جميل مطر - مروة كريدية |
في إطار فعاليات مؤتمر مركز الخليج للدراسات
خبراء يقفون عند انعكاس الثورات على موقع العرب إقليمياً وعالمياً
مروة كريدية من الشارقة
أكد خبراء المستقبليات ومفكرين عرب على أن الثورات في العالم العربي غير مؤدلجة وان الشباب يطالب من خلالها بحقوقه وحريته، بعدما شعر أن المستقبل يسرق منه في ظل سياسات رسمية ضبابية تجاه القضايا الخارجية ، الأمر الذي ولّد شعور شعبي باليأس ورغبة عارمة بالتغيير ؛ كما أن النظام العالمي لم يعد بوسعه القبول بأنظمة مطبقة على الحكم بشكل شمولي في ظل الدعوات إلى ضرورة الديمقراطية والمساواة والعدالة ، و أن المجتمع الدولي لم يعد قادر على أن يغض النظر عن دول عربية لا شرعية شعبية لها .
جاء ذلك في مؤتمر مركز الخليج للدراسات الذي عقد أمس في الشارقة تحت عنوان "العرب في العقد القادم " بمشاركة ابرز كتاب الرأي ومفكرين في القضايا المعاصرة و محللين للحراك السياسي.
جميل مطر: مستقبل العرب بعد الثورات في النظام الدولي غير واضح
رأى الكاتب المصري جميل مطر إن الثورات العربية والحراك السياسي يضع المحلل أمام صعوبة التكهن بالنتائج المنتظرة ومدى تأثيره في النظام الدولي مؤكدا أن ذلك يتطلب المناقشة من زوايا أربع هي علاقة العرب مع أنفسهم ، وعلاقتهم مع جيرانهم إقليميا وعلاقتهم مع الدول الناشئة وعلاقتهم مع الدول العظمى .
ويشير إلى أن الفوضى التي أعقبت الثورات لا تعني فشلها، وان إنسان الثورة تنفس حرية وأصبح على درجة من الوعي بحقه وواجباته، مشيرا إلى أن ذلك انعكس في الحياة المعاشة معتبرا أن صورة العربي التي ارتسمت لدى النظام العالمي، إبان صراع الحضارات تغيرت بالكامل .
وعن علاقة العرب بدول الجوار فقد أشار إلى أن إيران نأت عن المغامرة في التدخل بالسياسة العربية، مشيرا إلى التخبط في قراراتها.أما تركيا فنظرت بحذر لعودة مصر إلى مكانتها الإقليمية بعد تنحي مبارك، وبالنسبة لإسرائيل فإنها في مأزق وضغط بعدما أصبحت القضية الفلسطينية قضية شارع عربي وليس قضية حكومات.
وحول الدول الناشئة ألمح مطر إلى أن الصين خافت على نفسها وشعبها من أن تمتد الاحتجاجات إليها حيث منعت بيع "الياسمين " وفرضت تعتيما إعلاميا على أخبار الثورات العربية. أما فيما يتعلق بالدول الكبرى العظمى صاحبة القرار في العالم فقد نوه إلى تراجع مكانتها في ظل تنامي دور الشعوب الفعلي مشيرا إلى الدور الإشرافي الذي يلعبه حلف الناتو في ليبيا .
عبد الإله بلقزيز : الثورات فتحت فرصة تصحيح العلاقات العربية – العربية
المفكر المغربي عبد الإله بلقزيز اعتبر أن العلاقات العربية – العربية تعاني من مشكلات متعددة مشيرا إلى وضع جامعة الدول العربية ومفاعيل القمم العربية، مؤكدا أن الثورات لن تُحدث تغييرا جذريا في نسق العلاقات العربية- العربية؛ بل إن أنظمة الثورة ستتعايش وتتأقلم مع الأنظمة القائمة والسياسات الجديدة مع السياسات القديمة في أفضل أحوال العلاقة بين الفريقين، مشيرا إلى احتمال التنافر غير أن ذلك لن يؤثر في القرارات المشتركة ما لم يكن المعسكر الأكبر والأوسع والأقوى بمقاييس الموارد والقوى الإستراتيجية قد طاله التغيير لأنه سيصبح في وسع الثورة وقواها وأنظمتها أن تفرض إرادتها، وأن تعيد بناء النظام الرسمي العربي على قواعد جديدة . منوها بضرورة معالجة التحديات الاقتصادية لأهميتها و دورها في صناعة التغيير.
أما عن دور العولمة والظلال التي ترخيها على مصائر الأمم والبلدان الصغيرة من تبعات، فإنها لا تترك مجالاً أمام تَرَف الاختيار بين أن تَحْكُم المنظومةُ العربية على نفسها بالشلل و-بالتالي- بالمزيد من التبعية للخارج، وبين أن تعيد ضخّ الحياة فيها في أفق تحقيق الاعتماد المتبادل . مؤكدا على ضرورة اقتناص الفرصة لتصحيحِ العلاقات العربية وتوحيد القرار المشترك
سعيد حارب : الثورات كانت حقوقية وغير مؤدلجة
دور الشباب في الإصلاح والتغيير في العقد المقبل كانت محور عمل الطاولة المستديرة حيث طرح يوسف حسن أربعة تساؤلات رئيسية حول دور الحركات الشبابية في المشهد السياسي المقبل، ومدى قدرة هذه الحركات على بناء كيان سياسي بإطار قانوني ، وهل ستستمر كحركات احتجاجية أم أنها ستنخرط في أحزاب سياسية في ظل افتقادها للخبرات اللازمة في مجالات الإصلاح والبناء، فضلاً عن أن استمرار هذه الحركات سيكون سندا لمطمح التحول أم سيقودها إلى موقف عدمي وتظاهرات توقف الإنتاج اليومي، بالإضافة إلى قدرة نجاح هذه الحركات على العمل باستقلالية بعيداً عن أوساط الأحزاب القائمة .
من جانبه أشار سعيد حارب إلى تنامي عدد الشباب ما بين سن 15 و،24 في الدول العربية مؤكدا أن مطالبهم ليست معيشية بل حقوقية ، فضلا عن كون هذه الحركات غير مؤدلجة إلا أنها سريعة التسييس، مؤكدا أن الأيديولوجيات إلى انحسار بعد تحول الجيل إلى التكنولوجيا .
عصام رواس : النظام الدولي لم يعد يقبل بأنظمة فاقدة للشرعية
من جهة أخرى أشار عصام الرواس، إلى أن الشباب أحسوا بان المستقبل يسرق منهم، وليس هناك منفذ للعبور لمستقبل أكثر إشراقاً، علاوة على مساهمة السياسات الخاطئة بخروج الشباب إلى الميادين، فضلا عن السياسات الضبابية التي تنتهجها الحكومات مما ولد عنده شعور باليأس .مؤكدا أن النظام الدولي لم يعد يقبل بأنظمة مطبقة على الحكم في ظل الدعوات إلى ضرورة الديمقراطية والمساواة، والنظر إلى دولنا العربية على أنها أنظمة فاقدة للشرعية، مما أفضى عن استباحة كل ما فيها، ولتصل المسألة إلى فرض سياسات كجزء من اللعبة الدولية في المنطقة التي تشكل ملتقى للعالم.
****
****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق