حمى المذاهب في مجتمعات الطوائف - جريدة 14 أكتوبر اليمنية - بقلم : مروة كريدية
كانون الثاني 25th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaph, استراتيجية - Stratégie - Strategy, الحرية - Liberté - freedom, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة دولية - International Political -politique international, سياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienne, سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, لا للطائفية - -non Racism, لا للاستعباد - Stop Slavery, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مقالات articles,حمّى المذاهب في مجتمعات الطوائف
المتابع للسياق الفكري والحدث الثقافي للأوضاع الدائرة في المنطقة يجد أن المجتمعات الحالية هي مجتمعات “مذهبية” و تتجه إلى مزيد من الانغلاق و”الطائفية ».
واقصد ب”المذهب “ أي تيار ثقافي مهما كان مسماه أو شعاره أو القناع الذي يقف خلفه، والذي يؤسس لمنهج فكري، ويستند إلى مرجعيّات بعينها ويدور في فلك “ الرمز” أو “الأب الروحي»….
(……) اقصد بالنظام “الطائفي” هي آلية الحكم العمليّة المرتبطة ب”الشخص” والصورة التطبيقية للفكر المذهبي، التي تجعل الشعب يدور في فلك “الرمز”، مختصرةً هموم البشر في نفسه وكرسيه، كما تهدف إلى جرهم وقولبتهم وتطويعهم وجعلهم نماذج من مادة واحدة، وذلك من خلال تحويل الأفكار والمعتقدات والمقدسات والعمق التاريخي والبعد الجغرافي إلى علب فكرية جاهزة وأجوبة ميّتة وحاضرة، تتحوّل الأحداث في ظلّها إلى أمرٍ واقعٍ مألوف.
إن المذهبية هذه تجد حياتها في الرموز، وتعبّر عنها ب “الأسماء” و”الشعارات”، التي إن عكست أمرًا فإنها تعكس عبودية كائنات يسجدون على ركبهم يتملقون “الرمز”، لأن ما يسميّه الناس مذاهب وتيَّارات ليس إلا سلاسل تقيد الحرّ وان كانت هذه السلاسل تبرق فتخطف أبصار الناظرين.
إن ثقافة المذهبية هذه، هي ثقافة ربط محكم، واتصالٍ ينبني على مستوى التكوين المعرفي الابستيمولوجي عند الأفراد، ويطال الأبعاد الاجتماعية والسياسية كافّة، التي تجد في الربط التاريخي المبرم لحظة بناء حاسمة في هوية الكائن المذهبي؛ ذلك إن هكذا ثقافة هي ثقافة ذاكرة وتقليد، تحفظ المفاهيم وتكرس الإيديولوجيات، وتستقر في موقع بعينه وتقف في لحظة زمنية معينّة، لذلك فإنها تتحول الى كيانات عنصرية، ترى في أي كائن آخر مختلف عنها كيان معادي، فيتحول الكوكب الأرضي في نظرها إلى ذوات ثقافية متنافرة، وكيانات عنصرية متناحرة، ويصبح الدور الأول للإنسان فيه “عدائي محارب»…ربما يتساءل المرء: أليس كل من يطالب بالتحرر من الطائفية والمذهبية لا بد وانه يكرس مذهبية أخرى؟؟ أليس البشر والشعوب هم امتداد لماضيهم وتراثهم الحضاري؟ أليست الأمم هي قيّم وأخلاق وموروثات دينية
المزيد
المذهبية في حكم الرعيان - بقلم: مروة كريدية
كانون الثاني 23rd, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , graphic design -تصميم صور, الحرية - Liberté - freedom, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology,ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة عراقية - Iraqi political - la politique irakienne, سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, فكر اسلامي- Esprit islamique, فكر سياسي - Esprit Politique -, لا للطائفية - -non Racism, لا للاستعباد - Stop Slavery, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مقالات articles,حمّى المذاهب في مجتمعات الطوائف
ايلاف - مروة كريدية
" إن كان طاغية تودّون خلعه عن عرشه ، فانظروا أوَّلاً إن كان عرشه القائم في أعماقكم قد تهدَّم " جبران[1]
لطالما تذمّرت شعوب المنطقة من طغيان حاكيميها، ولعل المَشاهد التي نقلتها الفضائيات غداة انهيار تمثال "الحاكم" يوم سقوط بغداد، وما تبعه من تفاعلات تراوحت بين مؤيدةٍ و شاجبة، يعكس الصورة الرمزية المتمثلة في الخلفيات الذهنية لشعوبٍ انغرست في كينونتها صورة الرمز "الزعيم"، فمن فَرحَ بذلك فإنما فرح بتحطيم رمز السلطة والقمع والطغيان المتمثل في مخيلته، ومن شَجب وانزعج فإنما حزن لانهيار الرمز الذي يراه رمزًا لهيبة لأمة متخيّلة ايضًا ..
الصورة وان تناقضت في كلتا الحالتين واختلفت في المشهدين، ألا أنها في حقيقتها وجوهرها تدور حول محوريّة رمزية واحدة، وهي تكريس "الزعيم الرمز" ؛ فحتى من أراد هدم الصورة التي كانت موجودة، فإنه هدف الى تكريس أخرى متمثلة في "زعيم" آخر، وهكذا في دوامة من الصراعات، التي تعكس أنّ "الطاغية " قائم في النفوس ومتربّع في اللاوعي الاجتماعي عند الشعوب .
والمتابع للسياق الفكري والحدث الثقافي للأوضاع الدائرة في المنطقة يجد أن المجتمعات الحالية هي مجتمعات "مذهبية" وأن انظمة السلطة تتجه الى مزيد من الانغلاق و"الطائفية ".
واقصد ب"المذهب " اي تيار ثقافي مهما كان مسماه او شعاره أو القناع الذي يقف خلفه، والذي يؤسس لمنهج فكري، ويستند الى مرجعيّات بعينها ويدور في فلك " الرمز" أو "الأب الروحي"….
واقصد بالنظام "الطائفي" هي آلية الحكم العمليّة المرتبطة ب"الشخص" والصورة التطبيقية للفكر المذهبي، التي تجعل الشعب يدور في فلك "الرمز"، مختصرةً هموم البشر في نفسه وكرسيه، كما تهدف إلى جرهم وقولبتهم وتطويعهم وجعلهم نماذج من مادة واحدة ، وذلك من خلال تحويل الافكار والمعتقدات والمقدسات والعمق التاريخي والبعد الجغرافي إلى علب فكرية جاهزة وأجوبة ميّتة وحاضرة، تتحوّل الاحداث في ظلّها الى أمرٍ واقعٍ مألوف.
إن المذهبية هذه تجد حياتها في الرموز، وتعبّر عنها ب "الأسماء" و "الشعارات"، التي ان عكست أمرًا فإنها تعكس عبودية كائنات يسجدون على ركبهم يتملقون "الرمز"، لأن ما يسميّه الناس مذاهب وتيَّارات ليس إلا سلالسل تقيد الحرّ وان كانت هذه السلاسل تبرق فتخطف ابصار الناظرين .
إن ثقافة المذهبية هذه، هي ثقافة ربط محكم، واتصالٍ ينبني على مستوى التكوين المعرفي الابستيمولوجي عند الافراد، ويطال الابعاد الاجتماعية والسياسية كافّة، التي تجد في الربط التاريخي المبرم لحظة بناء حاسمة في هوية الكائن المذهبي؛ ذلك إن هكذا ثقافة هي ثقافة ذاكرة وتقليد، تحفظ المفاهيم وتكرس الايديولوجيات، و تستقر في موقع بعينه وتقف في لحظة زمنية معينّة، لذلك فإنها تتحول الى كي
المزيد
المشروع الثقافي الاميركي في الشرق الاوسط - بقلم : مروة كريدية
كانون الثاني 21st, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أخبار العرب- Akhbar elarab, استراتيجية - Stratégie - Strategy, الحرية - Liberté - freedom, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue,ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة دولية - International Political -politique international, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر سياسي - Esprit Politique -, لا للاستعباد - Stop Slavery, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption,لا أحد ينكر ما تواجهه الشعوب والمجتمعات والأفراد من سيل من الثقافات التي تُطرح عليها عبر وسائل شتى وبشكل دائم و مستمر الأمر الذي يقف الحليم أمامه حيرانا .
فالإدارة الأمريكية تطالب الشعوب وبشكل ملحبتجديد مناهج التعليم وهو طلب خطير فعلا ,فهي تُدرك أن مناهج التعليم لا سيما مواد"التاريخ " و العلوم الدينية " هي التي تؤسس الفكر عند الطلبة لذلك فهي تربط وبشكل دائم بين الكليات " الدينية " و"الإرهاب " لأنها تعتقد أن هذه الكليات هي التي تؤسس للفكر المضاد لمشروعها…
ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في جهل هذه"الإدارة " للبنية الثقافية للمجتمعات الشرقية خصوصًا الإسلامية منها …
وبالرغم من أنها تنفق الأموال الطائلة لإجراء دراسات اجتماعية واقتصادية لفهم البنية المجتمعية في المجتمعات الشرق أوسطية ،إلا أنها تجهل حقيقة هذه الشعوب فعلا , وهذا يظهر من تصريحات "زعمائها " بوضوح
فبنية هذه المجتمعات لا تُفهم إلا ممن عاشها بتفاصيلها , ومن يعيش ضمن هذه الشعوب ويفهم بنيتها الاجتماعية , سينخرط في تركيبتها وينقلب على "المشروع الأمريكي " حتما …
لان الدراسات الحقيقية الجادة تتطلب وقتا طويلا في العيش وسط تلك الشعوب وبالتالي هذا الوقت كافي بأن يرى الباحث المنصف الجاد فشل مشروع "إدارته " في الشرق الأوسط
ولعل عملية " التجديد الثقافي" من الامور المطلوبة لنا كشعوب ولكن ليس على الطريقة"الامريكية " , فالتجديد من الأمور التي طالما حلمنا بها و لطالما دعت النخب الفكرية إليها ,مع التنبه الى أمر هو أننا الآن غير مخييرين في التغيير أو عدمه لأننا أمام إعصار جارف يحمل في طياته الغث والثمين .
ولكن لو أمعنا النظر بما يُفرض على المجتمعات من ضغوط تُمارس لتغيير ثقافاتها و مفردات حضاراتها يجد أنها ستؤدي لا محالة إلى مزيد من الانغلاق على الذات عند تلك الشعوب والمجتمعات , وسيؤدي إلى إعادة إنتاج الاستبداد المجتمعي من جديد…
ذلك أن عملية التغيير الثقافي لا تكون إلا عبر رموز معرفية من الثقافة نفسها, ففي كل ثقافة هناك المنظومة القيمية الخاصّة بها
المزيد
لا للحرب ! - زيارة بوش الى الشرق الأوسط - بقلم مروة كريدية
كانون الثاني 15th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaph, استراتيجية - Stratégie - Strategy, الحرية - Liberté - freedom, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة دولية - International Political -politique international, سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر سياسي - Esprit Politique -, لا للاستعباد - Stop Slavery, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مقالات articles,"الولايات المتحدة تعزز اذا التزامها القديم في مجال الامن مع اصدقائها في الخليج وهي تجمع اصدقاء في العالم لمواجهة هذا الخطر (الإيراني) قبل ان يفوت الاوان"[1] بوش
غرق الاعلام ولا سيما العربي منه في تحليل وفهم الأهداف المعلنة وغير المعلنة لزيارة الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، لا لاهمية الزائر بحد ذاته بل لأن خيارات الإدارة التي يمثلها تنصب على رأس شعوب المنطقة في نهاية المطاف، التي طالما اعترضت على موقف هذه الادارة من قضاياها التي تعدها عادلة، غيرانه من الطبيعي أن تسعى كل دولة لتحقيق ما تراه مناسبا لمصالحاها هي لا مصالح غيرها من الامم و الشعوب .
واذا ما اراد المرء ان يقرأ بين السطور في الخطابات المعلنة خلال هذا الأسبوع يجد أن هناك أزمة تكمن في السعي الحثيث والسريع نحو ايجاد آلية تضمن الحفاظ على امن اسرائيل على الأقل لفترة العشر سنوات القادمة ، فمعظم التقارير والدراسات الاستراتيجية وهي دراسات مفصلية أفادت بأن هناك خلل وضعف في دور المؤسسة العسكرية الاسرائيلية التي بدت عاجزة أمام حزب الله في حرب تموز من عام 2006 ،
الأمر الذي دفع الى إعادة النظر من جديد في قضية الأمن الاسرائيلي من خلال تفعيل موضوع "السلام" عبر مؤتمر أنابوليس وايجاد مخرج سياسي سريع يضمن "الامن " بالدرجة الاولى ويفرض حلّ عاجل قبل انتهاء ولاية بوش .
فإسرائيل تشعر بعدم الاطمئنان تجاه ايران، وانها باتت مكشوفة في مواجهة ايران "النووية" التي لا تقوى عليها بمفردها ، في وقت جاء تقرير الاستخبارات الاميركية ليؤكد وقف ايران لبرنامجها النووي منذ عام 2003 ، الامر الذي أشعر الاسرائيليين بخيبة أملٍ بالغة ، وقد جاءت الاجتماعات الاميركية الاسرائيلية لتعيد "الخطر الايراني " الى الواجهة في السياسية الدولية.
هذا الأمر أكدّه سالاي ميريدور سفير اسرائيل في واشنطن بالقول " عند تقويمنا التهديد القادم من إيران ، نحن متفقان ونفكر بالطريقة نفسها . إن الولايات المتحدة واسرائيل تدركان جدية التهديد وانعكاساته في حال تفاقمه" [2]
والمتابع للصحافة الاسرائيلية يجد انها رصدت ذلك حيث اشارت صحيفة معاريف أن "رئيس الوزراء عرض على بوش تفاصيل البرنامج النووي السري الإيراني " موثقة بصور الاقمار الصناعية والوثائق ، وهو امر اكدته " يديعوت احرنوت " نقلا عن مصادر اسرائيلية " الاستعداد للبحث في " عمل عسكري " ضد ايران.)[3]
فالادارة الاميركية تشعر بالانزعاج والقلق من تمدد النفوذ الايراني في المنطقة خصوصًا عندما حضر الرئيس الإيراني أحمدي نجاد قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي انعقدت في الدوحة في دورتها الثامنة والعشرين، وسيره يدا بيد الملك عبد الله بن عبد العزيز ، إضافة الى الدلالات الايديولوجية والسياسية العميقة التي حملتها دعوة العاهل السعودي للرئيس الايراني للزيارة المملكة العربية السعودية وأداء فريضة الحج .
لذلك فقد اراد بوش في زيارته الخليجية تذكير العرب بعدائية ايران حيث قال يوم الاحد الماضي :" ان (ايران) تحاول ترهيب جيرانها بصواريخها وخطابها العدائي".[4]
المزيد
السياسة والغريزة في عصر الانسان الأدنى - بقلم : مروة كريدية
كانون الثاني 12th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , حقوق المرأة - Women's rights -Droits des femmes, الحرية - Liberté - freedom, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology,تصّوف - sufism - Soufisme, خواطر سياسية- Political ideas - Idées politique, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة دولية - International Political -politique international, سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, علم نفس -psychology - psycologie, عولمة - globalisation,فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, فلسفة و فكر - Philosophy -Philosophie, لا للاستعباد - Stop Slavery, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مقالات articles,
السياسة والغريزة في عصر الإنسان الأدنى [1]
مروة كريدية/ كاتبة لبنانية
لعل الإشكالية التي تقع في عملية تحليل الأوضاع السياسية والاجتماعية وغيرها تكمن في أن معظم التحليلات تتناول القضايا بشكلها الآني وبوجهها المادي وبإيقاعها المباشر والسريع، دون الوقوف على الخلفيات الأخرى والعوامل لفهمها بشكلها الكلي الشامل، ولطالما حاولت ان اربط بين أمور لأن عملية الفهم تتجاوز الفواصل بين الأشياء وترى الواقع كلّ متكامل يتجاوز التناقض والازدواجية ، وقبل طرح إشكالية العمل السياسي وعلاقته بالمستوى الغرائزي لا بد من توضيح نقاط ضرورية اهمها :
إن الغريزة تقع تحت تصرف الطبيعة وتنتمي الى اللاوعي، أما الوعي فساحته العقل والفكر، أما الوعي الوجودي الأعلى فهو الوعي الذي يتجاوز الفكر وساحة العقل الواعي الى العقل الكوني المنفتح على الوجود ، بطبيعة الحال فإن الذكاء والفكر جزء من الوعي الوجودي الأعلى وليس الكل ، لأنه ليس كلّ من يفكر ذكي وليس كل إنسان ذكيّ يفكر ، أما الوعي الوجودي فهو يرى الأشياء ويختبرها روحيًّا كالمحبة فإنه لا تعمل بشكل منهجي ولكنه بالنهاية حقيقية .
و يُشبّه الحكيم غوردجيف الإنسان بالمنزل المكون من أدوار ثلاثة الاول منه غريزة والثاني الوعي والثالث الوعي الأعلى ،.
أما محيي الدين ابن عربي الأندلسي فقد ميز بين النفس و العقل والقلب معتبرا ان الفهم الحقيقي الأعلى للوجود يتم عبر النور المُلقى الى القلب عبر العقل وهو ما يُعرف بالبصيرة[2]
إذن هناك تلاقي عند الحكماء في كون الكائن الانساني والمجتمعات تمر بمستويات متعددة من الوعي على حدّ سواء …
ترى كيف يبدو المشهد السياسي الحالي ولأي مستوى من مستويات الوعي ينتمي ؟؟؟
حاليًّأ؛ السياسة هي السلطة، وهي القوة، لذلك فإن إرادة الوصول الى السلطة تسمى بالعمل العمل السياسي، والسلطة مصطلح يشتمل على أنواعٍ كثيرة بدءًا من سلطة الاهل على الابناء و سلطة الرجل على المرأة او العكس وصولا الى سلطة الدولة على الشعب …
غير أن الصراعات على السلطة الأشد هي تلك التي نراها في مجتمعاتنا و تتجلى من خلال محاور ثلاث : سلطة "الرجل" ، سلطة"المراجع الدينية" ، وسلطة "الدولة" …
فالمجتمع الذكوري هو ذاك الذي يحاول بشتى الوسائل ادخال الأنثى طوعًا او كرهًا تحت سلطة الذكر متبعا حيالها استراتيجية على أنها أدنى منه ، فحتى المجتمعات التي توصف بالغربية المتحررة هي أيضا مجتمعات ذكورية تمارس القمع المقنع تجاه المرأة ولكن مع تفاوت النسبة مقارنة بغيرها من المجتمعات .
ولست من دعاة تحويل المجتمعات الى انثوية بحيث تصبح الانثى هي من يمارس السلطة لأننا نكون مازلنا في دائرة الصراع على السلطة ولكن مع اختلاف الادوار .
كما أن المقارنة التي تثار بين ما يوصف بالرجل وبين ما يوصف بالمرأة مقارنة حمقاء لأنهما صنفان مختلفان من البشر وكلاهما كائن إنساني فالمرأة ليست أدنى من الرجل ولا أرفع منه والرجل ليس أدنى من المرأة أو أرفع منها [3].
ببساطة عندما يرتقي الانسان الى درجة الوعي الكوني يصبح إنسان ولا فرق عندها بين انثى وذكر فالكل إنسان كوني .
والامر في مجال ما يوصف ب"المراجع الدينية " متشابه فالشيخ يطمح لان يصبح مفتي والمطران يسعى لان يصبح بطريركا او كاردينال وهكذا من أجل الحصول على مزيد من "الصلاحيات " وبالتالي مزيد من السلطة فيمنح الغفران لمن يشاء و يمارس "الحرم الكنسي" على من يشاء ، يطلق فتوى تكفيرية هنا او تحليلية هناك ، وهكذا في إطار ممارسة النفوذ باسم الرب او الإله …
أما الصراعات السياسية فتتجلى فيها سائر التعقيدات السلطوية الالغائية الشرسة التي لا تعرف الهوادة ، والحاصل في الانتخابات خير دليل كما أن الانظمة الحالية تسعى الى التوريث بشتى الوسائل حتى بالانظمة الجمهورية ؟!! ومن المفارقات أن معظم الدول العربية توريثية سواء في الانظمة الملكية أم الجمهورية! وهذا يدل على أن المشكل يكمن في الوعي والعقلية لا في الشكل ، وكنت أتساءل دائمًا ألا يوجد في هذه الدول "رئيس سابق"؟؟ والرئيس باق باق باق!!
ما يحصل على المستوى السياسي هو ان السلطة تمنح القوة والقوة تصنع الحق والغاية تبرر الوسيلة ، إنها "البلطجة " بامتياز وشريعة الغاب !!
إذن هذه الصراعات المحمومة على ماذا تنم ؟؟
هكذا دوامة تشير الى عقدة نقص كامنة داخل الفرد و يهدف من خلالها اثبات انه صاحب نفوذ وبالتالي فإن لوجوده "قيمة " هذا الصراع نابع من عقدة دونية دفينة، مفادها انه يشعر بأنه أدنى ممن هو اكثر سلطة منه، لذلك فإنه يسعى لامتلاك السلطة ليصبح أعلى ..هذه دوامة تقذف البشرية بأدنى مستويات الحياة
كثيرا ما قابلت أفراد من خلال مؤتمرات وكانوا يسألونني عن عملي قبل إسمي : أين تعملين ؟؟؟؟؟ إنه سؤال مبطن يهدف السائل من خلاله معرفة حدود سلطة المقابل !! إنه سؤال : ما هي حدود سلطتك ؟؟
فهم لا يستطيعون ان يتصوروا ان هناك انسان يُقدم نفسه على انه انسان وحسب ولا شيئ آخر، دائما يريدون ان يصنفوا البشر وفق مهنهم ووفق المؤسسات التي يعملون بها، فلو كنت مديرا في شركة توصف بالكبيرة فإنك مقدر اجتماعيًّا اما لو قلت انك فلان وحسب لما أعارك احد اي اهتمام، لذلك فإنه فور انسحاب صلاحياتك لس
المزيد
سياسة الفضائح في مجتمع الخداع - بقلم : مروة كريدية - ايلاف
كانون الثاني 8th, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , حقوق المرأة - Women's rights -Droits des femmes, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ايلاف ديجيتال - elaph digilal magazine, خواطر سياسية- Political ideas - Idées politique,ديموقراطية - Démocratie - Democracy, فكر سياسي - Esprit Politique -,مع إطلالة العام الجديد وقفة مع القراء - الابداع بين السلطة والمجتمع - بقلم : مروة كريدية
كانون الثاني 1st, 2008 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaph, الحرية - Liberté - freedom, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, خواطر سياسية- Political ideas - Idées politique, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, فكر اسلامي- Esprit islamique, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مقالات articles,إيلاف - مروة كريدية
تابعت في الفترة الأخيرة تعليقات وردود بعض القراء ، وكثيرًا ما كان هناك تساؤل من قبلهم حول آلية الحلول للإشكالية المطروحة بدلا من عرض الواقع الذي أُشبع عرضًا ونشرًا، كما تمحورت معظم ردودهم حول الطروحات الانسانية بوصفها أحلام طوباويّة بعيدة عن واقع الصراعات والتحديات المعاشة .
ولست في صدد معالجة الآراء التي اطرحها تأكيدًا أو نفيًا، ولا بصدد اقناع أحد من العالمين بصدقية ما أدون، فأنا لا أدعي إمتلاك الحقائق المطلقة ، كما أني لا أؤمن بمنهج فكري معين اعتقد بقدسيته وأسعى للتبشير به، فما أكتبه لا يتجاوز كونه وجهة نظر قد تكون مميزة في بحر واسع من الآراء وغابة الأفكار، وهذه المقالة تدخل في إطار التوضيح للقارئ الكريم .
الحلول فرص لخلق المعاني :
إن الحلول الحقيقية للمشاكل المعاشَة لأي مستوى انتمت سواء السياسية منها أم الإجتماعية أم الاقتصادية لا تُكتَشف أو تُقدم جاهزة، فهي ليست أمر مختبئ نحاول البحث عنه وكشفه ، بل انَّ فرص الحلول تُخلق وفق الظروف وبحسب مستويات الواقع الذي نتمي إليه وهو متغير متحرك بحسب الأزمنة والأمكنة والأشخاص، فالحياة التي نحياها بوصفها البيولوجي المادي لا معنى لها، غير ان الحياة هي فرصة حقيقية نعيشها لخلق المعاني.
أتساءل دومًا : لماذا نحن البشر نسعى دائمًا لحلول جاهزة سريعة ؟؟ ودائمي التوهم أن الحل بيد الآخر ؟؟ و لماذا نعتقد دومًا أن هناك مؤامرة يحيكها الآخرون ضدنا ؟؟ لماذا نحن العرب بشكلٍ عامٍّ ننتظر دومًا من يَصنع لنا السلام ؟؟؟أليس من الحماقة أن نطلب السلام من دعاة الحروب والمجازر على سبيل المثال؟؟؟
أليس غريبًا أن في واقعنا الفكري أن ننتظر كي تُقدم لنا المعاني حاضرة ناضرة ؟؟؟ لماذا هذا الحرص من قبل بعض المفكرين على عدم الاجتهاد في النصوص؟؟
ان ننتظر ان تُقدم الحلول لنا أمر في منتهى الحماقة ، فالحرية معنى يُعاش والمعنى يُُخلق، الديموقراطية الحقّة هي تجربة تُختبر ويعيشها الأفراد تتيح فرصة قبول الآخر كما هو عليه ، فهي ليست وصفة آلية تُقدم للشعوب بالحديد والنار!!فلا ديمقراطية تحت أي شكل من أشكال الاحتلال العسكري منه وغير العسكري !! ولا وجود للفرص في ظل اي لون من الوان التبعية..
الابداع وأزمة الأفكار المسبقة :
غالبًا ما ينطلق الفرد مشاهدًا كان أم قارئًا من أفكار مسبقة، فهو في أغلب الأحيان ينطلق من خلفيات فكرية أو عقائدية معينة وينتظر من الكاتب ان يلبي له هذه الافكار، هكذا أفراد قرروا سلفًا ما هو المعنى الذي يبحثون عنه!!
اما في الكتابات والتحليلات السياسية فالامر اشد وضوحًا، فالقارئ العربي يسعى دائما لان يثبت حقوقه التي يراها مسلوبة وهو يحتفل بالكاتب الذي يسعى لإقرار تلك الحقوق وإظهارها للرأي العام ويهلل له ويكبر ، وانا اقول إن الحقوق تخلق وتفرض ولا تستجدى أبدًا، ولا حاجة لنا في الحقيقة الأمر لإثباتها بالعقل والمنطق والحجج والبراهين ، فإن وافقتها آلية البحث العلمي فخير وإن خالفتها فلاضير ..
إن الكائن الإنساني المبدع الحرّ، لأي مستوى من مستويات الابداع انتمى ، أكان رسّامًا أم عازفًا أم كاتبًا ، لا يبدع
المزيد
من جعبة الذكريات - بقلم : مروة كريدية - جريدة العالم
كانون الأول 13th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideas,أدب -literature, جريدة العالم- alalam news paper,جريدة العالم - العدد رقم 37
مقدمة
اعتدت منذ فترة على كتابة المقالات العلمية الجادة المتخصصة، وهي مقالات تُوصَف عادة بأنها "ثقيلة الدم" ولا يحبّها القارئ العادي، وهو محقّ في ذلك، لأنها مرهقة وتسبب له الصداع في أحسن الأحوال. لكني أطلّ اليوم على العالم عبر مدونتي، من خلال بعض المذكرات والقصص والتجارب الشخصية، إنها محاولة بسيطة لإحياء القلب، فالخواطر تفتح الخيال لدى الإنسان، وهي طريقة الروح في اختبار الحقائق، إنها فسحة الأمل في رحلة العمر، لأنها تتعدى الفكر وتتجاوزه وتنقل الكائن من الرأس إلى القلب وهو الأقرب إلى الأسرار.
أكتب بعضاً من تجاربي ومن أشجاني، فالأيام تُطوى وتبقى في المخيلة الذكرى شاهدة على الحدث، فالإنسان يمتلك قدرة هائلة على تحقيق أحلامه، ففي المستقبل ممكنات غير محدودة، ولا يمكن لأحد أبداً أن ينتزع ما تعقله الروح، لأنها وما تحققه وتكتسبه شيء واحد، فالعمر رحلة.
وكَقطرَةِ الََمطر، أُّدونُ رِحلتِي هذه.
مِن وقْعِ الوجُوِد ومن وحْيِ الوَجد، تُكتب.
هي الحياة تطور ووعي، من ايقاع الكون تغزل.
أدون اليوم جنون قلمي.. وقلمي من جنون الفكر يدمع
قليل من العبث.. يُنعش القلب
منذ طفولتي، عشقت القراءة والسبب مجهول، ومع بداية الدراسة الثانوية كان لي مع العلم وأهله محبة خاصة، فلم أكن أرى هدفًا أهم من البحث وطلب العلم.لأتحول بعد دخولي الجامعة، إلى كائن مبرمج الذهن على القراءة المستمرّة والعمل الدؤوب.. فكان الكتاب رفيقي في حلّي وترحالي، والقلم معلّقاً برقبتي فهو جزء من معداتي اليومية الذي لا يمكنني التحرك دونه، وحقيبتي اليدوية وكأنها مكتبة وثائقية متنقلة، تحتوي على كل ما هبّ ودبّ ودرج من مستلزمات عدّة الشغل.
أما شكلي الخارجي فكان أشبه بباحثة كيمياء عجوز شمطاء، لا تخرج من مختبرها إلا بالمناسبات، فنظارتي تحفر وجنتيّ، وملابسي الواسعة الفضفاضة تتسع لفريق بحث بكامله، وحذائي العريض الزاحف، يستصرخني مقرقعاً أن أرحمه، لأنه تحول بعد أسبوع من شرائه من حذاء محترم إلى قارب مهترئ تعصف به رمال الطريق
المزيد
منطلقات الفكر السياسي صراع حتميات أم تكامل وجودي - بقلم : مروة كريدية - افتتاحية معابر
كانون الأول 9th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , الحرية - Liberté - freedom,انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, خواطر سياسية- Political ideas - Idées politique, سياسة دولية - International Political -politique international, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, عولمة - globalisation, فكر اسلامي- Esprit islamique, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, فلسفة و فكر - Philosophy -Philosophie, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, معابر- maaber,
منطلقات الفكر السياسيصراع حتميَّات أم تكامُل وجودي؟
مروة كريدية[1]
إذا أراد الإنسانُ يومًا أن يجد حلاًّ لمشكل السياسية فعليه أن يقاربه من خلال الجماليات، إذ لا يمكن للإنسان أن يشقَّ طريقه نحو الحرية إلا عبر الجمال.– ف. فون شيلِّر[2]
ينظر كثيرٌ من "المحلِّلين" العرب في شكٍّ وريبة إلى الطروح السياسية المتعلقة بالديموقراطية والعَلمانية والحريات الفردية، كما يشكِّكون في صدق انتماء أصحابها ووطنيتهم وقوميتهم وعروبتهم ودينهم. وغالبًا ما تُثار علاماتُ استفهام حول الأفراد الذين يتبنون الفكر العَلماني، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط في الوضع الراهن، حيث يوضع هؤلاء الأفراد في خانة "العملاء"! – إذ هم يُصنَّفون على أنهم المسوِّقون للمشروع الأمريكي في المنطقة.
بيد أنَّ حقيقة الإشكالية تقع أصلاً في البنية المؤسِّسة للفكر. فالتاريخ الثقافي للأمم أثبت فشل الأنظمة القائمة على تعميم صورة نموذجية واحدة تُفرَض فرضًا على الجميع وكأنها الترياق الشافي للمشكلات كلِّها، بحيث يتوقف خلاصُ الشعوب على اتِّباع هذا النموذج التوتاليتاري بعينه. فمن الدواعي الأساسية لفشل اللينينية–الستالينية، مثلاً، أنها قبعت ضمن إطار نموذج مرسوم سلفًا، فلم تتحرر منه، ولم تراعِ حكمة التثاقف والتلاقي مع المجتمعات الأخرى، بثقافاتها وأديانها المتنوعة. كذلك المشاريع القومية، العربية منها وغير العربية، فشلت لأنها أرادت أن تكرِّس صورةً نموذجيةً واحدةً عن اجتماع الأقوام في المملكة الإنسانية.
ونحن اليوم أمام نموذج توتاليتاري جديد، يتمثل في إدارة "المحافظين الجدد"، يَفرض على البشرية، باللين تارة وبالحرب تارة أخرى، نموذجًا يتَّكئ فكريًّا على حتمية الصراع من خلال مقولة هنتنغتون في الصِّدام الحضاري، ويتستَّر عمليًّا بستار نشر الديموقراطيات في العالم ومكافحة الإرهاب. فالطروح الثقافية التي فرضتْها إدارةُ المحافظين الجُدُد لم تأخذ بعين الاعتبار تعدد مستويات الواقع؛ ك
المزيد
مروة كريدية[1]
إذا أراد الإنسانُ يومًا أن يجد حلاًّ لمشكل السياسية فعليه أن يقاربه من خلال الجماليات، إذ لا يمكن للإنسان أن يشقَّ طريقه نحو الحرية إلا عبر الجمال.– ف. فون شيلِّر[2]
ينظر كثيرٌ من "المحلِّلين" العرب في شكٍّ وريبة إلى الطروح السياسية المتعلقة بالديموقراطية والعَلمانية والحريات الفردية، كما يشكِّكون في صدق انتماء أصحابها ووطنيتهم وقوميتهم وعروبتهم ودينهم. وغالبًا ما تُثار علاماتُ استفهام حول الأفراد الذين يتبنون الفكر العَلماني، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط في الوضع الراهن، حيث يوضع هؤلاء الأفراد في خانة "العملاء"! – إذ هم يُصنَّفون على أنهم المسوِّقون للمشروع الأمريكي في المنطقة.
بيد أنَّ حقيقة الإشكالية تقع أصلاً في البنية المؤسِّسة للفكر. فالتاريخ الثقافي للأمم أثبت فشل الأنظمة القائمة على تعميم صورة نموذجية واحدة تُفرَض فرضًا على الجميع وكأنها الترياق الشافي للمشكلات كلِّها، بحيث يتوقف خلاصُ الشعوب على اتِّباع هذا النموذج التوتاليتاري بعينه. فمن الدواعي الأساسية لفشل اللينينية–الستالينية، مثلاً، أنها قبعت ضمن إطار نموذج مرسوم سلفًا، فلم تتحرر منه، ولم تراعِ حكمة التثاقف والتلاقي مع المجتمعات الأخرى، بثقافاتها وأديانها المتنوعة. كذلك المشاريع القومية، العربية منها وغير العربية، فشلت لأنها أرادت أن تكرِّس صورةً نموذجيةً واحدةً عن اجتماع الأقوام في المملكة الإنسانية.
ونحن اليوم أمام نموذج توتاليتاري جديد، يتمثل في إدارة "المحافظين الجدد"، يَفرض على البشرية، باللين تارة وبالحرب تارة أخرى، نموذجًا يتَّكئ فكريًّا على حتمية الصراع من خلال مقولة هنتنغتون في الصِّدام الحضاري، ويتستَّر عمليًّا بستار نشر الديموقراطيات في العالم ومكافحة الإرهاب. فالطروح الثقافية التي فرضتْها إدارةُ المحافظين الجُدُد لم تأخذ بعين الاعتبار تعدد مستويات الواقع؛ ك
المزيد
تعليق على مقال : بين الكبت الجنسي والقمع السياسي
كانون الأول 5th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , ايلاف ديجيتال - elaph digilal magazine, مقالات articles,
أصابت وأجادت حضرة الكاتبة فوضعت الإصبع على موضع ألم الأمة المكبوتة جنسياً وثقافياً وسياسياً، ومن زرع الكبت حصد الإنفجار ، وهذا ماتعانيه أمتنا العربية،الكائنات الحية بما فيها الإنسان ميّال للحياة الاجتماعية كما تميل الكائنات الحيوانبة للتجمع ، المنع يؤدي للتحايل والمنافقة والتضليل، فكل ممنوع مرغوب كما أثبت علم الاجتماع ، في ظل علاقات ثق
المزيدإشكالية الديموقراطية والثقافة في الواقع العربي- بقلم : مروة كريدية
تشرين الثاني 27th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaph, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ايلاف ديجيتال - elaph digilal magazine, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, عولمة - globalisation, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, لا للعنف - non violance, مقالات articles,إشكالية الديموقراطية والثقافة في الواقع العربي
مروة كريدية/ كاتبة لبنانية - إيلاف –
إن أحد أهم أسس الديموقراطية هو إتقان الحوار التواصلي المبدع الذي يعترف بالآخر ويقرّ بالاختلاف ويقبل بأن يمارس هذا الاخر سلتطه في المجالات كلها بما فيها السياسي، وحيال ذلك نطرح جملة أسئلة عن علاقة الديموقراطية بالخلفية الثقافية مفادها:" هل من الممكن أن نمارس الديموقراطية ونحن ما نزال في طور العقلية المؤدلجة المبنية على العقائد أو النصوص؟؟؟ وهل يمكن تطويع الديني اللاهوتي ؟؟؟ ام إنه لا بد من فصل اللاهوتي عن السياسي فصلا تامًّا؟؟؟ وان كان كذلك فما هي استعدادات الشعوب العربية ومدى تقبّلها لهكذا فكر؟؟؟ في ظل المخزون التاريخي المؤدلج؟؟؟
وإن كانت الديمقراطية تتنافى مع الدوغمائية العقائدية والعقلية الأحادية فهل تقوم على الفصل التام بين ميدان الألوهية وميدان الحاكمية (وحول هذه النقطة سجال كبير)؟؟؟ وهل هذا الفصل ممكن بين مجال العقيدة و مجال السلطة ،و بين الدين والسياسة؟؟ وماهو دورنا الثقافي؟؟؟وكيف هي علاقتنا في ميزان الحوار التي تربطنا مع غيرنا من الثقافات ؟؟؟
إن علاقة القوة والقِوى التي تربط ثقافتنا العربية اليوم بغيرها من الثقافات، لا تسمح بطبيعة الحال، بالتعامل المنتج الخلاق المبدع ، والسبب يعود إلى أن دعاة التأصيل من الفقهاء والساسة ليسوا على استعداد لإعادة تأويل النصوص، وعندما أقول نصوص فإنما أعني : كل النصوص التي تؤسس للممارسات واهمها النصوص الدينية ، والدساتير الرسمية…فلا الفقهاء ولا رجال السلطة يسعون الى إصلاحات جذرية حقيقية للدساتير التي عفا عليها الزمن و وضعت في ثلاجة التاريخ وجمدّت منذ زمن بعيد .
كما أن سيطرة المشاعر الدينية الإلغائية التي تتنامى في ظل غياب دور المؤسسات المدنية ، هي الوقود الأمثل للحروب وديمومتها، وهي غالبًا ما تعود من حِراكها العشوائي بين أهل الأديان المتنوعة لتتحرك بعنف أشد داخل الدين الواحد و الطائفة الواحدة.
إذن لا بد من التفكير الجدي بتحويل منهجي جذري فقهي مؤصَّل، أي غير بدْعي، في فكرة الجهاد على سبيل المثال وعدم الهروب من إعطاء فتاوى واضحة تجاه مايحصل ، ومن ثم توجيهها إلى مداها الأبعد والأكبر في بناء الحياة والحرية، على منظومة من الأفكار والقيم المشتركة والمصالح المشتركة.
إن المسلمون والعرب اليوم أمام استحقاقات جادّة
المزيد
التحولات الثقافية في الألفية الثالثة - بقلم : مروةكريدية
تشرين الثاني 21st, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أخبار العرب- Akhbar elarab, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, عولمة - globalisation, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, فلسفة و فكر - Philosophy -Philosophie, لا للعنف - non violance,
التحولات الثقافية في الألفية الثالثة
صراعا ت مصلحيةونزاع ايديولوجيمروة كريدية/ باحثة في الانتربولوجية
إن العالم اليوم يشهد مع بداية القرن الحادي والعشرين مرحلة جديدة وحقبة متميزة في تاريخ التطور البشري تفرض علينا نوعا من الاستقراء والاستشراف للمستقبل لفهم هذه المتغيرات والتحولات التي يحملها ولم تواجه الإنسانية مثلها من قبل .
ولعل التحولات الثقافية من أكثرها أهمية إن لم نقل أخطرها على الإطلاق ، لذلك نجد أن الصراعات الثقافية بلغت ذروتها في هذا العصر – خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر – وان كانت المظلة التي تستظل بها غير ثقافية، إلا أننا إذا أمعنا النظر بها وفي سياقاتها وتفاصيل مضامينها فإننا نجد النواحي الثقافية الموجودة فيها .
فالولايات المتحدة الآن تشن حربا على " الإرهاب "هذا هو العنوان العريض،وتسعى لفرض "الديموقراطية " ….. ولكن إذا دققنا في ذلك نجد انها حربا على ثقافة معينة ، وأنا هنا لست في معرض تحليل هذه الثقافة ما هي ومن أين تنبع، ولا في معرض مناقشة المدلولات لمصطلح الإرهاب فهذا خارج إطار بحثي, ولكن أريد الإشارة إلي أن الصراعات السياسية هي في الحقيقة صراعات ثقافية.
لأن الصراعات و النزاعات الثقافية تعود إلى أمرين : اختلاف المصالح ، واختلاف المفاهيم . وقد يكون من المناسب في بعض النزاعات الثقافية أو التي تبرز فيها الثقافة إلى الواجهة ، تقديم الاختلاف المفهومي على الآخر المصلحي . ذلك أن الاختلاف المفهومي هو الذي يمكن من الاستعمال والاستغلال حتى في الحالات التي يغلب فيها الأسباب السياسية أو الاثنية أو المصلحية , ثم إن السياقات المفهومية المختلفة هي التي تمكن من " تقنيع " النزاع واعطائه طابعا عقائديا أو مبدئيا."
ولقد أوردت هذه المقدمة للإشارة أن هناك موجات تغيير في العالم أحد أهم منعكساتها التحولات الثقافية وما يرافقها من تنوع كبير , حيث يدخل موضوع الحضارات صراعا أو حوارا ….. في صميم هذه العملية .
ومن بين الأشياء الأخرى التي تحدث عند تصادم موجات التغيير فيما بينها موجات التصادم الثقافي , ولعل من بعض المشكلات المطروحة هي القضية المتعلقة بما إذا كانت الثقافة الغربية وبالذات الأمريكية ، ولنسمها التحول إلى " ديزنة " ( من ديزني ) العالم أو "هولدته " (من هوليوود ) ستؤدي إلى إفراز ثقافة عالمية متجانسة تؤدي بالضرورة إلى تدمير تنوع الثقافات القائمة حاليا على كوكب الأرض ؟؟؟؟
و للإجابة على ذلك لا بد من عرض موجات التغيير التي تعرضت لها الثقافات ، فقد أنتجت الموجة الأولى الثورة الزراعية التي بدأت منذ عشرة آلاف سنة ، حيث تحول فيها المجتمع من الحياة البدائية غير المستقرة المعتمدة على الصيد و جمع الغذاء إلى حياة الاستقرار والزراعة ، وأنتجت الموجة الثانية والتي بدأت مع الثورة الصناعية قبل 300عام تقريبا حضارة جديدة متمحورة حول الصناعة حيث شهدت هذه المرحلة تحولا كميا قائم على الإنتاج والتوزيع الكمي والاستهلاك الكمي والثقافة الكمية … أما الموجة الثالثة فتقوم في جانب منها عل
المزيد
استراتيجيات الأمل - بقلم : مروة كريدية
تشرين الثاني 21st, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaph,استراتيجية - Stratégie - Strategy, الحرية - Liberté - freedom, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, خواطر سياسية- Political ideas - Idées politique, ديموقراطية - Démocratie - Democracy,سياسة دولية - International Political -politique international, سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, فلسفة و فكر - Philosophy -Philosophie, لا للاستعباد - Stop Slavery, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption,مقالات articles,استراتجيات الأمل
مروة كريدية- إيلاف –
" أعظم مصيبة ستتعرض لها الانسانية هي اليوم الذي يختفي فيه كلّ الحالمين "
فريدريك نيتشه
في ظلّ الظروف المتأزمة المحيطة بشعوب المنطقة يبقى لنا الأمل والحلم ، ومن حقّنا أن نحلم على مشارف الاستحقاقات السياسية المصيرية التي يشهدها العالم؛ من باكستان وأزمتها الديموقراطية وحالة الطوارئ التي تعيشها في ظل قلق دوليٍّ حادّ من مصير أسلحتها النووية، مرورًا بإيران وإشكاليّة حقّها أو عدمه بتخصيب اليورانيوم ، علاوة على الوضع العراقي المنهار والكردي-التركي المتأزم، ناهيك عن الحرمان الاقتصادي والعنف الذي يعاني منه فلسطينيو غزة والضفة، وصولا الى لبنان والانقسام الحادّ في المواقف السياسية حول الاستحقاق الرئاسي المتعثّر الذي تدخلّت فيه معظم سفارات الأرض و القوى النافذة في العالم إلا الشعب اللبناني الذين إلتجأ معظمه الى العليّ القدير ليجنب نفسه شرّ حرب أهلية .
قد تبدو هذه الأزمات متفرقة غير انها في جوهرها متشابكة، ففي عصر عولمة رأس المال وانتصار نموذج السوق ولو على المستوى النظري، أدَّى ذلك الى تدهور العامل الانساني وتراجع القيم بشكل ملحوظ، كما أدّى الى تراجع إرادة الفرد وقوته، حيث أمست القوة الاقتصادية مطلقة، وتهيمن على قرارات الدول، وتكاد تكون المحرك الأبرز الوحيد للعلاقات الدولية، والشاهد الرئيس أزمة الارتفاع الجنوني لسعر برميل البترول وانهيار الدولار، والتي حاولت قمة أوبك الاخيرة ان تجد لها الحلول، ليس من اجل الاقتصاد وحده، بل من أجل التداعيات السياسية وحتى العسكرية المرتبطة بها وانعكاساتها على السياسية الدولية.
أمام تلك المنعطفات الحادّة يصبح واضحًا أمام شعوب المنطقة، أن الخسارة الكبرى بالنسبة لهم هي فقدان الثقة بالعامل الانساني، فالصراعات السياسية هي في حقيقتها صراعات "إرادوية" حيث يحاول كل طرف الضغط على الآخر للإستسلام بحيث يفقد هذا الآخر إرادته في المقاومة ومواصلة النضال، و معظم الاحداث تدخل في هذا السياق إلا انّ التجلي الحالي الابرز لها هو في مؤتمر الخريف او لقاء أنابوليس المزمع عقده الاسبوع القادم ، كما نرى صراع الإرادات هذا على أشده أيضًا حول الاستحقاق الرئاسي اللبناني خصوصًا مع اقتراب انتهاء ولاية رئيس الجمهورية خلال هذا الاسبوع في الرابع والعشرين من الشهر الجاري .
إن تراجع العامل الانساني في العمل السياسي والعلاقات يقلب
المزيد
دور الفكر في تطوير الأداء السياسي - بقلم : مروة كريدية
تشرين الثاني 13th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaph,استراتيجية - Stratégie - Strategy, الحرية - Liberté - freedom, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, سياسة دولية - International Political -politique international, سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise,علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, فلسفة و فكر - Philosophy -Philosophie, لا للاستعباد - Stop Slavery, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مقالات articles,الفكر ودوره في تطوير الأداء السياسي
مروة كريدية/ كاتبة لبنانية - إيلاف –
إنّ السَبر الفاعل للأحداث السياسية والاجتماعية وتطويرها لا يكون الا عبر تعيين الفكر كنظرية وتحديد المعرفة كموقف فاعل، وفتح آفاق المستقبل على مستويات الواقع المتفاوتة .
لعل الواقع السياسي والاجتماعي اليومي يضع الإنسان لا سيما المهتم بالشأن الفكري، أمام أسئلة فكريّة ملّحة ، ولطالما طُلِب منِّي التعليق على موضوعٍ اجتماعي معيّن أو حدثٍ سياسي بعينه ، وكنت دائما لا أتجاوب مع ذلك ، لا لكوني لا رأي لي في المسائل المطروحة ، بل لأني على قناعة راسخة أن معالجة أي موضوع لابد وان تتناول الأسس البنويوية المؤسسة للسلوك والفعل قبل كل شيئ، وغالبًا ما يُطلب اعلاميًّا، هو ان يكون الفرد منا طرفًا اما مستنكرًا او مدافعًا، وكلا الموقفين لا يخدم الفكر المؤسس للنهوض لأنه لا يناقش آليات البناء الفاعلة في مجريات الأمور؛ كما أن للصمت ميزة كبيرة في كثير من الأحيان، فالمواقف لا تقيّم بالأقوال وحدها فبلاغة المواقف تكون بالأعمال، في وقت غرقنا فيه ب" ثقافة الكلام" على حساب الممارسة العملية .
إن المشهد الإعلامي السائد لا سيما العربيّ منه ، يضعنا في دائرة ردود الأفعال على الأحداث لا في جو صناعة الحدث نفسه ، فيكفي أن تحصل أزمة معينة في مكان معين ، حتى نرى في اليوم التالي وقد غرقت الصحف بالآراء والمقالات لتقديم الايجابات والتحليلات التي تتفاوت إيجازًا وإطنابًا، كما تغرق الفضائيات بالبرامج و تحليلات الأوضاع الراهنة ومنعكسات السلوك السياسي الآني، الأمر الذي يُسطّح الأمور ويضع المشاهد أمام صورة مشوشّة متداخلة ، ومواقف تتراوح بين المدافعة والشاجبة ، ثم تُطوى صفحة هذا الحدث ليطفو حدث آخر وهكذا دواليك في دوامة مفرغة لا ترقى بالفرد ولا تقدم للمشاهد فكرًا بناءًا، و هو ان عكس أمرًا فإنه يعكس صورة الفرد المنفعل كما يكرس الذات المجتمعية المتصدّعة التي تخشى من كل ما يدور حولها ، ويضع الشعوب في دائرة ردود الأفعال ويدخلها في دوامة العنف الفكري بحيث أصبحت اليوم تترقب الكوارث وترى في كل صغيرة و كبيرة مؤامرة تُحاك .
أما على مستوى خطاب القادة السياسيين تجاه الاحداث فإنه يتراوح بين خطابات اتهامية تخوينية او خطابات تَشكّريّة مؤيدة ،في حين أنهم مُطالبون وأكثر من أي وقت مضى بالخروج النهائي من دائرة الآنية
المزيدمشاريع الحوار .. شعارات مؤدلجة وفشل ذريع - بقلم : مروة كريدية
تشرين الثاني 6th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أخبار العرب- Akhbar elarab, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, فكر اسلامي- Esprit islamique, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, فلسفة و فكر - Philosophy -Philosophie, لا للفساد - non corruption,مشاريع الحوار ….. شعارات مؤدلجة وفشل ذريع
مروة كريدية
كَثُر الكلام في السنوات الأخيرة ، حول حوار الحضارات والثقافات، وكثرت الاطروحات في أواسط النخب الفكرية والثقافية وحتى غير الثقافية , حتى أن مصطلح كلمة "حوار" استُهلِكت وأُفرِغَت من محتواها …وأصبحت أشبه ما تكون بطقس احتفالي يُمارسْ حتى يظهر الأفراد والجماعات بصورة الانفتاح , وتعمل بعض الأنظمة من خلال هذه المؤتمرات أن تجد لنفسها مكانًا تحت مظلّة "الديموقراطية ".
و عند التدقيق في هذه الاطروحات نجد أن معظم الرؤى لمفهوم الحوار وأدواته تفتقر لتحليل شمولي عميق لكل دلالات الصراع ونتائجه القريبة والبعيدة داخل المجتمعات المعاصرة , وأنه إذا أردنا تقدّم فعّال على مستوى الفكر البشري عامة, لا بد من توحيد الفعالية المعرفية في المجال الحاسم المترتب على آثار المعنى.
لذلك لا بد من طرح فكرة " التجديد العقدي " بجدية أو ما يسمى ب "التجديد اللاهوتي" أي انفتاح العقائد على مكتسبات علوم الإنسان والمجتمع مع التحضير لكي ندخل في حوارات خصبة حول عمليات اختزال الذات البشرية , وحلّها, ونفيها , وتدميرها …
وأننا إذا أردنا حوارا حضاريا فان ذلك لا يتمّ إلا عندما يتحمل علماء الأديان النقديين والفلاسفة والمفكرين والنُخب مسؤولياتهم في البحث في مشكلات المضمون " المعنى " ليس داخل الموروث الحيّ الخاص بدينهم أو بطائفتهم و إنما في تراث جميع الأديان,حيث يتمّ تجاوز "الايديولوجيات " المغلقة لكل الأطراف, بهدف تحقيق قواعد التواصل ما بين " الذوات " , لان الفعل التواصلي القائم على الحوار العقلاني بين" الحرة الذوات "[1] هو أساس التوصل إلي الإجماع و الإقناع, وهذه القواعد تُطبّق فيما وراء إكراهات أنظمة "التصوّر" والقيم الخاصة، بكل نطاق جغرافي تاريخي موصوف باسم الحضارة.
إنّ مرجعية التواصل بين " الذوات " تبدو ضرورية و أساسية من أجل إنجاح عملية "الاعتراف" المتبادل بين الحضارات والثقافات , وبالتالي بين "الأديان" التي تغذيها .
وهذه المرجعيات لا تزال جديدة , فنظرية"العقل التواصلي" هي آخر نظرية فلسفية في الغرب، وهي تفتح المجال للحوار الحرّ بين الذوات أيًّا تكن هذه الذوات عربية , يابانية, هندية، ….ومهما كانت ديانتها " بوذية " ،" مسيحية"، "مسلمة" … إذ ان المعيار الوحيد للإقناع هو " الحجّة العقلانية" أو "التواصل اللغوي" الحواري، الذي يجري بشكل حرّ ودون ممارسة أيّ إكراه أو قسر على "الذوات " المنخرطة في الحوار .
كما أنّ ممارسة التواصل بين الذوات يتمتع بالميزة التالية عن غيره, في أنه يستوعب العامل الذاتي في عملية التحليل والتأويل , بدلا من أن يستبعده أو يتجاهله على طريقة الموضوعية الباردة والجافة, فقد ثبت أنّ هذه الموضوعية وهمية أكثر منها حقيقية فهي تختزل بشكل خطر كلّ ما يحسم الإدراك والتلقي والرفض والعصبيات… [2]
هذا وأنّنا إذا أردنا إجراء حوارات جادة , يتمّ من خلالها الاعتراف المتبادل لثقافات العالم بين بعضها البعض , لا بدّ من توفير أجواء ديموقراطية على الأقل, وللأسف الفضاء الثقافي العربي الحالي لا ينذر بخير, و باعتقادي انّه بالظروف الحالية للبلدان العربية لن يتسنى لنا إلا نقاشات سطحية، مع وجود بعض الاستثناءات عند نخبة من الدارسين والمفكرين والتي غالبا ما توصل رسالتها بشكل غير مباشر وتعمد إلي التزام الحيطة والحذر , لان عملية الحوار في الأمور" المقدسة" - وكل سلطة عندها المقدس الخاص بها – سيثير حفيظة معظم العقليات "المؤدلجة" , التي تلتزم بإطلاق الأحكام و قد تصل لدرجة إلغاء الآخر و إخراجه من دائرة المجتمع،وحتى من دائرة الإيمان ….. لان ساحة النقاشات ستكون خاضعة للمراقبة من قبل السلطات الدينية والسياسية و غيرها من السلطات في الانظمة الشمولية ….
من جهة أخرى فالغرب إن لم يكن يعاني من أثر السلطات
المزيد
العمل الانساني في ظلّ حروب عادلة - بقلم : مروة كريدية
تشرين الثاني 6th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaph, استراتيجية - Stratégie - Strategy, الحرية - Liberté - freedom, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, العمل الانساني - وكالات إغاثة -Humanitarianism, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة دولية - International Political -politique international, سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, لا للاستعباد - Stop Slavery, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, مقالات articles,السياسة والعمل الانساني
مروة كريدية/ كاتبة لبنانية - إيلاف –
"إن عملية إعادة الحقوق لأصحابها لا يسمّى عطاءً، ولكي يوصف أي عمل بأنه إنساني ينبغي أن يُقدّم دون مقابل .."
لا شك في أن عمق الصراعات والنزعات المسلّحة الذي يشهدها العالم تضع المجتمع الدولي أمام الكثير من التحديّات خصوصًا على المستوى الإنساني، فلم يَعد بوسع الدول تجاهل حجم الدمار الهائل أو حجم المعاناة الإنسانية التي ترزح تحت وطأتها الشعوب المنكوبة ، فالنتائج الكارثية للحروب اتسعت خصوصًا في ظل التنامي المتسارع لكافة أنماط التبادلات الدولية سواء على الصعيد الإقتصادي المادي أو على الصعيد الفكري والثقافي .
والمراقب اليوم يجد أن حالات التدخل الدولي في الدول التي شهدت صراعات مسلحة خلال التسعينيات شمل دول كثيرة منها تيمور الشرقية وأفغانستان والشيشان وكوسوفو وجنوب السودان… و قد تضاعفت هذه التدخلات مع مطلع الألفية الثالثة خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط وتحديدًا في العراق وفلسطين ولبنان، و قد باتت تؤدي دورًا محوريًّا مباشِرًا في عملية إدارة الصراعات من جهة وإدارة الأزمات المترتبة عليها من جهة أخرى .
وقد تنوعت أنماط التدخل الدولي غير أننا نسجل عدة ملاحظات منها :
· أن عمليات المساعدة والإغاثة كانت غالبًا ما تخضع لأجندات سياسية ، فكانت المساهمات الديبلوماسية وعمليات الأعانة تشكل ورقة ضغط أحيانا وتتلازم مع الأهداف السياسية المعلن منها وغير المعلن .
· كما نرصد غياب المشاركة الذي يتميز بعدم اكتراث دولي للعنف البالغ الذي تصطبغ به صراعات معينة لا سيما فيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي، فوضع "غزة" الحالي خير شاهد على عصر الهمجية ، إذ أنه ينذر بكارثة انسانية حقيقية ، كما أن مجزرة قانا في جنوب لبنان تمت تحت أعين المجتمع الدولي .
· أن التدخل الدولي في بعض الصراعات كان يجري عن طريق استخدام القوة المسلّحة لصالح طرف من أطراف النزاع ضدّ الأطراف الأخرى ، يعقبه فرض وصاية دوليّة على الأراضي التي توصف ب"المحررة".
هذه الأنماط من التدخلات ولو تواكبت مع الدعم الانساني ، جعلت الشعوب تنظر بكثير من الريبة والشك حتى حيال عمل المنظمات الدولية العاملة في الميدان الانساني، فالانسان البسيط ينظر الى "الأجنبي " او الغريب أنه غازيًّا ، ولو قدّم له المعونة ، وفي هذا السياق لا بد أن نسجل نقطة غاية في الأهمية خصوصًا فيما يتعلق بالحرب على العراق، وهي أن منظمات العمل الانساني الغير حكومية، لا سيما الأوروبية منها، قد تعرّضت إلى ضغوط بالغة، من قبل رعاة الحرب على العراق مطلع 2003، وذلك بهدف دفعها للإعلان عن موقفها من الحرب بشكل صريح ، علمًا أن العاملين والمتطوعين في ميدان الإغاثة هم دعاة اللاعنف والسلام، ولديهم الرغبة الواضحة في الابتعاد الجليّ والكلّي عن الموقف البريطاني – الأميركي الداعي للحرب على العراق.
وحول هذا السياق يشير روني برومان وهو رئيس منظمة اطباء بل حدود ، إلى أنه قد عُرِض على عدد من المنظمات الإنسانية مدّها بأموال حكومية أمريكية للانضمام الى "التحالف " لأداء دور "إنساني " في ظل الحماية والتنسيق لعملية أ
المزيد
منطلقات الفكر السياسي - بقلم :مروة كريدية _ إيلاف ديجيتال
تشرين الأول 31st, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أرشيف- Archive, إيلاف- elaph, استراتيجية - Stratégie - Strategy, الحرية - Liberté - freedom, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, ايلاف ديجيتال - elaph digilal magazine, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة دولية - International Political -politique international, سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر اسلامي- Esprit islamique, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, لا للاستعباد - Stop Slavery, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مقالات articles,المشكلات السياسية برؤية صوفية - بقلم : مروة كريدية
تشرين الأول 30th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaph, استراتيجية - Stratégie - Strategy, الحرية - Liberté - freedom, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة دولية - International Political -politique international, سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر اسلامي- Esprit islamique, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, كاريكاتير - caricature, لا للاستعباد - Stop Slavery, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مقالات articles,منطلقات الفكر السياسي صراع حتميات أم تكامل وجودي؟؟
مروة كريدية/ كاتبة لبنانية - إيلاف –
"إذا أراد الإنسان يومًا أن يجد حلا لمشكل السياسية فعليه أن يقاربه من خلال الجماليات، إذ لا يمكن للإنسان أن يشقّ طريقه نحو الحريّة إلا عبر الجمال " شيلر[1]
ينظر كثير من المحللين بشك وريبة الى الطروحات السياسية المتعلقة بالديموقراطية والعلمانية والحريات الفردية… كما يشككون في انتماء أصحابها و وطنيتهم و وقوميتهم و دينهم وعروبتهم ، وغالبًا ما تُثَار علامات الإستفهام حول الأفراد الذين يتبنون الفكر العلماني لا سيما في منطقة الشرق الأوسط في الوضع الراهن ، حيث يوضع هؤلاء الأفراد في خانة "العملاء" فهم يُصَّنفون على أنهم يريدون تسويق المشروع الأميركي في المنطقة .
بيد أنَّ حقيقة الإشكالية وصلبها يقع في البنية المؤسسة للفكر ، فالتاريخ الثقافي للأمم أثبت فشل الأنظمة الصادرة عن تعميم صورة نموذجية واحدة، تُفرض وكأنها الترياق الشافي لكل المشكلات وأن على الشعوب اتباع هذا النموذج " الكليّاني" ، فمن الدواعي الأساسية لفشل الستالينية واللينينية ، أنها قبعت ضمن إطار مرسوم للنموذج ولم تتحرر منه، ولم تتمسك بحكمة التثاقف والتلاقي مع المجتمعات الأخرى والأديان المتنوعة ؛ أيضًا المشاريع القومية العربية منها وغير العربية فشلت لأنها أرادات أن تقدم صورة نموذجية واحدة عن اجتماع الاقوام في المملكة الإنسانية .
ونحن اليوم أمام نموذج "كلياني شمولي جديد " يتمثل بإدارة المحافظين الجدد ، يَفرض على البشرية باللين تارة وبالحروب تارة ، نموذج يعتمد فكريّا على حتمية الصراعات من خلال مقولة هنتنغتون ، ويتستر عمليًّا بستار نشر الديموقراطيات في العالم ومكافحة الإرهاب
هذا الواقع، دفع بغالبية شعوب المنطقة بطبيعة الحال، الى رفض كافّة الطروحات التحررية ووضع أصحابها في دائرة التخوين دون تمييز، والمراقب اليوم يجد أن معظم الحركات التي قامت لترسي مفاهيم التعددية الثقافية وغيرها وتؤسس الديموقراطية وتفتح الأبواب للتحرر، انتهت الى بث الفوضى والذعر والرعب ونشرت البلبلة من أفغانستان الى العراق .
فالطروحات الثقافية التي فرضتها ادارة المحافظين الجدد لم تأخذ بعين الاعتبار تعدد مستويات الواقع، كما أغفلت ان الكائن الانساني هو محور المدنيّة لا العكس ، كما أنها فرضت توسع المدنية ذات "النمط الاميريكي" ،على العالم كله الامر الذي وضع الناس امام نتائج كارثية .
المزيد
محنة العقل الواحد - ايلاف - بقلم مروة كريدية
تشرين الأول 24th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaph, الحرية - Liberté - freedom, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ايلاف ديجيتال - elaph digilal magazine, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, لا للاستعباد - Stop Slavery, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مقالات articles,المشهد العالمي من خلال الأنظمة - بقلم : مروة كريدية - أخبار العرب
تشرين الأول 16th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , 11 سبتمبر - september 11 - septembre 11 -, أخبار العرب- Akhbar elarab, أرشيف- Archive, استراتيجية - Stratégie - Strategy, الحرية - Liberté - freedom, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة دولية - International Political -politique international, سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, لا للاستعباد - Stop Slavery, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption,المشهد العالمي من خلال الأنظمة السياسية السائدة
مروة كريدية / كاتبة لبنانية
لطالما حاولت أن أتجرد عن انتماءاتي عند النظر الى المشهد الثقافي والسياسي والاقتصادي في العالم ، ولست من هواة جلد الذات " المجتمعية "، ولا مؤسساتها وإداراتها، ولا ممن يَتحرَّى الأخطاء بهدف عرضِها لمجرد الانتقاد….
ولكن إذا حاولنا استعراض بانوراما الثقافة السياسية ،على امتداد العقود الأربعة المنصرمة نجد أن فكر "التخوين " يطغى على الخطاب السياسي ، حيث يمنح الإنسان "القرن الواحد والعشرين " نفسه حق محاكمة "الآخر" ونفيه وتشريده ، وهذا ينسحب على كافة الشرائح المجتمعية دون استثناء…..
فغالبًا يجد من هم في موقع " السلطة "مهما كانت، المسوغات لمحاكمة من هو في الموقع "الآخر", بحيث يوضع هذا "الآخر "في قاعة تدريس أو محكمة أو زنزانة سجن، بهدف التأديب والمحاكمة والتربية …..
والسبب الرئيسي الذي يكمن وراء هذه الخطابات "التخوينية " والسجالات "الاتهامية"، هو إحلال الأشخاص محلَّ العلاقات، وإبدال المسؤوليات محلَّ الأسباب، والأغراض محلَّ الشروط والإمكانيات المتاحة للفاعلين. ومن هنا انتشار "نظرية المؤامرة" في الثقافة السياسية الحديثة .
"فنظرية المؤامرة" هي إضفاء نزعة شخصانية بحيث يكون هناك "أشخاص معنويين " في المُخيِّلة يُتَصوَّر من خلالهم أنَّهم أعداء ، يُهددون "الأنا المجتمعي ", وبالتالي تعمل هذه الأنوية على الاستنفار والمواجهة.
فالعالم العربي يحفل بالمصطلحات والرموز التي تُصوّره على انه مُستهدف ، لذلك نجد انتشار مصطلحات ذات دلالات : "الهوية القومية"، "الغرب " ، وعودة "الحروب الصليبية "….
وبالطرف المقابل نجد أن الإدارة الغربية بمجملها طرحت العديد من المصطلحات منها "الإرهاب " و"محور الشر " و"الديموقراطية " و"السيادة " ….
هذه المصطلحات في الغالب يتمّ إضفاء الطابع "الشخصي" و"النفسي" عليها، والخطورة الحقيقية تكمن في إضفاء الطابع "الإيديولوجي " والعقائدي عليها بحيث تُصبح "دوغمائية مؤدلجة ", ذلك أن الخاصية الرئيسية لثقافة المحاكمة هي "التصنيم" من جهة وتأليه "الإيديولوجية " من جهة أخرى.
فالإدارة الاميريكية جعلت من "الإرهاب " صَنَمًا يَجِب أن يُرجم وأَلَّهَتْ ما سَمَّته "مكافحة الإرهاب" و"الديموقراطية على طريقتها طبعًا …..وأعطت لنفسها الحق في محاكمة من تُسول له نفسه أن يقف في وجه "مشروعها الخيري الكبير" …..
فهي تنظر الى بعض "الدول " على أنها "مُصَدّرة للإرهاب ", وأنها "محورًا "للشرور " وتنظر الى أن هناك "مؤامرة" يحيكها "إرهابيون " ضدَّ "الإنسانية " بزعمها، وتُقدم نفسها أنّها
المزيد
دول المستودعات الطائفية …الديموقراطية المستحيلة- بقلم: مروة كريدية
تشرين الأول 16th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaph, استراتيجية - Stratégie - Strategy, الحرية - Liberté - freedom, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, فكر سياسي - Esprit Politique -, كاريكاتير - caricature, لا للاستعباد - Stop Slavery, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مقالات articles,دول المستودعات الطائفية
مروة كريدية/ كاتبة لبنانية
إيلاف -
تعيش شعوب المنطقة حالة ترقب في "قاعة الإنتظار" على أمل الاجتياز نحو المنتظر، في ظل هاجس الخوف من تقسيم المنطقة الى دويلات اشبه ما تكون بالمستودعات الطائفية، ولعل عيون الشعوب تتطلع إلى الديموقراطية التي تنظمها الدساتير، وتضمن استقلال القضاء عن السلطات الأخرى لا سيما منها سلطة رأس المال، وتنقل مزيدًا من الإصلاحات إلى كلّ من الحكومات العربية والبرلمانات، فيحدد المسؤوليات وتدقق في الاختصاصات، وبالتالي تضع حَدًّا ل "التركيبة" التي جعلت من الدول لا سيما العراق ولبنان سوقًا سوداء للمذهبية، و بورصة للطائفية من خلال مفهوم الدولة القائم على الزعماء وامراء الطوائف، والفساد المرتبط بالمحسوبيات، من هنا يكون أحد أهم مضامين "الانتقال الى الديموقراطية المنشودة هو وضع حدّ لإمكانية الكلام عنه بواسطة الماضي والتاريخ الدموي .
فنحن اليوم أمام دول أشبه ما تكون بالمستودعات المركبّة من الفوضى، والانظمة السائدة فيها تسلطية بطبيعة الحال لأنها صاحبة "السلطة القهرية"، حيث يجتمع فيها دور الشرطي الحارس الذي يجمع بين الحالة المدنية والحالة العسكرية، الامر الذي يجعل البلاد في حالة "اللادولة" و الفوضى الدائمة، والفساد المركب لأن العلاقة القائمة هي ان السلطة هي الطريق الى المال ، فيصبح الجاه السياسي و المنصب هو مصدر الثروة، والمنصب لا يتوصل اليه من خلال انتخابات ديموقراطية بل من خلال محسوبيات وزعامات عشائرية وطائفية .
علاوة على عامل أساسي بامتياز وهو "الطائفية السياسية" التي تُشكل ترجمة لمبدأ "العصبية" أي القوة القبلية، أو الدينية، أو المذهبية، أو العشائرية، أو الحزبية، أو الأيديولوجية …التي تُعدُّ القوة الأقوى في صناعة الأحداث والمحركة لتاريخ البلاد ، هذه الطائفية تجري نحو غاية السلطة المتمثلة ب "الزعيم" ، والزعيم ينتهي الى الترف والانفراد بالمجد …..
إذن فماذا تولد عن هكذا بنية ؟؟؟
من الطبيعي في هكذا بنية أن تكثر الصراعات والنزاعات بين "عصبية" وأخرى ، فتسقط "عصبية متمثلة في زعيم"، لتقوم مكانها عصبية ثانية متمثلة بزعيم آخر ، وهكذا دواليك مع كل التداخلات الاقليمية والدولية التي تدعم هذا الفريق أم ذاك …. محدثة انقسامات فئوية حادّة، ليسقط الجميع في فخ الدويلات فتقسم المنطقة الى دويلات صغيرة، يصبح كل زعيم فيها على طائفته صيّاح ….في ظل خوف دائم من نشوب حرب أهلية .
ويبقى السؤال مطروحًا كيف يمكن الخروج من دوامة "العصبيات" وما هو السبيل تجنيب البلاد حتمية "الصراعات " ؟؟؟؟
المزيد
السلام النووي واسطورة الأمن القومي - مروة كريدية
تشرين الأول 5th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaph, استراتيجية - Stratégie - Strategy, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة دولية - International Political -politique international, سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مقالات articles,السلاح النووي و أسطورة الأمن القومي
إيلاف –
مروة كريدية - كاتبة لبنانية
"لقد زرع إنسان الألفية الثالثة الهول والمآسي في قلب كوكبنا الأرضي الوادع…. حتى أدماه …متذرعًا باسم المعرفة او العلم أو المادة … حتى غدت الأرض… عبارة عن تجمعات أمنية لوحوش بشرية يريد كلّ منها تحقيق أمنه الذاتي من خلال نزع الأمن عن بقية البشر …. ومن خلال السيطرة والامتلاك …مدخلا الشعوب في خرم سلطته العمياء "
إن أخشى ما يمكن ان نخشاه في عصرنا هذا هو اندلاع حرب نووية، وهي من أشد الأمور مأساوية لأنها تنذر بكارثة إنسانية حقيقية، وأزمة عالمية شاملة، تطال كافة وجوه معاش الكائن الإنساني، وآثارها المدمرة تتجاوز كل ما يمكن أن يتوقعه الباحثون، سواء على الجانب الصحي ام البيئي ام الاجتماعي ام الاقتصادي ناهيك عن الآثار التي تصنف بأنها غير مادية غير أنها لا تقل خطورة عن سابقاتها وهي الآثار النفسية والروحية والانطولوجية.
ولعل اجتماعات ما يعرف بمجلس الأمن عجزت عن ضبط الأمور النووية بالشكل الذي يسمح مع الوقت التوصل الى مرحلة يصبح فيها كوكب الأرض بكامله منزوع من السلاح النووي، و لم يعد بامكان الساسة التقليديين منهم التوصل الى صيغة تحدّ من الأضرار الكامنة والمتوقعة من جراء حيازة الأسلحة النووية هنا وهناك، بذريعة ما يعرف بالأمن القومي.
فالدول العظمى منحت نفسها حق اقتناء السلاح النووي، وحرّمته على غيرها، وإسرائيل تُطور قدراتها النووية بذريعة الأمن القومي لها، وايران اليوم تسارع إلى تثبيت حقِّها النووي السلمي كما يُعلن مسؤوليها، علّها تحدث توازن في الصراع الدائر في الشرق الأوسط.
ونجد ان معظم السجالات تنصب حول المزايا والأولويات لـ"الثوابت" الاقتصادية والتكنولوجية" المتحققة من المفاعلات النووية، وهي امور في معظمها تحقق ايجابيات قصيرة المدى، غير أن المعضلات الحقيقية الكبرى تكمن في: ماذا سيحصل على المدى البعيد فيما لو تحكم غير العقلاء في سلاح كهذا ؟؟
إن حقيقة المشكل يكمن في بنية العلاقات المعقدة للشعوب نفسها والأجدى بنا ان نسأل أنفسنا : ما هي جدوى المفاعلات النووية وعملها؟ وما هي الآثار البعيدة المدى المتحققة ؟ وكيف يمكن لكوكب الأرض أن يعيش بسلام في ظل اعمال تضر بالبيئة والبشر ؟؟؟
وذلك بدلا من ان نسأل أنفسنا : من يحق له اقتناء الأسلحة النووية ومن لا يحق له ؟؟؟
إن الأمر يحتاج بالدرجة الأولى وقبل كل شيئ إلى انقلاب عميق في القيم والأفكار والعمل السياسي والمؤسسات على مستوى دول العالم كافّة ، إن علماء الإستراتيجية يعتبرون ان معيار تحقق السلام هو في غياب الحروب، وهذ مدلولا ليس دقيقًا لأن هناك صراعات كامنة دائمة وهي كالنار تحت الرماد، فالأسباب والأدوات المؤدية الى حروب طاحنة متوافرة في ظل غياب دائم للعدالة الدولية وفي ظل انتشار الأسلحة المادية، وفي ظل تكريس حاد للاختلافات والنزاعات الثقافية والفكرية.
وغالبا ما ينزع الساسيين والعسكريين على حد سواء، إلى إدراك كل قضايا الدفاع كقضايا تكنولوجية بحتة متغاضين عن كل الاعتبارات العقلية والروحية والنفسية والاعتبارات الأخرى المكونة للكائن الإنساني، أضف الى ذلك فإن شؤون الأمن والدفاع تدرس من خلال،"كتل النفوذ" power blocks، ومن خلال "الأفعال وردودها"، ومن خلال مبدأ "الخلاء السياسي" political vacuum…وهي كلها تضع الإنسان في محور الآلة ودائرت
المزيد
منطلقات الحوار بين الممنوع والممتنع - بقلم مروة كريدية - جريدة النهار اللبنانية
تشرين الأول 4th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideas,انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, جريدة النهار اللبنانية - alnahar news paper, حضارات -Civilizations -, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, خواطر سياسية- Political ideas - Idées politique, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, فكر اسلامي- Esprit islamique, فكر سياسي - Esprit Politique -, لا للحرب- non war, لا للفساد - non corruption,منطلقات الحوار الحضاري بين الممنوع والممتنع
بقلم مروة كريدية
جريدة النهار- العدد 22804
إن المناضلين السياسيين، وجماعات العنف وغير العنف في العالم أجمع من ديانات مختلفة، ومصادرهم الفكرية والأيديولوجية متنوعة ، وكل واحدة من هذه الحركات تمتلك منظومة عقائدية وأيديولوجية و "لاهوتية " خاصة بها تبني على عليها خطاباتها اللاهوتية و السياسية.....
وسبب فشل السلام الحقيقي يعود إلى الاختلاف في المفاهيم والمنطلقات والبنى الأيديولوجية التأسيسية للاطراف المتنازعة، أي هي بالحقيقة معركة "معنى" ، فعملية الخوض في الفروع أو السلوكيات المنبية على المعتقد والأيديولوجية غير مجدية بمفردها ، لانه عندما تتم المقاربات في ظل غياب المصطلح فإن الحوار يفقد قيمته .
ومن التعسف ربط العنف بالاسلام كما يحلو للبعض ، ولحل الإشكاليات المتعلقة بالسلوكيات التي تظهر بشكل صراعات وعداوات انما هي في حقيقتها إخراج للسيناريو الفكري الذي يتقن تمثيله الأفراد القادة و رجال الدين والمناضلون….
فالحوار الحقيقي يبدأ من تحليل الخطاب الأيديولوجي و"اللاهوتي " عند كافة الفرقاء ونقده، فنحن بحاجة ماسة الان إلى "تجديد فكري جذري " للنهوض من جهة وللوضح اسس واضحة للحوار .
وهذا التجديد يعني نقد " الموروث "، وعملية النقد هذا يجب أن يطال كل الأديان، ورسالة المثقفين أيا كانوا و في أي وسط يعيشون في هذا العصر،مسلمون يهود بوذيون ….
وذلك بهدف الخروج من دوامة العنف بكل أشكاله العنف الصريح والعنف المضاد والعنف المقنع ، والإرهاب بكل أنواعه – ولا أقصده بمفهوم بوش فقط – لان العالم بأسره لا سيما العربي و الإسلامي تعرض لإرهاب مقنع بعد إعلان الحرب على الإرهاب لا يخفى على أحد ....
كما أن عملية الحوار تدار الان من قبل الساسة او من قبل عناصر "مؤدلجة " في حين أن عملية الحوار هذه يجب أن تُقاد من قبل أفراد متخصصين، لا يتقنون الحوار وحسب، بل يفهمون النصوص المؤسسة للأصول، أي يمتلكون الوسائل التحليلية والاستنباطية للربط بين الأحكام والقوانين الوضعية والأصول التي تتفرع عنها ،والنظر في الأمور المستجدة خصوصا بعد القطيعة التاريخية….بين المعتقد الديني كما هو سائد في المجتمعات المعاصرة الخاضعة لعوامل العولمة ، بل الأجدى أن يُحللالخطاب ويُفكك ويجب على النخب الفكرية أينما كانت أن تنزع الغطاء عن الخطابات والكليشيهات التي (تمثل في المجتمع ) بشكل يومي،و أن تضع على المحك النقدي ما يستهلكه المناضلون السياسيون بدءا من الأصوليين وصولا إلي الليبراليين وتحليل ما يعتمدون عليه وكأنه حقيقة يقينية مقدسة، فحتى العلمانيين و مواقفهم المتشنجة حيال كل ما هو مسلم ينم عن نقص معرفي خصوصا فيما يتعلق بالعلوم الإنسانية و الاجتماعية والمواقف المتطرفة التي يتخذونها تمنعهم من فهم الحاجة الدينية أو دراستها بشكل صحيح …
ولعل دراسة العوامل المحيطة بالمجتمعات البشرية من الاهمية بمكان فالشعوب الإسلامية والعربيةعانت خلال الفترات السابقة من عمليات القمع الفكري وغير الفكري ، وما قامت به أجهزة الأمن في بعض الدول العربية وغيرها تجاه أي فكر مختلف أو معارض، عملية غير مقبولة على المستوى الإنساني من جهة كما أنها أدت إلى ردود فعل معاكسة ، وقد أثبتت التجربة ذلك في وقت من الأوقات،لأنها التأييد الشعبي لها ازداد على حساب الحوار …..
ف
المزيد
الشرق الأوسط بين "ولاية الفقيه "و "الخلافة الإسلامية"- بقلم : مروة كريدية
أيلول 25th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaph, الحرية - Liberté - freedom, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة دولية - International Political -politique international, سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر اسلامي- Esprit islamique, فكر سياسي - Esprit Politique -, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مقالات articles,الدويلات المذهبية بين " ولاية الفقيه" و"الخلافة الاسلامية"
إيلاف - مروة كريدية - باحثة في الأنتربولوجية
لا شك في أنّ المشهد السياسي الإقليمي الحالي لمنطقة الشرق الأوسط ينذر بكارثة تقسيمية مرتقبة تلوح نذرها في الأفق من لبنان الى العراق، ضاربة في طريقها كل المفاهيم الوطنية مكرسّة مبدأ الدويلات الدينية الطائفية والمذهبية، وبصرف النظر عن المحاور السياسية العسكرية والتجاذبات الديبلوماسية، فإن جميع الاطراف المتنازعة لأي محور انتموا، يتحملون مسؤولية الانهيار الحاصل، ولعل أحد أهم المكونات الفكرية لقيام تلك الدويلات يكمن في إثارة الأطروحات العقائدية و استخدام الأيديولوجيات في المجال السياسي، وإن كان ذلك تحت ذريعة محاربتها في بعض الأحيان .
وبالرغم من أن معظم تيارات وحركات الإسلام السياسي وما يُعرف بالأصولية الإسلامية تعادي وتحارب ما تسميه مشاريع السيطرة والإحتلال الخارجي الأمر الذي يُكسبها تعاطف شعبي والتفاف جماهري كبير حولها ،إلا أن بنيتها الأيديولوجية لا تساهم في بناء دولة علمانية وطنية جامعة للانسان، بل تساهم عمليًّا في تحويل المنطقة الى دويلات مذهبية متنافرة متناحرة تتخذ من الخطاب اللاهوتي أداة لها .
وسأتناول هنا ثلاثة اطروحات محورية شكلت النصوص التأسيسية لمعظم الجماعات والتيارات والاحزاب الإسلامية السياسية منها وغير السياسية والتي تتجاوز المئات، بالرغم من التفاوت الحاد في استراتيجية عمل كل واحدة منها إلا أنها كلها تسعى لاقامة "الدولة الإسلامية" …
مفهوم " الخلافة " عند النبهاني[1] :
تأسس حزب التحرير على يد تقي الدين النبهاني عام 1953، وتُشكِّل فكرة "الخلافة" المحور الرئيسي فيه، حيث ان الدولة الإسلامية بنظره هي "خليفة" يطبقّ الشرع، وهي كيان سياسي تنفيذي لتطبيق أحكام الإسلام ولحمل دعوته رسالة إلى العالم بالدعوة والجهاد. وهي كما يرى الطريقة "الوحيدة" التي وضعها الإسلام لتطبيق أنظمته وأحكامه العامة في الحياة والمجتمع، وهي قِوام وجود الإسلام في الحياة، وبدونها يَغيض الإسلام كمبدأ ونظام للحياة من الوجود، ويبقى مجرد طقوس روحية، وصفاتٍ خُلقية. لذلك فهي دائمية، وليست مؤقتة، وهي دولة سياسية بشرية، وليست دولة إلهية روحية، وليس لها قَداسة، ولا لرئيسها صفة العصمة.
لذلك فقد انصبّ جهد النبهاني في كتبه على شرح أصول الخلافة ومؤسساتها كما تصورها تبعاً للنموذج الخلافة الراشدة، كما وجه جهدُه على نقض أنطمة الحكم الأخرى خصوصًا التي ظهرت بين المسلمين في كل الدول في العصر الحديث كالاشتراكية والديموقراطية والرأسمالية …. و يُعد انصار حزب التحرير أن الديموقراطية نظام كفر يحرم أخذه او تطبيقه او الدعوة إليه [2]، ف" الخلافة" عند الحزب هي نظام خاص متميّز يختلف عن جميع أنظمة الحكم الموجودة في العالم اختلافاً كليّاً، سواء في الأساس الذي تقوم عليه هذه الأنظمة، أو في الأفكار والمفاهيم والمقاييس التي تُرعى الشؤون بمقتضاها، أو في الأشكال التي تتمثل بها، أو في الدساتير والقوانين التي تطبقها.
مفهوم "الحاكمية " عند سيد قطب[3] :
برز سيد قطب كأحد أبرز مفكري " الإخوان المسلمين " في مصر أوائل الستينيات، حيث تبلورت فكرته عن الحكم من خلال أطروحة "الحاكمية " في كتابه "معالم في الطريق" ، وينطلق قطب من نقطة مفادها أن "الإسلام هو الحضارة " حيث أعطى للحضارة تعريف خلاف كل التعريفات السائدة والمعروفة, ليقول أن كلّ المجتمعات الحالية القائمة هي مجتمعات غير إسلامية، لأنها لا تحكم بما أنزل الله وبالتالي فهي مجتمعات "جاهلية "، وأن من يحكم بالقوانين الوضعية يكون قد تعدى على أهم خاصية إلهية هي "الألوهية " وبالتالي فهو " طاغوت "، كما أن الخضوع للأنظمة الحاكمة هو إشراك بالله إذا ناقض الرسالة الإلهية, وبناء على ذلك فلا يمكن للمسلم أن يكون مسلمًا وهو يتبع منهج غير إسلامي في حياته, فالمنهج هو الدين، ولمواجهة ذلك يطرح قطب فكرة قيام "مجتمع إسلامي" يتخذ الإسلام شريعة له ولا تكون له شريعة سواه, تعمل على جلاء "الجاهلية" وتقويضها , وتكون طليعة تستمد معالم طريقها من القرآن الكريم في توجهاته وفي مفهومه تمامًا كالجيل الإسلامي الأول على حد تعبيره، فقد استمد قطب خطابه السياسي من الواقع وحوله إلى نظام فكري مطلق .
مفهوم " ولاية الفقيه " عند الخميني[4] :
عمل الخميني ما بين عامي 1965 و1975 إلى ترجمة أفكاره التي ظهرت في كتابه " الحكومة الإسلامية " عام 1971الذي طرح فيه آلية الحكم الإسلامي البديل لحكم الشاه، وقد تركزت أفكاره حول مسألة "ولاية الفقيه في عصر الغيبة" [5] وفي عام 1978 غادر إلى باريس حيث أصبح رمزًا و زعيمًا للثورة التي قادها من هناك حتى سقوط الشاه في يناير 1979 واستلام رجال الثورة مقاليد الحكم .
وتُعرّف ولاية الفقيه على أنها حاكمية الفقيه الجامع للشرائط في عصر غيبة الإمام الحجة حيث ينوب الولي الفقيه عن الإمام المعصوم المنتظر في قيادة الأمة
المزيد
جدليات السياسة وحضور اللاهوتي بعد الحادي عشر من سبتمبر - بقلم : مروة كريدية
أيلول 18th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , 11 سبتمبر - september 11 - septembre 11 -, إيلاف- elaph, سياسة دولية - International Political -politique international, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual,لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, مقالات articles,جدليات السياسة وحضور اللاهوتي
بعد الحادي عشر من سبتمبر
إيلاف - بقلم :مروة كريدية - باحثة في الأنتربولوجية
"عندما لا يفقد العقل دوره في أتون عنف الحروب المحموم ، تبقى سبل التواصل قادرة على اختراق حدود الأديان والإثنيات والسياسات لأن طريق المعرفة الكونية الحرّة لا تنفصل عن الحب والمشاركة…"
لا شك في أن المشاعر الدينية الإلغائية، هي الوقود الأمثل للحروب وديمومتها، وهي غالبًا ما تعود من حِراكها العشوائي بين أهل الأديان المتنوعة لتتحرك بعنف أشد داخل الدين الواحد و الطائفة الواحدة.
إن المشهد الإقليمي والعالمي الراهن، المتكوِّن من معطيات ملموسة ومنفتحة الدلالة على احتمالات مستقبلية قاسية وموجعة، ينذر ربما بحروب أكثر دموية وأشدُّ فتكًا كما يدل على حضور لاهوتي قويّ بها، وأن عملية مناقشة ملابسات الأوضاع، ليس كافياً لتفادي المخاطر المحدقة بالإنسانية؛ ولا سبيل إلى النجاة من تداعيات الذاكرة المجرَّحة إلا بقطعها من دون عنف، لأن العنف سيساهم في إعادة تأسيسها وتأجيجها من جديد .
إن ذاكرة شعوب المنطقة وذاكراتها مثخنة بالجراح العميقة بحيث يبدو من المستحيل والمتعذر قطعها ، لذلك فإنه من واجبنا العمل الدؤوب على تنقيتها على الأقل.
ولكن كيف يبدو الخطاب السياسي بعد 11 سبتمبر؟؟
إن المحلل لخطاب المحافظين الجدد في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر، يجد أن مستوى الخطاب أقام صراعًا سياسيًّا وعسكريًّا على موجبات دينية! مع العلم أن الشأن الديني لا يشكل للساسة الأمريكيين أكثر من لاحقة تبريرية لسلوكم وسياستهم!؟ إذن، من الذي هيأ لهم هذه الفرصة؟ ومن الذي فتح باب حضور اللاهوتي في الخطاب السياسي ؟؟ وهل كان الخطاب تأسيسيًّا أم مجرد كاشف لبُنى مُوِّهت لفترات متلاحقة؟؟
كل الدلالات والشهادات، تشير إلى أن ذاكرة "الحروب الصليبية" ليست حاضرة في ذاكرة الشعب الأميركي ووعيه، وأن الدين لايدخل كمكوّن في رؤيتهم للعالم، وأن من استحضر الخطاب اللاهوتي واشتغل على تعميمه على الرأي العام كمؤثر هم في واقع الحال مثقفون و أكاديميون علمانيون، فالدين يُستخدم عادة في المفاصل التاريخية التي تحتاج الى وقود للحروب، لأنه يمنح السياسي المبرر لاحداث الدمار والعنف، من دون أن يكون لآثاره الكارثية مانعاً في إظهار الغبطة بالغلبة، فتصبح عندها "الحرب" "حربًا مقدّسة" ، ويصير عندها النصر "نصرًا إلهيًّا"!!
أما الواقع العربي والإسلامي فقد واجه تحدّيات جسيمة بعد الحادي عشر من أيلول وأصبح من الضروري و الملحّ الإجابة عن سؤال: هل إن المسلمين المعاصرين ما زالوا مصرِّين على تقسيم العالم دارين دار حربٍ ودار إسلام ؟؟ وهو السؤال الذي مازال حتى الآن ينتظر جوابًا لا لبس فيه من قبل الفقهاء وفتوى واضحة مُجمع عليها، والأخذ في الاعتبار عمق التأثير العلمي وتأثير ثورة الاتصالات في أنماط العلائق البشرية، وفي فتح الوعي البشري على ضرورة وإمكان تجاوز الأنماط الساكنة في الوعي المفارق بين الأقوام والأديان..
إن أوجه الشبه كبيرة جدًّا بين تع
المزيد
دساتير جامدة وحقائق مزيفة- بقلم : مروة كريدية - العرب الأسبوعي لندن
أيلول 15th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة دولية - International Political -politique international, سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر سياسي - Esprit Politique -, لا للاستعباد - Stop Slavery, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مجلة العرب الأسبوعي- Arab weekly magazine,العلاقات الدولية بين افتعال الأزمات وإدارنها - بقلم مروة كريدية
أيلول 13th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaph, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة دولية - International Political -politique international, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر سياسي - Esprit Politique -, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مقالات articles,العلاقات الدولية بين إفتعال الأزمات وإدارتها
مروة كريدية - كاتبة لبنانية
إيلاف –
إن الأزمات السياسية التي تصيب الدول سواء كانت عالميّة أو إقليميّة أو حتى داخلية محليّة، فإنها تعني مجموعة من التفاعلات بين قوى متعددة تعيش حالة صراع شديد لا يبلغ درجة المواجهة المسلَّحة أو الحرب، مع الإدراك بوجود احتمال عال لنشوبها ووقوعها، وهي تتطلب من صناع القرار والمسؤولين اتخاذ موقف وخطوات عملية واصدار قرارات جوهرية قد تكون مصيرية في بعض الأحيان، لأن الأزمات السياسية غالبًا ما تهدد المصالح العليا للدول.
وتتميز الأزمات بأنها حالة عالية من التوتر، تكون نقطة جذب لقوى متعدّدة بدرجات متفاوتة، وذلك حسب درجة تأثر مصالح كل طرف بتطورات الأزمة وتعقيداتها، مع التنبه الى أن خيارات الحلول التي تُطرح خلالها تكون موضع شك من قبل الأطراف.
غير أن الأزمات السياسية بالقدر التي توحي فيه بالخطورة والحدّة، إلا أنها تعبّر بنفس القدر عن فرص الحلول المحتملة، لأنها تضع القوى والأطراف كافّة أمام وطأة ضرورة اتخاذ قرار واضح وسريع .
يقول ريتشارد نكسون وهو يلخص وجهة نظره حول تعريف الأزمة " إنّ مفهومي الأفضل للأزمة توضحه الطريقة التي يكتب بها الصينيون الكلمة باللغة الصينية إذ يرمزون لها بشكلين : أحدهما يُعبِّر عن الخطر ، والآخر يُعبِّر عن الفرصة "
لذلك فإنه من الذكاء والتصرف الموضوعي الذي يتسم بالبراعة أثناء تطوّر الأزمات، هو توفير المناخ والقدرة على دفع الأمور لإيجاد حلّ للصالح العربي، إن كثير من الأزمات الإقليمية المتعاقبة عبر التاريخ أعادت صياغة العالم وعدّلت أنظمة سائدة وأعادت أخرى بائدة .
إن المحلل السياسي المحايد لاستراتيجية مسار ما يعرف بالأزمة العربية-الإسرائيلية، يجد أن إسرائيل تفتعل الأزمات، لأجل إحداث تعديلات تكون لصالحها وتريد إقرارها على أرض الواقع ،كما أن خريطة ما يُعرف "بالطريق" و "الشرق الأوسط الجديد"، قد تغيرت تدريجيًا عبر افتعال أزمات إقليمية وتفجيرها على فترات متعاقبة، حيث تمّ في الفترات الفاصلة بين كل أزمة وما يليها من الأزمات عملية تغيير فُرضت على عمليًّا على الواقع ، بصرف النظر عن مدى نجاح هذه الاستراتيجية،فإن الأزمات تخدم بعض القوى وتمنح الفرص لفرض الشروط من خلال سرعة اتخاذ القرار لتطويع اتجاهات الأزمة ب
المزيد
الشاشة اللبنانية بين "الكائنات الطربية" و"الكائنات السياسية" - مروةكريدية - جريدة النهار اللبنانية
أيلول 12th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , النقد الساخر - critique ironique - ironic criticism, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, جريدة النهار اللبنانية - alnahar news paper, خواطر سياسية- Political ideas - Idées politique,ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise,
الشاشة اللبنانية بين "الكائنات الطربية" و"الكائنات السياسية"
بقلم : مروة كريدية
جريدة النهار اللبنانية - العدد 22684
غدت الأحداث السياسية اللبنانية الشغل الشاغل للبنانيين بكافة شرائحهم الفكرية, ومختلف توجُّهاتهم السياسية, وبغض النظر عن وظائفهم ومراكزهم وأعمارهم وطبقتهم الاجتماعية, فمعظمهم خبير عليم "بالأوضاع السياسية "و"الفنيّة", على حدٍّ سواء.
والفضائيات "اللبنانية" الكريمة كفيلة بنقل "الصورة "بأمانة " و"شفافية " و"إخلاص " فهي تُخَرِّج لنا بشكل دائم "كائنات طربية" من " فنانين "و"فنانات" و"مطربين" و"مطربات", عددهم أكبر من أن يُحصر والحمد لله, فلبنان حماه الله بلد يُعاني من "فرط النشاط" الفني والسياسي.
والشاشة مفتوحة, وتعامل كل الفنانين بالتساوي, والعدل, والإنصاف, فهم عندها "سواسية", فغالبا ما يصرح بعض القيمين على الإعلام المرئي الفني, بأن سياستهم واضحة وصريحة ومُنفتحة لكلِّ فنان "صاعد" و"هابط", " للفنان المطرب "القدير المبدع" و"لأنصاف المطربين", وحتى "لمن لا صوت لهم", إذ تتكفل "الصورة العارية" وكثيرا من "الدلال" مع غياب تام "للمعنى" حتى يكون الفنان فناناً عظيماً مرموقًا، ومطرباً بارعاً موهوباً, يقرع أسماعنا ب"نعيقه " و"نفيره" و"نحيبه", ويطلعنا على محاسن "صورته" ويرينا إبداعات ما يسمى ب"اللوك" الجميل والجديد, الخارج عن المعهود المألوف, فيقفز أمام أعيننا قفزاً برفقة مجموعة المهرِّجات الفاتنات, ثم يطلّ علينا في اليوم التالي ضيفاً "خفيف الظل" كثير الحركة من خلال البرامج الفنية, ليخبرنا عن قصة حياته وعن "مشواره الفني الطويل العريض", وعن أحدث إنجازاته في عالم الغناء الراقي, فيمنحه مُقدم البرنامج أفخم الألقاب الفنية بشفافية ودون أدنى مجاملات, ويسمي كل هذا التهريج فَنًّاً في عصر "الصورة " و"الفيديو كليب".
والفن شأنه شأن السياسة, فهو أحد مفردات الثقافة, ولا يمكن لمجموعة بشرية أو حضارة إنسانية أن تكون مزدهرة فنيّا وهي تعيش عصر "انحطاط فكري" و "سياسي".
فالشاشة السياسية لا تختلف كثيرًا عما تشهده الشاشة الفنية اللبنانية, إلا أننا بالسياسة أصبحنا" أعجوبة العصر", ونستحق أن يُطلق علينا لقب شعب "فريد عصره وأوانه" لأن كل كبير ٍفينا ومتوسط وصغير وما بينهم, يدَّعي في السياسة فلسفة "عظيمة" حتى أن كليات العلوم السياسية في الجامعات الكبرى تدرس حالة "اللبننة" كحالة فريدة ودخلنا معاجم السياسة العالمية من بابها الواسع العريض.
وغدا المواطن اللبناني "الفهيم" بكل شاردة وواردة, العليم بالسياسة العالمية الخبير بالسياسة الم
الشعوب بين الاستعباد والاحتلال - بقلم: مروة كريدية
أيلول 6th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaph, الحرية - Liberté - freedom, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة دولية - International Political -politique international, فكر سياسي - Esprit Politique -, لا للاستعباد - Stop Slavery, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption,مقالات articles,الشعوب بين الاستعباد والاحتلال
مروة كريدية - كاتبة لبنانية
إيلاف
إن شعبًا مستعبَدًا وخانعًا، سواء استعبده الخوفُ أم قنع بهزيمته، هو الحليف الأمثل للحكم الذي يضطهده. فالرأي العام يتعلم الخضوع، وعندئذٍ يترسخ لديه الشعور بالقَدَرية. عند ذاك لا يكون التمرد معارضةً للنظام فحسب، بل احتجاج على صمت العامة السلبي.[1] فيال أولفييه
لعل ما يميز مجتمعات منطقتنا العربية برمتها من الخليج الى المحيط هو تراكم المظالم وتجذرها العميق في بنية تركيبة المجتمع، سواء كانت تلك المظالم سببها أنظمة داخلية توتاليتارية شمولية ام كانت مظالم خارجية سببها المحتل العسكري بقوة الحديد والنار، الأمر الذي دفع تلك الشعوب نحواليأس و تعليق الأمر على امر قدري غيبي ومشيئة ميتاميزيقية.
إن تجذُّر المظالم عميقًا في مجتمعاتنا، يعود بالدرجة الأولى الى قبول اعضاء المجتمع وتواطؤهم بل وقبولهم وتعاونهم مع مضطهديهم وقامعيهم .
ان عملية تقديم رؤية فكرية تحررية، تتمحور حول وقف الهتاف باسم "الزعيم" بالدرجة الأولى، ووقف عملية تمسيح الجوخ تجاه أي محتل تحت اي مسمى او ذريعة، ومن ثم مواجهة التعاون الذي يمارسه معظم اعضاء المجتمع المتعاونيين مع الظلم القائم، وهو أمر يحتاج الى تصور فكري واستراتيجية عملية.
وإذا كان من الأجدى اعتماد استراتيجية غير عنفية و واضحة فهي تنبني على رؤية فكرية تؤمن بقيم العدالة كما أنها ترتكز على كسر التعاون مع الظلم ومصادره ومكافحة شتى أنواعه من خلال ممارسة ضغط اجتماعي وعملي، يُرغم المسؤولين وصناع القرار واصحاب النفوذ على الاذعان والرضوخ لمطالب الناس، وذلك من خلال الرفض الحاسم لأية مشاركة في اي وظيفة تؤدي ممارستها الى الحفاظ على موقع الخصم، كما سيرغم اي محتل على الرحيل عندما يعدم امكانية ايجاد من يتعاون معه وييسر له مهامه.
لقد أصر بعض النقاد على إظهار أعمال غاندي وكأنها دعوة للرجوع إلى العقل والضمير وان الهدف منها احياء ضمائر الناس، واذا كان هذا الأمر من فلسفة الرجل، إلا ان الهدف المباشر من حملاته كان القضاء على اسس وبنى التعاون القائم بين الشعب الهندي والمحتل البريطاني وتقصير امد الاحتلال ودفع المحتل الى الرحيل لذلك فإنه يقول:
إذا كانت الحكومة تعمل بشكل سيئ نكون مسؤولين عن سيئاتها عبر تعاوننا معها في جعل هذا الشر ممكنًا. لذا يجب عليَّ سحبُ دعمي لهذه الحكومة، ليس بدافع الانتقام، بل لكي لا أشارك في تحمُّل مسؤولية الشرِّ الذي تسبِّبه[2]
إن عملية تقديم رؤية عن العدالة، تدفعنا الى تميزها عن القانون إذ ليس القانون هو الذي يُملي ما هو عادل، بل إن العدالة هي التي تفرض القانون. من هنا، حين يكون هناك صراع بين القانون والعدالة، علينا أن نختار العدالة وأن نعصي القوانين، لأن ما يجب أن يُلهِم الإنسانَ في سلوكه ليس ما هو شرعي بل ما هو "مشروع".
وحول هذا السياق عدَّل غاندي في كانون الأول سنة 1920 النص الذي يحدد أساليب عمل حزب المؤتمر الهندي حين كانت قوانين حزب المؤتمر تؤكد في وضوح أن عليه متابعة أهدافه "عبر وسائل قانونية"، أي شرعية، استطاع غاندي أن يجعل حزب المؤتمر يصوت لصالح قرار يقضي بأن يعمل الحزب "وفق الوسائل المشروعة والسلمية كلها"[3]
وهنا نضيف قائلين إن كل مجتمع يُفترَض فيه أن يستعمل الوسائل التي تسمح له بحماية نفسه من الأفراد والجماعات الذين يجتهدون لزرع الفوضى ويهددون بذلك تماسك المجتمع واستقراره.
إن على كلِّ مجتمع يتطلع إلى ضمان الحرية والعدالة المثلى لأفراده أن يطالب بحق، لا بل بواجب التنظيم، حتى تبقى هذه الحرية وهذه العدالة في مأمن من أذى أعدائها.
إن هدف العصيان المدني لا يقوم على إلغاء القوانين، بل على تطويرها – إعادة إصلاحها – بحيث تستطيع معها أن تكون منسجمةً أكثر مع متطلبات العدالة والحرية. يؤكد غاندي:
العصيان المدني هو التأكيد على حقٍّ يجب أن يعطيه القانونُ لكنه يرفض إعطاءه[4].
عندما كان مارتن لوثر كنغ يخطط لتعطيل العمل العادي لمؤسسات المجتمع الأمريكي، من خلال حملات العصيان المدني، أوضح قائلاً:
هذه المقاطعة يجب ألا تكون سرِّية أو في الخفاء. ليس ضروريًّا أن نُلبِسَها ثوبَ حرب المغاوير الرومانسي، بل يجب أن تكون علنيةً وأن تقوم بها جماهير كثيرة، دون أيِّ لجوء إلى العنف. وإذا كانت السلطات تريد إفشالها وإغراق السجون بنا فإن معناها بذلك يصبح أوضح[5].
من المؤكد أن الأيام التي أمضاها كل من غاندي وكنغ وتشافيز في السجن كانت مفيدة لفعالية تحرُّكاتهم. لكن يبدو أن هناك ظروفًا يفضَّل إبانها الإفلات من العقاب من أجل زيادة حجم التحدي الذي يوجَّه إلى السلطات ومن أجل إظهار الطابع اللاشرعي للعقاب المعلَن عنه. كما يمكن أيضًا التخطيط للدخول في مرحلة من التخفِّي المؤقت، ثم اختيار تاريخ الاعتقال بأنفسنا، جاعلين منه مناسبةً للظهور بمظهر يكاد أن يكون احتفاليًّا. المهم هو أن نسعى دومًا للاحتفاظ بزمام المبادرة.
المزيد
السياسة الأميركية بين توظيف المقدسات ومراكز اعداد القرار - بقلم : مروة كريدية
أغسطس 28th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaph, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة دولية - International Political -politique international, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر سياسي - Esprit Politique -, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مقالات articles,السياسة الأميركية
بين توظيف المقدسات ومراكز اعداد صناع القرار
إيلاف – 28 اغسطس آب 2007
مروة كريدية - كاتبة لبنانية
" إن الدولة تدعي لنفسها كاريزما خاصة بها، لذلك فهي تعمد الى إخضاع اللاهوتي لها وتوظيفه لخدمتها كما تعمد الى إعداد مصانع للأفكار والأيديولوجيات تتولى مهمة تسويق سياستها وسيطرتها "
لطالما حاول المحلل السياسي العربي و حتى المواطن العادي محاولة فَهم الخيارات التي تطرحها الادارة الأميركية والأسس التي تنبني عليها، لا لاهتمامه بمجريات الاحداث الأميركية وحسب، بل لأن خيارات هذه الإدارة تنصب آخر الأمر على رأسه، ولطالما اعترض الشارع العربي على موقف هذه الدول من قضاياه التي يعدها عادلة، غيرانه من الطبيعي أن تسعى كل دولة لتحقيق ما تراه مناسبا لمصالحاها هي لا مصالح غيرها من الشعوب .
وإن كانت هناك مشاريع دولية كبيرة في المنطقة – بصرف النظر عن أهدافها سواء كانت للسيطرة أم للمساعدة ومنح الديموقراطية- فإن الخلفية التي تنبني عليها الأفعال، خلفية فكرية وفي معظم الأحيان دينية وأيديولوجية، وغالبًا ما يُسخر الديني لخدمة الأهداف السياسية ..علمًا أنّ الدول الكبرى لا تهتم بالدول الأخرى ، إلا بالقدر الذي يمكّنها من تسريع دورة رأس المال، والدورة التجارية للسلع من خلالهاوما يمكن أن تستفيد منها من موارد الطاقة ، وبالتالي فكون هذه الدول تفرض سلعها ونمط استهلاكها لا يعني أنها تستهدف الآخرين من أجل الاستهداف وحسب، ولكن من أجل السوق، لتسريع وتيرة الدورة الربحية للسلعة الرأسمالية؛ ولعل تكنولوجيا الإعلام والاتصال تجهيزًا وخدمات، إحدى الوسائل التي توظفها هذه الدول، فهي توظف فيها الهدف التجاري من جهة، والوسيلة من جهة أخرى، وسيلة تنميط الأفراد والمجتمعات لخدمة الهدف التجاري والجيوستراتيجي لها .
إن هذه المشاريع سواء كانت بهدف التسويق التجاري او السيطرة الجيو سياسية إلا أنها لا بد لها من معتقد يترجمها وأيديولوجيا يرتكز عليها ولاهوت يدعمها، وهذه الأمور تتولد في العادة من مؤسسات منتجة للأفكار تلعب الدور الأبرز في عملية صنع القرار السياسي والاستراتيجي القريب منه والبعيد ؛حيث يتم توظيف الأبحاث الصادرة عن مراكز الدراسات في صناعة القرار السياسي ويشير ريتشارد هاس إلى أن مصانع الأفكار الأمريكية سواء العامة أو الخاصة تعمل في الأساس على تحقيق خمس فوائد أو اهداف رئيسية فهي تساهم أولا في توليد تفكيراً جديداً بين صانعي القرار الحاليين أنفسهم، كما أنها تعمل على توفير الخبراء وصنّاع القرار اللاحقيين بهدف الخدمة في الإدارة والكونغرس، علاوة على انها تمنح صانعي السياسة مجالاً هاماً لبناء تفاهم مشترك حول الخيارات السياسية، كما تلعب دورا تثثقيفيًّا للمواطنين والرعايا بشان ما يدور في الساحة السياسية العالمية، وهي تقوم بدور طرف ثالث وسيط بين الأطراف في أي صراع.
ووفق الدراسات[1] المتعلقة بدور مراكز الاعداد فإن عدد مركز الدراسات التابعة لليمين الأمريكي والموجودة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها يبلغ حوالي خمسون مركزاً ،حيث تتبلور أدوار هذه المراكز من
المزيد
السياسة اللبنانية بين الديموقراطية الشكلية و الفساد الطائفي - بقلم : مروة كريدية- العرب الاسبوعي
أغسطس 25th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, فكر سياسي - Esprit Politique -, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مجلة العرب الأسبوعي- Arab weekly magazine,السياسة اللبنانية
بين الديموقراطية الشكلية و الفساد الطائفي
مروة كريدية - العرب الاسبوعي
الديموقراطية والفساد :
لا شك في انّ الديموقراطيّة مطلبًا حيويًّا وملحًّا في آن، وهو محلّ إجماع عند كافّة اللبنانيين بكلّ شرائحهم (او على الأقل كما يُصَرِّحون )، ومن المفارقات أن لبنان بلد تكثر فيه الحريّات الشكليّة وتغيب فيه الديموقراطيات الفعلية ، لذا فإن التأكيد على الديموقراطية مطلب محوري، فالحياة السياسية تنعدم في غياب الديموقراطية ، ولا استقرار أو اطمئنان إلى المستقبل في ظل القمع الطائفي،سواء كان قمعًا مباشرًا او مقنَّع ، وتبقى الحريّات بدون شك مهددة في ظل الانظمة الدوغمائية والاستبدادية ، غير أنّ الديموقراطية تتلازم مع أمور تمس جوهر البناء السياسي ولا يمكن تحيدها منها قانون المحاسبة وتكافؤ الفرص والتمثيل الشعبي الحقيقي في الحكومة وكلّ هذه الامور غائبة حاليًّا في ظل النظام القائم.
· فالديموقراطية متلازمة بشكل مباشر مع قانون المحاسبة على كافَّة الصُعد ، لذلك فإن قانون المحاسبة في ظل "النظام الطائفي الحالي " معطَلَّ بالكامل ، وأنّ بعض الزعماء السياسيين اللبنانيين يتخذون من الطائفية متراساً يقفون خلفه للاتقاء من موضوع المحاسبة او المسائلة بموضوع هدر او غيره ، ولو فُتح ملف أحدهم من هدرٍ أو اختلاس، أعتبر ذلك مسًّا بطائفته، وأعلن أن ذلك خط أحمر ينبغي ألا يقترب منه أحد ، علما ان الفساد لا يقتصر على طائفة دون أخرى ،وأصبحت الطائفية هي المتراسالمنيع والحصن الحصين الذي يحتمي به الفاسد كي يتقي مغبة المساءلة والمحاسبة. وبما أن العدالة لا تميز بين فرد وآخر وهي غير متجزأة فالمحاسبة لا تطاول أحداً من الفاسدين في طائفة معينة من دون سواه في سائر الطوائف،لذلك نجد ان قانون الثراء غير المشروع لم يُطَبَّق ولو لمرة واحدة في حقّ أحد الساسة اللبنانيين "الأكارم"،
المزيد
مسألة العنف بين عنف الخطاب وإكراهات الواقع- بقلم: مروة كريدية - إيلاف
أغسطس 21st, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaph, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, لا للعنف - non violance, لا للفساد - non corruption, مقالات articles,
مسألة العنف بين عنف الخطاب وإكراهات الواقع- إيلاف
"إن كان العنف هو تلك المقدرة على نعت الآخرين به، فإن أفضل طريق للحدمنه ربما يكون في التزام الصمت" مروة كريدية
إن مسألة العنف وتعريفه وطرح مقاربته مسألة مفتوحة، تختلف بإختلاف الإرث الثقافي والاجتماعي واللغوي والانتربولوجي للشعوب.
فتعريف العنف يرتبط أولا وقبل كل شيئ، بإدراكات و تجارب جماعية وفردية، وبأفعال و ردود أفعال تتباين المواقف حولها بتباين الاستراتجيات و المواقع، مما يفتح الباب أمام كلّ الاحتمالات، بما فيها حرب التعريفات؛ وثانيًا، أن كلّ حديث عن العنف يحمل في طياته اتهامات تجاه الطرف الموصوف بالعنف كما يحمل حكمًا على هذا الاخر بوصفه عنيفًا من خلال إتهامه و تجريمه وإطلاق الأحكام عليه.
إن تعريف العنف بوصفه خطابًا ومصطلحًا يصبح سلاحًا يبرئ المتكلم المنتج للتعريف من جهة، و يتهم بل ويجرّم المتحدث عنه أو إليه من جهة أخرى.
وإذا ما ألقينا نظرة على تاريخ الشعوب نجد ان علماء الأنتربولوجية أطلقوا مصطلحات يمكن ان نصفها "بالعنصرية" تجاه شعوب ما قبل الثورة الصناعية حيث سموها شعوبًا "بدائية"، وهذا التصنيف والتعريف يحمل في طياته عنفًا رمزيًّا ومقنّعًا ، فالغازي الأجنبي- الاوروبي سابقًا والاميركي حاليًّا- منح نفسه حق تصنيف الشعوب وفق مصالحه ووفق منظومته الفكرية والثقافية، فأطلق مصطلح العنف على بعض الطقوس والممارسات الثقافية للشعوب الاخرى التي كانت تُعد أعمالها هذه جزءًا من تراثها، فقد وصف ردود افعال تلك الشعوب تجاه حضارته بالعنيفة علما ان تلك الشعوب كانت تحاول ان تدافع عن نفسها ليس إلا.
إذن ان المسيطر السياسي والعسكري يفرض عنفًا مزدوجا مباشرا وغير مباشر وهو العنف المباشر من خلال اقتحامه اراضي تلك الشعوب و عنف الخطاب من خلال تصنيفه وفرض خطابه عليها ، فالعنف يتحدد في وضعية اجتماعية-ثقافية وسياسية معينة، حيث يستخدم فيها الضغط ومجموع الوسائل الأخرى من عنف الخطاب.
الأمر الذي يجعلنا نشكك في تعريفات العنف لأن أي تعريف يقدم للعنف لابد و أن يكون فيه حيف وظلم وشيئ من الفوقية والعنصرية حيث سيكون فيه رابح وخاسر، هذا عدا الخلفيات التي تقف خلفه .
كما أن كل اتفاق يقدم باعتباره اتفاقًا من أجل السلم الاجتماعي، مثلا، يمكن لطرف آخر أن ينظر إليه من منظور العنف، فيجد فيه العنف قابعًا في قلب العملية السلمية، وما فلسطين والعراق عنا ببعيد .
ولتقريب الصورة على ارض الواقع بوصفنا شعوبًا عربية قابعة في منطقة جغرافية ساخنة، نجد اننا نتعرض لاستخدام وسائل ضغط متنوعة وشديدة من قبل من منح نفسه حق تصنيف الشعوب وفرض الخيارات على الأنظمة بالقوة، بحيث تعدم إمكانية الاختيار، بل وتعدم حتى إمكانيتها في الهروب، أو في الانعتاق، أو في رفض ال
المزيد
بين الثقافة والاعلام - بقلم : مروة كريدية جريدة أخبار العرب الاماراتية
أغسطس 20th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أخبار العرب- Akhbar elarab, ثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Culture,
بين الثقافة و الإعلام
شاشة "القمامة" تسوق ثقافة" الطاعة"مروة كريدية -كاتبة لبنانية
لطالما طالعنا النقادّ بمقالات , تنتقد وسائل الاتصال و الإعلام ودوره السلبي وتأثيره على المضامين الثقافية,متهمينها بابتلاع أشكال الثقافة و تأثيرها المباشر في تدمير البنى الثقافية والممارسات على حد السواء .
ولكن إذا دققنا في هذا الصراع الدائر نجد أنه يرتبط بمفهوم يتمحور, حول علاقة الثقافة بالإعلام ,و حول طبيعة السؤال المطروح حولهما, فهل نطرح السؤال بالشكل التالي: ماذا تفعل وسائل الإعلام والاتصال بالثقافة ؟ أم ماذا تفعل الثقافة في وسائل الإعلام ؟
وغالبًا ما يُعرب حرّاس " الهوية " عن قلقهم وخوفهم من وسائل الإعلام والفضائيات, وأنها تعمل على تخريب الثقافة الراديكالية أو التي ترتبط بالتراث بشكل مباشر .
هذا التيار يَطرح الارتباط بين وسائل الاتصال الإعلامية منها وغير الإعلامية والثقافة عادة بطريقة إشكالية منفصلة , وكأنّ كلّ واحد منهما بمواجهة الآخر ومنفصل عنه, في حين ان مراجعة التاريخ أركولوجيّا ، تظهر أن اكتشاف وسائل الاتصال أحدثت هزات ثقافية، وبناء عليه فإن جدلية العلاقة بينهما قديمة قِدمَ التحوّلات التي شهدتها وسائل الاتصال.
فالعلاقة بين الثقافة والإعلام علاقة متحركة , والفصل بينهما ولو شكليًّا يُعد خطأ منهجي بنيوي ويعيق عملية فهم تلك الحركة المتبادلة الدائرة بينهما .
فالإعلام ، كما العادات كما التقاليد كما الدين كسائر مفردات التركيبة الانتربولوجيّة للمجتمعات تتقاطع مع بعضها البعض , ولا يمكن فهم واحدة منها بمعزل عن الأخرى.
وعندما يحصل تنافر بين ثقافة الشاشة والثقافة المحلية أو الشعبية , فإننا نكون أمام انفصام ثقافي , وليس أمام حرب بين الثقافة والإعلام .
فعملية الفصل بين الثقافة والاتّصال هي عملية واهمة و وسائل الاتّصال والإعلام تنخرط في جملة القيم التي تُنْتجُها الثقافة .
فالانفصام الثقافي ممكن ان يحصل بين أي مكونيْن , ذو مضامين متناقضة من مكونات ثقافة واحدة , فعلى سبيل المثال يتعارض بعض الشعائر الدينية مع بعض التقاليد الشعبية ضمن مفردات الثقافة الواحدة , وهو ما يحصل أيضا بين ثقافة النخبة وثقافة الشاشة , فوسائل الإعلام ينبغي أن تست
المزيد
مسألة العنف بين عنف الخطاب واكراهات الواقع - بقلم : مروة كريدية
أغسطس 20th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideas,إيلاف- elaph, استراتيجية - Stratégie - Strategy, الحرية - Liberté - freedom, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, العمل الانساني - وكالات إغاثة -Humanitarianism, ايلاف ديجيتال - elaph digilal magazine, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, خواطر سياسية- Political ideas - Idées politique, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة دولية - International Political -politique international, سياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian political, سياسة لبنانية -lebanese political -politique libanaise, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, لا للاستعباد - Stop Slavery, لا للحرب- non war, لا للفساد - non corruption, مقالات articles,فلسفة التسامح والفكر الكوني - بقلم مروة كريدية - إيلاف
أغسطس 15th, 2007 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , إيلاف- elaph, انتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropology, حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue, فكر اسلامي- Esprit islamique, فكر سياسي - Esprit Politique -, فكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectual, لا للحرب- non war, لا للعنف - non violance, مقالات articles,
فلسفة التسامح والفكر الكوني
مروة كريدية
"لا أحبّ التسامح، ولكنني لا أجد أفضل منه" غاندي
لعل أكثر انشغالات المشهد الفلسفي الحالي، تتمحور حول مفاهيم التسامح والعدالة، ومضامين الصفح، وهي محاور تؤسس لعدالة مرحلية، تُشكل انتقالا للأمم من مرحلة لأخرى في مسيرة تطورها الحضاري، لا سيما إذا ما تعرضت لصراعات وحروب أهلية، لأن أحد أهم مكونات النزاعات السياسية والصراعات الداخلية تلك التي توصف بالصراعات الدينية والاثنية والطائفية والقومية…
لعل أكثر انشغالات المشهد الفلسفي الحالي، تتمحور حول مفاهيم التسامح والعدالة، ومضامين الصفح، وهي محاور تؤسس لعدالة مرحلية، تُشكل انتقالا للأمم من مرحلة لأخرى في مسيرة تطورها الحضاري، لا سيما إذا ما تعرضت لصراعات وحروب أهلية، لأن أحد أهم مكونات النزاعات السياسية والصراعات الداخلية تلك التي توصف بالصراعات الدينية والاثنية والطائفية والقومية…
ولعل أحد أهم مكونات تأسيس دولة حديثة، في مرحلة ما بعد الحروب الأهلية، هو تجاوز تلك الصراعات، وبناء مساحة من التعاون، مبنية على مسامحة حقيقة بين الأطراف، فالصفح يُعد البوابة الرئيسية التي لا بد من المرور بها لبناء ديموقراطية فعلية.
إن إحدى القضايا الأكثر جوهرية بالنسبة للرقي الإنساني الحقيقي، تتأسس حول ماهية وكيفية تأسيس الرؤية العقلانية عن التسامح، والسؤال الذي يطرح دائمًا حول أي منظومة قيم تلك القادرة على بناء التجانس والإنسجام الفعلي في كينونة الفرد والجماعة والأمة والثقافة والدولة تجاه النفس والآخرين.
وهي مهمة يتوقف تحقيقها على مستوى تأسيس حقيقة التسامح، وبما أن التسامح هو شكل التعايش العقلاني للقيم، من هنا تصبح مهمة تأسيس منظومة القيم وتعايشها الطبيعي الصيغة العلمية الضرورية للتسامح نفسه.
وهي مهمة يتوقف تحقيقها على مستوى تأسيس حقيقة التسامح، وبما أن التسامح هو شكل التعايش العقلاني للقيم، من هنا تصبح مهمة تأسيس منظومة القيم وتعايشها الطبيعي الصيغة العلمية الضرورية للتسامح نفسه.
بيد أن عملية تأسيس بنى التسامح ليست فعلا إرادويًّا محضًا، بقدر ما هو تراكم لصيرورة القيم بوصفها منظومة متكاملة. فلكل جماعة بشرية منظومتها الفكرية والعقديّة الخاصّة عن التسامح مما يجعل الأمر جزءًا من معاناة الامم نفسها؛ لذلك يبدو التسامح قيمة نسبية ومطلقة في آن، فهي قيمة نسبية لانها تختلف من أمة لأخرى ومن دين لآخر، وهي مُطلقة داخل المنظومة الثقافية الواحدة.
والسؤال هو: هل يمكن تأسيس منظومة تسامح عقلانية قادرة على أن تكون منظومة كونية؟
إن التسامح بوصفه قيمة، ينبع ويتراكم في مجرى ثقافة الامم، وتجاربها كافّة بما فيها الروحية، وقد شهدت الحضارات مواقفًا كرست قيمًا أخلاقية راقية وان كان الحديث عن التسامح ا
المزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق