الأحد، 31 مارس 2013

مسلمو الصين دور حضاري و ثقافي








 "قومية هوي" ترجمة للحضارة الاسلامية في قلب الصين
مسلمو الصين مخلصون للحكّام ويتاجرون باللحم الحلال
 
مروة كريدية – ينتشوان - الصين
 
عبر المسلمون الى الصين عن طريق التجارة ويُعرفون اليوم ب "أبناء قومية هوي " وقد انتشر الاسلام كدين توحيدي وسط الكثير من المفردات الثقافية التي تزخر بالمعتقدات الوثنية في الغالب، حيث أن الحكمة الصينية القديمة شكلت مخزونًا أخلاقيا لا يستهان به وخلقت نوع من التسامح والقيم السامية التي طبعت البلاد بطابعها.
 
ويعتنق الإسلام في الصين اثنتان من القوميات الصينية، منها قومية "الايغور" وهؤلاء يقطنون إقليم سينكيانغ وقومية "هوي" التي تنتشر في جميع أنحاء البلاد. وأبناء "الايغور" لا ينتمون من الناحية العرقية إلى الصينيين بل إلى الشعوب التركمانية. وأما أبناء "هوي" فهم ينتمون عرقيا إلى شعوب "هان" الصينيين ولكنهم يختلفون عنهم في الدين.
 


وتشير المصادر التاريخية الى انه مع انتشار الاسلام في المدن الداخلية للصين قام أسرة "يوان " المالكة بابطال نظام "الضيوف الغرباء " او الاجانب الذي كان معمولا به خلال الحقبات السابقة من فترة حكم سلالة " سونغ المالكة " و " سلالة تانغ" في الفترة الممتدة من القرن السابع وحتى الربع الأخير من القرن الثالث عشر الميلادي وتحديدا خلال عامي 618 وحتى 1279 .
 
وقد قامت سلالة " يوان الملكية " بانشاء دار للمسلمين على المستويين المركزي والمحلي عرفت باسم "دار القضاء لقومية هوي" لإدارة الشؤون الدينية والشؤون القومية الداخلية.
 

ايلاف التقت أحد ابناء "هوي" من المسلمين، وهو أحد المهتمين بتاريخ الاقليات في الصين  ويدعى عبدالرحمن شيان نو واخبرنا: " أن دور ما اصطلح على تسميته ب"بيت القضاء " او دار القضاء كان هدفه الأول "الدعاء  للملوك والأباطرة من أسرة يوان المالكة- مستطردًا - أن "الدعاء والصلاة من اجل الملوك تقليد راسخ في تاريخ الصين و هو جزء لا يتجزأ من تراثها الحضاري، إذ لا يوجد فريق او شعب عاش في هذه البلاد الا واتّبع أعرافها في التعاطي باحترام تجاه أسرها المالكة من الأباطرة  
ويُضيف عبد الرحمن:" ان دارة القضاء هذه مهمتها ايضًا إدارة قضايا المسلمين الخاصة بهم من فصل في الامور التجارية والعملية والاحوال الشخصية من زواج وطلاق وغيره، وذلك وفق المعتقد الاسلامي وما شُرّع في نظام الشريعة وامور القانون الاسلامي، وهذا البيت القضائي يُشرف عليه قضاة ومشايخ وفقهاء متخصصون  في الافتاء وحل النزاعات "



ايلاف التقت أحد ابناء "هوي" من المسلمين، وهو أحد المهتمين بتاريخ الاقليات في الصين ويدعى عبدالرحمن شيان نو واخبرنا: " أن دور ما اصطلح على تسميته ب"بيت القضاء " او دار القضاء كان هدفه الأول "الدعاء للملوك والأباطرة من أسرة يوان المالكة- مستطردًا - أن "الدعاء والصلاة من اجل الملوك تقليد راسخ في تاريخ الصين و هو جزء لا يتجزأ من تراثها الحضاري، إذ لا يوجد فريق او شعب عاش في هذه البلاد الا واتّبع أعرافها في التعاطي باحترام تجاه أسرها المالكة من الأباطرة  
ويُضيف عبد الرحمن:" ان دارة القضاء هذه مهمتها ايضًا إدارة قضايا المسلمين الخاصة بهم من فصل في الامور التجارية والعملية والاحوال الشخصية من زواج وطلاق وغيره، وذلك وفق المعتقد الاسلامي وما شُرّع في نظام الشريعة وامور القانون الاسلامي، وهذا البيت القضائي يُشرف عليه قضاة ومشايخ وفقهاء متخصصون في الافتاء وحل النزاعات "


وعن صفات القضاة يضيف قائلا :" القاضي يكون أيضًا إمامًا في المسجد وهذا ما جرت عليه العادة هنا"
المصادر التاريخية تشير الى ان صلاحيات القضاة تسمح بإدارة شؤون المسلمين في كل مكان يتواجد فيه مسلمون في الصين ، وفي نهاية عصر أسرة "مينغ المالكة التي امتد حكمها من عام 1368 وحتى عام 1644 وهي التي تلت فترة حكم اسرة يوان ؛ وخلال هذه الفترة بدأ يتشكل مفهوم (الاخلاص للحكّام ) كما الاخلاص لله وقد ساهمت دور القضاء في بلورة ذلك عن طريق نظرية "الاخلاصيين" التي تطلب الطاعة لأولي الأمر وظل ذلك معمولا به حتى وصول أباطرة أسرة تشينغ الملكية(1644-1911(
 
نينغشيا أكبر تجمع لقومية هوي ويتاجرون بالأغذية "الحلال" :
 
و عن أوضاع قومية هوي في الوقت الحالي  يقول  جين لين نائب رئيس لجنة التنمية والاصلاح في منطقة نينغشيا:" ان نيغشيا  منطقة الحكم الذاتى الوحيدة لقومية هوى على مستوى المقاطعة فى الصين وأكبر منطقة لتجمع المواطنين من هذه القومية التي يشكل عدد أفرادها36 بالمائة من اجمالى عدد السكان فى المنطقة وتسمى بـ"مقاطعة المسلمين الصينية" مضيفًا "أن المواطنين من قومية هوى لهم عقيدة دينية مشتركة وصفات نفسية قومية متشابهة وتقاليد عريقة للتجارة مع الشعب العربى."
 
الجدير ذكره ان مناقط المسلمين تشتهر بتجارة المأكولات "الحلال " وتحوي اكبر تجمع لصناعة المأكولات التي تنص الشريعة الاسلامية على جواز أكلها وهي تضم بحسب الاحصائيات الاقتصادية نحو عشرة آلاف من مؤسسات انتاج وتجارة المأكولات الاسلامية ولوازم المسلمين ووصلت قيمة الانتاج السنوية لهذه الصناعة الى أكثر من سبعة مليارات يوان (حوالى 1.02 مليار دولار أمريكى), محتلة 80 بالمائة من قيمة انتاج هذه الصناعة فى المنطقة, كما أن لها أكثر من 300 براءة اختراع .لذلك فقد سعت الى فتح أسواق لها بجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط ووسط آسيا وأصبحت موقعا مهما لصناعة الأغذية "الحلال " وتوزيعها في الصين والعالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق