السبت، 30 مارس 2013

BreytenBach poet of freedoom : by Marwa Kreidieh

بريتن بريتنباخ  - مروة كريدية 


Breytenbach & Marwa Kreidieh 
 برايتنباخ شاعر كونيّ ينظم القضية الانسانية

BreytenBach poet of freedoom : by Marwa Kreidieh


كتبت :مروة كريدية
 بحسِّ انسان كوني يطل الى الوجود و بابتسامة تعكس تجربة عميقة ومحبة بالغة يُسلّم على من حوله، وبعيون تتحرك خلفها رؤى فيلسوفٍ اكتنز التجارب معرفة ووجدًا ينظر الى متابعيه .انامله ابدعت فنونًا تشكيلية صوّرت خبرة روح ، و كتاباته تنمّ عن بُعد انساني راقي يتجاوز انقسامات العباد الى ما بعد انسانيتهم، نسج معاناة السجون شعرًا وخط ممانعة الشعوب نثرا، أتقن لغات عدة خاطب بها حضارات مزجت شمال الأرض بجنوبها.


قاوم العنف وكافح العنصرية وسُجن سبعة أعوام ونصف العام لأجل قضاياه كانت سبعٌ عجاف بحقه غير انها كانت سِمَان انضجت تجربة الروح وساهمت في إثراء إنتاجه الأدبي المقاوم للتمييز العنصري، إنه الشاعر العالمي برايتن برايتنباخ الذي آمن بأن ان للوجود فلسفة ترقى على ممارسة العنف وللممانعة معنى فاعل من اجل تحقيق العدالة .
أطلّ بتواضع عملاق على مسرح مركز دبي التجاري العالمي أول من أمس في حفل افتتاح مهرجان دبي الدولي للشعر ليلقي كلمة عكست كونية انسان لم تحده الجغرافية ولم يأسره التاريخ ويؤكد على أن الشعر يشكل أرضية مشتركة بين الشعوب وهو واحة القلب والعقل وهو لغة الغناء والفن .

برايتنباخ أعرب لنا عقب الافتتاح عن سعادته بالمهرجان كونه يشكل مبادرة نوعية حقيقية يستحقها الشعراء وتفسح المجال لتلاقي الشعراء من كافة أقطار العالم مؤكدًّا على ان الشعر يقرب بين الحضارات ويسمح بالتعرف على ثقافة الآخرين في إطار الأحاسيس والابداع وهو فرصة للتخاطب بين الثقافات ، مشيراً إلى الدور الذي لعبه الشعر في التعريف بالقضايا الانسانية وترسيخ الثقافة المقاومة للعنصرية بشكل عام ملمحاً إلى القصائد الشعرية للشاعر الراحل محمود درويش.
وتدور معظم مواضيع برايتنباخ الشعرية حول تجربته في السجن كناشطٍ ضد التمييز العنصري، وحول حياته في المنفى في فرنسا وعن تجربته كزائر في دولة جنوب إفريقيا الجديدة.وقد تُرجمت معظم أعماله الشعرية والروائية إلى الكثير من اللغات وأقام معارض تشكيلية في فرنسا وأمريكا ولندن وهو مرشح لجائزة نوبل.
يروي الكثير عن تفاصيل سجنه في شعره فيقول في إحدى قصائده:

نائم في حقل بري اخضر
مستلقيا على حافة هاوية ظل الموت
في الليلة الأخيرة
مستمعا إلى المحكومين بالإعدام
يقبرون في ممرات تحت الأرض،
مع شهقة في حلوقهم
كسكان متأهبين للهروب
لان المدينة تحترق، كيف يغني الموتى،
بشهيقهم المخنوق،
كيف يغني الموتى،
أولاء هم من العتمة إلى الضوء راحوا يقفزون
أولاء هم المرسلون إلى عناوين مجهولة
وأنا المرتعب من الجحيم
وتنساب اللغة الوجدانية في معظم قصائده وفي كلمة الافتتاح بالمهرجان التي ألقاها في الرابع من مارس الجاري واشار فيها الى أنه تأثر بشعر محمود درويش وغيره من الشعراء العرب وغيرهم لان الشعر من وجهة نظره لغة الانسانية ولغة التواصل مع الآخر مهما كانت معتقداته التي يؤمن بها او عرقيته وجذوره
وفي احدى قصائده يخاطب قلبًا ساكنا في صوت الذكريات ويقول 
:

من الطبيعي إننا بهذه الطريقة
سوف نكسب قضيتنا
نسكن في صوت ذكرياتنا
نحن الاثنان سوف نحيا
من اجل حياة ليست هنا
يجب إن تساعدني
سويا سوف نعزل الكلمات
مثل طيور الربيع
في بلاد ليس لها وجود
سوف نغرد في الفضاء حيث يكون الضوء
سوف نبلل الليل
الأرض ستكون شرهة للحلوى
القصائد ستكون ظلالنا
في وادي السماء

درويش سيبقى حيًّا في غناء الطيور
علاقة شخصية وصداقة قوية جمعت برايتنباخ بالراحل محمود درويش وقضية انسان ينتمي للكون و يقاوم عنصرية البشر بحق بعضهم البعض
تألم براينباخ لفراق درويش ورثاه بقصيدة أطلق عليها اسم ” محادثة هائمة مع محمود درويش ” الذي توفي في التاسع من آب العام الفائت فكان الحاضر الغائب في المهرجان وفي كل الفعاليات الثقافية التي رافقته
يصف برايتنباخ أثر شعر محمود درويش في روحه عندما التقاه في الأمسية الشعرية الأخيرة لدرويش في فرنسا :” نعم مثل تيار عميق كل كانت كل ثيمة من هذه الثيمات .. لكنه كان ايضا - أي شعر درويش - عن الزيتون والتين والحصان الذي يواجه الأفق؛ وعن الغموض في لون زهرة وعين المحبوب وخيال الطفل الذي يمسك جده بيده. و بلطف، مراراً وتكراراً، وعلى نحو مروّع، وضمنيا، كان يتحدث إلى الموت بشكل هازئ، حتى أنه بشوق تحدث إليه. تحجرنا. ربما لمسنا - تذكرنا ليلى؟ - أكان كان مثل هذا القول وداعا؟ على أرض أجنبية؟ حينها توقف الوقت”.
ثم يتذكر برايتنباخ لقاءه الأخير بمحمود درويش الذي حدّثه خلاله عما سيحدث في تأبينه وكيف أن النصوص ستكون ركيكة وأن السياسيين لن يحاولوا السطو على نجوميته والحلول محله بالنسبة لناسه، وقال إنه يبكيه لكن العزاء بالنسبة إليه في أن محمود درويش”سوف يبقى حيّا في غناء الطيور”.

عندما تموت
يُهزم شريانك الأورطي
كل ما هو بليد ومجعد
مثل ثعبان أرجواني ينفجر
لأن الشرايين لم تعد قادرة
على تمرير الاستعارة الكاملة
وقلبك مثل القصيدة يتدفق
الدم النهائي
في ذلك المشفى الأجنبي
من الأرض البربرية
عندما يكون قلبك في النهاية
قمر ينمو على الجزيرة
بين الغيوم المندفعة أمام الريح
في موسم الشتاء الصغير
التي سرعان ما تريق حبراً رطباً
في أشعار طويلة فوق الأمواج
غربان وماعز وأطفال فقراء قذرين
يتباهون في الأغنية والافتتان
كما لو أنهم يحتفلون بالعرس.
ثلاثة أربعة أو خمسة أيام وليال
كومة حبال في النهار، غير مرئية كالموت
تلمس الطريق أو غرزة ألم على السطح في مقطع من الكلمات
من أجل فك لغز الليل
عندما الوقت يأخذ مده وجزره كالحاصدة
مع حقول الجسد
أعتقد كان يوم السبت عندما عملت
إشارة الموت، قلت،
وأنا: يتوجب عليك ترك شيء ما
وصية أو رغبة
لكن لم يكن هناك شيء
وقلت أحتاج إلى مكالمة صديق
لأخبره عن موتي
لكن لم يفتح أحد الخط،
وانا: يجب أن أذهب إلى قبري
لكي أجعله عاريا لك
بإكليل غار وياسمين وعسل
لكني فقدت بيان الطريق
وأنت قلت: يجب أن أكتب السطر الأخير
حول مجيء الظل ورحيله
على وجه القمر الضرير
كما لو يتحرك في منظر ريفي
مع حروف العلة على أجنحة الطيور
يتقاطر الماء وتتلاشى الحروف إلى حبر

الشاعر في سطور :
براين براينباخ الشاعر والكاتب والفنان التشكيلي ولد في السادس عشر من سبتمبر عام في 1939 في بونيفال في جنوب أفريقيا لأبوين يهوديين وهو افريقي أبيض وعايش معتقلات جوهاسنبيرغ بعد ان صدر بحقه حكم بالسجن تسعة أعوام ولإقدامه على الزواج من امرأة سوداء من أصول فيتنامية كانت واحدة من رفيقاته في الحزب الشيوعي في بلاده ليفرج عنه بعد مرور سبع سنوات فيعيش بالمنفى في فرنسا مع زوجته متنقلا بين الولايات المتحدة الاميركية والدول الأوروبية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق