الأحد، 31 مارس 2013

العاملات الصينيات: تركن الريف ولم تنصفهن المدينة






العاملات الصينيات: تركن الريف ولم تنصفهن المدينة
مروة كريدية – شينغهاي - الصين 
  من الطبيعي جدا ان ترى المراة تعمل في كل مكان في معظم مقاطعات الصين، كما أنها قد تمتهن أي مهنة يمكن أن توصف في كثير من المجتمعات الأخرى على أنها من مهام الرجال،   فتجدها عاملة تنظيفات في الشوارع العامة أو شرطية تنظم المرور في مفارق الطرق و تلاحق المخل بالقانون، كما تراها ايضًا سيدة أعمال او مسؤولة مبيعات ، أو عاملة في مصنع،  أو مزارعة في حقل، كما تمتهن المرأة  في الصين الشؤون العامة وهي ماهرة في الاعمال الحزبية والسياسية حيث تشكل نسبة السيدات 21.33 % في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني .
   وتشير  الاحصاءات الرسمية الصادرة عن الحكومة الصينية الى  أن عدد النساء في الصين بلغ 620 مليون إمرأة محتلا 48.5% من إجمالي عدد سكان الصين فيما بلغت نسبة النساء 45.4% من اجمالي القوى العاملة في الصين مما يعني ان عدد النساء العاملات يفوق 90 % !
 وتقع على كاهل المرأة في الصين أعباء شتّى وتجدها كادحة من الصباح الباكر حتى المساء المتأخر، دون كلل أو تذمر أو ملل في مشهد يجعل المرء يتساءل عن سرّ هذا الانضباط والنشاط الدائم .  
 ايلاف التقت سيو بينغ عاملة قَدِمَت من الريف الصيني تقوم بتنظيف الشارع فقالت: "أعمل منذ ما يقارب العشر سنوات في شوارع هذه المدينة ولا أنزعج من عملي ولا أهتم بنظرة الناس لي.. كما اني جئت من قريتي التي يعمل فيها الناس بالزراعة وانا أفضل العمل بتنظيف الشارع على العمل كمزارعة"
   وعن سبب ذلك تقول سيو :" لان العمل في اطار المؤسسات الرسمية يمنحك ضمانات للصحة والشيخوخة والتعويضات من المؤسات الاجتماعية فيما العمل في الامور الاخرى قد يسبب في ضياع هذه الحقوق والمكاسب"


وفيما تشير المصادر الصينية الرسمية الى ان "وضع عمالة النساء يسير باتجاه عادل وان الحكومة الصينية تهتم كثيرا بقضية تطور وتقدم المرأة في الصين، حيث تبنت المساواة  بين الرجال والنساء كسياسة وطنية أساسية في مسيرة التطور الاجتماعي. ملتزمة بمبدأ المشاركة المتساوية والتطور والتمتع المشترك بالفوائد بين الرجال والنساء ، نجد ان هناك من يشكك بذلك بل ويرى ان ظاهرة نزوح اليد العاملة من الريف الى المدن خطرة جدا وانها أدت الى نشوء مافيات "العمالة" ومكاتب التوظيف علاوة على ما يسببه ذلك من ذيول أخلاقية واقتصادية تخلّفة الهجرة الداخلية ناهيك عن شروط العيش القاسية التي يحياها هؤلاء .
  
 
في معمل جلديات في المنطقة الصناعية انكبت فتيات على وضع الاكسسوارات على الشنط والجزادين فسألنا لو واكا عن وضعها في عملها فقالت :" انا قدمت من منطقة ريفية بعيدة عبر صديقة لي كانت تعمل هنا بالسابق … أوضاعنا ليست على ما يرام فنحن نعمل ما يزيد عن 12 ساعة يوميًّا في مكان كما ترونه مكتظ ونكاد لا نرى الشمس فنحن هنا من الصباح الباكر الى الليل ولا نأكل غير الارز المطبوخ اذ ان ما نتقضاه لا يسمح لنا بشراء اللحم !" وتتقاضى "لو" شهريا ما يقارب1000 يوان اي ما يعادل 130 دولار تقريبا ،  وعن مكان السكن تقول" نعيش  في شقق خصصت لنا كعاملات غير انها تفتقر لكثير من الشروط الملائمة للعيش المريح "
  
  وحول ذلك يقول ليز تي تشانغ المتخصص في الهجرة الداخلية أن :" أكثر من 130 مليون مهاجرمن الشابات والشبان الصينيين غادروا مسقط رأسهم للالتحاق بالمجمعات الصناعية الناشئة التي تفتقر بمعظمها إلى الحد الأدنى من شروط العمل الإنساني وشروط الحياة الإنسانية، بحثا عن فرص عمل، وعن مهارات جديدة، تمكّنهم من الاستمرار والتأقلم مع ظروف و واقع حياة جديدة قاسية وسريعة الحركة لا ترحم من يتخلف عن الركب فيها. " معتبرا ان المرأة تقع تحت ضغوطات عنيفة تحتم عليها العمل ضمن ظروف مقيتة " 
 
وتجدر الإشارة الى أن نائبة رئيسة اتحادالنسائي العام هوانغ تشينغ يي كانت قد  قدمت تقرير عمل الى االلجنة التنفيذية التاسعة للاتحاد خلال اعمال المؤتمر الوطنى العاشر للنساء الذي انعقد مؤخرًا افادت فيه ان فجوةالتعليم بين الرجال والنساء ضاقت مع ارتفاع نسبة النساء اللواتي يتلقين مستوياتمختلفة من التعليم بصورة مستقرة. اما في مجال الصحة، فأشارت الى ان معدل وفياتالامهات في الصين انخفض الى 36.6 لكل مائة الف من 51.3 لكل مائة الف عام 2003، وتطرقتالى ان مزيدا من النساء يستفدن من مختلف الضمانات الاجتماعية ووصل متوسط العمر المتوقعللمرأة الى 75.25 سنة.واظهرت الاحصاءات انه تم انشاء اكثر من 27 الف وكالة لحمايةحقوق النساء والاطفال لمعالجة قضايا انتهاك الحقوق.
 
وشجعت النسوة من الاقليات القومية ومن ذوات المعتقدات الدينية بصورة كبيرة للاسهام في التنمية الاجتماعية ، حيث اجرت النساء من البر الصيني الرئيسي تبادلات مختلفة مع نظيراتهن من هونغ كونغوماكاو وتايوان بحسب هوانغ، علاوة على ان التبادلات الدولية من مثل الزياراتالثنائية والمتعددة جارية على قدم وساق مع اقامة الاتحاد لعلاقات صداقة مع 697منظمة للنساء والاطفال في 164 دولة ومنطقة.
 
 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق