف أزمة هوية في عصر الإنسان الأدنى -جريدة الوسط البحرينية -فضاءات - مروة كريدية
آذار 29th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , حقوق المرأة - Women's rights -Droits des femmes, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture, جريدة الوسط البحرينية- alwasat news paper,فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, فلسفة و فكر - Philosophy -Philosophie, لا للطائفية - -non Racism, لا للعنف - non violance,الخطاب الأيديولوجي والسياسي عند حركات الإسلام النضالي -بقلم مروة كريدية - مجلة الشريعة
آذار 29th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, فكر اسلامي- Esprit islamique, فكر سياسي - Esprit Politique -, مجلة الشريعة الأردنية- shareea magazine,
مجلة الشريعة العدد رقم -475 - تموز يوليو 2005 - جمادى الاول 1426
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق