السبت، 30 مارس 2013

ادب وأدباء


الأقباط في مصر

تشرين الثاني 7th, 2012 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أخبار الإمارات - Emirates Newsأخبار ثقافية - Cultural News -Actualités culturellesأدب -literatureانتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropologyتراث - Heritageثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Cultureحضارات -Civilizations -حضارة مصرية قديمة -Ancient Egypt -حوار الحضارات والأديان - Dialogue inter-religieux - the Civilizations Dialogue,مؤتمرات وفعاليات علمية - conferences - Conférences -Seminars - Séminairesمصر - Egypt - Égypteمعابد - Templesميثولوجية - Mythologie -Mythologyالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج


 

 

 

يوسف زيدان يروي "تاريخ المسيحية في مصر" في مركز المسبار للدراسات بدبي

المسيحية بين ميتولوجيا الاغريق و قدماء المصريين
 

مروة كريدية من دبي

يرى الروائي والمؤرخ المصري يوسف زيدان ان المسيحية في مصر تأثرت الى حد بعيد بميتولوجية الحضارات القديمة كالاغريقية والفرعونية بخلاف منطقة بلاد الشام التي انتشر فيها النساطرة مشيرا الى ان تبلور الفكر المسيحي في اواخر القرن الثاني الميلادي تأثر بالفلسفة الاغريقية والافلطونية المحدثة حيث كانت الاسكندرية مدينة الله العظمى ومحور الربط بين الحضارتين اليونانية والمصرية المتقابلتين على ضفتي المتوسط،  جاء ذلك خلال المحاضرة التي القاها أمس الاثنين بعنوان "تاريخ المسيحية في مصر" واقيمت في فندق الميديا روتانا بدبي .
 الندوة نظمها مركز المسبار للدراسات والنشر بالتزامن مع  اطلاقه كتاب "الأقباط في مصر بعد الثورة "وقدم لها الاعلامي تركي الدخيل وادارتها الكاتبة بدرية البشر ، كما اشتملت على عرض موجز للباحثة ريتا فرج تناولت من خلاله محاور دراسات اصدرها المركز عن الأقليات الدينية بعد الربيع العربي، ووصول تيارات الإسلام السياسي إلى الحكم .
****
ينطلق يوسف زيدان في معرض محاضرته عن "تاريخ المسيحية  في مصر" عبر مقاربة ميتولجية تشرح مفهوم التثليث في حضارات مصر القديمة وتاريخها عبر رواية اسطورة ايزيس او الام العظمى حيث كانت تسمى "إسّت" لذلك فان كل امرأةٍ هى "الست" لأنها فى الأرض صورة "إسِّت" المستولية على السماء، وليس لاسمها معنى فى لغة المصريين القدماء إلا المستوية على كرسى الألوه
المزيد

عائدة الى السماء - مروة كريدية

آذار 25th, 2012 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideasأدب -literatureشعر - Poems - Poèmesهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
 
عائدة الى البياض
مروة كريدية 
الى السماء أعود
يدا بيد غيمة تقطرندى مع انبلاج السحر

الى السماء أعود
يدي بيد غيمة تقطر ندى اذا ما الفجر تنفسّ
المزيد

الكتابة الشعرية ودهشة التصوف في حوار مع مروة كريدية

أيلول 7th, 2011 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في ,  حقوق المرأة - Women's rights -Droits des femmes- خواطر -Idées - Ideasأخبار ثقافية - Cultural News -Actualités culturellesأدب -literatureأرشيف- Archiveبورتريه - مروة كريدية - portrait - marwa kreidiehتصّوف - sufism - Soufismeثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Cultureحوارات مع الكاتبة مروة كريديةشعر - Poems - Poèmesفكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectualلوامع من بقايا الذاكرةمؤلفات مروة كريدية Marwa kreidieh - Booksهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
 
 الكتابة الشعرية ودهشة التصوف في حوار مع مروة كريدية
مقام الأنثى حاضن للتجليات …ولحكيم الأندلس مكانة في قلبي !
 
أجرى الحوار الشاعر والناقد : أحمد الدمناتي
 
مروة كريدية ليست "شاعرة " بالمعنى المألوف للكلمة، وإن كانت كتاباتها تغازل هذا الفن الأدبي؛ هادئة تتحرك في حياتها بتناغم يلامس تخوم السكينة؛ تَتَحلّى بحسٍّ عرفاني مُتَّقِد، وتؤمن بوحدة الوجود، تعترف أنها ما وصلت إلى ما وصلت إليه في مسيرتها لولا "إخفاقات" عديدة أزهرت هذا النماء، وترى أنّ ممارسات الكائن الانساني لا تنفصل عن بعضها ، وأن جوهر الممارسة الروحية لا ينفصل عن الاعمال اليومية بما فيها السياسة والاجتماع …
 
كريدية لا "تحترف" شيئًا بعينه ولا تسعى لتحقيق "الانجازات " على حدّ قولها، بل تؤكد أن جلّ ما تقوم به هو جزء من حركة كليَّة غير منقطعة، لذلك فهي تتصرف بتلقائية حسب الظروف. الكتابة بالنسبة لها كسائر شؤون حياتها انعكاس للخبرة المُعبِّرة عن ينبوع حبّ كامن ينكشف إبداعًا بوصفه كمال التناغم اللامتناهي بين مكونات الوجود، فالابداع عندها ليس حكرًا على أحدٍ أو على فن بعينه بل هو الوجود نفسه، وتؤكد أنَّ الحرية تكمن في الانعتاق من الرغبة الدائمة بالتملك والحرص والتشبث، فالتخلي عن "أن نريد" يورث السعادة ، كما ترى أن "النجاح الشخصي" لا قيمة له على الحقيقة إذا ما وضع في إطار إنجازات الحضارة الإنسانية، فلا يوجد شخص يستطيع أن ينجز بمفرده لأنه جزء من الكل الكونيّ.
 
 
 
 
·       بداية ما هي الكتابة الشعرية وماذا يُشكّل بهاء الكلمة بالنسبة لك ؟!
شكلت الكتابة بالنسبة لي الآنَة الإبداعية أو اللحظة التي تنبجس فيها الكلمة لتكون وحيدة ذاتها تنطلق بتلقائيتها صوب الخيال الجامح اللانهائي ، ومع تطور مسيرة الذات الواعية حيث العقل ينحلّ بالتأمل، ويتلاشى البصر بالبصيرة الى ماوراء رؤية الموجود، يهدأ الذهن فتتولد المحبة الخالصة العارية عن الأدلجة و "العقائد" و"التجمعات" الفكرية، عندها يتوحد الكاتب مع "الكثرة" المحيطة به وحدة غير منقسمة تتجاوز حتى الكلمة نفسها فيتحقق الصمت … وتضمحل الكلمات وتصبح الكتابة إفصاحا عن جمال في أدقّ تجلياته… إنها كشف للبساطة والبراءة والعفوية وفيض لا محدود للعذرية .
 
·       القصيدة خائنة المواعيد بامتياز ومتمردة على أدبيات اللقاءات الروتينية, ما هو الوقت الجميل للقبض على دهشة القصيدة وحرائقها الباذخة !؟
 
في بداية عهدي بالكتابة كنت أخط خواطري عند شعوري بالرغبة في الكشف عن مكنونات النفس، أما اليوم فإني لا أسعى لأيِّ شكل من أشكال "المهام" بل جلّ ما أقوم به هو اكتشاف الجمال الكامن الموجود حولنا في كل مكان والمُتَبَدِّل بعدد الأنفاس … حيث لا وقت ولا طريقة عمل ولا مرجعية فكرية، فالجمال قائم دائم، كقطرة مطر تنساب في جدول؛ في غناء الطيور كما في وجه الأطفال، حيث ينكشف الابداع بوصفه كمال التناغم اللامتناهي بين الأكوان المتكونة والحقيقة الواحدة المتجلية في كل تلك الكائنات.
 
·       هل نستطيع الاستنتاج أن ديوانك الأول "معابر الروح " هو كشف عن "النفس" فيما ديوانك "لوامع من بقايا الذاكرة " هو اكتشاف للجمال ؟!
 
القارئ ربما يلمس فرقًا في البنية الدلالية للموضوعات فعند المقارنة بين خواطري الواردة في "معابر الروح" وبين " لوامع من بقايا الذاكرة " سنجد أن اللوامع أكثر عمقًا وإنْ اشترك  الإصداران في التجربة الوجدانية .
 
ففي اللوامع أعبر فيها من طورٍ لطور ليس بالمعنى الكتابي وحسب بل بالايقاع الصوتي، فتغدو أنويَّتي على لسان الغير ناطقة، فيما ألوذ بمقام التأمل الصامت المنصت الفاني عن ذاته، في فراغ تام فيُلامس القلب ماهو لازمني فارغا من ذاكرة الماضي وان كان يستعملتها بوصفها فكرًا حيث الفراغ هو الكامن اللامرئي في الفن البصري.
 
 
·       تحضر الذات بشكل صارخ في قصائدك فهل "مروة كريدية " هي المتكلمة أم أنها "الأنثى" ؟! 
 
الذات المتكلمة في القصائد موجودة حتمًا، بيد أنها ليست الذات "الشخصانية الفردية الصورية"، فهي وإنْ وُجِدَت من وجه فإنها تعكس ذات الانسان الذي لا يوجد على الحقيقة إلا بمقدار النور الرباني الباهر المتجلي من خلاله .
 
·       وماذا عن الحضور الأنثوي الباذخ الذي يوحي ببعض جوانبه بالمجون السافر؟!
 
الانثى الحاضرة في "لوامع العشق" تبدو للقارئ العادي مجرد وصف شَبَقِ لامرأةٍ توّاقة للحبيب بجنون، وصاحبة تشوف "ايروسي" يشكل العشيق فيه مصدر إحساس باللذة، وقد تبدو فيه الأنثى  كمجرد تقابل ثنائي منهجي ، تتبلور إشكاليته وخواتيمه أمام الذكورة، حيث يتجلى بحث المرأة عن اللذة من خلال البوح بألمها الذاتي عن طريق الوظيفة التعبيرية باستعمال ضمير المتكلم "أنا"…
 
نعم ، هكذا قد تبدو العبارة بقرائتها السطحية… بيد أن" حضرة الأنثى" التي أعنيها هي ذاك المقام الروحي الأزلي… هي الأنوثة التي ترتقي من عالم الأبدان إلى البعد الانطولوجي حيث الشعاع الفائض عن الألوهة، فتغدو صورة الرغبة الجامحة عند الأنثى هي مرآة تعكس الفيض النوراني ومكان استقطاب الواردات الإلهية… أما العري الانثوي التام المقصود فهو تمام "الجهوزية" لتلقي تلك الواردات ، والوعي عندها لا يكون موجودًا إلا بقدر وجود هذا النور !
 
·       ولكن، إن كان الحبيب المقصود هو "الله" فإن ذلك يندرج ضمن شطحات الصوفية الذين اتهموا "بالحلولية" ! فهل هذا ما تعنيه؟!
 
إن الخطاب الوارد في القصائد الذي يتناول توحد الحبيب بالمحبوب، لا يُقصد منه "الحلولية " بل هي خبرة تتعدى شكليات الصور ، إنها سريانٌ تخللي للنور الالهي الذي يستهلك العارف في حالة "الفناء التام عن الذات" .
ولنتنبه لمسألة : الوجود الإلهي متميز عن المظاهر النابعة عنه بيد ان هذه المظاهر والتجليات ليست منفصلة عنه …
 
·       تقتربين ربما من طروحات الفيلسوف محيي الدين ابن عربي، فهل أنت متأثرة بفكره ؟
قطعًا وبلا شك،  فإن لحكيم الأندلس في قلبي منزلة لا يعلمها إلا هو، ولروحه استحضارًا عرفانيًّا لا يخفى على أحدٍ في كتاباتي ، وإنِّي على مذهبه في إيماني بوحدة الوجود، وهو بالمناسبة مفهوم كونّي متبلور في الحكمة الخالدة لشعوب تؤمن بديانات شتى منها مفهوم الأدفيتا الهندي.
 
 
·       بالعودة إلى "الفن البصري " ؛ نعلم أن لك العديد من اللوحات التشكيلية المميزة، ألا يكفيك الشعر كنوع إبداعي لشغب التمرد وفرح البوح وشطحات الذاكرة في انفتاحها على العالم!؟
فنون الحياة لا تنفصل عن بعضها البعض، فالتشكيل كالشعر من صنوف تجليات مسرى الوجود وموسيقاه، والرسوم تنزاح بالناظر الى بُعدٍ جديد لا تقف عن تخوم الألوان وأبعادها بل تلامس حدود الموضوع أيضا. وأعمالي التشكيلية محاولة لتقديم "اللامرئي" ببعد غنوصيّ عرفاني لذلك فهي رسومات طفولية الشكل وان كانت تحمل دلالات عميقة .
 
 
·       هل هناك ترجمة للكلمة عبر اللوحات التي ترسمينها ؟؟ أم أن الريشة تعري ما أخفاه قلمك؟!
عند المقارنة بين خواطري الواردة في "معابر الروح" أو في "لوامع النقط " وبعض اللوحات التجريدية، نجد تناصٌ بين النص المكتوب خاطرة والنص المرئي تشكيلا، فدلالات (العين والغين) جُسدَت في اكثر من لوحة حين تضمحل نقطة الغين لتنكشف حقيقة العين….
 كما أن للدائرة حيزّ كبير في القصائد واللوحات على حدٍّ سواء، كون الدائرة لها محور مركزي يوجد الكل فيه وتشتمل على الاضداد….ان مركزها رمز "الوحدة" التي تنعدم معها الفوارق الوجودية وتنحلّ فيها كافة التناقضات كما أن اتساعها يشمل الكثرة اللامتناهية .
 
 
·       أخيرًا ، كيف تنظرين إلى القصيدة النسائية في العالم العربي بوصفها تعكس بُعدا نضاليا وتحمل همَّ النساء العربيات ورغبتهن في تحقيق المزيد من الحقوق التي يحتكرها الرجل عادةً؟
 
لا أريد أن أقيم عمل أحد فلست أهلا لذلك، ولن أتناول نقد البنية اللغوية أو حتى الشعرية التي هي من عمل أهل الاختصاص من هذا العلم … أما من ناحية مضامين الموضوعات فإن غالبية ما وقعت عيني عليه من كتابات "نسائية " وحتى "رجالية " تدور في فلك الأنوية للتجمعات الذكورية السلطوية القائم على مبدأ الفصل التام بين وحدات المجتمع الانساني، حيث الصورة مرتكزة عبر المتعة العينية البصرية التي تكرس الاستهلاك الذكوري عبر مقارنات محمومة تتمحورعلى التناظر والصراع الأنوي المفتعل في المجتمع التقليدي.. فتكون فيه المرأة إما الملاك المنزه أو العاهرة الخائنة أو الكائن المقهور المعذب….
المرأة تُقَدّم دومًا على انها الكائن المجتمعي الذي يتشظى في دوامة النزاعات……
انها كتابات أشبه ماتكون "بالشحاذة " الحقوقية و"الاستجداء" المعنوي تسعى من خلفه المرأة الى ان تصل لمكان تعتقد انها "حققت شيئا" ….!
 
·       ولكن أليس من واجب المرأة أن تسعى لكسب مزيد من حريتها ؟
 
الحرية قبل كل شيئ مسألة إنسانية كونية وليست همًّا "نسائيًا"، عندما يكفّ الإنسان عن المقارنة بكل أشكالها سينعتق، لأن المقارنة وقود الصراعات، فالحرية ليست مرتبطة بالامتيازات "المادية الخارجية" … إنها وعي كونية الذات الانسانية لكونيتها الموجودة أصلا…
إنها ذاتية المنبع… دائمة الوجود… بعيدة عن كل أشكال الصراعات…
 فالانسان الحرّ هو ذاك المنعتق من أسر كلّ نزاع وكل خوف، فالحرية أمر غير مكتسب… وربما مقولة "ان على المرء ان يناضل من أجل اكتساب الحرية " تحمل الكثير من المغالطات!
الحرية كالهواء موجودة وما علينا سوى أن نستنشقها، ولسنا بحاجة لاستجدائها من أحد، وليس الانسان الحر بحاجة لاعتراف الآخرين بحريته!
 فكم من "أسير" خلف القضبان قابع وهو على الحقيقة حرّ طليق! وكم من "طليق" يمشي في الأرض مرحًا وهو على الحقيقة عبدٌ ذليل !
 الحرية حالة ذهن خالٍ من النزاع !
*****
 
 
 
مقدمة ديوان "لوامع من بقايا الذاكرة" – مروة كريدية
 
أُغْنِيَة اللَّوَامِع
 
 
للعَاقِلات المُتفَتِّحة الانسانية مِنِّي " لَوامع مِن بَقَايا ذَاكِرة"… تُطلُّ إلى الأبديّة… وتَخطُّ شَاخِصَات عَلى دُروب الحَياة…
تُفْصِح مِن خلالِهَا رُوحِي، عن بَعض تَجَاربها المُعمَّدة بجمال الواجد وبهائه. …
 بعضها بسيط عفويّ، وآخر يَعبر إلَى ما ورائيات الوَرَى…
بعضها واكب ذَاكرة الوقائع، وآخر رصد لَوامع تيَقُّظ تفنى بها الذّاكرات الماضية
*****
مقتطفات من محاور الديوان وقصائده
 
خواطر اللوامع في ثلاثة قطوف تَمحورت :
" عَنقاءُ الَمَدائن …. لوامِع تسامت فوق الرّماد"
"لَوامعُ النّقط …..في منازل الرّوح"
" لَوَامِع العِشْق …. في حضْرة الأنثى".
وهذه النصوص ليست "شِعرًا " بالمعنى الأدبيّ المألوف، غير أنَّها تَنطوي على إشارات خاصَّة لأهل الإبداعِ من هَذا الفنّ، وهي لا تخلو من "الانحراف اللغوي" لغاية أُرِيدت في "الْمَعنى " …
 
        في " عَنقاءُ الَمَدائن …. لوامِع تسامت فوق الرّماد" كَلِمات نُسِجت من رحم أرضٍ أبَت إلا أن تُبَادِلَ "شرور" بني البشر بِعطاء لامتناهي …
ومن صميم الألَم المُرتَسِم على وجه الانسانية انكفأ عقلي مذعورًا …من هول الحروب والمجازر…. فهبَّت عَنْقَاء السلام مِن تَحت الرَّماد …
فالأرض مازَالت كما كانت تََطوي ذِكرى الحروب تحت شجرة الزيتون …وَ بِجُودٍ لا حدودَ له تُشرق الشمس … والغيثُ من السحاب ينْزِل… والعشب ينمو دون استئذان….
المزيد

رحلة سحاب

آذار 20th, 2012 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideasأدب -literatureشعر - Poems - Poèmesهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
 
رحلة سحاب
فوق القرميد
و في فناء دار صخرية …يهطل المطر
ذاك ما يحبه قلبي
المزيد

أغانٍ ….من بقايا الصمت - شعر: مروة كريدية

آذار 12th, 2012 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideasgraphic design -تصميم صورpeace - paix - السلام أدب -literatureإيلاف- elaphتحت النار - Under fireتصّوف - sufism - Soufismeحقوق الانسان - Droits Humains - Human Rigts,خواطر سياسية- Political ideas - Idées politiqueسياسة فلسطينية - politique palestinien - palestinian politicalشعر - Poems - Poèmesلا للحرب- non war,ميثولوجية - Mythologie -Mythologyهمسات امرأة - women whispers - chuchotement féminin

gazaun

اثر مجزرة حي كرم الزيتون في حمص التي راح ضحيتها 50 طفل قصيدة استلهمت قصيدة كنت كتبتها  لأطفال غزة  حيث يوجد حي باسم كرم الزيتون ايضا ..ما اشبه اليوم بالبارحة  :
 
أغانٍ ….من بقايا الصمت -
شعر: مروة كريدية
صمتُ المدائِن :
صَمَتَت ضَفَائِرُ طِفْلَةٍ …
عَلى وَجَنَةِ فَجرٍ
شَعّ  بَيْنَ الخَرَائِبْ
 
وتَوَارَى فِي حُضْنِ البتُولِ
المزيد

مجهولو النسب واقع مرير تكرسه القوانين المجحفة

كانون الثاني 5th, 2012 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في ,  حقوق المرأة - Women's rights -Droits des femmesحقوق الانسان - Droits Humains - Human Rigtsحقوق مدنيّة وانسانية - Civil & human rightsدوائر الخوف في حياة المرأةمقال الاربعاء,همسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
عَمود الأربعاء : دوائر الخوف في حياة المرأة -8
مجهولو النسب واقع مرير تكرسه القوانين المجحفة
مروة كريدية
 مجهولو النسب شريحة تعاني الاضطهاد في المجتمعات لا سيما الشرقية منها، وعلاوة على التمييز الاجتماعي الفاضح والنظرة الدونية التي تُمارس تجاهها، فإن معظم قوانين الدول العربية  لم تعالج المشكلة بل لازالت تكرس تمييزهم عن غيرهم عبر الاشارة اليهم في الأوراق الرسمية والثبوتية انهم مجهولي الوالدين.
وان كان جهل الانسان بوالديه لا ينقص من آدميته شيئ إذ لا عمل لإرادة مخلوق في اختيار ابويه البيولوجيين فإن المجتمعات العربية تصنّف "مجهول الوالدين " في دائرة " طفل الحرام " او "ابن الزنا "، علما ان الكثير من الاطفال الايتام ممن فقدوا ذويهم في الكوارث الطبيعية والحروب ولم يتم التعرف على عائلاتهم هم "مجهولي الوالدين" وليسوا ابناء علاقة غير "قانونية"، في وقت لازالت جرائم الشرف تستفحل في البلدان العربية. وعلى سبيل المثال لا الحصر 300 جريمة ترتكب باسم الشرف سنوياً في سوريا فقط وواحدة من كل أربع نساء عرضة للتعذيب الجسدي فيما بلغت النس
المزيد

مواهب القلب تبدد تشظيات النفس

كانون الأول 26th, 2011 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , مقال الاربعاءهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج

عَمود الأربعاء : دوائر الخوف في حياة المرأة -7

مواهب القلب تبدد تشظيات النفس  
مروة كريدية
في سعينا الحثيث خلال مرور الأيام إلى ما يُعرف تعسفًّا بتحقيق "الانجاز " على احدى مستويات الحياة نكون قد ارتكبنا "اخفاقات" مريعة على مستوى آخر في حياتنا ، فالمسكوت عنه في حياة البشر يشكل بؤرة النزعات النفسية والنزاعات التي طالما يغيبها المرء في غياهب اللاوعي .  فكيف السبيل نحو اعادة الوحدة للتشظي الذي ارتمينا به نتيجة واقع مفترض غير واقعي اردناه ؟
بطبيعة الحال لاتوجد كراسات وصايا او خطوات معينة، بل بوصلة القلب الفطرية هي القائد الفعلي لتوحيد السيرورة الوجودية لنا ككائنات انسانية بيد ان معظم التشظيات التي نعاني منها تدور في فلك الثنائيات الاتية : الربح والخسارة، الشرف والخزي، السعادة والشقاء، المدح والذم.
فالايمان بان الانسان "لا يملك " على الحقيقة شيئا يوّلد لديه نظرة متساوية تجاه كافة الخلق كما يجعل التملك شيئ غير ذي هدف في حياته ، وهنا تتساوى الربح والخسارة لانك ما ملكت شيئا كي تخسره ، ومبدأ اللاتملك هذا ذو فائدة عظيمة فالحبيب ليس ملكا لنا بل مجرد طيف نرافقه زمنا, وابناؤنا ليسوا لنا بل مجرد انفس مسافرة تمر بنا ويقتضي واجبنا العناية بهم لكي تتفتح بتلات امكاناتكم ومواهبهم دون ان نعمل على تشويه فطرتهم وطيبتهم "بتعاليمنا المزعجة " القائمة على مفاهيم "العيب والحرام والقمع والتأديب" ، كما ان اليقين بان ما من شخص استحوذ على
المزيد

مع شروق عامٍ جديد شهقة روح - مروة كريدية

كانون الأول 26th, 2011 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideas,graphic design -تصميم صورphoto by Marwa Kreidieh - صور بعدسة مروة كريديةألبوم - Album -بانوراما - كاميرا - panorama - cameraتصّوف - sufism - Soufismeصور - photos - imagesفكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectualميثولوجية - Mythologie -Mythology

مع شروق عامٍ جديد  شهقة روح
مروة كريدية
مع غروب آخر يوم لعامنا الشمسي هذا
ومع حافة ولادة فجر عام جديد
أحمل في شغاف القلب مودةً
أهديها لكل العالمين
من عوالم الانس عرفتهم
 برزخٌ و روح وعالم الحسّ دنيانا
***
ارفع صلواتي لمكوّن التكوين راجيةً
ان تعود الأكوان الآدمية
سالمة أرواحها كما
في حضرة التكوين قد كانت
****
هي الآمال نعقدها مع إدبار كل مغيب
ولإقبال كل سحر نرفع الصلوات
محبّة وعشقًا وودًّا للاله
لا أسأله فيها حظّ دنيا
وان حظيت بها
غير أني  لا أبتغي سوى المودة عينها
وسلامًا ساكنًا يخيم على
عالم الأكوان قاطبة
المزيد

محرمات الواقع و فردوس الخيال

كانون الأول 12th, 2011 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , دوائر الخوف في حياة المرأةعلم نفس -psychology - psycologieمقال الاربعاءهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
 عَمود الأربعاء : دوائر الخوف في حياة المرأة - 6





الأزمات النفسية والمشكلات الاجتماعية
 محرمات الواقع و فردوس الخيال
مروة كريدية
في عالم لا يقيم وزنًا لبواطن الأمور تتسع دوائر المسكوت عنها في حياة الانسان لا سيما المرأة في مجتمع يكرس الفصل والتمييز بشكل يخل بالعلاقات ، هذا "المسكوت عنه" يتحول مع مرور الوقت الى بؤرة مغيبة قصرا في "وعي الانسان ولا وعيه ايضا " يحاول من خلالها وضع "ملفات "من حياته يعتبرها "خطرة " او "محرمة " .هذه البؤرة تستنزف اشراقة النفس وتحولها الى شخصية مأزومة فيما ترسم لذاتها صورة اسطورية او مثالية فاضلة  .
فكثيرا ما نتحدث بعقولنا بعيدا عن قلوبنا واعماقها ، وكثيرة هي التمنيات السعيدة التي نطمح اليها والافكار التي نتكلم عنها دون ان ان يكون هذا الواقع عالم حقيقي لنا .
اذن معظم البشر وبدرجات متفاوتة "يخفون" في لا وعيهم مالا يرغبون به من واقع عاشوه او يعيشونه ،كما انهم يتحدثون عن عالم متخيل افتراضي غير موجود يرغبون في العيش فيه .
المزيد

اكتئاب المرأة وتحديات الحرية

تشرين الثاني 30th, 2011 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في ,  حقوق المرأة - Women's rights -Droits des femmesدوائر الخوف في حياة المرأةعلم نفس -psychology - psycologieمقال الاربعاءهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج

عَمود الأربعاء : دوائر الخوف في حياة المرأة - 5
اكتئاب المرأة وتحديات الحرية  

مروة كريدية
يقولون : وراء كل عظيم إمرأة …
وبعض الدراسات تشير: الى ان وراء اكتئاب كل إمرأة رجل ! فهل هذا صحيح ؟
تُعاني معظم السيدات من الإكتئاب بدرجات متفاوتة بدءا من العصبية البسيطة وصولا الى الاكتئاب الحاد، وان كانت الأسباب الطبية المتعلقة بتفاوت درجات الهورمونات الأنثوية بحسب العمر والحالة الفسيولوجية معروفة ويمكن تفاديها بسهولة، إلا ان غالب النكد الظاهر في حياة المرأة تكمن ورائه عوامل اجتماعية تنعكس مع مرور الوقت بأعراض جسدية ، حيث ان الكرب النفسي والضغط الاجتماعي من شأنه ان يولد في ابسط صوره أرقا وصداعا ليتحول مع الوقت الى اشكال أكثر حدة تفقد السيدة معها الاتزان .
وعلى الرغم من ان اسباب الاكتئاب التي تشير لها السيدات متنوعة الا انها في النهاية يقف ورائها "رجل " فان كانت المرأة موظفة فالمدير في العمل والزوج في البيت،وان كانت ارملة فإبنها الذي يهتم بعائلته وينسى امه، وان كانت عزباء فالاخ المتسلط او الاب المزعج ، وان كانت مطلقة فالزوج السابق المهمل الخائن، وان كانت عانسا فالحبيب الغائب ، وهكذا في دوامة من العلاقات التي لا تنتهي .
ان معظم النساء في مجتمعاتنا العربية يعتمدن على "الرجل" حتى وان انكرن ذلك ؛ لان المرأة تربت على دور لا تجيد من خلاله سوى "الاستجداء والتسوّل " في علاقتها معه؛  فحتى تلك التي تدعي انها متحررة وتعتمد على نفسها ولها دخلها المادي المنفصل الا انها دوما تبحث مستجدية حنّية الرجل
المزيد

الثقة بالنفس سرّ التألق

تشرين الثاني 21st, 2011 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في ,  حقوق المرأة - Women's rights -Droits des femmesدوائر الخوف في حياة المرأةطفولة - childhood - enfanceمقال الاربعاءهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
عَمود الأربعاء : دوائر الخوف في حياة المرأة - 4
الثقة بالنفس سرّ التألق
مروة كريدية
غالبًا ما تُقَاس مدى نجاحات السيدة بمدى انجازاتها "الخارجية "،  بدءًا من تحصيلها العلمي والجامعي، وصولا إلى تألقها العملي من خلال وظيفتها أو استثماراتها التجارية لتمنح لقب سيدة أعمال . وعلى الرغم من أهمية ذلك بوصفه محورًا مهمَا في حياة كل سيدة ألا أنه يتم "التعامي" أحيانًا عن دورها المهم جدًّا في أسرتها كفرد فاعل وبنّاء .  ولست من دعاة تهميش دورها الفاعل في المجتمع على المستوى الخارجي، إلا إن حصر كافة النجاحات بالجانب العملي فقط يُعدّ من إجحافا بحق كل سيدة تألقت وأبدعت في مجالها الاجتماعي الأسري، لا سيما فيما يتعلق بالعناية بالأبناء الذي يتطلب درجة عالية من الحكمة والثقافة لإدارة شؤون العائلة .
إن تحقيق التوازن التام في حياة الإنسان هو الإبداع على الحقيقة، لأنه يتطلب قبل كل شيء ترتيب أولويات الفرد، بما يتناسب مع كل مرحلة من مراحل حياته. واني لأتساءل دومًا عن مدى تألق السيدة في مجالها المهني فيما مولودها يقبع في أحضان الخادمة يستجدي حنانها ورعايتها، في حين تقضي الأم جل وقتها في صالونات التجميل لتحقق تألقها العملي وتحافظ على طلتها ف
المزيد

نساء السيلكون - بقلم : مروة كريدية silicon women- by marwa kreidieh

تشرين الأول 19th, 2011 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , النقد الساخر - critique ironique - ironic criticismدوائر الخوف في حياة المرأةمقال الاربعاءهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج


عَمود الأربعاء : دوائر الخوف في حياة المرأة - 3
جميلات السيلكون
مروة كريدية
وسط مجموعة من إعلاميات الفضائيات المشهورة وجدت نفسي في استراحة خلال إحدى المؤتمرات المعنية بالإعلام وأهله، ومع حضور النساء تستحضر أحاديث “التجميل” و”أخبار السيلكون” و”آخر صيحات الشفط والنفخ”، فانبرت إحداهن منحنية نحو صديقتها وقد تدلت أثدائها السليكونية المكتنزة وهي تقول : “شوفوا شو صار بفلانة بعد أن نفخت شفتيها لم تعد تقو على تحريك فمها، والخوف الآن أن تُستبعد عن قراءة نشرة الأخبار!”
أجابتها أخرى بشفاه “متورمة ” مرسومة بوشم خمري:” حرام! مستقبلها الآن على المحك ، ولكن انظروا “فلانة ” مازالت في منصبها و تعتبر نفسها سيدة الإعلاميات والشاشة في لبنان بالرغم من أن شفاهها انحرفت نحو أذنها اليمنى !”
 
المزيد

إلى ملاكي

تموز 29th, 2011 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , شعر - Poems - Poèmesطفولة - childhood - enfanceعائلتي- my family - Ma familleهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج

إلى ملاكي
وَ كَأنَّ المَحَبَّةَ تَجَلَّت فِي وَجْهِهِ
فَخَامَرَتْنِي الأشْوَاقُ عِنَاقًا
 
أَمدّ رِدَاءَ مَواجِعِي ثُمَّ أطويِه
وأسْمُو فَوق الآه تِلوَ الآه
عَلّ آلام الرُّوحِ تَنطَوي
المزيد

في ذكرى رحيل محمد الماغوط …. تحية من قلب الثورات

نيسان 3rd, 2011 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideasأخبار ثقافية - Cultural News -Actualités culturellesأرشيف- Archive


هذه الخاطرة كتبت في ذكرى مرور عام على رحيل الشاعر محمد الماغوط (1934 – 2006) و هي موجودة في ديوان "معابر الروح " استرجعها اليوم لأشارك القراء بها
عن عالم لا يجيد احترام الانسان….
عن زمن لايعرف الاحتفاء بالشعروالشعراء…..
عن وطنٍ لم يقدّم لأبنائه المبدعين إلا سجونا واعتقالا …….
عن عالم الابدان العارية والأرواح الخاوية….
 فضَّل الشاعر  محمد الماغوط الرحيل…….
 مُتفتِّحًا مع رياحين الربيع……
عند ظهيرة الأربعاء الأول من نيسان……
في وضح النهار ….
على إيقاع وجوديٍّ مترنمًّا بسورة يوسف…..
تاركًا عبق دخانّه ،وكأسًا فارغة……
  رأيته في الثامن من مارس عام2006، على مسرح المكّرمين في جائزة سلطان العويّس الثقافيَّة بدبي، قبل انعتاق روحه بشهر، جسدًا منهكًا بتجارب أيامٍ تشهد على عملاقٍ وشَابٍّ  متألقًّا أبدًا؛  ويوم التاسع منه وبعيدًا عن صخب الدعاية والاعلام، اختلت روحي بروحه، منحنيةً على عرشه متلقفةً عصارةَ تجاربِه وحكمةَ قلبِه، وهويهمس في أذني كلماتٍ، اختصرت تمام إمكانيات روحه المبدعة ،وصفات شاعرٍ أزليّة،اجتاحت كياني إلى أبعد من الروح، مطلقة في كينونتي طاقةَ ذاتٍ خالدة.
   كنت أتنشَّق في دخانه كلَّ الكلمات التي كُتبت، وأمضي لأولد من جديد  في عالم آخر،حيث أتمّ ما حققته روحي في عالم الفنون المادي ، في برهة انعدم معها البعد الزماني والمكاني ختم معزوفته الروحية لاهثًا:
 " يا ابنتي ، فلتعلم الشام أني لم أعطها ظهري يومًا واحدًا "


  كانت المرة الأولى والأخيرة التي ألتقيه غير أن سريان روحه في أضلعي رافقني على الدوام هكذا يفعل المبدعون يغيرون الأمزجة والأنظمة، ويوجهون الرغبات…
  لقد حقق الماغوط أروع المُتاحات من ممكنات حاضره في الوجود، مستيقنًا أن في جعبة الغيب ممكنات لا متناهية وغير محدودة، وإنني اليوم على يقين أنّ الموتَ لا يستطيع أبدًا أن ينتزع مني  ما تعقله روحي،  لأنها وما تحققه وتكتسبه شيئًا واحدًا
 فإلى الماغوط في ذكرى  انعتاق روحه مني كلمات قبل ولادته الأخيرة : 

ودخانٍ …
يبحثُ في شفتيْكَ عن قصيدة…
عن كلمةٍ…..
تؤرِّخ لحظاتَ الانتصارْ….
 رأيتك يومَها …
كنت اناجيك….
ابحثُ عن كلمةٍ تعبر شفتيكَ
تعتصرُها ..
ذِكرى  للتاريخِ…
وحكمة خلَّفها طول انتظارْ …
ضاقت مساحاتُ …
عيونٍ تحدّق … حولك
وضاق قلبك
بثقل ذاكَ الحصارْ
وقطرةٍ
ارتمت عند جبينك
سَطرَّت … للمبدعين أشعارْ

********
سافرتُ في زرقةِ عينكَ
أجتازُ شاعر بلمحةٍ
أطوي التجارب
أعبرُ بألحانك  بحارْ
اعتصرُ زمانَ  الوصلِ
ارشفُ خبرةِ قلبٍ
يعزف نشيد أسفارْ
وكأسًا يفوح رائحةَ هوىً
وكبرياء شهيدٍ لحظة احتضارْ
انحنيتُ عندَ كرسيك
اتوضأ من الحروف…  أرشفُها
أرفع صلواتي للاله ..
احفر في ذاكرتي …
علّي أجدُ … تعويذةً
تلهمني …. اعتذارْ
كبريائك الملغوم فجرّ أبياتًا
شدَوتها  … حبًّا
وعطرًا
لدمشق تُهديها
شطور سنين آنست الريح
وعانقت بنقائها  الأمطارْ
رسمت مساحةً للمجدِ..
من سجنٍ… لمعتقلٍ
لَشَهيدٍ…لأسيرٍ
و لكل أولئك الأحرارْ
سعيدةٌ أنا بولادتك
فهو عند العالمين موتًا
وفي عُرْفِ أمثالك  انتصار
**********
التقيتك أول مرّة
هناك عند صباح آخر قصيدةٍ
أطلقتها عبر دخان كثيفٍ
عبرتَ بها نحو الحياة بافتخارْ
تقرأ … من ورقةٍ
قبل ولادةِ الروحٍ
قصيدتك ماقبل الأخيرة
وأخرى تُحبُّهَا
خبأتها في طيَّاتِ الرّوحِ
بعد برازخ الدنيا
تشدوها
عند ولادتك الأخيرة  ….
مروة كريدية -دبي - ديوان معابر الروح - دار شمس-  القاهرة  - 2008 - صفحة91


 نبذة عن حياة محمد الماغوط بحسب موسوعة ويكيبيديا 
عام 1934 كان مي
المزيد

أمريكا في مرآة عربية يروي سلطة الايديولوجيا في أدب الرحلات

آذار 15th, 2011 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في ,  قراءة في كتاب -Book Discussion - Discussion Livreأخبار الإمارات - Emirates Newsأخبار ثقافية - Cultural News -Actualités culturellesأدب -literatureإيلاف- elaphانتربولوجية/ثقافي -Anthropologie - Anthropologyتراث - Heritageثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Cultureمقابلات / حوارات - interviewالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
كمال عبد المالك يوثق أدب السفر العربي
أمريكا في مرآة عربية يروي سلطة الايديولوجيا في أدب الرحلات
مروة كريدية من دبي
يرى الكاتب كمال عبد المالك أن الأدب أداة فعالة لتحقيق السلم العالمي حيث وثّق في كتاباته طيلة العقد الأخير تلك العلاقة الجدلية القائمة بين التاريخ والأحداث السياسية من خلال دراسة الكتابات الأدبية للسفر العربي ،معتمدًا بذلك على منهجٍ علمي يكشف للقارئ من خلاله عن سلطة الأيديولوجيا في المجال الاجتماعي وفهم الاحداث السياسية وانعكاس صورة ذلك في مرآة المجتمعات والدول  في عالم متعولم .
******
ناقش الكاتب كمال عبد المالك في أمسية ثقافية  كتابه الأخير الصادر بترجمة عربية : "أمريكا في مرآة عربية : صور عن أمريكا أدب الرحلات من عام 1668 وحتى 11 سبتمبر " حيث استعرض صورة أمريكا من منظار الشرق الأوسط  خلال مهرجان طيران الامارات للآداب المنعقد في انتركونتينتال دبي فيستفال ستي .
وتناول عبد المالك أدب الرحلات كمدخل لفهم صورة أمريكا التي تبلورت في أذهان العرب الذين زاروها ووثقوا مشاهداتهم لما اعتبروه من باب العجائب والطرائف وما وصفوه بأنه "غريب في الغرب"، مستعرضًا كتابات من رحلة ميخائيل اسعد رستم إلى أميركا ما بين عامي 1885-1894 ليتوقف فيما بعد عند إصدارات سيد قطب التي وصف بها أمريكا في الفترة التي أمضاها خلال اربعنيات القرن الماضي والتي شَهدت تحولا في مسار قطب الفكري ونقلته من شخصية ليبرالية معجبة بالحضارة الأميركية منبهر بها الى ناقدٍ لها مُفندٍ لسلبيتها ليتحول فيما بعد الى مُؤسس لأصولية حانقة على الغرب. وقال  عبد المالك  :" بعد ان غادر سيد قطب أمريكا عام 1950 توجه نحو الاسلام الاصولي " مشيرا الى انه ربما لم يكن ليتحول الى الاصولية لولا اقامته في اميركا لانه كان قبل ذلك" رجلا علمانيا " .
وأورد عبد المالك في لقاءه نماذج من الأمثلة عن الغرائب والطرائف التي وردت في كتابات العرب في ان بعض الاميركيين يحتسون النبيذ في المقلاة ، ويرشون ملحًا على البطيخ وغير ذلك وهو ما أكدته من جانبها الباحثة الامريكية " آسبن أمان " قائلة " نعم"  مشيرة الى عادات عند بعض الاميركيين القدماء"
وعن كتابات العرب بعد احداث 11 سبتمبر قال عبد المالك ان "الكتابات أصبحت مثيرة " متناولا كتاب "سعوديون في أمريكا " لتركي الدخيل الذي انعكس من خلاله هموم العرب وقلقهم في بلد يشعرون فيه بالغربة التامّة حيث يروي انه كان "غريبا في أمريكا " مشيرا الى الوضع الذي عانى منه العرب في الولايات المتحدة عقب انهيار البرجين ونظرة ال
المزيد

براءة عند الفجر

تشرين الأول 11th, 2010 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideas,أدب -literatureشعر - Poems - Poèmesهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
Marwa Kreidieh
براءة عند الفجر
 مروة كريدية
    نسيم الليل يُدهِشُ خاطِري
فأرسل تأملي لضَوء القمر
وترن قِيثَارتي في كلّ الوجُودِ
ويَتَمايلُ العشب مع خَرِير النَهر
أجاري نورَ جداولٍ
فَالسواقي تحِنّ لأعماق البَحْر
المزيد

تأملات في مواكب الحياة

تشرين الأول 1st, 2010 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideas,شعر - Poems - Poèmesهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج

عند الحافة
مروة كريدية
 
لقَد تَعَوَّدَ البَشر …
على الاحتِفَالِ بأعمارِهِم
وَ مَا عَلمُوا أنَّ الدَّهر عمر واحِد
فَمَا الحياة فَوقَ التّرابِ أو تَحتَهَا
إلا إنسان التَهمَته الحِكمَة
فانبَعثَ فيها قَلبه
****
وتَبكون!
 عندما يُغادر  !
وتزعجون جسدًا استراح
المزيد

أوجينيو مونتالي قاوم الفاشية بالشعر

أيلول 17th, 2010 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في ,  قراءة في كتاب -Book Discussion - Discussion Livreأخبار ثقافية - Cultural News -Actualités culturellesأدب -literatureإيلاف- elaphشعر - Poems - Poèmesنصوص مترجمة - Traduction- translastionالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
معهد الشرق بروما يترجم اعماله الى العربية
الحائز على جائزة نوبل للآداب
 أوجينيو مونتالي قاوم الفاشية بإنجيل الشعر
 
 
كتبت : مروة كريدية
 
ترتبط آداب الشعوب بتاريخها كون الأدب مرآة صادقة لانعكسات المراحل السياسية المتعاقبة والأحداث المفصلية وقد شكل الجزء الأول من القرن العشرين مرحلة حاسمة في الأدب الايطالي فبعد ان شهدت إيطالية انقسامات سياسية في القرن السادس حتى التاسع عشر فيما كان التطور الاقتصادي والاجتماعي يشهد نموا ترك أثرا لا يستهان به  في الأدب والثقافة والفنون وميز  أدب شمالي إيطالية عن جنوبيّها الذي ارتبط بالأسرة الحاكمة في صقلية وتلاشى بسقوطها، نجد ان مرحلة الفاشية حالت دون قيام كيان ثقافي مستقل.
وهو ما عبَّر عنه تشيزاري بافيزي عن بداية هذا العصر عندما قال عام 1949: «ليس ثمة ثقافة إيطالية اليوم، بل ثقافة أوربية وحتى عالمية» وضاقت من ثمّ دائرة المجتمع الأدبي وإن اغتنى في هذه المرحلة بروافد جديدة أخرى من التيارات الأدبية تجلت في المجلات الأدبية ، فيما كان النظام الفاشي يبحث عن مؤيدين مخلصين له بين المفكرين فقد أخفق بسبب التناقضات التي كانت تعصف به.
فيما اتجه الأدباء المناهضون للفاشية إثر خيبة أملهم في النظام نحو التحرر متسلحين برؤية جديدة ذات آفاق سياسية واجتماعية رحبة.
 
ومن أبرز شعراء هذا الاتجاه أوجينيو مونتالي Eugenio Montale الذي صور في أبياته عِظام حبّار (1925) Ossi di Sepia والفرص (1939) Le Occasioni القلق الذي أصاب جيل العصر الذي كان يرى أن الحروب تهدد وجوده، والشيوعية تزيد مخاوفه والفاشية والنازية تسلبان حريته.
تعد ترجمة ديوان أوجينيو مونتالي الشهير "عظام الحبّار" من الإيطالية الى العربية من الإضافات المهمة والمميزة للثقافة ، فمونتالي شاعر حائز على جائزة نوبل للآداب عام 1975، وهو ثالث ثلاثة شعراء إيطاليا الكبار إلى جانب كلّ من جوزيبي أونغاريتي (1888-1970م) وسلفاتوري كوازيمودو (1901-1968م)، الذين برزوا في الربع الأول من القرن العشرين، وقد استمرّ تأثيرهم في الشعر الإيطالي حتى يومنا هذا، وقد جاءت هذه الترجمة ضمن مبادرة التعاون "معهد الشرق" بروما مع مشروع كلمة في ابو ظبي
يعد مونتالي الأكثر تأثيراً في الشعراء الإيطاليين، فهو ليس شاعراً فذّاً وحسب بل هو أيضاً، مترجم وناقد أدبي وفني وصحفي محترف وقاص بارع وموسيقي
المزيد

طائر آب - بمناسبة عيد ميلاده الرابع عشر - بقلم : مروة كريدية

أغسطس 5th, 2010 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أدب -literatureألبوم - Album -شعر - Poems - Poèmesصور - photos - imagesعائلتي- my family - Ma familleالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج

طائر آب
مروة كريدية  
وفي قلبي… طائرٌ سَكنَ
يُحَلِّقُ  كَسَحَابةٍ
تملأ الربيع ياسمينًا
كُلَّمَا سَمَا ازداد حجمًا
حتى حَجَب أديم السَّمَا
بنيّ، أقمت لك أضلعِي سَكَنًا
وَ رُوحُكَ…  لَهَا فِي أحلامِ الغَد سَكنا
أراك كَومضةٍ تَنمو مُسرِعًا
المزيد

في قفص الاتهام - من مذكرات عواصف النسيان - بقلم : مروة كريدية

تموز 30th, 2010 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideasأدب -literatureقصص - stories - histoiresمذكرات- Diary- cahier de souvenirsهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
بنت النّور في قفص الاتهام
( من مذكرات عواصف النسيان )[i]
مروة كريدية
دَخَلتْ بِنتُ النّورِ كَهفَ الظلمة بنورهَا المتوهِج، ف"البيت" استَنفَرَهُ الغَضَب العَارم وَأحَالَه حَقلَ هَشِيمٍ غربَةً وأسىً يَجتَاحُه شَررُ الكَرَاهِيةِ وَالحقِد…
فَيُزَمجِرُ صَوتٌ هادر: "ألا لَعن الله المُختفِي والمختَفِية… أين كُنتِ أيَّتهَا العَاهِرة السَّاقطة؟! ألا تَعلميِنَ أن خُروجَ المَرأةِ بلا "محرمٍ" ودون استئذانٍ جريمة كُبرَى؟
 وَبألْسِنَةٍ سَلِيطَةٍ حَادّةٍ تُقَدّمُ "بنت النّور" للمُحَاكَمَة وَعنّ سرّ اختفائِهَا طيلة اليوم تُسَاءَل!
 
وبِهدوءٍ يُلامسِ السَّكينَة أشَاحَت وَجهَها عن "الفِرعون"، وَنَحوَ النَّاظِرات المُزدَحمَاتِ التَفَتَت، وبِصَوتٍ كإيقَاع جَرسِ هَيْكَلٍ مُبَاركٍ نَادَتهُنَّ قائلة:
إنّ "الطاغِية" الذي تُبَجلنَهُ ما أقاَمَه "سيِّدًا" عَليكُنّ إلا استِسلامكنّ وخُضُوعِكُنّ، وأنّ جُبنَ إيمانكنّ جعله "إمامًا" في صلاتِكن وَ "قديسًا" في معبدكنّ…
 يُحَاول ذاك "الرَّاعي" إدانَتي لأنّي أسِيرُ حاسِرة الرأسِ مَكشُوفَة الفُؤادِ، وَيعمَلُ عَلى إذلالِ عنفواني، وتعذيب جسَدِي، وَ وصف عاقِلَتِي  بأبشع الأوصَافِ وَأقذَرِ العبَاراتِ…
أما وأنكنّ وقفتنّ تُشاهِدنَ صَدى ألَمِي مُهَانَةً كَفرِيسَةٍ تَوَجَّعَت بَينَ مَخَالِب سَبعٍ ضَرُوسٍ،
فَنَعم ؛ وألف ألف نعم لتمَرّدي..
 
نعم، انا تِلكَ الشِّريرَةُ التي أبَت أن تُقِيمَ هَذا الجَاهِلَ وصيًّا على حَياتِهَا فخَرجَت عَنْ رَسَنِ سُلطَتِه لأنّ الحريّة لا تحتَاج لأوصِيَاء..
نَعم، أنا تلك المرأة المَلعُونة التّي لا تقدّر مُجرِمًا لُمّعت سُمعته بذَبحِ الأبريَاء ورَجمِ الفَاضِلات، لأن الفَضيلة لاتقاسُ إلا بنزاهَة الأرواح..
نعم أنا تلك الصبية التي سمَّيتُمُوهَا "عاهرة" لأنّها خَرجت عَن نَاموسِ الجبنَاء، والتي "حملت "سِفَاحًا" بأفكارٍ تمرَّدت على زيف عَيشكنّ البائسِ الأليم، فَطاهرة الأنفس لا تعترف بتَدنِيسِ الأبدَانِ.
 فأيقظنَ قلوبكنّ أيتها السَّيدَات !
جريمتي أيتها النّسَاء أنِّي أدركت سَببَ بؤسِكُنَّ وَ تعَاسَتِكُنّ، وأحسَستُ بِثقلِ قُيودِكُنَّ، وذُنوبِي هِي شَفَقَتِي علَيكُنّ وأنتُنّ قَابِعات فِي دَهَاليز الغَبَاء، مُتَسَتِّرَاتٍ خَلف أكوَام السَّوادِ، مُحتجبَاتٍ عن نورِ السمَاء…
وانِّي كَوَاحِدَةٍ مِنكُنّ، عِلمَ اليَقِينِ أعلَمُ انّ حَوّاء كَانَت عَارِيَةً فِي البَرَاري تَحتَطِبْ، وَ أمَامَ وَجهِ الشَّمسِ وقَفَت دُون حِجَاب .
نعم، أنا تِلك المغْضُوبِ عَليها التّي عن شَريعة "تُجار الدّين " خرجت لا تؤمن بتعاليم الجهالة التي تقيد إنسانية الانسان وتحوله الى كمية لحم يتقلب بين الخدور ويخدم سيده الجبار العسوف، ولم تعميني مأساتكن التي حولتكن الى متاع لِشَهوَة الذكور.
أقف اليوم أصرخ بوجه ذئبٍ ينهش بأنيابه حياتكن علّ صوتي يُوقِظُ روحَ قَطِيعٍ خَدَّرَتْهُ الأيام.
أنتن بِعدد الليَالِي تَساءلتُنَّ وفِي سَريرَتِكُنَّ أسرَرتُنَّ: متى يَنحسرُ الظلم، ومتى من جلباب الأسْرِ نَنعَتِق؟
ولكني أقول لكنّ: إنّ العُصفور الذي ذُبح في مِخدَع الزوجيّة يَتمللُ راقصًا دون إرادة ولا يعرف؛ بيد انّ النَّاظِرَة منكن تَعلَمُ انّ أرواحَكُن تَتوجَّع آناء الليلِ وأطرافَ النَّهَارِ، وأنتنّ في كُهوف الظلمة قابعاتٍ، لا تجدن سوى المأكل والخدمة، وفي الليل تُستباحُ أبدانِكُن لعنف الذكور!
ألا تَهبَّنَّ وانتن تَسمعن نَغَمَ الحُريّة يشدو في آذانكن ؟
كم من الوقت جَلستُنَّ على الأسِرَّة مُتحسِّراتٍ على ماضٍ أليمٍ وحَاضرٍ لم تَختَرنَهُ ومُستقبلٍ غامضٍ تخَفنَ منه؟
ما الذي تَحصلنَ عليه لقاء خدمَتكُنَّ غير رِقِّ العبوديَّةِ واستباحة اجسادكن لتلذُّذِ ذَكرٍ هَائجٍ مَائجٍ ؟
هذه حياتكن أيتها النساء الخانعات، وان كنتن في بروجٍ مشيدةٍ وقُصورٍ منعّمَةٍ، هذا هو الظلام المُخيِّمِ على معيشتكن أيتها التعيسات الحزينات، هذا هو الألم الدفين القابع في أعماق قلوبكن، هذه أطياف الذلّ والشقاء التي بهَا تتنعمن.
نعم، أقف باسم عدالةٍ من فرط المَظالم توجعت، أقول لكن:
نفوسكن في قبضة "مدعيّ الحقيقة" و"مزيفي الشريعة" وأجسادكن في قبضة "رذيل" لا يرى فيكن إلا آلة للانجاب ومستوعبا لنفايات الشهوات، وقلوبكن تعتصر اليأس وتشرد الأحزان ..
ان "الامام" الذي تحترمونه وتهابونه وتقيمونه "وصيًّا" على حياتكم وأسرار انفسكم، ليس إلا خائنًا يدعي "امتلاك مفاتيح الجنان" ويجعل من الكتاب المنزّل أداة لتحقيركنَّ، ومن تأويلاتهِ المُنحرفةِ سبيلا لإذلالكن.
 أيتها النساء ألا ترين أنّه لصٌ محتالٌ متحجِّرُ الفؤاد ينتزع منكن تعبكن ويستمتع بميراثكنّ ثُمَ يتصدَّقُ بِفُتاتِهِ عليكنَّ؟
فينمو بجهودكن ويمتلأ كرشه بنقودكنّ، وانتن تخدمنه وتتبعنه وتقدمنَ له كلّ فروضِ الطاعةِ والولاءِ ليمنحكن "المسامحة" و "براءة ذمة" كاذبَةٍ أمام الرب وامام مجتمع احترف الخِداع.
وهل يقبلُ الله ان تكنّ مرذولاتٍ مظلوماتٍ مُحتَقرَاتٍ لغبيّ يستعبد أيامكن ويستبيح حرمة أجسادكن ؟
وهل الناموس الربانيّ يَرضَى لكنّ ظلمةَ ا
المزيد

عند غيب المغيب - من مذكرات عواصف النسيان -بقلم : مروة كريدية

حزيران 29th, 2010 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideasأدب -literatureقصص - stories - histoiresمذكرات- Diary- cahier de souvenirsهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
عندَ غَيبِ المَغِيبِ
 ( من مذكرات عواصف النسيان )[i]
مروة كريدية
وَتمضي بنت النور على جناحِ حبيبٍ لا تعرف عنه شيئًا، تتهادى على غمام شوق مخمليٍّ أبيضٍ، تبعثر مواجِدها حَتّى فَقد الإرادة، ورأسها من كل معنىً أفرغ، تراوِدهَا الأفكار وتَضمَحلُّ ذاتهَا، فتنتابها مَشاعر متضاربة، وكأس نشوتهَا الشفاف امتزجَ بعكرة خوفٍ غريب.
السماءُ أقفلت على حمرةِ شمسٍ تأفل دون اسئذانٍ و زرقة الثريَّا تمتزج بأرجوانية المغيبِ …
 تَستَمهِلُ يومها ألا ينقضي، وتستجدي نهارها ألا ينفضَّ عنها، وتستحلف حبيبًا ألا يغيب !
 تزدحم الاحتمالات فِي عقلها، وتتسارع الأفكار في رأسها، وتتلاطم في جمجمتها كلّ التوّقعات السلبيَّة ….
يتلاشى فرحها ويستبدُ بها قلق عجيب، وتستفيق على واقعٍ تعيشه أقلّ ما يقال فيه أنّه عنيفٌ رهيب!
تطير مواجدها ويغيب عنها الحبيب!
 تَتلفَّتُ حولها بجنون طفِلٍ فَقدَ أمه لتوّ…. تبحثُ عنه بروحِها و جوارحها أجمعين …تدور حولَ نفسهَا !
تستنفر قلبها وتُقاوم خوفها باستجلاب الهدوء والسكينة …
كيف لا، ومقام المحبة الصافي لا يتآلف مع جِيَفِ القلق، و عكرة الخوف لا تتوائم مع صفاء الوداد…
الليل يقترب " وعقلها" يئن ويئزُّ بإصرارٍ عنيد : ألا هلمي إلى "البيتِ" عودي! ف"العائلة" لا شك تنتظر! ولَهيب الغَضَب على أحرّ مِن الجمر!
 
تتعالى ضربات قلبها المخلوع فَتُسرع الخطى حَثِيثًا و الدّرب تحت أقدامها تمدّه الدروب، فلا الطريق تنطوي ولا المسافة بسرعة سيرها تنقضي، تتحولّ هرولتها الى رَكضٍ سريع، وكفرسٍ بريّ أصليٍّ أصيلٍ تنطلق فيتطاير شعرها الغجري الأجعد الطويل، والدماء حوّلت وجهها الى حمرةٍ ورديّةٍ أنيقةٍ.
 تَعدو تسابق الرِّيح وتدفع هواء تموز السّاخن بشموخ صَدرها فيلتصق ثوبها الصيفيّ بجسمها النحيل، ويتكسّر الحرير على جسدها فتنكشفُ تقاسيم جمال أنثويٍّ رباني أخاذّ ..تلفُ نفسها بذراعيها و تتحولّ الى حورية سابحة في الفضاء .
 
طاقَة السَّلبِ المنبعثة من نفوس "أقاربها" تَصِلهَا، وكأنَّ صخب وعيدهم وهمهمة الشرّ وحسيس نار قلوبهم تلامس سمعها.. فَتمتصّ عُنفَ الأنفس وتنبَعثُ مِن داخِلهَا أنوار علويَّةً تمنحهَا سِرًّا عَجَائِبِيًّا و إصرارًا فريدًا على مُقاوَمَة الإرهابِ والخُنوع …
إحسَاسٌ بالخوفِ يلسعها فترتقي بشوقِها على أجنحةِ بُرَاقٍ عَنِيد …
تتَجاوزُ قَلقَها بِطيبِ السَّماح، فَتنفَرِدُ أجنِحَة المحبّة وَتسلِمُ قَلبَهَا لِمُكوِّنِهَا بالكامل
وتَرمقُ بقايا خيوط شمسٍ وتبوح لبارئها :
 
عند نقطة البَوح
ولِي بوح ….عِنْدَ المَغَارِب
أحمل شغاف قلبي لطفًا و لكلّ العَالَمِين أهديه
لِمَن عَرَفْتهم … و من لَم أعرفهم …
من عَوَالِمِ الإنِس والملك وغيره
من  بَرزخٍ و رُوحٍ ودنيا كوكَب الحسّ
*****
أرفع صَلَوَاتي …و لِمُكوّن التكوين أَرتَجِي
المزيد

حَبيِبٌ فِي الطرِيق ِ من مذكرات عواصف النسيان- بقلم : مروة كريدية

حزيران 18th, 2010 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideasأدب -literatureقصص - stories - histoiresمذكرات- Diary- cahier de souvenirsهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
حَبيِبٌ فِي الطرِيق ِ
( من مذكرات عواصف النسيان )[i]
مروة كريدية
سُكونُ الليل يُعَسْعِسُ والشَّمسُ تُودِّعُ الأشجَارَ بخيُوطٍ حَمرَاءَ صَافِية، والسَّمَاءُ مِنَ الأرضِ تَقتَرِبْ، وَبِسرٍّ هَادِئٍ نَحوَ اللانهائي الأبديّ تَبتَهِج!
ومِن حَيثُ لا تَدرِي تجِدُ "بنت النور" حبِيبًا قَد حَضَر!
 أنامِله شُبِكت حَول خاصِرتِهَا…. تتَلمس يديْهِ الدَّافِئتيْنِ وتَلتفتْ فَلا ترى شيئًا، تَدورُ حَول نَفسِها فلا تَجدُ هَيكلا بَشريّا!
 تَتَلمسُ خاصِرتها مرّة أخرى تُدَاعِبُ أنَامِلهُ وتُغمِضُ عَينَيْها، تَستسلِم لحَدسِهَا وعَقلها من كلّ منطِقٍ أُفرغَ!
 تَتَهادَى في خُطُواتِها، تَسمع وَقعَ نِعَالٍ غير نِعَالهَا ! تتَوقف مرة أخرى… فيتوقف وقع النعال 
تُخيم السَكينة برهة، ثم تَمضي…
إيقاعُ خُطواتِ الحَبيبِ تُرَافقُهَا، وفي أُذنهَا تسمع حفيف أقدَامِه، وذرَاعهُ تلفُّ عُنقَها بِحَنانٍ غَريبٍ…تتَلمَّس ذراعه مُجددًّا وتَستَسلِم لَه دُون أن تُبْصِر في عَالَمِ الأبدَانِ شَيئًا!
تُسرُّ لنَفسِهَا:
فليكن لي رَفِيقٌ إذن! فلا ضَير مِن حَبيِبٍ يَتموّجُ في داخلي حَتّى وإن كان مجردّ شبَحٍ !
تُدندِن بصوتٍ خافِت تُسَلِّم عَلى حِبيبٍ لا يُرى بيدَ ان المحبة غَمرتها حتّى النخاع وسَريان دفئه اكتسح كيانهَا…
 تترنم… تشكر ربّها الذي وَصَفَ نَفْسَهُ بِحبِّ كائناته.. لاشك في انه ارسل لها مَن يؤنس مسيرها …
تُكرِّر السَّلام عليه بِشوقٍ دَائِمٍ إلى الأبدِ مَوصُول…
وكأن صَوتًا أزليًّا خرج مِن كهفٍ عميقٍ في جَبلِ قاسِيون:
 المجدُ للقدوس!.. ويتردد الصدى : قُدّوسٌ.. قُدّوسٌ … قُدّوسٌ!
وَجهها يَزدَادُ احمِرَارًا، وَحرارَةُ خَدّهَا تَجاوَزَت حُدودَ الحَرارِة المَعهُودَةِ للآدَميِّ الحيّ، تتلمس خدّهَا فتشعر بِظلِّ وَجهِ الحَبِيبِ يُلامسُ بَشرتها …
تَهمس إليه حانيةً :
إليكَ مواجدي أنوحُ بها نياحةَ عاشقٍ، تَكويِه دَواعِي الاشتِياق، فمنْ أَلِفَ الوَجْدَ بَكى، ومن شَفَّهُ الشوْق شَكَى….
فإليك يا نَبع المحبّة سلام
حبيبي … لم يَبقَى لِي مِنكَ إلا الخيالْ
فهل بعد …. الشَّخص إلا الخيالْ؟؟
وهل بَعد الصورة سِوى مَعنى الجمالْ ؟؟
أحنُّ إليكَ..أتوقُ لِوصلِ ليلى و سعادْ
 
حبيبي اشتاقت رُوحِي لروحكَ و الاتّصال
أحنُ …. حنين مغرمٍ لأنس و وَجد وَوِصَال
أحتاجُ إليكَ وتَتوقُ روحي أبَدًا إلى الترحالْ
قَلّتْ حِيلَتي نَعم !
نعم ..ولَستُ في منازلَ الأبْدالْ!!
المزيد

واهب الصوف - من مذكرات عواصف النسيان - بقلم : مروة كريدية

حزيران 7th, 2010 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideasأدب -literatureقصص - stories - histoiresمذكرات- Diary- cahier de souvenirsهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
واهبُ الصُّوف في عَصرِ صَاحِب العصور
 (من مذكرات عواصف النسيان ) 
كتبت مروة كريدية :
عندَ حَضرة صَاحبِ الكبريت الأحمرِ ذَهلتْ عَن أناهَا فَانقَضَى النَّهَار!
بِخُطى ثَقيلَة تَعبُر بَابَ المَقامِ وعجوزٌ يتألق نورًا بالبَاب يَقف، فَأهدَته كلّ قُروشِهَا وَمَضَتْ غَيرَ آبِهَةٍ بِطَرِيق العَودَةِ الطَّويِلِ.
فِي مُنتَصَفِ سُّوقِ "الجمعة" القديم يَلوح لهَا العَجُوز الأبيض نَفسه؛ فإذَا هو بائِعٌ للملابِس القدِيمَة جوَّالٌ بِصُرّة قمَاشيّة؛ تَهلّل وَجهه وَأعْطَاهَا مَلابِس صوفِيّة بالأيدي حِيكت؛ تَشرُدُ فِي عَينِيْه وتَعتَذرُ بِصمت البَصر، فَيُشِيرُ لَها أنّه عطَاءٌ عارٍ عن الأثمان وَوَهْبٌ دون مُقابِل.

تصمت…
تلامسُ سِرّ الاشَارِة وتَحتَضِنُ أرْدِيَةَ الصّوفِ الثّلاثةِ بِوِدٍّ وَتَمضِي.
طريقها يتَجّهُ من حيّ الشيخ مُحيي الدِّين الوَاقِعِ على أطرَافِ الصَالحيّة إلى منطقة إبن النَّفيس…
كانت تَتنفسُّ حريّة عميِقة، تَنسابُ بين البيوت في منطقة "أبو كرش"…الأزقة القديمة تشعرهَا بدفءٍ عَارِمٍ…

وكأنَّ المَدينةَ تَعرفهَا منذُ زمنٍ بَعيدٍ قَدِيمٍ!
بَل و يَعرفهَا كلّ الياسَمِينِ النّابتِ عَلى جُدرَانِ البُيوتِ العَتِيقةِ…
وتعرفهَا كلّ الأشجَارِ التي تراودِها عَصافِير جَبل قَاسِيون!
نعم، وَيعرفُها حتَّى هَدِيرُ نَاعُورَةٍ هَدَأت وَ حتى خَريرُ نَهرٍ عَبَر!
حَتى أَحجَارُ الدّرُوبِ القديمَة المُتراصَّةِ السّوداء التي تَلمَع تحت أقدامها تَنطق مَعرفَةً خالِدة!
فلا زَالَ هُنَاكَ عِندَ الأمكنَة الضيّقةِ حَجرٌ يَأبَى أن يتبرقَعَ بإسفَلتِ الهَمَجِيّة!
تُعَانِقُ الشَّوق…. تستنشق عِطرَ الوَردِ….
تُساير بقَايَا نَهر يَزيد "الجاف"، الذي سيوصِلُها مِنَ الصالحيّة عَبرَ رُكنِ الدّين الى الميطور حتى بَرزَة.

كَانَتِ الصبِيَّةُ لا تَدرِي عن الأحيَاءِ الدمَشقِيّة وأهلِهَا شَيئًا يُذكَر، فَعائلتها تُقِيمُ بِشكلٍ مؤقت في دمشق هربًا من الحرب الدامية وَلهيب المدافع المشتعلة التي أحرقت بَيروت بأهلها وأشجارها وجعلتها أثرًا بعد عَين .
تعبر البنت الحيّ تلو الحيّ بِخفةٍ وكأن البُقعة مَسْقَط رأسِها فالدَّهر اجتاحهَا فأزَاحَهَا إلى حَيثُ لامَكَانَ يُحَاصَرُ بالإدراك، ولازَمانَ يُحسَبُ بالأوقَات،
المزيد

عند صاحب الكبريت الأحمر - من مذكرات عواصف النسيان - بقلم مروة كريدية

أيار 27th, 2010 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideasأدب -literatureمذكرات- Diary- cahier de souvenirsهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج


عند صَاحِبِ الكبرِيت الأحمر
( من مذكرات عواصف النسيان )[1]
كتبت - مروة كريدية
تَتهادى فِي مَشيتِهَا وكَأنَّهَا عَلى جَنَاحِ النَّسيم حُمِلَت، فِي وَجهِ الشَّمسِ تُحدّقُ، أطلَقَت يَداهَا وفَتحَت كَفَّيهَا علّ كلّ ذرّةِ ريح تُلامس خَلايَا قَلبِها، فامتَزجت روحَها بِنَفحَة علويّةٍ أسكَرَتهَا مَحبّةً وجمَالا وحرّيَة .
جَيبهَا خالٍ إلا من قروشٍ مَعدُودَةٍ. تَمشِي إلى حَيثُ لا مَكَان. لا أصدقاءَ لديها تَطرُق بَابَهم ، ولا حبيبٍ بشريٍّ عِندَها تَتَوجَّه إليه، ولا قريِبٍ لَهَا تَقصِده.
تَتحرك بِفطريّة كطائرٍ مُهاجر؛ حالتها الوجدانِيّة أنسَتتها لهيِب تموز وحرّه الشَّديد وَلَسعَات أشعة الشمس المصلوبَة في كَبِدِ السمَاء؛ تَعبُر الأحيَاء القَدِيمَة وتَمرّ بالبَاعَةِ وأطيَاف المُتَجَوّلِين، فَلا تَرَى ولا تَسمَعُ وكأنّها رُوح طَيرٍ طَافِيةٍ تَسكنُ غَيمَةً رَبيعيَّةً وَقَفَت عِندَ تُخُومِ فَريد الدّينِ العطَّار "حيث "لا شَرقَ وَلا غَرب"، وَمِن فَلسَفَةِ الرِّيحِ تُفَارِقُ سِربهَا فَتَدنُو من أصْفَى مَنبعٍ للمعَانِي.
ترانِيم تنبَعِثُ مِن قلبِ السُّوقِ القَدِيم تُعلِنُ انتصَافَ النَّهَار، ومن مِئذَنَةٍ عتيقَةٍ يَترنَّم صَوتٌ أزَليٌّ يُلامِسُ قَلبها فيَصَعقُ روحَهَا.
وَدُون وَعيٍّ نحو القطبِ تُجذَب، فَتجد نَفسَهَا أمَامَ قَلبِ شَيخِ العَارفِين الأكبر[2] النَّابِضِ فِي دَائِرَة العَرضِ والجَوهرْ[3] .
 
لَم تَكنِ الصَبِيَّة فِي رَبِيعِهَا الرَّابِع عَشَر تَعلَمُ عَن حَكِيمِ الأندلِسِ شَيئًا، وَلا تُدرِكُ مِن فَلسَفَة الوجُودِ مَعرِفَة، ولا تَعرف عن الحكمَة أمرًا، بَيدَ أنَّ طُوفَانَ الوَجد اجتَاحهَا بترجمَانِهِ، وعِندَ ذَاك المَقَامِ اكتَسَحهَا بِعَنقَائه، وَكجَوهَرٍ سَدِيمِيٍّ اخْتَرَقَتْهَا رُوح صَاحب الكبريِت الأحمَر!
تَنْزَاحُ الحُرُوفُ وتَختَفِي النُقط، يَفْرَغُ ذِهْنهَا فَتغِيب…
 
تَفنَى فِي الجَمَالِ وتَغرَقُ فِي صَمتٍ مُطبِق وَ سكِينةٍ خَالِدةٍ حَيثُ لا اتّجَاهَ وَ لا زَمَن وَلا كلمَة ولا شُعور…..
و بِنُورٍ سَرمَديٍّ بَاهِرٍ تَغمرهَا مَحبّة عَاتِيَة حيث الجوهر اللازمني والبراءة التَّامَة … فَتَغِيبُ تدندن بِكلمَاتٍ :
كَمَا الاعصَار أعشَقُكَ
أَطِيرُ إلَيكَ اليَومَ وَ مِن شَمسِي أرْحَلُ بَعدك
المزيد

إله العائلة وبنت النور - من مذكرات عواصف النسيان - بقلم : مروة كريدية

أيار 21st, 2010 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideasأدب -literatureقصص - stories - histoiresمذكرات- Diary- cahier de souvenirsهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
123055

إلَهُ العَائِلَةِ وبِنتُ النّور
مروة كريدية
كَانَ بَيْنَ أفرَادِ عَائِلَتِهِ كَطَاوُوسٍ بَينَ أفرَاخِ الدَّجَاج، إنْ تَكَلّم طَأطَأوا رُؤوسَهُم إذْعَانًا وَمُوافَقَةً، وَكَأنَّ الله قَدْ انْتَدَبَهُ مُمَثِّلا لَهُ عَلَى الأرضِ، وَاتَّخذَ مِنْهُ رَسُولا وَتُرجُمَانًا لِشَرْعِه الحَكِيمِ؛ وَإنْ غَضِبَ ارْتَجَفُوا خَوفًا مِنْ بَأسِه، وَ رَاجَعُوا فِي ذَوَاتهم أَلفَ ألْفَ حِسَاب، وَأنّبُوا أنفُسِهِم كَمُجْرِمِي حَرْبٍ يُحَاكمُونَ أمَامَ سُلْطَانٍ عَادِل.
كان وَاسِطَة عَقْدِ عَائِلَةٍ مكوّنَةٍ مِنْ خَمْسة أفْرَادٍ يحْتَلّ فيِها ترتِيبَ الثَّالِث، تَصِغَره صَبِيّتَانِ وتكبره أختٌ وأخٌ شَاء القَدَر أن يَسلبَه سَمْعَه وَنطقَه وهو طِفلٌ رَضيِع.
اتجَّه نَحوَ أَيدِيولوجِيَّة الجِدَارِ وَهو لا يَزَالُ طرًّا أمْرَدًا، فَوَقَعَ فِي قَبضَة "رَجُلِ دين" ليَتَلقَّى مِنْهُ تَعالِيمَ جَعلَت منهُ ذئبًا عَقَائدِيًّا بَينَ نِعاجٍ فِطْريّةٍ؛ فاتَّخذ من "الشَّريعةِ" حِصنًا مَنِيعًا لِيُطلِق سِهَامَ "التكفِير" و"الجهل" على مَن هُم حوْلَه. فَكَانَ لا يَرَى فِي حَياة الآخريِنَ المختلفِينَ عَنهُ إلا "جاهليَّةً كَافِرةً" تَستَحِقُّ الاقتِلاع ب"الجِهَاد"، فابتعد عن البَشرِ وتَظَاهرَ "بالتدين" ونَصَّبَ نَفَسه "مُصلِحًا" لِمُجْتَمَعِهِ وَ "واعِظًا" لأقرانِه و"قوّامًا" عَلى إخوَتِه أجمعين. وأعْلَنَ العِصْيَانَ على واَلِدٍ رَؤوفٍ قَضى حَيَاتَهُ في فنّ العَيْشِ النَّبِيل مع إخوانٍ لَه فِي الانسَانِيَّةِ مِن أبْنَاءِ الطَوَائِفِ الأخرَى والسَّعي على العَائلاتِ الفَقيِرَةِ والأرامِل المَسْتُورَة .
أعْلَنَ الابِنُ الحَرْبَ الضَّرُوسَ عَلى والدٍ لأسبابٍ لا تُحصَر، كَيْف لا وهَو يَتَعَامَلُ مع "كفار" يَسعى فِي حَوائِجِهم، ويرتكب "الموبقات" بِعَدَمِ امتِثَالِهِ لِكرّاسَاتِ وَصَايَا "رِجَال الدِّينِ"، وذُنُوبه تِلكَ فِي عُرفِ الابنِ المُؤَدلَجِ كَثِيرةً وَكَبِيرَةً، وتَستَحِقُّ الرَّجْمَ وَالجَلدَ وَإقَامَةَ الحَدّ، الأمرَ الذي حَوّلَ البَيتَ الهَانِئ إلى جَحِيمٍ مُقِيمٍ، وَثَكَنَةً خَاضِعَةً لِتَعَالِيم "الأخ القائد" الذي أَخَذَ يُملِي إرَادَتَهُ عَلى أخوه المُعوَّقِ وَأخوَاتِه البَنَات.
ولم يَلبَس الأمرُ غَيرَ بَعيدٍ إلا أنِ اختَارَت رُوحَ الوَالدِ الكَهْلَ الانعِتَاقَ إلى مُكَوِّنِها قَبلَ أن تُتِمَّ عَقدها السَّادِسَ  لِتَرتَاحَ مِن مُنَاكَدَةِ الابنِ وَتَكَالِيفَ الحَيَاة.
اغْتَبَطَ الابنُ أيمَا اغتباط بوفَاة الوَالدِ المِسكِينِ المُفَاجِأة، وَأوْرَثَ نَفسَه "الزعامة" الرسميَّة عَلى والدِتِه وأخوتِه، كَيفَ لا وَكَانَ الأب عَقبَةً كَؤودًا فِي وَجهِ سُلْطَانِه، فَمنَح نَفسَهُ الحَقَّ الحَصرِيّ بالتَّصرُّفِ المطلَقِ في كلّ الشُؤون وأصبَحَ الآمِرَ النّاهِيَ الوَحِيد المُخَوَّل بِصَرفِ "الوصفات الروحية" وَتوزِيع بَيانَات الشَّجْبِ والإدَانَة وَمَنحِ "صُكوكِ الغفرانِ" و "الحرمَان الدِّينِيّ"، فألزمَ أخواته بتعالِيمهِ الجَائِرة، وأخَذ يُطلِق "الفتاوى" الشَّاجِبَة لِكُلّ مُبْهِجٍ في الحَيَاة، ويُحرّم كلّ سبيلٍ للعَيشِ الرغِيد، ويَرَى فِي كلّ طَريقة مخالفَة لرأيه دربًا من دروبِ إبْلِيسَ اللعين .
كَان يَزهو بِنَشوةِ الانتصَارِ ويَتهادى بارتياحِ سلطانٍ مَلكَ مَشارقَ الأرضِ ومَغَارِبَهَا، ويرَى أنّ الرب " باركه" من عُلاه وخلّصَه من سلطة الأب "المُنحَرف" لَيقود العائلة المَصُون إلى برّ "الايمان" وَفَسيحِ "الجِنَان" فهو "مخَلصّ" زمانه الذي بُعِثَ لهِداية العالمِين.
فَكَان إنْ أمَرَ إحداهنَّ بفعلٍ ظَلّت جَامِدَةً صَامِتةً، وَكَأنّ الله قد أدانها مِن عَرشِهِ بِذَنبٍ عَظِيمٍ و بِفَاحِشَةٍ مُبَيَّنَةٍ؛ فَمَن تِلكَ التّي تَتَجَاسَرُ وَ تَرفَعُ عَينَيهَا كَي تُنَاقِشَهُ وهو "سيد العَائلَة" و"إمامَ الاتقيَاءِ الوَرِعِين"؛ وإن هُو أثْنَى على صَنِيع أحدِهِم فَهَذا يعنِي أنّ بَرَكةً "قُدسِيَّةً" مِنَ السَّمَاءِ حَلَّت لِتَوّهَا عَلى صَاحِبِ هذا الفِعلِ فاستَحَقَّ النَّعِيم المُقِيم.  
وهكذا كُنّ ضَعِيفَاتٍ تَعِيسَاتٍ مُكَبَّلاتٍ بِقَيدِ قَنَاعَاتِهِ الفِكرِيَّة المُنحَرِفَةِ  وَأسرِ مُعتَقَدَاتِهِ العَسُوفَةِ وَأغلالِ شَرِيعَ
المزيد

إلى الشمس لأول مرة - من مذكرات عواصف النسيان بقلم مروة كريدية

أيار 6th, 2010 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideasأدب -literatureقصص - stories - histoiresمذكرات- Diary- cahier de souvenirsهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
401mar

إلى الشمس لأول مرة !
مروة كريدية
تُكَافِحُ الحيرة بِصَرف ذِهنِهَا المنفَعِل عَن تَصَارِيفِ الحيَاة، تَصطَاد الرُّقَى مِن كُتُب "التخدير الديني" و تتلو كرَّاسَات "الوصايا" بانْتِظَام. تُمَانِع اليأس بالقنوط علَّهَا تؤنس "فراغها" المثقل بضوضاء الأحداث، تَستجْلب المواجد "السارة" علَّها تروّح عن قلبها " المنفطر"، وتنهار في زاوية سريرها تستجدي "النسيان".
 تَبْحَثُ عن حَاجَة  لا تعرفها ، تُبعثرُ صدى الألم حتى فَقدِ الإرادة ..  
تطردها اشعّة الصَّبَاح فَتَحملُ أرَقِهَا  الليلي وتُلَمْلِم هَجَعَات روحها وألف فكرةٍ في رأسِها تدور.
 تَمَنَّت لو أنّ لدِمَاغِها مفتاحًا تُقفل بِه سَيل "الصور" المكتظة في  جمجمَتِها الصغيرة، وصَدرها يَضيق بالحروف…
تُقَرِّرُ الرَّحيل إلى حَيث لا تَعَلم ….
 تنهدت علّ هَاءَ الآه بالغَيب تتصلّ…. ونحو السماء تنصدِحْ…
حصارها ألم مبرحٌ !
حصارٌ يَسردُ رواية موجعةً لمرأة لاتجيدُ فنّ الخداع، فَقُيِّدَت بمخدع الطفولة و أُسِرَتْ بخدرِ الزَّوَاج …..
ضاقت ذرعًا ببؤس الأنفس، وعُنف "التصرفات"، ونَكد "الشُّكُوك "  المستوطنة في العقول المفخخة التي تدور حولها.
مأساتها أليمة كُتبت بدمائها، ودموعها جفت…
بيد أنّ الرجال لا يفهمون دموع السيدات! هذه هي شريعة الأغيباء!
لقد أحبّها كمَا أرَاد لا كَما هِي؛ وهي ما فتأت تبعثُ له الرسَالةَ تِلو الرسالة بحنانٍ على جَنَاح طيرها الكَسِير، وبابتسامةٍ أَنيقة تُعالِجُ جَهله عَلّ تغريدتها تفهمه أن الشّجرَة السَّامِقة لا يمكن ان تصبح نهرا جاريًا في الوادي وان النّجمة لا تُدْفَن في أبدًا التراب!
تيَّقظ قلبها فاحتضنت روحها وفارقت واقعها دون التفات !
سيقولون انها امرأة مُستَهْتِرة هَجَرت عائلتها، ومُهرطقة لَعَنَت كافة المعتقدات!
 سيقولون أنها غبيّة خَرجَت عن نعيم "الرعاية" و رقة "القصور"، وارتَضَتْ أن تَتَلَحَّفُ السَّمَاء وتفتَرش الغابات!
سيقولون أنها أهْدَرَت الفرَصَ "الذهبية" وتألُّق "النجومية" لتَنْشَغل بصغير الهوايات !
ولأنّهم لا يعرفون نبل الحريّة..
ولأن النفاق استوطن مخادعهم فآنس الخيانة حيث ينام الكذب في زيف التجميل !
ولأنهم لا يعرفون نبل الأرواح …
ولانهم ارتضوا تلف أبدانهم في طَلب زخارف دنيا الخداع !
ولأنهم لا يعرفون ان مقام الأنثى يتجاوز عالم الأجساد !
تقرر الارتحال …
وتغادر عباءة الأسْر مُخَلِّفَةً ورائها الدّنيا بأسرها، منطلقة إلى مشيئة السماء التي لا تريد للانسان ان يَتَوَجَّع في ليالي العمر ، ولأن نقاوة قلبها عرّفتها أن الإله لا يتمجد الا بسعادة الإنسان !
أطلقت شعرها الأجعد، وعبرت بين القبور الحية وتكدسّ الأبدان، ونحو السماء حَوَّلَت وجهها كي لا ترى خدها مضرّخًا بالأشواك …
المزيد

شَرانِقٌ الطائفية ! - من مذكرات (عواصف النسيان ) - مروة كريدية

كانون الثاني 24th, 2010 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أدب -literatureطفولة - childhood - enfanceقصص - stories - histoiresمذكرات- Diary- cahier de souvenirsالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
 شَرَانِقُ طَائِفِيَّة !
كتبت : مروة كريدية

"أتوقُ إلى جَزيرةِ الأغَانِي عَبرَ بَحرِ الصرخَات "  طاغور


وَ أَتوق تَوْق رضيِعٍ لِحُلم هَادِئ هَانئ… كانت الأيام عَقِبَ ولادتِي تَمُر بِثِقْلٍ رَتيب، والأمن في حُكْمِ المَعدُوم ! تَزْدَاد آلآم المُجتَمَع وتزداد في حياة الأفراد المُحيطين بي شُرُوخ !
وَالدتِي تحييكُ الليالِي بضَجَر الأحلام وحنْقهَا على الأيام يَشتعل، تَحْمل رضِيعتها التي لا تَكفُّ عن البكَاء بين ذِراعَيْهَا وَتَزْرَع أرْضَ المَمَرِّ بين الغُرف بِخطوَاتٍ هدَّارة غَاضِبَة، تَرُوح وتَجِيئ وَالصَبْرُ فِي وِجدانِهَا قَدْ نَفَد ، تُطِّل من النّافِذة تُحدِّقُ فِي المَجهول، بالأمسِ عن الانِجاب كانت راغِبَة و للخوف من سخط "الرب" في الاجهاض رَاهِبَة ، تُسرّح عيونها، وتَهم برَمِي وليدتها من سابِعِ دَورٍ علَّهَا تتخلص مِن مَسؤولِيَّةٍ تكبَّدتها دون اختيار !
صَوت الرضيعة لا يَخْفِتُ أبدًا يَحفِر في صَمم القُلوب الغُلِف عَلّه يَجد ثغرة آمنة، فكلمَا ازداد ضِيقُ الأمّ عَلا البُكَاءُ والنَّحِيب، وكأنّ الصُراخ صَدى ألم العُنْفِ المشتعل في الأفئدة …

كيف لا ؟ وإحْساس المَولود بطاقات السَّلب مُرْهَف ، والرضيع أصَدق مؤشّر فِطْرِيّ ، وَعن براءة صِبْغَة الخالق لا يَحِيد أبَدًا، وهو الذي حَلّ لِتَّوّه في عالم الأبدان ولم يَختبر نَكَد الأنْفُس بَعد !
تتردد الأم و"تتعقل" و تسنفذ السّلوان ، فَتَهْدَأ الطِّفْلَة وتَنَام بَعدَ عَنَاءٍ لليلٍ طَوِيل!


الليل عليهَا موحْش وَ تَنتظر زَوجًا يَتهرب مِن سِجالاتها معه بالسَّهّرِ خارج البَيت …. تُفَكِّر فِي الدقيقة ألفَ مَرَّة بالانفصال عَنه وتتمسك به ألف مرّة ومَرَّة أخرى… فالانفِصَال عن الشَّريك في عُرف – بنات الأصول فِي ذاك الزمان – غَيْر وَارد نهائِيًّا !

إذن لا تَرَى فِي غَير المُسَائَلة المحمومة والنَّكَد سَبيلا للتعاطي مع "زوج" مُهمل، تَبحث عن الآلية، فتتخذ من الخطاب "اللاهوتي" متراسًا لُتدين به أفعال الشَّريك و تضعه في خانة "الشيطان الرجيم" وَأعوانِه لتُضْفِي عَلى نَفسها هالةً "م
المزيد

بيتٌ مُنقَسِم ! - مِن مذكّرات (عَواصِف النسيَان) - مروة كريدية

كانون الثاني 14th, 2010 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أدب -literatureقصص - stories - histoiresمذكرات- Diary- cahier de souvenirsالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
بيتٌ مُنقَسِم !
مروة كريدية
" البَيت المُنقَسِم عَلى ذَاتِه ليسَ مَغارة للصُوص ، ولكنه بيتٌ مُنقَسِم على ذاتِه لا أكثَر ولا أقل.. والسفِينة التي لا سُكّان لَها، تَهيم في البحار بين الجزائر تُحدِّق بها الأخطار من كل جهة …." جبران خليل جبران

هَذَا حالُ عائلتي خلال طُفولتي الأولى !
وهذا حال بلدي أثناءها !

كَانَت أسْرَتي أشبه ما تكون بِكُرَاتٍ مُتفاوتة الشَّكل والمضمُون لِعقدٍ مُنفَرِط، كلّ واحدٍ منهم شديد الانْشِغَال ب"أناه" رغم ادّعائه في "التضحِيَة" فَنًّا عَظيمًا ، وانَّه قدَّم من أجل عائلته وأولاده " قربَانًا " فَريدًا لَمْ يقدّمه أحدٌ مِن العالَمين عَلى وَجه الأرض!
كلُّ فَردٍ فيهم يُغَنِّي عَلى لَيلاه ، عَوَالِمَ مُتَنَافِرَة تَعِيشُ عَلى صَعِيدٍ مُشْتَرك ، و"حِوَاراتهم" كتفاهمَاتِ مَخلوقاتٍ لا تَنْتَمِي لفَصِيلةٍ وَاحدَة، ونِقاشتهم كحربِ " كائناتٍ" فضائيةٍ من مَجرّات مختلفة جَمَعهَا القَدَر ومحض الصُدْفَة على كَوكَبٍ واحِدٍ، لا يَعرِف واحِدهم لَغَة الآخر ولا يَجد للتَّفَاهم معه سبيلا ! ولا يَرى في غَيْر "أناه" وتوابعها ومَصالح
المزيد

ولادة دراماتيكيَّة ! - مِن مذكرّات (عواصف النسيان ) - مروة كريدية

كانون الأول 28th, 2009 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أدب -literatureقصص - stories - histoiresمذكرات- Diary- cahier de souvenirsالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج

marwa kreidieh

ولادة دراماتيكيَّة !
"إنّ كُلّ طفل يولَد يَحمل رِسَالةً أنَّ الله لم ييأس بَعد من الانسان " طاغور

وُلِدتُ فِي بَيرُوت عَصْرًا، مَع اكْتِمَالِ قَمَر تِشريْن الأول بَدْرًا، بَعد ظهر الثُّلاثَاء في غُرَّة أكتوبر المُوافِق لِمُنْتَصف شَهر رَمَضان، من عَام النّمر وِفقَ التقويم الصِّينيِّ !

لا أدري عَلى الحَقِيقَة إنْ كَان للبَدر عليَّ سُلطَانْ ، بيدَ أنَّ حَدْسِي يَشِي بِأنّ لِي مَع القََمَر شُؤون وَ شُجون، فَمَخَاضُ الحَياة يُزْهِر مع المدّ العَالي للبِحَار ، وَمَا مِن طَاقَةٍ في الكون إلا ولَها على طاقات البشر تأثير .
وعَبَرت من عَالِم الحَياة البُيولُوجِيِّ إلى المُجْتَمَع البَشَرِيِّ عَبر عَمَليِّةٍ قََيْصَيرَّية شَاقّة خَضَعَت لَها والدَتِي وَأجرتها الطَبِيبة (المرحومة) سَلمَى قَبَّانِي في مستشفى الأطبَّاء الواقِعة في منطقة الظَّريف حَيث الشَّارع مازال مَعْرُوفًا باسم المستشفى بين الناس حتَّى الآن .
كان للولادةِ أن تكون طبيعيّة لولا جَشع "الأطباء" و"ملائكة الرحمة" من المُمَرضات! – كما حَدَّثَتنِي وَالدتي – التّي سَمعت حوار الفريق الطُبِيّ خلال الجِرَاحَة فِيما يَظنُّونها مستغرقَة تحت تَأثِير المُخدِّر؛ فَالطبّ لا سيما في لبنان تِجارة وشَطَارة ، ولا بَأس من إجرَاء عَمَليّة غَير ضَرُورِيَّة لإنسان "مُقْرِش"، فَفَاتُورة مَرِيض "الدرجة الأولى " يَنْبَغِي أن تَكُون "ثقِيلة " وتَلِيقُ ب"برستيج" الزّبُون المَألُوم !
لَم تَكِنْ والدتِي سَعِيدة بقُدُوم مَولودها الثَّانِي الجَدِيد فطفلها الأول "سعد" لم يَتجاوز الرابعة ، وَهيَ التي رَغبَت بالإجهَاضِ بِدَايَة الحَمل وَأثناءه، غَيرأنَّ وَفَاةَ أحد أقَاربها فِي رَيْعانِ شَبَابِه جَعَلها تَتَراجَعُ عَن قََرَارِها "مَخَافة من رَبِّها " على حدّ قولِها، وإنْ كَانَت ظرُوف حَيَاتها اللاحِقَة فِمَا بَعد جَعَلَتْهَا تَنْدَمُ عَلى هَذَا التَّرَاجُعِ النَّدمَ الشَّديد ،لِتعود فَتندم على هذَا النَّدم من جديد!
كَانَت تُعَانِي مِن عَدم استقرارٍ عَاطِفِيٍّ حَاّد مُتَعَدِّدِ المَصَادرِ، و اكتِئَابٍ عَميقٍ غَيرَ مُعلَنٍ مُتَنَوّعِ المَرَاجع ، ولا تُرِيد أنْ تُضِيف "نكبة" مولودٍ جديد إلى نَكَبَاتِها النَّفْسِيَّة وال
المزيد

كرمى - قصة قصيرة بقلم : مروة كريدية

كانون الأول 13th, 2009 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideas,أدب -literatureقصص - stories - histoiresهمسات امرأة - women whispers - chuchotement fémininالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج
freedo
كَرْمَى
مروة كريدية
أَطَلَّتْ إِلَى الشَّارِعِ بِعُيونٍ زُجَاجِيَّةٍ، وَنَحْوَ السَّمَاءِ وَجّهَتْ قَلبَهَا، أَطْلَقَتْ شَعْرهَا للهَوَاءِ، فَالمَشي صَديِق الأزَمَات والشَّارع وَنِيس مَنْ لا أَنِيسَ لَه، وَمَنْ سُدَّت أمَامه سُبُل الثَّرى تَوجّه بِفِطْريَّةٍ نَحْوَ الثُّريّا .
بِمُفْرَدِهَا تُوَاجِهُ الشَّاطِئ هذَا المَسَاء، فَلَطالَمَا عَشِقتْ الوحدَة وتَوَحَّدتْ بالوُجودِ وَبِرَّبِها على طَريقَتِها، وبِالرَّغمِ مِنْ كَثْرَة الكَائنات البَشَريّة حولَها بيدَ أنّ كلّ غيرَ الحَبيب فِي نَامُوسها أغْيَار !

بِصَدْرِهَا تَحتَضِنُ النَّسِيم فَتَكشفُ عَن عُنقهَا المُثْقَلِ بِأَطوَاقِ العُبوديَّةِ فِي مُجْتَمَعِ الخِدَاعِ، ومِعْصَمٍ مِنْ فَرط القُيودْ تَشَقَّق.

تَتَنَفَّسُ بِعمْقٍ … تُريد ان يدخل الهوَاء إلَى كُلّ ذَرَّةٍ فِي جَسَدِهَا، وَكَالنُّورِ يَسْرِي فِي هَيْكَلِهَا . تَتَحَسَّسُ وَجْهَهَا بِكَفِّها فَتَنْزَلِقُ أنَاملها عَلى دَمْعَةٍ انسَلَّت تُرَطِّبُ وجهًا مِنَ المَعْنَى أُفْرِغ.
كَمَا الأمْطَار فِي الليلِ تُرَاوِدُهَا أَحْلام صَغِيرة، والحزن يَسكنُ قَلبها الوادع كمَسَاءِ نَخْلَةٍ صامتة.
تُشَرِّعُ ذِراعَيْهَا لِلمُحِيِطِ وَتُطلِقُ لِكَيْنُونَتِهَا العنَان…


****

تَتَفَقَّدُ ذَاكِرَتَهَا وَتَبْحَثُ فِي تَكَالِيفِ الحَيَاة عَلّهَا تُعِيدُ العُمْرَ الهَارِب مِنهَا فَتُنسِجُ أحْدَاثَه مِن جَدِيدٍ عَلى الطَّرِ

المزيد

غوته يعود عبر “الديوان الشرقي ” في دبي

كانون الأول 12th, 2009 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , أخبار الإمارات - Emirates Newsأخبار ثقافية - Cultural News -Actualités culturellesثقافة و اعلام - Mass media - médias de masse - Cultureمؤتمرات وفعاليات علمية - conferences - Conférences -Seminars - Séminairesنصوص مترجمة - Traduction- translastionالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج

أشعار "غوتّه " في امسية شعرية ألمانية عربية رافقها عزف العود
في منطقة البستكية التراثية المطلّة على خور دبي والتي تحتضن إرث البيوت التقليدية التي حولتها ادارة المباني التاريخية الى متاحف متخصصة ومراكز ثقافية, أقيم في مركز ( أكس.في.أي. )غاليري أمسية شعرية باللغتين الألمانية والعربية لمجموعة يوهان فولفجانج غوته الشعرية التي عنوانها "الديوان الشرقي للمؤلف الغربي" والذي ألفه الشاعر في عام 1819 ويلخص جوهر سنوات اهتمامه بالشعر الشرقي حيث لم يهتم غوته ليس بالشعر والفلسفة فقط بل بالتاريخ والجغرافيا ودراسة العلوم. وكذلك دراسة التقاليد والديانات وما يتعلق بالانتربولجية الثقافية للشعوب

وكان جمهور الجالية الألمانية قد شارك بكثافة في حضور الامسية ليستمع إلى قصائد غوته حيث قرأ القصائد المترجمة إلى اللغة العربية الشاعر الأردني جهاد هديب. وقد رافق قراءة القصائد بالغتين الألمانية والعربية عازف العود الفنان العراقي خالد محمد علي الذي أصدر ستة ألبومات موسيقية وألف الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام التسجيلية والأعمال التلفزيونية مما أضفت جواً شرقيا على الإلقاء.

ويعد النقاد هذا الديوان الشرقي لا سيما وانه يشتمل على الملحمة الشهيرة "فاوست" من اروع الكتب التي جاءت بأثر احتكاك الشاعر بالرواية العربية والشعر العربي ثم المخطوطات القرآنية التي شكلت دافعاً مهماً له ومصدر إلهام لكتابة هذا الديوان، وقد اعتبر أيضاً أول ديوان كامل يقوم به شاعر أوروبي مسيحي
المزيد

فلك النون ! - شعر : مروة كريدية

تشرين الأول 3rd, 2009 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideas,أدب -literatureتصّوف - sufism - Soufismeشعر - Poems - Poèmesالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج

فلك النون
شعر : مروة كريدية  
 
إِلا مَنْ هَوَى
لأدْنَى مِنَ القَوْسَيْنِ
لِمَرَج  النَّهْرَينِ
بَيْنَ أجَاج وَعَذْب
 
 لا بَاب "عِند "
ولا مَعْبَر "إلى"
 
وَ تَتَمَزَّقُ الأنْوَار فِي كَفِّ عَتِيق
طُيُورٌ فِي فَلَك الحَقِيقَةِ تَدُور
تَلْتَقِطُ كُلّ العُيُون
وَتَنْكَشِف
 
أُفْرِدُ جَنَاحًا
وَأمْكُثُ غَيْرَ بَعِيد
بَيْنَ مَعْلُومٍ وَمَجْهُول
 
فَلا السَّابِق كَانَ
ولا اللّوَاحِق تَكُون
 
الأنْهار بِلا سَبَبٍ جاريَاتٍ
المزيد

محمود درويش الحاضر في قلوب محبيه - مروة كريدية

تشرين الأول 2nd, 2009 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideas,أخبار الإمارات - Emirates Newsأخبار ثقافية - Cultural News -Actualités culturellesأدب -literatureإيلاف- elaphايلاف ديجيتال - elaph digilal magazineشعر - Poems - Poèmesمؤتمرات وفعاليات علمية - conferences - Conférences -Seminars - Séminaires


في أمسية حزنها يشبه الفرح
محمود درويش يعود بعد الانعتاق بقلوب محبيه
 مروة كريدية من دبي
 العوْد إيقاع الكون نفسه وتأكيدٌ على أن ما بعد الحياة  قائم وان غابت الاجساد ، و الشاعر الوجودي قصائده دومًا ذات  نهاية مفتوحة على ممكنات لا تحصى ، تبقى مفتوحة ليكملها القارئ كما يرى ووفق خبرته كما يشاء. هكذا العظماء يدونون ويرحلون عن عالم الحس ويعودون عبر إبداعاتهم و بأقلام غيرهم وأصوات الآخرين  فيولد من حس شاعر مئات الشعراء على مرّ العصور.
المزيد

نصف عين ! - خواطر : مروة كريدية

أيلول 14th, 2009 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , - خواطر -Idées - Ideasأدب -literatureشعر - Poems - Poèmesالتعليقات ممنوعة لهذا الإدراج

نصف عين  !
شعر : مروة كريدية
 
وَ رُوحٌ بِالأمْطَارِ عُمِّدَت
بِغَمَامَةٍ حُبِسَتْ عِنْدَ الغَسَق
 
تَصْطَادُ نَسْمَةَ رَوْنَقٍ
بِحُمْرَةِ الوَردِ مَعَ الشَّفَقْ
                      
وَ يَعْبُرُ بِالرُّؤَى قَلْب
إلى شَوْقٍ عَلى جَنَاح ثَلْجٍ مُنْهَمِر
 
سَحَابَةٌ  صَُّرت بِزَهْرِ الزَّنْبَقِ
وَجَدَاوِلٌ بِيضٌ تُحَاكُ بأَودِيَةِ الزّمُرد
****
فِي غَايَةِ الحَيْرَة … حَيرَى !
أتراني لا أرى؟!
 
 أَأَطْلُبُكَ فِي السَّمَاءِ؟!
أَمْ فِي نَسْمَةِ الضُّحَى ؟!
 
 فِي يَاقُوتَةِ المَغِيبِ؟!
أمْ فِي لازُودِيِّ الحَصَى؟!
 
وأَرَاك…
فِي رائِحَةِ المَطَر و في وَشوَشةِ السَّحَر!
فِي كَفّ طِفْلَةٍ  وفِي دمعة القَمَر !
المزيد

BreytenBach poet of freedoom : by Marwa Kreidieh

أيلول 7th, 2009 كتبها marwa kreidieh مروة كريدية نشر في , peace - paix - السلام أخبار الإمارات - Emirates Newsأخبار ثقافية - Cultural News -Actualités culturellesأدب -literatureإيلاف- elaphالحرية - Liberté - freedomايلاف ديجيتال - elaph digilal magazineشعر - Poems - Poèmesفكر كوني - Une pensée planétaire - universal intellectualلا للعنف - non violanceمؤتمرات وفعاليات علمية - conferences - Conférences -Seminars - Séminaires

Breytenbach & Marwa Kreidieh
Breytenbach & Marwa Kreidieh 
 برايتنباخ شاعر كونيّ ينظم القضية الانسانية
كتبت :مروة كريدية
 بحسِّ انسان كوني يطل الى الوجود و بابتسامة تعكس تجربة عميقة ومحبة بالغة يُسلّم على من حوله، وبعيون تتحرك خلفها رؤى فيلسوفٍ اكتنز التجارب معرفة ووجدًا ينظر الى متابعيه .انامله ابدعت فنونًا تشكيلية صوّرت خبرة روح ، و كتاباته تنمّ عن بُعد انساني راقي يتجاوز انقسامات العباد الى ما بعد انسانيتهم، نسج معاناة السجون شعرًا وخط ممانعة الشعوب نثرا، أتقن لغات عدة خاطب بها حضارات مزجت شمال الأرض بجنوبها.


قاوم العنف وكافح العنصرية وسُجن سبعة أعوام ونصف العام لأجل قضاياه كانت سبعٌ عجاف بحقه غير انها كانت سِمَان انضجت تجربة الروح وساهمت في إثراء إنتاجه الأدبي المقاوم للتمييز العنصري، إنه الشاعر العالمي برايتن برايتنباخ الذي آمن بأن ان للوجود فلسفة ترقى على ممارسة العنف وللممانعة معنى فاعل من اجل تحقيق العدالة .
أطلّ بتواضع عملاق على مسرح مركز دبي التجاري العالمي أول من أمس في حفل افتتاح مهرجان دبي الدولي للشعر ليلقي كلمة عكست كونية انسان لم تحده الجغرافية ولم يأسره التاريخ ويؤكد على أن الشعر يشكل أرضية مشتركة بين الشعوب وهو واحة القلب والعقل وهو لغة الغناء والفن .


برايتنباخ أعرب لنا عقب الافتتاح عن سعادته بالمهرجان كونه يشكل مبادرة نوعية حقيقية يستحقها الشعراء وتفسح المجال لتلاقي الشعراء من كافة أقطار العالم مؤكدًّا على ان الشعر يقرب بين الحضارات ويسمح بالتعرف على ثقافة الآخرين في إطار الأحاسيس والابداع وهو فرصة للتخاطب بين الثقافات ، مشيراً إلى الدور الذي لعبه الشعر في التعريف بالقضايا الانسانية وترسيخ الثقافة المقاومة للعنصرية بشكل عام ملمحاً إلى القصائد الشعرية للشاعر الراحل محمود درويش.

وتدور معظم مواضيع برايتنباخ الشعرية حول تجربته في السجن كناشطٍ ضد التمييز العنصري، وحول حياته في المنفى في فرنسا وعن تجربته كزائر في دولة جنوب إفريقيا الجديدة.وقد تُرجمت معظم أعماله الشعرية والروائية إلى الكثير من اللغات وأقام معارض تشكيلية في فرنسا وأمريكا ولندن وهو مرشح لجائزة نوبل.
يروي الكثير عن تفاصيل سجنه في شعره فيقول في إحدى قصائده:


نائم في حقل بري اخضر
مستلقيا على حافة هاوية ظل الموت
في الليلة الأخيرة
مستمعا إلى المحكومين بالإعدام
يقبرون في ممرات تحت الأرض،

مع شهقة في حلوقهم
كسكان متأهبين للهروب
لان المدينة تحترق، كيف يغني الموتى،
بشهيقهم المخنوق،
كيف يغني الموتى،
أولاء هم من العتمة إلى الضوء راحوا يقفزون
أولاء هم المرسلون إلى عناوين مجهولة
وأنا المرتعب من الجحيم

وتنساب اللغة الوجدانية في معظم قصائده وفي كلمة الافتتاح بالمهرجان التي ألقاها في الرابع من مارس الجاري واشار فيها الى أنه تأثر بشعر محمود درويش وغيره من الشعراء العرب وغيرهم لان الشعر من وجهة نظره لغة الانسانية ولغة التواصل مع الآخر مهما كانت معتقداته التي يؤمن بها او عرقيته وجذوره
وفي احدى قصائده يخاطب قلبًا ساكنا في صوت الذكريات ويقول 
:


من الطبيعي إننا بهذه الطريقة
سوف نكسب قضيتنا
نسكن في صوت ذكرياتنا
نحن الاثنان سوف نحيا
من اجل حياة ليست هنا
يجب إن تساعدني
سويا سوف نعزل الكلمات
مثل طيور الربيع
في بلاد ليس لها وجود
سوف نغرد في الفضاء حيث يكون الضوء
سوف نبلل الليل
الأرض ستكون شرهة للحلوى
القصائد ستكون ظلالنا
في وادي السماء


درويش سيبقى حيًّا في غناء الطيور

علاقة شخصية وصداقة قوية جمعت برايتنباخ بالراحل محمود درويش وقضية انسان ينتمي للكون و يقاوم عنصرية البشر بحق بعضهم البعض
تألم براينباخ لفراق درويش ورثاه بقص

المزيد
التالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق