الأحد، 31 مارس 2013

جامع القيروان أيقونة فنية تحتضن إرث الحكمة





جامع القيروان أيقونة فنية تحتضن إرث الحكمة
 
 مروة كريدية – القيروان - تونس 
 
لا يمكن لزائر تونس إلا وأن يُعرج على القيروان فهي مدينة من الروعة ما تستنفد الحسن حتى ينفد، وحاضرة تطل الى التاريخ عبر آثار من الجمال الأخّاذ وتحتضن شعوبا أمازيغية وعربية وإفريقية وتكتنز حضارة قرطاج وعنفوان  الرومان وإرث المسلمين، فكانت أولى المراكز العلمية في المغرب العربي تليها قرطبة في الأندلس ثم فاس في المغرب الأقصى ولقد قصدها أبناء المغرب وغيرها من البلاد المجاورة.
 
وكان مسجد عقبة بن نافع ( جامع القيروان الكبير)   ومعه بقية مساجد القيروان تعقد فيه حلقات للتدريس وأنشئت مدارس جامعة أطلقوا عليها (دور الحكمة). واستقدم لها العلماء والفقهاء ورجال الدعوة من الشرق فكانت هذه المدارس وما اقترن به إنشاؤها من انصراف القائمين عليها للدرس والبحث عاملا في نشر اللغة العربية في إفريقية .



وقد حرص الذين جددوا بناء مسجد القيروان الكبير فيما بعد على هيئته العامة، وقبلته ومحرابه، وقد تمت زيادة مساحته كثيرا ولقي اهتمام الأمراء والخلفاء والعلماء في شتى مراحل التاريخ الإسلامي، حتى أصبح معلماً تاريخياً بارزاً ومهما.
 و بناء الجامع في شكله وحجمه وطرازه المعماري الذي نراه اليوم يعود أساسا إلى عهد الدولة الأغلبية في القرن الثالث هجري أي التاسع ميلادي و قد تواصلت الزيادات والتحسينات خصوصا في ظل الحكم الصنهاجي ثم في بداية العهد الحفصي.
 

 يعتبر المسجد الجامع بالقيروان من أضخم المساجد في الغرب الإسلامي و تبلغ مساحته الجملية ما يناهز 9700 متر مربع و مقايسه كالتالي ما يقارب 126 متر طولا و 77 متر عرضا و بيت الصلاة فيه واسع و مساحته كبيرة يستند إلى مآت الأعمدة الرخامية هذا إلى جانب صحن فسيح الأرجاء تحيط به الأروقة ومع ضخامة مساحته فجامع القيروان الكبير أو جامع عقبة بن نافع يعد أيضا تحفة معمارية وأحد أروع المعالم الإسلامية.
 
 
 
جامع القيروان يحتوي على كنوز قيمة فالمنبر يعتبر تحفة فنية رائعة وهو مصنوع من خشب الساج المنقوش ويعتبر أقدم منبر في العالم الإسلامي ما زال محتفضا به في مكانه الأصلي ويعود إلى القرن الثالث للهجرة أي التاسع ميلادي . كذلك مقصورة المسجد النفيسة التي تعود إلى القرن الخامس هجري أي الحادي عشر ميلادي وهي أيضا أقدم مقصورة ما زالت محتفضة بعناصرها الزخرفية الأصلية.
 
المعلومات من الموسوعات المعتمدة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق